
170 مسؤولاً تربوياً يختتمون فعاليات "الشارقة لأمناء مكتبات المدارس" بالتأكيد على دور التكنولوجيا والمجتمع في دعم القراءة
الشارقة، اختتمت اليوم فعاليات "مؤتمر الشارقة لأمناء مكتبات المدارس" الأول، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأمريكية (ALA)، وجمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات (ELIA)، والجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية (AASL)، إضافة إلى معرض الكتاب المشترك (Combined Book Exhibit)، وبمشاركة أكثر من 170 مسؤولاً تربوياً من الخبراء الدوليين، وأمناء المكتبات، والمعلمين.
وسلّط المؤتمر الضوء على أحدث التوجهات العالمية في دعم المكتبات المدرسية وتعزيز دورها كمحور حيوي في العملية التعليمية، إلى جانب استعراض تجارب ناجحة وأساليب مبتكرة في التواصل مع الطلاب وأولياء الأمور والمجتمع، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتحفيز القراءة وتوسيع دائرتها.
التكنولوجيا في خدمة القراءة
وضمن فعاليات اليوم الختامي من "مؤتمر الشارقة الأول لأمناء مكتبات المدارس"، قدّم تود بيرلسون، المتخصص الإعلامي في مدرسة سكوكاي في الولايات المتحدة، جلسة بعنوان "ربط القراءة بالتقنيات الجديدة"، استعرض خلالها كيف يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تُحدث تحولاً نوعياً في تجربة القراءة داخل المكتبات المدرسية. وتحدث بيرلسون عن مجموعة من الأدوات الرقمية مثل الكتب الصوتية، والواقع الافتراضي، وتقنيات تحويل النص إلى صوت المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه الوسائل تفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة، خصوصاً أولئك الذين يعزفون عن القراءة.
وأشار بيرلسون إلى أن 14% فقط من الطلاب الأمريكيين يقرأون يومياً بدافع شخصي، ما يعني أن غالبية الطلاب لا يُقبلون على القراءة من تلقاء أنفسهم، داعياً إلى توفير محتوى مؤثر بصيغ متعددة – ورقية، ورقمية، وصوتية – يتناسب مع اهتماماتهم. واعتبر الكتب الصوتية بوابة فعالة لتعزيز مهارات الاستماع والفهم، موضحاً أن نحو 35% من الطلبة يتفاعلون مع هذا النوع من المحتوى، خاصة المراهقين الذين يفضّلونه لقدرته على التلاؤم مع نمط حياتهم السريع.
كما استعرض بيرسون أدوات مثل "Book Creator"، التي تمكّن الطلبة من إنتاج كتبهم الخاصة، ومبادرات الذكاء الاصطناعي مثل "Magic School"، التي تمنحهم فرصة التفاعل مع القصص بطرق جديدة وأكثر جاذبية.
تجارب رائدة لمكتبات مدارس الشارقة
وشارك في حوارات اليوم الثاني من المؤتمر كل من ياسر محمد عبد المطلب من مدرسة المجد النموذجية – الشارقة، وجمانة حنون، أمينة مكتبة ومنسقة برامج في منظمة اليونسكو، حيث عرضا نماذج من واقع التجربة في تفعيل التقنيات لخلق بيئة قرائية جاذبة.
وأوضح ياسر محمد عبد المطلب أن المكتبة المدرسية يمكن أن تكون محفزاً أساسياً لإكساب الطلبة مهارات مثل حل المشكلات، والمرونة، والمبادرة، من خلال دمج التقنيات المحببة للأطفال في البيئة القرائية، لافتاً إلى أن المبادرة التي أطلقتها المدرسة بعنوان "اقرأ وابتكر" مكنت الطلبة من تحويل ما يقرؤونه إلى نماذج ومشاريع واقعية. وأضاف أن هذه التجربة ساعدت في تعزيز حضور الطلبة داخل المكتبة وتنمية معارفهم في مجالات مثل البيئة والاستدامة والطاقة، وأسهمت في تأهيلهم للمشاركة في منصات دولية كـ"مؤتمر المناخ"، فضلاً عن تفوقهم في مسابقات معرفية مهمة مثل "تحدي القراءة العربي".
