
خبراء عسكريون: طهران قد تقصف مواقع أمريكية و«التصعيد» ليس فى صالحها
أكد خبراء عسكريون أن الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية أدخلت الولايات المتحدة الامريكية طرفًا مباشرًا فى الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، مؤكدين أنه من المتوقع أن تدرس إيران كيفية الرد العسكرى، باستهداف مواقع أمريكية فى المنطقة، مشيرين إلى أن التصعيد العنيف قد لا يكون فى صالح إيران، إلا أن التكوين النفسى للقيادات الإيرانية يجعل من الصعب توقع استسلامهم.
قال اللواء أركان حرب محمد قشقوش، مستشار الأكاديمية العسكرية العليا للدراسات الاستراتيجية، ومستشار المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن الضربة الأمريكية التى نُفذت ضد مواقع نووية إيرانية تمثل مرحلة جديدة وخطيرة فى الصراع الإيرانى- الإسرائيلى، مؤكدًا أن الولايات المتحدة باتت طرفًا مباشرًا فى الحرب للمرة الأولى، بعد أن كانت تكتفى بالدعم اللوجستى والتكنولوجى لإسرائيل.
وأوضح «قشقوش»، لـ«المصرى اليوم»، أنه فيما يتعلق بالرد الإيرانى فإن إيران لن تجلس إلى مائدة المفاوضات وهى مهزومة، وستسعى على الأقل إلى رد يحفظ ماء الوجه، وقد صرحت بوضوح بأن القواعد الأمريكية فى المنطقة باتت أهدافًا مشروعة بعد أن أصبحت الولايات المتحدة طرفًا مباشرًا فى استهداف أراضيها.
وأضاف أنه رغم أن التصعيد العنيف قد لا يكون فى صالح إيران، فإن التكوين النفسى للقيادات الإيرانية يجعل من الصعب توقع استسلامهم، والمعادلة تغيّرت بشكل كبير، إسرائيل ربحت كثيرًا سواء قاتلت منفردة أو بدعم أمريكى، لكن التصعيد المقبل سيكون أكثر خطورة ويجب مراقبته وتحليله بدقة، لا يمكن أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية، لكن من غير المرجح أن توافق إيران على التسوية إلا بعد رد فعل قوى يرفع من سقف تفاوضها.
وقال اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية والخبير العسكرى، إن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر فى الصراع القائم مع إيران يمثّل السيناريو الأسوأ، وهو الأكثر خطورة وتدميرًا فى مسار التصعيد الجارى، مشيرًا إلى أن إيران لم ترد عسكريًا بعد على أمريكا، إلا أنها تركّز حاليًا على الرد على إسرائيل أولًا، باستخدام صواريخ متطورة مثل صاروخ خيبر الذى يتمتع بقوة تدميرية هائلة.
وتوقّع أن تلجأ إيران لاحقًا إلى الرد على المصالح الأمريكية، لكنها الآن تؤجّل هذا الرد الاستراتيجى خشية أن يؤدى ضرب أمريكا مبكرًا إلى شل قدرتها على الرد على إسرائيل.
وأضاف أن القواعد الأمريكية فى الخليج بمثابة لحم مكشوف، سواء الأسطول الخامس أو القواعد المنتشرة، وهى أهداف قريبة من إيران ويمكن إصابتها حتى بالمدفعية وليس فقط بالصواريخ، كما أن إيران قد تُقدم على إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيؤثر بشكل بالغ على إمدادات الطاقة العالمية وأسعار النفط وسلاسل الإمداد الدولية.
وأشار إلى أن أى رد إيرانى قد لا يأتى من طهران فقط، بل من وكلائها فى المنطقة، كحزب الله فى لبنان، أو الحشد الشعبى فى العراق، أو حتى عناصر نشطة فى أماكن أخرى قد تستهدف الوجود الأمريكى.
ورجّح أن يكون هناك رد إيرانى على الضربات الأمريكية فى غضون ساعات أو أيام قليلة، لكنه سيكون بعد إنهاء الرد على إسرائيل، موضحًا أن أمريكا أخلت بالفعل عددًا من قواعدها وأهدافها الحساسة قبل تنفيذ الضربة لتقليل الخسائر، مما يوحى بأن الضربة قد تكون أيضًا استعراضية، والرد الإيرانى قد يسير فى الاتجاه نفسه.
