logo
الملابس المستوردة و"البالة" تؤرقان سوق الأقمشة.. هل اقتربت نهايته؟

الملابس المستوردة و"البالة" تؤرقان سوق الأقمشة.. هل اقتربت نهايته؟

شفق نيوز٢٦-٠٢-٢٠٢٥

شفق نيوز/ امتدت تأثيرات الاستيراد، لتؤثر سلباً على إحدى المهن الأقدم تاريخياً في أغلب المجتمعات، وليس العراق فحسب، وهي بيع الأقمشة، التي باتت تعاني من الانحسار بشكل كبير، في وقت كانت هذه المهنة تحرك مهن أخرى معها، وهي البزاز "الخياطة" وبيع الإكسسوارات المرافقة لها.
وتخلو أسواق بغداد الرئيسية اليوم من محال الأقمشة، وخاصة الشورجة والكاظمية، فضلا عن غيابها بشكل ملحوظ في المناطق الشعبية، بعد أن كانت كثيرة ومزدحمة، وتجاوزها محال الخياطة، لكن كل هذا لم يعد يلقى رواجاً من المستهلك العراقي، بعد انتشار الملابس المستوردة من الصين وتركيا.
وتجول مراسل وكالة شفق نيوز، في سوق البزازين في الشورجة وسط بغداد، لاستطلاع آراء الباعة والزبائن حول مجمل عمليات البيع والشراء وتداول الأقمشة، وواقع المهنة الراهن.
ويقول البزاز محمد جاسم (37 عاماً)، وهو بائع أقمشة بالجملة، إن "عملنا يعتمد في الغالب على الخياطين والخياطات الذين يقصدوننا من مناطق مختلفة لشراء أكياس من الاقمشة، وبمعدل 10 اكياس ويحتوي كل كيس على 20 قطعة قماش (قطعة قماش لا تتجاوز المترين والنصف، وهي قياس ثابت للدشداشة النسائية)".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "الاقمشة من نوع الكشمير الصينية والتركية والايطالية هي الأكثر مبيعاً من بين الاقمشة الاخرى".
ويؤكد، أن "تزايد الطلب على قماش الكشمير من قبل النساء كونه بارداً، لذا يفضل ارتدائه في فصل الصيف وتعتبر الألوان الغامقة من قماش الكشمير مرغوبة أكثر من غيرها من قبل كبار السن، أما الفتيات يفضلن قماش الكشمير ذو الألوان الفاتحة".
ويتابع، أن "معظم باعة الأقمشة في سوق الشورجة يبيعون بالجملة فقط، وأغلب الزبائن هم من أصحاب محال الأقمشة الصغيرة المتفرقة في أنحاء بغداد، بالإضافة إلى الخياطين والخياطات".
وبسبب تراجع هذه المهنة كثيرا عما كانت عليه، ينتهز اصحاب محال بيع الأقمشة مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن بضاعتهم وترويجها عبر بث مباشر في الفيسبوك والانستجرام وغيرها.
ويعرض جاسم خلال البث المباشر على موقع "التوك توك" انواعاً من الأقمشة ويضع كل 20 قطعة قماش في كيس واحد، وينوه إلى أن التوصيل مجاني، ليبيع بذلك أعداد من أكياس اقمشته خلال البث المباشر.
بدوره، يوضح لطفي المصري، الذي يعمل في مجال بيع الأقمشة بسوق الشورجة منذ 40 عاما، أنه "يعمل بمجال بيع الأقمشة الرجال، ولديه زبائن محددين".
ويقول لطفي لوكالة شفق نيوز، إن "الشخص المعتاد على الخياطة والفصال لا يستطيع شراء الملابس المستوردة، خاصة وأن هناك قياسات للرجال لا تتوفر في الثياب المستوردة".
ومثل زميله جاسم، يقوم لطفي بعرض بضاعته في مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الزبائن.
وبالقياس على الملابس المستوردة، لا يشكل إنتاج المصانع العراقية سوى نسبة صغيرة فقط، ووفق احصائيات غرفة تجارة بغداد، يستورد العراق ملابس بقيمة 500 مليون دولار سنوياً.
ويقول المتحدث باسم غرفة تجارة بغداد رشيد السعدي، لوكالة شفق نيوز، إن "العراق يعد من بين الدول التي تستورد كميات كبيرة من السلع الاستهلاكية، بما في ذلك الأقمشة".
ويوضح، أنه "لا توجد حاليا إحصائيات محددة حول كمية الأقمشة المستوردة من الخارج".
وليست كميات الملابس المستوردة وحدها من أسهمت بتراجع هذه المهنة، فهناك ملابس "البالة"، أي المستعملة من الدول الأوروبية أو بضاعة انتهى موديلها، وهذه غزت الاسواق وكانت سببا في انتكاسة مهنة بيع الاقمشة.
ووفق بائع الأقمشة عبد الحسين قاسم (60 عاماً)، فقد "أنهى المستورد والبالة عمل البزازين في العراق، وأحيانا أجلس في المحل عدة أيام بدون بيع".
ويبين قاسم، سبب إقبال المواطنين على شراء الثياب المستوردة: "لأن أسعارها منخفضة، وثمة بسطات في سوق الشورجة لبيع اقمشة صينية بسعر 5 الاف دينار فقط للقطعة الواحدة، فيما يبلغ سعر قطعة القماش من النوع المتوسط في المحل 25 ألف دينار، يضاف لها سعر الخياطة التي تتراوح بين 25 ألف إلى 40 ألف دينار، لذا يلجأ الكثير إلى شراء الملابس المستوردة".
ويعرض هذا البائع انواعاً شتى من الاقمشة، واغلبها الكشمير الهندي والصوف الإنجليزي والخام الياباني والصيني، إضافة الى أنواع أخرى مختلفة.
وعلى الرغم من غزو الثياب "البالة" والمستورد، تسجل سوق الأقمشة في الشورجة مبيعات جيدة في بعض المحال.
إذ يشير البائع مازن العلي (47 عاما)، إلى أن "المبيعات داخل المحل جيدة جدا، وهي افضل كثيرا من البيع على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويضيف لوكالة شفق نيوز، أن "الهدف من البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي هو الإعلان والترويج عن انواع الاقمشة الجديدة التي تصل، أما البيع عبر المواقع فهو زايد خير".
ويبدو أن النساء أكثر تبضعاً للأقمشة، فيما لم نجد غير إقبال محدود على شراء الاقمشة الرجالية، وهو ما يجعل الخياطات أكثر حضوراً في سوق الشورجة.
وتقول الخياطة، أفراح راجي (39 عاما)، إن "النساء والفتيات يرغبن بخياطة الدشاديش (ثوب منزلي)، وأن نوع القماش المناسب هو الكشمير لسهولته وبرودته".
وتؤكد أفراح لوكالة شفق نيوز، أن "أسعار الاقمشة بمحال الشورجة مناسبة، إذ يتم بيع 20 قطعة من عدة ألوان من قماش الكشمير، ويبلغ طول القطعة الواحدة 2.5 متر وعرضها 1.5 متر بسعر 75 ألف دينار، ويعني أن القطعة الواحدة تباع بسعر 3750 دينارا، فيما أبيعها انا بعد الخياطة بـ7 آلاف دينار إلى عشرة آلاف، وحسب ما يضاف لها من الدانتيلات والأشياء الجمالية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيارة مرتقبة للرئيس اللبناني إلى العراق تبحث التعاون الثنائي
زيارة مرتقبة للرئيس اللبناني إلى العراق تبحث التعاون الثنائي

