
"مرحبا المريخ": الإمارات... وأمل تصنعه بين الكواكب
اليوم، وبعد خمسة أعوام من هذا الإطلاق الجريء من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، يُحتفل ببرنامج الإمارات لاستكشاف المريخ (EMM) بوصفه واحداً من أعظم الإنجازات العلمية في تاريخ الإمارات.
أجواء مليئة بالتوتر والترقّب
كانت الرهانات مرتفعة للغاية. في فبراير 2021، ومع اقتراب مسبار الأمل من المريخ، انفعلت الأجواء داخل الإمارات. اجتمع قادة الدولة وعلماؤها ومواطنوها في مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC) وساحة برج بلازا لمتابعة عملية إدخال المسبار إلى مدار المريخ الدقيقة. وقف برج خليفة مضاءً في الخلفية، شاهداً شامخاً على الحدث.
ولأن هناك تأخيراً في التواصل مدته 22 دقيقة، لم يكن بالإمكان إصدار أوامر وتحكم لحظي. كان على المسبار أن يشغّل دافعاته تلقائياً ويبطئ من سرعته من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة لتجنب التحطم على سطح المريخ أو الانزلاق بعيداً وضياعه في الفضاء.
ثم صدحت الكلمات التي دوّت في جميع أنحاء الإمارات والعالم العربي: "مرحباً يا مريخ!"
إتمام المهمة بنجاح
كان التوقيت رمزياً؛ فقد تزامن وصول مسبار الأمل إلى المريخ مع عام اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، احتفالاً بخمسين عاماً على قيام الاتحاد.
ومنذ دخوله المدار المريخي، فاق مسبار الأمل التوقعات والأهداف الأصلية للمهمة، إذ جمع ما يزيد عن 1.7 تيرابايت من البيانات العلمية وشاركها مجاناً مع المجتمع الدولي. وحتى الآن، تم إتاحة أكثر من 688.5 غيغابايت من البيانات المعالجة للعامة، ما ساعد العلماء في جميع أنحاء العالم على فهم أفضل لغلاف المريخ الجوي وأنماط الطقس فيه.
عهد جديد للإمارات
من مداره الفريد الذي يقع بين 20,000 و43,000 كم فوق سطح المريخ، يكمل مسبار الأمل دورة حول الكوكب كل 55 ساعة، موفراً تغطية شاملة للغلاف الجوي للمريخ كل تسعة أيام.
بالنسبة للإمارات، يمثل مسبار الأمل أكثر بكثير من مجرد مهمة علمية؛ إنه رمز لتحوّل الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة، ودافع لتعزيز الفخر الوطني في مجال الإنجازات العلمية.
قالت سارة بنت يوسف الأميري، رئيسة وكالة الإمارات للفضاء ووزيرة الدولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، عقب الإطلاق الناجح عام 2020:
"هذا هو مستقبل الإمارات."
خطوات طموحة متواصلة
منذ ذلك الحين، عززت الدولة من طموحاتها الفضائية:
في عام 2022، أطلقت الإمارات "الصندوق الوطني للفضاء"، وهو مبادرة بقيمة 3 مليارات درهم (817 مليون دولار) لدعم الابتكار الفضائي، والشركات الناشئة، وتطوير أقمار الرادار الصناعية.
كما توسعت الإمارات في برنامج الرحلات البشرية إلى الفضاء، حيث أكمل رائد الفضاء صالح العامري مهمة عزل لمدة ثمانية أشهر تحاكي ظروف الرحلات المستقبلية إلى المريخ.
وتخوض الدولة حالياً استعدادات لإنجاز المهمة القمرية الإماراتية، كجزء من هدف أشمل لبناء مستوطنة بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
نحو المستقبل
ومع استمرار مسبار الأمل في العمل وبثّ البيانات، فقد تركت مهمة الإمارات للمريخ بالفعل إرثاً دائماً. لقد فتحت آفاقاً جديدة أمام العلماء الإقليميين، وألهمت جيلاً جديداً من المهندسين الإماراتيين، وأسهمت بمعلومات حيوية في المجتمع العلمي العالمي.
كما قالت حصة المطروشي، قائدة الفريق العلمي في مهمة الإمارات للمريخ:
"المعارف الحديثة تؤكد أن أمامنا الكثير لنكتشفه. مع كل مجموعة بيانات جديدة، لا نتعلّم فقط عن المريخ، بل نبني مستقبل استكشاف الفضاء للإمارات والعالم."
وبعد خمسة أعوام... لا يزال "مسبار الأمل" يظلّل اسمه بالأمل، حاملاً أحلام شعب ودولة، ووعد الاكتشافات المتواصلة، إلى ما هو أبعد من المريخ.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
ابتكار مذهل.. مادة جديدة تتفوق على المعادن والزجاج تنهي عصر البلاستيك!
