
سيسيه يسعى لإنعاش حظوظ ليبيا الكروية والعودة إلى كأس الأمم الأفريقية
بعد سنوات من إهدار الفرص على الساحة القارية، تسعى كرة القدم الليبية إلى إعادة إشعال المنافسة.
ويسعى أليو سيسيه، مدرب السنغال السابق الذي قاد منتخب بلاده إلى لقب كأس الأمم الأفريقية 2021، إلى إذكاء هذه الشرارة.
ربما كان قرار سيسيه بتولي تدريب منتخب 'فرسان المتوسط' في مارس/آذار الماضي مفاجئاً للكثيرين.
لكن بالنسبة للمدرب البالغ من العمر 49 عاماً، فإن انضمامه إلى منتخب يحتل المرتبة 117 عالمياً و31 أفريقياً كان نابعاً من فكرة مشتركة.
قال سيسيه لبي بي سي سبورت أفريقيا: 'اخترتُ التواجد هنا في ليبيا وبدء هذا المشروع لأنني منذ أول لقاء لي مع أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، شعرتُ برغبتهم وإيمانهم بي كشخص وكمدرب'.
'لديهم رؤية واضحة، وهناك التقت أفكارنا'.
على الرغم من التقارير التي تُشير إلى انضمامه للمنتخب الليبي كأحد أعلى المدربين الدوليين أجراً في أفريقيا، يُصرّ سيسيه على أنه ليس مُرتزقًا، بل شخص قادر على إرساء أسس النجاح.
في السنغال، أمضى عقداً من الزمن في تشكيل جيل نجح في تأمين أول لقب قاري كبير للبلاد.
ويأمل أن يُحدث تأثيراً مُماثلاً في ليبيا بعد موافقته على عقدٍ مبدئي لمدة عامين.
قال سيسه إن 'هذا البلد زاخر بالمواهب والإمكانات. ومهمتي هي وضع كرة القدم الليبية في المكانة التي تستحقها'.
'أنا رجل مشروع، وباني أجيال. في السنغال، كان لديّ مشروع مثمر امتد لعشر سنوات'، وفق المدرب السنغالي.
وأضاف: 'أنا مليء بالشغف والثقة بأنني سأكرر الأمر نفسه هنا'.
ولم تتأهل ليبيا لكأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012.
ولمس سيسيه بالفعل جوانب عدة يمكن تحسينها.
وقال: 'يمتلك اللاعبون مهارات فنية لا يُمكن إنكارها، وهناك وفرة من المواهب الخام، لكن ما ينقصنا هو الخبرة وتحسين إدارة اللعب'.
ورأى سيسيه أن 'الموهبة وحدها لا تكفي على المستوى الأفريقي، نحن بحاجة إلى المزيد من الالتزام والروح القتالية والثقة والانضباط لتحقيق أهدافنا'.
العودة إلى كأس الأمم الأفريقية
لا يزال سيسيه ينتظر فوزه الأول كمدرب لليبيا، بعد أن حصد في مارس/آذار نقطة واحدة من مباراتي أنغولا والكاميرون في تصفيات كأس العالم 2026.
أدت هذه النتائج إلى تأخر فريقه بخمس نقاط عن الرأس الأخضر، متصدر المجموعة الرابعة، وأربع نقاط عن الكاميرون، مع تبقي أربع جولات على نهاية التصفيات.
قد يضمن احتلال المركز الثاني تأهله إلى الملحق القاري وبالتالي الإبقاء على آماله في التأهل إلى نهائيات المونديال العام المقبل.
قال سيسيه: 'لا تزال فرصنا قائمة. في كرة القدم، لا شيء مستحيل'.
'علينا الاستعداد جيداً للمباراتين القادمتين خارج أرضنا أمام أنغولا وعلى أرضنا أمام إسواتيني'، وفق المدرب السنغالي.
منذ أول مباراتين له، عقد السنغالي اجتماعات استراتيجية مع مسؤولين ليبيين لوضع خارطة طريق للمستقبل.
يتمثل أحد أهم أهدافه في بناء هيكل فريق متوازن يجمع بين المواهب المحلية ولاعبي الشتات.
وأضاف: 'أمامنا محطات مهمة للغاية من شأنها أن تُسرع وتيرة تطورنا'.
'لدينا فرصة المشاركة في كأس العرب في ديسمبر/كانون الأول المقبل، والتي ستُمثل تحضيراً قيّماً لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2027″، بحسب سيسيه.
'هدفنا الرئيسي – التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2027 – حدده الاتحاد. لم تصل ليبيا إلى البطولة منذ 15 عاماً، وهذا يجب أن يتغير'، وفق سيسيه.
