logo
هل يتكرر السيناريو الليبي الكارثي في السودان؟

هل يتكرر السيناريو الليبي الكارثي في السودان؟

الجزيرةمنذ 3 أيام
بينما يمضي السودان في حربه الطاحنة، تظهر تطورات تنذر بتجاوز حالة الاحتراب التقليدي إلى ما هو أخطر: تقسيم فعلي للدولة وظيفيا (functional partition).
إعلان مجموعة (تأسيس) عن تشكيل حكومة موازية، والتصعيد العسكري الكثيف في مدينة نيالا وحول الفاشر، بالتزامن مع لقاء كان مرتقبا جرى إلغاؤه للرباعية الدولية في واشنطن، يضعان المشهد السوداني في تقاطع طرق حاسم: فإما المضي في مسار السلام وفق خارطة الرباعية الحالمة، أو الانزلاق نحو نسخة سودانية من التجربة الليبية، بكل ما تحمله من فوضى وصراع مزمن وشرعية منقسمة، أو هكذا يُراد.
ما يجري ليس مجرد تمرد وحرب مفروضة بين مكونات عسكرية وسياسية، بل هو صراع جذري على شكل الدولة السودانية، وحدودها السياسية والاجتماعية، ومن يحكمها، ومن يملك قرارها السيادي.
والمؤشرات المتزايدة على نية المليشيا وما أعلنته من خارطة جديدة للسودان تشي بترسيخ سلطتها في إقليم دارفور ومحيطه، عبر أدوات مدنية ظاهرها "تحالف مدني"، وباطنها "سلطة أمر واقع"، تُنذر بمرحلة جديدة أكثر تعقيدا وخطورة، قد تُدخل السودان في نفق النموذج الليبي طويل الأمد.
الحكومة الموازية: شرعنة التمرد وتقنين الانقسام
في خضم الانهيار المؤسسي الشامل، خرجت قوات المليشيا بالإعلان عما أسمته "تحالفا مدنيا انتقاليا"، في محاولة مكشوفة لخلق غطاء سياسي لسيطرتها على غرب السودان كخطوة أولى للضغط.
هذا التحالف، الذي رُوّج له إعلاميا كبديل مدني علماني، لا يخفي حقيقة كونه واجهة سياسية لسلطة مليشياوية تفرض حكمها على الأرض بقوة السلاح والدعم الخارجي العابر للحدود، خصوصا من الراعي الإقليمي.
إنها ليست خطوة معزولة، بل تتسق مع إستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى خلق "إقليم مستقل فعليا"، يستخدم لاحقا كورقة تفاوض أو نقطة انطلاق لمشروع سياسي أكبر.
ومن هنا، فإن إعلان الحكومة الموازية يجب أن يُقرأ باعتباره أول تجلٍ علني لخيار التقسيم السياسي بأبعاده المعلومة، في سياق متطورات الحرب وفشل مشروع التمرد.
التصعيد في نيالا: السيطرة قبل الاعتراف
في موازاة هذا التحرك السياسي، تخوض قوات التمرد معارك ضارية في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، في مسعى لتأمين سيطرتها الكاملة على الإقليم الغربي.
إعلان
فنيالا ليست مدينة عادية، بل تُعد مركز الثقل الإداري والعسكري في دارفور، وأي سيطرة عليها تُعد بمثابة إعلان غير مباشر لقيام "سلطة إقليمية بديلة".
التصعيد هنا يتجاوز الأهداف العسكرية إلى أهداف سياسية عميقة: فرض واقع جديد بالقوة قبل أن تبدأ أية تسوية دولية، وجعل المليشيا في موقع تفاوضي أقوى، إن لم يكن موازيا للحكومة المعترف بها دوليا في البلاد، والتي تتخذ بورتسودان عاصمة مؤقتة وتجري ترتيبات العودة إلى الخرطوم.
واشنطن والرباعية: هل تُدرك اللحظة؟
في ظل هذه التطورات الميدانية الخطيرة، ظلت الأنظار تتجه إلى لقاء الرباعية الدولية في واشنطن نهاية يوليو/ تموز المنصرم، لكنه أُرجئ. تأتي هذه الخطوة بعد فشل مساري جدة، وأديس أبابا، ومجمل المحاولات السابقة في جنيف، والقاهرة، ولندن في تحقيق اختراق حقيقي.
