logo
هكذا بدأ عصر تكنولوجيا الأجهزة النفاثة

هكذا بدأ عصر تكنولوجيا الأجهزة النفاثة

الديارمنذ 2 أيام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
قبل قرن من الزمن تقريبا، أطلق فريق من المهندسين السوفييت صاروخا تجريبيا من ساحة قرب موسكو، في خطوة تاريخية مهدت الطريق لعهد الصواريخ والأقمار الصناعية والرحلات الفضائية المأهولة.
تم تنفيذ عملية إطلاق الصاروخ GIRD-06/1، الذي صممه فريق من المهندسين بقيادة سيرجي كوروليف، في 23 مايو/أيار 1934. وشكّلت هذه التجربة الرائدة نقطة تحوّل تاريخية، حيث مثلت البداية الفعلية لتكنولوجيا المحركات النفاثة في مجال هندسة الصواريخ السوفيتية.
وهكذا بدأ سباق الفضاء الحقيقي - بصاروخ كروز صغير وفكرة عظيمة.
يُذكر أنه في مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، بلغت صناعة الطيران ذروة تطورها ضمن الإمكانات التقنية آنذاك، حيث وصلت محركات المراوح إلى الحد الأقصى لقدراتها. وفي هذا السياق، انهمكت مجموعة (GIRD) - مجموعة دراسة الدفع النفاث - في البحث عن حلول مبتكرة لهذه المعضلة التقنية. وقد توصلت المجموعة إلى أن الحل الأمثل يكمن في اعتماد المحرك النفاث، الذي يُنتج قوة الدفع عبر انبعاث الغازات بدلا من الاعتماد على مبدأ دوران المروحة التقليدي.
وقد اتضح لكوروليوف أن الصواريخ المجنحة لن تكون أسلحة فقط، بل ستكون بداية لمركبات الفضاء المستقبلية.
تجدر الإشارة إلى أن صاروخ GIRD-06/1 بلغ طوله مترين ووزنه قرابة 30 كيلوغراما. اعتمد التصميم على جناح شبه منحرف مع ذيل عمودي مزدوج الأجنحة. أما نظام الدفع فاستخدم وقودا هجينا يتألف من الأكسجين السائل (المؤكسد) ومسحوق البيتومين (الوقود الصلب)، حيث تمكّن المحرك من توليد قوة دفع تقارب 80 كيلوغراما.
وقد زُوّد الصاروخ بنظام جيروسكوبي متطور للحفاظ على الاستقرار والتوجيه أثناء الطيران. هذه التقنية الرائدة شكلت لاحقا الأساس لنظم التحكم بالقصور الذاتي في الصواريخ الحديثة.
واستغرقت رحلة الصاروخ بضع ثوان فقط، ارتفع خلالها إلى 150 مترا وحلق حوالي 200 متر. وكان هذا كافيا، حيث أكد للمصممين عمل المحرك، وعمل نظام التثبيت، ووفرت الأجنحة الرفع اللازم.
واستنادا إلى هذه النتائج أجريت تعديلات على GIRD 06/2 و 06/4 وزيادة الوزن إلى 210 كغم، والمدى إلى 50 كيلومترا. وكانت إحدى النسخ تحمل رأسا حربيا يزن 30 كيلوغراما. وهكذا تحول الصاروخ تدريجيا من تجربة إلى سلاح.
وقد أدت هذه النتائج والتطويرات إلى صنع أول محركات الوقود السائل والصواريخ الموجهة والصواريخ الباليستية، ومركبة فوستوك، التي حملت غاغارين في رحلته الشهيرة.
والجدير بالذكر أن البرنامج الصاروخي السوفيتي لم يظهر فجأة، بل كان ثمرة تطور تدريجي بدأ بنماذج خشبية بدائية ومحركات بسيطة وأفكار غير تقليدية - وهي رؤية سبقت عصرها بكثير. وقد مثّلت الرحلة الأولى لصاروخ GIRD-06/1 بالنسبة لكوروليف وفريقه أكثر من مجرد اختبار تقني، بل كانت اللبنة الأولى لمسار طويل قاد إلى إطلاق مركبة فوستوك والأقمار الصناعية وتأسيس صناعة فضائية متكاملة.
ومن أهم إنجازات كوروليف في هذا المسار تأسيسه لمركز علمي متخصص، ما زال حتى اليوم يشكل القلب النابض لعلوم الفضاء في روسيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم
القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

