logo
خور عبد الله قرآن العراقيين المقدس، الذهاب إليه لإعادته أفضل من زيارة الإمام الحسين (ع)؟

خور عبد الله قرآن العراقيين المقدس، الذهاب إليه لإعادته أفضل من زيارة الإمام الحسين (ع)؟

موقع كتابات١٢-٠٥-٢٠٢٥

*إن خور عبد الله ليس مجرد قضية حدود، بل معركة وجود، ومن لا يقف معها اليوم، لا يستحق أن يُعدّ من أتباع الحسين (ع).
في كل عام، يشد العراقيون الرحال إلى كربلاء المقدسة، يحيون زيارة الإمام الحسين (ع)، يستلهمون منه الصبر والتضحية والفداء وقول الحق حتى في حضور سلطان جائر . ولكن، أيُّ خنوع إذا تناسى هذا الشعب قضية خور عبد الله واعادته الى حضن الوطن ، هذا الجرح النازف ما يزال في صدر الوطن لحين انتظار عودته ؟ إن الذهاب من قبل العراقيين إلى خور عبد الله ليس مجرد زيارة سياحية تفقدية ، بل اصبحت فريضة وطنية وشرعية تفوق قدسية الشعائر الحسينية ، لأن من يفرّط بأرضه بهذه السهولة ، يفرّط بمبادئه، بكرامته، بل بعقيدته ذاتها التي يؤمن بها . الوزراء والمسؤولين وكل من له صلة مباشرة أو غير مباشرة في الحكومة العراقية في حينها ، أولئك الذين صادقوا على اتفاقية 2013 المذلة، لم يكتفوا بخيانة العراق عبر بيع خور عبد الله للكويت مقابل حفنة من الرشى، بل أجهزوا على أحلام شعب بأكمله، خنقوا منفذه المائي الوحيد إلى الخليج، وسدّوا أبواب التنمية الاقتصادية والبشرية المستدامة، تاركين الملايين يتخبطون في مستنقع الفقر والعوز والجوع والحرمان . إن هؤلاء المسؤولين والوزراء ، الذين قبضوا ثمن الخيانة دون وخزة ضمير، هم أعداء الوطن الحقيقيون، وجريمتهم تستحق أن تُكتب بحروف خيانة الامانة في سجل التاريخ. أما رجال الدين، فلهم دورٌ لا يُعفيهم من المسؤولية: عليهم أن يهبّوا، أن يحثّوا أتباعهم على نصرة قضية خور عبد الله، لأن الدفاع عن الأرض جزءٌ لا يتجزأ من العقيدة، ومن تخلّى عن تراب وطنه، تخلّى عن إيمانه . نعم، العراق اليوم ضعيف، تتكالب عليه الدول كالذئاب والضباع الجائعة ، لكنه لن يظل راكعًا إلى الأبد. كطائر العنقاء، سينهض من رماده، وكلكامش الأسطوري، سيبحث عن نبتة الكرامة والخلود، ليصدح صوته مجددًا، معلنًا أن خور عبد الله ليس للبيع، وأن العراق لن يساوم على عزته أبدًا.
إن العراق، بتاريخه العريق وشعبه المؤمن، لم يكن يومًا بعيدًا عن صوت رجال الدين الذين شكّلوا ضمير الأمة في أحلك الظروف . في قضية خور عبد الله، تلك الجريمة الوطنية التي ارتكبها وزراء جشعون عام 2013، يقع على عاتق رجال الدين مسؤولية تاريخية لتعبئة الرأي العام، ليس فقط كقادة روحيين، بل كحماة لكرامة العراق وسيادته. إن الدفاع عن الأرض ليس مجرد واجب وطني، بل هو فريضة شرعية دينية لا تقل قدسية عن أركان الإسلام الخمسة ، فمن تخلّى عن تراب وطنه، تخلّى عن جوهر عقيدته. لكن، أين صوت الحوزة الدينية ؟ أين خطب الجمعة التي تهزّ الوجدان و تستنهض الهمم؟ إن صمت بعض رجال الدين اليوم إزاء هذا التفريط المشين بالارض هو خيانة لرسالتهم ، وتقاعسٌ سوف يُسجّله التاريخ.
تاريخ العراق حافل بأمثلة ملهمة لدور رجال الدين في القضايا الوطنية. في ثورة العشرين عام 1920، كان المرجع الديني الكبير الشيخ محمد تقي الشيرازي رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال البريطاني. أصدر فتواه الشهيرة التي دعت العراقيين إلى الجهاد، فهبّت القبائل والعشائر، موحدة صفوفها ضد المستعمر، في واحدة من أعظم الملاحم الوطنية. لم يكن الشيرازي وحده، بل وقف إلى جانبه علماء كبار مثل الشيخ مهدي الخالصي، الذي ألهب حماس الجماهير بخطبه النارية. هؤلاء لم يروا في الدفاع عن العراق قضية سياسية فحسب، بل فريضة شرعية إيمانية مقدسة ، لأن الأرض، في جوهرها، هي امتداد للعقيدة.