لكن السؤال الملحّ: هل يمكن لأي لقاء كهذا أن يتجاوز مرحلة "إدارة الأزمة" إلى "حل الأزمة"؟ أم إنه مجرد محطة جديدة في مسلسل التكتيكات والبيانات والتوصيات التي لا تغير شيئا في الواقع؟
المقلق أن الرباعية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لم تُبدِ حتى الآن إرادة قوية للجم دعم الراعي الإقليمي الواضح لقوات التمرد، ولا لممارسة ضغط فعلي لوقف الحرب وتفكيك المنصات السياسية الموازية.
ويبدو أن الفاعلين الدوليين يكتفون بردود فعل متأخرة على أحداث سبقتهم بأشواط، مما يعزز الانطباع بأن السودان يُترك لمصيره وقدره بازدواجية معايير متعمدة في صفقات السلام التي تجري في المنطقة، وخلط الأوراق والمطامع.
بين الخرطوم وطرابلس: هل نحن أمام نسخة سودانية من ليبيا؟
في ضوء ما سبق، تفرض المقارنة مع ليبيا نفسها بقوة. فقد شهدت ليبيا بعد سقوط القذافي انقساما حادا بين سلطتين، واحدة في الغرب والثانية في الشرق، تدعمهما قوى خارجية متباينة.
واليوم، يُراد من وراء الإعلان أن يسير السودان على خطى مشابهة، مع بعض أوجه الشبه والاختلاف.
كلا البلدين يشهدان سلطتين متنافستين: واحدة تحظى بشرعية دولية كاملة، وأخرى تسعى لفرض سلطتها بالأمر الواقع.
كلاهما يعاني من تدخلات خارجية متناقضة، تدعم أطرافا متنازعة وتزيد من تعقيد المشهد.
انهيار مؤسسات الدولة، وتفشي اقتصاد الحرب، وتحول الصراع إلى حالة مزمنة، كلها قواسم مشتركة بين النموذجين.
لكن السودان يتميز بعوامل تزيد من تعقيد وضعه، وتجعل من خطر الانزلاق أشد وطأة بحكم الاستهداف المستمر:
البنية القبلية والاجتماعية في السودان أكثر تداخلا وتشابكا، ما يجعل أي محاولة للتقسيم محفوفة بصراعات دموية طويلة الأمد.
الجيش السوداني لا يزال يتمتع بامتداد شعبي وتاريخي وسند أوسع من نظيره الليبي بعد الثورة، وهو ما يُبقي على إمكانية وحدة الدولة، إن أُحسن توجيه هذا الثقل وقدرته على استكمال النصر ودحر التمرد.
الجوار الجغرافي للسودان أكثر هشاشة، بحدود مفتوحة مع سبع دول، مما يُعقّد المشهد الأمني ويُغري قوى إقليمية بالتدخل أو الاستفادة من حالة الهشاشة والفراغ.
هذه الخصائص تجعل من التجربة السودانية مرشحة لأن تكون نسخة أكثر فوضوية وتعقيدا من الحالة الليبية، إذا لم يتم تدخل الدولة بحزم لإيقاف هذا المسار، الذي يرمي إلى إعادة سردية (الطرفانية) والشرعية للمشهد لأجل فتح آلية إعادة (تأسيس) إلى كراسي الحكم.
والضغوط الدولية التي تتكثف، سواء ما اتصل بلجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، أو اجتماعات واشنطن الملغاة، أو الجنائية، كلها حلقات لأجل غاية واحدة، أريد لها أن تتزامن مع إعلان المليشيا (لحكومتها الافتراضية).
الفرصة تضيق.. والكارثة تقترب
السودان اليوم يمر بمرحلة هي الأخطر في تاريخه الحديث، ليس فقط بسبب شدة الحرب، بل لأن ملامح الدولة ذاتها باتت على المحك.
المقصد من ورائها أن تتحرك القوى الإقليمية والدولية سريعا نحو تسوية سلمية شاملة يراد فرضها لتُنهي الحرب وتعيد بناء الدولة على أسس مدنية وديمقراطية جامعة في صيغة اتفاق (إطاري جديد)، أو أن يستمر الضغط الخارجي ويُترك السودان لينزلق إلى هاوية الانقسام والتشظي، كما حدث في ليبيا، وربما بشكل أكثر دموية وتعقيدا لتباين الأوضاع بين البلدين.
