logo
تقديم كتاب ' محمد الحيحي… ذاكرة حياة ' بمعرض الكتاب بباريس

تقديم كتاب ' محمد الحيحي… ذاكرة حياة ' بمعرض الكتاب بباريس

حدث كم٠٢-٠٤-٢٠٢٥

يشارك الفاعل الحقوقي عبدالرزاق الحنوشي و الكاتب الصحافي جمال المحافظ في مهرجان الكتاب بباريس المنظم أيام 11 – 12 و13 أبريل 2025، بتقديم وقراءة كتابهما الموسوم ب' محمد الحيحي .. ذاكرة حياة '، الصادر مؤخرا عن دار النشر ' فاصلة' بطنجة .
يحتضن جناح المغرب الذي سيكون ضيف شرف هذه التظاهرة الثقافية، يوم السبت 12 أبريل الجاري على الساعة 16.00 لقاء تقديم وقراءة الكتاب حول مربي الأجيال محمد الحيحي ( 1928- 1998 )، وذلك بحضور عدد من الشخصيات والفعاليات الثقافية والحقوقية والسياسية، والتربوية و الجمعوية والإعلامية.
يسلط المؤلف الضوء على الأدوار الطلائعية التي قام بها مربي الأجيال في الميادين السياسية والحقوقية والجمعوية والتربوية. ويتضمن الكتاب الواقع في أزيد من 400 صفحة من القطع المتوسط، قسمين رئيسين، الأول بعنوان المسار وثانيهما الامتداد، يركزان على الجوانب السياسية والحقوقية والجمعوية والتطوعية والتضامنية والتربوية والإنسانية التي رافقت محمد الحيحي قيد حياته .
من بين عناوين فصول كتاب ' محمد الحيحي .. ذاكرة حياة' ، ' الزوج والأب والمناضل » و' الأخلاق في السياسة' و'رائد حقوق الانسان' و' رجل الوحدة بامتياز' و'الجمعية المغربية لتربية الشبيبة: المدرسة والمؤسسة '. وفي القسم الثاني من المؤلف هناك 50 شهادة لشخصيات وفعاليات سياسية وحقوقية وجمعوية، تستحضر فيها، خصاله ومواقفه. كما تتوقف هذه الشهادات عند أبرز المحطات من حياة محمد الحيحي.
يحاول الكاتبان، في مؤلفهما إثارة الانتباه إلى الأعمال التي قدمها الراحل، رجل الوحدة بامتياز، خدمة للوطن، ورصد ما قام به دفاعا عن قضايا الطفولة والشباب وحقوق الإنسان والانتصار لقيم التطوع والمواطنة، ومثابرته قيد حياته على توحيد مكونات الحركة السياسية والتربوية والحقوقية.
مسار مربي الأجيال محمد الحيحي ( 1928 – 1998 ) يختصر تاريخا طويلا، لكن يمكن تلخيصه في ثلاث مجالات رئيسة، كان لها تأثير في تاريخ المغرب، ويتعلق الأمر بالتربية والسياسة و حقوق الانسان والمجتمع المدني الذي اضطلع به بدور أساسي وهام خاصة في مجال الحركة الجمعوية التطوعية، والمساهمة في التنشئة الاجتماعية لأجيال متنوعة، وترسيخ قيم التربية على المواطنة وحقوق الانسان.
الكتاب يتوقف عند مسار سي محمد الحيحي، ودوره في مرحلة حاسمة من التاريخ الوطني تتوخى بناء المغرب الجديد. وهي فترة لما قبل وبداية الاستقلال وتمتد إلى أواسط تسعينات القرن الماضي، وهي مرحلة لم تحظ بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين و أيضا من الفاعلين في المجتمع المدني، فضلا عن المساهمة في ملء النقص الحاصل في التوثيق لهذه المرحلة.
ويهدف الكتاب كذلك الى جعل المرحوم محمد الحيحي ذاكرة حية، من خلال تحويل ما خلفه من تراكم إيجابي في المجالات السياسية والحقوقية والجمعوية، والقيم والمبادئ والسلوكيات التي كان ينافح عنها الى ملهم للأجيال الحالية والصاعدة .