وقال اللواء أركان حرب إبراهيم عثمان هلال، الخبير الاستراتيجى، نائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى سابقًا، إن الهجمات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تمثل تحولًا نوعيًا فى مسار الأزمة، وتؤكد دخول الولايات المتحدة كطرف مباشر فى الصراع المسلح، وهو ما يُعد تصعيدًا خطيرًا قد يدفع المنطقة إلى مرحلة جديدة يصعب التكهن بعواقبها.
وأضاف «هلال»، لـ«المصرى اليوم»، أن هذه الضربات تعكس فشل الولايات المتحدة فى التوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمة مع طهران، وتكشف فى الوقت ذاته عن نجاح إسرائيل فى جرّ الولايات المتحدة إلى مستنقع الحرب، مما ينذر باتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.
ورجّح أن تتجه إيران للرد بطريقة غير مباشرة عبر التنسيق مع جماعة الحوثى فى اليمن وبعض الفصائل المسلحة فى الإقليم، من خلال إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة تستهدف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل والقواعد الأمريكية البحرية والبرية فى الخليج. وأكد اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، أن الهجوم الذى شنته الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية يمثل تصعيدًا خطيرًا من شأنه أن يُغير مجرى الصراع فى المنطقة بشكل جذرى، وهذا الهجوم يُظهر فشل الولايات المتحدة فى حل الأزمة مع إيران دبلوماسيًا، ويعكس التورط الإسرائيلى المباشر فى هذا الصراع.
وقال إن الضربات الجوية الأمريكية، رغم قوتها، لم تُؤثر بشكل كبير على القدرات النووية الإيرانية، ولكنها قد تُبطئ من تقدم البرنامج النووى الإيرانى لفترة قصيرة، وإيران لن تظل مكتوفة الأيدى تجاه هذا العدوان، متوقعًا ردًا متزامنًا مع جماعة الحوثى وبعض الجماعات المسلحة فى المنطقة، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضد أهداف استراتيجية فى إسرائيل، وكذلك ضد القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

وكالة نيوز
منذ 2 ساعات
- وكالة نيوز
الشرق: أميركا دمّرت البرنامج النووي الإيراني وطهران تلوّح بإغلاق مضيق هرمز
وطنية – كتبت صحيفة 'الشرق': في اليوم العاشر من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده نفذت هجوما 'ناجحا للغاية' على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكدا أن 'الآن هو وقت السلام'، في حين قال مصدر إيراني كبير إنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب بفوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي. وقال ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع فوردو انتهى. واوضح رئيس هيئة الاركان الاميركية ان غواصة اميركية مهدت بـ20 صاروخا من طراز 'توماهوك' قبل دخول طائرات بي 20 وإسقاطها 14 قنبلة خارقة للتحصينات أحدثت اضرارا كبيرة بـ'فوردو' ، ولاحقا قال مسؤول اميركي ان الضربات لم تدمر المنشأة. في المقابل، قال المسؤول الإيراني إنه تمّ تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى.وردا على ذلك أطلقت إيران دفعتين صاروخيتين صباح الأحد على إسرائيل، مخلفة دمارا كبيرا في عدة مواقع. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ سقطت بشكل مباشر في عدة مناطق بإسرائيل. وأفادت مواقع إعلام إسرائيلية بارتفاع عدد المصابين إثر إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل إلى 27 مصابا. وقالت جهات إسرائيلية رسمية إن الرشقة الصاروخية الإيرانية قد امتازت عن سابقاتها من ناحية استخدام صاروخ متطور من طراز 'خيبر'، وقد طالت عدة مواقع في منطقتي تل أبيب وحيفا الكبريين، وألحقت دمارًا واسعًا جدًا، وأدت إلى إصابة نحو ثلاثين من الإسرائيليين، معظم إصاباتهم طفيفة إلى متوسطة. ونوهت الجبهة الداخلية في إسرائيل إلى أن الرشقة الصاروخية الإيرانية كانت عنيفة ودقيقة، لكن احترام المواطنين للتعليمات والبقاء داخل الملاجئ والغرف الآمنة قد حفظ حياة الكثيرين، حتى أولئك القاطنين في عمارات وأبراج تهاوت، لكن الملاجئ المحصنة لم تتهدم. فرح إسرائيلي بالانضمام الأميركي وواصلت إسرائيل هجماتها الجوية في اليوم العاشر من حربها على إيران، حيث استهدفت مواقع في بوشهر وأصفهان ويزد وتبريز والاهواز، وذلك في أعقاب ضربات نفذتها الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الرئيسية في البلاد فجر الأحد، واستهدفت مواقع عسكرية ومنشآت للصواريخ. وقال نائب محافظ بوشهر إن إسرائيل استهدفت موقعين عسكريين في المحافظة الواقعة جنوب غرب إيران . وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بأن انفجارات شديدة دوّت في المحافظة التي تقع فيها المحطة النووية الوحيدة العاملة بتوليد الكهرباء في البلاد. كما أعلن الحرس الثوري الإيراني أن إسرائيل قصفت مقرين عسكريين في محافظة يزد وسط إيران، فيما قالت وكالة مهر الإيرانية إن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في أجواء محافظة أصفهان وسط البلاد. وتصدت الدفاعات الجوية أيضا لهجوم إسرائيلي على مدينة دزفول في محافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، وفقا لوكالة مهر. في تلك الأثناء، توعد القائد الجديد للحرس الثوري اللواء محمد باكبور -في أول ظهور له- بمواصلة 'العمليات الجوفضائية' ضد إسرائيل. وبثت وسائل إعلام إيرانية مشاهد لاجتماع برئاسة باكبور الذي تسلم منصبه خلفا لحسين سلامي الذي اغتالته إسرائيل في بداية الحرب. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن 30 طائرة حربية هاجمت عشرات الأهداف العسكرية في إيران باستخدام أكثر من 60 قطعة ذخيرة. سياسيا، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة، وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي. على الجانب الإسرائيلي، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس شكره للرئيس ترامب على قراره 'التاريخي' بتدمير 3 منشآت نووية في إيران. واعتبر أن تدمير المنشآت يهدف إلى استمرار العمليات الإسرائيلية والتأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا. ونقلت الإذاعة عن هذه المصادر قولها إن إسرائيل أنهت بنك الأهداف في إيران، خاصة المنشآت النووية، وأنها كانت تنتظر تدخل الولايات المتحدة، صاحبة القدرة الوحيدة عسكريًا على تدمير المنشأة النووية داخل باطن الأرض في فوردو. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصادر في المؤسسة الأمنية قولها إن إسرائيل لوحدها لا تستطيع تدمير منشأة فوردو في إيران، وأنها كانت تعلم مسبقًا، ومنذ فترة طويلة أن الرئيس ترامب سيقوم بالهجمة، التي جاءت صباح الأحد. وليس صدفة أن الإدارة الأمريكية فضلت أن تتم الهجمة فيما البورصة الأمريكية في عطلة، تحاشيًا لصورة تراجع في الأسواق والاستثمارات المالية. وتمنت اسرائيل على واشنطن استكمال ضرباتها في إيران لمنع التورط في حرب استنزاف. طهران تتوعد بالرد على الضربات الأميركية وتدعو لاجتماع مجلس الأمن وعراقجي إلى موسكو قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطا أحمر كبيرا بمهاجمة منشآت بلاده النووية، مشيرا إلى صعوبة العودة للمفاوضات، ودعا لجلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. وندد عراقجي بالعدوان الأميركي العسكري الشرس على منشآت بلاده النووية، وقال إن