logo
الفنان صوالحة: كنت اعتقد انني اُضحك الناس على الحكومة واكتشفت أنها من يضحك علينا

الفنان صوالحة: كنت اعتقد انني اُضحك الناس على الحكومة واكتشفت أنها من يضحك علينا

عمونمنذ 3 أيام

عمون - يرى الفنان الأردني نبيل الصوالحة، أنه يفهم الحياة جيدا ولذلك هو يضحك باستمرار، تيمنا بأغنية الفنان فريد الاطرش "الحياة حلوة بس نفهمها"، ولذلك يتمتع بصحة جيدة وروح جيدة تدعوه إلى الضحك دوما، والتعامل مع الأمور بعيدا عن بهرجات الحياة والغضب والبحث عن المناصب والكراسي، بل "يتطاير مع غبار الحياة وفقا لما قال".
وأعتبر الصوالحة خلال استضافته في برنامج المسافة صفر مع سمير الحياري، عبر راديو نون، أن "الهوش" او الشجار موجودا في خلايا الأردنيين، فمنذ الطفولة كان لا بد من الشجار واستخدام "المقاليع" مع ابناء الحي والاحياء القريبة من مكان سكنه في محافظة مأدبا، متهكما على مولة احد وزراء الداخلية في الأردن بأن "الهوش" غريب عن تقاليدنا.
وكشف صوالحة، أن عائلته قدمت من الكرك في عهد اجداده إلى محافظة مأدبا، واستأذنت بالنزول في المنطقة وبناء على ذلك شيدت مساكنها أقامت في المحافظة إلى جانب العائلات التي كانت تقيم فيها، لتكتشف لاحقا ان الجبل الذي سكنها هو جبل أثري.
وتحدث الفنان الكوميدي عن طفولته في المدرسة، مشيرا إلى أن المعلم كان يمثل سلطة بالنسبة لأطفال الأردنيين، إذ يقول له الأهل كلمتهم المعهودة "اللحم الك والعظم النا" في إشارة منهم إلى السماح له بضرب الطفل، مستنكرا ذلك لان الضرب بحسب ما قال: "إذا كان الطفل تيسا بدرجة واحدة فسيتحول إلى تيس بدرجتين".
وعن أسباب صحته الجيدة أكد صوالحة، أن من أسباب فقدان الصحة هو الإدمان بمختلف اشكاله، وأحد أهم انواعه إدمان "ما بتعرف مين انا"، أي الشعور بالأهمية الذاتية الزائدة وهو مضر بالصحة الجسدية والنفسية والعقلية لأنه أمر متعب.
وبين أن الشهرة او الشخصية العامة لم تتسبب له بالتعب، رغم تعرضه للمضايقات في الأماكن العامة، مشيرا إلى أن ذلك حق للجمهور، والفنان هو من وضع نفسه في ذلك المكان.
