
وزير الخارجية السعودي: إقامة دولة فلسطينية هو مفتاح السلام في المنطقة
لكن في خضم حرب إبادة مستمرة في قطاع غزة، يطرح كثيرون تساؤلات حقيقية حول جدوى هذا الخطاب، ومدى التزام الرياض بتحويل الأقوال إلى أفعال، في ظل تزايد التطبيع غير الرسمي مع إسرائيل، والتقارب الاستراتيجي الصامت الذي يترنح بين الاعتراف العلني بالتطبيع واشتراط قيام الدولة الفلسطينية.
الأمير فيصل قال إن 'مؤتمر نيويورك' يمثل 'محطة محورية نحو تطبيق حل الدولتين'، واصفاً الاعتراف الفرنسي المرتقب بدولة فلسطين بأنه 'خطوة تاريخية' تعبّر عن تنامي الدعم الدولي للفلسطينيين.
كما شدد على أن منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة هو أساس أي استقرار حقيقي في المنطقة، مشيراً إلى أن مبادرة السلام العربية لا تزال تشكل 'الإطار الجامع لأي حل عادل وشامل'، على حد تعبيره.
غير أن هذه اللغة التي تكرّس الإجماع الدبلوماسي على حل الدولتين، تتعارض مع الواقع الميداني الذي يتمثل في تواطؤ دولي، وصمت عربي شبه شامل، وتجاهل لحقيقة أن إسرائيل تمضي قدماً في مشروع الضم الزاحف والاستيطان والتطهير العرقي، دون أي عواقب حقيقية.
وفي وقت أعلنت فيه السعودية وفرنسا تسهيل تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي إلى فلسطين، وأكد الأمير فيصل أن بلاده تتواصل مع دول عدة لحشد اعترافات بدولة فلسطين، يبقى السؤال: ماذا بعد؟
إذ يبدو واضحاً أن الاعترافات الرمزية، رغم أهميتها، لم تُفضِ حتى الآن إلى وقف العدوان الإسرائيلي، ولا إلى كبح جماح الاحتلال الذي استباح الضفة الغربية وشرّع جوع غزة، بل إنها تُستخدم أحياناً كورقة تبريرية لتمرير صفقات إقليمية لا تقل خطورة عن واقع الاحتلال نفسه.
الوزير السعودي جدد رفضه لربط الاعتراف بالدولة الفلسطينية بـ'الفيتو الإسرائيلي'، مؤكداً أن لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية. وهو موقف ينسجم مع الخطاب العلني الرسمي، لكنه يصطدم بمعطيات على الأرض توحي بعكسه: زيارات غير معلنة، تنسيق أمني، وتبادل مصالح اقتصادية مع تل أبيب، تجري على هامش الخطاب السياسي.
هذا التناقض بين الخطاب والممارسة يضعف الثقة العربية الشعبية في الدور السعودي، ويدفع مراقبين للتساؤل إن كانت المملكة جادة فعلاً في رفض التطبيع، أم أنها تنتظر 'اللحظة الإقليمية المناسبة' لتمرير اتفاق شامل يعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى عن دعمه للمؤتمر، واصفاً إياه بـ'الفرصة الحاسمة'، موجهاً الشكر للرياض وباريس على رعاية ما سماه بـ'الزخم الدولي غير المسبوق'.
لكنه لم يتردد في الدعوة إلى وحدة سياسية بين غزة والضفة، وحثّ حركة حماس على تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، في موقف يعكس تصعيداً داخلياً جديداً، ينذر بتكريس الانقسام أكثر مما يعد بإنهائه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
منذ 11 دقائق
- الجريدة
«الشؤون»: إجمالي تبرعات حملة «فزعة لغزة» وصل إلى 11.5 مليون دينار
قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية بالإنابة الدكتور خالد العجمي إن إجمالي التبرعات المالية في الحملة الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (فزعة لغزة) التي اختتمتها (الشؤون) أمس الثلاثاء قد وصل إلى 11.5 مليون دينار كويتي (نحو 37.6 مليون دولار أمريكي). وأفاد العجمي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء بأن «الاستجابة الكبيرة» للحملة التي استمرت ثلاثة أيام بالتعاون مع وزارة الخارجية ومشاركة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعيات خيرية ومبرات كويتية «تعكس القيم الإنسانية الراسخة لدى الشعب الكويتي وحرصه الدائم على مساندة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة». وأشاد بدور بيت الزكاة و(الهلال الأحمر) والجمعيات الخيرية والمبرات والمتبرعين الذين أسهموا في دعم الحملة لإغاثة الأشقاء والتخفيف من معاناتهم. واستهدفت الحملة توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية للمتضررين في قطاع غزة.


الرأي
منذ 38 دقائق
- الرأي
«الشؤون»: 11.5 مليون دينار إجمالي تبرعات.. «فزعة لغزة»
قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة الدكتور خالد العجمي إن إجمالي التبرعات المالية في الحملة الإغاثية العاجلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (فزعة لغزة) التي اختتمتها (الشؤون) أمس الثلاثاء قد وصل إلى 5ر11 مليون دينار كويتي (نحو 6ر37 مليون دولار أميركي). وأفاد العجمي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأربعاء بأن «الاستجابة الكبيرة» للحملة التي استمرت ثلاثة أيام بالتعاون مع وزارة الخارجية ومشاركة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وجمعيات خيرية ومبرات كويتية «تعكس القيم الإنسانية الراسخة لدى الشعب الكويتي وحرصه الدائم على مساندة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة». وأشاد بدور بيت الزكاة و(الهلال الأحمر) والجمعيات الخيرية والمبرات والمتبرعين الذين أسهموا في دعم الحملة لإغاثة الأشقاء والتخفيف من معاناتهم. واستهدفت الحملة توفير الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية للمتضررين في قطاع غزة.


المدى
منذ ساعة واحدة
- المدى
سموتريتش: الحرب على غزة كلفت إسرائيل أكثر من 87 مليار دولار
أفاد بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بأن تكلفة الحرب على قطاع غزة كلفت بلاده حتي الآن 300 مليار شيكل. ونشر سموتريتش تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على 'إكس'، مساء اليوم الأربعاء، أوضح من خلالها أن تكلفة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بلغت حتى الآن ما يعادل 87.5 مليار دولار. وأوضح وزير المالية الإسرائيلي أنه 'في حين أن أوروبا وحماس واليسار في إسرائيل يضغطون علينا لوقف الحرب، فإني سأفعل كل شيء للاستمرار حتى النصر الكامل'. وأعرب سموتريتش عن أمله أن تتخذ إسرائيل غدا قرارا بمهاجمة قطاع غزة بأكمله واحتلاله والقضاء على حماس عسكريا.