
"اليسوعي المزعج".. هل سيبقى إرث البابا فرنسيس بعد انتهاء حبريّته؟
حين يقاربُ حبرٌ أعظمُ شتاءَ حبرِيّتِهِ، يكثُرُ الحديثُعنإرْثِهِ وما حققَّه في سنين تولّيه السُّدَّةَ البابويّة. كما تَكثُرُ التَّكَهُّنَاتُ حولَمَنْسيخلِفُهُ وفي أيّ اتجاهٍ سوف ينحى بالكنيسةِ الكاثوليكيّة. ويحظى هذا التساؤلُ بأهميّةٍ كبرى خصوصًا عندما نتكلّمُ عن حبريّةٍ كحبريّةِالبابا فرنسيس، تميّزت بالجرأةفي مقاربتِهاللمواضيعِالأكثر جدليّةًالتي تُواجِهُ كنيسةَ الألفِ الثالث، وبدعوتِها لكنيسةٍ شاملةٍ، حوارِيّة. فهل نجح البابا فرنسيس في تكريسِ توجّهٍ جديدٍ للكنيسةِ الكاثوليكيّةِ أم أنّخَلَفَهُ، القبطان الجديد لسفينةِ بطرس، سيديرُ الدفّةَ في اتّجاهٍ مغايرٍ؟ وما هي المواضيعُ الجدليّةُ التي واجهَها البابا فرنسيس؟ نستقي الإجابةَ من كتابٍ للأكاديميِّ والكاتبِ الكنديّ مايكل و. هيغينز صدرَ سنة 2024 بعنوان: "اليسوعي المزعج" - لوحةٌ شخصيّةٌ للبابا فرنسيس".
'The Jesuit Disruptor: A Personal Portrait of Pope Francis'
بعد أنْيتكلّمَ هيغينز عن تأثّرِ البابا فرنسيس بأربعِ شخصيّاتٍ كنسيَّةٍ طَبعَتْ فكرَهُ اللاهوتيّ وهي، القدّيسُ فرنسيس الأسّيزي ، القدّيسُ اغناطيوس دي لويولا ، اللاهوتيّ توماس ميرتون ،واللاهوتيّ برنارد لونيرغان ، يعرض نقاطًاعدّة (اخترتُ منها ثلاثًا)، "أزعج" بها البابا النظامَ الكنسيَّ الكاثوليكيَّ الحاليّ ودفعَ الكنيسةَ، إلى الحوارِ حولَ هذه النقاط، في مراجعةٍ نقديّةٍ ذاتيّة بعيدًاعن التصلُّب الفكريّ. إنَّ هذه الأفكارَالثلاث لا تختصرُ فكرَ البابا فرنسيس ولاهوتَه، ولا تلخّصُ حبريَّتَه وإرثَه، إلّا أنّها تُعتبَرُ الأكثرَالتباسًا وإثارةً للجدل، نذكر منها:
1. المِثليّة الجِنسيّة
لا ينحى البابا فرنسيس عن تعليمِ الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ الرسميّ في موضوعِ"المِثلِيّة الجِنسيّة"، الذي أكّد "انها تتعارضُ والشريعةِ الطبيعّية. إنّها تُغلقُ الفعلَ الجنسيَّ على عطاءِ الحياة. فهيَ لا تتأتّى من تكاملٍ حقيقيٍ في الحبِّ والجنس. ولا يمكنُ الموافقة عليها في أيِّ حالٍ من الأحوال ." غيرَ أنّه ذكّرَبفقرةٍ في "التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة"،تؤكّد على أنَّ:"هذه النزعة، المنحرفة موضوعيًّا، هي بالنسبة إلى مُعظمِهِم مِحنَة. فيجِبُ تقبُّلُهم باحترامٍ وَشَفَقَةٍ ولُطفٍ. ويجبُ تحاشي كلّ علامةٍ من علاماتِ التمييزِ الظالمِ بالنسبةِ إليهِم. هؤلاءِ الأشخاص مدعُوُونَ إلى تحقيقِ مشيئةِ الله في حياتِهم، وإذا كانوا مسيحيّين، أن يَضُمُّوا إلى ذبيحةِ صليبِ الربِّ المصاعبَ التي قد يُلاقُوَنها بسببِ وَضعِهِم" .
