
عيد الفطر: مناسبة واحدة بطقوس وتقاليد متنوعة #عاجل
EPA
يحتفل المسلمون حول العالم بقدوم عيد الفطر، وذلك بعد 30 يوماً من الصيام والتعبد في شهر رمضان، إذ يحتفلون فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام.
ويُمثّل عيد الفطر الذي يأتي في الأول من شهر شوال من كل عام وفق التقويم الهجري، مناسبة دينية واجتماعية، ويستمر لمدة ثلاثة أيام إذ يعد فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني. ورغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، إلا أن هناك بعض العادات المتوارثة التي تميز كل بلد عربي عن غيره.
بيت العائلة و 'الكليجة'
في العراق، العيد له عاداته وطقوسه الشعبية الخاصة به إذ تقول السيدة العراقية فريال السامرائي: 'تتناول أغلب العائلات العراقية الفطور الصباحي الذي يتكون من طبق (الكاهي والقيمر) حيث يُعتبر هذا الطبق إحدى الأكلات العراقية المشهورة التي اعتادتها الأسر العراقية كوجبة إفطار رئيسية أيام الأعياد والعطل الرسمية'.
والكاهي هو نوع من الفطائر الهشة، يشبه 'الفطير المشلتت' في مصر، أما القيمر فهو القشطة العراقية الدسمة، ويعتبر حليب الجاموس الموجود في أهوار العراق والمدن الأخرى المطلة على النهر، هو الحليب المفضل في صناعة القيمر.
وتضيف السامرائي أن الشاي العراقي له حضور على مائدة العراقيين إذ يتم إضافة الهيل إليه وإعداده بطريقة خاصة تُعرف بـ 'تخدير الشاي' ويكون له مذاق مميز في صباح العيد.
وتقول السامرائي: 'إن من التقاليد التي يحرص العراقيون على القيام بها في عيد الفطر زيارة بيت العائلة أو بيت الوالدين وهو أول بيت يزوره العراقيون حيث يتناولون حلوى (الكليجة) المكونة من أنواع عدة كالتمر والجوز ثم يجتمعون على مائدة الغداء لتناول أكلة الدولمة (المحاشي)، ومن ثم ينطلقون لتقديم المعايدة للأقارب'.
Reuters
ويمثل العيد للأطفال في العراق فرحة مختلفة إذ ينتظرون أن يفرغ الأهل من زيارة الأقارب ليتوجهوا مباشرة إلى مدينة الألعاب لقضاء أوقات ممتعة، بحسب السامرائي.
'العيدية' و'المنسف'
للعيد في الأردن نكهة مختلفة إذ تقول لينا المصري: 'من أهم تقاليد العيد في الأردن العيدية، التي تُعطى للنساء والأطفال، تعبيرا عن المحبة والتقدير، ولإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم. كما يرتدي الأردنيون ولا سيما الأطفال منهم الملابس الجديدة'.
وتضيف المصري أن العائلات غالباً ما تجتمع في منزل كبير العائلة، وذلك بعد أدائهم صلاة العيد في المساجد، ثم تستمر الزيارات لتهنئة الأقارب وخصوصاً الأم والأخوات والخالات والعمات، إضافة إلى الجيران بمناسبة العيد.
ويزداد في العيد الإقبال على الطبق الرئيسي لدى الأردنيين وهو المنسف، حيث تجتمع العائلة على الغداء لتناول طبقهم المميز.
وتبرز في كل بيت أردني موائد الحلويات البيتية والجاهزة، وفي هذا الصدد تقول المصري: 'من أشهر حلوى العيد الكعك أو المعمول المصنوع من السميد أو الطحين والمحشو بالتمر أو الفستق الحلبي أو الجوز والذي يتم تجهيزه خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، إلى جانب القهوة العربية السادة التي تقدم في دلال خاصة وتُعتبر المشروب التقليدي الساخن الذي يُقدم في العيد بنكهة الهيل'.