من جهتها، قدّمت جمانة حنون رؤيتها حول دور المكتبة في بناء مجتمع مدرسي نابض بالحياة، مستلهمة عملها من مقولة: "المكتبات أبواب ونحن مفاتيحها". واستعرضت حنون عدداً من المبادرات التي نفذتها، من بينها "فريق الكتاب الصغار"، ومشاريع البيئة المستدامة، والشراكات المجتمعية والدولية، خاصة مع منظمة اليونسكو، وإشراك أولياء الأمور. وأكدت أن القراءة يمكن أن تُستخدم كأداة علاجية موجّهة، عبر توجيه الأطفال نحو الكتب التي تعالج مخاوفهم أو تعزز ثقتهم بأنفسهم. كما عملت على تحويل المكتبة إلى مساحة تحتضن الألعاب الفكرية، والمشاريع الفنية كـ"يوم التاجر الصغير"، ولوحة الإنجازات، فضلاً عن بناء مكتبة مصغّرة في الفصل من مواد طبيعية، وتفعيل التعاون مع المكتبات العامة.
أولياء الأمور شركاء في بناء عادة القراءة
أما جلسة "التواصل وبناء الشراكات مع العائلات" فناقشت الدور المحوري الذي يلعبه أولياء الأمور في دعم القراءة المستدامة، حيث استعرضت شيريتي بينينجتون، مديرة المكتبات وخدمات الإعلام في مدارس شوني العامة، بأوكلاهوما، التحديات التي تواجه المكتبات المدرسية في بناء علاقات فعالة مع الأسر، وقدّمت نماذج من دليل المعايير الوطنية للجمعية الأمريكية لأمناء المكتبات المدرسية لتعزيز هذا التعاون.
تمكين أمناء المكتبات عبر الجمعيات المهنية
وفي جلسة بعنوان "التعاون من خلال الجمعيات لتمكين أمناء مكتبات المدارس"، أكدت بيكي كالزادا، رئيسة الجمعية الأمريكية لأمناء مكتبات المدارس، أهمية العمل الجماعي وتبادل المعرفة بين المتخصصين، مشيرة إلى أن الجمعيات المهنية تُعد منصات ضرورية لتبادل الأدوات، وتطوير المهارات، وتعزيز الحضور المهني لأمناء المكتبات في مختلف البيئات المدرسية.
"مقهى المعرفة": حوارات مفتوحة
وشهد المؤتمر تنظيم فعالية "مقهى المعرفة"، التي أتاحت للمشاركين فرصة النقاش المفتوح مع الخبراء والزملاء حول أبرز التحديات والقضايا في قطاع المكتبات المدرسية، كما خصص المؤتمر جلسة مشاركة لتحديد الخطوات القادمة، شملت حوارات قصيرة لأمناء مكتبات من الإمارات حول سبل تطوير المبادرات القرائية في المدارس المحلية، قبل أن يتم توزيع الشهادات على المشاركين، وسط تأكيد من الحضور على أهمية استمرارية هذا النوع من المبادرات المهنية، التي تفتح آفاقاً جديدة لتطوير دور المكتبات المدرسية في العالم العربي.