ولعلَّ جوابَ البابا فرنسيس في تمّوز 2013 على متنِ الطائرةِ الّتي كانت تُقِلُّهُ منَ البرازيل بعدَ اختتامِ "اليومِ العالميِّ للشبيبة"، قد أصبحَ الأشهَرَ(والأزعَج)، حيثُ قالَ "إذا كانَ هُناكَ شَخصٌ مثليُّ الجِنس، يَسعى إلى الله، ويتحلَّى بالإرادةِ الخَيّرَةِ، فَمَن أنا كي أحكُمَ عليهِ؟"
لقد دعا البابا إلى التمييزِ بين الفعلِ الشائنِ وبين الشخصِ الّذي يَرتَكِبُهُ، وبالتالي إلى إدانة الفِعل لا الشَخص. وفي سنةِ 2014، دعا إلى سينودُس استثنائيّ حولَ "العائلة"، استغرَقَتْ أعمالُهُ سَنَتَيْن، واتّسمَ بتشجيعِ المشاركينَ على التكلُّمِ وإبداءِ الرأي، من دونِ خوفٍ أو حَيَاء. في نهايةِ هذا السينودس سنة 2016، أصدرَ البابا الإرشادَ الرسوليَّ " فَرَح الحُبّ - Amoris Laetitia".
وفي حينِ ذَكَرَتِ الفقرةُ251 إنَّهُ لا يُمكِنُ المُساواة بينَ الزواجِ المسيحيِّ، أي تدبير الله حولَ الزواج والعائلة، وبينَ الاتِّحاداتِ المرتبطةِ بأشخاصٍ مثليّين، شدّدتِ الفقرات 307 حتّى 312 على "منطقِ الرحمةِ الرعويّة". في الفقرةِ 312 يحذِّرُ البابا من "تطويرِ تعليمٍ أدبيٍّ بَارِدٍ، ونَظَرِيٍّ بحتٍ، في الَتَعامُلِ معَ القضايا الأكثرِ حساسيَّة، وَيَضَعُنا بدلًا مِن ذَلِكَ في سِياقِ التَمييزِ الرعويِّ المُفعَمِ بالحبِّ الرحيم، الذي يجعَلُنَا مستعدِّينَ دائمًا لأن نفهَمَ، ونَغفِرَ، وَنُتَابِعَ، وَنَرجُوَ، وقبلَ كلِّ شيءٍ نسعى لإدماجِ الآخرين. هذا هو المنطقُ الّذِي يجبُ أَن يسُودَ في الكنيسةِ، من أجلِ "عيشِ خِبرةِ انفتاحِ القلبِ على أُولَئِكَ الذينَ يعيشونَ في الضواحي الوجوديَّةِ الأكثرِ نأْيًا"".
في الخلاصةِ، لم يشأ البابا أَنْ يكونَ أيُّ إنسانٍ مؤمنٍ خارجَ الكنيسة، وبعيدًا عنها، فجعلَ من نفسِهِ جِسرًا للعُبُور، يُقَرِّبُ المسافاتِ لكلِّ مهمّشٍ، للعودةِ إلى حُضنِ الآب.
2. دورُ النساءِ في الكنيسة
على الرغم من أنَّ المجمعَ الفاتيكانيّ الثاني أصدر قرارًا مجمعيًّا مخصّصًا لرسالةِ العلمانييّن في الكنيسة ، ودعا في فصلِه الثالثِ إلى أنْ"يتزايدَ إسهامُ المرأةِ في مختلِفِ مجالاتِ العملِ الرسوليّ في الكنيسة"، إلّا أنَّ تطبيقَ هذه التوصيةِ تأخّرَ كثيرًا في الكنيسةِ الكاثوليكيّة، وعلى الرغم منإصدارِ قداسةِ البابا يوحنّا بولس الثاني رسالةً رسوليّةًعن "كرامة المرأة" إلّا أنَّ المفاعيلَ التطبيقيّةَ لدعوةِ الكنيسةِ للمرأةِإلى المشاركةِ في رسالتِها، بقيتْ محصورةً بأدوارٍ رمزيّة. على سبيلِ المثال، لم تعدّلِ الكنيسةُ الكاثوليكيّةُ قوانينَها التي كانتْ تمنعُ النساءَ من خدمةِ المذبحِوالقراءاتِ والترتيلِ حتّى سنة 1994.