حلوياتٌ مغربية وأزياءٌ تقليدية
وبطبيعة الحال في أيام العيد، تكون مظاهر الحياة مختلفة عن باقي أيام السنة، إذ يفرح الكثيرون بلقاء الأقارب والأصدقاء والاستمتاع بالأطعمة التي تُميز هذه المناسبة. ففي المغرب يرتبط عيد الفطر أو 'العيد الصغير' كما يسميه المغاربة، بعادات وطقوس ينفرد بها عن باقي البلدان العربية، حيث يقول مصطفى الرمضاني الباحث في التراث المغربي: 'يحرص المغاربة على التمسك بالطقوس والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال سواء ما يتعلق باللباس أو العادات الاجتماعية وأيضاً على مستوى الأكل. فعلى مستوى اللباس يحرص المغاربة بمختلف أعمارهم على ارتداء الزي المغربي التقليدي المتمثل في الجلابة والجبادور والكندورة، سواء للرجال أو للنساء'.
EPA
ويضيف الرمضاني: 'في صباح يوم العيد يرتدي المصلون جلاليبهم التقليدية ويحملون سجادات الصلاة للتوجه صوب المساجد لأداء صلاة العيد. بعد الصلاة تجتمع العائلات على مائدة الإفطار الصباحية التي تزدان بمختلف الحلويات المغربية على غرار (كعب الغزال) و(المحنشة) و(الفقاص) و(غريبة)، وكلّها حلويات تقليدية مغربية، إلى جانب الشاي المغربي الذي لا يستطيع المغاربة الاستغناء عنه والذي يرفق بفطائر (المسمن) و(البغرير)'. ويحرص المغاربة على مشاركة أطباق الحلوى المشكلة خلال هذه المناسبة مع الجيران أو عند تبادل الزيارات العائلية.
وفيما يتعلق بالزيارات وصلة الأرحام يقول الرمضاني: 'يشكل عيد الفطر فرصةً لإحياء صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية من خلال الزيارات العائلية، وتقديم التهاني لهم بمناسبة العيد'. الاحتفاء بالعيد عند المغاربة لا يتوقف عند الإفطار فقط، فمائدة غداء العيد لا تقل تميزاً، إذ تحرص الأمهات على إعداد أطباق معروفة على غرار 'البسطيلة' و 'الطاجين بالبرقوق' و'الدجاج المحمر'. وإن صادف العيد يوم الجمعة، فلا طبق يعلو على طبق الكسكس المغربي، إذ يحرص المغاربة على تجهيز الكسكس كل يوم جمعة.
'صلاة العيد' و 'الكحك والبسكويت'
أما في مصر، فيبدأ الاحتفال بعيد الفطر بـ'صلاة العيد'، إذ يقول أكرم يوسف: 'تذهب الأسر كبارها مع صغارها إلى الأماكن المجهزة لصلاة العيد، وهم يرتدون الملابس الجديدة، وبعد الانتهاء من الصلاة يهنئون بعضهم البعض، ثم تأتي وجبة الإفطار العائلية التي يجتمع حولها الآباء والأمهات في بيت الجد والجدة ومن ثم يخرجون لزيارة الأقارب والأصدقاء للتهنئة بالعيد'.
EPA
ومن ضمن احتفالات المصريين بعيد الفطر المأكولات التي يفضلون تناولها وأبرزها: (الكحك) أو (الكعك) والبكسويت و(الغُريبة). وفي هذا الشأن، يقول يوسف: 'يعتبر الكحك والبسكويت من أشهر المأكولات المصرية التي يهتم المصريون بإعدادها وتجهيزها وهي نوع من أنواع الحلويات والمخبوزات. كما تتناول معظم العائلات المصرية على الغداء وتحديداً في ثاني أيام العيد ما يُعرف بـ (الفسيخ) وهو أحد الأكلات المصرية الموسمية، التي تتكون من سمك مملح يعد من سمك البوري، ويتناوله المصريون في يوم شم النسيم، وكذلك في العيد'.
و(الكحك) أو الكعك هو عبارة عن دقيق وخميرة وزبدة ويتم حشوه بما يُعرف بـ 'الملبن' ويُرش فوقه السكر المطحون والذي تحرص النساء على تجهيزه بأشكال متنوعة، بمشاركة أفراد الأسرة والجيران.