-انتهى-
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 4 أيام
- الاتحاد
مجمع اللغة العربية يستعرض مبادرات الشارقة في دعم «الضاد»
أبوظبي (وام) استعرض مجمع اللغة العربية بالشارقة جهود الإمارة في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في الأوساط الأكاديمية الغربية، ومبادراتها العلمية والمعرفية لإثراء الدراسات والأبحاث العربية في الجامعات العالمية، خلال جلسة حوارية بعنوان «جهود مجمع اللغة العربية بالشارقة لدعم اللغة العربية في الغرب»، ضمن الفعاليات الرئيسية لافتتاح «مهرجان اللغة والثقافة العربية» بمدينة ميلان الإيطالية، الذي نظّمه معهد الثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلان برعاية هيئة الشارقة للكتاب. تحدث في الجلسة الحوارية الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، حيث أكد أنّ العربية بما تمثّله من وعاءٍ للهوية وجسرٍ للتواصل بين الشعوب، لا تزال تحظى بعشق أبنائها وشغف الدارسين من المستشرقين وغيرهم في آسيا وأوروبا، وهو ما تُرجِم إلى خدمات جليلة أسهمت في ترسيخ مكانتها عالميّاً. واستعرض المستغانمي مبادرة «الانغماس اللغوي» التي أطلقها المجمع بتوجيهٍ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث تستضيف الشارقة وفوداً أكاديمية من جامعات غربية عالمية نمساوية وبولندية وإيطالية وغيرها، فيعيش المشاركون بين أهلها وينهلون من بيئتها الثقافية ما يعمّق حصيلتهم اللغوية، ويتجاوز حدود الدروس النظرية. كما أشار إلى مشروع «الموسوعة العربية الشاملة» الذي يشرف عليه مجمع اللغة العربية بالشارقة، مؤكّداً أنّ هذه المشاريع تجسِّد رؤية الشارقة في دعم العربية وإبرازها رافداً معرفيّاً وإنسانيّاً ينقل الأفكار والثقافات بين الأمم.


الاتحاد
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
تفاهم بين «صقاري الإمارات» و«الدولي للصيد»
أبوظبي (الاتحاد) قال معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، إنّ الصقارة أصبحت نموذجاً عالمياً في التعاون الدولي والحوار الثقافي. وأكد أنّه نتيجةً لجهود مكثفة قادتها دولة الإمارات، تمّ تسجيل الصقارة عام 2010 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو. جاء ذلك خلال مُشاركة معاليه، أمس الأول، بالعاصمة القطرية، في أعمال الجمعية العمومية الـ (71) للمجلس الدولي الصيد وحماية الحياة البرية CIC، في جلسة عمل حول «الصقارة في الجزيرة العربية»، بحضور نخبة من الخبراء والمُتخصّصين من مختلف أنحاء العالم. وتنعقد الجمعية العمومية خلال الفترة من 25-27 أبريل الجاري. ويضم المجلس الدولي نحو 1900 عضو في 86 دولة، ويهدف لتعزيز الإدارة المُستدامة للحياة البرية والموارد الطبيعية. وقال الأمين العام لنادي صقاري الإمارات خلال كلمته: إننا نستذكر بهذه المناسبة محطة تاريخية بارزة في مسيرة الصقارة العالمية، وهي انعقاد المؤتمر العالمي الأول للصقارة في أبوظبي عام 1976، الذي جمع لأول مرّة بين صقاري الجزيرة العربية ونظرائهم في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى. وقد كان هذا المؤتمر نقطة انطلاق استراتيجية قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لجمع صقّاري العالم ليكونوا روّاداً في حماية الطبيعة وصون الأنواع، والحفاظ على الصقارة كتراث إنساني عالمي مُشترك. ومن هذا المُنطلق، يظل التعليم ونشر الوعي بين الأجيال الجديدة أمراً جوهرياً، لضمان استدامة الصقارة كتراث إنساني، وتعزيز دور الصيد المُستدام في الحفاظ على البيئة. وأعلن معالي ماجد علي المنصوري، بهذه المناسبة، عن توقيع مذكرة تفاهم بين نادي صقاري الإمارات والمجلس الدولي للحفاظ على الصيد والحياة البرية، بهدف تعزيز التعاون في مشاريع الحفاظ على البيئة، ودعم التراث الثقافي للصقارة، والتنسيق المشترك لتنظيم الفعاليات التي تعزز الاستدامة وحماية الحياة البرية. وأوضح أنّه من خلال هذه المُبادرات، يسعى نادي صقاري الإمارات إلى الحفاظ على الصيد بالصقور كتراث إنساني، وترسيخ المبادئ السليمة للصقارة العربية، وتعزيز الصيد المُستدام، ودعم الدراسات والتشريعات التي تساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي، إلى جانب مشاريع إكثار الصقور والطرائد في الأسر، وحماية بيئاتها الطبيعية. أخلاقيات الصقارة تشمل مذكرة التفاهم، التعاون في نشر الوعي بأخلاقيات الصقارة، الحفاظ على التقاليد الأصيلة، وتطوير أساليب الصيد المُستدامة. كما تتضمّن التبادل الثقافي بين الطلاب في مجال الصقارة، وتبادل المعرفة والخبرات بين الصقارين الإماراتيين وصقّاري الدول الأخرى المُنضوية تحت مظلّة المجلس الدولي للصيد. بالإضافة إلى إبراز الصقارة كوسيلة مُستدامة تتوافق مع الأهداف الدولية لصون البيئة. والترويج لأهمية الصقارة عبر المنصّات العالمية، بما في ذلك فعاليات المجلس ومبادرات منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. كما تشمل مذكرة التفاهم أيضاً دعم مُشاركة مزارع إكثار الصقور في الفعاليات ذات الصلة بالصقارة التي يُنظّمها الطرفان، والتعاون في تنظيم مزادات الصقور، وابتكار خطط وأنشطة جديدة لتوسيع التعاون في مجال الصيد بالسلوقي وتسليط الضوء على الجوانب الثقافية وغناها، والتعاون في الحفاظ على الطرائد وزيادة الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على البيئة.