هذاولم ينحَ البابا فرنسيس عن تعليمِ البابوات السابقين في موضوع "كهنوت المرأة" وعدم قبولها للدرجات المقدّسة ، لكنَّه قاربَ خلالَ حبريّتِه، موضوعَ دورِ المرأةِ في الكنيسةِ بطريقةٍ تختلفُ عن الأحبارِ الذين سبقوه، من خلالِ مساعٍ ثلاثة:
أ. أقرَّ البابا فرنسيس بالتهميشِ الحاصلِ للنساءِ في الكنيسةِ وسعى لأنْ يكونَ جسرًا للحوار، وأنْ يبقى هذا الموضوعُ "مزعجًا" للنظامِ القائمِ وحاضرًا بشكلٍ دائمٍ في معظمِ كتاباتِه وتصريحاتِه.
ب. شكّلَ لجنةَ خبراء سنة 2016 لمناقشةِ موضوعِ قبولِ نساءٍ في درجةِ الشمّاسيّة ، إلّا أنّنتائجَ دراسةِ اللجنةِ لم تكنْ حاسمة، ممّا دفعه إلى تشكيلِ لجنةٍ من خبراء آخرين سنة 2020 لدراسة الموضوع نفسه.
ت. أقرنَ البابا فرنسيس القولَ بالفعل، وسعى لإشراكِ المرأةِ في "الإدارةِ الكنسيّة الفعليّة" من خلال تعييناتٍ ثوريّةٍ في مواقعِ القرارِ الكنسيّ.فعند إصدارِه سنة 2022 دستورًا رسوليًّا بعنوان "أعلنوا البشارة Predicate Evangelium"، أعادَ فيه هيكلةَ الكوريا الرومانيّة ، صدمَ الكنيسةَ بإعلانِه انَّ جميعَ المؤمنين، "نساءً ورجالًا"، يستطيعون أنْيتبوّأوا مناصبَ المسؤوليّةِ والإدارةِ في مجامعِالكوريا ومجالسِها ولجانِها. وأثبتَ جدّيَّةَ هذا التوجّهِ بتعيينِه في السادس من كانون الثاني 2025 الأخت سيمونا برامبيلا، أوّلَامرأةٍ تترأّسُدائرةً من دوائرِ الكوريا، هي"دائرةُ مؤسّساتِ الحياةِ المكرّسةِ وجمعيّاتِ الحياةِالرّسوليّة".واستتباعًا لهذه الخطوة، عيّن البابا في الخامس عشر من شباط 2025، أوّلَ امرأةٍ حاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان ، الأخت رافاييلا بيتريني.وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المناصبَ كانت محصورةً بالكرادلة فقط.
3. السينودسيّة
لقد تطرّقْنا إلى التعديلاتِ الإصلاحيّةِ التي أدخلَها البابا فرنسيس على نظامِ الكوريا الرومانيّة في معرضِ حديثِنا في النقطةِ الثانيةِ عن دورِ المرأةِ في الكنيسة. ويزعَمُ هيغينز أنَّ الذين انتخبوا البابا فرنسيس بهدفِ إصلاحِ الكوريا، خصوصًا بعد حبريّةِ بنديكتوس السادس عشر، تفاجؤوا بأنَّ البابا الجديدَ لا ينوي إصلاحَ الكوريا فقط، بل الكنيسة جمعاء. لا يخشى البابا فرنسيس الفوضى والفضائح، فهو يريدُ إزعاجَ الفسادِ إنْ وُجِد، ودَفعَهُ إلى التغييرِ الحتميّ.
لقد أرادَ البابا إعادةَ المهمّشينَ والمرذولينَ والمرفوضينَ إلى الكنيسة، على أنْ تصبحَالكنيسةُ أوّلًا، جاهزةً لاستقبالِهِم. هو يرى الكنيسةَ كـ"فعل" وليس كـ"اسم"، يريدُها ديناميكيّةً فعّالةً حيّة، لذلك اختارَ أنْ تكونَ كنيستُه "سينودسيّة ".
