غسان كنفاني و الادب الثقافي السياسي المقاوم
صفحة الذكريات على الفيس بوك ، تذكرني بالتاسع من نيسان ذكرى ميلاد الكاتب المناضل غسان كنفاني ، مؤسس الادب المقاوم الفلسطيني و العربي ، في ذلك اليوم من العام الماضي أقمت مقاربة ما بين كنفاني هناك و مابين ناهض حتر هنا و ما يجمعهما من جرأة وشجاعة في صدق المنطق و صراحة الطرح دفاعا عن الاوطان في أوقات السلم أو الحرب.
هدف هذا المقال تسليط الضوء على الدور النضالي الذي تلعبه الثقافة و الأثر العميق القوي الذي تزرعه في ذاكرة الشعوب و تتركه في فكر معادلة الصراع مع العدو الصهيوني ، مما يرفع مستوى الوعي القادر على صناعة الرأي العام المؤثر الصحيح و ليس المضلل ، و هذا اكثر ما يخشاه العدو الصهيوني الفاشي الكولونيالي على صورته من الاهتزاز داخل المجتمع الغربي ، حتى أنه في غزو لبنان أحرق أكثر من 25 الف كتاب داخل مكتبة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير ، و هذا ما يفسر اغتيال الكيان الصهيوني لغسان كنفاني بالعبوة الناسفة ليضمن أن لا يبقى من يده و لسانه اي اثر ، ناسيا أن الجسد يرحل لكن الفكر لا تموت ، فكان النسف للتأكد من عدم عودة ذلك اللاجيء الذي امتلك وثيقة حق العودة بقرار 194 الأممي و كرت المؤون لوكالة الانروا ، ليغادر في رحلته الاخيرة على طائر الموت بتأشيرة موسومة بختم اللاعودة متجها نحو الحياة الأبدية هناك مع الاحياء ، هناك حيث لا يوجد كتابة أو التذكير بالعدو الصهيوني و ممارساته الوحشية و أهدافه التوسعية الاستعمارية و حقيقته الوظيفية ، و هذا ما يؤكد أن الأدب المقاوم هو أحد أوجه النضال ضد الاحتلال ، وأنه ليس حكرا على البندقية والنضال المسلح ، و ليس بديلا عنه بل يشكل معه منظومة و سبيكة مصنوعة من انواع عدة متنوعة من أساليب النضال لتشكل وحدة واحدة داخل مشروع تحرر وطني متكامل العدة و العتاد ، كما كان كنفاني يطارد جرائم الكيان الإسرائيلي بقلمه و يفضح فظائع جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ، كانت هناك ريشة ناجي العلي و قرطاسيته ترسم ملامح الجوع و الخوف و الالم و المشي على ارجل عارية بلا أحذية ، أحذية لعنت وستظل تلعن أباطرة الحرب و رموز الاستعمار و عرابي الاستيطان ، تلعن تجار الأديان الذين اينما وجدوا حل الدمار ، لتكشف زيف خطابهم الذي وعدوا فيه الناس على لسان ربهم أنهم في الاعلى أكثر امان في الجنان ، لكنهم لا يملكوا ضمانات وعودهم على الأرض والسبب بسيط أن الله لا يعرف الكذب ، لكن الإنسان يعرفه ويراهن دائما على ذاكرة الزمان لدى نظيره في الخلق و على نعمة النسيان .
في غزة يقطع حبل الحياة عن أطفالها تتركهم يهو نحو احضان الموت في اعتراف صارخ و تعبير صريح منها عن طبيعتها القاسية الفانية ، التي لا تستحق كل هذا الالم و التعذيب والقتل و التمزيق لاجسادهم البالية ، أجساد إبلاها الجوع و العطش و القتل و طول الصراع و حسابات الربح و الخسارة الاستراتيجية التكتيكية التي فرضت عليهم القبول بالعيش تحت وطأة الصمت و الموت و تحت طائلة المسؤولية لمن ينتهك حدود مساحة الحرية المحرمة أو المطالبة بالعيش في كرامة لا سمح الله على هذه الفانية أو على الأقل بقطعة قماش ناعمة تلف اجسادهم الطاهرة المنهكة العارية عند دفنهم ، وان لم تتوفر ، يطالبوا بأن لا ينزع عنهم ثيابهم و أحزمتهم القماشية المتشبثة بخصرهم المدافعه الساترة لعوراتهم ، التي تخفي تحتها قصة تحكي عن براءة طفولتهم و معاناتها ، تلك القصة التي اسقطت الستار عن عورات و شعارات الكثير من وكلاء و كمبرادورات الحرب الناطقين باسم الرب و الدين المدعين الدفاع عن الإنسانية و معادات السامية و عن الحب و السلام و خطاب الكراهية في زمن الحرب ، لينطق الواقع على أرض الحقيقة بوصفهم وحوشا بشرية ، تقتات على معاناة و نكبات الشعوب و انهيار مجتمعاتها لضمان تربعهم على واجهة الوصاية السياسية و حجز المقاعد في الصفوف الأمامية على طاولة المفاوضات غايتهم منها اخذ حصتهم عند تقسيم الغنائم .
