
تحقيقات "الجنائية الدولية" بشأن جرائم ليبيا تتوسع بعد اشتباكات طرابلس
في تطور لافت يأتي بعد أيام من تجدد الاشتباكات الدامية في العاصمة الليبية طرابلس، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، عن تلقي المحكمة موافقة رسمية من السلطات الليبية تُمكنها من مباشرة التحقيقات في الانتهاكات المرتكبة داخل الأراضي الليبية منذ عام 2011 وحتى 2027، واصفًا هذه الخطوة بأنها "مفصلية" في مسار التعاون القضائي بين المحكمة وليبيا.
وشدد خان، خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي - نشر نصها على موقع الأمم المتحدة أمس الخميس، على أن هذه الموافقة تُمثّل نقطة تحول حقيقية في جهود العدالة الدولية المتعلقة بالملف الليبي، لافتًا إلى أن فريق الادعاء سيبدأ تحركاته الميدانية قريبًا لجمع الأدلة والاستماع إلى الشهادات.
تحقيقات واسعة تشمل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا
وبحسب بيان المحكمة، ستُركز التحقيقات المرتقبة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يُشتبه في ارتكابها من قبل مختلف الأطراف الليبية، بما يشمل الاختفاء القسري، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، واستهداف المدنيين خلال موجات النزاع الممتدة منذ سقوط نظام القذافي عام 2011 وحتى اللحظة.
وأوضح خان، أن المحكمة حصلت على ضمانات بتسهيل الوصول إلى مواقع الانتهاكات، وحماية الشهود والضحايا، مضيفًا: "لقد طال انتظار هذه اللحظة. الآن بات بإمكاننا أن نتحرك على الأرض وفقًا للتفويض القانوني، وبدعم رسمي من السلطات".
الجنائية الدولية تطالب بتسليم مشتبهين وتجميد أصولهم
ودعا خان، في إحاطته السلطات الليبية إلى اعتقال أسامة نجيم - الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية في يناير - "وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية"، وذلك لارتكابه جرائم جسيمة ضد المحتجزين، بمن فيهم المهاجرون واللاجئون.
وأشار إلى أن المحكمة تعمل على تتبع عدد من قادة الميليشيات في شرق وغرب ليبيا، استنادًا إلى أدلة موثوقة تربطهم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
كما تم تجميد أصول أحد المشتبه بهم في المملكة المتحدة، والتي تقدر بـ12 مليون جنيه إسترليني، وفقا لوكالة فرانس برس.
إشادة بقرار حل جهاز الردع الخاص
في السياق، أشاد خان، بقرار سلطات طرابلس بحل جهاز الردع الخاص، واصفًا إياه بأنه "خطوة حاسمة نحو استعادة المسائلة".
وأكد أن المحكمة تتابع عن كثب ممارسات قادة المجموعات المسلحة في ليبيا، في ضوء ما تلقته من أدلة تثبت تورطهم ومسؤوليتهم عن عشرات الانتهاكات.
اشتباكات طرابلس الأخيرة تثير المخاوف من عودة الفوضى الأمنية
تجدر الإشارة إلى أن العاصمة الليبية طرابلس شهدت خلال الأيام الماضية تصعيدًا خطيرًا في الاشتباكات المسلحة بين فصائل تابعة لحكومة الوحدة الوطنية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وتسبب في فوضى أمنية واسعة النطاق.
أدت الاشتباكات إلى تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي وتحويلها إلى مطار مصراتة، بالإضافة إلى تعليق الدراسة والعمل في عدة بلديات بالعاصمة. وأعلن الهلال الأحمر الليبي حالة الطوارئ القصوى، داعيًا إلى فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين العالقين.
ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لكن لا يزال الوضع في طرابلس وفقا للتقارير المحلية هشًا، مع استمرار التوترات في بعض المناطق.
