logo
مناقشة "الثقافة المصرية.. ثوابت وتحولات" بصالون إدوار الخراط.. 28 يوليو

مناقشة "الثقافة المصرية.. ثوابت وتحولات" بصالون إدوار الخراط.. 28 يوليو

الدستور٢٠-٠٧-٢٠٢٥
يناقش صالون إدوار الخراط، في السابعة مساء الاثنين الموافق 28 يوليو، كتاب "الثقافة المصرية.. ثوابت وتحولات" للكاتب شعبان يوسف، والصادر حديثًا عن دار نفرتيتي.
مناقشة "الثقافة المصرية.. ثوابت وتحولات" في صالون إدوار الخراط.. الإثنين
ويقدم الكاتب شعبان يوسف، كتاب "فجر المسرح.. دراسات في نشأة المسرح"، الصادر عن دار البستاني، كما يشارك في المناقشة الدكتور إيهاب الخراط، والدكتورة ميرفت العماري، والكاتب والمفكر أشرف راضي، ويشار إلى أن صالون إدوار الخراط، يقع في 13 شارع ميريت باشا بميدان التحرير.
ويناقش كتاب "الثقافة المصرية.. ثوابت وتحولات"، عدة قضايا ثقافية شغلت هموم كبار الأدباء والمفكريين المصريين، أبرزهم سلامة موسى، وعطيات الأبنودي، علاء الديب، محمد جلال كشك، توفيق الحكيم، وغيرهم.
مناقشة "الثقافة المصرية.. ثوابت وتحولات" في صالون إدوار الخراط
عن الكاتب شعبان يوسف:
هو كاتب وشاعر وناقد وباحث مصري، ومؤسس منتدى ورشة الزيتون الأدبية، ومجلة "كتابات"، ألف سبعة دواوين ومسرحية، بالإضافة إلى العديد من الكتب الناقدة والبحثية، ترأس هيئة تحرير سلسلة "كتابات جديدة"، وأشرف على مجلة "منارات النديم" الأدبية.
وصدر له مجموعة من الكتب النقدية في التاريخ الأدبي والثقافي، منها 'صبري موسى.. سيرة عطرة وإبداع شامخ'، "أدب السجون"، 'لماذا تموت الكاتبات كمدا؟'، وغيرها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثقافة : تعرف على حيثيات فوز الشاعر إبراهيم أبو سمرة بجائزة الدولة التشجيعية
ثقافة : تعرف على حيثيات فوز الشاعر إبراهيم أبو سمرة بجائزة الدولة التشجيعية

نافذة على العالم

timeمنذ 2 أيام

  • نافذة على العالم

ثقافة : تعرف على حيثيات فوز الشاعر إبراهيم أبو سمرة بجائزة الدولة التشجيعية

الأحد 3 أغسطس 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - فاز الشاعر إبراهيم أبو سمرة بجائزة الدولة التشجيعية في فرع الآداب - قسم ديوان شعر العامية لعام 2025، عن ديوان "بالتة شعر" وفيما يلي.. ننفرد بنشر الحيثيات الكاملة التي استندت إليها لجنة التحكيم في اختيار هذا العمل للفوز بالجائزة، تسليطًا للضوء على نقاط التميز والابتكار في الديوان الفائز. لجنة التحكيم تشكلت لجنة تحكيم جائزة الدولة التشجيعية في الآداب فرع ديوان شعر الفصحى، من: الشاعر والناقد شعبان يوسف (رئيسا)، وتشكلت عضويتها من كلا من: د. رشا الفوال، د. سيد إسماعيل ضيف الله، الشاعر عبد الستار سليم، الشاعر عماد غزالي. حيثيات فوز "بالتة شعر" بعد توزيع الأعمال على أعضاء اللجنة ومناقشة التقارير الصادرة عن كل منهم، أوصت اللجنة بمنح الجائزة للشاعر إبراهيم أبو سمرة عن ديوانه "بالتة شعر"، وذلك للأسباب الأتية: يتم الديوان بالعناية الشديدة بتركيب الجملة الشعرية في ذاتها والعلاقات بين الجمل الشعرية وبعضها اببعض على نحو لا افتعال فيه ولا تكلف، حيث تبدو الجمل الجمل داخل القصيدة الواحدة بل والقصائد داخل الديوان أشبه بحبات المسبحة في سلاسة تواتر الحبة الواحدة منها للأخرى، وأن الحالة الشعورية الوحدانية للذات الشعرية في هذا الديوان جعلت هذه التراكيب الشعرية السلسة والصور المجازية محملة بطاقة صوتية، وكأن الشاعر يحاكي بقصائده حلقات الذكر، إنها حالة من الهروب من واقع الإنسان المعاصر وما يرتبط به به في هذا الديوان من قسوة واغتراب، ومن ثم تسمو الذات الشعرية وتحلق لتحرر الإنسان بالشعر من الجسد المكتوب عليها أن تسجن فيه. الشاعر إبراهيم أبو سمرة الشاعر إبراهيم أبو سمرة، من مواليد محافظة السويس، صدر له عدة مؤلفات منها ديوان "على رصيف الأتكة"، وفاز عنه بالمركز الثالث في مسابقة المواهب الأدبية للشباب.

