هل يُخلى سبيل سلامة على خلفية تدهور وضعه الصحي؟
تتابع الهيئة الاتهاميّة ملف حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة. وقد طلب محامي الأخير التوسع في التحقيقات، والبتّ بطلب إخلاء سبيل موكله، والنظر في المراجعة التي تقدّم بها بعد صدور القرار الظنيّ، من قبل قاضي التحقيق الأول في بيروت، بلال حلاوي، وذلك على اعتبار أن هناك "أخطاء قانونيّة شابت هذا القرار".
التوسع بالتحقيقات
وعُيّنت هيئة اتهامية جديدة للنظر في قضية اختلاس 44 مليون دولار أميركي من المصرف المركزي، مؤلفة من القضاة: نسيب إيليا (رئيسًا)، وندى جدايل وعبير صفا (مستشارين)، وذلك بعد أن قدّمت مخاصمة بوجه المستشارتين في الهيئة الاتهاميّة السابقة غادة شمس الدين وروزين الحجيلي، بسبب إصدارهما مذكرتي توقيف وجاهيتين ضد المحاميين ميشال تويني ومروان عيسى الخوري.
وفي حديثه لـ"المدن"، أشار الوكيل القانونيّ لسلامة مارك حبقة، إلى أنه "طلب من الهيئة الاتهاميّة التوسع في التحقيقات، انطلاقًا من الأخطاء التي شابت القرار الظنيّ الذي صدر قبل نحو أسبوعين، كما طلب إخلاء سبيل سلامة وتطبيق المادة 108 من أصول محاكمات جزائيّة، نظراً إلى أن احتجازه تجاوز الستة أشهر، ولم يبت حتى الساعة بطلبات إخلاء سبيله".
وحسب معلومات "المدن"، فإن الوكيل القانونيّ لكل من تويني والخوري قد تقدّم أيضًا بطلب لاسترداد مذكرتي التوقيف الغيابيتين الصادرتين بحقهما، باعتبارهما "مخالفتين للقانون". مع العلم إلى أن رئيس الهيئة الاتهامية السابق، نسيب إيليا، كان قد خالف رأي القضاة لجهة إصدار مذكرات توقيف غيابية.
وتضيف المعلومات أن أولوية الهيئة الاتهامية الحالية قد تكون النظر في قضية سلامة من الناحية القانونيّة، لكونه الموقوف الوحيد في هذه القضية، إضافة إلى الاطلاع على وضعه الصحيّ المتدهور، بحسب المصادر المتابعة، والبت بمذكرتي التوقيف الغيابيتين.
تدهور حالته الصحيّة
وفي هذا السياق، علمت "المدن" أن سلامة يتنقل بشكل شبه بومي بين مستشفى بحنّس وأوتيل ديو. ووفقًا للمصادر: فإن "توقيف الحاكم ونقله إلى السجن ووضعه داخل غرفة مقفلة لأشهر طويلة لدى المقر العام لمديرية قوى الأمن الداخلي انعكس سلبًا على الحالة النفسية والصحية له، إذ لم يتوقع يومًا أن يسجن بعد أن شغل منصب حاكم مصرف لبنان لعقود طويلة، وحالته الصحيّة تتدهور بشكل سريع، إذ تعمل الرئة بنسبة 20 بالمئة، ويعاني من اضطراب يومي في ضغط الدم، ما يسبب له صداعاً مستمراً وتعباً وضيقاً في التنفس وضعفاً في الرؤية ودوراناً. وعند ارتفاع ضغط الدم ينقل إلى المستشفى للمعالجة ويضع لإشراب الأطباء ما بات يشكل خطرًا مباشرًا على حياته". وقُدّمت للقضاء تقارير طبية تشرح حالة الحاكم الصحيّة والنفسية، وتقدّم وكيله القانونيّ بطلبات لإخلاء سبيله خوفًا من أن تتفاقم هذه العوارض وتؤثر على حياته.
يُلاحق سلامة منذ أكثر من سبعة أشهر في قضية اختلاس 44 مليون دولار أميركي من المصرف المركزي، وتمريرها عبر حسابات مصرفية وصولًا له، وعلى الرغم من اقتراب موعد الهيئة الاتهامية للبت بهذه القضية، إلا أن قرارها لن يؤثر بشكل كبير على احتجاز سلامة، إذ لا يمكن أن يخرج من السجن قبل أن يعالج ملفه الثاني في بعبدا، وهو الملف الموجود لدى قاضي التحقيق الأول في بعبدا، نقولا منصور، الذي سبق وأن أصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقه. لذلك يتوجب حلّ هذا الملف أيضًا كي يتمكن من الخروج من السجن.