في عصر العلم والتكنولوجيا يسعى العلماء لتسخير الثورة العلمية الهائلة في إنتاج مواد صديقة للبيئة، فقد ابتكر علماء من جامعتي رايس وهيوستن مادة جديدة قوية بقوة المعادن ومرونة البلاستيك، دون تلوث، عن طريق استخدام مفاعل حيوي دوار، حوّلوا أنقى بوليمر حيوي على وجه الأرض إلى بديل عالي الأداء للبلاستيك، قادر على حمل الحرارة، وإحداث نقلة نوعية في صناعة التغليف والإلكترونيات، وتخزين الطاقة. وتعود أسباب تلوث البلاستيك لأن البوليمرات الاصطناعية التقليدية تتحلل إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، مطلقةً مواد كيميائية ضارة مثل بيسفينول أ (BPA) والفثالات والمواد المسرطنة، استخدم فريق البحث بدائل مستدامة، بقيادة محمد مقصود رحمن، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والفضائية بجامعة هيوستن والأستاذ المساعد في علوم المواد والهندسة النانوية بجامعة رايس، السليلوز البكتيري - أحد أكثر البوليمرات الحيوية وفرةً ونقاءً على وجه الأرض - كبديل قابل للتحلل الحيوي وفق موقع ساينس ديلي. قال سعدي، الباحث الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، وطالب الدكتوراه في علوم المواد والهندسة النانوية في جامعة رايس: "تضمن نهجنا تطوير مفاعل حيوي دوار يوجه حركة البكتيريا المنتجة للسليلوز، وينظم حركتها أثناء النمو، ويعزز هذا التنظيم بشكل كبير الخصائص الميكانيكية للسليلوز الميكروبي، مما ينتج مادة قوية تضاهي بعض المعادن والزجاج، لكنها في الوقت نفسه مرنة وقابلة للطي وشفافة وصديقة للبيئة". عادةً ما تتشكل ألياف السليلوز البكتيرية عشوائياً، مما يحد من قوتها الميكانيكية ووظائفها، بفضل تسخير ديناميكيات السوائل المُتحكم بها داخل مفاعلهم الحيوي الجديد، حقق الباحثون محاذاةً موضعيةً لألياف السليلوز النانوية، مما أدى إلى إنتاج صفائح ذات قوة شد تصل إلى 436 ميجا باسكال. وعلاوة على ذلك، أدى دمج رقائق نانوية من نتريد البورون أثناء عملية التخليق إلى إنتاج مادة هجينة ذات قوة أكبر - حوالي 553 ميجا باسكال - وتحسين الخصائص الحرارية، مما يدل على معدل تبديد الحرارة أسرع بثلاث مرات من عينات التحكم. "يُمكّن هذا النهج الديناميكي للتخليق الحيوي من إنتاج مواد أقوى ذات وظائف أفضل، وتتيح هذه الطريقة دمجاً سهلاً لمختلف الإضافات النانوية مباشرةً في السليلوز البكتيري، مما يُتيح تخصيص خصائص المواد لتطبيقات مُحددة" وفق السعدي. ويشير إلى أن عملية التخليق تُشبه في جوهرها تدريب مجموعة بكتيرية مُنظّمة، فبدلاً من جعل البكتيريا تتحرك عشوائياً، نُوجّهها للتحرك في اتجاه مُحدّد، مما يُنظّم إنتاجها للسليلوز بدقة، هذه الحركة المُنظّمة وتعدد استخدامات تقنية التخليق الحيوي تُمكّننا من هندسة كلٍّ من المحاذاة وتعدد الوظائف في آنٍ واحد". وتحمل هذه العملية القابلة للتطوير والتي تتكون من خطوة واحدة إمكانات كبيرة للعديد من التطبيقات الصناعية، بما في ذلك المواد الهيكلية وحلول الإدارة الحرارية والتعبئة والتغليف والمنسوجات والإلكترونيات الخضراء وأنظمة تخزين الطاقة. يتميز البحث بأنه متعدد التخصصات فيجمع بين علوم المواد والبيولوجيا والهندسة النانوية، ونتوقع أن تصبح هذه الصفائح السليلوزية البكتيرية القوية ومتعددة الوظائف والصديقة للبيئة منتشرة في كل مكان، لتحل محل البلاستيك في مختلف الصناعات، وتساعد في التخفيف من الضرر البيئي".


