
أسطول الظل الروسي
يوم 10 مايو/ أيار 2025، توجه رباعي «حلف الراغبين» (Coalition of the willing)، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ومستشار ألمانيا فريدريش ميرتس، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ودونالد توسك رئيس وزراء بولندا، الى كييف، ومن هناك وجهوا إنذاراً لروسيا بفرض عقوبات جديدة عليها، إذا لم توافق على شروط هدنة مدتها 30 يوماً اقترحوها على موسكو. ويوم الأربعاء 14 من الشهر نفسه، أقر سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات السابعة عشرة على روسيا، استهدفت هذه المرة ما يُطلق عليه الإعلام الأوروبي السائد، «أسطول الشبح» أو «أسطول الظل»
(Ghost fleet/Shadow fleet)، الذي يقولون إن روسيا تستخدمه للالتفاف على العقوبات الرامية للحد من صادرات النفط الروسي. الأمر يتعلق بحوالي 200 ناقلة نفط تستخدمها روسيا لنقل صادراتها النفطية، اضافة الى حوالي ثلاثين كياناً متهماً بعدم الالتزام بالعقوبات، التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا. بدورها أعلنت بريطانيا، يوم 9 مايو 2025، فرض عقوبات على 100 ناقلة نفط روسية.
وفي يوم 15 من الشهر ذاته، حاولت حكومة إستونيا اعتراض والاستيلاء على إحدى ناقلات النفط الروسية، في إطار محاولة الغرب إضفاء الطابع العسكري على عقوباته، لتعطيل حركة النقل البحري الروسية، عبر بحر البلطيق، والتضييق على صادرات النفط الروسية التي لم تتأثر بالعقوبات. لكن البحرية الإستونية تراجعت بأوامر من الناتو، بعد ظهور طائرة سوخوي-30 فوق الناقلة الروسية. الناتو برر قرصنته البحرية، بالزعم أن السفينة لا ترفع علم أية دولة وغير مؤمنة، وهذا ليس صحيحاً، فالناقلة كانت ترفع علم الغابون، أي أنها مسجلة في الدولة النفطية الإفريقية العضو في منظمة الأقطار المصدرة للنفط «أوبك»، والتي تتشارك مع روسيا العضوية في ائتلاف «أوبك بلس»، كما أنها مؤمنة في روسيا الاتحادية.
عضو البرلمان الأوكراني ألكسندر دوبينسكي، علق على الإنذارات الأوروبية الجديدة، على قناته في «تيلغرام»، قائلاً: «إن السبب الحقيقي للإنذارات التي يوجهها الغرب لروسيا، بسبب الصراع في أوكرانيا هو اليأس. وكل هذه الزيارات، والتصريحات الصاخبة، والدعوات، والإنذارات النهائية، لا تعكس دبلوماسية قوية». الآن، في ما خص ما يسمى «أسطول الظل أو أسطول الشبح»، فهو موجود فقط في الأعراف الأوروبية القائلة إن أي شركة شحن، وأي حمولة شحن غير مسجلة وغير مؤمنة في أوروبا، تصبح في حكم الشركة غير الشرعية، وتدرج ضمن ما يُطلق عليها إعلامها السائد، سفن الظل. في الواقع لا وجود لما يسمى أسطول الظل الروسي، في حال استثنينا إصرار الغرب على إطلاق توصيف سفن أسطول الظل على السفن غير المسجلة لدى الشركات الغربية وغير المؤمّنة لديها، والتي تتقاضى أموالاً مقابل التسجيل والتأمين، حرفياً دون مقابل. وبفرض عقوبات على روسيا، أصبحت هذه الشركات الغربية تُعاني خسائر، في ظلّ الشكليات البيروقراطية الاحتكارية ل«النظام القائم على قواعد» الحصول على المال دون مقابل.