لتظل رسالتنا كما قالها كنفاني ذات يوم ، رغم الظلم لكننا "سنعيش اطول من هذا الكيان "، وان رحلت أجسادنا ستظل ارواحنا تطوف المكان لأننا أصحاب الأرض والعنوان.
في السياق ذاته انتهز هذا المقال لأعرج على الحوار الذي جمع د محمد القطاطشة و د مصطفى البرغوثي على أحد الفضائيات، و قد سنحت لي الفرصة في الماضي بالالتقاء مع د البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية للديمقراطية ، حيث استمعنا منه الى شرح و تحليل عميق مطول حول أوضاع الداخل الفلسطيني و اخر المستجدات على ساحته و توقع سيناريوهات الحل ، كل ما قاله القطاطشة و البرغوثي صحيح ينضح و ينبع من ذات القناعة و يفصح عن ذات الواقع لكن لعل د مصطفى البرغوثي لم يصرح بكل شيء عن رأيه السياسي و رؤيته تجاه الوضع العام الحالي.
على صعيد المقاومة هو يتفق و نتفق معه أن النضال ضد الكيان الإسرائيلي لا يقتصر على النضال المسلح فقط ، بل تتعدد اشكاله إلى كل ماهو متاح لتنجب صور عبقرية اخرى من صور النضال الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية المقاومة الاشد تأثيرا و أقل كلفة على الفلسطيني خاصة في ظل الاستهداف الممنهج بشكل غير مسبوق للديمغرافيا ، الامر الذي يوجب اتخاذ كافة التدابير للحفاظ عليها و تجنب القيام بأي مغامرات غير محسوبة بدقة . لعل د مصطفى البرغوثي يفاجئنا ذات يوم و الاعلان بقبول حل الدولة الفلسطينية الديمقراطية الواحدة بعد الإفصاح عن قناعته بسقوط خيار حل الدولتين و بعد فشل اسلو من وجهة نظره و غسل يداه منها ، ليطالب بحل يستقيم و تحقيق المفهوم الحقيقي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، و الذهاب نحو إدارة تكنوقراط لتكون البوابة لتثبيت الوضع السياسي و الاعتراف باثنيتين الذي قد يكون الوسيلة الأنسب للحفاظ على الشعب الفلسطيني وثباته فوق ترابه الوطني التاريخي على أرضه ، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي العنصري و رفض الاستسلام له و الهجرة عنها .
قد لا يقتنع العديد بهذا الطرح، لكنها الطمأنينة ذاتها التي أعطيت لام موسى و ما أوحي لها أن تلقيه في اليم يلتقطه عدو لي و لك و تصديقا لقوله تعالى
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ )(7) صدق الله العظيم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 17 دقائق
- الدستور
المؤثرة الثمالي تشارك جمهورها بالخبر السعيد
عمان- الدستور أعلنت المؤثرة السعودية الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خلود الثمالي، عن استقبالها لمولودها الثاني، والذي أطلقت عليه اسم "تَيّام" وشاركت الثمالي الخبر السعيد مع متابعيها عبر حساباتها الرسمية، معبرةً عن سعادتها وشكرها لله على هذه العطية الجديدة. ونشرت الثمالي تدوينة مؤثرة جاء فيها: "ولقد مننا عليك مرة أخرى.. الحمد لله ثاني عطايا الرحمن.. رزقت اليوم بمولود جديد "تَيّام".. ولله الحمد من قبل ومن بعد.. أسأل الله أن يحفظه ويجعله من الصالحين.. اللهم آمين." لاقى الخبر تفاعلاً واسعاً من قبل جمهورها ومحبيها، الذين سارعوا بتقديم التهاني والتبريكات للمؤثرة وعائلتها. يأتي "تَيّام" ليكون الفرد الثاني في عائلة خلود الثمالي الصغيرة، بعد مولودها الأول الذي حظي أيضاً باهتمام واسع من متابعيها. وتُعد خلود الثمالي من أبرز المؤثرات في المملكة العربية السعودية، حيث تشارك محتواها الذي يلامس اهتمامات المرأة العربية والعائلة، من خلال نصائحها اليومية وتجاربها الشخصية في الأمومة والحياة. تعكس هذه المناسبة السعيدة الجانب الإنساني والشخصي الذي يشاركته المؤثرون مع جمهورهم، مما يخلق روابط أقوى بين الطرفين. ومن المتوقع أن تشارك الثمالي المزيد من التفاصيل والصور لمولودها الجديد في الأيام القادمة، وسط ترقب كبير من محبيها


خبرني
منذ 19 دقائق
- خبرني