ويُعتبر الأطفال الفئة الأكثر فرحاً وابتهاجا بقدوم العيد، حيث يقول يوسف: 'ينتظر الأطفال قدوم العيد للخروج والتنزه في الحدائق ومدينة الملاهي وممارسة الألعاب المختلفة إذ يشعرون بمتعة كبيرة وسعادة غامرة'. ويضيف: ' تُعد العيدية واحدة من أهم طقوس وعادات وتقاليد الاحتفال بالعيد في مصر إذ يحصل الصغار على العيدية من الكبار في العائلة كالأبوين والجدين والأعمام والعمات والأخوال والخالات'.
وبحسب يوسف، فإن المصريين غالباً ما يقومون بالتجهيز المسبق لعيد الفطر إذ يقومون بتنظيف البيوت وترتيبها وتزيينها لتبدو أجمل في العيد لاستقبال الأقارب والضيوف الزائرين للتهنئة بهذه المناسبة.
ويبقى في النهاية لكل بلد طقوسه وتقاليده الخاصة به بنكهته المختلفة وطعمه المميز، لتجعل من عيد الفطر عيداً واحداً متعدد الألوان بتعدد الشعوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 3 أيام
- سيدر نيوز
فوز إسرائيل بالمركز الثاني في مسابقة يوروفيجن يثير جدلاً حول آلية التصويت
EPA أثار فوز إسرائيل في التصويت العام في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، التي أعلنت نتائجها قبل أيام، دعوات من عدد من الدول لمراجعة النتائج ونظام التصويت. تصدرت المغنية الإسرائيلية، يوفال رافاييل، تصويت المشاهدين السبت بأغنيتها 'يوم جديد سيشرق'، لكنها حلت في المركز الثاني في الترتيب العام بعد النمسا، عند أُخذت نتائج لجنة التحكيم في الاعتبار أيضاً. وأثارت هيئات البث في أيرلندا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وأيسلندا وفنلندا، منذ ذلك الحين، مخاوف أو تساؤلات حول التصويت العام، وطلب بعضها إجراء تدقيق. حرب غزة: هل هناك بوادر شقاق بين إسرائيل والدول الغربية الحليفة لها؟ يوروفيجن 2023: الحفل الختامي للمسابقة الغنائية سيعرض في دور السينما للمرة الأولى وصرح اتحاد الإذاعات الأوروبية (EBU)، منظم مسابقة الأغنية الأوروبية، بأنه تم التحقق من التصويت بشكل مستقل، وأنه يأخذ بعين الاعتبار أي مخاوف على محمل الجد. واحتلّت إسرائيل المرتبة الرابعة عشرة لدى لجان التحكيم الوطنية، لكنها صعدت إلى الصدارة بفضل نتائج التصويت عبر الهاتف وعبر الإنترنت. وكانت بلجيكا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة من بين الدول، التي منح مشاهدوها إسرائيل أعلى درجة (12 نقطة)، بينما منحها مشاهدو أيرلندا وفنلندا 10 نقاط. وطلبت هيئة البث الأيرلندية (RTE) من المنظمين تفصيلاً كاملاً للتصويت. جاء ذلك بعد أن أعلنت هيئة البث الإسبانية (RTVE) أنها ستطلب تحقيقاً في النتائج، ومراجعة نظام التصويت عن بعد. يمكن للمشاهدين حالياً التصويت حتى 20 مرة لكل منهم، عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو التطبيقات. وقالت كاتيا سيغرز، النائبة في البرلمان الفلمنكي -برلمان للمجموعة العرقية الفلمنكي في بلجيكا-: 'إن النظام الذي يسمح لكل شخص بالإدلاء بصوته حتى 20 مرة هو نظام يشجع على التلاعب'. 'يجب التحقيق فيما إذا كان هذا التلاعب قد حدث في بلدنا، وفي جميع الدول المشاركة وغير المشاركة الأخرى'. توترات سياسية وقال متحدث باسم هيئة البث الفلمنكية (VRT) – محطة البث العامة الوطنية للمجتمع الفلمنكي في بلجيكا: 'ليس لدينا ما يشير إلى أن فرز الأصوات عن بعد لم يجري بشكل صحيح، لكننا نطالب بشفافية كاملة من جانب اتحاد الإذاعات الأوروبية'. 