logo
عرائس يستعضن عن التصديرة بأدوات كهرومنزلية

عرائس يستعضن عن التصديرة بأدوات كهرومنزلية

الشروقمنذ 3 أيام
لطالما كانت التصديرة طقسا مقدسا من طقوس الأعراس عندنا، بغض النظر عن المنطقة التي تنحدر منها العروس. ولكن، مؤخرا، ومع زيادة الوعي بعدم جدوى ذلك، تفطنت الكثيرات إلى أهمية الاستعاضة عن تلك الأزياء التقليدية الفاحشة الثمن، التي لا تُرتدى بعد الزفاف غالبا، بأدوات كهرومنزلية مفيدة ومريحة، تسهل على العروس حياتها الزوجية.
مع ما جُبلت عليه المرأة من حب التزين والتهندم وعرض أناقتها، ليس من اليسير على أي عروس أن تتخطى طقس التصديرة في يوم زفافها. فذلك يتطلب قدرا كبيرا من الوعي والاختلاف. وهذا بالضبط ما توفر في منطق تفكير وتدبير كنزة، 25 سنة، الذي جعلها تُقدّر، كما تقول: 'ألا فائدة ترجى من عرض الأزياء الذي تتكبده العرائس في شكل تصديرة. وبحكم أنني عاملة، فلقد أدركت أنني في حاجة إلى الكثير من الأدوات الكهرومنزلية، التي ستسهل علي القيام بأشغال المنزل اليومية، التي بالتأكيد لم يكن عريسي سيوفرها لي، على الأقل في بدايات زواجنا. لهذا، ألغيت فقرة التصديرة من جدول برتوكولات زفافي. ووفرت ذلك المال الذي اقتنيت به غسالتي ملابس وأوان وعجاّنة، الأمر الذي أراحني كثيرا لاحقا.'
ونفس الأمر فعلته مروة، 31 سنة، بعد أن أخبرها خطيبها أشهرا قبل زفافهما بأنهما سيعيشان مؤقتا رفقة أهله، إلى حين أن يتمكن من تأثيث الطابق الذي شيدّه بشق الأنفس أعلى منزل والده. فلأنها لم تستسغ ذلك ولم تتقبله خوفا من المشاكل، فلقد اهتدت إلى فكرة أن تستغني عن كل ما هو كمالي في جهاز عرسها، بما في ذلك ملابس التصديرة، وتقتني بدلا عنه، وبمساعدة من إخوتها ووالدها ثلاجة، طباخة، تلفازا، وبعض الأواني المنزلية، لتضع خطيبها أمام الأمر الواقع.. فانتقلا مباشرة بعد عرسهما للعيش منفردين في الطابق الذي أثثته بنفسها.
شتان بين المعروف والواجب
إن صنائع المعروف قد تتحول إلى واجب مفروض على صانعها، إذا بالغ فيها. بمعنى، أنك قد تُفرط في مساعدة أحدهم من باب الأنفة والمروءة والمحبة. فيتخذ ذلك كحق مكتسب. فتفضُّل الكثيرات
بالاستغناء عن التصديرة لأجل تأثيث بيت الزوجية مساعدة لعرسانهن، يُخشى أن يتحول إلى عُرف ملزم للجزائريات، وأن نتوجه بالتالي، إلى ما هو معمول به في الكثير من الدول العربية، حيث تتحمل العروس ملزمة تأثيث بيت الزوجية من الإبرة إلى الأدوات الكهرومنزلية، نيابة عن عريسها. وذلك بالضبط ما تفاجأت به فريال، حين اقترح عليها خطيبها فكرة أن تُرشّد مصاريف جهازها وتستغني عن التصديرة وباقي الكماليات، وتفعل مثل زوجة أخيه الأكبر، التي أحضرت في جهازها بدل ذلك ثلاجة وغسالة وتلفازا، وحتى مكيفا هوائيا، بحكم أنها عاملة. فكان لزاما عليه وعلى كل من يفكر مثله، أن يفهم أن تأثيث منزل الزوجية بالكامل هو من مسؤوليات الزوج في الإسلام. والمهر حق خالص للزوجة، ولا يجوز له أن يطالبها بتجهيز منزلهما.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عرائس يستعضن عن التصديرة بأدوات كهرومنزلية
عرائس يستعضن عن التصديرة بأدوات كهرومنزلية

