
مؤسسات خيرية كبرى تتحرك لحماية إعفائها الضريبي من تهديدات إدارة ترامب المحتملة
تتحرك كبرى المؤسسات الخيرية في الولايات المتحدة، من مختلف الأطياف السياسية، لحماية وضعها المعفي من
الضرائب
، في ظل مخاوف متزايدة من تهديدات محتملة قد تطاولها في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال"، بدأت مؤسسات نافذة من بينها "مؤسسة فورد" و"مؤسسة بيل وميليندا غيتس" و"مؤسسة تشارلز كوخ"، اجتماعات غير رسمية لبحث سبل الدفاع عن صفة
الإعفاء الضريبي
في حال قررت الإدارة الأميركية المقبلة استهدافها.
وتداولت هذه المؤسسات خيارات قانونية وإعلامية محتملة، بينها توكيل محامين للدفاع عنها بشكل جماعي أو فردي، وتغطية تكاليف الاستشارات القانونية والتواصل العام المرتبط بهذه الحملة الدفاعية.
ورغم أن إدارة ترامب لم تُصدر حتى الآن أي إعلان رسمي حول تغيير وضع المؤسسات غير الربحية، أثارت إشارات متكررة القلق، ولا سيما تهديد ترامب السابق بإلغاء إعفاء جامعة "هارفارد"، وتلميحاته باتخاذ إجراءات مماثلة ضد منظمات لا تتوافق مع سياساته.
وقال رئيس "مؤسسة ماك آرثر" ومنسق جزء من هذه الجهود جون بالفري، إن أي محاولة لاستهداف الإعفاء الضريبي على خلفية نشاط المؤسسات التبرعي ستُقابل برفض قاطع ورد قانوني واضح، مضيفاً أن استهداف صفة الإعفاء يُعدّ اعتداءً على حرية التبرع.
وشدد بالفري على أن هذا التحرك لا يقتصر على معركة سياسية، بل على الدفاع عن بنية العمل الخيري، مشيراً إلى أن المؤسسات من مختلف الانتماءات السياسية توحّدت لمواجهة أي محاولات مستقبلية لتقييد دورها.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
أميركا والصين تجريان أول محادثات بشأن الرسوم الجمركية اليوم
من جانبها، اعتبرت "مؤسسة غيتس" في بيان صحافي أن الحفاظ على الوضع القانوني للقطاع الخيري أمر بالغ الأهمية لاستمرار تقديم خدمات أساسية يعتمد عليها ملايين الأفراد داخل
الولايات المتحدة
وخارجها.
بالتوازي، بدأت جامعات ومؤسسات أكاديمية هي الأخرى توحيد صفوفها لمواجهة ما تصفه بـ"هجمات سياسية" محتملة، خصوصاً في ما يتعلق بتمويل الأبحاث واستقلالية التعليم العالي.
ووفقًا لمصادر مطلعة، أصدر ترامب في 21 يناير/كانون الثاني أمرًا تنفيذيًّا يوجه الوكالات الفيدرالية إلى تحديد ما يصل إلى تسعة تحقيقات محتملة مع مؤسسات غير ربحية كبرى، ممن تتجاوز أصولها 500 مليون دولار، وذلك قبل 21 مايو/أيار المقبل.
وتستهدف هذه الخطوة، بحسب نص الأمر، منظمات يُشتبه بأنها تطبق برامج تُخلّ بمبادئ "الحياد والمساواة" تحت شعار التنوع والشمول، في خطوة اعتبرها مراقبون سابقة خطيرة في تاريخ الرئاسة الأميركية.
ويُذكر أن المؤسسات المعفاة من الضرائب، والمنظّمة وفق المادة 501-(c)-(3) من قانون الضرائب الأميركي، يحق لها تلقي تبرعات معفاة من الضرائب كما تُعفى من دفع الضرائب على الأرباح، لكنها تخضع لضريبة انتقائية سنوية تبلغ 1.39% من صافي دخلها الاستثماري، مع التزامها بإنفاق 5% على الأقل من أصولها سنويًّا لأغراض خيرية.
وتخشى هذه المؤسسات من أن تتجه الإدارة المقبلة أو الكونغرس إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، مثل رفع الضريبة الانتقائية أو تعديل شروط توزيع الأوقاف، ما قد يُقوض قدرتها على العمل المستقل والفعال.
وبحسب تقرير "Giving USA"، قدمت المؤسسات الخيرية الأميركية أكثر من 100 مليار دولار عام 2023، ما يجعلها ثاني أكبر مصدر
تمويل
بعد الأفراد. وقد أثارت سياسات ترامب في هذا الإطار قلقاً واسعاً، خاصة لدى مؤسسات مثل "فورد"، التي يقودها دارين ووكر، أحد أبرز المدافعين عن قضايا المساواة والعدالة الاجتماعية.