وعلى سبيل المثال، لو أراد الرئيس ترامب نفسه، الذي تستهويه العقوبات والحيطان الجمركية، الحدّ من صادرات النفط الروسية، فسيفشل، تماماً كما فشل الاتحاد الأوروبي، لأنه لا أحد يستطيع خفض الطلب على النفط، حتى في الغرب نفسه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 17 دقائق
- صحيفة الخليج
قطع طرق واعتقالات في ليلة ثانية من الاحتجاجات في صربيا
بلغراد - أ ف ب أغلق آلاف المحتجين الطرق الرئيسية في بلغراد، ومدن صربية أخرى الأحد مع استمرار الاحتجاجات التي تدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، بعد التظاهرة الضخمة التي شهدتها العاصمة السبت. وتعد تظاهرة السبت التي شارك فيها نحو 140 ألف شخص الأكبر منذ أكثر من ستة أشهر من الاحتجاجات التي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقب مصرع 16 شخصاً، بانهيار سقف محطة قطارات في مدينة نوفي ساد شمال البلاد، وانتهت باعتقال العشرات. ودعا نشطاء رداً على اعتقال «عدد كبير من الأشخاص» إلى مزيد من التحركات، حيث استجاب الآلاف بإقامة عشرات الحواجز على الطرقات حول العاصمة. وعند تقاطع أوتوكوماندا الرئيسي، نصب محتجون خياماً، استعداداً للمبيت هناك. ونشر نشطاء صوراً لقطع طرق في مدن عدة أخرى، بما في ذلك نوفي ساد، وسط دعوات لعشرات الاحتجاجات المماثلة في أنحاء البلاد. وأظهرت وسائل إعلام محلية ومقاطع فيديو حشوداً كبيرة تتدفق على الجسور الرئيسية، وطلاباً يستخدمون حاويات القمامة لإقامة عوائق. وصرح وزير الداخلية الصربي ايفيتسا داتشيتش لقناة «بينك تي في» المحلية بأن السلطات تراقب الوضع. والأحد بقي الرئيس ألكسندر فوتشيتش متشبثاً برفضه مطالب المحتجين بإجراء انتخابات مبكرة، متهماً الحركة التي يقودها الطلاب بالتسبب في «الإرهاب». وقال فوتشيتش في خطاب: «انتصرت صربيا، ولا يمكنكم هزيمة صربيا بالعنف كما يود البعض». وبحسب وزير الداخلية، بلغ عدد المعتقلين 77 شخصاً، لا يزال 38 منهم رهن التوقيف، بينما أصيب 48 شرطياً أحدهم في حال خطرة. وأعلن مكتب المدعي العام الأحد، في بيان اعتقال ثمانية أشخاص يشتبه في نيتهم قطع طرق ومهاجمة مؤسسات حكومية «بهدف تغيير نظام الدولة بالعنف». وقال منظمو الاحتجاجات على إنستغرام «هذه ليست لحظة انسحاب»، ودعوا الناس للتجمع خارج مكتب المدعي العام والمطالبة بإطلاق سراحهم. لكن فوتشيتش توعد بأنه «سيكون هناك المزيد من الاعتقالات لمهاجمة الشرطة. هذه ليست النهاية»، مؤكداً عدم تنظيم اقتراع قبل نهاية العام 2026. وبإزاء حركة الاحتجاج، أقال الرئيس الصربي رئيس الحكومة وبعض الوزراء في يناير/كانون الثاني الماضي، بينما اتهم المتظاهرين بالتخطيط لانقلاب وتقاضي أموال من دول أخرى، والسعي لاغتياله.


صحيفة الخليج
منذ 19 دقائق
- صحيفة الخليج
مدمرات روسية تطلق صواريخ مضادة للسفن في بحر اليابان
أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن مدمرات حربية روسية، وأنظمة صواريخ ساحلية نفذت مناورات في بحر اليابان شملت محاكاة لقصف أهداف بحرية بصواريخ كروز. ونقلت «تاس» الروسية عن بيان للوزارة، أن السفن وأنظمة الصواريخ وجميعها جزء من قوات أسطول المحيط الهادي الروسي «نفذت ضربة صاروخية مشتركة ضد أهداف تحاكي سفناً معادية في بحر اليابان». وقال البيان: «تمت إصابة جميع الأهداف بنجاح». وقالت «تاس»، إن سفينة الأسطول الرئيسية، الطراد الصاروخي فارياج جاردز، نفذت إطلاقاً حياً لصاروخ كروز مضاد للسفن من طراز «فولكان»، كما هاجمت مجموعتان من زوارق الصواريخ أهدافاً بأربعة صواريخ كروز من طراز «موسكيت».


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
وزير الخارجية الألماني: سندعم أوكرانيا بالدفاع الجوي الحديث
وصل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، الاثنين، إلى كييف لبحث دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وقال فاديفول في بيان: «سنواصل بحزم دعم أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة الدفاع عن نفسها بنجاح بالدفاع الجوي الحديث والأسلحة الأخرى، وبالمساعدات الإنسانية والاقتصادية». وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من واشنطن وحلفائه الغربيين المساعدة لتعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعد هجوم روسي كبير الأحد شمل مئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وصواريخ كروز. وألمانيا هي ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا، بعد الولايات المتحدة، التي أصبح التزامها تجاه كييف يكتنفه الغموض، ما يضغط على أوروبا لتكثيف جهودها.