الشروق

timeمنذ 3 أيام

  • الشروق

عرائس يستعضن عن التصديرة بأدوات كهرومنزلية

لطالما كانت التصديرة طقسا مقدسا من طقوس الأعراس عندنا، بغض النظر عن المنطقة التي تنحدر منها العروس. ولكن، مؤخرا، ومع زيادة الوعي بعدم جدوى ذلك، تفطنت الكثيرات إلى أهمية الاستعاضة عن تلك الأزياء التقليدية الفاحشة الثمن، التي لا تُرتدى بعد الزفاف غالبا، بأدوات كهرومنزلية مفيدة ومريحة، تسهل على العروس حياتها الزوجية. مع ما جُبلت عليه المرأة من حب التزين والتهندم وعرض أناقتها، ليس من اليسير على أي عروس أن تتخطى طقس التصديرة في يوم زفافها. فذلك يتطلب قدرا كبيرا من الوعي والاختلاف. وهذا بالضبط ما توفر في منطق تفكير وتدبير كنزة، 25 سنة، الذي جعلها تُقدّر، كما تقول: 'ألا فائدة ترجى من عرض الأزياء الذي تتكبده العرائس في شكل تصديرة. وبحكم أنني عاملة، فلقد أدركت أنني في حاجة إلى الكثير من الأدوات الكهرومنزلية، التي ستسهل علي القيام بأشغال المنزل اليومية، التي بالتأكيد لم يكن عريسي سيوفرها لي، على الأقل في بدايات زواجنا. لهذا، ألغيت فقرة التصديرة من جدول برتوكولات زفافي. ووفرت ذلك المال الذي اقتنيت به غسالتي ملابس وأوان وعجاّنة، الأمر الذي أراحني كثيرا لاحقا.' ونفس الأمر فعلته مروة، 31 سنة، بعد أن أخبرها خطيبها أشهرا قبل زفافهما بأنهما سيعيشان مؤقتا رفقة أهله، إلى حين أن يتمكن من تأثيث الطابق الذي شيدّه بشق الأنفس أعلى منزل والده. فلأنها لم تستسغ ذلك ولم تتقبله خوفا من المشاكل، فلقد اهتدت إلى فكرة أن تستغني عن كل ما هو كمالي في جهاز عرسها، بما في ذلك ملابس التصديرة، وتقتني بدلا عنه، وبمساعدة من إخوتها ووالدها ثلاجة، طباخة، تلفازا، وبعض الأواني المنزلية، لتضع خطيبها أمام الأمر الواقع.. فانتقلا مباشرة بعد عرسهما للعيش منفردين في الطابق الذي أثثته بنفسها. شتان بين المعروف والواجب إن صنائع المعروف قد تتحول إلى واجب مفروض على صانعها، إذا بالغ فيها. بمعنى، أنك قد تُفرط في مساعدة أحدهم من باب الأنفة والمروءة والمحبة. فيتخذ ذلك كحق مكتسب. فتفضُّل الكثيرات بالاستغناء عن التصديرة لأجل تأثيث بيت الزوجية مساعدة لعرسانهن، يُخشى أن يتحول إلى عُرف ملزم للجزائريات، وأن نتوجه بالتالي، إلى ما هو معمول به في الكثير من الدول العربية، حيث تتحمل العروس ملزمة تأثيث بيت الزوجية من الإبرة إلى الأدوات الكهرومنزلية، نيابة عن عريسها. وذلك بالضبط ما تفاجأت به فريال، حين اقترح عليها خطيبها فكرة أن تُرشّد مصاريف جهازها وتستغني عن التصديرة وباقي الكماليات، وتفعل مثل زوجة أخيه الأكبر، التي أحضرت في جهازها بدل ذلك ثلاجة وغسالة وتلفازا، وحتى مكيفا هوائيا، بحكم أنها عاملة. فكان لزاما عليه وعلى كل من يفكر مثله، أن يفهم أن تأثيث منزل الزوجية بالكامل هو من مسؤوليات الزوج في الإسلام. والمهر حق خالص للزوجة، ولا يجوز له أن يطالبها بتجهيز منزلهما.

طه حسين ومحنة التراث: قراءة في كتاب «الشعر الجاهلي»
طه حسين ومحنة التراث: قراءة في كتاب «الشعر الجاهلي»

إيطاليا تلغراف

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

طه حسين ومحنة التراث: قراءة في كتاب «الشعر الجاهلي»

إيطاليا تلغراف نشر في 21 يوليو 2025 الساعة 21 و 35 دقيقة إيطاليا تلغراف حسن لمين كاتب مغربي يعد كتاب «في الشعر الجاهلي» لطه حسين من أبرز المؤلفات التي أثارت جدلاً واسعا في تاريخ الأدب العربي الحديث، وقد شكّل لحظة فاصلة في تطور الفكر النقدي العربي. ظهر هذا العمل في سياق ثقافي كان يقدّس الموروث، ولا يجرؤ على مساءلته، فجاء طه حسين ليكسر هذا الصمت، ويطرح أسئلة جذرية حول أصالة الشعر الجاهلي، وصحة نسبه، وقيمته الأدبية الحقيقية. ولعلّ أهمية الكتاب لا تقتصر فقط على محتواه النقدي، بل تمتد إلى الطريقة التي استُقبل بها، والجدل العميق الذي أثاره، والذي لا يزال حياً حتى اليوم في دراسات الأدب والتراث. حين أصدر طه حسين كتابه «في الشعر الجاهلي» لم يكن غافلا عن طبيعة ردود الفعل التي سيثيرها عمله، فقد صرّح في مقدمته قائلاً: هذا نحو من البحث عن تاريخ الشعر العربي جديد، لم يألفه الناس عندنا من قبل. وأكاد أثق أن فريقا منهم سيلقونه ساخطين عليه، وأن فريقا آخر سيُزْوِرّون عنه ازورارا» . هذه العبارة تكشف وعيه بمدى زعزعة أفكاره لثوابت المؤسسة الثقافية العربية، وإدراكه أن المشروع الذي يقدّمه سيواجه برفض وجداني، قبل أن يُمحّص عقلانياً. كان طه حسين حريصاً على الوضوح التام في طرحه النقدي، حيث أعلن صراحة، «أحب أن أكون واضحا جليا، وأن أقول للناس ما أريد أن أقول دون أن أضطرهم إلى أن يتأولوا ويتمحلوا، ويذهبوا مذاهب مختلفة في النقد والتفسير والكشف عن الأغراض التي أرمي إليها». وهذا الإصرار على الوضوح هو ما جعل أسلوبه مباشرا وصادماً، وهو ما ساهم أيضا في حدة الجدل الذي رافق صدور الكتاب. في تحليله للشعر الجاهلي، اتخذ طه حسين من القرآن الكريم معيارا للمقارنة، معتبرا إياه المرجع الأدق لتمثّل الروح الدينية للعرب في الجاهلية، قائلاً: «فالقرآن إذن أصدق تمثيلاً للحياة الدينية عند العرب من هذا الشعر الذي يسمونه الجاهلي». وفي هذا الطرح، نجد محاولة لإزاحة الشعر الجاهلي عن موقع الوثيقة التاريخية المطلقة، وإخضاعه للمراجعة النقدية. كما شكك في أصالة اللغة التي نُسب بها هذا الشعر إلى الجاهليين، فكتب: «نقول إن هذا الشعر الجاهلي لا يمثل اللغة الجاهلية، ولنَجْتهدْ في تعرف اللغة الجاهلية هذه ما هي». لم يكن طه حسين يقصد نفي وجود الشعر الجاهلي تماما، بل أراد التأكيد على أن ما وصلنا لا يمكن اعتباره دائما ممثلا صادقا للواقع اللغوي والتعبيري الجاهلي، خاصة إذا وضعناه في ضوء التطورات اللغوية التي طرأت بعد الإسلام. ويزيد تأكيده على هذا حين قال: «ولست أنكر أن اختلاف اللهجات كان حقيقة واقعة بعد الإسلام، ولست أنكر أن الشعر استقام للقبائل كلها رغم هذا الاختلاف، ولكن أظن أنك تنسى شيئا يحسن ألا تنساه، وهو أن القبائل بعد الإسلام اتخذت للأدب لغة غير لغته». بهذا المعنى، يؤسس طه حسين لفرضية أن الشعر الجاهلي، في شكله المتداول، قد صيغ بلغة أدبية موحدة استُحدثت بعد الإسلام، ما يطعن في نسبته الزمانية إلى الجاهلية الحقيقية. وفي معرض حديثه عن القوى التي قد تكون ساهمت في اختلاق الشعر ونسبته إلى الجاهليين، يتساءل طه حسين بذكاء نقدي: «والشعوبية، ما رأيك فيهم وفيما يمكن أن يكون لهم من الأثر القوي في انتحال الشعر والأخبار وإضافتها إلى الجاهليين؟». يفتح هذا السؤال الباب أمام تأويلات سوسيولوجية وتاريخية أعمق، حيث يشير إلى احتمال تدخل بعض التيارات الفكرية بعد الإسلام، مثل الشعوبية، في إعادة تشكيل التراث الأدبي الجاهلي بما يتناسب مع صراعات الهوية والانتماء في العصر العباسي على وجه الخصوص. وقد أثار هذا الطرح موجة من الردود المتباينة، فبينما رأى فيه البعض فتحا جديدا في مجال النقد، واتجاها نحو التحرر من سلطة الماضي، هاجمه آخرون بعنف، متهمين إياه بالتشكيك في التراث الإسلامي والطعن في صدقية الشعر العربي. من بين هؤلاء النقاد من رأى أن طه حسين اعتمد في كثير من أطروحاته على مقارنات غير دقيقة، أو أهمل السياق الشفهي الذي كانت تُروى فيه القصائد، وهو ما قد يفسر بعض التناقضات في الأسلوب أو المضمون. ومع ذلك، فإن أصواتا نقدية شابة في ذلك الوقت رأت في مشروع طه حسين لحظة تأسيسية لقراءة جذرية ومتحررة للتراث، ودعت إلى تبني المنهج العلمي في دراسة الأدب العربي، كما يحدث في الآداب الأوروبية. أحدث الكتاب، إذن، زلزالا في النقد العربي، وفرض نفسه مرجعا لا يمكن تجاوزه في أي نقاش حول الشعر الجاهلي. كما أنه مهّد الطريق أمام مقاربات نقدية جديدة تأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية والاجتماعية التي رافقت جمع وتدوين الشعر القديم، ولا تكتفي بالتعامل معه بوصفه انعكاسا نقيا لروح العصر. وقد أسهم هذا التحول في ولادة اتجاهات نقدية عربية أكثر عقلانية وصرامة في التعامل مع الموروث الأدبي، بما فيها الاتجاه التاريخي، والنقد البنيوي، والنقد الثقافي. رغم ما أثاره من جدل واتهامات، يبقى الشعر الجاهلي عملاً استثنائيا في تاريخ الأدب العربي، لأنه أرغم القرّاء على مساءلة ما اعتادوا قبوله، وفتح أمامهم آفاقا جديدة لفهم النصوص القديمة. لقد بيّن طه حسين، بأسلوبه الواضح وأفكاره الجريئة، أن التراث ليس كتلة صماء، بل بناء تاريخي واجتماعي وثقافي يجب فحصه بعين ناقدة. ومن هنا، فإن الكتاب لا يزال يحتفظ بقيمته المعرفية، ويُعد مدخلا ضروريا لكل باحث يرغب في دراسة الشعر العربي القديم بموضوعية وتجدد. وفي الختام، يمكن القول إن طه حسين لم يكن يسعى إلى تقويض التراث، بقدر ما كان ينشد تحريره من طابع القداسة الزائفة. لقد أراد أن يُخضع الشعر الجاهلي، وغيره من الموروث، لمنهج علمي يميز بين التاريخي والمتخيل، وبين الوثيقة والأسطورة. وإذا كانت أفكاره قد أزعجت بعض الأصوات التقليدية، فإنها، في المقابل، أسست لنقلة نوعية في مسار النقد العربي الحديث، وجعلت من التفكير العقلاني أداة مشروعة، بل ضرورية في التعامل مع تراث غني، لكنه معقّد، ويحتاج إلى قراءة متأنية لا تغفل السياقات ولا تسقط في التبجيل، إنه كتاب لا يُقرأ من أجل الإجماع، بل من أجل التفكير.