'السؤال الأهم هو ما إذا كان النظام الحالي يضمن انعكاساً عادلاً لآراء المشاهدين والمستمعين'. وصرحت إذاعة YLE الفنلندية: 'سنسأل اتحاد الإذاعات الأوروبية بالتأكيد عما إذا كان الوقت قد حان لتحديث هذه القواعد، أو على الأقل دراسة ما إذا كانت القواعد الحالية تسمح بانتهاكات'. ويوم الثلاثاء، أصدرت هيئتا البث العام الهولنديتان 'أفروتروس' و'إن بي أو' بياناً، قالتا فيه إن المسابقة 'تتأثر بشكل متزايد بالتوترات المجتمعية والجيوسياسية'. وقالتا إن مشاركة إسرائيل 'تثير تساؤلات حول ما إذا كانت مسابقة يوروفيجن لا تزال تُعتبر حقاً حدثاً ثقافياً يوحد الناس وغير سياسي'. رداً على ذلك، قال مدير المسابقة، مارتن غرين، إن المنظمين 'على اتصال دائم بجميع هيئات البث المشاركة، ويأخذون مخاوفهم على محمل الجد'. وأضاف: 'نؤكد أننا تواصلنا مع العديد من هيئات البث منذ النهائي الكبير، يوم السبت، بشأن التصويت في المسابقة'. وقال إنه سيكون هناك الآن 'نقاش واسع' مع هيئات البث المشاركة، 'للتأمل في جميع جوانب مسابقة هذا العام والحصول على تعليقات بشأنها'. وتابع: 'من المهم التأكيد على أن عملية التصويت في مسابقة الأغنية الأوروبية هي الأكثر تقدماً في العالم، حيث يتم التحقق من نتائج كل دولة من قبل فريق ضخم من الموظفين، لاستبعاد أي أنماط تصويت مشبوهة أو غير منتظمة'. 'ويراجع مراقب امتثال مستقل بيانات تصويت لجنة التحكيم والجمهور، لضمان صحة النتيجة'. وقال: 'أكد شريكنا في التصويت، 'ونس-Once'، صحة التصويت في جميع الدول المشاركة في النهائي الكبير لهذا العام، وفي بقية أنحاء العالم'. وذكر موقع 'أخبار يوروفيجن -Eurovision News'، الذي يديره اتحاد الإذاعات الأوروبية، أن وكالة تابعة للحكومة الإسرائيلية دفعت ثمن إعلانات واستخدمت حسابات حكومية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتشجيع الناس على التصويت للمغنية الإسرائيلية. وأكد السيد غرين أن ذلك ليس مخالفاً للقواعد.

المدن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- المدن
جنس وكحول وفنون وأمور أخرى
قبل نحو 40 عاماً، باشرت طلائع الثورة الخمينية في لبنان العمل: رمت الأسيد على فتيات يكشفن عن مفاتنهن. بشّرت النساء بالتشادور. فجّرت متاجر بيع الكحول. حرّمت الاستماع إلى الموسيقى والرقص. ورذلت الأفلام (عدا فيلم "الرسالة" وما يشبهه). في مناخ الأسلمة، المسلحة وغير المسلحة، قفرت مدن وضواح من دور السينما والمسارح ومطاعم مازات العرق والحانات والفنادق وأماكن السهر، وانحسر اختلاط الذكور بالإناث، وتعممت تعاسة الليل والنهار وتكاثرت صور "الشهداء" طبقات فوق طبقات على الجدران، وقُتلت نساء وفتيات كثيرات باسم الشرف. وراح المجتمع الفاضل المتخيل هذا، يفور بالعنف والذكورية الموتورة والكبت الجنسي الذي سرعان ما يُصرف بالمزيد من الهوس بضبط أجساد الإناث، عدا عن منع أسباب الضحك والمسرات واللهو، والتمتع بالفنون. بطبيعة الحال والنفاق، ازدهرت خارج أسوار تلك المدن والضواحي محلات بيع الكحول وأماكن السهر، المخصصة لـ"المتسربين" من مجتمع الفضيلة، الذين يعودون فجراً مترعين بمشاعر الذنب إلى سرير الطهارة وحضن تقوى