وانطلاقا من ايمانه بتوحيد مكونات الحركة الوطنية في مختلف الميادين، كان للحيحي الفضل الكبير إلى جانب آخرين، في تأسيس عدد من الهيئات المدنية في مقدمتها الجمعية المغربية لتربية الشبيبةAMEJ سنة 1956 وبعد ذلك الجمعية المغربية لحقوق الانسان سنة 1979، وإحداث اتحاد المنظمات المغربية التربوية سنة 1991 فضلا عن مساهمته الفعالة في بعث لجنة التنسيق ما بين الجمعية المغربية لحقوق الانسان والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو ما أثمر التوقيع على الميثاق الوطني لحقوق الإنسان سنة 1990 من لدن خمسة منظمات حقوقية.
وترسيخا لثقافة حقوق الانسان، اضطلع بدور ريادي في تأصيل العمل الحقوقي، بالمساهمة الفعلية في تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان AMDH التي تولى رئاستها ما بين سنوات 1989 و1992 والمحافظة على الجمعية الحقوقية، قائمة الذات حتى في أحلك الظروف التي عاشتها والتي كانت مهددة فيها بالحل.
كثيرة هي الشهادات التي يتضمنها الكتاب، منها لعبد الرحمان اليوسفي ( 1924 – 2020 ) الذي يحكى فيها عن بداية علاقته برفيقه محمد الحيحي بالقول: ' عرفته في انتفاضة الجماهير الطلابية الشهيرة في شوارع العاصمة الرباط، عقب تقديم وثيقة الاستقلال، وهو في طليعتها، يندد بسياسة الحماية، ويستنكر الاستغلال والقمع والاستبداد في ظروف كان الصدع بالحق الوطني والمطالبة بالاستقلال، جريمة يعاقب عليها بأقصى عقوبات السجن والأشغال الشاقة و المنفى السحيق' .
وباعتباره فاعلا رئيسيا في المجتمع المدني، وأستاذ المدرسة التطوعية بالمغرب بمفهومها النبيل، وجد الحيحي في المجال الحقوقي ملاذا آخر لتجسيد قناعاته بدولة الحق والقانون، إذ بادر رفقة عدد من الحقوقيين إلى تأسيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سنة 1979. وانتخب في مرحلة صعبة ودقيقة، رئيسا للجمعية المغربية لحقوق الإنسان مابين 1989 و 1992، متمسكا بخياراته الإنسانية و المبدئية تنظيرا وممارسة، وهو ما جعل المنظمة الحقوقية العالمية لحقوق الانسان هيومان راتس ووتش (Human Rights Watch)، تبادر الى تكريمه في حفل كبير سنة 1991 في مدينة نيويورك الأمريكية.
ويحسب للحيحي قيد حياته، القيام ببلورة التصورات الدقيقة للعناية بالرأسمال البشري، و توحيد جهود تنظيمات الشباب والطفولة التي تكللت بإشرافه على تأسيس إتحاد المنظمات المغربية التربوية سنة 1991، الذي انتخب رئيسا له إلى غاية سنة 1996، وإحياء اتحاد المغرب العربي للطفولة.
فالمغرب فقد برحيل الحيحي قامة قل ما يجود الزمن بمثلها من سمو الاخلاق والصمود، حيث أن الساحة الوطنية، لم تخسر وحدها محمد الحيحي، وإنما خسرته إلى جانبها كل القيم النبيلة، كما جاء في شهادة رفيق دربه الفقيه البصري التي تضمنها الكتاب الذي صمم غلافه الإعلامي رضوان الورديغي ، وهو من منشورات حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي التي تأسست سنة 2010.
ج/ع

