
هل تفقد أمريكا تفوّقها العسكري أمام جنود الصين الخارقين؟
في تقرير رسمي أثار قلقا واسعا في الأوساط الأمنية الأمريكية، كشفت لجنة الأمن القومي المعنية بالتكنولوجيا الحيوية الناشئة عن تطورات صينية "مرعبة"، تجمع بين التعديل الوراثي والذكاء الاصطناعي لإنتاج جنود خارقين ضمن خطة بكين الطموحة لتحويل جيشها إلى قوة عالمية بحلول عام 2049.
جيش خارق
تسعى الصين إلى تحقيق ما تصفه بـ"الحرب الذكية"، من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتكنولوجيا الحيوية، في إطار خطة استراتيجية لبناء جيش عالمي حديث خلال ربع قرن.
ووفق التقرير الأمريكي، فإن بكين تعتمد على نهج منهجي مدعوم من الدولة، يجمع بين الأبحاث المدنية والعسكرية تحت مظلة ما يُعرف بـ"الاندماج العسكري-المدني"، وهو ما يمنحها تفوقا تقنيا سريعا قد يُعيد تشكيل موازين القوة العسكرية على مستوى العالم، وفقا لموقع sustainability-times.
وصرح رئيس لجنة الأمن القومي المعنية بالتكنولوجيا الحيوية الناشئة، السيناتور تود يونغ، للصحفيين قبل صدور التقرير بأنه متفائل بحذر بشأن قدرته على إقناع زملائه المشرعين بتضمين توصيات مهمة تدعو إلى زيادة الإنفاق الخاص بالتكنولوجيا الحيوية عند صياغة مشاريع قوانين سياسة الدفاع والإنفاق لعام 2026 في وقت لاحق من هذا العام.
قال يونغ: "جعلت الصين علم الأحياء أولوية استراتيجية قبل عقدين من الزمن. في بعض مجالات علم الأحياء، تفوقوا علينا بالفعل. وفي مجالات أخرى، وفقًا للاتجاهات الحالية، سيتفوقون علينا... كان لدى الصين خطة منذ عقدين من الزمن. أما نحن، فليس لدينا خطة. لقد اعتمدنا على القطاع الخاص".
اتهام صريح
وفي وقت سابق، قام مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكي السابق، جون راتكليف، بتوجيه اتهام صارم ضد الصين، عندما كتب في صحيفة وول ستريت جورنال قائلاً إن "الصين أجرت اختبارات بشرية على أعضاء في جيش التحرير الشعبي على أمل تطوير جنود ذوي قدرات معززة بيولوجيا".
يُعتبر راتكليف من أبرز منتقدي الصين، حيث وصفها بأنها تهديد استراتيجي للولايات المتحدة، مشيرا إلى طموحاتها العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية، والمدير السادس للاستخبارات الوطنية الأمريكية (2020–2021) وخدم في هذا المنصب خلال فترة الرئيس دونالد ترامب الأولى، حيث كان مسؤولًا عن تنسيق عمل وكالات الاستخبارات الأمريكية.
جنود مُعدّلون وراثياً
أحد أكثر ما أثار الذهول في التقرير هو تأكيد تطوير الجيش الصيني لجنود معززين وراثيا وذكيا، يمتلكون قدرات جسدية وذهنية متفوقة، بفضل تقنيات التعديل الجيني ودمج الذكاء الاصطناعي في الوظائف القتالية، هذه الفئة من الجنود الخارقين، التي كانت حتى وقت قريب جزءا من أفلام الخيال، أصبحت اليوم مشروعا حقيقيا تحت التجربة، ما يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في طبيعة الحروب.
تهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي
حذّر التقرير، الذي رُفع إلى الكونغرس، من أن هذه الطفرات التكنولوجية في المجال العسكري قد تُحدث خللا طويل الأمد في توازن القوى، ما يفرض على الولايات المتحدة التحرك الفوري لحماية تفوقها التقني.
ودعا إلى تعزيز قدرات البحث والابتكار المحلي، وفرض رقابة صارمة على الاستثمارات الصينية في القطاعات الحيوية، إضافة إلى حماية الملكية الفكرية الأمريكية من عمليات التجسس والسرقة المدعومة من الدولة الصينية.
الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الحرب
يرى معدو التقرير أن اندماج الذكاء الاصطناعي مع القدرات البشرية المعدّلة وراثيا يفتح الباب أمام حقبة جديدة من القتال، تتفوق فيها هذه القوات الذكية على الجيوش التقليدية من حيث القوة والسرعة وكفاءة اتخاذ القرار.
واعتبروا أن عصر الطائرات المسيّرة قد يبدو بدائيا مقارنةً بما تخطط له الصين من تطوير "جنود مبرمجين".
