logo
علي عبدالله صالح... زعيم استشهد واقفًا، فبقي الوطن مكسورًا من بعده

علي عبدالله صالح... زعيم استشهد واقفًا، فبقي الوطن مكسورًا من بعده

اليمن الآن٢٨-٠٧-٢٠٢٥
علي عبدالله صالح... زعيم استشهد واقفًا، فبقي الوطن مكسورًا من بعده
قبل 4 دقيقة
في زمنٍ تبعثرت فيه المعاني، وتحطمت الرايات، لم يعد يُدهش الناس أن يُسفك الدم، أو تُغدر الأوطان. لكن أن يقف رجل في وجه السقوط، في لحظة انكسر فيها الجميع، فتلك بطولة تنحني لها الهامات وتستحق الخلود
.
الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، لم يمت بغرفة مكيفة وعلى فراشٍ بارد، ولا في منفى فاخر، بل استشهد واقفًا، مقاتلًا، في منزله أو في الطريق إليه، لا فرق؛ فكلاهما أصبح ساحة معركة، وميدان عزة وشرف.
إن علي عبدالله صالح، الشخصية التي لا تزال حاضرة بكل ثقلها في ذاكرة اليمنيين، مهما اختلفت حوله المواقف وتباينت الآراء، لم يكن مجرد رئيس عبر كرسي الحكم، بل كان اليمن كله، بتناقضاته، بتعقيداته، بطموحاته، بانكساراته وانتصاراته.
هو الرجل الذي لم تصنعه السلطة، بل صنع هو معادلاتها، وفرض قواعدها، ومشى فوق حبالها المشدودة بثقة نادرة لا يُتقنها إلا من تربّى في مدرسة الواقع اليمني القاسي.
قاتل حتى النفس الأخير
صالح لم يهرب كما فعل الآخرون، ولم يساوم حين اشتد الطوق. كان بإمكانه أن يغادر آمنًا، أن يختار حياة المنفى بترفها السياسي، لكنه اختار الشهادة واقفًا في ساحة المعركة، وأن يكتب سطره الأخير بدمه، لا بحبر التسويات المذلة.
قتلوه غدرًا، لكنه مات بطلًا. قاتل حتى اللحظة الأخيرة، بسلاحه الشخصي، رافضًا كل الإغراءات وكل الممرات الآمنة التي عُرضت عليه. لا فرق إن قُتل في منزله أو في طريقه إلى منزله الآخر، فكل شبر في أرضه كان ميدان مواجهة، وكل لحظة كانت فصلًا من ملحمة الرجولة والكبرياء.
لم يكن مع صالح جيش ولا مؤسسات دولة في أيامه الأخيرة. كل ما كان يملكه حفنة من الرجال الأوفياء، وبندقيته التي لم تفارقه، وإيمانه بجمهورية لن تموت حتى وإن قُتل كل من دافع عنها.
لم ينتظر حبل نجاة، ولم يمدّ يده لأحد، رفض الهروب، رفض أن يكون صورة أخرى لرئيس مخلوع في المنفى، وأبى أن تنكسر كرامته تحت سقف صفقة أو استسلام.
قاتل، لا لأنه يظن النصر قريبًا، بل لأنه آمن أن الكرامة لا تُقايض، وأن الموت في سبيل موقفٍ وطني أشرف من حياةٍ تحت أقدام الكهنوت.
هكذا انتهى الزعيم: رجلٌ لم تمنحه السياسة كل ما يستحق، لكنها منحته نهايةً تشبه بدايات الأبطال.
من الظلم، بل من السذاجة، أن يُختزل علي عبدالله صالح في أخطاء حكمه، أو أن يُنكر عليه حقه في أن يكون أحد أبرز صانعي التاريخ اليمني الحديث.
نعم، كان جزءًا من تحالف الحوثيين، لكنه لم يكن الوحيد. استفاد منه الجميع، ثم انقلبوا عليه، كما استفادوا من خلافاته، من قوته، من دهائه، ثم راحوا يلومونه على كل شيء.
من السذاجة أن يُحمَّل صالح وحده مسؤولية ما آل إليه اليمن، فالحوثيون لم يهبطوا من السماء، ولم يصعدوا وحدهم. كل القوى السياسية دعَمتهم طيلة الحروب الست، واستثمرت في لحظة فوضى، وشاركت في جريمة تفكيك الدولة، ثم عادت تتباكى على أطلال الجمهورية. بل إن بعض هذه القوى التي تُزايد اليوم على صالح هي ذاتها التي استفادت منه لعقود، ثم طعنته في الظهر حين تغيرت الرياح. حتى خصومه الذين فرّوا من صنعاء وركبوا أمواج الخارج عادوا الآن لتوزيع البطولات من وراء الحدود، بينما هو واجه الموت في ميدان شرف، لا في غرف المؤتمرات أو شاشات الإنكار.
