
تحليل قرار نتنياهو سحب الوفد "الإسرائيليِّ" التَّفاوضي... مناورة أمِّ خطوة تكتيكيَّة؟
رأى الكاتب والمحلل السياسي د. إياد القرا أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة إلى تل أبيب، لا يعكس انسحابًا من المسار التفاوضي، بل يمثل مناورة إعلامية تهدف إلى تسويق الصفقة داخليًا وتقديمها للرأي العام الإسرائيلي على أنها إنجاز أمني وسياسي.
وقال القرا في تعليقه عبر حسابه على "تليغرام"، إن نتنياهو يدرك أن القبول بأي صفقة يتطلب صناعة "قصة انتصار"، ولذلك يحاول إضفاء طابع القوة والسيطرة على مسار التفاوض، رغم أن الواقع يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية قدمت مرونة كبيرة، وفتحت المجال أمام صفقة تبادل حقيقية.
وأضاف أن المقاومة وصلت إلى الحدود القصوى الممكنة من التنازل التكتيكي، دون أن تمس جوهر ثوابتها أو تفرّط بمنجزاتها الميدانية، لا سيما ما تحقق خلال معركة "طوفان الأقصى"، مشيرًا إلى أن أي تأخير أو مراوغة إضافية من قبل نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار المسار التفاوضي برمّته.
واعتبر القرا أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، محذرًا من أن التهرب من اتخاذ قرار حاسم في هذا التوقيت سيُفسر بأنه هروب متعمد من الاتفاق، وإهدار فرصة تاريخية قد لا تتكرر. وأكد في الوقت ذاته أن المقاومة ليست في موقع ضعف، بل في موقع المبادرة المحسوبة، وتدير الموقف بعقلانية سياسية وميدانية.
أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه تقرر إعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من العاصمة القطرية الدوحة إلى تل أبيب لإجراء مشاورات إضافية، وذلك بعد تسلُّم الرد الرسمي من حركة حماس على المقترح المعدّل لوقف إطلاق النار.
وأوضح المكتب في بيان أن القرار جاء "في ضوء الرد الذي قدمته حماس هذا الصباح". كما عبّر البيان عن تقدير الحكومة لجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر، بالإضافة إلى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطّلع قوله إن "هناك قرارات مصيرية يجب اتخاذها"، مشيرًا إلى أن استدعاء الوفد من الدوحة جرى بالتنسيق مع جميع الأطراف المعنية، في إشارة إلى الوسطاء الإقليميين والدوليين.
أما القناة 12 الإسرائيلية، فنقلت عن مصادر رسمية تأكيدها أن القرار لا يعني فشل المفاوضات أو انهيارها، بل هو عودة مؤقتة لغرض التشاور بعد نحو أسبوعين ونصف من التواجد المتواصل للوفد في قطر، موضحة أن الخطر الحقيقي يكمن في فقدان الزخم وانقطاع قنوات التواصل.
من جهته، عبّر مكتب عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة، قائلاً إن مدة المفاوضات طالت بشكل مفرط، وإن "كل يوم يمر دون اتفاق يُعرّض مصير الأسرى للخطر، ويُضعف إمكانية معرفة مصير الجثث أو الحصول على معلومات استخباراتية عن الأسرى الأحياء".
وكانت حركة حماس قد أعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم أنها سلّمت ردها الرسمي للوسطاء بشأن مقترح الهدنة وتبادل الأسرى، فيما وصف مصدر مطّلع الرد بأنه "يتسم بالإيجابية" ويشكّل أساسًا للتقدّم في المفاوضات.
وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/كانون الثاني 2025.