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
إطلاق الدورة السابعة من مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي
أطلق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع البرنامج الوطني للمبرمجين، الدورة السابعة لمخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز قدرات الشباب واستثمار طاقاتهم الواعدة، وتزويدهم بأحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتمكينهم بالمهارات المستقبلية اللازمة لتوظيفها في مختلف مجالات الحياة. يسعى مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، الذي تتواصل فعالياته من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس 2025، إلى توسيع آفاق الشباب لتصميم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات، والدفع بعجلة الابتكار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. ويستهدف المخيم مختلف الفئات المهنية والعمرية والمجتمعية، من الصغار وطلبة المدارس والجامعات والشباب إلى خبراء الذكاء الاصطناعي والبرمجة. ويقدّم المخيم تجربة معرفية شاملة تغطي 7 محاور رئيسية، تشمل: مستقبل الذكاء الاصطناعي، وعلم البيانات وتعلم الآلة، والتطبيقات الذكية في التعليم والرعاية الصحية والقطاع المالي، وتطوير الويب والروبوتات، وحوكمة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والواقعين الافتراضي والمعزز، وورشاً معرفية وتفاعلية وهاكاثونات وتحديات ومحاضرات. وأكد الدكتور عبد الرحمن المحمود، مدير إدارة في مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في حكومة دولة الإمارات، أن مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي يترجم رؤية القيادة الرشيدة، في بناء مستقبل يقوده جيل واعٍ ومؤهل يمتلك أدوات الذكاء الاصطناعي.


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
«دبي للثقافة» تحصد «الابتكار من أجل الأثر» من الاتحاد الدولي للاتصالات
حصدت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» جائزة «الابتكار من أجل الأثر» ضمن فئة المدن الذكية، خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظَّمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، التابع للأمم المتحدة والمتخصص في التكنولوجيا الرقمية. وجاء هذا التكريم تتويجاً لجهود الهيئة الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في حماية التراث الثقافي، من خلال مشروع «المسح والاستكشاف المعزز بالذكاء الاصطناعي في موقع ساروق الحديد الأثري». واختيرت مبادرة «ساروق الحديد» كإحدى دراسات الحالة الفائزة في القمة، وأُدرجت ضمن التقرير النهائي للاتحاد الدولي للاتصالات وعُرضت خلال جلسة «الابتكار من أجل الأثر: دراسات حالة فائزة». وطُوِّر المشروع بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا واعتمد على تقنية الاستشعار عن بعد، تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات المسح الجيوفيزيائي مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) والمسح المغناطيسي والخرائط الطبوغرافية عالية الدقة، لاستكشاف أحد أبرز مواقع العصر الحديدي في المنطقة. وأسفرت الدراسة عن كشف أكثر من 2500 قراءة تدل على احتمالية وجود قطع ومعالم ذات أهمية أثرية. وتسلِّط هذه الجائزة الضوء على ريادة «دبي للثقافة» في دمج الابتكار ضمن القطاع الثقافي وعلى إسهاماتها الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المعتمدة لدى الأمم المتحدة، كما تنسجم مع مهمة الهيئة في تمكين المواهب ودعم الابتكار الإبداعي وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للثقافة والمعرفة. الساحة الدولية قالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي: «يمثل هذا التكريم تأكيداً لالتزامنا بتبني التقنيات المستقبلية لحفظ وترويج تراثنا، فمن خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وأساليب غير تدخّلية، لا نحمي الماضي فحسب، بل نعزّز حضور دبي الثقافي على الساحة الدولية». وقالت منى القرق، الرئيس التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في «دبي للثقافة»: «هذا الإنجاز يعكس قناعتنا بأن التراث والابتكار ليسا قوتين متضادتين، بل شريكان في بناء مستقبل ملهم، نحن في «دبي للثقافة» نؤمن بأهمية توظيف التكنولوجيا الناشئة، بالتعاون مع شركاء يشاركوننا رؤيتنا، لإعادة تصور طرق حفظ التراث وإعادة تقديمه للعالم ومثل هذه المشاريع تضعنا في طليعة الجهود الإقليمية والعالمية لإعادة تعريف مفهوم حماية التراث الثقافي». وكان للتعاون مع جامعة خليفة دور محوري في نجاح المشروع، إذ تُعد الجامعة المطوّر الأصلي للتقنية المتقدمة غير التدخّلية المستخدمة في الدراسة. وتُعد قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام»، التي نظَّمها الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف بدعم من أكثر من 40 جهة تابعة للأمم المتحدة، منصة عالمية تجمع القادة والمبتكرين لاستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية بمختلف قطاعاتها وقد أكَّدت مشاركة دبي للثقافة في هذه القمة على مكانة الإمارة المتقدمة على خارطة الابتكار والتقنية والاقتصاد الإبداعي عالمياً.