إن تشكيل حكومتين، أو هكذا رمت الخطوة، وتحول العاصمة إلى مدينة منكوبة، وغياب أي أفق واضح للسلام رغم اكتمال الجهاز المدني الجديد من بورتسودان، كلها مؤشرات على أن الوقت لم يعد في صالح الحلول التدريجية أو المناورات السياسية، وقوى نافذة في المنطقة تقف وراء المخطط في سياق الخطط البديلة بعد أن فشل التمرد في تحقيق أهداف الحرب.
فكل يوم يمر دون بلوغ التسوية الوطنية بإرادة داخلية تنشدها القوى المسندة للجيش، يُقرب السودان خطوة أخرى من نموذج دولة فاشلة متعددة الرؤوس التي يسعى خصومه لتجسيدها، ويراد لها أن تكون بلا مركز ولا مستقبل، أو استمرار حالة الهشاشة والانقسام واستدامة الحرب. فهل من معتبر؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟
كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟

الخرطوم- بعد نحو 15 شهرا على حصار قوات الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور غرب السودان -والتي أصبحت تواجه خطر المجاعة- يزداد الحصار المشابه على كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان ، والدلنج ثاني أكبر مدن الولاية. وتقترب السلع الغذائية من النفاد، مما دفع الجهات الرسمية والشعبية إلى التحرك لإنقاذ أكثر من نصف مليون نسمة في المدينتين المحاصرتين. فمنذ أكثر من عام ضيقت قوات الحركة الشعبية -شمال بقيادة عبد العزيز الحلو الخناق على كادقلي محاولة اقتحامها مرات عدة، لكن الجيش كبدها خسائر كبيرة، فلجأت إلى قصف المدينة خلال الأسابيع الماضية. محاولات للسيطرة كما قطعت قوات الحلو الطريق الرابط بين كادقلي والدلنج، قبل أن يعيد الجيش فتحه، وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على شمال الولاية في منطقة الدبيبات القريبة من الدلنج تحالفت مع الحركة الشعبية ضمن "تحالف السودان التأسيسي" في فبراير/شباط الماضي، وسعت القوتان إلى السيطرة على الدلنج، لكنهما لم تتمكنا من ذلك. الأوضاع الإنسانية في المدينتين كارثية، حيث أدى الحصار إلى تدهور الخدمات وارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية مع اقتراب مخزونها من النفاد، إضافة إلى انعدام السيولة النقدية وشح الأدوية، الأمر الذي دفع آلاف الأسر إلى مغادرة منازلها بحثا عن ملاذ يوفر الخدمات الضرورية. وتوجد في منطقة الدبيبات شمال ولاية جنوب كردفان -التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع- عشرات آلاف الأسر النازحة بلا مأوى تحت الأمطار وظروف قاسية، إضافة إلى نقص مقومات الحياة. وأكدت مصادر رسمية أن والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم لم يغادر ولايته منذ اندلاع الحرب، في حين توجه نائبه ومسؤولون آخرون إلى العاصمة الإدارية بورتسودان ، لنقل صورة تردي الأوضاع الإنسانية في كادقلي والدلنج إلى قيادة الدولة. انقطاع الخدمات ويعاني السكان هناك من انقطاع الخدمات الأساسية مثل الصحة والمياه والكهرباء، إضافة إلى توقف الاتصالات وغياب الخدمات المصرفية نتيجة نقص السيولة وعدم إمكانية نقلها لأسباب أمنية، مما زاد معاناة السكان. وخلال أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين وافقت السلطات السودانية والحركة الشعبية-شمال على إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة، حيث نفذت الأمم المتحدة 78 رحلة إسقاط جوي للمساعدات على كادقلي ومنطقتي كاودا وجلد انطلاقا من مطار جوبا في جنوب السودان. وفي مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة أطلق ناشطون ومجموعات شبابية ومتطوعون مبادرات عدة لتخفيف معاناة سكان كادقلي والدلنج، ومن بين هذه المبادرات "نفير" و"رؤية جيل" اللتان تهدفان إلى توفير