الإيمان باللاعبين المحليين والتعامل مع الضغوط
وأوضح سيسيه أيضاً نقطة رئيسية تتعلق باستخدام اللاعبين الناشطين في ليبيا كأساس لفريقه.
وقال: 'سمعتُ شائعاتٍ تُشير إلى أنني لن أعتمد على لاعبين محليين. أنفي ذلك تماماً'.
وأضاف: 'سيبدأ عملنا باللاعبين المحليين. أعتزم البناء عليهم وتعزيز الفريق بلاعبين محترفين من الخارج'.
'هناك لاعبون ليبيون في ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا ودوريات أخرى. سأتواصل مع كل واحد منهم ونحن على أتم الاستعداد للترحيب بكل من يُعنى بهذا المشروع الوطني'، بحسب سيسيه.
يُقرّ سيسيه بأنه، بالنظر إلى إنجازاته مع السنغال ومكانته، ستكون نتائجه ونتائج ليبيا محل تدقيق.
وبينما يُحدّد الضغط غالباً أدوار التدريب في أفريقيا، إلا أن سيسيه يتقبله.
وقال: 'هناك ضغط إيجابي وآخر سلبي. كرة القدم عالية المستوى تعتمد على الضغط، وعلى كل شخص يرغب في النجاح في الحياة تقبله'.
وتابع: 'بعد 35 عاماً من مسيرتي الكروية، أستطيع تحمّل الضغط. بل أستطيع استخدام هذا الضغط الإيجابي كحافز'.
الالتزام تجاه ليبيا
يستكشف سيسيه لاعبين في الدوري الليبي الممتاز، وبدأ ينخرط في ثقافة كرة القدم في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
يُصرّ سيسيه على التزامه التام بفريق 'فرسان المتوسط'، وقال: 'لا أنوي الرحيل إطلاقاً. معنوياتي مرتفعة'.
وأكد سيسيه أن فكرة الفخر بتمثيل ليبيا ستكون حجر الزاوية في رؤيته للفريق.
وقال: 'يمكن للاعب أن يُمثل العديد من الأندية طوال مسيرته، لكنه لن يلعب إلا لمنتخب وطني واحد'، مضيفاً: 'اللعب للمنتخب الوطني شرف عظيم'.
وقال إنه يحب اللاعبين المستعدين للقتال من أجل وطنهم، مضيفاً 'إذا غرسنا هذه العقلية، فلن يوقفنا شيء'.
'في السنغال، عملت مع نجوم عالميين، لكنهم اجتمعوا جميعاً من أجل مهمة وطنية واحدة، هذا هو بالضبط نوع التقاليد التي أرغب في بنائها هنا في ليبيا'، وفق سيسيه.
قد تبدأ رحلة سيسيه مع ليبيا بمحاولة البقاء في المنافسة على الظهور الأول في كأس العالم، لكن ضمان مكان له في كأس الأمم الأفريقية سيضمن له مكانة مرموقة لدى جماهير البلاد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
دي بروين يقود تشكيلة بلجيكا لتصفيات المونديال واستدعاء موريرا
استدعت بلجيكا الظهير الأيسر دييغو موريرا لأول مرة لتشكيلة منتخبها لبدء مشوارها في تصفيات كأس العالم لكرة القدم الشهر المقبل، وذلك بعد يوم واحد من موافقة الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) على تغيير جنسية اللاعب الرياضية. ووُلد موريرا (20 عاماً) في بلجيكا ولعب لمنتخبها دون 15 عاماً، لكنه اختار بعد ذلك اللعب مع منتخب البرتغال، وشارك في آذار / مارس مع منتخب دون 21 عاماً في المباراة التي خسرها 4-2 أمام إنكلترا في ملعب ذا هاوثورنز. وأقنع رودي غارسيا المدرب الجديد لمنتخب بلجيكا، المدافع موريرا بتغيير جنسيته الرياضية، واستُدعى اليوم الثلاثاء لتشكيلة ضمت 26 لاعباً للمشاركة في مباراتي مقدونيا الشمالية في سكوبي في السادس من حزيران / يونيو وويلز في بروكسل بعدها بثلاثة أيام. وأبلغ غارسيا مؤتمراً صحفياً اليوم: "إنه لاعب شاب ولكنه محترف ويريد الإنخراط في مشروع رياضي. قدم موسماً ممتازاً، لذا فهذه إشارة لجميع اللاعبين الشباب الذين يقدمون أداءً جيداً". وسيستمر كيفن دي بروين كقائد للفريق رغم رحيله عن مانشستر سيتي بنهاية الموسم الحالي. وأضاف: "لدي ثقة كاملة في دي بروين والقرار الذي سيتخذه بشأن مستقبله. لقد قدم عشرة مواسم رائعة في مانشستر سيتي". وتابع: "يمكنه أن يفخر بما حققه. كيفن أحد أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق وهو قائد بلجيكا". وعاد أمادو أونانا لاعب وسط أستون فيلا للتشكيلة بعد التعافي من إصابة، بينما يغيب تيموتي كاستاني ظهير فولهام بعد خضوعه لجراحة في الكاحل.