القارة المقزّمة.. حملة أفريقية لتصحيح خريطة العالم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في مبادرة غير مسبوقة يقودها أفارقة من داخل القارة لإعادة التعريف بها، أطلقت الناشطة النيجيرية الشابة أبيمبولا أوجوندايرو (28 عاما) حملة عالمية لإصلاح تمثيل أفريقيا على خريطة العالم، داعية إلى التخلي عما وصفته بـ"أكثر النماذج الخرائطية تضليلا"، في إشارة إلى إسقاط "مركاتور" الذي تُستخدم نسخته بشكل واسع في المدارس والخرائط الرقمية والمراجع الرسمية. وتسعى الحملة، التي تحمل عنوان "صحّحوا خريطة العالم" وتقودها منظمة "أفريكا نو فلتر" (Africa No Filter)، إلى الضغط على المؤسسات الدولية، على غرار الأمم المتحدة والبنك الدولي، فضلا عن الأنظمة التعليمية، لاعتماد خرائط أكثر دقة وإنصافا، تعكس الحجم الحقيقي للقارات والدول، وخاصة أفريقيا التي طالما عانت وفق القائمين على الحملة، من "التقزيم المتعمد" في التصور البصري العالمي. وقالت أوجوندايرو في مقابلة مع شبكة الجزيرة "عندما قلت لعمّي إن الولايات المتحدة والصين والهند يمكن أن تتّسع كلها داخل أفريقيا، شعر بالصدمة والخداع، وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة مدعومة بالأرقام، لكنها غائبة عن وعي الناس بسبب خريطة مركاتور". أفريقيا في إسقاط مركاتور وتُظهر خريطة مركاتور، المطوّرة عام 1599 لتسهيل الملاحة البحرية، قارّات الشمال العالمي -مثل أوروبا وأميركا الشمالية- بأحجام مضخّمة، في حين تُقلّل بشكل كبير من حجم أفريقيا وأميركا الجنوبية. فعلى سبيل المثال، تظهر غرينلاند بحجم قريب من مساحة أفريقيا، رغم أن القارة يمكن أن تعادلها أكثر من 14 مرة. ويشير خبراء الجغرافيا إلى أن إسقاط مركاتور يحافظ على الزوايا والأشكال، مما يجعله مناسبا للملاحة، لكنه فاشل تماما من حيث مقياس المساحة. ويقول الدكتور ليندسي فريدريك براون من جامعة أوريغون "مركاتور ليس مؤامرة بحدّ ذاته، لكنه يعكس رؤية متحيزة للعالم ظلّت تخدم القوى الكبرى لقرون"، مضيفا أن سبب انتشاره هو توافره في الخرائط البحرية، وأيضا لأنه يعكس رؤية مريحة للعالم بالنسبة للجهات التي ترى بلدانها أكبر حجما. وفي عام 1973، أعلن الألماني أرنو بيترز أن إسقاطه