الغذاء للفئات غير القادرة على شراء السلع الغذائية بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير. وأوضح الناشط الإنساني حامد عبد الله للجزيرة نت أن الوضع في المدينتين وصل إلى مرحلة مأساوية، حيث أصبحت المواد الغذائية والأدوية نادرة، والمواطن عاجز عن تأمين وجبة واحدة له ولأسرته يوميا. وأشار عبد الله إلى لجوء عدد كبير من السكان إلى تناول النباتات والحشائش لتعويض النقص الحاد في الغذاء، نتيجة الحصار المشدد الذي منع دخول السلع خلال الشهور الأخيرة. كما تحدّث عن ارتفاع معدلات الوفيات -خاصة بين النساء أثناء الولادة- بسبب انعدام الأدوية الأساسية والمحاليل الطبية وغياب مادة التخدير، مما يجعل عمليات الولادة تُجرى في ظروف قاسية وبدائية تهدد حياة الأمهات والأطفال حديثي الولادة. ودعا الناشط المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى الضغط على قوات الدعم السريع لفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المساعدات الغذائية والطبية، أو اللجوء إلى عمليات إسقاط جوي للمساعدات كما نفذت الأمم المتحدة سابقا في مناطق الحكومة ومواقع سيطرة الحركة الشعبية بمنطقتي كاودا وجلد. من جهته، وعد وزير المالية جبريل إبراهيم خلال لقائه عبد الرحمن دلدوم نائب حاكم ولاية جنوب كردفان بالسعي إلى معالجة تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية وشح السيولة لدى مواطني كادقلي والدلنج، نتيجة الحصار المفروض من الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع. كما تعهد إبراهيم بالتنسيق مع الجهات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة لتنفيذ عمليات إسعافية عاجلة لإسقاط الأدوية والغذاء، والاستفادة من برامج الدعم النقدي، حتى يتم إيجاد حلول جذرية عبر رفع الحصار وفتح طرق الولاية ومسارات العون الإنساني. تحرك جماعي ودفعت الأوضاع الإنسانية الصعبة في جنوب كردفان إلى تحرك رموز سياسية واجتماعية، حيث أطلقوا نداء استغاثة عاجل لإنقاذ أكثر من نصف مليون شخص يعيشون في ظروف كارثية تهدد حياتهم بسبب الحرب والحصار الخانق الذي يمنع وصول الغذاء والماء والدواء. وأكد نداء الاستغاثة أن الحياة اليومية تحولت إلى صراع للبقاء، وأن ما يحدث ليس مجرد أزمة إنسانية، بل كارثة صامتة حيث يموت الناس ببطء وسط تجاهل العالم. ومن بين الشخصيات التي وقّعت على الرسالة المفتوحة حاكم ولاية جنوب كردفان السابق حامد البشير وعضو مجلس السيادة السابق البروفيسور صديق تاور كافي وعبد الجليل الباشا القيادي في حزب الأمة القومي وزير السياحة السابق، بالإضافة إلى القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي إسماعيل رحال. أما الكاتب المتخصص في شؤون غرب السودان يوسف عبد المنان فأوضح أن الدلنج وكادقلي تواجهان خطر مجاعة يهدد نصف مليون شخص، وتتدهور الأوضاع يوما بعد يوم في ظل موسم زراعي شحيح الأمطار. ولفت عبد المنان إلى أن الحكومة تبدو غير مبالية بمصير سكان جنوب كردفان، وكأنها تسعى إلى التخلص من عبء على كاهلها. وبعد أن اقترب الجيش في مايو/أيار الماضي من تحرير مدينة الدبيبات وفتح الحصار عن الدلنج تراجع إلى أطراف الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، في حين استعادت قوات الدعم السريع سيطرتها على المنطقة، مما يوضح أن الحكومة تركز على الدفاع عن الأبيض بدلا من إنهاء الحصار عن منطقة جبال النوبة. ويرى الكاتب في حديثه للجزيرة نت أن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة يمكن أن يتم إما عبر الأمم المتحدة أو من خلال توقيع اتفاق جديد على غرار "شريان الحياة" الذي سبق أن وقعته الحكومة لضمان إيصال المساعدات.