جوانب خفية في حياة الراحل صلاح عيسى.. يكشفها شعبان يوسف
جوانب خفية في حياة الراحل صلاح عيسى.. يكشفها شعبان يوسف

الدستور

timeمنذ 4 أيام

  • الدستور

جوانب خفية في حياة الراحل صلاح عيسى.. يكشفها شعبان يوسف

كشف الكاتب والمؤرخ شعبان يوسف، عن جوانب خفية في حياة الكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى، وذلك بعرض خطابين، خلال فعاليات صالون الدستور الثقافى، الذي عقد تحت عنوان «صلاح عيسى بين السرد الأدبي والسرد التاريخى». الخطاب الأول من زوجته الأولى فريدة تقول فيه: حبيبى صلاح لعلك بخير، ولعلك سعدت بزيارة سوسنة، كانت رائعة أليس كذلك، لقد سعدت أنا أيضًا لتحسن العلاقات بينكما، أو بمعنى أصح ببداية العلاقات، فكل ما مضى لم يكن يسمى علاقة على أى مستوى، لا أستطيع إكمال الخطاب، فالشيطان الصغير لا يكف عن مضايقتى، «لأننى عدت إلى البيت بالطبع» تقدمت اليوم بطلب زيارة ليوم الأربعاء القادم، الموافق ١٨/٧/ ٧٠ لا جديد عندنا فلا زالت الشمس تشرق وتغرب ونحن نأكل ونشرب وننام، ولكن لا نعيش بأى حال من الأحوال، والحالة النفساوية كما الزفت وتحت الصفر. لعل صحتك تحسنت، سأبحث لك عن الدواء، وأرجو أن أتمكن من إحضار علبة لك فى الزيارة. وإلى اللقاء ملحوظة: الظروف حاليًا سيئة للغاية، لأن العفريتة الصغيرة أخذت علبة طابع البريد وكورته ورمته فى الطريق العام، عاقبتها بالطبع.. فريدة صورة من الصالون خطاب صلاح عيسى لوالدته الخطاب الثاني كان من صلاح عيسى لوالدته يقول فيه: ماما العزيزة إزيك كدا يا حاجة وإزى صحتك، واحشانا كتير والله، وأهو رمضان جه والعيد قرب، وكل سنة وإنت طيبة وجايين عليكم جرى. الراديو عامل إيه معاكى، يا ترى الحجارة خلصت ولا لسه؟، أنا وصيت لك على دستة حجارة إنما إيه، شغل بره، وعال قوى وحجيبهم معانا ع العيد إن شاء الله. إلا قوليلى.. الهدوم الكستور اتخيطوا ولا لسه، إذا كانوا لسه قماش ابعتيهم مع أى حد نازل مصر، مع جلابية قديمة، وفريدة تخيطهم عند الخياطة بتاعتها، ونبعتهم لك قوام قبل العيد، برضه مع حد يسافر لعندكم. اسمعى بقى يا حاجة إنت لازم تدعيلى فى كل صلاة لأجل ما اتنقل من شغلى، إلا أنا سامع كدا إن الدور جه عليا، عشان أروح الصعيد، فى حركة النقل الجاية دى فى الشهر اللى إحنا فيه ده، وأنا بقالى ييجى شهر ونص عمال أنط من بلد لبلد فى البحر الأحمر، وسينا والغردقة عشان أخلص البحث اللى الوزارة عاملاه على الناس فى الجهات دى لأجل ما تعرف عايشين إزاى وبيشتغلوا إيه، والبرد يا حجة فى الحتت دى م بيوقفش، مش نافع معاه جاكتة ولا بلوفر، صحرا هو، مفيش برد بعد كدا، واهو ربنا سهل والبحث قرب يخلص.. سلامى لعمى عباس، وطنط قدرية، وعمى سعيد، وطنط سنية. 84ad8a73-2296-4bcb-ad05-045459e4c8e5