وتسعى الحكومة الليبية والجهات الدولية إلى تثبيت الهدنة وضمان عدم تجدد الاشتباكات، في ظل مخاوف من انهيار الهدوء النسبي وعودة الفوضى الأمنية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 32 دقائق
- الدستور
خبير عسكري: الولايات المتحدة لو أرادت وقف الحرب بغزة لتمكنت من ذلك
قال اللواء أ.ح. محمد عبدالمنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع السابق، إن المؤشرات التي ظهرت خلال الفترة الماضية أظهرت أن الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها أهم الداعمين لإسرائيل، اتجهت أولًا إلى الاتفاق مع الحوثيين دون الرجوع إلى إسرائيل، وثانيًا اتفقت مع حماس بشأن خروج الجندي الأمريكي الكسندر عيدان، وثالثًا ذهبت إلى التفاوض في الملف النووي الإيراني دون توافق مع إسرائيل، رغم أن تل أبيب كانت تسعى إلى الحرب فقط مع إيران. وأضاف عبدالمنعم، خلال حواره ببرنامج 'الحياة اليوم'، والمذاع عبر فضائية 'الحياة'، أن الرئيس ترامب عزل مستشار الأمن القومي، الذي كان يعد من أهم الداعمين لإسرائيل، بعد أن تبين أنه يحاول تمرير سياسات إسرائيل في المنطقة على حساب المصالح الأمريكية، مؤكدًا أنه سواء كان هناك خلاف، فإن الولايات المتحدة إذا أرادت وقف الحرب، لتمكنت من ذلك، مستشهدًا بما فعله ترامب قبل دخوله البيت الأبيض، بينما في الوقت الراهن لا توجد لهجة حاسمة أو حتى تصريح إعلامي يطالب بوقف الحرب، وإسرائيل تنفذ ما تريد. وتابع، أن الداعمين الأوروبيين لإسرائيل بدأوا أيضًا في التخلي عن مواقفهم المتشددة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، صوت 17 منها على إدانة إسرائيل وتوجيه اللوم لها، واعتبار أن ما تقوم به من تجويع للشعب الفلسطيني أعمال غير إنسانية وضد القانون الدولي. بريطانيا هددت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وأشار إلى أن بريطانيا، التي لم تعترف بفلسطين من قبل، هددت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر الأمم المتحدة الجاري التحضير له، إلى جانب دول أخرى مثل فرنسا، وإسبانيا، وكندا، التي هددت أيضًا بذلك، موضحًا أن القرارات الصادرة في هذا الشأن ستؤدي إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وكان أولها إعلان رئيس وزراء إسبانيا تجميد التجارة مع إسرائيل، ووقف التعامل في هذا الإطار.


بلدنا اليوم
منذ ساعة واحدة
- بلدنا اليوم
الأونروا: أكثر من 950 طفلا قتلوا في غزة خلال شهرين
قُتل أكثر من 950 طفلاً في غزة خلال الشهرين الماضيين، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). في بيان ُشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك يوم الأحد، نقلت الأونروا عن إحصائيات اليونيسف قولها: "يعاني أطفال غزة معاناةً لا تُصدق. ووفقًا لليونيسف، قُتل أكثر من 950 طفلًا خلال شهرين فقط". وأضافت الوكالة أن الأطفال "يتضورون جوعاً، ونازحون، ومعرضون لهجمات عشوائية"، مؤكدة أن "هذا يجب أن يتوقف". فرضت إسرائيل حصارًا مميتًا على غزة في 2 مارس، مما أدى إلى توقف جميع المساعدات الإنسانية والسلع التجارية. ثم أنهت من جانب واحد وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين - والذي توسطت فيه مصر وقطر والولايات المتحدة - واستأنفت حملتها الإبادة الجماعية في 18 مارس. منذ ذلك الحين، تكثّفت الغارات الجوية والقصف في أنحاء قطاع غزة. يوم الأحد وحده، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 14 فلسطينيًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وفقًا للسلطات الصحية المحلية. استهدفت غارة إسرائيلية خيمة تؤوي مدنيين نازحين في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى مقتل أم وطفليها وقريب آخر، بحسب مستشفى شهداء الأقصى، بحسب وكالة أسوشيتد برس. وفي منطقة جباليا شمال قطاع غزة، قُتل خمسة أشخاص، بينهم امرأتان وطفل، في غارة أخرى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وأفادت مستشفيات محلية أن هجمات إضافية أودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل. ومن بين الشهداء الصحافي الفلسطيني حسن مجدي أبو وردة، الذي استشهد مع عدد من أفراد عائلته في قصف إسرائيلي على منزلهم في جباليا، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وبمقتله يرتفع عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى نحو 221 صحافيا، بالإضافة إلى مئات الجرحى والمعتقلين. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 53939 شهيداً، و122797 جريحاً. منذ استئناف الأعمال العدائية في 18 مارس، قُتل 3785 شخصاً وجُرح 10756 شخصاً. خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، وصل 38 جثة و204 جريحًا إلى المستشفيات في مختلف أنحاء غزة. ويظل العديد من الضحايا محاصرين تحت الأنقاض أو ممددين في الشوارع، ولا يمكن لفرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. ولا تشمل الأرقام المذكورة الضحايا من شمال غزة، حيث لا تزال معظم المستشفيات غير قادرة على الوصول إليها.