خطة أمريكية مضادة
لمواجهة هذا التحدي، أوصى التقرير بتبنّي استراتيجية مزدوجة تشمل تسريع الابتكار الداخلي من خلال ضخ استثمارات في مجال التكنولوجيا الحيوية لا تقل عن 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، وتشديد الإجراءات الرقابية على الشركات الصينية في السوق الأمريكية، مع تعزيز التعاون الدولي في أمن البيانات البيولوجية وتطوير الكفاءات العلمية.
السباق نحو المستقبل
يحذر التقرير من أن ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي المرتبط بالتكنولوجيا الحيوية تتراجع بشكل مقلق، ما يضع واشنطن أمام لحظة حاسمة، فبينما تقود بكين السباق من خلال نموذج ابتكار موجه من الدولة، تواجه أمريكا تحديا حقيقيا للحفاظ على تفوقها في ساحات قتال المستقبل، حيث الجنود لن يكونوا فقط من لحم ودم، بل أيضا من خوارزميات وجينات مُهندَسة.
في ظل هذه التطورات المتسارعة، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تهديد غير تقليدي، يتطلب استجابة فورية وشاملة، لا تقتصر على العسكر، بل تمتد إلى منظومة البحث العلمي، والسياسات الاقتصادية، والأمن السيبراني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ يوم واحد
- البيان
لماذا فعلتها «حماس»؟
نشرت جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريراً من تل أبيب منسوباً إلى مصادر إسرائيلية تقول فيه إن الجيش الإسرائيلي عثر مؤخراً على وثائق خطيرة تفيد بأن هجوم السابع من أكتوبر كان مخططاً مع إيران كي يفسد أي احتمال لإقامة علاقات سلام بين السعودية وإسرائيل. وذكر التقرير المنسوب إلى مصادر في الجيش الإسرائيلي لم يتم كشفها بالاسم أن هذه الوثائق عثر عليها مؤخراً في أحد أنفاق حركة «حماس»، وعثرت عليها قوات الجيش الإسرائيلي أثناء عملياتها الأخيرة في قطاع غزة. وذكر التقرير أن هناك وثيقة هي بمثابة محضر اجتماع تم بين يحيى السنوار، قائد كتائب القسام، ومجموعة من القيادات العليا بتاريخ 2 أكتوبر، أي قبل العملية بخمسة أيام. وبناء على هذه الوثيقة التي يتحدث فيها الجيش الإسرائيلي، فإن السنوار أعلن في هذا الاجتماع أنه يتعيّن على «حماس» القيام قريباً بعمل عسكري يؤدي إلى تغيير استراتيجي في معادلات المنطقة، ويجعل أي مشروع سلام غير قابل للتنفيذ. ولم يتم تأكيد، من قبل جريدة «وول ستريت جورنال»، صحة أو عدم صحة هذه الوثيقة، ولكن اكتفت بنسبتها إلى مصادر في الجيش الإسرائيلي. من الناحية الصحفية المهنية، لا يوجد سند أو دليل على هذا الاتهام، ولكن من الناحية السياسية الموضوعية، فإن كل عناصر المنطق المجرد والتحليل السياسي تؤكد أن هذا الاحتمال منطقي ومتفق مع سياق الأحداث للأسباب التالية: 1 - علاقة «حماس» القوية بإيران. 2 - اتفاق مصالح «حماس» وإيران في إفشال أي سلام إسرائيلي مع أي دولة عربية. 3 - اجتماع قيادات من «حماس» مع ممثلين لجهة مساندة إيران قبل أشهر من عملية 7 أكتوبر في بيروت بحضور ممثلين للحرس الثوري الإيراني. في نهاية الأمر، سواء كانت عملية 7 أكتوبر بالتنسيق الكامل أو الجزئي مع إيران، فإن حركة «حماس» خرجت من هذه العملية خاسرة ثقلها العسكري وترسانتها التسليحية، وأدت إلى أكبر تدمير للبشر والحجر لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني يعيشون في قطاع غزة كانوا وما زالوا يعيشون تهجيراً دائماً، وإبادة وتجويعاً وتعطيشاً وتعذيباً لم يعرفه التاريخ منذ المذابح النازية.