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حوار مع فيراس الجهماني ابن لاجئ سوري ناشر اختص في الكتاب الأمازيغي
حوار مع فيراس الجهماني ابن لاجئ سوري ناشر اختص في الكتاب الأمازيغي

الخبر

timeمنذ 3 أيام

  • الخبر

حوار مع فيراس الجهماني ابن لاجئ سوري ناشر اختص في الكتاب الأمازيغي

هو ناشر مزدوج الجنسية سوري جزائري مختص في الكتاب الأمازيغي افتك بفضلها ثمانية جوائز، هو فيراس الجهماني، ينحدر من مدينة " درعا" السورية التي تركها والده سنة 1973 هروبا من بطش عائلة حافظ الأسد بعد انقلابه على الرئيس نور الدين الأتاسي صديق الثورة الجزائرية، جزائر الاستقلال حفظت الجميل واحتضنت العائلة ومنحتها الأمن والآمان و اللجوء السياسي، مثلما فعلت سوريا الشام مع بعثات اللاجئين الجزائريين منذ الانتفاضات الشعبية لغاية حرب التحرير الوطني. كيف كانت بداياتك في عالم نشر الكتاب في الجزائر؟ الوالد ناشر ولاجئ سياسي في الجزائر منذ 1973 هربا من بطش نظام الأسد فيراس: أولا يجب التذكير بأنني من عائلة سورية من مدينة درعا بالتحديد واضطر الوالد محمد خير الجهماني اللجوء إلى الجزائر سنة 1973 إثر انقلاب حافظ الأسد على الرئيس السابق نور الدين الأتاسي المجاهد و صديق الثورة الجزائرية، و قام بزج رفاقه في السجن من حزب البعث و من بينهم الوالد اطال الله في عمره، وصلنا إلى الجزائر سنة 1974 ووجدنا حضنا دافئا أينما تنقلنا في مختلف المدن الجزائرية. الوالد قام بتأسيس دار النشر " دار الكتاب العربي" لكسب لقمة العيش و مع مرور الوقت تحول الكتاب و النشر بتأثير من الوالد إلى " بصمة جينية عائلية" من خلال امتهان غالبية أفراد العائلة لهذا النشاط فشقيقي الأكبر يشرف على" دار الكتاب العربي" و شقيقتي فتحت دار النشر " العطاء" و أنا اشرف على دارين للنشر في نفس الوقت هما " أطفالنا" المختصة في كتاب الطفل أسستها سنة 2006 ثم دار النشر " امتداد" سنة 2007. هل تفكرون في زيارة سوريا وخاصة الوالد بعد سقوط نظام الأسد؟ الإجابة: سكت هنيهة قبل أن يرد (من شدة التأثر) لقد اتفقنا مع الوالد رغم مرضه للقيام بزيارة لمدينة " درعا" و منزلنا العائلي الذي غادره منذ 53 سنة هاربا من بطش نظام الأسد، الأمر ليس سهلا عليه خاصة بعد وفاة الوالدة مؤخرا دون أن تتمكن من زيارة سوريا و تحقيق أمنيتها الأخيرة رفقة زوجها الذي لازمته لسنوات على آمل العودة. كيف كانت بداية النشاط في مجال نشر الكتاب الأمازيغي كناشر ذي أصول سورية؟ إجابة: الأمر عادي جدا بالنسبة لي، وجدت نفسي بصفة طبيعية وسط أهلي بحي القبة في الجزائر العاصمة و خاصة القادمين من منطقة القبائل و ترعرت وسطهم و تأثرت بتقاليدهم و عاداتهم و تزوجت بإحدى بناتهم و من هنا بدأت من خلال دار النشر " أطفالنا" في التفكير في سلسلة قصص بأربع لغات من بينها الأمازيغية و طبعت 100 قصة قصيرة و روايات و دراسات و أشعار و كانت أول رواية للكاتب حسان حلوان" أذرار ايوشان – الجبل يا ذئب". كللت التجربة بنجاح باهر واستنفدت كل الطبعات من السوق بالنظر لنقص الكتاب الأمازيغي في مجال أدب الطفل. كانت أول قصص الأطفال مع نادية كشير مناد بسلسلة " أحبكي يا يلغتي- حملاغكم اثوثلياث- اينو" بأربع لغات ثم كتاب حول الأعداد و قصص من التراث ثم مع راضية بوزيدي، بكميات لا تقل عن 3 ألاف نسخة للطبعة. إصدارات دار النشر " امتداد" حصدت 8 جوائز مخصصة للأدب الأمازيغي ما السر وراء الجوائز العديدة التي حصدتها دار النشر " امتداد" من خلال إصداراتها باللغة الأمازيغية؟ إجابة: السر في العمل الجاد و اقتناء الأعمال من طرف لجنة قراءة يشرف عليها المختص في اللغة الأمازيغية حميد بيلاك، بحيث تحصل الروئي جمال لاصب على جائزة آسيا جبار للأدب الأمازيغي سنة 2019، ثم محمد آكلي صالحي يرواية " ثيط ذيلاض- العين و الشحاذ" على نفس الجائزة 2022 و هي الرواية المترجمة للعربية بواسطة جلاوي أحمد. تلتها رواية زهرة عودية الفائزة بالجائزة الثانية لمحمد أكلي حدادو وجائزة أخرى للروائية ليزا سيريك. وفازت نفس الكاتبة مع طاهر ولد عمار بجائزة محمد ديب. افتكت دار النشر امتداد ثلاثة جوائز " ثيراقوا" بكندا من خلال أعمال حميد بيلاك وليزا سيريك و محمد آكلي صالحي سنة 2023. و من المنتظر حصد أعمال دار النشر لجوائز أخرى مثل جائزة " الرواية – أونقال" لقناة بربر- تي- في" للسنة الجارية. ماذا عن استراتيجية دار النشر بالنسبة للكتاب الرقمي و المنصات الرقمية؟ إجابة: نحن حاليا مشتركين في منصة رقمية بعنوان " أراب بوك" نضع فيها كل إصدارتنا البالغة 3 آلاف عنوان لدار النشر " أطفالنا" و 300 عنوان لدار النشر " امتداد" و عناوين أخرى لدار " الكتاب العربي و العطاء" و تتمتع بتطبيقة تسمح بشراء الكتب و تحميلها بأقل من 50 بالمائة من تكلفة الكتاب الورقي و كما اتفقنا مع بعض الكتاب على التنازل عن حقوقهم على غرار قاسمي عيسى لتحميل كتابه حول " توجة القرية الجميلة" مجانا، بالإضافة إلى مشروع مع المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية لطبع ثلاثة روايات بخط " البراي" لطبقة المكفوفين و تحميلها مجانيا. كما قامت دار النشر بترجمة و طبع روايات من الادب العالمي على غرار رواية " الأجنحة المنكسرة" لجبران خليل جبران" من طرف المترجم عاشوري يوسف و كتب أخرى. و بخصوص المتغيرات الأمازيغية تلقت لجنة القراءة مؤخرا نص بالمتغير الأمازيغي لكاتب من واحة " إيغلي" ببشار سيتم طبعه فور الانتهاء من دراسته.