وثائق نادرة من الملف الخاص لـ«صلاح عيسى»
وثائق نادرة من الملف الخاص لـ«صلاح عيسى»

الدستور

timeمنذ 5 أيام

  • الدستور

وثائق نادرة من الملف الخاص لـ«صلاح عيسى»

كشف الكاتب والمؤرخ شعبان يوسف عن جوانب خفية فى حياة الكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى، وذلك خلال فعاليات صالون «الدستور الثقافى»، وتحت عنوان «صلاح عيسى بين السرد الأدبى والسرد التاريخى». وقدم «يوسف» شهادة مطولة غنية بالتفاصيل الإنسانية والفكرية، استعرض خلالها محطات بارزة من سيرة «عيسى»، بما فى ذلك معاركه الفكرية مع رموز مثل رجاء النقاش، ومواقفه داخل المعتقل، ودوره البارز فى الدفاع عن الثقافة الوطنية. كما كشف «يوسف» عن وثائق ومراسلات نادرة لـ«عيسى»، منها خطاب لوالدته وآخر من زوجته الأولى فريدة أحمد، مبرزًا بذلك جوانب إنسانية فى سيرة هذا الكاتب المتمرد. وتوقف «يوسف» عند بصمة «عيسى» الرائدة فى الرواية التسجيلية وكتاباته التى مزجت بين السرد التاريخى والأدبى، مؤكدًا أنه «مؤرخ جيله بلا منازع» وأنه كسر الجمود فى تناول المعلومة التاريخية، وقرأ التراث بعين معاصرة. نجيب محفوظ يفجر معركة «الوجودية» بين رجاء النقاش وصلاح عيسى فى تقديمه للكاتب والصحفى الراحل صلاح عيسى، قال الناقد والكاتب شعبان يوسف: «ولد صلاح عيسى فى قرية بشلا بمحافظة الدقهلية، وتخرج فى معهد الخدمة الاجتماعية، وكان من بين زميلاته، آنذاك، فريدة أحمد، التى أصبحت زوجته الأولى فيما بعد، كان مثقفًا مهنيًا وقارئًا نهمًا، يطالع فى مختلف المجالات، وهناك جوانب خفيّة فى سيرته، ومهمتنا فى هذا الصالون أن نعرف بما هو غير معروف، وقد كتبت مقالًا فى جريدة (حرف) الصادرة عن مؤسسة (الدستور)، وشعرت حينها بحرج إنسانى إزاء نشر صورة زوجته الأولى فريدة، فسألت الكاتبة سلوى بكر، فقالت لى: هذا تاريخ لا يمكن التنصّل منه. كان لفريدة أحمد دور تاريخى منسى، لأسباب ترتبط بحياة صلاح المزدحمة بالأحداث، وعندما اعتُقل صلاح فى أكتوبر ١٩٦٦ وخرج فى مارس ١٩٦٧، كان معه فى المعتقل: سيد حجاب، وعبدالرحمن الأبنودى، وجمال الغيطانى، وغالب هلسا، وصبرى حافظ، وآخرون». وأضاف: «بعد انتهاء فترة الاعتقال، أعلنت عطيات الأبنودى عن كتاب بعنوان (أيام لم تكن معه)، كتبته على غرار (أيام معه) لكوليت خورى، ابتدأت عطيات كتابها منذ لحظة دخول الأبنودى المعتقل، فدونت يومياته فى السجن، الكتاب ممتع، وأقرب إلى المذكرات، غير أن عطيات صورت فيه وكأنها وحدها من خاضت معركة النضال للإفراج عن المعتقلين، وكان هذا أول كتبها، وتلاه (أيام السفر)». وتابع: «حين عثرت على أوراق صلاح وفريدة، اكتشفت تاريخًا آخر، بطلته فريدة أحمد. كمية الرسائل والزيارات تكشف عن جهد نضالى مهم، بعد التخرج، عملا معًا فى مجلة (المجتمع