يعرّف البابا فرنسيس "الكنيسة السينودسيّة"، بكنيسةٍ تصغي، وتُدركُ أنَّ الإصغاءَ أكثرُ من مجرّدِ سماع، هوإصغاءٌ متبادَل... الشعبُالمؤمن، مجمعُ الأساقفة، أسقفُ روما... يصغون لبعضِهِمِ البعض، ويصغون معًا للروح القدس، "روح الحق" .
ولكي يتأكّدَ البابا أنَّ مجمعَ الأساقفةِ سيتبعُ هذا النفس السينودسي، أصدرَ سنة 2018 دستورًا رسوليًّا بعنوان "الشراكة الأسقفيّة"، الذي أكّدَ فيه التالي: "إذا منحَ الحبرُ الروماني سلطةَ التداولِ لجمعيّةِ السينودس، بحسب القانون 343 من القانون الكنسي، فإنَّ الوثيقةَ الختاميّة تصبحُ جزءًا من السلطِة التعليميةِ العاديّةِ لخليفة بطرس بمجرّدِ التصديقِ عليها وإصدارِها ."
ومن ثمّ كلّلَ مسيرةَ الكنيسةِ السينودسيّة بمجمعٍ حول "السينودسيّة" استمرَّ من سنة 2021 حتّى سنة 2024، طبّقَ فيه ما أعلنَه في الدستور الرسولي "الشراكة الأسقفيّة" من خلال جعلِ الوثيقةِ الختاميّةِ جزءًا من تعليمِ الكنيسة.ورغم انتقادِ بعضِ التيّارات المحافظةِ لهذا المجمع، والتشكيكِ في جدّيةِتوجّهِ البابا فرنسيس نحو شراكةٍ أكبرَ في صنعِ القرارِ الكنسي، بقيَ البابا مصرًّا على "إزعاج" من يمثّلُ هذه التيّاراتِ والاصغاءِ للأصواتِ التي كانتْ سابقًا لا تحظى بفرصةٍ للتعبير عن تصوّرِها للكنيسةِ ورسالتِها.وتمثّلَ هذا الإصرارُ بإشراكِ سبعين علمانيًّا (نصفهم من نساء)، في أعمالِ وجلسات السينودس وإعطائهم حقَّ التصويت، وهي سابقةٌ في تاريخِ الكنيسة.
ختامًا، يبدو أنَّ السؤالَ المطروحَ حولَ إرثِ البابا فرنسيس، بعد انتهاءِ حبريّتِه، لا يراودُ المحيطين به فقط، بل البابا نفسه. فعندَ بدءِ تدهورِ حالتِه الصحّيةِ في شباط 2025، عمدَ إلى اتّخاذِ بعضِ الخطواتِ لضمانِ سلاسةِ انتقالِ السدّةِ البطرسيّة، وتجنُّبِ مخاضٍ عسيرٍ لانتخابِ البابا المقبل. فهو، على سبيلِ المثال، مدّدَ في السادس من شباط، ولايةَ الكاردينال جيوفاني باتيستا راي، كعميدٍ لمجمعِ الكرادلة، وبقرارِه هذا، تخطّى البروتوكول المعتمَد. ولعلَّ هذا التدبيرَ يهدفُ إلى أنْ يحرصَ الكاردينال المخضرمُ على حسنِ سيرِ العمليّةِ الانتخابيّةِ للبابا الجديد.
كما وأنَّ مرسومَ تعيينِ الأختِ رافاييلا بيتريني،كحاكمةٍ لدولةِ الفاتيكان، قد عجّلَ موعدَ تسلّمِها مسؤوليّاتِها في الأوّل من آذار، وقد أثارتْهذه الخطوة تساؤلاتٍ عدّة حول ارتباطِ هذا التغييرِ في التواريخِ بوضعِ البابا الصحّي.
لقد ختمَ البابا فرنسيس الكنيسةَ بطابعِه الشخصيّ، ويتجلّى ذلك من خلال مجمعِ الكرادلة، الهيئة الانتخابيّة، التي يشكّل الكرادلةُ الذين عيّنَهم البابا فرنسيس بذاتِه حوالى الثمانين بالمئة منها. فاستمرارُ التوجُّهِ الذي أرادَه البابا فرنسيس للكنيسة، مرتبطٌ بالتزامِهِم بكنيسةٍ "سينودسيّة، منفتحةٍ على الجميع".