الزمان

timeمنذ 4 ساعات

  • الزمان

زيارة مرتقبة للرئيس اللبناني إلى العراق تبحث التعاون الثنائي

بيروت تتدارس تسوية ديون النفط مقابل عرض خدمات طبية زيارة مرتقبة للرئيس اللبناني إلى العراق تبحث التعاون الثنائي كشفت تقارير عن زيارة مرتقبة للرئيس اللبناني جوزيف عون، إلى العاصمة العراقية بغداد، التي سيلتقي خلالها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، كما يجري زيارة إلى المرجع الديني الأعلى علي السيستاني في النجف. ووفقاً للتقارير أمس فإن (غياب عون عن قمة بغداد جاء بناءً على طلب لبناني، بينما أُجّل موعد الزيارة لأسباب لوجستية تتعلق بالجانب العراقي). تسديد ديون وأضافت إن (بيروت لا تزال تتدارس آلية لتسديد ديون مستحقة للعراق بقيمة مليار و400 مليون دولار ضمن تفاهمات نفطية سابقة)، وأشارت إلى إن (لبنان قد يعرض تقديم خدمات طبية وصحية كجزء من تسوية هذا الملف). وكان السوداني، قد بحث، مع عون، الأسبوع الماضي، سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين. وقال بيان إن (السوداني تلقى اتصالاً هاتفياً من عون، وتناول الاتصال العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، في العديد من المجالات التي تسهم في تدعيم مصالح الشعبين الشقيقين في المزيد من التنمية والعمل البنّاء)، وأكد السوداني (حرص العراق على موقفه الثابت والمبدئي في دعم لبنان الشقيق وأمنه وسيادته، ورفض الانتهاكات التي تتعرض لها الأراضي اللبنانية، وضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في هذا الأمر). من جانبه، هنأ عون (رئيس مجلس الوزراء بمناسبة نجاح القمتين العربية والتنموية، اللتين احتضنتهما العاصمة بغداد، بما تضمنتاه من مبادرات تدعم العمل العربي المشترك، كما أشاد بموقف العراق ومساندته لبنان)، مثمناً (المبادرة التي أطلقها السوداني خلال مؤتمر القمة في بغداد، بشأن صندوق التضامن العربي لإعمار لبنان وغزة). في تطور، أكد السوداني، إن الحكومة قطعت شوطًا مهمًا في إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية. مؤتمر دولي وأوضح بيان تلقته (الزمان) أمس إن (السوداني استقبل ممثلي الشركات العالمية المشاركة في المؤتمر الدولي لاقتصاديات الكربون، الذي انعقد خلال اليومين الماضيين في بغداد، وذلك بحضور وزير البيئة)، وبارك السوداني (انعقاد مؤتمر اقتصاديات الكربون، وهو الأول من نوعه في العراق، وما أفضى إليه من نتائج وأفكار تدعم مسعى الحكومة نحو الاستثمار في هذا المجال، في ظل التحديات المناخية التي تواجه العراق)، وشدد على القول إن (الحكومة قطعت شوطًا مهمًا في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية، حيث بلغ حجم الاستثمارات مايقارب 88 مليار دولار)، وتابع إن (العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما تجسد بتأسيس الحكومة شركة اقتصاديات الكربون، التي منحت صلاحية التعاقد مع شركات عالمية للنهوض بهذا الواقع الجديد)، موجهًا (وزارة البيئة وشركة اقتصاديات الكربون باختصار الإجراءات والتحرك باتجاه إمضاء عقود الشراكة مع الشركات، والانتقال نحو العمل الملموس)، من جانبهم، أعرب ممثلو الشركات عن (اهتمامهم بالمشاركة في هذا المؤتمر، وأن وجودهم بناءً على التطور الذي شهده العراق خلال السنتين الماضيتين، وسيمضون عقودًا ومذكرات تفاهم مع شركة اقتصاديات الكربون)، مبدين (ستعدادهم للمساهمة في بناء الاقتصاد الأخضر والوصول إلى الوقود النظيف والتعاون في مجال نقل الخبرات إلى الملاكات المختصة بالعراق). كما ناقش السوداني، مع رئيس حزب حراك الجيل الجديد السيد شاسوار عبد الواحد، أهمية إدامة الحوارات بين مختلف القـوى. ادامة الحوارات وقال البيان إن (الجانبين بحثا مجمل الأوضاع في البلد، وأهمية إدامة الحوارات بين مختلف القوى ، بما يدعم الاستقرار في ظلّ التحديات التي تواجهها المنطقة)، وشدد الجانبان على (ضرورة تضافر الجهود، وإسناد الحكومة في إكمال مشاريعها التنموية والخدمية الشاملة التي تضمنها البرنامج الحكومي، والتي ستنعكس بشكل فاعل على المواطنين في مختلف مناطق العراق).