الاتحاد
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- الاتحاد
باحثون: العمارة التراثية تجسيد للهوية في الإمارات والمغرب
الرباط (الاتحاد) أكد باحثون ومختصون أن العمارة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تجسد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، وتعكس خصوصيات البيئات المحلية وتاريخ التحولات المجتمعية عبر العصور. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جماليات العمارة التراثية الإماراتية والمغربية»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات، والدكتورة زهور كرام من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري. استعرض الدكتور حمد بن صراي ملامح العمارة التراثية في دولة الإمارات، موضحاً أن فهم مواطن الجمال للعمارة يتطلب المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن العمارة الإماراتية ارتبطت بالبحر في كثير من عناصرها، حيث وظف الإنسان الإماراتي التراث العمراني للتعبير عن هويته واحتياجاته البيئية. وأوضح ابن صراي أن أماكن استيطان الإنسان الإماراتي توزعت بين المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية، فكانت العمارة تتكيف مع الظروف المناخية ومتطلبات الحياة اليومية. كما تناول أنظمة التهوية التقليدية، كالأسطح المستوية المناسبة لقلة الأمطار، والبراجيل المستخدمة لتهوية المنازل، والنوافذ التي روعيت فيها اعتبارات الخصوصية الاجتماعية. واستعرض الباحث الإماراتي المواد التقليدية المستخدمة، مثل الجبص، والنخيل، وأخشاب المانغروف المستوردة من الساحل الشرقي لأفريقيا، إلى جانب الأحجار والمرجان والطين والقصب (البامبو)، مشيراً إلى الزخارف الدقيقة التي تزين الأبواب والأقواس والأسقف. كما توقف عند العناصر الجمالية كالشمسيات المعمارية والأقواس المدببة التي تظهر في بعض المساجد التاريخية مثل مسجد البدية. من جانبها، أوضحت الدكتورة زهور كرام أن العمارة التراثية المغربية تتسم بتوافق عميق بين الشكل والجوهر، حيث امتد تأثيرها إلى العمارة المعاصرة، معبرة عن روح الشخصية المغربية واستمرارية تقاليدها الاجتماعية والثقافية. وأشارت كرام إلى وجود تشابهات بارزة بين العمارة المغربية والإماراتية، أبرزها انتماؤهما إلى روح العمارة الإسلامية التي تقوم على الزخارف الهندسية والأشكال الرمزية، بعيداً عن تصوير الكائنات الحية. وأكدت أن العمارتين تعكسان الهوية المجتمعية لكل من المغرب والإمارات، وتعبران عن الخصوصيات البيئية لكل مجتمع، حيث تظهر العمارة كاستجابة مباشرة لظروف المناخ والبيئة المحلية. واستعرضت كرام خصوصية الزليج المغربي (البلاط المزخرف)، باعتباره نموذجاً على دقة الحرفة الفنية في المغرب، موضحة أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى إضعاف هذه الحرف لما تحمله من رمزية وطنية وثقافية عميقة.