الإذاعة الأردنية تروي حكاية الاستقلال في بث وطني مشترك يمتد لـ 16 ساعة
خبرني - في يومٍ تتجدد فيه العزيمة، وتُروى فيه سيرة الأمجاد، تطلق إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية وموجاتها التابعة — راديو عمّان FM وإذاعة إربد الكبرى — بثًا وطنيًا مشتركًا هو الأضخم من نوعه، إحياءً للذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، يوم الأحد الموافق 25 أيار 2025، ابتداءً من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة الثانية عشرة ليلًا، بواقع 16 ساعة متواصلة من البث الحي والمباشر. ويشارك في هذا البث الوطني نخبة من الإذاعات الأردنية الوطنية: إذاعة الجامعة الأردنية، فصحى FM، هوا عمّان، صوت الجنوب، صوت العقبة، جامعة الطفيلة التقنية، صوت مادبا، صوت الكرك، هلا FM، جيش FM، إذاعة لقاء، صوت جامعة المفرق، صوت الزرقاء، راديو البلد ، إذاعة القوات المسلحة الأردنية –الجيش العربي، وسياحة FM، في تلاحم إذاعي يجسد وحدة الرسالة الإعلامية الوطنية وروح الانتماء لراية الوطن ومن العاصمة عمّان إلى أبعد نقطة في الشمال والجنوب، تُطلق الإذاعة أكبر شبكة من المندوبين والمراسلين لتغطية أجواء الاحتفالات الرسمية والشعبية في مختلف المحافظات والمدن، موثّقة لحظة بلحظة مشاهد الفخر والفرح، بصوت الوطن لأجل الوطن. وفي خطوة رائدة نحو رقمنة المحتوى الإذاعي، تُبث هذه التغطية الاستثنائية عبر منصات التواصل الاجتماعي والصفحات الرسمية للإذاعة، لتصل إلى كل أردني في الداخل وفي كافة دول العالم حيثما كان، ولتروي حكاية الاستقلال كما يجب أن تُروى: بصوت محبيها ، وبقلب الأردن النابض. وقال مدير الإذاعة الأردنية الأستاذ مهند الصفدي: "منذ تأسيسها، دأبت إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية على الاحتفال بذكرى الاستقلال، فهي لم تكن يومًا مجرد وسيلة إعلام، بل كانت وستبقى صوت الوطن، وراوية حكايات مجده. ونحن مستمرون هذا العام، كما في كل عام، في مواكبة هذه المناسبة العزيزة من خلال تغطية شاملة ومتكاملة، وبث وطني مشترك مع نخبة من الإذاعات الأردنية الشريكة، في صورة تعبّر عن وحدة الإعلام الأردني الوطني." وأضاف: "تماشيًا مع توجّهات الدولة في رقمنة الإعلام، وجّهنا الكوادر المعنية إلى نقل الجهد المبذول عبر الأثير إلى الفضاء الرقمي، ليتفاعل معنا الأردنيون في كل مكان عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولتكون احتفالات الاستقلال حاضرةً في كل بيت وشاشة وهاتف." وأكد الصفدي أن الإذاعة تمتلك "أكبر شبكة من المندوبين والمراسلين المنتشرين في العاصمة وسائر محافظات ومدن المملكة، يعملون جميعًا بروح المحبة والانتماء والتفاني، لإيصال نبض الشارع الأردني واحتفالاته إلى المستمعين والمشاهدين بكل مهنية واحترافية. وختم بقوله: "نرفع أسمى آيات التهنئة إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وسموولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني وإلى الشعب الأردني الكريم بهذه الذكرى المجيدة، ونعاهد الوطن أن تبقى إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية صوتاً للحق كما أسماها الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وحارساً للهوية، ومرآةً للإنجاز.


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
وفيات السبت 24-5-2025
جو 24 : - انتقل الى رحمة الله تعالى اليوم السبت 24-5-2025: توفيق أمين كامل قعوار جمال محمد الصوالحة محمود ابراهيم الخطيب هيثم حسين الشطرات عبدالله فرح سليم حداد فارس سالم عبدالله الفرج ندى محمود عمر سرسك جريس حنا حصو ابراهيم حسن القواسمة نجاح عقله الهنانده محمد عبدالعظيم فياض سدر ضحى عبدالهادي ابو الحاج عبدالرحمن عبدالعزيز طلاق الرواشدة عمران عارف سليم أبو غوش إنا لله وإنا إليه راجعون . تابعو الأردن 24 على