
«جامعة قناة السويس» تحتفي بأبطال الهندسة في المسرح والرياضة وتتوج إنجازاتهم بتكريم رسمي
أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تضع الأنشطة الطلابية في صدارة أولوياتها، وتؤمن بدورها في بناء شخصية الطالب وصقل مهاراته، مشيرًا إلى أن تكريم النماذج المشرفة من أبناء الجامعة هو تقدير مستحق لجهودهم وتميزهم، ودافع قوي لمزيد من العطاء والنجاح.
وفي هذا الإطار، استقبل الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والمشرف على كلية الهندسة، المكرمين من طلاب الكلية لتكريمهم شهد مراسم التكريم الدكتور إبراهيم القرش عميد كلية الهندسة الأسبق ومستشار رئيس الجامعة للشئون الهندسية
، والدكتور باسم الهادي السعيد، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب،
،والأستاذ أحمد سرواح، أمين الكلية.
وشهدت الاحتفالية تكريم قسم رعاية الشباب بكلية الهندسة تقديرًا لجهوده المتميزة في دعم وتنسيق الأنشطة، حيث تم توجيه الشكر للكابتن تامر عبد الفتاح، والأستاذة رانيا دويدار، والكابتن محمود علي، لما قدموه من دعم مستمر للطلاب.
كما تم تكريم البطل عمر حسني الهرش بعد تتويجه بالمركز الأول في منافسات "كوميتيه جماعي" لفئة فوق 21 سنة رجال، والمركز الثاني في "فوكوجو" لنفس الفئة، ممثلًا للكلية في البطولة الأفريقية، تأكيدًا لريادة طلاب الجامعة على المستوى الرياضي القاري.
وفي إنجاز ثقافي مميز، تم تكريم فريق المسرح بكلية الهندسة بعد فوزه بالمركز الثاني كأفضل عرض مسرحي ضمن فعاليات مهرجان جامعة قناة السويس لعام 2025 عن مسرحية "نجونا بأعجوبة"، إلى جانب تحقيق عدد من الجوائز الفردية، حيث حصل عبد الرحمن وصفي على المركز الأول في التمثيل، ومحمد سالم على المركز الأول في الإضاءة، وإبراهيم عبد السلام بريزي على المركز الثاني في الديكور، ويحيى نبيل على المركز الأول في التأليف الموسيقي والألحان، كما حصل إياد مرعي على المركز الثالث في نفس المجال، فيما نال عبد الرحمن عيسى المركز الثاني في الإخراج، وحصلت مريم وليم على شهادة تميز تقديرًا لأدائها.
جاء هذا التكريم ليعكس اهتمام جامعة قناة السويس برعاية الموهوبين والمتميزين، ودعمها الدائم للأنشطة التي تعزز من قدرات الطلاب، وتفتح أمامهم آفاقًا واسعة للإبداع والنجاح.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ يوم واحد
- بوابة ماسبيرو
«العريش».. قصص المقاومة ترسم هوية «أرض الفيروز»
ملتقى أدبى أوصى بتدريب أبناء المنطقة لجمع التراث السيناوى شومان يفوز فى مسابقة الغطس.. وشوشة لا يتوقف عن ضبط المصطلح إبراهيم داوود يطلق النكات ويتذكر حكاياته مع «الفاجومى» وخيرى شلبى متحف التراث السيناوى.. كنوز الثقافة الشعبية تنتظر قرارًا من الوزير كنتُ أسحبُ حقيبة سفرى الصغيرة ذات العجلات، متأملا كلاب السكك التى نشطت مبكرا، وبدأت روتينها اليومى مع النباح والمعارك التى لا طائل من ورائها، من دون أن تُفزع المارة أمام بوابة القصر الذى يحمل لافتة 'مبنى وزارة التربية والتعليم'، خلف ضريح سعد زغلول وسط القاهرة، حيث كنت أتأمل نمط العمارة القديم وأقارنه بقصور منطقة