الأهل. فيما يُحرم المراهقون والشباب والشابات من أي علاقات صحية وعلنية، ويصير الحب سراً غامضاً وصعباً وأقرب إلى الخطيئة والرذيلة. وسرعان ما تنقلب "العفة" إلى عنّة متفشية يكون تمويهها بالمزيد من الذكورية الاستعراضية العنيفة. وبعد عقود من حملات الأسلمة، استتب عمران العشوائيات الباطونية، والسكن الأهلي المتراص والقائم على صلات القرابة والعلاقات الريفية، وانتشرت الأمية الثقافية، وقلّت مظاهر التمدن، وتعاظم الفقر والبطالة المعممة، وانتعشت العصابات وحبوب الهلوسة، و"تمليشت" حياة الشبان الذكور المزهوين بالسلاح والموت، وحوريات الجنة. هكذا، نجحت الخمينية في إنجاز ما حلم به المؤسس: إقامة سور يمتد إلى السماء ما بين أبناء الثورة والعالم "الفاسد" بأسره. في مصر، وبعد نضال استمر لأكثر من 80 عاماً، وصل "الأخوان المسلمون" إلى السلطة، بعد ثورة شعبية واستفتاءات وانتخابات ديموقراطية، انتصروا فيها تتويجاً لجهودهم الجبارة في "الأسلمة" المؤدلجة والممولة بسخاء منذ مطلع السبعينات. ومع وصولهم إلى السلطة، تبدى أن لا سياسة لهم سوى استكمال "توبة" الفنانات، وتغطية النساء بالأثواب المهلهلة والتفنن بأغطية وحجابات الرأس والحيرة وما يحمله هذا التفنن من حيرة بين الإغواء والستر والانحراف الإيروتيكي "الفيتشوي"، وتعفيف الفتيات وكبت غرائزهن المخيفة والخطرة، والتشدد في بيع الكحول وتحقير شاربيها، والسعي لإغلاق ملاهي شارع الهرم والكازينوهات، ومطاردة الراقصات، وتشديد الرقابة على الأفلام والكتب والرسوم.. إلخ. أما ما تطلبه مصر من تعليم وصحة وتنمية وبنى تحتية وإدارة رشيدة وازدهار اقتصادي.. فكان الأمر متروكاً للعناية الإلهية والغيب. وصاحب كل هذا تفشي التحرش الجماعي والاغتصاب والاعتداء على النساء، وحملات التبشير بتعدد الزوجات، واضطهاد غير المتدينين، وتحقير "السافرات"، ومنافسة السلفيين في الإسراع رجوعاً إلى القرن الهجري الأول. وهكذا، بقيت مصر المزدحمة بأكثر من 120 مليون نسمة، بعيدة كل البعد عن تلك المنافسة مع اليابان ذات مرة في أواخر القرن التاسع عشر. أما في إيران نفسها، فتنتصب فيها مسألتان متساويتان في الأهمية: السيطرة على أجساد النساء وأغطية رؤوسهن.. والبرنامج النووي والصاروخي. وكانت خلاصة الخمينية بعد 45 عاماً، وعدا الاستبداد الديني، تصدير أكبر عدد من الحروب وتصنيع أكبر عدد من الميليشيات، ونشر نسخة من الأسلمة العنيفة والمعادية للحداثة والغرب، من ناحية، وتحريم الكحول والفنون والسيطرة على الأجساد واللباس، للذكور والإناث معاً. وعدا عن النسخة الطالبانية في أفغانستان، وهي الأسوأ أو الأفظع في مسائل الجنس والكحول والفنون، وحجب النساء وتحويلهن فعلاً إلى "قوارير" مخبأة، أو إلى مؤودات في بيتوهن، أو إلى "أشباح".. أفضت الأسلمة المؤدلجة في البلاد العربية، إلى مجتمعات بطالة وأمية وعنف وذكورية فظة وكراهية للتمدن وتعصب ديني وحروب أهلية واستبدادات قاتلة. والباعث اليوم على هذا السرد، تباشير الجماعة الحاكمة في سوريا، وبرنامجها السياسي الفعلي، الذي بدأته على ما يبدو في اضطهاد غير المسلمين أو الذين يخالفون المذهب والمعتقد. وهو اضطهاد يعيد إنتاج المذابح على صورتيها، التاريخية الغائرة في ذاكرة "الأقليات"، والأسدية الموغلة بأجساد مئات آلاف السوريين. وبالتزامن