logo
اليابان تراهن على الألواح فائقة الرقة لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة

اليابان تراهن على الألواح فائقة الرقة لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة

الوسط١٩-٠٧-٢٠٢٥
تراهن اليابان على الألواح الشمسية المرنة وفائقة الرقة التي يمكن دمجها بسهولة في المباني وتثبيتها على الأراضي الوعرة، لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة، مع سعيها لمواجهة هيمنة الصين على هذا القطاع.
وفي نوفمبر، شدّد وزير الصناعة الياباني يوجي موتو، على أنّ ألواح البيروفسكايت (نوع من المعادن) هذه تشكّل «أفضل ما لدينا لتحقيق هدفين: إزالة الكربون وتعزيز التنافسية الصناعية»، بحسب وكالة «فرانس برس».
وتسعى اليابان إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وتطمح البلاد إلى تركيب ما يكفي من ألواح البيروفسكايت الشمسية بحلول عام 2040 لإنتاج 20 غيغاواط من الكهرباء، أي ما يعادل قوة 20 مفاعلا نوويا إضافيا.
وسيساعدها ذلك على تحقيق هدفها المتمثل في تغطية ما يصل إلى 50% من طلبها على الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول سنة 2050. وتتوقع اليابان أن تُغطي الطاقة الشمسية حينها ما يصل إلى 29% من إجمالي طلبها على الكهرباء، مقارنة مع 9,8% في 2023-2024.
ومن أهم مزاياها أنّ اليوديد يُعدّ مكوّنا رئيسيا في ألواح البيروفسكايت، واليابان هي ثاني أكبر منتج له في العالم بعد تشيلي.
ومع ذلك، لا تزال التحديات هائلة، فهذه الألواح لم تُنتَج بكميات كبيرة بعد، وتُنتج كهرباء أقل من الألواح المصنوعة من السيليكون، بالإضافة إلى أنّ مدة صلاحيتها تبلغ عشر سنوات مقابل ثلاثين عاما لخلايا السيليكون التقليدية. كما أن الرصاص السام الذي تحتويه يُعقّد عملية تحويلها.
«يمكن تصنيع ألواح البيروفسكايت محليا»
من بين الحوافز التي قدمتها الحكومة، منحة قدرها 157 مليار ين (1055 مليون دولار) لشركة «سيكيسوي كيميكال» لتصنيع البلاستيك لبناء مصنع قادر على إنتاج ما يكفي من ألواح البيروفسكايت لتوليد مئة ميغاواط من الكهرباء بحلول عام 2027، أي ما يكفي لتشغيل 30 ألف منزل.
يقول الخبير في هذه التقنيات في جامعة طوكيو هيروشي سيغاوا، «يمكن تصنيع ألواح البيروفسكايت محليا، بدءا من استخراج المواد الخام وصولا إلى الإنتاج والتركيب: ويمكن أن تُسهم بشكل كبير في أمن الطاقة والاقتصاد».
في ظل منافسة دولية محتدمة تقودها شركات صينية وأوروبية وكورية جنوبية، تأمل طوكيو في جعل هذه التقنية الجديدة ركيزة وطنية، وتجنّب تكرار الإخفاق الذي مُني به المصنعون اليابانيون سابقا أمام هيمنة الألواح الشمسية الصينية.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استحوذت خلايا السيليكون الكهروضوئية اليابانية الصنع على نحو نصف السوق العالمية. واليوم، تسيطر الصين على أكثر من 80% من سلسلة توريد الطاقة الشمسية العالمية، بدءا من إنتاج البولي سيليكون وصولا إلى تصنيع الخلايا.
وتتألّف هذه الألواح المصنوعة من السيليكون من شرائح رقيقة تُحوَّل إلى خلايا. وينبغي حمايتها بألواح زجاجية مقواة وإطارات معدنية، مما يجعل المنتجات النهائية ثقيلة الوزن ويصعب التعامل معها.
مرونة ألواح البيروفسكايت
على العكس من ذلك، تُصنع خلايا البيروفسكايت الشمسية عن طريق طباعة مواد مثل اليوديد والرصاص على أغشية أو ألواح زجاجية، ويمكن أن يبلغ سمك المنتج النهائي مليمترا واحدا فقط، ويزن عُشر وزن خلية السيليكون التقليدية.
وتُمكّن مرونة ألواح البيروفسكايت من تركيبها على الأسطح المنحنية، وهذا عمليّ في اليابان، حيث تُغطي الجبال 70% من أراضيها، وتُعدّ الأراضي المسطحة نادرة.
وسيجرى تغطية مبنى من 46 طبقة قيد الإنشاء في طوكيو بهذه الألواح. كما تُخطط مدينة فوكوكا (جنوب غرب) لاستخدامها لتغطية ملعب بيسبول مُقبب.
وتعمل شركة «باناسونيك» الكبرى للإلكترونيات على دمج خلايا البيروفسكايت في زجاج النوافذ، بهدف تسهيل إنتاج الكهرباء في أماكن استخدامها مباشرة، ما من شأنه تقليل الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية، على ما توضح يوكيهيرو كانيكو، وهي مسؤولة في قسم الأبحاث بالشركة.
التكنولوجيا تتطور بسرعة
والطلب على الطاقة مرتفع في المدن، ولكن غالبا ما تُقام محطات الطاقة الشمسية في المناطق الريفية حيث أسعار الأراضي منخفضة. وتتساءل كانيكو: «ماذا لو زُوّدت كلّ نوافذ مباني طوكيو بخلايا كهروضوئية؟».
ويرى سيغاوا أن التكنولوجيا تتطور بسرعة: فبعض النماذج الأولية المخبرية تكاد تضاهي كفاءة خلايا السيليكون، ومن المتوقع أن تصل مدة صلاحيتها إلى 20 عاما قريبا.
ويؤكد الأكاديمي أن البيروفسكايت في اليابان قد يُمثل قدرة تصل إلى 40 غيغاواط بحلول عام 2040.
وبشكل عام، يشير إلى أنّ «الأمر لا يقتصر على السيليكون أو البيروفسكايت فحسب، بل علينا التفكير في كيفية تحسين قدرتنا على استخدام مصادر الطاقة المتجددة»، مضيفا «إذا اعتمدت اليابان نموذجا جيدا، فستتمكن من التصدير إلى الخارج».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