ويبقى المثلُ الإيطاليُّ القائل: "مَنْ دخلَ المجمعَ بابا، خرج منه كاردينالًا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 25 دقائق
- بيروت نيوز
بريدي استقبل المهنئين بفوزه في عضوية بلدية بيروت
استقبل الفائز بعضوية المجلس البلدي في بيروت مرشح حزب الكتائب اللبنانية في لائحة 'بيروت بتجمعنا' اسكندر (ألك) بريدي المهنئين في دارته في الاشرفية، الذين تقدمهم النائب نديم الجميّل، رئيس اللائحة المهندس ابراهيم زيدان، رئيس مؤسسة الرئيس بشير الجميل يمنى الجميّل زكار وعدد من أعضاء اللائحة. وألقى بريدي كلمة رحّب فيها بالمهنئين وشكر كل من دعم لائحة 'بيروت بتجمعنا' وكل من عمل وساعد لتأمين المناصفة في المجلس البلدي، ووعد البيروتيين ب'إلانماء والتنمية والمشاريع لتكون العاصمة واحة فرح وسلام ومقصدًا لكل أصدقاء لبنان'. وقال: 'نحن سنعمل وسنحقق الإنجازات ولن نقول: ما خلّونا. ولا بدّ لي أن أشكر حزب الكتائب الذي رشحني لأكون ممثله في لائحة 'بيروت بتجمعنا' بدعم وتأييد من الشيخ نديم الجميّل الذي كان صمام الأمان لي خلال الحملة الإنتخابية والداعم الأساسي لي لكي أخوض هذه التجربة لأكون في خدمة لبنان وخدمة بيروت. وأشكر عائلتي وأصدقائي على دعمهم ومحبتهم. ومن اليوم سنبدأ العمل لتنفيذ ما وعدنا به البيروتيين. مهمتنا صعبة وليست سهلة'. الجميّل بدوره هنأ النائب الجميّل الفائزين في بيروت، وقال: 'ما تحقق لم يكن سهلًا تحقيقه. فكان همّنا الأول وقبل فوز المرشحين الذين ندعمهم هو المحافظة على الشراكة الحقيقية في بلدية بيروت. وعلينا منذ اليوم العمل لتصحيح القوانين في المجلس النيابي لتنظيم العمل البلدي وفق آلية يكون الجميع مرتاحًا لها في المستقبل. أتمنى لكم التوفيق لأن يكون عمل المجلس البلدي جديًا لخدمة بيروت والبيروتيين. فبيروت بحاجة الى الكثير. وثقتي كبيرة بالأعضاء المنتخبين، عرفتهم عن قرب وشعرت أنهم يريدون العمل من كل قلبهم وهم على استعداد لأن يعطوا كل خبراتهم من أجل مدينة بيروت. لم أتحدث فقط عن ألك بريدي الذي أقول له أنه الشخص المناسب في المكان المناسب، بل عن كل الأعضاء وعلى رأسهم رئيس اللائحة الأستاذ ابراهيم زيدان الذي أتمنى له كل التوفيق في قيادة هذه المسيرة الجديدة لبلدية بيروت، ونحن سنكون الى جانبكم دائمًا لتحقيق الإنجازات'. وختم: 'الشكر الكبير للناخبات والناخبين في بيروت الأولى وبيروت الثانية الذين كانوا صادقين وملتزمين في تأمين المناصفة ولتكون بيروت واحدة ولكل أبنائها'. زيدان كلمة الختام كانت لزيدان استهلها بشكر البيروتيين على وفائهم لبيروت ووحدتها، وقال: 'أنا سعيد بالتعرّف على بيروتيين أمثال الذين فازوا في اللائحة وهم من خيرة أبناء بيروت. وهذا مصدر إطمئنان لي أننا سننجح بعملنا من أجل بيروت. وآمل أن نكون بحجم الثقة المعطاة لنا خلال السنوات الست القادمة. بيروت عاشت في السنوات الأخيرة صعوبات كثيرة، ومهمتنا اليوم هي مواجهة هذه الصعوبات من أجل تحقيق ما يتمناه أهلنا في بيروت. وسنعمل من أجل المستقبل ومن أجل أجيال لبنان الجميل الذي يحتضن كل أبنائه'. أضاف: 'ولا بدّ من شكر الشيخ نديم على كل الدعم الذي قدمه للائحة 'بيروت بتجمعنا'. وأكرّر وعدي للبيروتيين إن كل ما وضعناه في برنامجنا الإنتخابي سنعمل جاهدين على تنفيذه بإذن الله. ونحن فريق عمل متجانس باستطاعتنا تحقيق الكثير لتعود بيروت عاصمة السياحة وعاصمة الجامعات والمدارس والمستشفيات. ونحن منذ الآن سنعمل ليكون صيف بيروت واعدًا كما يتمناه المغتربون والسياح العرب والأجانب. أفتخر بكم وشكرًا على ثقتكم التي آمل أن نكون بحجمها'.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