زيلينسكي وقادة أوروبيون يتحدثون إلى ترامب قبل لقائه مع بوتين
زيلينسكي وقادة أوروبيون يتحدثون إلى ترامب قبل لقائه مع بوتين

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

زيلينسكي وقادة أوروبيون يتحدثون إلى ترامب قبل لقائه مع بوتين

يتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيون في اجتماع عبر الإنترنت اليوم الأربعاء إلى نظيرهم الأميركي دونالد ترامب قبل قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة منهم لتوضيح مخاطر التنازل عن مصالح كييف سعيا لوقف إطلاق النار. ويجري ترامب وبوتين، المنبوذ من الغرب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، محادثات في ألاسكا يوم الجمعة 15 أغسطس/آب الجاري في ألاسكا، لمناقشة قضية أوكرانيا والعلاقات الثنائية في إطار جهود الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وقال ترامب إنه سيتعين على كل من روسيا وأوكرانيا التنازل عن أراض لإنهاء الحرب. وتحتل القوات الروسية بالفعل خُمس مساحة أوكرانيا تقريبا. وأدى عدم القدرة على التنبؤ بما ستسفر عنه القمة إلى تأجيج المخاوف الأوروبية من أن يتخذ ترامب وبوتين قرارات بعيدة المنال وأن يحاولا حتى إجبار أوكرانيا على قبول اتفاق غير ملائم لها. وقال أحد كبار المسؤولين من شرق أوروبا "نركز الآن على ضمان ألا يحدث ذلك ونتواصل مع الشركاء الأميركيين ونبقي على الوحدة والتنسيق على الجانب الأوروبي" مضيفا " لا يزال هناك الكثير من الوقت حتى يوم الجمعة". وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن الاتصال المرئي بين ترامب وزيلينسكي وقادة ألمانيا وفنلندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا والاتحاد الأوروبي من المتوقع أن يعقد في الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش. ويحضر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي المؤتمر أيضا الذي سيستضيفه المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وتأمل أوكرانيا في أن يكون الاجتماع، ولو جزئيا على الأقل، بمثابة ثقل أوروبي موازن لقمة ألاسكا. ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها. واعتبر زيلينسكي الثلاثاء زيارة بوتين للولايات المتحدة، المعزولة بلاده عن العالم الغربي منذ غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، "انتصارا" للكرملين، مشيرا إلى أن كييف ترفض انسحاب قواتها من شرق أوكرانيا كجزء من أي اتفاق سلام محتمل. في هذه المرحلة، تطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن 4 مناطق محتلة جزئيا (دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا لأراضيها عام 2014، والتخلي عن إمدادات الأسلحة الغربية ومشروع عضويتها في حلف شمال الأطلسي. غير أن هذه المطالب غير مقبولة لدى كييف التي تطالب بانسحاب القوات الروسية من أراضيها والحصول على ضمانات أمنية غربية، بما في ذلك استمرار تسليم الأسلحة ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه موسكو. وأعلن ترامب الاثنين أنه "منزعج بعض الشيء" من رفض كييف التنازل عن الأراضي، "لأنه سيكون هناك تبادل لأراض". ومن المقرر أن يجري زيلينسكي وقادة أوروبيون مشاورات مع ترامب الأربعاء.

جيش بلا نصر.. كيف دمرت حرب غزة منظومة الردع الإسرائيلية؟
جيش بلا نصر.. كيف دمرت حرب غزة منظومة الردع الإسرائيلية؟

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

جيش بلا نصر.. كيف دمرت حرب غزة منظومة الردع الإسرائيلية؟