آسيا ديب: 'محمد ديب كتب بالفرنسية.. ولغته الأم العربية'
آسيا ديب: 'محمد ديب كتب بالفرنسية.. ولغته الأم العربية'

الشروق

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • الشروق

آسيا ديب: 'محمد ديب كتب بالفرنسية.. ولغته الأم العربية'

أطلقت ابنة الأديب الجزائري، محمد ديب، (1920-2003)، آسيا ديب، مساء السبت، في الكلمة التي ألقتها بمناسبة الإعلان عن الفائزين في جائزة محمد ديب في طبعتها التاسعة، التي احتضنت فعالياتها قاعة المحاضرات بقصر الثقافة تلمسان 'رصاصة الرحمة' على بعض الأصوات الفكرية والأدبية التي عملت على ترسيخ فكرة أن اللغة الأم للأديب الجزائري محمد ديب هي 'الفرنسية'، حين قالت في معرض كلمتها 'إن محمد ديب كتب بالفرنسية، فيما تبقى اللغة العربية هي لغته الأم'، واضعة بذلك حدا للصراع الخفي ولجملة من التجاذبات الفكرية الذي وضعت المنجز الأدبي للأديب محمد ديب محل اختلاف وصل إلى حد ما إلى حالة خلاف، لعبت فيها بعض التصريحات خلال مناقشات فكرية في ندوات أدبية سابقة دورا في تمديد حالة هذا الصراع الخفي، أحادي الجانب. وتكون بذلك السيدة آسيا ديب، التي أعلنت أيضا، عن الفائز بجائزة 'محمد ديب أمل' المستحدثة مؤخرا في طبعتها الأولى، التي كان محورها وموضوعها الرئيس 'المدينة'، حيث تنافس عدد من المترشحين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 سنة وفق الشروط المنصوص عليها لقبول المرشحين لهذه الجائزة، على كتابة مجموعة من القصص تم تأطيرها في ورشات كتابة نظمت سلفا داخل مقر جمعية الدار الكبرى يتلمسان، قبل أن تسفر النتائج على فوز الكاتبة نسرين باسيد بالجائرة الأولى عن قصتها' أحمر القهوة'، أين أوضحت، آسيا ديب، أن موضوع الجائزة، يشكل أحد أهم الفضاءات التي اهتم بها الأديب محمد ديب في معظم كتابتها، لكون مدينة تلمسان، كانت تشكل مصدر إلهام في مؤلفاته. كلمة السيد آسيا ديب التي ألقتها أمام الحضور بالمناسية 'وأدت' الاختلاف الهواياتي الذي حاول البعض الاستثمار فيه، خاصة وأن محمد ديب نقل بكثير من الصدق منظوره للهوية الجزائرية الذي لم يخرج عن سياقات الموروث الشعبي من حكايات وقصص حاول بكثير من الإبداع والتميز إيصالها للمتلقي، خلال ثلاثية الدار الكبيرة، أين يصف الإرهاصات الأولى لاندلاع الثورة الجزائرية، وهو ما جسدته رواية الحريق الصادرة سنة 1954 التي تنبأ من خلالها باندلاع الثورة التحرير، وهو نفس الطرح الذي سبق وأن دعا إليه المترجم حكيم ميلود في أكثر من مناسبة عندما قال إنه 'حان الوقت لإعادة محمد ديب إلى بيته' من خلال ترجمة أعماله بطريقة تمكن المتلقي من الوقوف على شخصية هذا الأديب الذي عاش اليتم وهو لم يتجاوز بعد 10 سنوات من العمر، وكان شاهدا في مراحل تاريخية مهمة عن وحشية الاستعمار الفرنسي الذي تفنن في تجويع وتعذيب الجزائريين، وتمكن كما ذهب العديد من النقاد والمتابعين من 'إنقاذ' الإرث الثقافي الجزائري عبر كتابته. هذا ولم تخرج كلمة ضيفة شرف جائزة محمد ديب الكاتبة نجاة خدة، عن هذا السياق في كون أن محمد ديب كان هاجسه الأول هو 'الهوية الجزائرية ' وذلك ما ترسخ في سرديته الأدبية ومعظم كتاباته. وإن كان محمد ديب قد نقل هواجسه وأفكاره وآراءه عبر اللغة الفرنسية، فإنه بقي وفيا لأرض أجداده، وذلك ما نرصده في الكثير من قصائده الشعرية، إذ، يبقى هذا الكاتب من الآباء الأولين للأدب الجزائري. هذا، وقد عرفت احتفالية التتويج بحائزة محمد ديب الذي فاز فيها في فئة اللغة العربية عبد القادر برغوث عن روايته 'سيرة موتى لم يبكهم أحد' الصادرة عن دار النشر 'فهرنهايت 451″، وعادت فيها الجائزة فئة الرواية المكتوبة باللغة الأمازيغية، لطاهر ولد أعمر عن روايته Mordus الصادرة عن دار 'امتداد'. فيما كانت الجائزة في فئة الروايات المكتوبة باللغة الفرنسية، من أيمن ليهم عن روايته Taxis الصادرة عن منشورات 'البرزخ'، عرفت حضور السلطات المحلية.

' الاعلام ومونديال 2030 'مؤلف يدشن لنقاش عمومي حول الاعلام في أفق كأس العالم حسب الصحافية مونية المنصور
' الاعلام ومونديال 2030 'مؤلف يدشن لنقاش عمومي حول الاعلام في أفق كأس العالم حسب الصحافية مونية المنصور

حدث كم

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • حدث كم

' الاعلام ومونديال 2030 'مؤلف يدشن لنقاش عمومي حول الاعلام في أفق كأس العالم حسب الصحافية مونية المنصور