حقد القلة على صالح اليوم ليس لأنه فشل في بناء اليمن، بل لأنه حرم كثيرين من فرصة العبث بها. لم يسمح لهم أن ينهبوها كيفما شاؤوا، ولا أن يقسموها بحسب شهواتهم. أرادها موحدة، حتى وهو يُتهم بالتفرد. وأراد لها أن تصمد، حتى وهو يُتهم بالتأخر. وأنا أقولها: إن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح لم يكن ملاكًا، ولم يدّعِ ذلك يومًا، لكنه كان رجلًا من طينة الكبار، ممن لا يُشترون ولا يُباعون ولا يُساومون على كرامة وطن.
ومن يُنكر عليه ذلك، فليقل لنا: مَن بعده وقف كما وقف؟ من واجه كما واجه؟ من رفض الخروج كما رفض؟ من مات في قلب العاصمة، في قلب المعركة، واقفًا لا منكسرًا؟ صالح لم يكن معصومًا، لكنه لم يكن جبانًا، لم يساوم على كرامة وطنه، ولم يترك صنعاء للمليشيا دون طلقة. ومهما قيل عن سياساته، فقد مات بشرف، وهو يقاتل مشروعًا سلاليًا كهنوتيًا لا يعرف من الدولة سوى اسمها، ولا من الوطنية سوى الشعارات الفارغة.
الحقد لا يصنع وطنًا. التاريخ لا يُكتب بانفعالات اللحظة، ولا بإملاءات الكراهية، بل يُكتب بالدماء التي تُراق دفاعًا عن الموقف، وبالمواقف التي لا تتبدل حين تشتد العواصف. وسيظل صالح حيًّا في وجدان الشرفاء، لا لأنه كان كاملًا، بل لأنه كان صادقًا في حب بلاده ومتشبثًا بها حتى الرمق الأخير.
أما أولئك الذين فرّوا وتركوا خلفهم الوطن للضياع، ثم عادوا اليوم يتحدثون عن بطولات من ورق، فنقول لهم: اصمتوا، فالتاريخ لا يكتبه المرتعشون، ولا يُخلد فيه أسماء الذين هانت عليهم أوطانهم. إن التاريخ يكتبه الرجال الذين ثبتوا حين تهاوى الجميع، وسقوا الأرض من دمائهم حين عزّ الماء.
الذين يُصرّون على جلد الرجل حتى وهو في قبره لا يُدركون أنهم بذلك يمنحون الحوثي عمرًا إضافيًا، ويظهرون أمام شعبهم أقزامًا منبوذين. كل حقد صغير يُسكب على صالح يمنح الكهنوت سنة جديدة من السيطرة والخراب. اليمن يحتاج اليوم للتعافي، لا للثأر من الذاكرة. الوطن لا يُبنى على الكراهية، بل على الاعتراف، وعلى الإنصاف، وعلى أن نميّز بين الخصومة والخيانة، وبين الخطأ والخذلان.
الخلاصة: رحل صالح، رجلٌ بمآخذه وإنجازاته، لكنه رحل حرًا ولم يُسلِّم. والدرس الأكبر: أن من يرفض الاستسلام في زمن الانهيار يزرع جذوة مقاومة لا تنطفئ. اليمن لن ينهض إلا حين تتصالح نخبته مع ذاكرته، وتُدرك أن المعركة الحقيقية ليست مع رجل مات، بل مع مشروع يطمس التاريخ ويقتل الحاضر ويصادر المستقبل.
علي عبدالله صالح لم يمت إلا جسدًا، أما المعنى الذي مثله في لحظاته الأخيرة، فهو ما يجب أن نحييه فينا جميعًا: أن نعيش كرماء، وأن نموت شرفاء، وألا نخون الوطن مهما ضاقت الخيارات.
رحم الله الشهيد، وسلامٌ على من قاوم ومضى. والخزي لكل من باع وسلم وفر، ثم عاد ليتحدث عن شجاعة لم يعرفها يومًا. والمجد لليمن.. إن بقي فينا من يستحقه. سلامٌ على من صان الكرامة وارتقى، وبقي في الذاكرة جدارًا لا يُهدم، ومجدًا لا يُمحى، حتى تلد نساء اليمن من يشبهه.. أو يكاد.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس: حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية أسراها في غزة بسبب تعنتها
حماس: حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية أسراها في غزة بسبب تعنتها

اليمن الآن

timeمنذ 13 دقائق

  • اليمن الآن

حماس: حكومة نتنياهو تتحمل مسؤولية أسراها في غزة بسبب تعنتها

حمّل القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، مساء الاثنين، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة جميع أسراها في غزة بسبب تعنتها وتهربها من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الأسرى "يعيشون ما يعيشه أهالي غزة". وقال حمدان في كلمة مسجلة نشرتها الحركة على منصاتها الإلكترونية: "حكومة نتنياهو تتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى لدى المقاومة، بسبب تعنتها وغطرستها وتهرّبها من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتصعيد حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا". وأضاف: "في الوقت نفسه، يتحمّل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، مسؤولية الحالة التي وصل إليها الأسير الجندي الصهيوني إيفاتار ديفيد، بسبب تصعيد الحصار والتجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى قطاع غزَة". وتابع: "شهد العالم على المعاملة الإنسانية التي تلقاها أسرى العدو لدى المقاومة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، طيلة مدة أسرهم، إضافة إلى اعتراف وشهادات أسرى العدو المفرج عنهم، وقد أوضحت المقاومة دوما أنهم يأكلون مما يأكل شعبنا المحاصر المجوع، ويشربون مما يشرب". وشدد على أن "معاملة المقاومة لأسرى الاحتلال تتم وفق قيم الإسلام ومبادئه السمحة، وحسب توافر الاحتياجات الإنسانية لدى شعبنا في قطاع غزة". وأوضح أن الأسرى الإسرائيليين "يعيشون ما يعيشه أهالي غزة، بينما تمارس حكومة الاحتلال الفاشية أبشع صنوف التعذيب والانتقام الوحشي والإذلال والقتل البطيء ضد أسرانا في سجونها". وطالب حمدان مجلس الأمن باتخاذ "قرارات واضحة وملزمة للاحتلال بوقف حرب الإبادة والانسحاب من القطاع وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية ووقف انتهاكاته ضد الأسرى".

مصرع فتاة بصاعقة رعدية ضربت منزلا في مديرية جبل المحويت
مصرع فتاة بصاعقة رعدية ضربت منزلا في مديرية جبل المحويت

اليمن الآن

timeمنذ 13 دقائق

  • اليمن الآن

مصرع فتاة بصاعقة رعدية ضربت منزلا في مديرية جبل المحويت

أفادت مصادر محلية ان فتاة في قرية المعرس بمنطقة الغربي الأعلى التابعة لمديرية جبل المحويت، لقيت مصرعهما مساء امس الإثنين بصاعقة رعدية ضربت منزلها. وأوضحت المصادر بأن الصاعقة ضربت منزل المواطن عبد العزيز ناشر، ما أدى إلى إصابة الفتاة بشكل مباشر، حيث جرى إسعافها على الفور إلى المستشفى الجمهوري بمحافظة المحويت، إلا أن الأطباء أكدوا وفاتها متأثرة بصدمة كهربائية شديدة ناجمة عن الصاعقة. وتتكرر هذه الحوادث في المناطق الجبلية خلال موسم الأمطار، حيث تشهد المرتفعات نشاطاً كثيفاً للبرق والرعد، مما يجعل السكان عرضة للخطر، ويستدعي اتخاذ احتياطات السلامة أثناء هطول الأمطار، خاصة في المناطق المعرضة لتساقط الصواعق.