بريدي استقبل المهنئين بفوزه في عضوية بلدية بيروت
استقبل الفائز بعضوية المجلس البلدي في بيروت مرشح حزب الكتائب اللبنانية في لائحة " بيروت بتجمعنا" اسكندر (ألك) بريدي المهنئين في دارته في الاشرفية، الذين تقدمهم النائب نديم الجميّل ، رئيس اللائحة المهندس ابراهيم زيدان ، رئيس مؤسسة الرئيس بشير الجميل يمنى الجميّل زكار وعدد من أعضاء اللائحة. وألقى بريدي كلمة رحّب فيها بالمهنئين وشكر كل من دعم لائحة "بيروت بتجمعنا" وكل من عمل وساعد لتأمين المناصفة في المجلس البلدي ، ووعد البيروتيين ب"إلانماء والتنمية والمشاريع لتكون العاصمة واحة فرح وسلام ومقصدًا لكل أصدقاء لبنان". وقال: "نحن سنعمل وسنحقق الإنجازات ولن نقول: ما خلّونا. ولا بدّ لي أن أشكر حزب الكتائب الذي رشحني لأكون ممثله في لائحة "بيروت بتجمعنا" بدعم وتأييد من الشيخ نديم الجميّل الذي كان صمام الأمان لي خلال الحملة الإنتخابية والداعم الأساسي لي لكي أخوض هذه التجربة لأكون في خدمة لبنان وخدمة بيروت. وأشكر عائلتي وأصدقائي على دعمهم ومحبتهم. ومن اليوم سنبدأ العمل لتنفيذ ما وعدنا به البيروتيين. مهمتنا صعبة وليست سهلة". الجميّل بدوره هنأ النائب الجميّل الفائزين في بيروت، وقال: "ما تحقق لم يكن سهلًا تحقيقه. فكان همّنا الأول وقبل فوز المرشحين الذين ندعمهم هو المحافظة على الشراكة الحقيقية في بلدية بيروت. وعلينا منذ اليوم العمل لتصحيح القوانين في المجلس النيابي لتنظيم العمل البلدي وفق آلية يكون الجميع مرتاحًا لها في المستقبل. أتمنى لكم التوفيق لأن يكون عمل المجلس البلدي جديًا لخدمة بيروت والبيروتيين. فبيروت بحاجة الى الكثير. وثقتي كبيرة بالأعضاء المنتخبين، عرفتهم عن قرب وشعرت أنهم يريدون العمل من كل قلبهم وهم على استعداد لأن يعطوا كل خبراتهم من أجل مدينة بيروت. لم أتحدث فقط عن ألك بريدي الذي أقول له أنه الشخص المناسب في المكان المناسب، بل عن كل الأعضاء وعلى رأسهم رئيس اللائحة الأستاذ ابراهيم زيدان الذي أتمنى له كل التوفيق في قيادة هذه المسيرة الجديدة لبلدية بيروت، ونحن سنكون الى جانبكم دائمًا لتحقيق الإنجازات". وختم: "الشكر الكبير للناخبات والناخبين في بيروت الأولى وبيروت الثانية الذين كانوا صادقين وملتزمين في تأمين المناصفة ولتكون بيروت واحدة ولكل أبنائها". كلمة الختام كانت لزيدان استهلها بشكر البيروتيين على وفائهم لبيروت ووحدتها، وقال: "أنا سعيد بالتعرّف على بيروتيين أمثال الذين فازوا في اللائحة وهم من خيرة أبناء بيروت. وهذا مصدر إطمئنان لي أننا سننجح بعملنا من أجل بيروت. وآمل أن نكون بحجم الثقة المعطاة لنا خلال السنوات الست القادمة. بيروت عاشت في السنوات الأخيرة صعوبات كثيرة، ومهمتنا اليوم هي مواجهة هذه الصعوبات من أجل تحقيق ما يتمناه أهلنا في بيروت. وسنعمل من أجل المستقبل ومن أجل أجيال لبنان الجميل الذي يحتضن كل أبنائه". أضاف: "ولا بدّ من شكر الشيخ نديم على كل الدعم الذي قدمه للائحة "بيروت بتجمعنا". وأكرّر وعدي للبيروتيين إن كل ما وضعناه في برنامجنا الإنتخابي سنعمل جاهدين على تنفيذه بإذن الله. ونحن فريق عمل متجانس باستطاعتنا تحقيق الكثير لتعود بيروت عاصمة السياحة وعاصمة الجامعات والمدارس والمستشفيات. ونحن منذ الآن سنعمل ليكون صيف بيروت واعدًا كما يتمناه المغتربون والسياح العرب والأجانب. أفتخر بكم وشكرًا على ثقتكم التي آمل أن نكون بحجمها".