25 ألف «برباش» يعكسون ملامح الاقتصاد والهجرة غير النظامية في تونس
25 ألف «برباش» يعكسون ملامح الاقتصاد والهجرة غير النظامية في تونس

الوسط

timeمنذ 14 ساعات

  • الوسط

25 ألف «برباش» يعكسون ملامح الاقتصاد والهجرة غير النظامية في تونس

انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة مهنة جمع المواد البلاستيكية وبيعها للتدوير، أو ما يطلق عليها «البرباشة» باللهجة العامية في تونس، وتشير تقديرات بأن أعدادهم تجاوزت العشرين ألفا، مما يشكل انعكاسا لملامح الاقتصاد والهجرة غير النظامية في تونس. ووفقا لوكالة «فرانس برس»، تؤكد منظمات غير حكومية محلية أنه من الصعب تحديد عدد «البرباشة»، إذ إن نشاطهم غير منظم قانونا، ويُباع الكيلوغرام الواحد من القوارير البلاستيكية الموجهة لإعادة التدوير ما بين 500 و700 مليم (16 إلى 23 سنتا). لكن وفق حمزة الشاووش، رئيس الغرفة الوطنية لمجمعي النفايات البلاستيكية، التابعة لمنظمة التجارة والصناعة، ويدير أيضا مركز تجميع للمواد البلاستيكية في ضاحية تونس الجنوبية، فإن هناك 25 ألف «برباش» في تونس ينشط 40% منهم في العاصمة، بحسي حديثه مع وكالة «فرانس برس». ويوضح أن «عددهم ازداد في السنوات الأخيرة بسبب غلاء المعيشة»، لافتا إلى تحول في القطاع الذي كان «من ينشطون فيه بالأساس أشخاصا بلا دخل» لكن «منذ نحو سنتين، بدأ عمال ومتقاعدون وخادمات في المنازل في ممارسة هذا النشاط كعمل إضافي». ويقول الرجل الأربعيني الذي يعيش من جمع البلاستيك منذ خمس سنوات «هذا هو العمل الأكثر توفرا في تونس في غياب فرص العمل». الأزمة الاقتصادية ومنافسة المهاجرين ولا تزال الأزمة الاقتصادية تلقي بثقلها في تونس مع نسبة بطالة تناهز 16% ونسبة تضخم تقارب 5.4% في العام 2025، بحسب الأرقام الرسمية. ومنذ العام الماضي، بدأ عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أيضا بجمع القوارير البلاستيكية وبيعها لتحصيل رزقهم. يعيش معظم هؤلاء المهاجرين في فقر مدقع. وقد عبروا دولا كثيرة بهدف واحد هو الوصول إلى أوروبا عبر البحر، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين في تونس التي شددت الرقابة على السواحل بعد إبرامها اتفاقا بهذا الخصوص مع الاتحاد الأوروبي. يقول المهاجر الغيني عبدالقدوس إنه صار «برباشا» لكي يتمكن من العودة إلى بلده، ويعمل الشاب البالغ 24 عاما منذ شهرين في محطة لتنظيف السيارات ولكنه يحتاج إلى تكملة لراتبه المتدني. ويؤكد عبدالقدوس إلى «فرانس برس» متنهدا بعمق «الحياة هنا ليست سهلة»، ولهذا اضطر الشاب إلى مغادرة مدينة صفاقس الساحلية الكبيرة في الوسط الشرقي إلى العاصمة تونس بعد أن تلقى «الكثير من التهديدات». وقد شهدت بلدات قريبة من صفاقس تفكيك عدة مخيمات غير منظمة للمهاجرين هذا العام، وفي العام 2023، تفاقمت أزمة المهاجرين بعدما اعتبر الرئيس قيس سعيد أن «جحافل المهاجرين من جنوب الصحراء» تهدد «التركيبة الديموغرافية» لتونس. ومن ناحية أخرى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خطابات حادة وعدائية ضد المهاجرين، وألقت هذه التوترات بظلالها على قطاع جمع القوارير البلاستيكية. منافسة قوية ويقول حمزة الجباري «هناك منافسة قوية في هذا العمل»، في إشارة إلى المهاجرين، مضيفا «هؤلاء الناس جعلوا حياتنا أكثر صعوبة... لم أعد أستطيع جمع ما يكفي من البلاستيك بسببهم». ويذهب الشاوش أبعد من ذلك، فمركز التجميع الذي يشرف عليه «لا يقبل الأفارقة من جنوب الصحراء» ويمنح «الأولوية للتونسيين». وفي المقابل، يؤكد عبد الله عمري وهو صاحب مركز تجميع في البحر الأزرق على أنه «يقبل الجميع»، مضيفا «من يقوم بهذا العمل هم بحاجة» سواء «كانوا تونسيين أو من جنوب الصحراء أو غيرهم»، ويختم «نحن ننظف البلاد ونوفر لقمة العيش للعائلات».