الموجز
منذ ساعة واحدة
- الموجز
منزل العائلة المسمومة.. رصاصة حفيد الدجوي تفتح صندوق أسرار إمبراطورية التعليم الخاصة في مصر
في صباح 25 مايو 2025، استيقظت مصر على فاجعة جديدة داخل واحدة من أشهر العائلات التعليمية في البلاد، عُثر على حفيد لا يفوتك التحقيقات الأولية كشفت أن الشاب كان يعاني من أمراض نفسية مزمنة، وقد خضع للعلاج في الخارج خلال الأشهر الأخيرة، لكن الحادث المأساوي لم يكن مجرد حالة انتحار فردية، بل بدا كأنه رصاصة حرّكت الركام فوق إرث عائلي مليء بالصراعات والخسائر والخلافات. الرحيل المتسلسل.. وسقوط الأعمدة بدأت ملامح الانهيار منذ سنوات، حين توفي ابنها الدكتور محمد شريف الدجوي في عام 2015، وتلاه وفاة زوج الدكتور خلال هذه السنوات، عاشت الدكتورة نوال حالة صحية متدهورة، بينما كانت حفيدتها إنجي الدجوي هي الأقرب إليها، وتتولى مسؤولية رئاسة مجلس أمناء جامعة MSA، ومع غياب الأبناء، تسللت الخلافات المالية والإدارية إلى صلب العائلة، وبدأت بعض الأطراف في اتخاذ مواقف متضاربة بشأن مستقبل ممتلكات الأسرة. البلاغ الذي كشف المستور في مايو 2025، فجّرت نوال الدجوي قنبلة مدوية حين تقدّمت ببلاغ رسمي تتهم فيه أطرافًا بسرقة محتويات الفيلا الخاصة بها. ووفق أقوالها، فقدت: 50 مليون جنيه مصري 3 ملايين دولار 350 ألف جنيه إسترليني 15 كيلو من الذهب الخالص بإجمالي يتجاوز 300 مليون جنيه نقدًا ومشغولات. النيابة استدعت حفيدتيها إنجي وماهيتاب لسماع أقوالهما، وسط صمت العائلة وتكتم غير معتاد، بينما اتجهت التحقيقات نحو احتمال وجود صراعات عائلية داخلية. إمبراطورية التعليم والثروة المخفية منذ تأسيسها لجامعة MSA في تسعينيات القرن الماضي، صنعت نوال الدجوي إمبراطورية تعليمية خاصة، امتدت إلى مدارس دار التربية ودار الطفل، وحصدت مليارات الجنيهات عبر عقود. تُقدّر المصروفات السنوية للجامعة بين 100 إلى 150 ألف جنيه للطالب، وعدد الطلاب يتراوح بين 10 إلى 15 ألفًا، ما يعني أن دخل الجامعة وحدها يتجاوز 1.4 مليار جنيه سنويًا. أما المدارس، فتدر دخلًا سنويًا يقدّر بـ 200 إلى 300 مليون جنيه. هذا بخلاف الأصول العقارية الفاخرة والاستثمارات البنكية وأرباح الامتيازات التعليمية. وتؤكد وقائع السرقة أن 300 مليون جنيه كانت محتجزة في صورة سيولة ومشغولات فقط، ما يعكس أن إجمالي الثروة الحقيقية قد يتجاوز 3 إلى 5 مليارات جنيه مصري. رصاصة النهاية.. أم بداية فتح الحساب؟ انتحار الحفيد أعاد تسليط الضوء على بيتٍ كان ذات يوم عنوانًا للريادة والفكر التعليمي، وتحول الآن إلى ساحة نزاع قانوني ونفسي، تتشابك فيه الدماء مع الثروة، والجدارة مع الجشع، والحب مع الغياب، ربما لم تكن رصاصة ذلك الشاب موجهة إلى رأسه فقط، بل إلى جدران صمت انهارت على أسرار لم تُروَ بعد، "منزل العائلة المسمومة" لم يفقد حياته فقط، بل فقد معناه. اقرأ أيضًا: