logo
حرب مسيرات مستعرة بين موسكو وكييف قبل محادثات إسطنبول

حرب مسيرات مستعرة بين موسكو وكييف قبل محادثات إسطنبول

Independent عربيةمنذ 2 أيام

تبادلت روسيا وأوكرانيا هجمات بمسيرات متفجّرة ليل الأحد - الإثنين، قبل ساعات قليلة من الموعد المقرّر لإجراء محادثات جديدة في تركيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 162 مسيرة جوية أوكرانية ودمرتها، واستهدفت المسيرات خصوصاً منطقتي كورسك (57 مسيرة) وبيلغورود (31 مسيرة) على ما أوضح المصدر نفسه.
وقال ألكسندر خينشتاين القائم بأعمال حاكم كورسك إن الحطام المتساقط من الطائرات المسيرة المدمرة في كورسك تسبب في إشعال حرائق في منازل عدة وإلحاق أضرار بوحدات سكنية.
من جانبها، أعلنت كييف أنّ الجيش الروسي أطلق 80 مسيّرة وأربعة صواريخ على أراضيها خلال الليل، وأصاب 12 هدفاً.
قتلى في زابوريجيا وإصابات في خاركيف
وقال مسؤولون أوكرانيون إن عمليات قصف وهجمات جوية روسية أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بالقرب من مدينة زابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا بينما أدى هجوم بطائرات مسيرة على منطقة سومي بشمال شرقي البلاد، في وقت مبكر من اليوم، إلى إصابة ستة على الأقل بينهم طفلان.
محادثات إسطنبول
في الأثناء، يلتقي وفدان روسي وأوكراني، اليوم، مجدداً في إسطنبول بغية التحرك باتجاه إنهاء النزاع، لكن يبدو هذا الاحتمال بعيدا في الوقت الراهن.
النتائج "الرائعة"
في هذا الوقت، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، بالنتائج "الرائعة" للهجوم المنسق بطائرات مسيرة الذي نفذته قواته على مطارات عسكرية روسية، مؤكداً أنها العملية "الأبعد مدىً" لبلاده داخل روسيا.
وقال زيلينسكي، "هذه هي عمليتنا الأبعد مدى حتى الآن"، واصفاً النتائج بأنها "رائعة للغاية". وأكد أيضاً أن العناصر الذين شاركوا في الهجوم "تم إخراجهم من الأراضي الروسية في الوقت المناسب".
وأكد الرئيس الأوكراني أن 117 طائرة مسيرة استخدمت في الهجوم غير المسبوق على الطيران الحربي الروسي.
وأوضح "في الإجمال استخدمت 117 مسيرة في إطار هذه العملية. وعمل عدد متساو من مشغلي المسيرات عليها"، مضيفاً أن أحد أماكن التي أعد فيها الهجوم في روسيا "يقع بجانب مكتب" جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (أف أس بي).
زيلينسكي ورئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك يحضران اجتماعاً في كييف (رويترز)
هجمات روسية في زابوريجيا
من جانبه، قال إيفان فيدوروف حاكم منطقة زابوريجيا في أوكرانيا، أمس، إن قصفاً روسياً وهجوماً جوياً أسفرا عن مقتل أربعة أشخاص في مناطق خارج زابوريجيا في جنوب البلاد.
وأضاف على تطبيق "تيليغرام"، أن ثلاث نساء قتلن في سلسلة من عمليات القصف الروسية استهدفت قرية شرقي زابوريجيا. ولحقت أضرار جسيمة بمتجر وعدد من المنازل.