وأوضح أن والدته والتي تنحدر من عائلة مرار انشأت مشغلا للملابس في محافظة مأدبا، قبل أن تنتقل إلى فلسطين، وكان والده كاتبا وشاعرا، ويعمل موظفا في البلدية، وساند زوجته في طموحها وفرصها، وكانا يتركان لابنائهما حرية الاختيار، وسط الحفاظ على علاقة الاحترام، وهو ما اسفر عن تخرج شقيقه كأول أردني يدرس التمثيل في لندن.
وقال الفنان صوالحة، إنه حاول أيضا دراسة التمثيل فور انهائه المدرسة، إلا أن شقيقه الأكبر نصحه بأن يتوجه إلى الدراسة الأكاديمية في تخصص هندسي، ثم يمارس التمثيل والفن، وبناء على ذلك درس الهندسة في لندن، ونفذ العديد من التصاميم الهندسية المهمة، ثم اختار ان يكون في التمثيل.
وروى قصة شقيقه فريد الذي توفي في فنزويلا خلال محاولته انقاذ فتاة تسبح في نهر الأمازون، ما أدى إلى غرقه ووفاته، وهو ما كتبت عنه والدته كتابا بعوان "نشمي" والذي دفعته شهامته إلى الموت فيما كان هو لا يعرف السباحة في النهر.
وأضاف الفنان صوالحة أنه اكتشف موهبته في التمثيل خلال دراسته في مدرسة الفرير عندما كان عمره 12 عاما، والتي نفذ بها دور بطولة في احدى المسرحيات، ثم واصل ذلك في مدرسة المطران، ولاحقا مثل في بي بي سي عربي خلال تواجده في لندن، وبدأ التقليد بتقليد اصوات الحمام عندما طلب منه مخرج عراقي المساعدة في تقليد اصوات الحيوانات لمسرحية كليلة ودمنة، فتوجه إلى حديقة الحيوانات وبدأ بتعلم اصواتها وتقليدها.
ونفى الفنان الكوميدي أن يكون الأردني شخص "نكد" مؤكدا أن أي انسان في الملح وفيه السكر، وبابتسامة لطيفة وكلمة طيبة يمكن اخراج السكر من الأردنيين، مشيرا إلى أن الشعب الأردني ضحوم بحسب خبرته فيهم.
وقال صوالحة "في مسرحياتي كنت اعتقد أننا نضحك على الحكومة، لكنني اكتشفت أن الحكومة هي من تضحك علينا، وتمثل علينا بمهارة، وإذا احتاج الأمر تبكي وتولول ويدها في جيوبنا".
وكشف أنه قدم أول مسرحية عربية في الأردن في ستينيات القرن الماضي بعد لقائه مع المخرج هاني صنوبر، لكن بسبب عدم توفر فتيات يقبلن بالتمثيل تأخرت المسرحية لمدة عام كامل إلى حين تمكن من العثور على ممثلة أردنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد ساعات من مغادرته BBC.. غاري لينكر يعود لإظهار تعاطفه مع فلسطين
بعد ساعات من مغادرته BBC.. غاري لينكر يعود لإظهار تعاطفه مع فلسطين