وتهرب نتنياهو من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/آذار الماضي.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
بالفيديو "من مسافة صفر".. كتائب القسَّام تبثُّ مشاهد نوعيَّة من كمينٍ مركَّب شرق خان يونس
بثَّت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المُقاومة الإسلامية حماس، مساء اليوم الاثنين، مشاهد نوعية ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود"، تظهر جانبًا من الكمين المركب الذي استهدف آليات العدو في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع. وفي تفاصيل الكمين الذي نُفّذ يوم السبت الموافق 26 الشهر الجاري، استهدف المقاومون ثلاث ناقلات جند في منطقة عبسان الكبيرة - شرق مدينة خانيونس. وأظهرت المشاهد لحظة خروج مقاوم من كتائب القسام من داخل نفق قريب من انتشار لآليات الاحتلال وصعوده على إحداها وإلقاء عبوة "العمل الفدائي" داخلها قبل أن ينسحب من المكان. كما قام المجاهدون باستهداف ناقلتي جند بعبوتي العمل الفدائي ومن ثم استهداف ناقلة جند ثالثة بقذيفة "الياسين 105. ورصد المجاهدون قيام حفار عسكري بدفن الناقلات لإخماد النيران وهبوط الطيران المروحي للإخلاء. وفي الكمين اعترف العدو بمقتل 3 جنود صهاينة وإصابة عدد آخر. ومساء السبت، قالت قناة كان العبرية، إن الكمين وقع حوالي الساعة 18:30 مساءً في منطقة عبسان شرق خان يونس. وأشارت القناة العبرية، إلى أن المسلحين ، يُرجّح أنهم خرجوا من نفق، تمكنوا من الاقتراب بشكل كبير من ناقلة جند مدرعة من طراز "نمر" ولصق عبوة ناسفة بها. وأضافت، "نتيجة الانفجار، قُتل جنديان من وحدة الصيانة والتكنولوجيا التابعة لكتيبة جولاني كانوا قد دخلوا إلى غزة لصيانة الآليات. كما أُصيب جندي آخر". وتابعت، "بالإضافة إلى ذلك، ألقى المسلحون عبوة ناسفة أخرى تجاه ناقلة "نمر" ثانية كانت تقل جنودًا وضباطًا من كتيبة جولاني، لكنها لم تنفجر، ولم تقع إصابات في العربة الثانية". واعترف جيش الاحتلال بمقتل 18 جندياً منذ بداية شهر يوليو الحالي ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب إلى 898 جندياً. ومنذ استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، كثّفت المقاومة الفلسطينية من عملياتها النوعية، عبر تنفيذ سلسلة من الكمائن المحكمة التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، مستخدمة تكتيكات تعتمد على المفاجأة والتفجير المتسلسل وكمائن إطلاق النار داخل مناطق مدمّرة وصعبة الرصد. المصدر / فلسطين اون لاين


معا الاخبارية
منذ 17 ساعات
- معا الاخبارية
مفترق حاسم في غزة: إسرائيل تراهن على تهديد ترامب لدفع الاتفاق
بيت لحم معا- من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة حاسمة، بينما وصلت المحادثات إلى طريق مسدود عقب إنسحاب اسرائيل المفاجيء من المباحثات، التي قطعت مشوارا كبيرا في الطريق الى توقيع اتفاق وقف إطلاق نار. ويعتقد مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه في حال عدم تقدم المفاوضات، سيتصاعد النشاط العسكري في قطاع غزة. في هذا السياق، من المتوقع أن تكون الأيام المقبلة حاسمة، ومن المتوقع أن تؤدي إلى أحد خيارين: استئناف القتال العنيف، أو التوصل إلى اتفاق، حسب صحيفة يديعوت احرنوت. يُقدّر مصدر اسرائيلي أن تلك ابيب ستسعى جاهدةً لخلق تهديد حقيقي، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أمل أن يُفضي ذلك إلى اتفاق جزئي. لكن في هذه المرحلة، لا تعرف إسرائيل ما يخطط له الأمريكيون، الذين يُعيدون النظر في جميع التفاصيل، ومن المحتمل أيضًا أن يدفعهم تسلسل الأحداث إلى صياغة مقترح لصفقة شاملة تُنهي الحرب. مع ذلك، من المحتمل أن يكون هناك تنسيقٌ خلف الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف الضغط على حماس. قال الرئيس الأمريكي ترامب الاحد إنه "لا يعلم ما سيحدث"، وأشار إلى أن "على إسرائيل اتخاذ قرار. قال مصدر مطلع على التفاصيل إنه رغم الوضع الراهن، لا يزال هناك احتمال بنسبة 50% للتوصل إلى اتفاق جزئي. وأضاف أن قطر ومصر تنشطان بشدة، وتضغطان أيضًا على حماس. لذلك، من المحتمل أن تتراجع الحركة جزئيًا وتُخفّض مطالبها. في غضون ذلك، أفادت مصادر فلسطينية من حماس وفصائل أخرى مشاركة في المفاوضات لصحيفة الشرق الأوسط السعودية أن الوسطاء يعملون على عقد جولة مفاوضات جديدة، ربما خلال 48 ساعة. وبحسبهم، فإن الهدف هو التوصل إلى اتفاق بشأن نقاط الخلاف المتبقية، بعد أن تم حسم العديد من القضايا في الجولة السابقة.