العربى)، وكان صلاح نجمًا منذ بداياته، إذ كان ينشر رسائل فى باب بريد القراء بمجلة الرسالة الجديدة، كان أديبًا قارئًا بنهم، فى زمن كانت فيه الفلسفة الوجودية سائدة، وقد تبنت مجلة الآداب اللبنانية هذا الفكر، حيث نشرت العديد من ترجماته، وكان يشرف على تلك الترجمات عايدة المطرجى وزوجها سهيل إدريس، وفى مصر أيضًا كان الفكر الوجودى حاضرًا، وكتب فيه عبدالمنعم الحفنى، وفى مارس ١٩٦٣، كتب رجاء النقاش، الذى كان مراسل مجلة الآداب، مقالًا عن رواية السمان والخريف لنجيب محفوظ، قال فيه إن أزمة عيسى الدباغ، بطل الرواية، هى أزمة وجودية، وإن عيسى الدباغ كان عضوًا فى حزب الوفد زمن سطوته، لكن بعد قيام ثورة يوليو أقصى، بينما صعد ابن عمه حسن، فتبدّلت الأدوار، ورد صلاح عيسى على مقال النقاش بمقال متأثر بالمنهج الماركسى فى التحليل الأدبى، ويعد من أوائل المقالات التى طبقت هذا المنهج، وربما سبق به الناقد إبراهيم فتحى، الذى وإن كان قد ترجم رواية (الهزيمة) فى تلك الفترة، لم يبدأ بالرد على الوجودية إلا لاحقًا. كان عيسى يرى أن أزمة عيسى الدباغ سياسية واجتماعية بالأساس، لا وجودية، وقدّم مقالًا بالغ الأهمية فى هذا السياق». وواصل يوسف: «بعد عام ١٩٦٤، أسّس صلاح عيسى ورفاقه جماعة أطلقوا عليها اسم (و. ش)، ضمّت مثقفين وشعراء، منهم إبراهيم فتحى، وعلى الشوباشى، وفوزى جرجس. وبعد أن تعرّف على الكاتب الأردنى الكبير غالب هلسا، بدأ الأخير يحثه على الكتابة، وكان وقتها يعمل مترجمًا فى وكالة الأنباء الصينية، وهو مثقف أردنى حقيقى، عاش فى القاهرة منذ عام ١٩٥٣ بعد أن صدر بحقه حكم بالإعدام فى الأردن، وكتب صلاح ٣ مقالات بالتعاون مع هلسا، دافع فيها عن الديمقراطية، ما أدى إلى فتح قضية ضده واعتقاله فى أكتوبر ١٩٦٦، بعد خروجه من السجن، كتب صلاح القصص إلى جانب المقالات، وكان لنزعته الأدبية حضور فى كل ما كتب، حتى فى رسائله إلى فريدة ووالدته». واستطرد: «ظلت قيمة صلاح عيسى تتأرجح بين السرد الأدبى والسرد التاريخى، إذ كان مغرمًا بالتاريخ إلى أبعد مدى، بل مهووسًا به، وقد كان بحق قائدًا لجيله، حتى إن جمال الغيطانى أهداه أحد أعماله قائلًا: إلى من علمنى قراءة التاريخ». خطابان نادران أحدهما لأمه والثانى من زوجته الخطاب الأول من زوجته الأولى فريدة تقول فيه: حبيبى صلاح لعلك بخير، ولعلك سعدت بزيارة سوسنة، كانت رائعة أليس كذلك، لقد سعدت أنا أيضًا لتحسن العلاقات بينكما، أو بمعنى أصح ببداية العلاقات، فكل ما مضى لم يكن يسمى علاقة على أى مستوى، لا أستطيع إكمال الخطاب، فالشيطان الصغير لا يكف عن مضايقتى، «لأننى عدت إلى البيت بالطبع» تقدمت اليوم بطلب زيارة ليوم الأربعاء القادم، الموافق ١٨/٧/ ٧٠ لا جديد عندنا فلا زالت الشمس تشرق وتغرب ونحن نأكل ونشرب