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
بقميص الهلال... هل يصبح رونالدو منافس ريال مدريد في مونديال الأندية؟
بينما يستعد ريال مدريد لخوض غمار كأس العالم للأندية، تلوح في الأفق مواجهة محتملة ذات طابع خاص، قد تجمعه بأيقونة النادي السابق كريستيانو رونالدو، ولكن هذه المرة بقميص الهلال السعودي. النجم البرتغالي يقترب من نهاية عقده مع النصر، وسط غموض كبير يحيط بمستقبله الكروي، وفي الوقت الذي تشير فيه تقارير صحافية سعودية إلى أن رونالدو سيحسم قراره خلال الأيام القليلة المقبلة، برز اسم الهلال كوجهة محتملة للنجم المتوَّج بالكرة الذهبية خمس مرات. الهلال، الممثل السعودي في نسخة كأس العالم للأندية المقبلة، هو في نفس المجموعة التي تضم ريال مدريد، ما يعني أن أي انتقال محتمل لرونالدو إلى "الزعيم" قد يضعه وجهاً لوجه أمام فريقه السابق في لقاء مرتقب يحمل طابعاً تاريخياً ومشاعر متضاربة. وبحسب تقارير محلية، فإن المشاركة في مونديال الأندية تشكل دافعاً كبيراً لرونالدو الذي تلقى أيضاً عرضاً من نادٍ برازيلي، ومع سعي الهلال لتدعيم صفوفه من أجل المنافسة في البطولة العالمية، ظهرت أنباء عن محاولات لاستعارة أسماء بارزة أخرى مثل كريم بنزيما، إلا أن قوانين الدوري السعودي تقف عائقاً أمام ذلك، حيث تمنع الإعارات لفترات قصيرة مثل مدة المونديال. إذا انتقل رونالدو إلى الهلال، فإن مشهد مواجهة "الدون" مع ريال مدريد قد يصبح حقيقة، ما سيضيف بُعداً درامياً وأهمية تسويقية كبيرة للبطولة، خصوصاً أن جماهير الكرة تنتظر منذ سنوات لقاءً من هذا النوع.


صدى البلد
منذ 2 أيام
- صدى البلد
محمود كهربا يوجه رسالة شكر للرئيس السيسي .. تفاصيل
وجه محمود كهربا، لاعب الاتحاد الليبي، رسالة شكر للقيادة المصرية بعد حرصها على المتابعة معه بعد الأوضاع الأخيرة في ليبيا وعدم الاستقرار. وكتب كهربا عبر ستوري انستجرام: 'اتقدم بالشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الشباب والرياضه الدكتور أشرف صبحي وسفارة مصر في ليبيا على الاهتمام بشأننا والاطمئنان علينا والمتابعة في الأحداث الاخيرة في طرابلس'. وتابع: 'أشكر نادي الاتحاد ومجلس إدارته المحترم ورئيسه محمد اسماعيل على توفير كل سبيل الأمان والراحة خلال هذه الفترة العصيبة'. واختتم: 'اجازة صغيرة للأطمئنان على الأهل والعودة مجددا ان شاء الله وندعو الله أن يحفظ طرابلس الحبيبة وليبيا وأهلها الكرام من كل سوء'. ونظرا لما تشهده ليبيا من أحداثا سياسية وأمنية غير مستقرة، عقب وقوع اشتباكات مسلحة في طرابلس، أعلنت لجنة تنظيم المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم، إيقاف جميع المباريات في مختلف المسابقات، ومن بينها الدوري الممتاز، وكشفت الصفحة الرسمية للجنة بالاتحاد الليبي لكرة القدم، عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" عن إيقاف جميع المباريات في مختلف المسابقات التي تُشرف عليها اللجنة في المنطقة الثانية (المنطقة الغربية)، وذلك حتى إشعارٍ آخر، وهو ما استدعى القلق على نجوم الرياضة المصرية المتواجدين في ليبيا، ومنهم كهربا وحسام البدري وهادي خشبة وغيرهم.