العين الإخبارية
منذ 6 أيام
- العين الإخبارية
أبل تُحدث ثورة في التكنولوجيا.. التحكم بهواتف آيفون عبر التفكير (صور)
تواصل شركة أبل ريادتها في مجال التكنولوجيا من خلال تطوير تقنية جديدة تتيح للمستخدمين التحكم بأجهزتها الذكية، مثل هواتف آيفون وأجهزة آيباد ونظارة Vision Pro، باستخدام إشارات الدماغ فقط. يأتي هذا الابتكار بالتعاون مع شركة Synchron، المتخصصة في تقنيات الواجهة بين الدماغ والحاسوب (BCI)، والتي طورت جهازا يزرع في الجسم يعرف باسم "Stentrode"، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال". يزرع جهاز Stentrode عبر الوريد الوداجي ليستقر داخل وعاء دموي على سطح الدماغ، ويحتوي على 16 قطبا كهربائيا لالتقاط النشاط العصبي المتعلق بالحركة، دون الحاجة إلى جراحة دماغية مفتوحة. تترجم هذه الإشارات لاحقا إلى أوامر رقمية تتيح للمستخدم التفاعل مع الواجهة الرقمية للأجهزة. منذ عام 2019، خضع 10 مرضى لزراعة الجهاز ضمن إطار موافقة تجريبية من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وقد نجح أحد المشاركين في ولاية بنسلفانيا، وهو مصاب بمرض التصلب الضموري الجانبي (ALS) وغير قادر على استخدام يديه، في تشغيل أجهزة أبل والتفاعل معها عبر التفكير فقط، وإن كان ذلك أبطأ مقارنة بأساليب الإدخال التقليدية. تخطط أبل لدمج دعم واجهات الدماغ في إطار ميزة "التحكم بالتبديل" (Switch Control)، وهي ميزة تتيح التحكم بأجهزتها عبر أجهزة إدخال غير تقليدية مثل عصي التحكم أو الأجهزة التكيفية. ومن المتوقع إطلاق المعيار الجديد خلال أواخر عام 2025. تعيد هذه المبادرة إلى الأذهان خطوة أبل في عام 2014 حين أطلقت معيار "Made for iPhone" لدعم الاتصال السلس بين الأجهزة المساعدة على السمع وهواتف آيفون. وتسعى الشركة اليوم إلى اعتماد نهج مماثل مع واجهات الدماغ الحاسوبية، بالتعاون مع Synchron، بهدف تطوير معيار موحد لهذا النوع من الأجهزة. يذكر أن نهج Synchron يختلف عن شركات أخرى مثل Neuralink، التي تطور رقاقة تعرف باسم N1 تحتوي على أكثر من 1000 قطب كهربائي، وهي تزرع مباشرة في نسيج الدماغ، مما يتيح تحكما أكثر تعقيدا، لتحريك المؤشر وكتابة النصوص بمجرد التفكير. aXA6IDkyLjExMi4xNTAuMTQ3IA== جزيرة ام اند امز ES


العين الإخبارية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
«قبضة حزب الله» في لبنان.. «رحلة المغادرة» أقلعت من مطار بيروت
بدا أن تخفيف قبضة حزب الله على لبنان بدأ من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وذكرت صحيفه "وول ستريت جورنال" أن لبنان أجرى إصلاحًا كبيرًا في الإجراءات الأمنية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهو المنفذ الجوي الوحيد في البلاد. وأوضحت أن تلك الإجراءات هدفا "منع حزب الله من التهريب"، لافتة إلى أنها "أثارت رضا المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين وأعطتهم الأمل في أن الدولة اللبنانية قد تسيطر بالكامل على جميع منافذها الحدودية بعيدًا عن نفوذ الجماعة". وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام للصحيفة الأمريكية: "بإمكانك أن تلمس الفرق. نحن نحقق تقدماً في مكافحة التهريب للمرة الأولى في التاريخ الحديث للبنان". ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أمنيين وعسكريين لبنانيين كبار، لم تعد هناك أي طائرات معفاة من التفتيش الأمني، كما تم تعليق الرحلات الجوية القادمة من إيران منذ فبراير/شباط الماضي. وأضافت "تم فصل موظفين مرتبطين بحزب الله من العمل في المطار، واعتُقل عدد من المهرّبين، وبدأ تطبيق آليات مراقبة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي". وأوضحت نقلا عن مسؤول أمني رفيع أنه "في أحد النجاحات الأخيرة، أحبطت الأجهزة الأمنية محاولة تهريب كميات من الذهب لصالح حزب الله عبر مطار بيروت الدولي". وقال مسؤول أمريكي كبير يشارك في آلية وقف إطلاق النار التي أنهت أكثر من عام من القتال بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "هناك ما يدعو إلى الأمل هنا. لم تمر سوى ستة أو سبعة أشهر، وقد وصلنا إلى نقطة لم أكن أعتقد أننا سنبلغها في نوفمبر الماضي". ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يرون أن "هناك المزيد من العمل يجب القيام به، إذ تواصل إسرائيل شن ضربات على أهداف لحزب الله في لبنان"، مدعية أن ذلك "يشكّل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر". تأتي هذه التطورات في ظل جهود دولية لدعم الحكومة اللبنانية في بسط سيطرتها على مؤسسات الدولة ومنافذها الحدودية، وتقليص نفوذ الجماعات المسلحة غير الحكومية. aXA6IDEwNC4xNDMuMjI1LjE3MiA= جزيرة ام اند امز GB