وننام، ولكن لا نعيش بأى حال من الأحوال، والحالة النفساوية كما الزفت وتحت الصفر. لعل صحتك تحسنت، سأبحث لك عن الدواء، وأرجو أن أتمكن من إحضار علبة لك فى الزيارة. وإلى اللقاء ملحوظة: الظروف حاليًا سيئة للغاية، لأن العفريتة الصغيرة أخذت علبة طابع البريد وكورته ورمته فى الطريق العام، عاقبتها بالطبع.. فريدة أول مَنْ كتب الرواية التسجيلية فى مصر ثم احترفها لاحقًا صنع الله إبراهيم عن تجربة الكاتب الراحل صلاح عيسى فى السجن، قال شعبان يوسف: «فى السجن، نجح صلاح فى تهريب بعض القصص الأدبية البديعة إلى خارج الأسوار، لقد كان أول من كتب الرواية التسجيلية فى مصر، إذ مزج ببراعة بين الوقائع التاريخية والسرد الأدبى، وهو الأسلوب الذى احترفه لاحقًا صنع الله إبراهيم». وأضاف: «كانت روايته الأولى عبارة عن مجموعة من الشهادات والوثائق التى تؤرخ لمرحلة زمنية بعينها، وقد قال فى مقدمتها: (حاولت أن أجمع عددًا من الأخبار وأكتب رواية)، وقد تضمن الإصدار الأول مجموعة من الصور، حذفت لاحقًا فى الطبعة الثانية التى نشرتها دار الهلال». وتابع شعبان يوسف: «فى السجن، كان صلاح عيسى يعامل معاملة خاصة، وكان يُنظر إليه باعتباره مثقفًا وكاتبًا كبيرًا، وكتب خلال تلك الفترة عددًا من القصص، لكن كثيرًا من أوراقه ضاعت أثناء حملات التفتيش، لولا أن زوجته الأولى فريدة أحمد ساعدت فى تهريب روايته الأولى إلى خارج السجن حتى نُشرت لاحقًا». وقال يوسف: «كتب صلاح عددًا كبيرًا من النصوص، بعضها نُشر، وبعضها الآخر لا يزال حبيس الأدراج، ولدىّ شخصيًا بعض من سيناريوهاته غير المنشورة، أما السيناريوهات التى خرجت إلى النور، فقد أخرجها المخرج الكبير يحيى العلمى». وعن لقائه الأول بصلاح عيسى، يروى يوسف: «التقيته للمرة الأولى عام ١٩٦٧ بعد خروجه من السجن، كان ذلك فى جامعة القاهرة، التى كانت تضج بالحركة الطلابية والأسر الجامعية والنشاطات المتعددة، وقتها كان الوضع السياسى والاقتصادى بالغ الصعوبة، وقد تصادف وجود مؤتمر لغالب هلسا، وكان صلاح منتميًا لإحدى المنظمات السياسية». وأضاف: «ما لا يعرفه كثيرون أن صلاح كتب كتابه (الثورة العرابية) وهو داخل المعتقل، وبعد خروجه، عمل صحفيًا فى مجلة الكاتب، وهى مجلة يسارية قومية كان يتولاها أحمد حمروش، ومع قدوم عبدالقادر حاتم وزير الإرشاد القومى تعرضت المجلة لمضايقات عديدة وتدخلات أدت فى النهاية إلى استقالة هيئة تحريرها فى عهد يوسف السباعى». وأكمل يوسف: «عندما التحق صلاح بوكالة الأنباء، كانت مصر مغلقة ثقافيًا، وهيمن التيار اليمينى على المشهد، ما دفع كثيرًا من الكتاب إلى نشر أعمالهم فى الخارج، أمل دنقل، مثلًا، نشر ديوانه الأول البكاء بين يدى زرقاء اليمامة فى بيروت، ويحيى الطاهر عبدالله نشر مجموعته الدف والصندوق