منذ ما يقرب من عامين، يخوض الجيش الإسرائيلي حربا مفتوحة في قطاع غزة بلا نصر ولا أفق، حيث بدأت العملية تحت شعار "تدمير حركة حماس" و"إعادة المختطفين"، لتتحول اليوم إلى أطول حملة استنزاف في تاريخ الجيش الإسرائيلي، وأكثرها كلفة ميدانيا ومعنويا. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المجلس السياسي الأمني المصغر " الكابينت" قد وافق صباح الجمعة 8 أغسطس/آب على اقتراح للتحضير للسيطرة على كامل قطاع غزة. وجاء المقترح -الذي قلص إلى السيطرة على مدينة غزة فقط- بعد انتهاء حملة " عربات جدعون" من دون تحقيق اختراق في أهدافها المعلنة، وسط تزايد حالات انتحار الجنود، وارتفاع أصوات نخبة أمنية إسرائيلية واسعة تطالب بوقف فوري للحرب وإعادة المختطفين. معركة من دون حسم في 18 مارس/آذار 2025، أطلقت إسرائيل حملة برية موسعة أطلقت عليها اسم "عربات جدعون"، ضمن حربها المستمرة منذ ما يقارب العامين على غزة. وقال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، يؤاف زيتون، في 6 أغسطس/آب الجاري، إن الجيش تعرض لانتقادات لموافقته على خوض عملية عسكرية برية أصبحت بلا جدوى في الأشهر الأخيرة، من دون الاقتراب من هزيمة حماس أو تحرير الرهائن، ومع استمرار استنزاف قواته. ونقل زيتون عن قائد سرية برتبة رائد احتياط في الهندسة القتالية -التي تنتمي إلى لواء مدرع نظامي عملت حتى وقت قريب في أحياء الشجاعية والزيتون"- أنه أرسل رسالة داخلية في الأيام الأخيرة مع انتقادات حادة لأداء القوات ومهامها في القطاع. وجاء في الرسالة "إن عمل فرقة بأكملها بلواء واحد فقط أمرٌ غير منطقي من أي منطق عملياتي، والنتيجة على الأرض: قوات تتحرك من دون سياق، من دون استمرارية، ومن دون هدف واضح. ويشعر الجنود بهذا الشعور جيدا، ليس فقط من خلال العبء الزائد، بل أيضا من خلال الشعور بالتخلي التام". وأضاف أن "هناك غياب للهدف ومفهوم قتالي ضعيف، والشعور السائد على الأرض هو أن الجيش ليس هنا لتحقيق النصر، بل لتسجيل النصر للإعلام والسياسة"، مشيرا إلى أن حماس وفصائل المقاومة "أدركوا ضعفنا ببساطة: فالقيادة غائبة، وكتيبة الدفاع الجوي تترنح، والمناورات عبثية، والردود مرتبكة، وحماس تدرك الفرص وتستغلها، فهي لا تتهاون، بل تهاجم وتقترب وتضرب". وفي 3 أغسطس/آب وجه 80 مسؤولا أمنيا -بينهم رؤساء سابقون في الموساد والشاباك ورؤساء أركان- تحذيرا شديد اللهجة للحكومة والجمهور ومنظومة الأمن، وجاء في بيانهم "حرب بلا هدف سياسي ستقود إلى الهزيمة، والحرب الحالية هي حرب تضليل"، بحسب موقع "والا". وأشار المسؤولون إلى أن عملية عربات جدعون لم تُحقق تقريبا أي تقدم، "وأننا دفعنا ثمنا باهظا من الضحايا والقتلى، وإنجازاتنا محدودة، والأضرار الدولية جسيمة". وأضافوا أن قضية الأسرى لم تشهد أي تقدم، وأن الحرب لم تعد من أجل إعادتهم، بل أصبحت تُقاد نحو أهداف مسيانية (عقيدة المخلّص اليهودية) ومتطرفة. وقال البيان "لدينا الآن حكومة جرّتها الجماعات المسيانية نحو مسار غير عقلاني.. المشكلة أن هذه الأقلية هي التي تتحكم بالسياسة". وبعدما يقرب من عامين على اندلاع الحرب المستمرة في قطاع غزة، تواجه منظومة الأمن الإسرائيلية أزمة عميقة ومتعددة الأبعاد، فقد أدى طول الحرب على غزة إلى تآكل حاد في القدرات العسكرية، وتأثر الاقتصاد، وتعميق الانقسامات الاجتماعية، مع تفاقم الوضع الإستراتيجي وغياب أفق سياسي واضح للحل. كما تُظهر الحرب المستمرة على غزة واقع أزمة شاملة تشمل نقصا حادا في الموارد البشرية والمعدات، وارتفاعا متزايدا في الضغوط النفسية والجسدية بين القوات، إذ تراجعت الروح المعنوية للجنود والدافعية القتالية بشكل واضح، والتقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرئيلية والتي تحدثت مع الجنود تشير إلى حالة من الإرهاق والاستنزاف الشديد. ونقل المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، رونين برجمان، في 8 أغسطس/آب الجاري، عن اجتماعات داخلية للجيش الإسرائيلي، حيث تم إطلاع القادة على الوضع المزري لقوات الجيش، والتي تشير البيانات إلى أنها تشهد معدل استنزاف مرتفع للغاية، سواء في قوات الاحتياط