وفي عصر أقرب، واجه العراق خطر تنظيم داعش عام 2014، فكانت فتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بـ'الجهاد الكفائي' شرارة أنقذت البلاد من براثن الإرهاب. تلك الفتوى لم تكن مجرد دعوة للقتال، بل كانت تعبئة وطنية شاملة، جمعت العراقيين من مختلف الطوائف تحت راية الدفاع عن الأرض والعرض. لقد أثبتت هذه اللحظة أن رجال الدين، عندما يتحملون مسؤوليتهم، يستطيعون تحويل الشعب إلى قوة لا تُقهر، قادرة على تغيير مجرى التاريخ.
اليوم، قضية خور عبد الله تتطلب فتوى مماثلة، خطبة تهزّ المساجد، وموقفًا يوقظ الضمائر. على رجال الدين، من الحوزة في النجف إلى منابر بغداد والموصل والبصرة، أن ينادوا بصوت واحد: 'خور عبد الله ليس للبيع!' عليهم أن يذكّروا أتباعهم أن التفريط بالأرض هو تفريط بالكرامة، وأن من يساوم على سيادة العراق يساوم على دينه وكرامته . إن السكوت عن خيانة وزراء 2013، الذين قبضوا أثمان الرشى ليخنقوا منفذ العراق المائي، هو مشاركة في الجريمة. ألم يقل الإمام الحسين (ع): 'ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين : بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة'؟ فكيف يقبل رجال الدين أن يُركَّز العراق بين التنازل عن خور عبد الله وبين الذل أمام الكويت؟
إن دور رجال الدين لا يقتصر على الخطب، بل يمتد إلى قيادة الحراك الشعبي. عليهم أن يحثوا الشباب على التظاهر السلمي، أن يشرفوا على مسيرات حاشدة نحو الفاو، معلنين أن خور عبد الله هو خط أحمر. على المراجع أن يفتوا بحرمة السكوت عن هذه الخيانة الوطنية، وأن يطالبوا بمحاسبة كل من وقّع على اتفاقية 2013،وكل متآمر قبض ثمن التفريط، فالشعب ينتظر صوت الحوزة الدينية ومراجع رجال الدين بكافة انتماءاتهم ليستعيدوا كرامة العراق المنهوبة.
لقد علّمنا التاريخ أن العراق، مهما ضعف، يملك في أعماقه قوة الإيمان والكرامة. كما نهض في العشرين ضد البريطانيين، وكما انتصر على داعش بدماء أبنائه، سينهض اليوم دفاعًا عن خور عبد الله، مدفوعًا بصوت رجال الدين الذين يجب أن يكونوا في طليعة هذا النضال. إن خور عبد الله ليس مجرد قضية حدود، بل معركة وجود، ومن لا يقف معها اليوم، لا يستحق أن يُعدّ من أتباع الحسين (ع).
وفي الختام وللتوضيح يُعد الدفاع عن خور عبد الله اليوم فريضة وطنية شرعية مقدسة لكل العراقيين بكافة توجهاتهم السياسية والعقائدية دون تميز، وتتخطى وتتجاوز في أهميتها الشعائر الدينية، لما تمثله من رمز السيادة والكرامة الوطنية . وفي هذا السياق، يقع على عاتق رجال الدين مسؤولية حاسمة لتعبئة الرأي العام، عبر ربط العقيدة الدينية بالقضية الوطنية، لإيقاظ الضمائر واستنهاض الهمم. وتجدر الإشارة إلى أن المقارنة التي أوردتها في عنوان المقال ليست محاولة للتقليل من قدسية الشعائر الدينية بأي شكل من الإشكال، بل هي تعبير مجازي مقصود، يهدف إلى لفت الأنظار إلى خطورة التفريط بأرض العراق وممرها المائي الملاحي الاستراتيجي، خور عبد الله، الذي اغتُصب دون وجه حق، في ظل صمت مريب وتخاذل مسؤولين أداروا ظهورهم لمصالح الشعب مقابل فتات الموائد على طاولة اللئام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