جو 24

timeمنذ 16 ساعات

  • جو 24

بعد ساعات من مغادرته BBC.. غاري لينكر يعود لإظهار تعاطفه مع فلسطين

جو 24 : بعد وداعه المؤثر، في الحلقة الأخيرة من برنامج الرياضة "ماتش أوف ذي داي' (مباراة اليوم) على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عاد غاري لينكر لإظهار تعاطفه مع فلسطين، وبعد ساعات من مغادرته "بي بي سي'، حيث قام بتقديم البرنامج الرياضي الشهير، والذي جعله من أعلى المقدمين أجرًا في هيئة الإذاعة البريطانية، وعلى مدى 26 عامًا، شارك على حسابه في إنستغرام قصيدة تتعاطف مع فقدان طبيبة الأطفال تسعة من أطفالها في غارة جوية على غزة. في تقرير أعده توم مورغان، ونشرته صحيفة "ديلي تلغراف' الموالية لإسرائيل، جاء أن لينكر شارك قصيدة فلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي بعد حلقته الوداعية المؤثرة. وكان لينكر قد أعلن عن مغادرته المحطة، بعد نشره تغريدة اعتُبرت معادية للسامية. ورغم حذفه التغريدة، واعتذاره عنها لعدم معرفته برمزية ما ورد فيها من تلميحات معادية لليهود وتذكير بألمانيا النازية، إلا أن الهيئة وجدت علاقتها معه غير قابلة للاستمرار، حيث كان من المقرر أن يقدم لينكر تغطية "بي بي سي' لمباريات كأس العالم في عام 2026. وشارك لينكر القصيدة التي كتبتها نيكتيا غيل، التي عبّرت فيها عن حرقة قلبها على طبيبة الأطفال آلاء النجار التي فقدت تسعة من أطفالها. وشارك لينكر القصيدة على حسابه في إنستغرام من ضمن التحيات والرسائل المؤيدة له بعد مغادرته "بي بي سي'. وجاء في القصيدة التي شاركها لينكر: "أم تؤدي واجبها تجاه المرضى تتلقى رفات تسعة من أطفالها، وطُلب منّا التجاهل'. و'طفلة بالكاد تستطيع المشي تبحث عن مأمن من لهب النيران بعد غارة ولا تستطيع التنفس، وطُلب منا التجاهل'. وتستشهد القصيدة بكلام الكاتب البريطاني المعروف جورج أورويل: "طلب منكم الحزب أن تتجاهلوا أي دليل تشاهده أعينكم وتسمعه آذانكم، وهذا هو الأمر النهائي والضروري من القيادة'. وتنتهي القصيدة ببيت يقول: "نرفض التخلي عن واجبنا تجاه الآخر، وأن نرى الحقيقة التي أمامنا'. وكان وداع لينكر مؤثرًا في ليلة الأحد، حيث مسح الدموع عن عينيه، وبعد أن قدّم مونتاجًا يشرح مسيرته في البرنامج على مدى 26 عامًا. وفي بودكاست "ريست إز فوتبول' تحدث أطفاله عنه، ما جعله يبكي. وقال: "من حسن الحظ أنها لم تكن اللقطة الأخيرة، لأنني كنت قد خرجت في تلك اللحظة'، و'احتجت لوقت كي أجمع نفسي، وكي أحاول إنهاء العرض'. وكان عقد لينكر مع "بي بي سي' يمنحه 800,000 جنيه إسترليني في العام، حيث أُجبر على الخروج من الهيئة بدون تسوية مالية. وقالت مصادر إن قرار التخلي عنه جاء من مسؤولي "بي بي سي' البارزين الذين لم يعودوا يتحملون تعليقاته السياسية. وقال لينكر، في حلقته الوداعية، إن البرنامج أصبح الآن بيد كل من غابي لوغان، وكيلي كيتس، ومارك تشابمان. وشارك في فيديو احتفى بمسيرته عددٌ من نجوم الرياضة ومدربي الفرق، مثل بيب غوارديولا، وفيرجيل فان دايك، وبول غاسغوين، وبيتر شيلتون، وألان هانسين، بالإضافة إلى ألان شيرر وميكا ريتشاردز. وقدّمت له قبعة وحذاء ذهبي كهدية وداع، وقد لخّص مسيرته بالقول: "كما في مسيرتي، كل شيء آخر كان عملًا شاقًا وحصلت على التصفيق'. و'كان تميّزًا أنني قدّمت ماتش أوف ذي داي لربع قرن، وكانت ممتعة، وأتمنى لغابي ومارك وكيلي كل التمنيات الجميلة عندما يجلسون على هذا الكرسي، والبرنامج في أيدٍ أمينة'. وكان لينكر قد افتتح برنامجه الأخير بتعليق جاء فيه: "لم يكن مقدرًا أن تنتهي بهذه الطريقة'، وواصل: "مع تحديد اللقب، وتخفيض النوادي الذي تأكد، لم يبقَ لدينا شيء للحديث عنه سوى الدوري الممتاز'. وذكرت الصحيفة أن الحفلة الوداعية للينكر كانت محلًا للجدل في أروقة "بي بي سي'، وعلى خلاف نجوم سابقين، مثل إيان رايت وألان هانسين، فالتحضير لوداع لينكر لم يكن محلًا للتوافق. وأشارت إلى أن عددًا من الموظفين والمدراء اليهود في "بي بي سي' وأماكن أخرى عبّروا عن غضبهم لأنه مُنح فرصة ليقول وداعًا لمشاهديه. وقال داني كوهين، المدير السابق لتلفزيون بي بي سي، وليو بيرلمان، المدير التنفيذي لفويل إنترتينمنت، إن لينكر لا يستحق "أغنية البجعة'. تابعو الأردن 24 على