أما في حال تحرّكت قضية "فوري" لدى القاضي حلاوي في الأسابيع المقبلة، فهذا يعني أنه لن يتمكن من الخروج من السجن بسهولة، وينتظر حلاوي تراجع هيئة القضايا في وزارة العدل عن دعوى المخاصمة التي تقدمت بها سابقًا، ليتمكن من استكمال هذا الملف بعد تقاعد القاضي شربل أبو سمرا، ومن ثم سيتم تحدد جلسات استجواب لكل من سلامة وشقيقه رجا، والمساعدة ماريان الحويك، وفي حال أصدرت مذكرات توقيف وجاهية بحق المدعى عليهم، فإن ملفات سلامة القضائيّة ستتعقد أكثر فأكثر.
كيف سيترك سلامة؟
الحالة القانونيّة الوحيدة لتحرير سلامة من خلف القضبان هي أن تُقرّر الهيئة الاتهامية خلال الأيام المقبلة إخلاء سبيله وتطبيق المادة 108 من أصول المحاكمات الجزائيّة، ومن ثمّ، يتقدم وكيله بطلب لإخلاء سبيله لدى القاضي منصور في بعبدا. إذا وافق منصور على ترك سلامة بحجة أن حالته الصحية صارت متدهورة جدًا ومن باب إنقاذ حياته، حينها سيخرج سلامة من السجن. لكن هذه فرضية قد لا تتحقق، إذ سيكون من الصعب إخلاء سبيله في حال تحركت كافة الملفات القضائيّة وأُصدرت عدة مذكرات توقيف وجاهيّة بحقه، الأمر الذي يجعل معالجة هذه الملفات داخل القضاء اللبناني يتطلب فترات زمنية أطول قد تمتد إلى أشهر عديدة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لبنان اليوم
منذ 21 دقائق
- لبنان اليوم
إيلون ماسك ينفصل عن إدارة ترامب: خيبة أمل واتهامات بالتقويض
في خطوة أثارت الانتباه في الأوساط السياسية والاقتصادية، أعلن الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي 'تسلا' و'سبيس إكس'، انسحابه من مهامه ضمن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أشهر من قيادته لما يُعرف بـ'هيئة الكفاءة الحكومية'، وهي هيئة أنشئت بهدف ترشيد الإنفاق العام وخفض الهدر في الميزانية الفيدرالية. وفي منشور له على منصة 'إكس'، وجّه ماسك الشكر لترامب قائلاً: 'مع انتهاء فترة عملي المحددة كموظف حكومي خاص، أشكر الرئيس ترامب على منحي فرصة المساهمة في تقليص الإنفاق غير الضروري'. وأشار ماسك إلى أن الهيئة ستواصل أداء دورها، مضيفًا: 'مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتعزز بمرور الوقت، وستتحول إلى أسلوب حياة داخل مؤسسات الحكومة'. لكن خلف هذا الود الظاهري، تكمن خيبة أمل واضحة عبّر عنها ماسك في تصريحات أدلى بها لاحقًا لشبكة 'CBS News'، حيث أعرب عن استيائه من مشروع قانون جديد طرحته إدارة ترامب ويمضي قدمًا في الكونغرس، معتبرًا أنه يقوض كل ما عملت عليه الهيئة، قائلاً: 'بصراحة، شعرت بخيبة أمل من مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي من شأنه زيادة العجز وتقويض جهود هيئة الكفاءة الحكومية'. وبحسب ماسك، تسبب هذا المشروع في تسريح عشرات الآلاف من الموظفين، وجعل الهيئة 'كبش فداء' وسط الخلافات المتصاعدة بينها وبين الإدارة. ويمنح مشروع القانون الذي وافق عليه مجلس النواب وينتظر مناقشة في مجلس الشيوخ، إعفاءات ضريبية كبيرة ويشمل تخفيضات في الإنفاق، لكن منتقديه يحذرون من أنه قد يؤدي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة العجز الوطني بحوالي 4 تريليونات دولار خلال العقد المقبل. في المقابل، سعى البيت الأبيض إلى التخفيف من وقع الخلاف، ورفض الحديث عن توتر مباشر بين ترامب وماسك، من دون الإشارة إلى الأخير بالاسم.