وقال فيدوروف، إن رجلاً قتل في منطقة قريبة بضربة روسية بقنبلة جوية موجهة. ودمرت الضربة أيضاً أحد المنازل.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكالات: روسيا تتسلم مذكرة من أوكرانيا
نقلت وكالات أنباء روسية عن فلاديمير ميدينسكي رئيس وفد موسكو لمحادثات السلام مع أوكرانيا قوله، إن روسيا تسلمت مسودة مذكرة من أوكرانيا بشأن اتفاق سلام.
ونسبت وكالة "تاس" إلى ميدينسكي قوله، "تلقى الوفد الروسي في وقت سابق من أوكرانيا نسختها من مذكرة التفاهم بشأن تسوية سلمية (للصراع)".
محادثة روسية - أميركية
تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هاتفياً مع نظيره الأميركي ماركو روبيو وناقشا خصوصاً الجولة الجديدة من المحادثات مع أوكرانيا المقررة في إسطنبول، اليوم الإثنين، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة في بيان، أمس، إنهما "ناقشا الوضع المتعلق بالأزمة الأوكرانية".
وتبادل المسؤولان "وجهات النظر حول مختلف المبادرات الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، خصوصاً خطط استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في الثاني من يونيو (حزيران)".
كما جرت المكالمة في اليوم الذي شهد هجوماً أوكرانياً غير مسبوق بطائرات مسيرة استهدف مطارات عسكرية روسية.
وسبق أن أجرى سيرغي لافروف وماركو روبيو عدة محادثات هاتفية في الأسابيع الأخيرة. ومن المقرر أن يعقد الوفدان الروسي والأوكراني محادثات في إسطنبول، اليوم، بعد اجتماعهما الأول غير الناجح في 16 مايو (أيار) الماضي.
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني، أمس، إلى "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط"، وهو ما ترفضه موسكو حتى الآن.
ويحاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء النزاع بسرعة، دفع الجانبين للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن. لكن رغم الجهود الدبلوماسية، فإن مواقف روسيا وأوكرانيا تبدو متباعدة في الوقت الراهن.
وقالت الوزارة الروسية، بحسب ما نقلت عنها وكالات أنباء رسمية، إن ماركو روبيو قدم "تعازيه الصادقة للضحايا المدنيين" في حادثتي القطار الناجمتين عن انهيار جسرين في روسيا أمس.
وأفادت السلطات الروسية بأن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في الحادثتين، موضحة أنها تحقق في شبهة أن يكونا "عملين إرهابيين".
وقعت الحادثتان في منطقتي كورسك وبريانسك المجاورتين لأوكرانيا، ولا توجد أدلة حتى الآن على ارتباط كييف بهما.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن السلطات "تجري تحقيقاً معمقاً للغاية". وأضافت، أنه "سيتم التعرف على الجناة من دون أدنى شك ومعاقبتهم بالعقوبة التي يستحقونها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية الأوكراني: روسيا لم ترد على مقترحات كييف للسلام
وزير الخارجية الأوكراني: روسيا لم ترد على مقترحات كييف للسلام

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

وزير الخارجية الأوكراني: روسيا لم ترد على مقترحات كييف للسلام

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا أمس الثلاثاء إن روسيا كررت "إنذارات نهائية سابقة" في أحدث جولة من المحادثات بشأن تسوية الأزمة في أوكرانيا، ولم تقدم أي رد على المقترحات التي طرحها مفاوضو كييف. وذكر سيبيغا في منشور باللغة الإنجليزية على منصة إكس "خلال الاجتماع، سأل وفدنا الروس عن آرائهم. لم يقدموا أي شيء. لا أثناء الاجتماع ولا بعده. ومضى يقول "نطالب روسيا بالرد. كل يوم صمت منهم يثبت نيتهم في مواصلة الحرب. بدلاً من الاستجابة لمقترحاتنا البناءة في إسطنبول، وجه الجانب الروسي سلسلة من الإنذارات النهائية أصدرها في وقت سابق وهي لا تقرب الوضع من السلام الحقيقي". من جانبها، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قوله إن إسطنبول ستظل مكان عقد محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وقال غروشكو "إسطنبول مكان تراكمت فيه بالفعل خبرة تواصل معينة... لذلك، فإن مسألة اختيار مكان جديد غير مطروحة عملياً الآن. إنها لا تستحق حتى التفكير فيها". شروط السلام كانت روسيا استبعدت أمس الثلاثاء تحقيق اختراق سريع باتجاه تسوية النزاع "المعقد للغاية" في أوكرانيا، غداة فشل ثاني جولة من المحادثات المباشرة مع كييف في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. من جهتها، نددت أوكرانيا بشروط السلام التي طرحتها روسيا الإثنين خلال المفاوضات في إسطنبول، معتبرة أنها "إنذارات" غير واقعية لن تتيح وضع حد للحرب. وفي حين يتفوق الجيش الروسي الأكبر حجماً والأفضل تجهيزاً في الميدان، تتهم كييف روسيا منذ أشهر بعرقلة مفاوضات السلام، مع رفض موسكو طلبها هدنة غير مشروطة يمكن أن تسمح لأوكرانيا بتعزيز قوتها بمساعدة حلفائها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحافي اليومي "سيكون من الخطأ توقع حلول واختراقات فورية". وأضاف أن "مسألة التوصل إلى تسوية معقدة للغاية وتشمل الكثير من المسائل الدقيقة" التي يتعين حلها، وذكر أن موسكو تريد قبل كل شيء "القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع" من أجل تحقيق السلام مع كييف. وتربط موسكو وقف القتال بحل هذه "الأسباب الجذرية"، أي وضع الأراضي الأوكرانية التي أعلنت ضمها ورغبة كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما تراه موسكو تهديداً وجودياً. مقتل 4 في هجوم روسي على سومي ميدانياً، قال مسؤولون الثلاثاء إن هجوماً روسياً بالمدفعية على مدينة سومي بشمال شرق أوكرانيا أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 28، بينهم ثلاثة أطفال. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن العدد المحدث للقتلى في خطابه المسائي المصور. وقدرت وزارة الداخلية عدد المصابين بأنه 28، بينهم ثلاثة أطفال. وأفادت بيانات سابقة بأن ثمانية أشخاص في حالة خطيرة. وقال زيلينسكي إن صاروخاً واحداً على الأقل أُطلق من قاذفة صواريخ متعددة الفوهات لم ينفجر واستقر في مبنى سكني. وتعليقاً على الهجوم، أشار زيلينسكي على قناته على تطبيق تيليغرام "هذا كل ما يحتاج المرء لأن يعرفه بشأن الرغبة الروسية في إنهاء هذه الحرب". أخبرت روسيا أوكرانيا الإثنين خلال محادثات السلام في إسطنبول أنها لن توافق على إنهاء الحرب إلا إذا تخلت كييف عن أجزاء كبيرة جديدة من الأراضي وقبلت بالحد من حجم جيشها. ورفضت كييف مراراً الشروط الروسية واعتبرتها استسلاماً. وقال زيلينسكي "من الواضح أنه... من دون اتخاذ خطوات حازمة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وكل من يملك القوة في العالم، لن يوافق بوتين... على وقف إطلاق النار". ويأتي الهجوم على مدينة سومي، وهي مدينة يقطنها أكثر من 255 ألف نسمة وتبعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية، في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته أوكرانيا يوم الأحد بطائرات مسيرة على قاذفات بعيدة المدى ذات قدرات نووية في سيبيريا. وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت إدارة منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا إن أربعة مدنيين قُتلوا أيضاً في هجمات منفصلة بالمدفعية على أربعة مواقع خلال الليل. وتنفي روسيا تعمد مهاجمة المدنيين خلال ما يسميه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

شروط إصلاح "الجهادية القتالية" في سوريا
شروط إصلاح "الجهادية القتالية" في سوريا

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

شروط إصلاح "الجهادية القتالية" في سوريا

يشكل تطوران مهمان في الشرق والغرب منذ انطلاقة إدارة ترمب منطلقاً لنقاشات حول مستقبل سوريا بشكل عام وحكمها الحالي بشكل خاص. التطور الأول كان سيطرة "هيئة تحرير الشام" وحلفائها على معظم سوريا والعاصمة دمشق خلال ديسمبر (كانون الأول) 2024، وكان التساؤل المستمر حول مستقبل السلطة الجديدة: فهل ستصمد، أو تتهاوى، أو تسيطر على جزء من البلاد، أم أنها ستحظى بالاعتراف؟ أما التطور الثاني فحدث بعد أن تم الاعتراف بالسلطة الجديدة في دمشق من قبل القمم الخليجية الأميركية خلال شهر مايو (أيار) الماضي، وركزت التساؤلات حول التطور الثاني على شروط أميركا والغرب لاستكمال الاعتراف والدعم للحكم في دمشق. فلنستعرض تطور موقف الإدارة من التطورين. جاء دخول المعارضة إلى العاصمة السورية في مرحلة فراغ سياسي في واشنطن، حيث لم يتسلم دونالد ترمب بعد، وحيث انتهت عملياً ولاية جو بايدن. فكانت المرحلة لصالح "المنتصر" على نظام الأسد. البيروقراطية الأميركية الخارجية سارعت إلى الاتصال والتواصل مع السلطات الجديدة في دمشق، وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي. ومرت مرحلة ضبابية حول الموقفَين العربي والغربي من السلطات الجديدة. بالطبع، كانت الحكومة التركية التي يقودها حزب "العدالة والتنمية" أول المعترفين بقيادة الرئيس أحمد الشرع. الموقف العربي تطور بسرعة، حيث مرت مرحلة متأرجحة حتى وصول ترمب إلى المكتب البيضاوي في 20 يناير (كانون الثاني). إلا أن الدولة العربية الأولى التي اعترفت بسلطة الحكومة الجديدة كانت قطر، بتنسيق مع تركيا. أما الولايات المتحدة والغرب فقد تمهلوا، وانقسمت طواقمهم بين مؤيد للاعتراف ومعارض له. فقد عارضت الأوساط المؤيدة لإسرائيل، وتلك الممثلة للإنجيليين، التواصل مع القوة العسكرية الإسلامية، وصرح مدير دائرة مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سيباستيان غوركا، أن أميركا غير قادرة على التعاطي مع المتشددين، مضيفاً: "إنهم على لوائحنا". بالمقابل، فقد تحرك عدد من المقربين من الرئيس ترمب من أوساط رجال الأعمال، وطالبوا بالتواصل مع الحكم الجديد للتوصل إلى الموارد الهائلة التي أراد محور طهران - موسكو - وآل الأسد السيطرة عليها. وانقسم المستشارون الرسميون إلى جناحين، مما أجل البت في الاعتراف. وجاءت أحداث الساحل مع العلويين، والاختلافات مع الأكراد، والصدام مع الدروز، والضربات الإسرائيلية في سوريا، وخاصة الجنوب، لتؤجل قرار التعاطي مع ملف سوريا في واشنطن. ولكن الموقف العربي بدأ يتغير، فقامت السعودية والإمارات والبحرين، وبدعوة الرئيس السوري واعترفت بشرعيته لحكم سوريا. أما في واشنطن، فصدر عن البيت الأبيض سلسلة قرارات لإعفاء عدد من المسؤولين في الإدارة، على خلفية كونهم مقربين من إسرائيل وممانعين للتواصل مع