كرت أحمر
كرت أحمر

جفرا نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • جفرا نيوز

كرت أحمر

جفرا نيوز - إسماعيل الشريف الكونغرس، والبيت الأبيض، وهوليوود، وول ستريت مملوكة من قبل الصهاينة. لا شك في ذلك، وقد دفعت ثمنًا لقولي هذا، لكنه كان يستحق قول الحقيقة- هيلين توماس، مراسلة صحفية للبيت الأبيض. من هم في مثل سني يذكرون نجم نجوم الكرة الإنجليزية في ثمانينيات القرن الماضي، غاري لينيكر، الذي يمكن تشبيهه بمحمد صلاح في زماننا هذا. ثم أصبح لاحقًا أشهر مقدم للبرنامج الرياضي «مباراة اليوم» في بريطانيا، والذي يقدمه منذ عام 1999 على قناة بي بي سي. قبل أيام، حصل لينيكر على البطاقة الحمراء من قناة بي بي سي، بعد ستة وعشرين عامًا من تقديمه لأنجح برنامج رياضي على القناة. السبب في ذلك أنه نشر على حسابه الخاص في إنستغرام مادة متعاطفة مع مأساة الشعب الفلسطيني، وتجرأ على انتقاد الصهيونية، فتعرض لهجمة شرسة من المنظمات الصهيونية. اتُهم بمعاداة السامية، ورغم أنه اعتذر علنًا عن المنشور، وأقسم بكل الكتب السماوية أنه ليس معاديًا للسامية، إلا أن ذلك لم يشفع له، فغادر البساط الأخضر ووُضع على مقاعد الاحتياط. لينيكر معروف بمواقفه السياسية، فقد كتب عن قانون الهجرة البريطاني الجديد: «طريقة تعاملنا مع هؤلاء الأطفال الضعفاء أمر مقرف وغير إنساني»، ووصف وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافرمان، بأنها لا تختلف عن النازيين. ومع ذلك، بقي على رأس عمله. قل ما شئت، ولكن إيّاك أن تنتقد الصهاينة. حتى لو تحرّشت بالأطفال أو اغتصبت النساء، فلن تفقد وظيفتك؛ بل على العكس، قد تُرقّى وتُفتح أمامك الأبواب. ولكن إيّاك أن تنتقد الصهيونية. وقصة جيمي سافيل أكبر دليل على ذلك. فقد كان من أشهر معدّي البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية، وتوفي عام 2011. وبعد وفاته، تكشفت فضائحه، وتبيّن أنه اغتصب عشرات النساء والأطفال خلال فترة نجوميته. حتى نتفليكس خصصت له برنامجًا وثائقيًا بعنوان «قصة رعب بريطانية». واتضح أن قناته كانت تعلم بما يجري، لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد. لقد كان كل انتهاك جديد، وكل ضحية جديدة، خطوة أخرى في طريقه إلى مزيد من التقدير والشهرة. لا يستطيع أحد في هذه الأيام الاستمرار في دعم الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة، فالرأي العام العالمي بات يجمع على أن ما يقوم به الصهاينة، في الحد الأدنى، عمل غير إنساني. وأي إعلامي يعبّر صراحة عن تأييده لهم سيسقط حتمًا. ولهذا، بدأ نجوم الإعلام الغربي يتغيرون. حتى كبيرهم الذي علّمهم السحر، بيرس مورغان، أحد أبرز الإعلاميين في العالم والمعروف بولائه المطلق للصهاينة، لم يتمكّن من الاستمرار في دعمه لهم. فقد ظهر في برنامج الصحفي الشهير مهدي حسن، وأعلن تغيّر موقفه، قائلاً: «لقد قاومت الذهاب إلى هذا الحد في انتقادي للحكومة «الإسرائيلية»، ولكنني لم أعد أستطيع المقاومة»، كما وصف الحرب بأنها «مخزية». ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام الكبرى في الغرب تختار الاستمرار في دعم الصهاينة، وتعيد تعريف الحيادية على طريقتها الخاصة: انتقد ما تشاء، وتحرّش بالأطفال إن أردت، لكن إيّاك ثم إيّاك أن تنتقد الصهاينة. فلا عجب أن تتراجع حرية التعبير في أوروبا بمقدار 7.6 نقطة، وهي أعلى نسبة تراجع منذ الحقبة النازية، وفقًا لتقرير منظمة «مراسلون بلا حدود». كان آباؤنا يضبطون ساعاتهم على العبارة الشهيرة لهيئة الإذاعة البريطانية: «هنا لندن»، وكانت نشرة أخبار الليل مقدسة لدى الكثيرين، إذ كانوا يعتبرونها آنذاك نموذجًا للحيادية. ولكن بعد طوفان الأقصى، سقطت مفاهيم ومسلمات كثيرة، من بينها حيادية الإعلام الغربي، الذي تبيّن أنه ليس أكثر من بوق للسياسات الإمبريالية والصهيونية، ومهندس للوعي المجتمعي بما يخدم أهدافهم. خروج لينيكر قد يكون خيرًا للقضية الفلسطينية، إذ سيتفرغ لشركته «جوع كرة القدم»، التي تقدم برنامجين شهيرين عبر البودكاست: «الباقي كرة قدم» و»الباقي سياسة». وسيتمكن من التعبير عن نفسه كما يشاء، بعيدًا عن نفاق الإعلام الغربي التقليدي، ليُسهم في تغيير الوعي داخل المجتمعات الغربية.