نساء يخطبن لأنفسهن.. هل ينجح هذا الزواج؟
نساء يخطبن لأنفسهن.. هل ينجح هذا الزواج؟

الشروق

time١٥-٠٧-٢٠٢٥

  • الشروق

نساء يخطبن لأنفسهن.. هل ينجح هذا الزواج؟

أصبح الحصول على عريس يستوفي طموحات المرأة، ضربا من المستحيل، في مجتمع انتشر فيه العزوف عن الزواج، خوفا من الارتباط بالشخص غير المناسب وهروبا من المسؤولية. لذلك، ما عادت الفتيات يفوّتن على أنفسهن فرصة اصطياد رجل ملائم، ولم لا خطبته. تقول لمياء: 'عندما فقدت الأمل في التوظيف، وتعثر زواجي مرتين، عدت إلى الجامعة لدراسة الماستر بعد الثلاثين. هناك، طلب مني أستاذ أن أعلم زميلتي المقربة، بنيته التعرف عليها لغرض الزواج.. أخبرته أنها مطلقة ولديها طفلة، فوجد أنها غير مناسبة له'. وأضافت: 'لم أتردد حينها، في أن أعرض عليه الزواج بي. ومع أني كنت جادة جدا وأعلم أنه يصغرني بسنة، قلت ذلك وكأني أمازحه، وبالفعل، جاء لخطبتي وتزوجنا ونربي الآن طفلنا الأول. ولا يزال، في كل مناسبة، يذكرني بأنني أنا من خطبته، ولم أندم على ذلك أبدا'. خطبته سرا وتزوجته علنا على عكس مجتمعات عربية أخرى وبيئات غربية، حيث لا حرج في أن تتقدم المرأة لرجل يعجبها، ويحمل صفات أحلامها، ففي الخليج مثلا، ترتفع نسبة خطبة الفتيات لأنفسهن عاما بعد عام، لا يزال مجتمعنا يرى الفعل محرجا وغير أخلاقي، لذلك، يحتفظ به الناس سرا. عندما علمت نهال من خالتها أن ابنها المقيم في ألمانيا ينوي الزواج من جزائرية، بعد أن قام بتسوية وثائق إقامته هناك، تقول: 'فكرت كثيرا في البداية، كنت سأحدث أمي أو خالتي برغبتي في الزواج منه، لأنني لطالما كنت أحلم بالعيش في أوروبا، وترددت قبل أن أتواصل معه مباشرة عبر الأنستغرام'. وتتابع: 'قدمت تنازلات.. فقد كنت مستعدة لترك دراستي من أجل الزواج والهجرة معه. اعتقد أنني أمزح، خاصة أن فارق السن بيننا 18 سنة، لكنه وافق علي. انتظرت أن يقوم بإجراءات لم الشمل حتى نقيم حفلا بسيطا ونغادر. تم كل شيء ونحن متفقان على أن يظل الأمر سرا، لا أحد يعلم بأنني أنا من خطبته ليكون زوجي، فلم أرد أن أفوت على نفسي فرصة كهذه'. ماذا بعد أن تخطب المرأة لنفسها تؤكد الأخصائية النفسية، خبيرة العلاقات، عقيلة دبوب، أن الرجل الذي يقبل الارتباط بامرأة تعرض هي الزواج عليه، إما رجل ضعيف يبحث عن كم هائل من التنازلات، أو إنه رجل في غاية التوازن النفسي والعاطفي، لا تهمه الطريقة بقدر ما يهمه نجاح العلاقة ووزن الشريك، إذ إن رجلا عاديا في المجتمع الجزائري سيستمر في التشكيك في المرأة والتهرب منها، إذا لاحظ أنها ترسمه كهدف للزواج.. وهذا، واقع يعترف به'. ربما، لهذا، تواجه بعض النساء اللواتي يعرضن الزواج على الرجل، أو على أمه التي تخطب له، مشاكل عديدة بعد الارتباط، وهو ما وجدت رغدة نفسها تكابده، طيلة سبع سنوات من زواجها بشاب سوري، تعرفت عليه صدفة، وهي تؤسس لمشروعها، تروي: 'اشتريت منه أثاث مكتبي، وكانت معاملته في غاية اللطف، تعمدت الحصول على وسيلة للاتصال به، ولم يكن يتوانى في مساعدتي، عندما تأكدت من أنه غير مرتبط، عرضت عليه الزواج.. منعني بعدها من العمل ومن السياقة، استغل كل أملاكي لصالحه، وباع بعضها لتسديد نفقات كراء الفيلا التي نسكنها، كنت أشعر بأنه ينتقصني، لأنني قدمت له كل التنازلات، لم يكن ذلك الشاب الوسيم الأشقر الذي يرضى بي زوجته على قلة جمالي وأنوثتي عبثا'. تشير خبيرة العلاقات ع. دبوب، إلى أنه، وبالرغم من أن خطبة المرأة لنفسها تحل شرعا في الإسلام اقتداء بقصة زواج سيد الخلق- صلى الله عليه وسلم- من السيدة خديجة خير نساء العالمين، وبأن هذا الفعل يمكن أن يقضي لنا على مشكل اجتماعي مريب، وهو انتشار العنوسة، لا يزال الجزائريون غير متقبلين لفكرة أن تتنازل امرأة لطلب الزواج من رجل، ما لم يكن بها عيب أو حاجة ماسة لهذا الزواج. وظلت الأعراف والتقاليد المتوارثة، تحفظ للفتاة شيئا من كرامتها ورفعتها، بينما يطرق الخاطب بابها، ولو أن الكثير من العرسان يرفضون إتمام الخطبة بعد النظرة الشرعية، أو لا يعجبون بالفتاة بعد الحديث إليها عبر الهاتف فينسحبون، مع هذا تظل الفتاة معززة مكرمة ولا حرج عليها، وهذا راجع في الأساس إلى الطبيعة النفسية التي غرست في الرجل الجزائري، منذ صغره.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store