أكدت الإعلامية والباحثة مونية المنصور، أن ' الاعلام ومونديال 2030 ' الإصدار الجديد للكاتب الصحافي جمال المحافظ، مساهمة متميزة، قد تدشن لفتح نقاش عمومي حول الدور الحيوي للصحافة والإعلام في أفق احتضان المغرب لكأس العالم في كرة القدم، بمعية كل من اسبانيا والبرتغال. ولاحظت مونية المنصور التي كانت تتحدث لدى تقديم وقراءة كتاب جمال المحافظ، رئيس المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الاعلام والاتصال، في لقاء ضمن البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط المنظم ما بين 17 و27 أبريل 2025 ، أن مؤلفه يتساءل حول رهانات الإعلام الرياضي وتحدياته، مسلحا في ذلك بمقاربات ثقافية واجتماعية، وبعدة موضوعية وعلمية. وأوضحت المنصور صاحبة كتاب 'التلفزيون المغربي وصناعة القيم'، أن مقاربة الكاتب في تعاطيه مع موضوع ' الاعلام ومونديال 2030″، ' تأخذ المسافة اللازمة ما بين الباحث والإعلامي، وتنظر إلى هذا الحدث الكبير، كلقاء بين المغرب والعالم، ليس بلاعبيه ولا بملاعبه أو بنياته التحتية الرياضية ولكن بعاداته وتقاليده وقيمه وسحناته ولكناته المتنوعة'. وقالت ' إن الأستاذ جمال محافظ يحرض على التسلح بتربية إعلامية متينة تعين على تملك هذا الحدث الرياضي الكبير، ليس كصحافيين فحسب، بل كجمهور ينتظر أن يسوق لصورة مغرب رياضي غني ومتسامح وكريم، في سياق رقمي تتسيد فيه الصورة بشكل سريع ومتكاثف'. وأعربت عن قناعتها، بأن كتاب ' الإعلام ومونديال 2030″، إصدار ' لا يخرج عن هذا الطرح، كيف لا وهو يقف عند الحالة الإعلامية للمونديال باعتباره فعلا ثقافيا خالصا انطلاقا من زاوية نظر الباحث الممارس'، وقالت في هذا الصدد، ' إننا إذن أمام إصدار ضروري للقراءة في سياق موعد 2030″ . وأشارت الى أنه عندما نتحدث عن جمال محافظ، تقفز إلى الذهن صورة الفاعل الجمعوي والمدني، الإبن البار للجمعية المغربية لتربية الشبيبةAMEJ، وصورة المناضل النقابي المدافع عن حقوق العاملين، و صورة الصحافي الذي تحمل مسؤولية إدارة التحرير ومدير الاعلام في وكالة المغرب العربي للأنباء، وكذلك صورة الباحث والكاتب. وخلصت في هذا السياق، الى القول ' أن هذا ما يجعلنا أمام فاعل بمرجعيات متنوعة ومتقاطعة وبقبعات مختلفة يوحدها حرصه على خط مسار بحثي في موضوع قريب إلى قلبه وعقله هو الإعلام، ولعل هذا هو ما ينظم مجموعة إصداراته في السنوات الخمس الأخيرة التي حاولت رصد تحولات الإعلام، وإعلام التحولات'. ومن جهته اعتبر الكاتب الصحافي سعيد منتسب الفائز بجائزة كتاب المغرب 2024، ( صنف السرد)، خلال ذات اللقاء، بأن القراءة المتأنية لكتاب 'الإعلام ومونديال 2030″، تنتهى إلى سؤال حارق يرتبط، في العمق، ب'مجتمع السيطرة'، أو 'المجتمعات التأديبية'. ولاحظ أن الانشغال الأساس لمضمون الكتاب هو أن صاحبه يقسمه إلى قسمين دالين، أولهما:'هل ستتأهل الصحافة للنهائيات؟'، والثاني:'الإعلام أفقا للتفكر. وأوضح أنه ' من هنا، نتبين أن هناك شروطا ضرورية لا يمكن تجاوزها، تفرضها اللحظة الكروية الاستثنائية، ذلك لأن التأهيل يقتضي التفكير في السياق الثقافي والاجتماعي والقانوني أولا، وفي الأنشطة الإنسانية المهيمنة، وفي طبيعة التفكير القائم محليا واشتراطاته ومظانه، وهذا يتطلب العودة إلى الممكن، وتنمية بعض المفاهيم قياسا على أن ' لكل مشكلة جديدة، جهدا جديدا' . وأعرب منتسب عن اعتقاده بأنه من الواضح أن الباحث جمال المحافظ يدرك جيدا أن تحديات كأس العالم تقتضي حيازة استراتيجية متعددة الأبعاد، كما يدرك أن لهذه التظاهرة الرياضية العالمية انعكاسات مختلفة تتجاوز ما هو رياضي إلى ما هو ثقافي وسياسي واقتصادي،ذلك أن كأس العالم ليس هو 