وفي مواجهة هذه التهديدات، تشكل "ائتلاف" واسع يضم أكثر من 250 مؤسسة ومنظمة غير ربحية، بينها كيانات دينية وتجارية ومجتمعية، ضمن مبادرة تُعرف باسم "اجمع وابنِ"، تهدف إلى التنسيق وتبادل الخبرات والتخطيط لمواجهة السيناريوهات القانونية المحتملة. وقالت كاثلين إنرايت، رئيسة "مجلس المؤسسات" الوطني، إن الخلافات السياسية بين هذه الجهات لا تمنع التوافق على مبدأ أساسي يتمثل في ضرورة حماية استقلالية القطاع الخيري.
وفي سياق متصل، أبدى "معهد فيرا للعدالة" في نيويورك قلقه من تعرّضه لتقليص التمويل الفيدرالي في إبريل/نيسان الماضي، قبل أن تتراجع الجهة الحكومية المعنية عن القرار، في خطوة اعتبرها رئيس المعهد نيك تيرنر محاولة لكبح حرية المجتمع المدني.
ويحذر خبراء قانونيون من أن مشروع قانون أقره مجلس النواب أواخر 2024، يدعو إلى إلغاء إعفاء المنظمات المصنفة "داعمة للإرهاب"، يمكن أن يُستخدم بشكل فضفاض لتقييد عمل منظمات مدنية ناقدة، ما يُنذر بتبعات خطيرة على مستقبل العمل الخيري في الولايات المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
"أكسيوس": فانس يلغي زيارته إلى إسرائيل بعد توسيع عملياتها في غزة
ذكر موقع أكسيوس الأميركي، اليوم الاثنين، أن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس تراجع عن زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل يوم غد الثلاثاء، بسبب توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة ، وفق ما أكده مسؤول أميركي كبير. وقال المسؤول إن فانس اتخذ القرار لأنه لا يريد أن توحي زيارته بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تؤيد القرار الإسرائيلي بشنّ عملية ضخمة في القطاع، في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ولفت الموقع إلى أن فانس تحدث عن "أسباب لوجستية" وراء إلغاء الزيارة، لكن "أكسيوس" رأى أن قراره يُلقي الضوء على موقف الولايات المتحدة من السياسة الإسرائيلية الحالية في غزة. وأبلغت الإدارة الأميركية ، إسرائيل، السبت، بأن فانس يفكر في التوقف في إسرائيل بعد مشاركته في تنصيب البابا الجديد في روما، وفق ما أكده مسؤولون إسرائيليون. ولفت الموقع إلى أنه عُقدت مناقشات إضافية يوم الأحد بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين للتحضير لزيارة فانس، وسرعان ما ظهرت تقارير في الصحافة الإسرائيلية تُفيد باحتمال وصوله يوم الثلاثاء. وتابع أنه بعد ساعات قليلة، نفى مسؤول في البيت الأبيض التقارير في بيان للصحافيين المسافرين مع فانس. وقال: "بينما انخرط جهاز الخدمة السرية في وضع خطط محتملة لزيارة عدة دول محتملة، لم يُتخذ أي قرار بشأن زيارات إضافية، كما حالت القيود اللوجستية دون تمديد رحلته إلى ما بعد روما. وسيعود إلى واشنطن يوم الاثنين". ورفض مكتب فانس التعليق على الأمر أبعد من البيان. تقارير عربية التحديثات الحية إسرائيل تنتقم من غزة بعد تفاهمات ترامب مع حماس وقال مسؤول أميركي، مطلع على ما حدث بالفعل خلال تلك الساعات، لـ"أكسيوس"، إن الأمور اللوجستية لم تكن هي المشكلة. وأوضح أنه بينما كان فانس يدرس الأمر، أُثيرت مخاوف من أن تُعتبر زيارة إسرائيل في هذا الوقت، من قبل تل أبيب ودول في المنطقة، تصديقاً لتوسيع العمليات في غزة، وعندها قرر فانس عدم الذهاب. وفي الأيام الأخيرة، صعّدت إسرائيل من عدوانها على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين، بذريعة "زيادة الضغط" على حركة حماس لحملها على قبول شروط إسرائيل لوقف مؤقت لإطلاق النار. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، بدء تنفيذ ضربات واسعة وتحريك قوات للسيطرة على مواقع استراتيجية داخل قطاع غزة، ضمن المرحلة الافتتاحية لعملية عسكرية جديدة أطلق عليها اسم " عربات جدعون ". وتهدف العملية، بحسب بيان لجيش الاحتلال، إلى "تحقيق جميع أهداف الحرب"، وفي مقدمتها "إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حركة حماس". وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن "القوات شنّت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات مكثفة، وحشدت قواتها على الأرض للسيطرة على مناطق خاضعة لسيطرتها داخل القطاع"، في إشارة إلى مناطق سبق أن اقتحمتها قوات الاحتلال خلال الأشهر الماضية من العدوان.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
عراقجي: قطر طرحت أفكاراً جديدة حول المفاوضات الإيرانية الأميركية