20 مايو: 11 قتيلا من الجيش اللبناني في اشتباكات مع "فتح الإسلام" قرب طرابلس
20 مايو: 11 قتيلا من الجيش اللبناني في اشتباكات مع "فتح الإسلام" قرب طرابلس

الحركات الإسلامية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الحركات الإسلامية

20 مايو: 11 قتيلا من الجيش اللبناني في اشتباكات مع "فتح الإسلام" قرب طرابلس

في مثل هذا اليوم العشرين من مايو 2007: قتل 11 من جنود الجيش اللبناني، حسب تصريح ناطق عسكري رسمي، واصيب 19 جنديا بجراح في اشتباكات عنيفة بدأت في ساعات الفجر بين الجيش اللبناني ومسلحين تابعين لتنظيم إسلامي يعرف باسم (فتح الإسلام) يعتقد أن له صلة بتنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الواقع قرب مدينة طرابلس شمالي لبنان. كما قتل اربعة من مقاتلي التنظيم على الأقل. تنظيم فتح الإسلام ظهر في مخيم نهر البارد في نوفمبر 2006، للمزيد عن تنظيم "فتح الإسلام"۔۔۔۔ 20 مايو: بوش يعتذر للمالكي عن إطلاق جندي أمريكي النار على القرآن في مثل هذا اليوم العشرين من مايو 2008: تلقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "اعتذارا" من الرئيس الأمريكي جورج بوش عن حادثة إطلاق جندي أمريكي النار على القرآن الكريم، حسبما أفاد تلفزيون "العراقية" الحكومي الثلاثاء . وكان الجيش الأمريكي أعلن الأحد الماضي إبعاد أحد جنوده من العراق، واتخاذ "إجراءات تأديبية بحقه"، بعد أن أطلق النار خلال تمارين عسكرية على نسخة من المصحف استخدمها هدفاً للرمي قرب بغداد, كما قدم ضابط أمريكي كبير اعتذاراً عما حدث. وأفاد الجيش أن الجندي الذي لم يتم الكشف عن اسمه "مثل أمام هيئة تأديبية بعد اكتشاف رجال الشرطة العراقية المصحف وعليه طلقات نارية بالإضافة إلى كتابات داخل غلافه في أحد ميادين الرماية في منطقة الرضوانية في جنوب غرب بغداد". واعتبر المتحدث باسم الجيش الأمريكي الكولونيل بيل بانكر أن ما "حدث خطير ومقلق بشدة" مشيراً إلى أنه "حادث فردي ارتكبه جندي واحد". وأضاف "صدرت تعليمات إلى القادة العسكريين للتحقيق واتخاذ التدابير المناسبة واجراءات ضد أي شخص يعمل على تشويه أو يظهر عدم احترام ايمان الآخرين"، معبرا عن "أسفه الشديد".

منابر وأفكار وأموال: كيف تهدد جماعة الإخوان المسلمين أمن فرنسا؟
منابر وأفكار وأموال: كيف تهدد جماعة الإخوان المسلمين أمن فرنسا؟