مع هذا، كانت البداية في حملات الفصل بين الجنسين في الإدارات العامة وفي وسائل النقل. تبعها مطاردة العشاق والتنكيل بهم في الشوارع والحدائق العامة، وسوق المراهقين إلى السجون. وتعاظمت في الآونة الأخيرة إلى حد اقتحام الملاهي الليلية والاعتداء على الساهرين، والانتشاء "الفيتشوي" في ضرب النساء، ثم إطلاق الرصاص على ساهرين وقتل راقصة عمداً. مرة أخرى، لا يقدم هذا الإسلام السياسي، سوى مشاهد تفجير ناطحات السحاب وأنفاق المترو، وارتكاب المجازر في الملاعب والملاهي والمسارح، وإشعال حروب أهلية شديدة الدموية بالسيارات المتفجرة والإنتحاريين وقطع رؤوس الرهائن، ورمي المثليين من سطوح المباني، وكره النساء واحتقار الثقافة والسينما والرسم والرقص والموسيقى وكل الفنون. ذات مرة، نجح الخمير الحمر، في فرض "المجتمع الفاضل" على كمبوديا، فكانت الحصيلة الوحيدة، موت نحو مليوني إنسان، إعداماً وجوعاً ومرضاً. كانت الفضيلة مرادفة للإبادة. على نحو مماثل من أفغانستان إلى ديارنا المنكوبة، لا يقدم الإسلام السياسي، الذي يخاف من الحب والمتعة والكحول والثقافة، أي سياسة. فقط الموت والتصحر.


سيدر نيوز
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سيدر نيوز
خمسة أشياء قد لا تعرفها عن البابا فرنسيس
توفي البابا فرنسيس، أول رئيس من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عاماً. إليكم بعض الحقائق الأقل شهرة عن خورخي ماريو بيرغوليو، المولود في الأرجنتين، والذي قاد كنيسة تضم أكثر من مليار شخص لمدة 12 عامًا. عمل كحارس شخصي في السابق نشأ بيرغوليو في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وتخرج من المدرسة الثانوية حاملاً شهادة الدبلوم في الكيمياء التطبيقية، قبل أن يحصل على شهادة في علم اللاهوت، ويواصل تدريس الأدب وعلم النفس. شجعه والده على العمل في سن الثالثة عشرة، وساعده لأيجاد وظيفة كعامل نظافة في مصنع للجوارب، وفقاً لمقابلة أجراها عام 2010. بعد بضع سنوات، أثناء إلقائه كلمة في كنيسة بروما، أثار دهشة الحاضرين عندما كشف أنه بالإضافة إلى كنس الأرضيات، كان يعمل أيضاً حارساً شخصياً في ملهى ليلي. مشجعٌ قوي لكرة القدم كان البابا فرنسيس مشجعاً مخلصاً لفريق سان لورينزو دي ألماغرو، الفريق المحلي في بوينس آيرس الذي دأب على تشجيعه عندما كان شاباً. أعلى درجات الحماسة والشغف بدت عندما فاز سان لورينزو في عام 2014 بكأس ليبرتادوريس، أحد أعرق البطولات لأندية كرة القدم في أمريكا الجنوبية. كان ذلك الفور هو الأول في تاريخ النادي الذي كان عمده آنذاك 106 أعوام. وعندما سُئل البابا عما إذا كان دعمه عاملاً في فوز فريقه المحبب، أجاب: 'أنا سعيد جداً بهذا، ولكن، لا، إنها ليست معجزة'. كما فاز الفريق بالدوري الأرجنتيني الممتاز في ذلك العام، وقدم أعضاء الفريق للبابا قميصاً رياضياً مطبوعاً عليه عبارة 'فرانسيسكو كامبيون'، أو 'فرانسيسكو تشامبيون'، على ظهره. التقى البابا فرنسيس أيضاً بالعديد من عظماء كرة القدم، بمن فيهم ليونيل ميسي والراحل دييغو مارادونا، بالإضافة إلى النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وحارس المرمى الإيطالي جيانلويجي بوفون. وتم تأجيل جميع مباريات الدوري الإيطالي الممتاز الأربع، المقرر إقامتها