لبنان اليوم
منذ 21 دقائق
- لبنان اليوم
الدولار ينتعش بعد ضربة قضائية لترامب… فهل تعود الثقة للأسواق؟
سجّل الدولار الأميركي ارتفاعاً ملحوظاً يوم الخميس بعد صدور حكم قضائي مفاجئ يمنع الرئيس السابق دونالد ترامب من فرض رسوم جمركية على واردات الدول الأخرى، في خطوة خففت من التذبذبات الحادة التي شهدتها العملة خلال العام الجاري في ظل الغموض التجاري العالمي. وقضت محكمة التجارة الدولية في مانهاتن بأن الدستور الأميركي يمنح الكونغرس وحده سلطة تنظيم التجارة الخارجية، مشددة على أن الصلاحيات الاستثنائية للرئيس لا يمكن أن تتعدى هذا الإطار، حتى في حال تبريرها بالحفاظ على الاقتصاد الوطني. ولم تتأخر إدارة ترامب في الرد، إذ سارعت إلى استئناف القرار خلال دقائق، ما ينذر بمعركة قضائية طويلة الأمد قد تعيد تشكيل ملامح السياسة التجارية الأميركية. من جانبه، علّق يونوسوكي إيكيدا، مدير أبحاث الاقتصاد الكلي في 'نومورا' بطوكيو، قائلاً: 'من الصعب الجزم بإلغاء الرسوم الجمركية بالكامل، لكن وفق المعطيات الحالية، فإن ارتفاع الدولار يبدو منطقياً'. وأضاف: 'الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب خلقت ضغوطاً ركودية تضخمية على الاقتصاد الأميركي، لذا فإن إلغاءها يُعد تطوراً إيجابياً لأسواق العملات'. الأسواق الأميركية عانت في الأشهر الماضية من تراجعات حادة شملت الدولار، والأسهم، وسندات الخزانة طويلة الأجل، وذلك في ظل السياسات التجارية والضريبية غير المستقرة التي أطلقها ترامب خلال ولايته، والتي أثارت قلق المستثمرين وضعفت الثقة في تفوق الاقتصاد الأميركي. وارتفع الدولار بنسبة 0.72% أمام الين الياباني مسجلاً 145.86 ين، وبنسبة 0.63% مقابل الفرنك السويسري إلى 0.8326. أما اليورو فقد تراجع بنسبة 0.42% إلى 1.1245 دولار، وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.30% إلى 1.3432 دولار. وعاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية، إلى تجاوز مستوى 100 لأول مرة منذ أسبوع، إلا أنه لا يزال منخفضاً بنسبة 8% منذ بداية العام. رغم هذا الانتعاش اللحظي، يبقى المحللون حذرين، إذ يتوقع كثيرون أن تشهد قضية الرسوم الجمركية فصولاً طويلة في أروقة المحاكم، وهو ما قد يحدّ من استقرار الدولار على المدى المتوسط.


النهار
منذ 30 دقائق
- النهار
إيلون ماسك خارج الحكومة الأميركية: شكراً دونالد ترامب
أكّد الملياردير إيلون ماسك الأربعاء تنحيه من منصبه في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث قاد طوال أشهر وزارة أطلق عليها اسم "هيئة الكفاءة الحكومية" بهدف خفض الإنفاق الفدرالي. As my scheduled time as a Special Government Employee comes to an end, I would like to thank President @realDonaldTrump for the opportunity to reduce wasteful spending. The @DOGE mission will only strengthen over time as it becomes a way of life throughout the government. — Elon Musk (@elonmusk) May 29, 2025 وكتب ماسك في منشور على منصته إكس للتواصل الاجتماعي أنّه "مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإنفاق المُبذر". وأضاف أنّ "مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتعزز بمرور الوقت، حيث ستصبح أسلوب حياة في جميع أنحاء الحكومة". وكان قطب التكنولوجيا المولود في جنوب أفريقيا صرّح بأنّ مشروع قانون طرحته إدارة ترامب ويتم إقراره في الكونغرس حاليا سيزيد من عجز الحكومة الفدرالية ويقوّض عمل وزارة هيئة الكفاءة الحكومية التي سرّحت حتى اليوم عشرات آلاف الموظفين. وماسك الذي كان دائماً إلى جانب ترامب قبل أن ينسحب للتركيز على أعماله في سبايس إكس وتيسلا، اشتكى كذلك من أنّ هيئة الكفاءة الحكومية أصبحت "كبش فداء" بسبب الخلاف بينها وبين الإدارة. وقال ماسك في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي إس نيوز" وبُثّت مقتطفات منها مساء الثلاثاء على أن تبثّ كاملة الأحد "بصراحة، لقد شعرت بخيبة أمل لرؤية مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي يزيد عجز الموازنة ويُقوّض العمل الذي يقوم به فريق هيئة الكفاءة الحكومية". ومشروع القانون الذي ينتقده ماسك أقرّه مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي وانتقل الآن إلى مجلس الشيوخ، وهو يقدّم إعفاءات ضريبية واسعة النطاق وتخفيضات في الإنفاق. لكنّ منتقدي هذا النصّ يحذّرون من أنه سيؤدّي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة العجز الوطني بما يصل إلى 4 تريليونات دولار على مدى عقد من الزمن. وسعى البيت الأبيض إلى التقليل من شأن أي خلافات بين الرئيس الجمهوري ومالك تيسلا حول الإنفاق الحكومي، لكن من دون أن يسمّي ماسك مباشرة.