الحركات الإسلامية

timeمنذ 2 ساعات

  • الحركات الإسلامية

منابر وأفكار وأموال: كيف تهدد جماعة الإخوان المسلمين أمن فرنسا؟

في تقرير سري مؤلف من 73 صفحة، قدمته أجهزة الاستخبارات الفرنسية إلى وزير الداخلية برونو ريتيلو، تم الكشف عن صورة مقلقة لتغلغل جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الفرنسي. الوثيقة، التي نشرت نسخة منها بعد رفع السرية عنها بواسطة صحيفة 'لوفيغارو' في 20 مايو 2025، تظهر كيف أن الجماعة تعمل على تقويض الدولة الفرنسية من الداخل عبر شبكة واسعة من المؤسسات والأفراد. تغلل الإخوان في مؤسسات فرنسا ويقال إن 'نحو عشرين إدارة' تأثرت بهذا الاختراق للإسلام الراديكالي، والذي يمكن تفسيره على وجه الخصوص بـ 'الافتقار المستمر للهيكل في تنظيم الإيمان الإسلامي '. ويمكن تفسير صعود جماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص بحقيقة أن المنظمة صممت 'مصفوفة الإسلام السياسي المعدلة ليتم تنفيذها في الغرب'. ويكشف التقرير أيضا عن النظام المحكم الذي تتبعه جماعة الإخوان المسلمين ، والتي تتبنى أساليب عمل مختلفة مثل 'إعادة الأسلمة' أو 'التخريب أحيانا' لزعزعة استقرار البلاد. وفي المجمل، تم تسجيل 139 مكانا للعبادة تابعا للمسلمين في فرنسا في البر الرئيسي الفرنسي. ويقال إن هذه المساجد هي 'الفرع الرئيسي للإخوان المسلمين في فرنسا'، حتى وإن كانت تنكر الحقائق. المساجد والمدارس يشير التقرير إلى أن هناك 139 مكان عبادة إسلامي في فرنسا يعتبرون بمثابة 'الفرع الرئيسي للإخوان المسلمين'، بالإضافة إلى 68 مكانا آخر يعتبرون 'قريبين من الاتحاد'، مما يشكل حوالي 7% من إجمالي أماكن العبادة الإسلامية في البلاد. هذه الأماكن تستخدم كمنابر لنشر الفكر الإخواني، رغم نفي الجماعة لذلك. ويظهر التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين تستهدف القطاع التعليمي كأولوية، حيث تم تحديد 21 مؤسسة تعليمية مرتبطة بالجماعة ومن بين هذه المؤسسات، خمس فقط لديها عقد شراكة مع الدولة، مما يثير القلق بشأن تأثير هذه المؤسسات على الأجيال القادمة. وتذكر الوثيقة أيضا قضية مدرسة ابن رشد الثانوية في ليل ، والتي يزعم أنها تلقت 'تمويلا غير مشروع في شكل قروض مع التنازل عن الديون من المساجد المجاورة ومن المركز الإسلامي في فيلنوف داسك، والذي تم تمويله بدوره من قبل الكويت وقطر ومصر '. وتمت ملاحظة ' نقص خطير في الموارد التعليمية' ، بما في ذلك وجود أعمال الإمام حسن إيكيوسن، الذي تم إدراجه في القائمة 'S' وتم ترحيله إلى المغرب في عام 2024. وسائل التواصل الاجتماعي: 'الوعظ 2.0' ويشير التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كأداة رئيسية للتأثير على الشباب، حيث يقوم 'المؤثرون' بنشر رسائل دعوية تروج للأيديولوجيا الإخوانية. ومن بين هؤلاء، مروان محمد، المدير السابق للتجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا (CCIF)، الذي يعتبر من بين 'نحو عشرين مؤثرا لهم تأثير حقيقي على الشبكات'. التمويل: شبكات مالية مشبوهة ويكشف التقرير عن وجود 280 جمعية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، تعمل في مجالات متنوعة تشمل الدين، الأعمال الخيرية، والتعليم، والمجالات المهنية والشبابية وحتى المالية. وتمثل هذه الجمعيات شبكة مالية تستخدم لتمويل الأنشطة المرتبطة بالجماعة، مما يثير تساؤلات حول مصادر التمويل ووجهتها. ويدعو المؤلفون إلى الوعي بهذا التقدم ويقترحون عدة طرق لمعالجة هذا الاتجاه. على سبيل المثال، يطلبون من البرلمان تقديم تقرير "كل عامين حول حالة التهديدات للأمن القومي". سيتم مناقشة مسألة التسلل الإسلامي والإخواني في المجلس الأعلى للدفاع الوطني، برئاسة إيمانويل ماكرون ، في قصر الإليزيه يوم الأربعاء 21 مايو. ويحذر التقرير من أن جماعة الإخوان المسلمين تعتمد على 'آليات متعددة تتراوح بين إعادة الأسلمة، والانفصالية، وأحيانا التخريب، بهدف زعزعة استقرار الجمهورية الفرنسية'. وتسعى الجماعة إلى بناء 'نظم بيئية' على المستوى المحلي، تتمحور حول المسجد وأصحاب المصالح فيه، وتتمحور حول 'أعمال مجتمعية أو أنشطة رياضية منفصلة عن المسجد، من أجل الاستثمار في مجال التعليم الخاص'. ويظهر التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين قد نجحت في بناء شبكة واسعة من المؤسسات والأفراد المنتشرين في مختلف قطاعات المجتمع الفرنسي، مما يشكل تهديدا للأمن القومي. يتطلب التصدي لهذا التهديد تنسيقا بين مختلف الأجهزة الأمنية، وتعزيزا للرقابة على المؤسسات والجمعيات المرتبطة بالجماعة، بالإضافة إلى نشر الوعي بين المواطنين حول مخاطر هذا التغلغل. من المتوقع أن تناقش هذه القضية في الاجتماع المقبل للمجلس الأعلى للدفاع الوطني، مما قد يفضي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة هذا التهديد.