فى العراق، التى كانت آنذاك سوقًا حيوية للثقافة المصرية». وتطرق يوسف إلى المشهد الثقافى فى تلك المرحلة قائلًا: «فى هذه الفترة صدرت مجلة سنابل، وكان فريق تحريرها فى العدد الأول يضم محمد عفيفى مطر، والناقد علاء الدين وحيد، إلا أن الأخير أقصى لاحقًا، وظل عفيفى مطر وحده، كما ظهرت مجلة جاليرى ٦٨، وكتاب الطليعة الذى كان إبراهيم فتحى مدير تحريره، وقد كتب مقدمة مجموعة جمال الغيطانى القصصية (أوراق شاب عاش منذ ألف عام)، لكنها حُذفت من المطبعة، فنسخها الغيطانى بخط يده وأرفقها مع كل نسخة يهديها لأحد، قبل أن تنشر لاحقًا فى جريدة المساء، وكان لذلك المقال أثر كبير فى الترويج للغيطانى». وواصل: «كان صلاح عيسى نجمًا كبيرًا، وكان أمل اليسار والماركسيين، وقد وقف فى وجه صعود الفكر الوجودى فى مصر، كان ناقدًا بارعًا غزير الأفكار، وكتاب الثورة العرابية يعد من أهم أعماله، رغم ملاحظات البعض على اعتماده الميكانيكى فى التطبيق الماركسى». وواصل يوسف السرد قائلًا: «فى عام ١٩٦٧، أقام صلاح مؤتمرًا جماهيريًا حاشدًا، شهد حضور شهرت العالم وكريمة الحفناوى، وتدخل الأمن لفض المؤتمر، لكن صلاح وقف وخطب، وكان مفوهًا ومثقفًا حقيقيًا، وجملته حاضرة. وفى تلك الفترة، كان صلاح يكتب فى روزاليوسف، وخرج مع الشباب يهتف فى وجه الأمن، لم يكن مثقفًا مكتبيًا، بل ميدانيًا بامتياز، كتب فى كل الاتجاهات، ودمج بين السرد الأدبى والتاريخى، وبلغت ذروة هذا الأسلوب فى رجال ريا وسكينة، كما كتب تباريح جريح وشاعر تكدير الأمن العام عن أحمد فؤاد نجم، ومع هذا لم يتعال صلاح يومًا عن كونه صحفيًا، وكتب كتابًا مهمًا بعنوان مثقفون وعسكر». وواصل: «مع تأسيس اتحاد كُتّاب مصر، خاض معركة مهمة حين اشترطت اللائحة وجود فيش وتشبيه وشهادات حسن سير وسلوك للمنتسبين غير الموظفين، ودافع عن حق اليسار فى الدخول، مؤمنًا بالتغيير من الداخل، وقد شهد الاتحاد دخول رموز بارزة، فكان رقم عضوية صنع الله إبراهيم ٢٠، وإبراهيم أصلان ١٦، وحقق الاتحاد فى تلك الفترة مكتسبات عديدة». الخطاب الآخر كان من صلاح عيسى لوالدته يقول فيه: ماما العزيزة إزيك كدا يا حاجة وإزى صحتك، واحشانا كتير والله، وأهو رمضان جه والعيد قرب، وكل سنة وإنت طيبة وجايين عليكم جرى. الراديو عامل إيه معاكى، يا ترى الحجارة خلصت ولا لسه؟، أنا وصيت لك على دستة حجارة إنما إيه، شغل بره، وعال قوى وحجيبهم معانا ع العيد إن شاء الله. إلا قوليلى.. الهدوم الكستور اتخيطوا ولا لسه، إذا كانوا لسه قماش ابعتيهم مع أى حد نازل مصر، مع جلابية قديمة، وفريدة تخيطهم عند الخياطة بتاعتها، ونبعتهم لك قوام قبل العيد، برضه مع حد يسافر لعندكم. اسمعى بقى يا حاجة إنت لازم تدعيلى فى كل صلاة لأجل ما اتنقل من شغلى، إلا أنا سامع كدا إن