الجديد المعروف بـ"إسقاط بيترز" هو "الخريطة الدقيقة الوحيدة"، معتبرا أنه بديل عادل لخريطة مركاتور، التي وصفها بأنها "متمركزة أوروبيا". وفي عام 2016، تم اعتماد إسقاط بيترز في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية، لأنه يقدم تمثيلا أكثر عدالة للمساحة، في حين انتقده آخرون باعتباره يشوّه الأشكال الهندسية، ويفتقر إلى التوازن البصري. خريطة الأرض المتساوية الجديدة وفي خضمّ الجدل الدائر منذ فترة حول إسقاطات الخرائط لأرضية، أعلن فريق من الباحثين بقيادة عالم الخرائط توم باترسون في 2018 عن إسقاط جديد أطلق عليه "الأرض المتساوية". ويُظهر هذا الإسقاط أفريقيا بحجمها الحقيقي تقريبا، ويُعتبر اليوم أحد أكثر النماذج دقة من حيث المساحة، وهو النموذج الذي تتبناه حملة أوجوندايرو. وتظهر خريطة "الأرض المتساوية" غرينلاند بحجمها الحقيقي بعدما تمّ تضخيمها في إسقاط مركاتور. وقد لقيت الخريطة الجديدة دعما من مؤسّسات مرموقة، إذ تبنّتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، واعتمدها البنك الدولي رسميا في 2024. وفي توضيح للجزيرة، قال متحدّث باسم البنك الدولي إن "المجموعة ملتزمة بتمثيل دقيق وعادل لجميع شعوب العالم، في جميع منصاتها". طريق طويل لكن أوجوندايرو تؤكد أن التغيير لن يأتي من الخارج وحده، وتحمّل المسؤولية للأفارقة أنفسهم، قائلة "على مدار قرون، رُسمت خريطة العالم بأقلام غير أفريقية، تعكس مصالح وأجندات خارجية.. لقد آن الأوان أن نمسك نحن بالقلم ونروي للعالم قصّتنا البصرية بأنفسنا، لا أن نستمر في قبول رواية الآخرين". وتضيف أوجوندايرو أن "هذه الخريطة لا تؤثر فقط على الجغرافيا، بل على الاقتصاد، والسياحة، والتعليم، والخيال الجمعي، وما دامت أفريقيا تظهر صغيرة وغير مؤثرة، فستُعامل كذلك سياسيًا واقتصاديا". ورغم الخلاف بين المدارس الخرائطية، تتفق الحملة الأفريقية على نقطة مركزية، وهي "ضرورة الكفّ عن استخدام النماذج الاستعمارية لتشكيل وعي الأجيال القادمة، والانتقال نحو خرائط تعكس واقعا أكثر صدقا". وتعتبر أوجوندايرو أن الخريطة ليست مجرد أداة تعليمية، إنها أداة سلطة، وكلما طال تشويه صورة أفريقيا عليها، طال تشويه صورتها في أذهان العالم".