أو في القوات النظامية. وأضاف برجمان "أدت الحرب الطويلة إلى فرض إدارة اقتصاد الذخيرة وقطع الغيار، والمتفجرات ومعدات الدبابات وناقلات الجند المدرعة، بما في ذلك الذخيرة التي تراجعت مخزوناتها في الحرب مع إيران، وسط خشية داخل الجيش من أن المقاطعة المتزايدة في أنحاء العالم قد تضر بالجيش الإسرائيلي في جميع الأمور المتعلقة بشراء الأسلحة والمواد الخام الأساسية للإنتاج المحلي للمعدات العسكرية". وقال المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، في حديثه للجزيرة نت: "لم يعد خافيا على أحد أن الإعلام الإسرائيلي رصد فقدان ثقة الجمهور، إذ تُظهر الفجوة بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني تباينا واضحا، مما يضعف ثقة الجمهور بمنظومة الأمن ويزيد من شعور الإحباط، لا سيما في ملف تدمير أنفاق حماس التي لا تزال تشكل تهديدا قائما". وأشار إلى أن استمرار الحرب وسقوط القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي أدى إلى تعميق الانقسام الاجتماعي والأزمة المجتمعية بين فئات المجتمع المشاركة في الخدمة العسكرية وتلك غير المشاركة، مما يضعف الوحدة الوطنية ويعرقل التعبئة الجماعية للمهام الوطنية، في ظل تدهور الثقة وتصاعد الاستقطاب الاجتماعي. انتحار الجنود وزادت حالات الانتحار بين الجنود، وبحسب تقرير لصحيفة هآرتس، فمنذ بداية الحرب ازداد عدد الجنود الذين انتحروا أثناء الخدمة الفعلية مقارنة بالسنوات السابقة. ففي الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023 انتحر 7 جنود، وفي عام 2024 انتحر 21 جنديا، بينما انتحر 17 جنديا على الأقل منذ بداية عام 2025 الجاري. وبينما يرفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء برقم رسمي لعدد حالات الانتحار منذ بداية العام، مؤكدا أنه لن ينشره إلا في نهاية العام، فإنه يعزو ارتفاع أعداد الانتحار إلى الزيادة الكبيرة في عدد أفراد الخدمة من قوات الاحتياط، لكن ما يفند ذلك في الواقع أن معظم هذه الحالات كانت لأفراد في الخدمة الفعلية، وليس الاحتياط، بحسب المصدر نفسه. وبحسب الصحفي الاستقصائي في صحيفة هآرتس، توم ليفينسون، فإن تحليل حالات الانتحار وفقا لمصادر الجيش يُظهر انخفاضا منذ بداية الحرب في عدد حالات الانتحار الناجمة عن ظروف شخصية وغير مرتبطة بالتعرض لأحداث قتالية، وهذا يعني أن نسبة كبيرة من المنتحرين تعرضوا لحوادث قتالية شديدة، إضافة إلى أن إحصاءات الجيش لا تشمل الجنود الذين انتحروا خارج الخدمة، بعد خلع زيهم العسكري. ووفقا لرصد صحيفة هآرتس، فإن ما لا يقل عن 11 مدنيا انتحروا منذ بدء الحرب بسبب مشاكل نفسية، ناجمة على ما يبدو عن خدمتهم العسكرية، وفي بعض الحالات كان هؤلاء جنودا شاركوا في الحرب، وفي حالات أخرى كانوا محاربين قدامى يعانون من مشاكل نفسية وشاركوا في عمليات أو حروب سابقة. في حين كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن أن جناح إعادة التأهيل يُعالج أكثر من 17 ألفا من مصابي الحرب الحالية، من بينهم حوالي 9 آلاف مصاب بإصابات نفسية. ونقلت هيئة البث الرسمية نتائج لتحقيقات الجيش الإسرائيلي، التي نُشرت نتائجها في 3 أغسطس/آب، والتي تفيد بأن حالات الانتحار بين الجنود نتجت عن مشاهد قاسية تعرض لها الجنود، وفقدان الأصدقاء، وعدم قدرتهم على مواجهة الأحداث. الخلافات بين المستوى العسكري والسياسي ويأتي قرار "كابينت" حكومة نتنياهو بالموافقة على احتلال قطاع غزة بعد خلافات شديدة وضغوط على رئيس الأركان إيال زامير من مكتب نتنياهو، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي استمرت 18 يوما في الدوحة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المواجهة بين نتنياهو وزامير وصلت إلى ذروتها، عقب التسريبات الإعلامية التي صدرت من مكتب نتنياهو، والتي جاء فيها "إننا نتجه نحو احتلال كامل. إذا لم يكن هذا مناسبا لرئيس الأركان، فليستقِل". وقالت سارة نتنياهو، وفقا لتقرير يارون أفراهام في القناة 12، "كنت أعلم أن إيال زامير لن يصمد أمام ضغط الإعلام، فقلت لزوجي إنه لا ينبغي تعيينه". ونقل المراسل السياسي لهيئة البث الرسمية مايكل شيمش مقتطفات من المواجهة خلال النقاش الأمني حول القتال في قطاع غزة، حيث قال زامير لنتنياهو "كيف يبدو هذا؟ لماذا تهاجمني؟ لماذا لم تُطلعني على معلومات في خضم الحرب؟" ردّ نتنياهو "لا تُهدد بالاستقالة في وسائل الإعلام. لا أقبل أن تُهدد دائما بأنك ستغادر إذا لم نقبل خططك". وكتب المحلل العسكري لصحيفة يسرائيل هيوم يوآف ليمور أن "التحركات التي يقودها رئيس الحكومة، وبعض الوزراء بتوجيه منه ضد رئيس الأركان، تفتقر إلى الذكاء، وهي تهدف لهدف مركزي واحد: تحميله المسؤولية عن نتائج خطّتهم إذا فشلت، أو عن إفشالها إذا لم تنفذ". ويعتقد المتخصص في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي، في حديث للجزيرة نت، أن التهديد بإقالة زامير لا يأتي من فراغ، بل لتعارض المصلحة الأمنية العسكرية مع الرغبات المسيانية للوزيرين بتسلئيل سموتريتش و إيتمار بن غفير ، ومع مصالح نتنياهو الشخصية والحزبية والسياسية، وقد يكون مصير زامير مشابها لمصير سلفه هرتسي هاليفي و يوآف غالانت ورونين بار وغيرهم. وأضاف أن من الصعب البتّ في مآل الأمور عسكريا وسياسيا، لكن التجارب المتتابعة تثير حالة من التشاؤم منبعها هو أن الثابت الوحيد رغم كل المتغيرات المحيطة هو حالة نتنياهو الذي يشعر بأنه مهدد شخصيا وسياسيا بالمحاكمة الجارية بتهم الفساد، وبإمكانية تشكل لجنة تحقيق رسمية إذا خسر ائتلافه الحكومي وشكلت حكومة جديدة من معارضيه. تآكل المنجزات بناء على ما سبق، لم تعد غزة مجرد "ساحة قتال"، بل مرآة تعكس التصدّع الداخلي في إسرائيل، داخل الجيش والحكومة والمجتمع. فرغم الإجماع السائد على أن إسرائيل حققت إنجازات ميدانية مهمة، خصوصا على الصعيدين العملياتي والتكتيكي، من خلال تدمير الأنفاق، واستعادة عدد من الأسرى، وتنفيذ عمليات هدم واسعة النطاق، يؤكد محللون أن هذه الإنجازات لم تتحول بالضرورة إلى نصر إستراتيجي شامل، فهناك فرق كبير بين النجاحات الميدانية والخسائر الإستراتيجية. ولفت المتخصص بالشأن الإسرائيلي أبو عرقوب إلى أن الأزمة الإستراتيجية الإسرائيلية معقدة ومتعددة الأوجه، إذ إن ما يروّجه الجيش من إنجازات ميدانية كبيرة، تتجلى في عيون كل أطراف الخريطة الحزبية الإسرائيلية خسائر إستراتيجية جمة، مع تهديدات متعددة الجبهات تضغط على منظومة الأمن، وضغوط داخلية وخارجية تعرقل التوافق بين الأجهزة السياسية والعسكرية. كما أن هناك اتفاقا على أن الوضع الحالي يؤدي إلى حالة من الجمود، حيث يستمر القتال بلا حسم ويُهمّش الحل السياسي. لكن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية، من دون تغيير سياسي جذري، ولن تحقق العمليات العسكرية فرقا جوهريا على الأرض، بحسب أبو عرقوب. في المقابل، يرى البرغوثي أن "خسائر إسرائيل متراكمة وتتصاعد رغم الفعل العسكري لها على الأرض. فمن ناحية إستراتيجية يرون أن بقاء حكومة نتنياهو أطول فترة ممكنة مدعومة بإدارة ترامب، قد يعمّق هذه الخسائر ويوصل إسرائيل إلى هزيمتها الفعلية". وأضاف أن إقرار زامير بعدم وجود خيارات عسكرية فعالة في القطاع، وتصاعد صدامه مع المستوى السياسي، يشيران إلى أن الاستمرار عسكريا بما يريده السياسيون رغم معارضة العسكريين يعني تحميل الجيش عبئا ومسؤولية بلا جدوى، عبر التضحية بمزيد من الجنود وربما بالمحتجزين. يضاف إلى ذلك توريط إسرائيل نهائيا في حكم عسكري في القطاع، مع كل التبعات على المستوى الدولي والقضائي والإعلامي في الموقف الدولي تجاه إسرائيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store