رئيس الوزراء الفرنسي يهاجم الاتفاق التجاري مع واشنطن ويأسف لـ«يوم أذعنت فيه» أوروبا
رئيس الوزراء الفرنسي يهاجم الاتفاق التجاري مع واشنطن ويأسف لـ«يوم أذعنت فيه» أوروبا

الوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • الوسط

رئيس الوزراء الفرنسي يهاجم الاتفاق التجاري مع واشنطن ويأسف لـ«يوم أذعنت فيه» أوروبا

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو اليوم الإثنين أسفه لـ«يوم أذعنت فيه» أوروبا بإبرامها الاتفاق التجاري الذي أعلن عنه الأحد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وكتب بايرو عبر منصة «إكس»، «إنه ليوم قاتم يقرر فيه تحالف شعوب حرة مجتمعة لتأكيد مبادئها والدفاع عن مصالحها، الإذعان»، وفق ما أوردته وكالة «فرانس برس». ونتج عن الاتفاق الذي أعلن مساء الأحد ردود فعل واسعة خاصة أنه شهد نقاط خلافية كثيرة طوال الشهور السابقة ، قبل أن ينفذ فعليا على أرض الواقع في الأول من أغسطس، بحسب المدة التي قررها الرئيس الأميركي. وتوصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين الأحد إلى اتفاق تجاري بإسكتلندا، ولا يزال الاتفاق الذي لم تُعرف تفاصيله الكاملة بعد، يحتاج إلى مصادقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ونص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، والتزام الاتحاد الأوروبي بشراء منتجات طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.

المستشار الألماني: الاتفاق التجاري مع واشنطن «يجنب تصعيدا غير ضروري»
المستشار الألماني: الاتفاق التجاري مع واشنطن «يجنب تصعيدا غير ضروري»

الوسط

timeمنذ 17 ساعات

  • الوسط

المستشار الألماني: الاتفاق التجاري مع واشنطن «يجنب تصعيدا غير ضروري»

رحب المستشار الألماني فريدريش ميرتس باتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية، معتبرا أنه «يجنب تصعيدا غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي». وقال في بيان «لقد تمكنا بذلك من الحفاظ على مصالحنا الأساسية، رغم أنني كنت آمل أن أرى المزيد من التسهيلات في التجارة عبر الأطلسي». والولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لألمانيا، وفقا لما نقلته وكالة «فرانس برس». وأضاف ميرتس «يساعد هذا الاتفاق في تجنب نزاع تجاري كان من شأنه أن يؤثر بشدة على الاقتصاد الألماني»، معربا عن ارتياحه خصوصا بشأن قطاع صناعة السيارات «حيث سيتم خفض الرسوم الجمركية الحالية البالغة 27.5% إلى النصف تقريبا، لتغدو 15%». الدعم الكامل للمفاوضات وتابع زعيم أكبر اقتصاد في أوروبا «في هذا المجال على وجه التحديد يكتسب الخفض السريع للرسوم الجمركية أهمية قصوى»، معربا للمفوضية الأوروبية عن «دعمه الكامل للمفاوضات التي ستبدأ الآن بشأن تفاصيل الاتفاق». وفي رد فعل منفصل، قال وزير المالية الألماني لارس كلينغبايل إن التوصل إلى حل تفاوضي مع واشنطن «أمر جيد كخطوة أولى»، مضيفا «سنقوم الآن بتقييم نتائج المفاوضات وأثرها على الاقتصاد والتوظيف في ألمانيا». يشار إلى أن قطاعي الكيماويات والآلات بالإضافة إلى قطاع السيارات الذي يعد ركيزة أساسية للصناعة الألمانية تعتمد بشكل خاص على الصادرات إلى الولايات المتحدة، ولا يزال الاتفاق الذي لم تُعرف تفاصيله الكاملة بعد، يحتاج إلى مصادقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتوصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين الأحد إلى اتفاق تجاري باسكتلندا، ونص الاتفاق على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، والتزام الاتحاد الأوروبي بشراء منتجات طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار واستثمار 600 مليار دولار إضافية في الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store