الإدارة الأميركية مسؤولة بشكل كامل عن التداعيات الخطيرة للعدوان. وقال إن أميركا وجهت ضربة لمبدأ عدم الانتشار النووي، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خان إيران ورضخ لطموحات مجرم اعتاد على استغلال أراضي وثروات الشعوب لتحقيق أهداف إسرائيل، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية. وقال وزير الخارجية الإيراني إن الصمت في وجه الأعمال العدائية سيوصل العالم إلى مرحلة خطيرة، وأضاف 'تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس'. وأضاف أن 'إيران تحت الهجوم من قبل قوة عظمى نووية ونظام مسلح بأسلحة نووية ويجب التنديد بذلك'. حق الرد وبشأن الرد الإيراني على الهجوم الأميركي فجر الأحد، أكد عراقجي على حق بلاده في الدفاع عن النفس بموجب الميثاق الأممي، مشيرا إلى أن طهران تحتفظ لنفسها بخيارات للرد. وقال عراقجي 'تعرضنا للهجوم وعلينا الرد وفق حقنا المشروع بالدفاع عن النفس'. وأوضح 'هناك عدد متنوع من الخيارات أمامنا للرد على الهجوم الأميركي ولن أفصل أكثر'. وقال وزير الخارجية الإيراني إن على الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية أن تشجبا هذه الاعتداءات. وأضاف 'إدارة ترامب تهددنا بهجمات إضافية وعلى المجتمع الدولي التحرك لحماية الأمن على المستوى العالمي'. وأشار الى انه سيلتقي اليوم الرئيس فلاديمير بوتين. من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده لن تتخلى أبدا عن حقها في الطاقة النووية، الذي 'لا يمكن انتزاعه منها بالحرب والتهديدات'. ولفت مسؤول ايراني الى ان اي تحرك لاستهداف المرشد الايراني سيؤدي الى رد بلا حدود، ويغلب باب التفاوض.


المصري اليوم
منذ 6 ساعات
- المصري اليوم
خبراء عسكريون: طهران قد تقصف مواقع أمريكية و«التصعيد» ليس فى صالحها
أكد خبراء عسكريون أن الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية أدخلت الولايات المتحدة الامريكية طرفًا مباشرًا فى الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، مؤكدين أنه من المتوقع أن تدرس إيران كيفية الرد العسكرى، باستهداف مواقع أمريكية فى المنطقة، مشيرين إلى أن التصعيد العنيف قد لا يكون فى صالح إيران، إلا أن التكوين النفسى للقيادات الإيرانية يجعل من الصعب توقع استسلامهم. قال اللواء أركان حرب محمد قشقوش، مستشار الأكاديمية العسكرية العليا للدراسات الاستراتيجية، ومستشار المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن الضربة الأمريكية التى نُفذت ضد مواقع نووية إيرانية تمثل مرحلة جديدة وخطيرة فى الصراع الإيرانى- الإسرائيلى، مؤكدًا أن الولايات المتحدة باتت طرفًا مباشرًا فى الحرب للمرة الأولى، بعد أن كانت تكتفى بالدعم اللوجستى والتكنولوجى لإسرائيل. وأوضح «قشقوش»، لـ«المصرى اليوم»، أنه فيما يتعلق بالرد الإيرانى فإن إيران لن تجلس إلى مائدة المفاوضات وهى مهزومة، وستسعى على الأقل إلى رد يحفظ ماء الوجه، وقد صرحت بوضوح بأن القواعد الأمريكية فى المنطقة باتت أهدافًا مشروعة بعد أن أصبحت الولايات المتحدة طرفًا مباشرًا فى استهداف أراضيها. وأضاف أنه رغم أن التصعيد العنيف قد لا يكون فى صالح إيران، فإن التكوين النفسى للقيادات الإيرانية يجعل من الصعب توقع استسلامهم، والمعادلة تغيّرت بشكل كبير، إسرائيل ربحت كثيرًا سواء قاتلت منفردة أو بدعم أمريكى، لكن التصعيد المقبل سيكون أكثر خطورة ويجب مراقبته وتحليله بدقة، لا يمكن أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية، لكن من غير المرجح أن توافق إيران على التسوية إلا بعد رد فعل قوى يرفع من سقف تفاوضها. وقال اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية والخبير العسكرى، إن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر فى الصراع القائم مع إيران يمثّل السيناريو الأسوأ، وهو الأكثر خطورة وتدميرًا فى مسار التصعيد الجارى، مشيرًا إلى أن إيران لم ترد عسكريًا بعد على أمريكا، إلا أنها تركّز حاليًا على الرد على إسرائيل أولًا، باستخدام صواريخ متطورة مثل صاروخ خيبر الذى يتمتع بقوة تدميرية هائلة. وتوقّع أن تلجأ إيران لاحقًا إلى الرد على المصالح الأمريكية، لكنها الآن تؤجّل هذا الرد الاستراتيجى خشية أن يؤدى ضرب أمريكا مبكرًا إلى شل قدرتها على الرد على إسرائيل. وأضاف أن القواعد الأمريكية فى الخليج بمثابة لحم مكشوف، سواء الأسطول الخامس أو القواعد المنتشرة، وهى أهداف قريبة من إيران ويمكن إصابتها حتى بالمدفعية وليس فقط بالصواريخ، كما أن إيران قد تُقدم على إغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيؤثر بشكل بالغ على إمدادات الطاقة العالمية وأسعار النفط وسلاسل الإمداد الدولية. وأشار إلى أن أى رد إيرانى قد لا يأتى من طهران فقط، بل من وكلائها فى المنطقة، كحزب الله فى لبنان، أو الحشد الشعبى فى العراق، أو حتى عناصر نشطة فى أماكن أخرى قد تستهدف الوجود الأمريكى. ورجّح أن يكون هناك رد إيرانى على الضربات الأمريكية فى غضون ساعات أو أيام قليلة، لكنه سيكون بعد إنهاء الرد على إسرائيل، موضحًا أن أمريكا أخلت بالفعل عددًا من قواعدها وأهدافها الحساسة قبل تنفيذ الضربة لتقليل الخسائر، مما يوحى بأن الضربة قد تكون أيضًا استعراضية، والرد الإيرانى قد يسير فى الاتجاه نفسه. وقال اللواء أركان حرب إبراهيم عثمان هلال، الخبير الاستراتيجى، نائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى سابقًا، إن الهجمات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية تمثل تحولًا نوعيًا فى مسار الأزمة، وتؤكد دخول الولايات المتحدة كطرف مباشر فى الصراع المسلح، وهو ما يُعد تصعيدًا خطيرًا قد يدفع المنطقة إلى مرحلة جديدة يصعب التكهن بعواقبها. وأضاف «هلال»، لـ«المصرى اليوم»، أن هذه الضربات تعكس فشل الولايات المتحدة فى التوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمة مع طهران، وتكشف فى الوقت ذاته عن نجاح إسرائيل فى جرّ الولايات المتحدة إلى مستنقع الحرب، مما ينذر باتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق. ورجّح أن تتجه إيران للرد بطريقة غير مباشرة عبر التنسيق مع جماعة الحوثى فى اليمن وبعض الفصائل المسلحة فى الإقليم، من خلال إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة تستهدف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل والقواعد الأمريكية البحرية والبرية فى الخليج. وأكد اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، أن الهجوم الذى شنته الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية يمثل تصعيدًا خطيرًا من شأنه أن يُغير مجرى الصراع فى المنطقة بشكل جذرى، وهذا الهجوم يُظهر فشل الولايات المتحدة فى حل الأزمة مع إيران دبلوماسيًا، ويعكس التورط الإسرائيلى المباشر فى هذا الصراع. وقال إن الضربات الجوية الأمريكية، رغم قوتها، لم تُؤثر بشكل كبير على القدرات النووية الإيرانية، ولكنها قد تُبطئ من تقدم البرنامج النووى الإيرانى لفترة قصيرة، وإيران لن تظل مكتوفة الأيدى تجاه هذا العدوان، متوقعًا ردًا متزامنًا مع جماعة الحوثى وبعض الجماعات المسلحة فى المنطقة، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضد أهداف استراتيجية فى إسرائيل، وكذلك ضد القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة.