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
مجدداً.. اليمن يستهدف مطار اللد الاسرائيلي في إطار الحظر الجوي المفروض على الكيان
نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد، المعروف إسرائيليًا بمطار بن غوريون، في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، بحسب ما أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان. وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن العملية حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في هروع ملايين الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار. وأكد العميد سريع استمرار القوات المسلحة اليمنية في فرض حظر على حركة الملاحة الجوية من وإلى مطار اللد، مشيرًا إلى استجابة معظم الشركات خلال الأيام الماضية لهذا القرار، ما أثّر بشكل كبير على حركة المطار المذكور. وقال العميد سريع: 'إن المجازر اليومية المرتكبة بحق إخواننا في قطاع غزة تدفع اليمن، شعبًا أبيًا وقيادة مؤمنة وجيشًا مجاهدًا، إلى بذل المزيد من الجهد والعمل في تصعيد العمليات العسكرية، بهدف وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها'. محللون ومسؤولون صهاينة يقرّون بالعجز: لا قدرة على وقف الصواريخ اليمنية ما دام الحصار مفروضًا على غزة هذا، وأجمع محللون ومسؤولون صهاينة على أن 'إسرائيل' تقف عاجزة أمام الصواريخ والمسيّرات اليمنية، مؤكدين أن استمرار العمليات اليمنية مرتبط مباشرة باستمرار العدوان على قطاع غزة والحصار المفروض عليه. وفي تقرير بثته القناة الثانية عشرة العبرية، أقرّ مسؤول عسكري رفيع برتبة لواء – شغل سابقًا منصب رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال – بأن كيان العدو يواجه وضعًا 'بالغ التعقيد لا يمكن السيطرة عليه'، مشيرًا إلى امتلاك القوات المسلحة اليمنية 'مئات الصواريخ الباليستية'، وتوقع تصعيدًا متواصلًا على جبهة الجنوب. وأضاف المسؤول: 'علينا أن ننتظر كيف سيتصرف اليمنيون، فكل أسبوع قد نشهد إطلاق صاروخ أو أكثر'، في اعتراف واضح بعدم قدرة جيش الاحتلال على إيجاد حلول فعّالة للتعامل مع التهديدات المتواصلة. وفي السياق ذاته، أكد المحلل العسكري للقناة أن استهداف البنية التحتية في اليمن 'لن يؤدي إلى وقف الهجمات'، كاشفًا أن سلاح الجو اضطر مؤخرًا لقصف أهداف ثانوية، منها مصنع للخرسانة في محافظة الحُديدة، بعد أن استُنفدت الأهداف العسكرية ذات القيمة. وعبّر المحلل عن خيبة أمل واضحة بعد انسحاب القوات الأمريكية من البحر الأحمر، معتبرًا أن 'اليمنيين تلقّوا دفعة قوية بعد هذا الانسحاب'، مضيفًا: 'من المحزن أن الرئيس ترامب أغمض عينيه عن كل ما يجري'. كما أشار تقرير القناة العبرية إلى أن القوات اليمنية كثّفت عملياتها عقب توقف العدوان على اليمن، موضحًا أن 'خلال الأسبوعين والنصف الماضيين، أطلق اليمنيون 12 صاروخًا باتجاه إسرائيل'. بدوره، صرّح مراسل القناة العسكري بأن الصواريخ اليمنية أحدثت تأثيرًا نفسيًا كبيرًا لدى المستوطنين، وعطّلت مظاهر الحياة اليومية