السلطة الجديدة في سوريا، وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي مايكل والتز. واستمرت حركة الإعفاءات لمسؤولين كبار كمورغان أورتاغوس، وإيريك تراغر مدير الشرق الأوسط، وغيرهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكان ترمب قد طلب من مستشاره ستيف ويتكوف إدارة مفاوضات لإنهاء المواجهات مع الحوثيين و"حماس" و"حزب الله" والنظام الإيراني في نفس الوقت تقريباً. وفي هكذا أجواء، تم التوافق على إجراء ثلاث زيارات لترمب إلى الرياض والدوحة وأبو ظبي لإرساء جسور التعاون الأميركي الخليجي. وفاجأ ترمب العالم بأنه استقبل الرئيس السوري خلال زيارته للمملكة العربية السعودية، وأغدق عليه بالمدح وقرر رفع العقوبات عن الدولة السورية. وكان قرار ترمب بتغيير سياسة واشنطن تجاه دمشق حاسماً وسريعاً، فوجه إدارته لإسقاط القرارات التنفيذية بحق سوريا والعمل على دعم الحكم وتجهيزه وتسليحه ليتحول إلى شريك لواشنطن تدريجياً. بالطبع، فإن أصواتاً تتعالى، لا سيما في الكونغرس، للمطالبة بضمانات حول من سيحكم البلاد ومصير "المقاتلين الأجانب" الملقبين بـ"الجهاديين الدوليين". فتقدم السيناتور تيد كروز بمشروع قانون لوضع "الإخوان المسلمين" على لائحة العقوبات الأميركية، وإن حصل، فسيؤثر على الجماعات الإسلامية المقاتلة في العالم. ولكن هكذا مشروع قد يأخذ أكثر من عام ليتم مناقشته وإقراره، وعلى الرئيس أن يوقعه قبل اعتماده، وسيصعب استعماله ضد السلطة الجديدة في سوريا. أما البيت الأبيض، فيبدو مصمماً حتى الآن على أن يمضي بمشروع التطبيع مع الرئيس الشرع. ومن أهم ما ترشح هو زيارة لدمشق من قبل وزير الدفاع الأميركي ووفد من البنتاغون للاطلاع على "حاجات الدولة السورية من السلاح"، مما يعني أن ترمب يضع العلاقات الجديدة مع الحكومة الجديدة فوق القلق السائد في واشنطن حول هوية السلطة العقائدية والتاريخية. أي، بكلام آخر، أن يكونوا على لائحة الإرهاب أم لا، فخيار البيت الأبيض هو تثبيت الاستثمار الخليجي، وخاصة في سوريا، بغض النظر عن هوية ونوايا المعارضة سابقاً والدولة حالياً. إلا في موضوع واحد شددت عليه كل أجهزة الاستخبارات، وهو موقع الجماعات الأجنبية المقاتلة التي انضمت سابقاً إلى فصائل المعارضة قبل ذلك. فقد وضعت الولايات المتحدة شرطاً بإقصاء هذه المجموعات من مؤسسات الدولة السورية. إلا أن المفاوضات الأخيرة سمحت "للمقاتلين الأجانب" بأن يتم استيعابهم في وزارتي الدفاع والداخلية، ولكن ضمن شرط أخير وهو ألا يُسلَّموا مسؤوليات حساسة. فالجيش الأميركي قد يزود السلطة بمعلومات دقيقة تتعلق بتنظيم "داعش" وتنظيمات أخرى شبيهة بالجماعات الإسلامية القتالية في سوريا. وهنا يختلط الحابل بالنابل، وسيُساءل الكونغرس الإدارة حول هذا الملف. والجدير بالذكر أن الحكومة الجديدة ستحصل على نتائج أفضل لأجندتها من نفس هذه القوى مقارنةً بما حصلت عليه خلال مفاوضاتها مع إدارة أوباما. ولعل المصالح الاقتصادية باتت تطغى على مشاريع الأمن القومي في واشنطن.