التجمع و'القاهرة الجديدة'، كنتُ أسحب حقيبة سفرى الصغيرة إلى 'شارع المبتديان' محاولا الوصول إلى المقهى المواجه لمبنى 'عمارات العرايس' فى الموعد الصباحى المحدد، حيث ينتظر أتوبيس 'الهيئة العامة لقصور الثقافة' نخبةً من الأدباء والمثقفين المصريين، من أجيال وأعمار وتوجهات مختلفة، للمشاركة فى أعمال ملتقى أدبى يقام فى 'مدينة العريش'، خلال الفترة من 6 إلى 8 مايو الجارى، تحت عنوان 'الثقافة والهوية الوطنية'، وقد كان الكاتب الكبير المصرى سيد الوكيل هو شخصية الملتقى فى دورة هذا العام. على المقهى كان واحد من أجمل من عرفت شاعرا وإنسانا يجلس متأملا المارة، إنه ذلك الرجل الوسيم الذى حين تقول له 'صباح الخير يا عمنا الغالى' يرد عليك بحضن دافئ وسن ضاحك قائلا: 'الله كريم'.. إنه الشاعر الكبير إبراهيم داوود، الكاتب فى جريدة الأهرام ورئيس تحرير مجلة 'إبداع' فتعرف على الفور أنك سوف تمضى ثلاثة أيام فى جنة الحكايات، وأنك ستكون محظوظا بالصحبة فى هذه الرحلة. انطلق الميكروباص ـ الذى يقوده أحد أمهر سائقى الهيئة 'على' ـ بعدما أطلق إبراهيم داوود واحدةً من قفشاته الصباحية الرائقة، وطوال الطريق كان الشعور أننا فى مهمّةٍ وطنية، حيث لم يتوقف الناقد الدكتور محمد سليم شوشة عن محاولته ضبط المصطلح، بحضور الكاتبة الصديقة القاصة صفاء عبد المنعم، والناقدة الدكتورة نانسى إبراهيم من جامعة قناة السويس، والصديق الشاعر عيد عبد الحليم، رئيس تحرير 'مجلة أدب ونقد'، الصادرة عن حزب التجمع، وبحضور الشاعرة جيهان عمر، وكاتبنا الكبير سيد الوكيل، وبعد نصف ساعة من السير فى شوارع القاهرة وبالتحديد فى منطقة العبور على طريق الإسماعيلية، كان القاص الدكتور شريف صالح ينتظرنا مُبتسما هو الآخر. طبعا، لابد أن أعترف ـ بداية ـ أننى أصلا من عشاق العريش، فقد كانت مقر أولى رحلاتى الجامعية وأول مصيف فى حياتى، يوليو من العام 1990، وكلنا يعرف أن الرحلة إلى سيناء الآن وتقديم نشاط ثقافى هناك ـ لايزال أمرا محفوفا بالمتاعب، لأنه يمثل تحديا أمنيا وثقافيا كبيرا، خصوصا خلال سنوات الحرب على الإرهاب التى عرفتها المنطقة فى مرحلة سابقة، وبعد سنوات من خسارة المئات من الشهداء الأبرياء من أبناء الوطن، سواء كانوا من أبناء الجيش أو الشرطة أو الشعب، وعلى بعد حجر من حرب إسرائيلية بشعة على غزة الفلسطينية الباسلة، الأمر الذى رسم خريطة للمقاومة على أرض الفيروز. لقد اعتقد المثقفون دائما ـ وأنا أولهم ـ أن الثقافة والشعر والغناء والموسيقى والمسرح وكل أشكال الفنون هى رأس الحربة الفعلى فى الصراع مع التيارات الدينية المتشددة، وأن انسحاب الدولة من معركة الوعى الثقافى العام لا يعنى إلا أن نترك الساحة خالية لذلك التيار الإسلامى الفاسد، الذى تأسس بمعرفة الاستعمار البريطانى، وظل يتخبط سياسيا إلى أن قادته ضلالاته إلى شن حرب ضد مؤسسات الدولة التى يُريد أن يحكم شعبها. فى الطريق إلى العريش كنا متحمسين لزيارة البلد التى تحارب الإرهاب نيابة عن بقية ربوع الوطن، الأمر الذى جعلنا نتحمل وعثاء السفر وعذاب الطريق، ونتجاهل ما سمعناه من حكايات عن تعقيدات إجراءات التفتيش