بوابة الأهرام
منذ 11 ساعات
- بوابة الأهرام
«الحرس الثورى» يهدد أمريكا بـ «رد عنيف».. «خيبر» يضرب إسرائيل.. وتحقيقات فى انخفاض اعتراض الصواريخ الإيرانية
بعد الإعلان الأمريكى عن قصف استهدف 3 منشآت نووية، أعلن الحرس الثورى الإيرانى أن «الحرب بالنسبة له قد بدأت الآن»، جاء ذلك فيما أعلنت إسرائيل رفع حالة التأهب، ووقف التعليم والتجمعات وأماكن العمل، باستثناء القطاعات الحيوية. وأشار الحرس الثورى إلى أنه تمكن من «تحديد مواقع تحليق الطائرات المشاركة فى هذا العدوان، والقواعد العسكرية الأمريكية ليست مصدر قوة لها، بل تزيد من ضعفها». من جهته، أكد «مركز السلامة النووية» الإيرانى عدم تسجل أى علامات تلوث إشعاعى، وأنه لا خطر على سكان المناطق القريبة من المواقع النووية الإيرانية،التى تعرضت للقصف الأمريكى. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه لم يتم الإبلاغ عن أى زيادة فى مستويات الإشعاع خارج المواقع حتى الآن. وفى الوقت ذاته، كشفت إيران عن إطلاق مزيج من الصواريخ بعيدة المدى العاملة بالوقود السائل والصلب ذات الرؤوس الحربية المدمرة، ومن بينها استخدام صاروخ «خيبر» لأول مرة فى قصف إسرائيل فى المرحلة الـ20 من عملية «الوعد الصادق 3»، وهو ما أكده جيش الاحتلال. وكشف المتحدث باسم عملية «الوعد الصادق 3»، أن الهجوم الصاروخى استهدف مواقع حساسة داخل إسرائيل، من بينها مطار بن جوريون الدولى، بالإضافة إلى مراكز متخصصة فى الأبحاث البيولوجية، ومنشآت تابعة لمنظومات القيادة والسيطرة العسكرية. وأضاف المتحدث أن الضربة جاءت ضمن «رد محسوب» على العدوان الإسرائيلى، مؤكدا أن الأهداف تم اختيارها بدقة. وحذر من أن طهران لم تدخل بعد كامل قدراتها الصاروخية إلى المعركة. وفى تل أبيب، أعلنت «نجمة داود الحمراء» أن طواقمها قدّمت الإسعاف الأولى، ونقلت 27 مصابا إلى المستشفيات، بينهم رجل فى الثلاثين من عمره، أُصيب بجراح متوسطة نتيجة شظايا فى الجزء العلوى من جسده، إضافة إلى 10 مصابين آخرين بحالة طفيفة. كما تم إجلاء شخصين آخرين لتلقى العلاج بعد تعرضهما لنوبات هلع عقب القصف. وأفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن الرشقات الصاروخية الإيرانية شملت نحو 40 صاروخًا باليستيًا، مشيرة إلى أن «بعضها فشل وسقط قبل الوصول»، بينما «أقل من 30 صاروخًا دخل الأجواء الإسرائيلية وتم اعتراض معظمها». وأشارت إلى أن بعض مواقع السقوط التى تم الإبلاغ عنها ناتجة عن شظايا صواريخ اعتراض. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى، أن الصواريخ سقطت بشكل مباشر فى عدة مناطق بإسرائيل. وأضافت أن دمارا كبيرا لحق بعدد من المواقع جرّاء سقوط الصواريخ فى تل أبيب الكبرى، وحيفا، ونيس تسيونا جنوب تل أبيب. من جهتها، قالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، إن الجيش يحقق فى انخفاض نسبة اعتراض الصواريخ فى الضربة الإيرانية. كما فتح جيش الاحتلال تحقيقا فى عدم انطلاق صفارات الإنذار فى حيفا لحظة الهجوم الإيرانى. فى المقابل، شن الاحتلال ضربات جديدة على أهداف عسكرية منها منصات لإطلاق صواريخ فى غرب إيران، مشيرا الى أنها تشمل «منصات صاروخية جاهزة للإطلاق نحو إسرائيل، إلى جانب جنود فى القوات المسلحة الإيرانية»، مؤكدا «استهداف منصات استخدمت لإطلاق الصواريخ نحو الأراضى الإسرائيلية».