"إكس".. عطل مفاجئ يصدم آلاف المستخدمين
"إكس".. عطل مفاجئ يصدم آلاف المستخدمين

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

"إكس".. عطل مفاجئ يصدم آلاف المستخدمين

شفق نيوز/ شهدت منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، عطلاً تقنياً واسعاً يوم السبت، ما تسبب في توقف الخدمة لدى عشرات الآلاف من المستخدمين حول العالم. وبحسب موقع "داون ديتيكتور" المتخصص في تتبع الأعطال الرقمية، بدأت تقارير العطل بالتزايد بشكل ملحوظ منذ صباح السبت، حيث أبلغ أكثر من 25 ألف مستخدم في الولايات المتحدة وحدها عن مشاكل في تحميل المنشورات أو التفاعل معها، وتكرار ظهور رسالة: "حدث خطأ ما.. حاول إعادة التحميل". الانقطاع يأتي في وقت حساس بالنسبة للمنصة التي اشترها ماسك مقابل 44 مليار دولار في أواخر 2022، ثم أجرى تغييرات جذرية تضمنت تسريح نحو 80% من الموظفين، ما أثار تساؤلات حول البنية التقنية والدعم الفني للمنصة. يُشار إلى أن هذا هو الانقطاع الكبير الثاني للمنصة منذ بداية العام، حيث سبق أن تعرضت "إكس" في مارس الماضي لأعطال استمرت نحو نصف ساعة، مما تسبب بشلل مؤقت في التفاعل بين المستخدمين حول العالم.

انخفاض أسعار الدولار بأسواق بغداد وارتفاعها في اربيل مع الإغلاق
انخفاض أسعار الدولار بأسواق بغداد وارتفاعها في اربيل مع الإغلاق

شفق نيوز

timeمنذ 7 ساعات

  • شفق نيوز

انخفاض أسعار الدولار بأسواق بغداد وارتفاعها في اربيل مع الإغلاق

شفق نيوز/ انخفضت أسعار الدولار في أسواق بغداد، فيما ارتفعت في اربيل عاصمة اقليم كوردستان ، يوم السبت ، مع الإغلاق البورصة في بداية الأسبوع. وقال مراسل وكالة شفق نيوز ان اسعار الدولار انخفضت مع إغلاق بورصتي الكفاح و الحارثية لتسجل 141950 دينارا عراقيا مقابل 100 دولار، فيما سجلت صباح هذا اليوم 142100 دينار مقابل 100 دولار. وأشار مراسلنا إلى أن اسعار البيع في مجال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد استقرت حيث بلغ سعر البيع 143000 عراقي مقابل 100 دولار، بينما بلغ الشراء 141000 دينار مقابل 100 دولار. أما في اربيل فقد سجل الدولار ارتفاعا حيث بلغ سعر البيع 142200 دينار لكل 100 دولار، وسعر الشراء 141800 دينار مقابل 100 دولار أمريكي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store