فى 'أنفاق تحيا مصر'، فى الطريق كنا نحلم بزيارة 'متحف للتراث السيناوى' لكننا وجدنا متحفا أعد على عجل بعد اضطرارهم لنقل آثار متحف كان مقاما فى منطقة عمليات وهم فى انتظار قرار من وزير الثقافة، كما حلمنا بوجود أكثر من دار عرض سينمائى وأكثر من مسرح، فوجدناهما فى قصر ثقافة العريش، وحلمنا بالاستماع إلى شعراء البدو وفرحنا لأن واحدة من ليالى الملتقى كانت مخصصة لهم. حقل ألغام فى الطريق الذى استغرق نحو ست ساعات سوف تتأمل القاهرة التى تركتها وراء ظهرك، وعليك أن تتأقلم مع إجراءات التفتيش والنزول والصعود، وحين تجاوزنا الأنفاق بنجاح كانت قد تمت قراءة خطاب وزارة الثقافة ـ الذى يحمله السائق ـ أكثر من سبع مرات. وصلنا العريش بينما كانت أشعة الشمس قد صارت هشة وبرتقالية اللون، صعدنا إلى غرف الفندق الجديد لكى نرى البحر من الأدوار العليا، بسرعة استبدلنا ملابسنا وتناولنا الغداء، ثم انطلقنا إلى الشارع فى الطريق إلى حفل افتتاح الملتقى على مسرح قصر ثقافة العريش الذى يتمتع بفرقة فنون استعراضية على أعلى مستوى، كانت أبرز فقرات الحفل الافتتاحى. فى كلمته نيابة عن رئيس الهيئة قال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة الشاعر مسعود شومان فى افتتاح الملتقى إن ثقافة المناطق الحدودية -خصوصا ثقافة المعابر- لها سمات جمالية وفنية وتعبيرية خاصة، وإن دراسة الثقافة الشعبية لمكان ما تنطوى فى الوقت نفسه ـ على محاولة عميقة لفهم هويته، أما الجلسة الافتتاحية فجاءت بعنوان "الهوية المصرية: إشكالية المفهوم وتحديات المستقبل"، وقدم فيها الباحث الدكتور شريف صالح ورقته التى تعتمد على رؤيته للتاريخ المصرى المتأثرة بمرحلة مصر القديمة، ثم جلسة "تشكلات الهوية فى عصر الذكاء الاصطناعي" وتحدث فيها الدكتور محمد سليم شوشة عن الدور الجوهرى الذى تلعبه اللغة فى تطوير برامج الذكاء الاصطناعى الحالية، والتى اتكأت على اللغة لتصنع ثورة الذكاء الاصطناعى الكبير أو الفائق، محذرا من هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى، يقول شوشة: 'أصبح هذا العقل الآلى فاعلا لأول مرة فى التاريخ، يملك دماغا محاكيا لدماغ البشر عبر شبكة عصبية مشابهة للشبكات العصبية التى فى مخ الإنسان، وهذه الشبكة العصبية لها منظومتها البنائية التى تأسست عليها، فى هذه المرحلة الجديدة من امتلاك الآلة لعقل شبه حقيقى، والأكثر دقة أن أقول حقيقيا؛ لأنه محاكاة متطابقة لعقل الإنسان أصبحت فاعلة ومنتجة بشكل حقيقى، ويجب أن ندرك أن قولنا شبه حقيقى إنما يرجع فقط لكونها اصطناعية، أى أنها حتى الآن ليست من لحم ودم، لكنها فى الحقيقة تؤدى -حتى الآن- غالبية وظائف العقل البشرى وبخاصة فى تعامله مع اللغة. فى هذه المرحلة وصل هذا العقل الاصطناعى الفائق والتوليدى إلى حدود عميقة من الفهم وتكوين معنى، والأهم أنه يؤدى ما يعرف بالتعلم العميق (deep learning) والقابلية للتطور ذاتيا'. فى اليوم التالى أقيمت جلسة "الأدب وتشكيل الهوية الوطنية – الأدب السيناوى نموذجًا"، بمشاركة الباحث الدكتور حمدى سليمان الذى توقف لقراءة أعمال عدد من أدباء سيناء، وقال: 'المتابع