العثور على "كبسولة زمن" في الصحراء الأفريقية
العثور على "كبسولة زمن" في الصحراء الأفريقية

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

العثور على "كبسولة زمن" في الصحراء الأفريقية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حقق علماء الآثار البولنديون اكتشافات مهمة في واحدة من أقل المناطق دراسة في السودان، وهي صحراء البيوضة. ونفذ فريق بحثي متخصص من جامعة فروتسواف ومركز الآثار بجامعة وارسو ومتحف الآثار في غدانسك أعمال تنقيب وحفريات ميدانية استمرت ست سنوات. أسفرت هذه الجهود عن اكتشاف أكثر من 1200 موقع أثري جديد، منها 448 موقعا ضمن مشروع المركز الوطني للعلوم. وقد نشرت نتائج هذه الأبحاث في المجلة العلمية المرموقة "Antiquity". ومن بين الاكتشافات البارزة، عُثر على بحيرة قديمة تقع في قلب صحراء البيوضة. وكشف الفريق البحثي أن الموقع الذي كانت تحتله هذه البحيرة الجافة كان يُستخرج منه النطرون - ذلك المعدن النادر الذي استخدمه قدماء المصريين في عمليات التحنيط وصناعة الزجاج والخزف. وأوضح البروفيسور هنريك بانير، رئيس فريق البحث: "يُعتبر النطرون - وهو معدن من فئة كربونات الصوديوم - من المعادن النادرة التي لا تتوفر إلا في مناطق محدودة جداً حول العالم. ويُمثّل وادي النطرون في مصر أحد أهم مصادره التاريخية. هذا الاكتشاف يستدعي إعادة تقييم جذري لشبكات التجارة القديمة التي كانت تربط بين السودان ومصر." كما عثر العلماء على أقدم القطع الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري القديم (2.6-1.7 مليون سنة مضت)، بما في ذلك أدوات تعود إلى تقنية (أولدواي) وورشات (أشولية). وعُثر في البيوضة على العديد من القطع الأثرية من العصر الحجري الأوسط (300-50 ألف سنة مضت)، والتي صنعت باستخدام تقنية (ليفالوا) الخاصة بمعالجة الحجر. وأشار بانير قائلا: "إن ذلك يدل على الوجود المبكر للإنسان العاقل في هذه المنطقة من إفريقيا". ومن بين أكثر الاكتشافات تميزا مقبرة تعود إلى العصر الحجري المتوسط في وسط البيوضة، عند سفح جبل الغارة. وتحتوي المقبرة على 16 قبرا موزعة على عدة طبقات. وأظهر التحليل بالكربون المشع أن المقبرة استُخدمت في الفترة بين 7-6 آلاف سنة قبل الميلاد. وعُثر في القبور على أصداف وحجرية وخرز مصنوع من قشور بيض النعام. ومن المواقع المهمة الأخرى مستوطنة للصيادين بالقرب من جبل الفول. وعُثر هناك على حوالي 300 عظمة لحيوانات برية، ونحو 3400 قطعة خشبية متحجرة، وأكثر من 2000 قطعة فخارية، والعديد من الأدوات الحجرية. ويعود تاريخ هذه الاكتشافات إلى حوالي 6000 سنة قبل الميلاد. أظهرت الأبحاث أن البيوضة كانت مأهولة على مدى آلاف السنين. وتعود العظام الحيوانية من السافانا والحشرات التي عُثر عليها في أوان إلى عصر كرمة (2500-1500 ق.م.) وتشير إلى مناخ أكثر رطوبة في الماضي. وأكد بانير أن "هذه المواقع تقدم بيانات قيمة عن آلاف السنين من الاستيطان والتغيرات الحضرية والبيئية والمناخية في صحراء البيوضة".

تاج فريد في نوعه يعود لـ1400 عام
تاج فريد في نوعه يعود لـ1400 عام

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

تاج فريد في نوعه يعود لـ1400 عام

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في اكتشاف أثري مذهل عثر علماء الآثار من كوريا الجنوبية على تاج يعود للقرن السابع الميلادي داخل قبر رجل نبيل. والتاج مزين بأجنحة خنافس من فصيلة "الخنافس المعدنية" (Buprestidae)، ويبلغ عمره حوالي 1400 عام. وهو مصنوع من أجنحة خنافس ذات ألوان قوس قزح، وتم اكتشافه بالقرب من مدينة غيونغجو القديمة، التي كانت عاصمة مملكة شيلا التاريخية. وتتميز أجنحة هذه الخنافس بقدرتها على عكس الضوء، وإنتاج ألوان متلألئة بين الأخضر والأزرق والنحاسي، واستخدمت كحجارة شبه كريمة في صناعة المجوهرات. ويكشف التاج عن تطور الفن الكوري المبكر ويسلط الضوء على الذوق الجمالي في مملكة شيلا ويقدم رؤى جديدة حول الطقوس الجنائزية للنخبة. وتقع منطقة الاكتشاف ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، حيث تعرف مدينة غيونغجو بـ "المتحف المفتوح" لغناها بالآثار. يذكر أن مملكة شيلا (57 ق. م.– 935 م.) كانت أول مملكة قامت بتوحيد شبه الجزيرة الكورية، واشتهرت بعلاقاتها الديبلوماسية مع سلالة تانغ الصينية، وتأثيرها البوذي، وحرفيتها الراقية، وتركت شيلا إرثا ثريا. ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف الذي يعد فريدا في نوعه في السجلات التاريخية سيساهم إلى حد بعيد في فهم التبادلات الثقافية والتقنيات الحرفية في شرق آسيا خلال تلك الفترة التاريخية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store