الدور جه عليا، عشان أروح الصعيد، فى حركة النقل الجاية دى فى الشهر اللى إحنا فيه ده، وأنا بقالى ييجى شهر ونص عمال أنط من بلد لبلد فى البحر الأحمر، وسينا والغردقة عشان أخلص البحث اللى الوزارة عاملاه على الناس فى الجهات دى لأجل ما تعرف عايشين إزاى وبيشتغلوا إيه، والبرد يا حجة فى الحتت دى م بيوقفش، مش نافع معاه جاكتة ولا بلوفر، صحرا هو، مفيش برد بعد كدا، واهو ربنا سهل والبحث قرب يخلص.. سلامى لعمى عباس، وطنط قدرية، وعمى سعيد، وطنط سنية.. شعبان يوسف: تراث اليسار مهدور وصلاح عيسى مؤرخ جيله بلا منازع وأضاف: «تراث اليسار المصرى مهدور إلى حد كبير، وهناك أسماء كثيرة ظُلمت، من بينها الكاتبة أروى صالح، التى تركت كتابات سياسية بالغة الأهمية والجمال، وأود أن أقول إن لصلاح عيسى كتابات منشورة كثيرة، هذا إلى جانب أرشيفه الخاص الذى تم إيداعه لدى الجمعية التاريخية، وسأفرج عن جزء من تراث صلاح عيسى الذى أملكه، والحق يُقال إن فريد زهران، وعبر دار نشر المحروسة، يعمل على إعادة نشر عدد من مؤلفاته، بالتعاون مع الكاتبة الكبيرة أمينة النقاش، زوجته وشريكته فى الحياة والثقافة». وتابع يوسف: «كان صلاح عيسى أحد الوجوه المضيئة فى الثقافة المصرية، وإنتاجه- مثل كتاب مذكرات فتوة- شاهد على هذا البريق والتميز، وما لا يعرفه كثيرون، أنه كان أحد فرسان لجنة الدفاع عن الثقافة الوطنية، وفاعلًا أساسيًا فى التصدى لمحاولات الهيمنة على المجال الثقافى». وعن أسلوب صلاح عيسى فى كتابة التاريخ، قال يوسف: «كانت هناك مدرسة تقليدية تكتب التاريخ بصيغته التوثيقية الجافة، لكن صلاح عيسى طور هذه المدرسة وفتح مسارًا جديدًا، التقط الخيط، وبدأ يكتب التاريخ من خلال الفن، أو يكتب الفن متكئًا على التاريخ، كان من القلائل الذين لا يمكن الاستغناء عن قراءتهم، فقد كان أستاذًا فى أدواته، رفيعًا فى أساليبه، مبدعًا فى لغته وفنه». وواصل: «ستظل كتب صلاح عيسى حاضرة، لا تفقد جدتها مع الزمن، وأحب أن أختتم بالقول إنه حين كان سجينًا، لم يكلف بأى مهام مثل الطهى أو التنظيف، فقد كان الجميع يدرك قيمته كمثقف وكاتب، كانوا يهرّبون له الكتب، وكان صاحب نكتة حاضرة، ودمه خفيفًا إلى حد كبير، وحين أقول إنه لا نظير له، فأنا لا أبالغ، كان مغامرًا بالفكر والكتابة، وكسر نمطية تناول المعلومة التاريخية الجامدة، وكان يؤمن بأن التاريخ ليس كتلة معزولة فى زمنها، بل هو متصل بالحاضر على نحو وثيق، ويقول دائمًا إن مشكلتنا فى قراءة التراث أننا نتعامل معه كوحدة منفصلة، والحقيقة أنه متشابك مع واقعنا الراهن، فمثلًا حين يتحدث عن الجبرتى كان يقول إننا لن نستوعبه بحق، إلا إذا فهمنا مفردات الوقائع التى كتب عنها، ووعينا سياقاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store