للمنتج الأدبى فى شمال سيناء يستطيع ملاحظة أن معظم أدباء سيناء حريصون فيما يقدمون من إبداعات، على تعزيز قيم وثوابت الهوية المصرية الأصيلة، التى تدعم وترسخ وحدة وتلاحم واستقرار الوطن، وتحافظ على ثقافته الوسطية، مع الاهتمام بإبراز التنوع الثرى الذى تتمتع به البيئات الثقافية المختلفة فى مصر'. فى اليوم الثانى كانت الجلسة الأولى بعنوان "محور الشعر الفصيح"، وقدم فيها الشاعر عيد عبد الحليم قراءته للمشهد الشعرى فى سيناء، مختصا اثنين من شعراء سيناء بالاهتمام، وهما الشاعر حسونة فتحى صاحب ديوان 'قصائد فرت من الحرب'، والذى أهدانى نسخة منه العام الماضى، حين تشاركنا القراءة الشعرية فى واحد من مؤتمرات بيت الشعر بالأقصر، ومن أجواء الديوان التى تتجلى فيها لحظات المعاناة ومفردات الحياة تحت القصف: 'تدربتُ كثيرًا على قراءةِ الحزنِ فى عَيْنَيْ أمي فقد كانتِ البلادُ أيضًا ديارَ حربٍ، لنمارسَ لعبتَنا إذن أصمُتُ.. وتصمُتينَ دون أن أُصَرِّحَ بما أعلمُ فنَهلَك أو بما تحمله أفكاركِ فيحترقُ وجهَ البلاد' توقفت قراءة عيد أيضا عند تجربة الشاعر سالم الشبانة الذى يقول فى ديوانه 'أصابع العازف الأعمي' ليكشف جانبا من الحياة القاسية التى عاشها: 'صحراء تصحو على الحربِ، خطوتى حقل ألغامٍ بدو جاهزون للأماثيل، علبة التبغ لن تصنع نبيا، ولا القلق قادرٌ أن ينجينا رجلٌ غامض يجمع زهورا سوداءَ، وينتظرُ ألاعيب الحياة ساهيا' الجلسة المسائية كانت لحسن الحظ مخصصة لـ "محور الشعر البدوي"، بمشاركة الباحث مسعد بدر، والتى أدارها الباحث مسعود شومان وغنى فيها عبد الكريم الشعراوى أحد شعراء البادية، واختتم الملتقى مساء الخميس بإعلان التوصيات ومنها: 'رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى، مع الإشادة بالدور الوطنى لأبناء سيناء على مر العصور، والتوصية بضرورة زيادة الفعاليات والأنشطة الثقافية بما فيها مهرجانات المسرح والفنون الشعبية والموسيقى العربية على أرض شمال سيناء، بالإضافة إلى إقامة معرض كتاب يشمل إصدارات جميع هيئات وزارة الثقافة، مع إقامة منفذ دائم لبيع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب فى مدينة العريش، وضرورة إقامة برامج تدريبية لباحثين وباحثات من أبناء شمال سيناء لتأهيلهم لجمع التراث السيناوى. عن البحر و 'اللصيمة' بالتوازى مع جلسات الملتقى، حددنا صباح اليوم الأخير لننزل البحر، وقد كنا خلال الأيام الثلاثة حريصين على الفرار إلى المقاهى القريبة لنسمع أدباء ومثقفى العريش وشمال سيناء وهم يتكلمون ويحلمون، وكان الشاعران مسعود شومان وإبراهيم داوود خيرَ دليل إلى هذه المقاهى، حيث كان الحديث يدور عن آلام عاشها الناس فى سنواتٍ سابقة، وقتها كانت إجراءات الحرب سببا فى تخريب حياة بعض الناس، وهو أمر يبدو بديهيا فى 'ميدان المعركة'، إلا أنه يبقى بشعا ومُضنيا لأهالى المنطقة من المدنيين، ويبقى قصة تستحق أن تُروى وأن تعرفها الأجيال المقبلة، لكى تتعلم قيمة أن تساعد قدر الإمكان فى دعم ونشر كل قصص المعاناة فى الحرب. الإيقاع الصاخب للمقاهى فى العريش وليد المساحات الواسعة دائما، ما يضطر الناس