أهي خطوات تسبق التطبيع؟!
أهي خطوات تسبق التطبيع؟!

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 2 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

أهي خطوات تسبق التطبيع؟!

أيمن العراقي ‎كي تكون المحظورات مستساغة مجتمعيا، فإن خطوات شيطانية باتت تتسارع نحو هذا الأمر، ومنها خطوات بلمسة ثقافية وبمباركة رسمية! ‎اليهود الذين يقول عنهم الله بعظمته أنهم أشد عداوة للذين آمنوا، يأتي من يرتدي رداء الإسلام فيناغيهم، ثم يأتي من يُعَنون بعنوان المثقف ليقول أن من يرفضون التطبيع معهم جهلة! وأن جذور الحروب بينهم وبين المسلمين تعود للمتطرفين من الفريقين! ‎هذه الكلمات هي للكاتب الروائي المصري يوسف زيدان، الذي لا تخفى على أحد تصريحاته واطروحاته الودية للكيان الصهيوني، ولا شك أن هكذا مثقفين، قد علت اصواتهم خضوعاً للتطبيع مع إسرائيل، وإن كان من المعيب أن تضرب ثقافتهم الدنيئة قيم ومبادئ شعوبنا العربية والإسلامية، فإن الأشد عيباً وخطراً أن يتلقى هكذا مثقف ملغوم بضرب الثوابت الإسلامية دعوى، لزيارة العراق بلد الحضارات والقيم والثقافة الأصيلة، ومن شبكة الإعلام العراقي، ليلقي محاضراته على الأدباء والمثقفين العراقيين ويبث ما يحمله من سموم! ‎ما يُؤسَف له ان هكذا تحركات مريبة تمر دون رقابة حكومية، ودون مراعاة لما تضمرها من نوايا خبيثة تعاكس ثقافة العراقيين، الذين أظهروا للعالم رفضهم لكل أشكال العبودية والخنوع لقوى الشر وجبهة الباطل، ووقوفهم في صف المقاومين والمناصرين للشعوب المضطهدة، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني المظلوم ضد الكيان الصهيوني الغاصب. ‎كان الاجدر بشبكة الإعلام أن تدعو من الكتاب والمثقفين، من يوافق ثقافتنا الأصيلة وقيمنا، وتعزيز الحس الإسلامي والعربي لدى شعبنا ومفكرينا، لبناء جيل ثابت القدم على قيمنا، عصياً على الأعداء وكل من يروم تركيعنا. ‎إننا إذ نعلن استنكارنا لهكذا دعوات وزيارات مشبوهة، وتأكيداً لرفضنا القاطع للتطبيع بأي شكل من الأشكال مع الكيان اللقيط؛ فإننا نطالب المعنيين بالامر، أن يكونوا أكثر وعياً وحرصاً ودفاعاً عن شعبنا الأبي، فالحرب الفكرية صارت فاتحة لحرب أكبر باتت تستهدفنا، فلا يسمحوا للمطبع يوسف زيدان ولا لأمثاله من أن يدنّسوا أرضنا وثقافتنا، وهنا نؤكد قول مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): من نام لم يُنم عنه!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store