اسماعيل الشريف يكتب : كرت أحمر
اسماعيل الشريف يكتب : كرت أحمر

أخبارنا

timeمنذ 3 أيام

  • أخبارنا

اسماعيل الشريف يكتب : كرت أحمر

أخبارنا : الكونغرس، والبيت الأبيض، وهوليوود، وول ستريت مملوكة من قبل الصهاينة. لا شك في ذلك، وقد دفعت ثمنًا لقولي هذا، لكنه كان يستحق قول الحقيقة- هيلين توماس، مراسلة صحفية للبيت الأبيض. من هم في مثل سني يذكرون نجم نجوم الكرة الإنجليزية في ثمانينيات القرن الماضي، غاري لينيكر، الذي يمكن تشبيهه بمحمد صلاح في زماننا هذا. ثم أصبح لاحقًا أشهر مقدم للبرنامج الرياضي «مباراة اليوم» في بريطانيا، والذي يقدمه منذ عام 1999 على قناة بي بي سي. قبل أيام، حصل لينيكر على البطاقة الحمراء من قناة بي بي سي، بعد ستة وعشرين عامًا من تقديمه لأنجح برنامج رياضي على القناة. السبب في ذلك أنه نشر على حسابه الخاص في إنستغرام مادة متعاطفة مع مأساة الشعب الفلسطيني، وتجرأ على انتقاد الصهيونية، فتعرض لهجمة شرسة من المنظمات الصهيونية. اتُهم بمعاداة السامية، ورغم أنه اعتذر علنًا عن المنشور، وأقسم بكل الكتب السماوية أنه ليس معاديًا للسامية، إلا أن ذلك لم يشفع له، فغادر البساط الأخضر ووُضع على مقاعد الاحتياط. لينيكر معروف بمواقفه السياسية، فقد كتب عن قانون الهجرة البريطاني الجديد: «طريقة تعاملنا مع هؤلاء الأطفال الضعفاء أمر مقرف وغير إنساني»، ووصف وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافرمان، بأنها لا تختلف عن النازيين. ومع ذلك، بقي على رأس عمله. قل ما شئت، ولكن إيّاك أن تنتقد الصهاينة. حتى لو تحرّشت بالأطفال أو اغتصبت النساء، فلن تفقد وظيفتك؛ بل على العكس، قد تُرقّى وتُفتح أمامك الأبواب. ولكن إيّاك أن تنتقد الصهيونية. وقصة جيمي سافيل أكبر دليل على ذلك. فقد كان من أشهر معدّي البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية، وتوفي عام 2011. وبعد وفاته، تكشفت فضائحه، وتبيّن أنه اغتصب عشرات النساء والأطفال خلال فترة نجوميته. حتى نتفليكس خصصت له برنامجًا وثائقيًا بعنوان «قصة رعب بريطانية». واتضح أن قناته كانت تعلم بما يجري، لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد. لقد كان كل انتهاك جديد، وكل ضحية جديدة، خطوة أخرى في طريقه إلى مزيد من التقدير والشهرة. لا يستطيع أحد في هذه الأيام الاستمرار في دعم الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة، فالرأي العام العالمي بات يجمع على أن ما يقوم به الصهاينة، في الحد الأدنى، عمل غير إنساني. وأي إعلامي يعبّر صراحة عن تأييده لهم سيسقط حتمًا. ولهذا، بدأ نجوم الإعلام الغربي يتغيرون. حتى كبيرهم الذي علّمهم السحر، بيرس مورغان، أحد أبرز الإعلاميين في العالم والمعروف بولائه المطلق للصهاينة، لم يتمكّن من الاستمرار في دعمه لهم. فقد ظهر في برنامج الصحفي الشهير مهدي حسن، وأعلن تغيّر موقفه، قائلاً: «لقد قاومت الذهاب إلى هذا الحد في انتقادي للحكومة «الإسرائيلية»، ولكنني لم أعد أستطيع المقاومة»، كما وصف الحرب بأنها «مخزية». ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام الكبرى في الغرب تختار الاستمرار في دعم الصهاينة، وتعيد تعريف الحيادية على طريقتها الخاصة: انتقد ما تشاء، وتحرّش بالأطفال إن أردت، لكن إيّاك ثم إيّاك أن تنتقد الصهاينة. فلا عجب أن تتراجع حرية التعبير في أوروبا بمقدار 7.6 نقطة، وهي أعلى نسبة تراجع منذ الحقبة النازية، وفقًا لتقرير منظمة «مراسلون بلا حدود». كان آباؤنا يضبطون ساعاتهم على العبارة الشهيرة لهيئة الإذاعة البريطانية: «هنا لندن»، وكانت نشرة أخبار الليل مقدسة لدى الكثيرين، إذ كانوا يعتبرونها آنذاك نموذجًا للحيادية. ولكن بعد طوفان الأقصى، سقطت مفاهيم ومسلمات كثيرة، من بينها حيادية الإعلام الغربي، الذي تبيّن أنه ليس أكثر من بوق للسياسات الإمبريالية والصهيونية، ومهندس للوعي المجتمعي بما يخدم أهدافهم. خروج لينيكر قد يكون خيرًا للقضية الفلسطينية، إذ سيتفرغ لشركته «جوع كرة القدم»، التي تقدم برنامجين شهيرين عبر البودكاست: «الباقي كرة قدم» و»الباقي سياسة». وسيتمكن من التعبير عن نفسه كما يشاء، بعيدًا عن نفاق الإعلام الغربي التقليدي، ليُسهم في تغيير الوعي داخل المجتمعات الغربية. ــ الدستور

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store