إلى رفع أصواتهم واستخدام مكبرات الصوت، لكن الحديث الهامس يكون من نصيب الكلام عن الأوضاع الاقتصادية خلال فترة الحرب، التى دارت بين عامى (2018 ـ 2023)، يُقال لك إنه فى هذه الفترة الحرجة كنت تسمع عن أسر مستورة اضطرت إلى التسول لكى يطعموا صغارهم، فــى فترة 'حظر الـتجول' لــم تكن بعض السلع الأساسية ـ حتى ـ متوافرة فى الأسواق، لكن الآن كل شىء اختلف، يتنفس الكل بحرية وهم يقولون لك: 'كل ما نريده أصبح الآن سهلا ومتاحا'، وإن كان انتشار القوات والمدرعات حول المبانى الحكومية يبدو أمرا ضروريا ولا يخلو منه شارع فى العريش، بينما الشوارع التجارية حيث محلات العطارة وزيت الزيتون والآيس كريم والملابس غارقةٌ فى الزحام إلى منتصف الليل، كأيّ مدينة مصرية. حكاية الأديب عبدالله السلايمة، تجسِّد معنى الصمود، فعبدالله كاتب القصة ابن القبيلة العرايشية كبر فجأة وتهدم، وحين رأيته لم أكد أتبينه، فقد فوجئت أنه فَقَد خلال شهور قليلة جزءا من حاسة السمع بعدما فقد كثيرا من وزنه، عرفتُ من وجهه وأصابعه أنه أصيب بمرض البهاق، وبعد قليل اعتذر بصوت واهن مستأذنا فى الانصراف، لأنه سيجرى 'عملية قسطرة' خلال ساعات، فى أحد المستشفيات العامة، انصرف فجأة ولم أعرف السبب فى كل ما جرى له، إلى أن عرفت أنه فَقَدَ محل سكنه، الذى كان فى قلب منطقة اشتباكات بين الشرطة والإرهاب، من دون أن يُصيبه الدور ـ بعد ـ فى سكنٍ حكومى ملائم. طبعا، لم تكن القبضة الأمنية الصارمة أمرا يسيرا فى حياة الناس أبدا، بل إنك وقتها كنتَ تسمع الشكوى من انقطاع الكهرباء والمياه لمسافات زمنية طويلة عن مناطق كبيرة فى العريش، خصوصا خلال المرحلة المعروفة بالخطة الأمنية الشاملة العام 2018، والتى انطوت بالتأكيد على 'إجراءات استثنائية' فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى لمحاصرة العناصر الإرهابية ومنع تسربهم إلى الداخل، وهى 'الإجراءات' التى طالما وجهت وزارة الداخلية الشكر إلى أهالى هذه المناطق لتفهمهم طبيعة هذه 'الإجراءات'. فى اليوم الأخير، تناولنا إفطارا سريعا واتجهنا إلى البحر، الذى كان صافيا وهادئا كما فى الأساطير، كان مسعود شومان المشغول دائما بالفولكلور يحدثنا عن أكلة عرايشية خالصة اسمها 'اللّصيمة' التى تتكون من بدنجان وبطيخ نيئ وخبز، حين وصلنا إلى الشاطئ كان الشباب من أبناء العريش يشوون شيئا على الفحم، اتضح أنه 'اللصيمة' بعينها، وحينما انتهوا جاءوا لنا بعلبة منه، فكانت مفاجأة 'لصيمة' جدا، فقد تذوقت طعمها المملح ولم أبح برأيى لأحد. فى البحر، اكتفى سيد الوكيل بالمشى على الشاطئ بينما جلست صفاء عبدالمنعم تتأمل البحر، وتمشت جيهان عمر كأنها تبحث عن شىء ما، وفى حين تسابق 'شومان وشوشة وشريف صالح' فى مسابقة للغطس وفاز شومان مرتين، بينما حكى إبراهيم داوود وهو يقاوم الموج عن علاقته باثنين من رموز الجيل الماضى، وقال إنهما تركا فى شخصيته آثارا لا تنسى، هما: الأديب والروائى الكبير الراحل خيرى شلبى والشاعر الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم 'الفاجومي'، وبمناسبة الحديث عن جائزة البوكر المصرية، تذكر البعض ونحن