يوم الاثنين المقبل، بعد الإعلان عن وفاة البابا. كان يحب ركوب الحافلة لطالما عُرف البابا فرنسيس بأخلاقه التي تميل إلى البساطة وإسداء الخدمة، التي بدت جلية في اختياراه لركوب وسائل النقل العام. مباشرةً بعد انتخابه بابا، استقلّ حافلةً مشتركةً إلى منزله مع مجموعة من الكرادلة بدلاً من استخدام سيارة الليموزين البابوية. قبل توليه منصب البابا، عُرف بأسلوب حياته المتقشف في بوينس آيرس، حيث أصبح كاردينالاً ورئيس أساقفة، وكان يسافر كثيراً بالحافلات وقطارات الأنفاق في المدينة، وكان يسافر غالباً في الدرجة السياحية عند سفره بالطائرة. كما عُرف البابا برفضه للسيارات الفاخرة واختياره أنواع سيارات بسيط، مثل فورد فوكس في إيطاليا، أو فيات 500L التي استخدمها في زيارة للولايات المتحدة عام 2015. كان يستخدم 'السيارة البابوية' كثيراً لتحية الناس أثناء زياراته، لكنه لم يكن يفضل السيارة المزودة بزجاج مضاد للرصاص بينه وبين المصلين، ووصفها ذات مرة بأنها أشبه بـ'علبة سردين'. كان يصلي يوميا من أجل حس الفكاهة كان البابا فرنسيس معروفاً بمزاحه وضحكاته خلال لقاءاته مع الجمهور. في عام 2024، استضاف أكثر من 100 كوميدي من 15 دولة في الفاتيكان، من بينهم جيمي فالون، وكريس روك، وووبي غولدبرغ. EPA وأخبر البابا الممثلين الكوميديين حينها، أنه ظلّ يصلّي يومياً لأكثر من 40 عاماً قائلاً: 'يا ربّ، امنحني حسّاً فكاهياً'. هذا جزء من صلاة توماس مور، الذي أُعدم بتهمة الخيانة في عهد الملك الإنجليزي هنري الثامن في القرن السادس عشر، وأعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديساً لاحقاً. وتقول الصلاة، التي تُليت على المشاركين: 'امنحني نعمة أن أتقبل النكتة، وأن أكتشف في الحياة شيئاً من الفرح، وأن أشاركها مع الآخرين'. كما قال لهم: 'إن إلقاء النكات حول الدين لا يعد كفراً' ، مضيفاً أنه 'يمكن القيام بذلك دون المساس بالمشاعر الدينية للمؤمنين'. لقد بنى قاعدة جماهيرية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2018، وصف البابا فرنسيس الإنترنت بأنه 'هبة من الله'، مضيفاً أنه يتطلب 'مسؤولية كبيرة'. أطلق سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2012 حساباً بابوياً على تويتر، الذي أصبح يُعرف الآن باسم إكس-X، لكن ازداد عدد المتابعين له بشكل كبير خلال فترة البابا فرنسيس. ينشر الحساب تغريدات بتسع لغات، وهي الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية، البرتغالية، البولندية، الفرنسية، الألمانية، العربية، واللاتينية، ويتابعه أكثر من 50 مليون شخص. مع ذلك، أثارت منشوراته بعض المفاجآت، على سبيل المثال عندما ذكر وسم #saints. ما أدى إلى عرض شعار فريق نيو أورلينز سينتس لكرة القدم الأمريكية (NFL) تلقائياً على المنصة، أثار ذلك موجة من السخرية بين المتابعين. كما نشر حسابه على إنستغرام، الذي يضم 9.9 مليون متابع، مؤخراً دعاء حول استخدام 'التقنيات الجديدة'، بأن لا تحل محل العلاقات الإنسانية، أن تحترم كرامة الإنسان، وتساعده على مواجهة أزمات العصر'. آخر منشور له على منصة إكس، كان يوم الأحد، بمناسبة عيد الفصح، أي قبل وفاته بيوم، يقول: 'المسيح قام! هذه الكلمات تُجسّد المعنى الكامل لوجودنا، لأننا لم نُخلق للموت بل للحياة'.