'الكرة' فقط، وليس هو الملعب أو الجمهور أو الفوز أو الهزيمة أو الكأس. بل هو أيضا ما يجري خارج الملاعب، أي 'ما يقع خارج الحقل'، وهو، تحديدا، ما يمكن أن نسميه إنجاح 'إخضاع الاختلاف للتشابه'، من خلال التعامل مع المونديال ككرنفال للهويات، أو كتجمع احتفالي لإظهار المشترك، وتخدير الأفكار المتقاتلة. وأشار الى أن الكاتب، يثير الانتباه في مؤلف الاعلام والمونديال إلى أن تنظيم كأس العالم لا يعني فقط توفير بنيات الاستقبال (الملاعب، الطرق، الطيران، المطارات، الموانئ، القطارات، المستشفيات، الأبناك، الفنادق، المطاعم، المقاهي، المساحات الخضراء، أنظمة الرقمة والاتصال.. إلخ)، بل يعني أيضا، وبالدرجة الأولى، توفير إعلام حيوي قائم على حيازة الواقع ومشكلاته، وقادر على التعاطي مع المعلومات ونقلها من مصادرها، ثم نشرها وإطلاقها نحو الفضاء العام (المتعدد في حالة كأس العالم)، بما هي تعبير عن الواقع الاجتماعي، في أفق تحقيق عملية 'التواصل' القائمة على تبادل الأخبار والمعلومات والحقائق والرسائل والبيانات بين مرسل ومستقبل يتفاعلان من أجل 'بناء معنى' يسمح للاختلاف بالتلاقي على مستوى الفهم. وشدد منتسب على أن إعلام المونديال لا يرتبط فقط بما تمثله التفاعلات الرياضية والثقافية والاجتماعية، بل أيضا بعلاقات أخرى خفية غير مرئية تماما تجعل من الضروري إدراجها ضمن مجمل علاقات القوى الموضوعية التي توجه لحظة المونديال، بل توجه الأفكار وتبنيها بما يتلاءم مع مصالحها، ومن ثمة، فالمونديال 'فضاء اجتماعي مشيد'، وهو بتعبير بورديو 'مجال تفاعلي للقوى'، إذ هناك مهيمنون، وهناك خاضعون للهيمنة. وخلص سعيد منتسب الى القول ' لهذا، فالكتاب الذي بين أيدينا يراهن على إعلام يسعى إلى 'تعزيز التماسك الاجتماعي، وتقوية الشعور بالفخر الوطني، وتوحيد المغاربة حول مشروع جماعي للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز البناء الديمقراطي'. كما يسعى، فضلا عن ذلك، إلى ترسيخ 'قيم التسامح والتنوع والتضامن داخل المجتمع المغربي'. ويعتبر جمال المحافظ في كتابه الجديد على أن الرهان الحقيقي الذي يواجه الإعلام المغربي في أفق تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 ، لا يتعلق فقط بالتغطية الإخبارية للحدث، بل يرتبط أساسا بقدرة الإعلام الوطني على أداء وظيفته التنموية والثقافية، من خلال الانخراط الواعي في مشروع استراتيجي كبير تتجاوز أبعاده الطابع الرياضي. وبعدما أكد إن المغرب بذل مجهودات كبرى، وقطع أشواطا متقدمة على مستوى الاستعدادات اللوجستية والميدانية المرتبطة بالبنيات التحتية، غير أنه لاحظ أن الإعلام 'ظل سؤالا مؤجلا'، وفي حاجة إلى استراتيجية متعددة الأبعاد، بإمكانها أن تعكس التحولات الحاصلة وتستثمر الاهتمام الجماهيري المتوقع بهذه التظاهرة الرياضية العالمية، وهو ما يتطلب ادراج ملف الإعلام، ضمن اللجنة التنظيمية المكلفة بالتحضير لاستضافة كأس العالم 2030 الذي سيمثل لحظة تاريخية لتجديد الخطاب الإعلامي وتحديث أدواته، بما يخدم إشعاع المغرب الدولي، ويعكس مكانته كبلد صاعد وفاعل على المستوى العالمي. وفي هذا الاطار شدد المؤلف على ضرورة تعزيز التكوين والتأطير، والانفتاح على تجارب دولية رائدة، لتفادي التشتت وبلورة أداء احترافي وموحد، إلى استثمار زخم مونديال 2030 في بناء خطاب إعلامي يكرس القيم الكونية التي ينص عليها دستور المملكة، وفي مقدمتها الانفتاح، والتعايش، والالتزام بالتنمية المستدامة، مع ضرورة اضطلاع وسائل االإعلام بأدواره في مجال الاخبار والتثقيف والتوعية والترفيه، وتوطيد الثقة به لدى الرأي العام الوطني والدولي. ج.م/ح

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store