نحاول أن نسبح فى مياه العريش الصافية أديبا مصريا من أبناء الجنوب هدد وزارة الثقافة فى حقبة الثمانينيات فى حال لم يفز بإحدى جوائز الدولة. فى البحر وقفت جيهان عمر على الشاطئ وبدت من بعيد كأنها تلقى شيئا فى الماء ثم تعود لتحصل عليه لتلقى به من جديد، تحتفظ جيهان بوجه طفولى ساعد صوتها الرقيق فى تأكيده، خصوصا وهى تلقى قصيدة من شعرها، ورغم أنها صوت نسائى مميز فى جيل التسعينيات إلا أنها لا تعتبر نفسها واحدة من هذا الجيل، كما أنها خالفت نهج الشعراء وأصدرت العام الماضى مجموعة قصصية بعنوان 'قبل أن يرتد إليك طرفك'، أحب كتابة جيهان وبورتريهاتها التى تلتقطها بتلك الكاميرا العتيقة التى تحملها معها دائما، وأصبحت أتفاءل بوجودها فى أى مكان، منذ ساعدتنى بقدراتها السحرية ـ قبل أن أعرفها ـ على الخروج من مأزق مالى تعرضتُ له فى فرنسا العام 2015، عبر واحدة من صديقاتها (شاعرة إنجليزية). بعد ثلاثة أيام من الحديث عن أشكال المقاومة فى العريش عدتُ إلى القاهرة ظهر الجمعة، لأجدنى أجر حقيبتى الصغيرة وقد امتلأت بالكتب والحكايات والأحلام فى 'شارع التسعين' بالتجمع فى ظهيرة قائظة، فى انتظار سيارة تقلنى إلى البيت، مررت أمام قصور وعمارات زجاجية حديثة، لكنها كانت جميعا شحيحة الظل، فالمبانى الزجاجية الحديثة ـ للأسف ـ لا تجود لا هى ولا الأشجار الهزيلة التى تقف أمامها على المارة فى الشارع بأىّ ظل.


بوابة ماسبيرو
منذ 2 أيام
- بوابة ماسبيرو
"كاف" يكشف النقاب عن التصميم الجديد لكأس دوري أبطال أفريقيا
كشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، اليوم الخميس، النقاب عن الشكل الجديد لكأس دوري أبطال أفريقيا ليسطر بذلك فصلا جديدا وجريئا في تاريخ البطولة الأفريقية الأبرز للأندية. أقيم حفل الكشف عن الشكل الجديد للكأس بجنوب أفريقيا في جوهانسبرغ، وحضره نخبة من أساطير كرة القدم الأفريقية، منهم لوكاس راديبي، وتيكو موديسي، وسيفيوي تشابالالا، بالإضافة إلى عدد من قادة كرة القدم الأفريقية. وسيدخل ماميلودي صن داونز وبيراميدز، أحد الفريقين المتأهلين للنهائي، التاريخ برفعهما الكأس الجديدة. ويمثل الكشف الرسمي عن تصميم الكأس الجديد اللافت أكثر من مجرد استبدال; بل يمثل تطورا قويا في التزام كاف بالتحديث والابتكار. وفي إطار استراتيجية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الأوسع نطاقا لإعادة صياغة هوية مسابقاته والارتقاء بها، صمم التصميم الجديد لتعزيز التأثير البصري للجائزة الأبرز في كرة القدم الأفريقية. وقال فيرون موسينجو أومبا الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "تماشيا مع رؤية باتريس موتسيبي رئيس "كاف" نعمل حاليا على إعادة صياغة هوية كرة القدم الأفريقية ووضعها في سياقها الصحيح، مع التركيز بشكل خاص على مسابقات الأندية". وأضاف " يعكس الكشف عن كأس دوري أبطال أفريقيا أهدافنا وخطواتنا الجريئة نحو بيئة كروية أفريقية مثيرة للأندية، ونهدف من خلال ذلك إلى الارتقاء بمكانة مسابقات الأندية الأفريقية إلى مستوى عالمي، وتعزيز جاذبيتنا التجارية، وإلهام جيل جديد من المواهب الكروية".

مصرس
منذ 3 أيام
- مصرس
اليوم العالمي للشاي.. قصة اكتشافه وأساطير متعلقة به في الثقافة الصينية
يحتفل العالم باليوم العالمي للشاي في 21 مايو من كل عام، تقديرًا لمكانته بصفته أحد أكثر المشروبات استهلاكًا على مستوى العالم، حيث يتغلغل الشاي في مختلف الثقافات الشعبية وجميع المستويات الاجتماعية، ويحظى بإقبال كبير من مختلف الأعمار، فكوب الشاي الدافئ يوفر شعورًا بالهدوء والسكينة بعد يوم طويل أو في أوقات التأمل. كما يُعد تقديم الشاي جزءًا أساسيًا من الضيافة في العديد من الثقافات، ويُشجع على المحادثة والترابط بين الأفراد، ويمثل تحضيره وتناوله طقسًا صباحيًا أو مسائيًا محببًا للكثيرين.-أسطورة شين نونج.. ولادة الشاي من رحم المصادفةووفقًا لدراسة في علم الاجتماع نشرتها مجلة جامعة قناة السويس للدكتور يحيى مرسي عيد، أرسى الصينيون تقليدًا خاصًا بهم في شتى نواحي الحياة. ويُرجع بداية اكتشاف الشاي في الصين إلى أسطورة "شين نونج"، وهو إمبراطور صيني، ويسود الاعتقاد أنه مخترع المحراث الزراعي، ولكنه عُرف أيضًا بخصائصه العلاجية للنباتات، كما أنه اكتشف الشاي.وفقًا للأسطورة، كان الإمبراطور يجلس في ظل شجيرة كثيفة ليحتمي من حرارة النهار الملتهبة، وفي ذلك المكان أشعل الإمبراطور نارًا وقام بغلي بعض الماء لشربه، معتقدًا أن هذه الطريقة ستخفف من مرضه بدلًا من شرب الماء مباشرة من البئر. كان يُغذي ناره بأغصان من شجرة الشاي، ففي لحظة من العناية الإلهية، سقطت بعض الأوراق الصغيرة من هذه الشجرة مباشرة في الوعاء الذي يغلي فيه الماء. عندما شرب الإمبراطور هذا السائل الجديد، شعر بالبرودة والراحة الفورية، مدركًا أن الشاي قد أنعشه ورطبه. وهكذا، وُلد اكتشاف هذا المشروب الذي سيغير العالم.-أسرة تانج.. الشاي وتأمل البوذيينوهناك قصة أخرى ظهرت في الفولكلور الديني الشرقي، وهي قصة أسرة "تانج"، وهي قصة صينية توضح كيفية إدخال الشاي إلى الصين، وتُوضح أن عملية صنع الشاي كانت معجزة قام بها رجل مقدّس، وكان ساخطًا لعدم قدرته على منع النوم أثناء الصلاة.وتحكي الأسطورة أن الزاهد "بوديدهارما" -صاحب مدرسة البوذية القائمة على التأمل وتسمى "زان – Zen"- تطورت بعد ذلك إلى بوذية الزن. ومن أجل نشر هذه الديانة من الهند إلى الصين حوالي عام 525 ميلاديا، وكان الإمبراطور الصيني قد رفضه في البداية، لكنه تمكن في النهاية من ممارسة دور المُبشّر ببداية الزن. وتمكّن هذا الزاهد لعدة أعوام من تطوير ديانته القائمة على الجلوس في حالة تأمل.وتستطرد الأسطورة قائلة: إنه بعد إحدى مرات التأمل وبينما هو جالس أمام أحد الحوائط لمدة 9 سنوات، غطّ في النوم أخيرًا، ثم استيقظ واكتشف عصبيته، فقطع جفنيه وسقطا على الأرض وضربا بجذورهما في الأرض، ثم تحولا إلى شجيرة شاي مشبعة بمادة منبهة ساعدت في عمليات تأمل البوذيين إلى الأبد.- كونفوشيوس.. الشاي وروابط ود المجتمعاتكما أكد كونفوشيوس أن طقوس الشاي تساعد على تقوية العلاقات بين الأفراد لخلق مجتمع يسوده التقليد الفاضلة والسلوك الراقي، وهذا ما يساعد على حل ألغاز الكون من حوله، وذلك عبر الاعتدال في شرب الشاي والاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر اللائق.وبحسب الدراسة، فتوجد طريقتان رئيسيتان لمعالجة الشاي وتناوله: الأولى كانت في قوالب الشاي، حيث كان يتم سحق أوراق الشاي وتشكيلها وضغطها في قالب، ثم تُغلق في حفرة مفتوحة لكي تجف فوق نار الفحم. وعندما كانت تجف قوالب شاي "الكيك"، وتصبح جاهزة، كانت توضع في سلال تتدلى من طرف عمود ويتم توزيعها على الناس. وفي البداية، كان يتم تقطيع الكيك من الأوراق المضغوطة مع البصل والزنجبيل وبعض الفاكهة، وقشر البرتقال والتوت أو النعناع أو الأرز والتوابل أو اللبن.