لماذا يخيم طيف ترمب على مراجعة السياسة الدفاعية البريطانية؟
لماذا يخيم طيف ترمب على مراجعة السياسة الدفاعية البريطانية؟

Independent عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • Independent عربية

لماذا يخيم طيف ترمب على مراجعة السياسة الدفاعية البريطانية؟

تعود اللحظة التي شكلت الأساس لمراجعة حزب العمال الدفاعية لما يزيد على ثلاثة أعوام، حين غزت روسيا أوكرانيا. وفي الواقع فإن صفحات الوثيقة المؤلفة من 130 صفحة تعتمد بدرجة كبيرة على الدروس المستخلصة من الحرب الدائرة حالياً على أطراف أوروبا، وكما قال وزير الدفاع جون هيلي الأحد فإن رد الفعل الحكومي صمم لتوجيه "رسالة إلى موسكو". لكن في الواقع فإن اللحظة الأكثر أهمية التي سبقت المراجعة الدفاعية كانت قد وقعت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما عاد الرئيس دونالد ترمب للبيت الأبيض لولاية ثانية. وكثيراً ما مارس الرئيس الأميركي ضغوطاً مستمرة على حلفاء الولايات المتحدة الأعضاء في الـ "ناتو"، ومن بينهم بالطبع المملكة المتحدة، من أجل زيادة ما ينفقونه على قطاع الدفاع في بلادهم، محذراً دوماً من مغبة عدم القيام بذلك. وكرد على ذلك قام كير ستارمر بالإعلان عن زيادة نسبتها 2.5 في المئة من مجمل الناتج المحلي الإجمالي خلال العامين المقبلين، وذهب هيلي أبعد من ذلك في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، قائلاً إنه ليس لديه "أي شك" بأن بلاده ستصل إلى عتبة انفاق دفاعي تبلغ ثلاثة في المئة بحلول عام 2034. وكما هو الحال مع جميع الزعماء الأوروبيين الرئيسين فإن رئيس الوزراء البريطاني يدرك مدى اعتماد الـ "ناتو" على الولايات المتحدة، وإلى أي مدى يرغب الزعيم الأميركي الحالي في سماع الأنباء بأن دول أخرى تحقق تقدماً في تعزيز إنفاقها الدفاعي. وقد كتبت هذه المراجعة الدفاعية الإستراتيجية بمشاركة شخصية بارزة من حزب العمال، جورج روبرتسون، الذي شغل سابقاً منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، إضافة إلى الجنرال البريطاني المتقاعد ريتشارد بارونز وفايونا هيل المستشارة السابقة لشؤون روسيا لدى دونالد ترمب. هذه المراجعة الدفاعية لا تستهدف الكرملين وحده بل هي موجهة كذلك إلى واشنطن، ولكن هل سيكون ذلك كافياً؟ كان الرئيس الأميركي قد دعا دول حلف شمال الأطلسي إلى إنفاق خمسة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على قطاع الدفاع، وكان مستشار الأمن الوطني القومي البريطاني اللورد ريكيتس قد اشار إلى أن المملكة المتحدة ستضطر في نهاية المطاف إلى رفع حصتها إلى 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، محذراً من أن إحدى الدروس المستقاة من حرب روسيا مع أوكرانيا كان التأثير العددي الهائل، إن كان ذلك في مجال العدد أو العتاد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكجزء من المراجعة الدفاعية هذه ستقوم المملكة المتحدة في بناء ما يصل إلى 12 غواصة هجومية جديدة تعمل بالطاقة النووية كجزء من برنامج مشترك مع الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، يدعى "أوكوس" Aukus. وقد تشمل قرارات أخرى شراء معدات عسكرية أميركية، وبدا أن هيلي، يوم الأحد، أكد ضمناً رغبته في شراء طائرات أميركية مزودة بأسلحة نووية تكتيكية في خطوة قد تعد توسعاً كبيراً في قدرات الردع، وتهدف إلى مواجهة التهديد المتزايد الذي تمثله روسيا. ويرجح أن الحكومة البريطانية وافقت على جميع التوصيات الـ 62 الواردة في المراجعة، في استجابة يتوقع أن تعيد رسم إستراتيجية الدفاع البريطانية للعقد المقبل، أما كير ستارمر فسيتابع عن كثب ردود فعل الكرملين والبيت الأبيض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store