في مناطق واسعة من الكيان، لافتًا إلى أن 'اليمن يسعى لترسيخ معادلة واضحة: ما دامت الحرب مستمرة في غزة، فإسرائيل ستظل تحت القصف'. وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد القلق داخل الكيان من تهديدات يمنية باستهداف ميناء حيفا الاستراتيجي، في ظل عجز حكومة بنيامين نتنياهو عن إيجاد مخرج أمني دون التراجع عن عدوانها المستمر على غزة. ورقة ميناء حيفا: معادلة ردع جديدة تضع 'إسرائيل' أمام تهديد شامل وطويل الأمد وفي السياق، تضع التهديدات المتصاعدة التي تلوّح باستهداف ميناء حيفا الاستراتيجي كيان العدو الصهيوني أمام معادلة ردع غير مسبوقة، قد تعيد رسم خارطة الصراع في المنطقة وتفرض عليه أعباء اقتصادية وأمنية طويلة المدى. يُعد ميناء حيفا من أكثر المنشآت حساسية في بنية الكيان، حيث يضم مرافق نفطية وغازية ومصانع للبتروكيماويات وخزانات للأمونيا، وهي مواد شديدة القابلية للاشتعال والانفجار. أي استهداف مباشر لهذه البنية قد يتسبب بكارثة كبرى تطال مفاصل الإنتاج والنقل والطاقة، وتهدد أمن مئات آلاف المستوطنين في الشمال المحتل. هذا الواقع المعقّد دفع دوائر القرار في الكيان إلى رفع مستوى التأهب الأمني حول الميناء، الذي لطالما اعتُبر 'برميل بارود' يُرعب المؤسسة العسكرية والسياسية، لا سيما خلال الحروب الماضية مع حزب الله، واليوم مع تصاعد التهديد اليمني. الأهمية الاقتصادية لميناء حيفا تضاعفت بعد تعطيل ميناء أم الرشراش (إيلات)، إذ بات الميناء الواقع على المتوسط شريانًا حيويًا لحركة الواردات والصادرات الصهيونية، خصوصاً تلك القادمة من أوروبا وأمريكا. وهذا ما جعله عُرضةً لضغوط استراتيجية في سياق الردع. بحسب التقديرات، فإن الميناء يؤمن نحو 60% من احتياجات الكيان من المشتقات النفطية والغاز، ويغذي شبكة المصانع ومحطات الطاقة المحيطة به. أي تعطيل أو حظر عليه، ولو جزئي، من شأنه أن يسبب أزمة تموينية خانقة، ويشلّ قطاعات الإنتاج ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، في ظل اعتماد الكيان على الاستيراد الزراعي والغذائي من الخارج. ولم تتوقف المخاوف الإسرائيلية عند البعد الاقتصادي، بل تعدّته إلى تأثيرات بنيوية تتصل بسوق العمل والناتج المحلي. إذ من المتوقع أن يؤدي تعطيل الميناء إلى تسريح آلاف العمال، وانكماش في القطاع الصناعي، إلى جانب انهيار تدريجي في الثقة بالاستثمار الأجنبي، وتراجع حجم صفقات التسلح التي ترتبط بعمليات التصدير والاستيراد من خلال الميناء ذاته. وفي البعد الاستراتيجي، فإن التهديد باستهداف حيفا يرقى إلى مستوى إعادة صياغة معادلة الاشتباك، خاصة في ظل عجز حكومة العدو عن فك الحصار المفروض على غزة، أو تقديم حلول توقف موجة الردع المتصاعدة من أكثر من جبهة. هذه المعطيات مجتمعة تضع العدو أمام مأزق وجودي مفتوح: فإما التراجع عن العدوان والحصار، أو الدخول في نفق استنزاف طويل الأمد تتقاطع فيه الجبهات الاقتصادية والعسكرية والنفسية. وفي كلا السيناريوهين، تكون رسالة الردع قد وصلت، وتحوّلت من تهديد إلى واقع يُحسب له ألف حساب.