فلسطين اليوم
منذ 18 ساعات
- فلسطين اليوم
خليل الحية: لا معنى للمفاوضات تحت الإبادة والتجويع
في خطاب مؤثر، أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، أن الكلمات تقف عاجزة أمام حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع، مشددًا على أن تضحيات أهالي غزة أمانة في أعناقنا ولن نفرّط فيها. وقال الحية إن قيادة المقاومة سخّرت كل أدواتها وعلاقاتها على مدار 22 شهرًا من أجل وقف العدوان وحقن الدماء، مشيرًا إلى أن الحركة قدمت كل مرونة ممكنة في جولات التفاوض، وحققت تقدمًا واضحًا في الملفات الإنسانية، لا سيما الأسرى والانسحاب وإدخال المساعدات، قبل أن يتراجع الاحتلال عن التفاهمات ويتساوق معه المبعوث الأمريكي "ويتكوف". وأضاف: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الإبادة والتجويع والحصار، معتبرًا أن استمرار الاحتلال في فرض آليات توزيع المساعدات التي وصفها بـ مصائد الموت، ومحاولته الاستيلاء على مناطق واسعة من رفح، يهدف إلى تهجير شعبنا وتصفية قضيتنا. وعبّر الحية عن شعور الشعب الفلسطيني بـ خذلان كبير، داعيًا إلى تحرك عملي لكسر الحصار، ووقف الدعم غير المحدود الذي يتلقاه الاحتلال، مقابل صمت عربي ودولي مخزٍ. كما دعا الحية إلى قطع العلاقات مع كيان الاحتلال، وحث الجماهير العربية وأحرار العالم على الزحف نحو فلسطين، ومحاصرة السفارات والمصالح الصهيونية، وملاحقة مجرمي الحرب في المحافل القانونية. ووجّه الحية نداءً مؤثرًا إلى الشعب الأردني، مشيدًا بتضحيات أبنائه على حدود فلسطين، وداعيًا إلى تكثيف الحراك الشعبي لوقف الإبادة ومنع تقسيم المسجد الأقصى وفرض الوطن البديل. كما خاطب الشعب المصري وقيادته، مؤكدًا أن غزة لن تموت جوعًا وهي على حدود مصر، داعيًا إلى فتح معبر رفح بشكل عاجل، ورفض تهجير الفلسطينيين عبر مصر أو البحر، واصفًا ذلك بأنه مخطط مفضوح لتصفية القضية الفلسطينية. واختتم الحية خطابه بالتأكيد على أن إدخال الغذاء والدواء فورًا وبطريقة كريمة هو التعبير الحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات، رافضًا ما وصفه بأنه مسرحيات هزلية متمثلة في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات، والتي لا تعادل سوى شاحنة صغيرة كل خمس إنزالات.