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ، اليوم الاثنين، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية على هامش منتدى حوار طهران أنه أجرى "مباحثات مفصلة" مع وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، أمس الأحد في طهران خلال المنتدى، قائلا إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التحق بهما لاحقا "وطرح آراء وأفكاراً في الاجتماع الثلاثي". وأضاف عراقجي: "نحن سعداء جدا لأن نظرة المنطقة خاصة الخليج قد باتت مختلفة تجاه إيران ويمكن ملاحظة ذلك في موقفهم الإيجابي من المفاوضات بين إيران وأميركا"، مؤكدا أهمية دعم المنطقة لهذه المفاوضات ومساعي دولها لـ"إزالة سوء الفهم الراهن وتقريب وجهات النظر (بين طهران وواشنطن)". وشدد على أن "الهدوء والسلام في المنطقة أهم موضوع حاليا لجميع دولها"، معربا عن قناعته بأن المفاوضات الإيرانية الأميركية من شأنها "أن يكون لها دور مؤثر في استتباب السلام والاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أن هناك "ترحيباً كبيراً للغاية من المفكرين والضيوف والمسؤولين الأجانب لمنتدى حوار طهران". وأکد أن المنتدى "تجربة جيدة جدا أظهرت أن طهران يمكنها أن تتحول إلى مركز لتبادل الآراء على المستوى الإقليمي والدولي"، لافتا إلى عقد خمسين جلسة حوار أمس الأحد واليوم الاثنين خلال أعمال المنتدى، وقائلا إن ستة وزراء خارجية من دول المنطقة ومسؤولين رفيعين وعدداً كبيراً من نواب وزراء الخارجية والمسؤولين السابقين في بعض الدول شاركوا في المنتدى. أخبار التحديثات الحية الدوحة تأمل في اتفاق أميركي إيراني "منصف ودائم وملزم" إلى ذلك، رد وزير الخارجية الإيراني، على تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بشأن تخصيب اليورانيوم في إيران، قائلا إن ذلك يستمر. وكانت المتحدثة الأميركية قد أكدت اليوم أن تخصيب اليورانيوم من جانب إيران "خط أحمر". وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعرب الأحد، من طهران، عن أمل دولة قطر في توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق منصف ودائم وملزم، بما يعزّز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون والحوار الإقليمي.


العربي الجديد
منذ 2 ساعات
- العربي الجديد
ترامب يهاتف بوتين: مفاوضات فورية بين روسيا وأوكرانيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين، إن روسيا وأوكرانيا "ستبدآن على الفور مفاوضات وقف إطلاق النار، والأهم مفاوضات إنهاء الحرب"، وأضاف في بيان على صفحته على "تروث سوشال"، "أنهيت للتو مكالمتي التي استغرقت ساعتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين... سيتم التفاوض على الشروط بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه لأنهما يعرفان تفاصيل المفاوضات التي لا يعلمها أحد سواهما"، فيما وصف بوتين المحادثة، بأنها "مفيدة". وأشار ترامب إلى أن المحادثة "كانت على ما يرام"، مؤكداً أن روسيا ترغب في إقامة تجارة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة بعد انتهاء هذه "المذبحة"، وأنه يرحب بذلك، وقال "هناك فرص كبيرة لروسيا لخلق فرص عمل وثروات هائلة، وبالمثل بالنسبة لأوكرانيا التي يمكنها الاستفادة من التجارة في إعادة بناء بلدها، وستبدأ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا على الفور". وأعلن الرئيس الأميركي أن الفاتيكان ممثلاً بالبابا أعرب عن اهتمامه الكبير باستضافة المفاوضات، وقال إنه عقب محادثته مع بوتين أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، خلال اتصال هاتفي، ببدء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا على الفور. من جانبه، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين المحادثة الهاتفية التي استمرت "اكثر من ساعتين" مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بشأن النزاع في أوكرانيا، بأنها "مفيدة". وقال في تصريح مقتضب للصحافيين "بشكل عام، أعتقد أنها كانت مفيدة". كما قال عقب المحادثة، إن موسكو مستعدة للعمل مع كييف على "مذكرة تفاهم" بشأن "اتفاقية سلام محتملة" بين البلدين، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء غزو قوات الكرملين لأوكرانيا. وأضاف بحسب ما تنقل وكالة فرانس برس أن "روسيا ستقترح مذكرة تفاهم وهي مستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني بشأن اتفاقية سلام محتملة". أخبار التحديثات الحية ترامب: سأتحدث يوم الاثنين إلى بوتين وزيلينسكي لوقف حمام الدم وأشار بوتين إلى أن موقف روسيا واضح، قائلاً: "الأمر الرئيسي بالنسبة لنا هو القضاء على الأسباب الجذرية لهذه الأزمة". وأكد بوتين للصحافيين أنه أعرب عن امتنانه لترامب لمشاركة أميركا في استئناف المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا. وكانت إدارة ترامب وكبار مسؤوليها قد أعلنوا أن الرئيس دونالد ترامب هو الوحيد الذي لديه قدرة على إنهاء هذه الحرب وأنه قد يلتقي الرئيس الروسي لوقفها، غير أن المعطيات حتى الآن تشير إلى عدم ترتيب لقاء مباشر بين الرئيسين الأميركي والروسي بالفترة الحالية.