الاطاحة بمحافظ محافظة محررة !
الاطاحة بمحافظ محافظة محررة !

اليمن الآن

timeمنذ 13 دقائق

  • اليمن الآن

الاطاحة بمحافظ محافظة محررة !

العربي نيوز: بدأت رسميا، اجراءات الاطاحة بمحافظ احدى اهم المحافظات المحررة، على خلفية اخفاقه في ادارة شؤون المحافظة واداء مهام السلطة المحلية، وتسببه في تفاقم تدهور الاوضاع الخدمية والمعيشية للمواطنين، وتصاعد التوتر في المحافظة ومظاهر سخط المواطنين المستمرة بوتيرة تنذر بـ "نتائج لا تُحمد عقباها". أكد هذا بيان صادر عن الأحزاب والمكونات السياسية في محافظة حضرموت، طالبت فيه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بإقالة المحافظ مبخوت مبارك بن ماضي وإعادة هيكلة السلطة المحلية، وسرعة التدخل الشامل لانهاء التجاهل وإنقاذ حضرموت من الإنهيار الشامل. وقالت أحزاب حضرموت في بيانها: إن "محافظة حضرموت تقف اليوم على مفترق طرق خطير". وحذرت من "أن استمرار تجاهل أوضاعها قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها". مطالبة مجلس القيادة الرئاسي بـ "تدخل سريع وشامل لمعالجة الاوضاع وانهاء مسلسل التجاهل والخذلان لمحافظة حضرموت". مضيفة في تشخيص مكامن الاختلال: إن "المحافظة تشهد منذ فترة أزمة شاملة وغير مسبوقة في مختلف مناحي الحياة، نتيجة استمرار الانهيار الاقتصادي، وتدهور الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، والانفلات الإداري وتراجع دور السلطة المحلية، وتفاقم معاناة المواطنين". وتابعت: إن "تُفاقم هذه الأوضاع المأساوية يرجع إلى حالة الغياب الكامل لرأس السلطة المحلية وتعطّل مؤسسات الرقابة والمساءلة، وتفشي الفساد في أجهزة الدولة، ما أدى إلى فقدان الثقة بين المواطن والسلطة، وتصاعد مشاعر السخط الشعبي". في اشارة الى اقامة المحافظ بن ماضي في السعودية منذ اشهر. كما أكدت الأحزاب والمكونات السياسية في محافظة حضرموت، إدانتها "جريمة قتل الشاب محمد سعيد يادين، في احتجاجات تريم". وطالبت بـ "تحقيق عاجل وشفاف لمحاسبة المتورطين"، و"وضمان حق المواطنين في التظاهر السلمي، وحمايتهم من العنف" داعية المحتجين إلى "ضبط النفس والحفاظ على الممتلكات". وشددت على "تنفيذ قرارات مجلس القيادة الرئاسي بشأن مطالب حضرموت، ووضع آلية تنفيذية مزمنة وواضحة، والتزام الحكومة بدفع مستحقات المحروقات لمحطات الكهرباء مع تثبيت الديون المتأخرة وسدادها مركزيًا، وتفعيل المجالس المحلية وأجهزة الرقابة على الموارد العامة، لوقف الفساد المستشري بمؤسسات الدولة". كذلك اللجنة المكلفة من كتلة حضرموت النيابية، طالبت بـ "تعيين آخرين لقيادة السلطة المحلية بحضرموت من الكوادر الحضرمية أصحاب الكفاءة والخبرة والنزاهة". مؤكدة أن "الخلافات بين المحافظ مبخوت بن ماضي ووكيل المحافظة رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش عطلت مصالح المواطنين وتنمية حضرموت". وقالت اللجنة، التي يرأسها الشيخ صالح العامري، في بيان: إن "مطالب أبناء حضرموت التي رفعت سابقا من كل مكونات وشرائح حضرموت، لم يتم الإستجابة لها ولم تجد الحلول الجذرية والجادة حيث ضاعفت هذه المشكلات من تضييق الحياة على المواطنين، ما أضطر ابناء حضرموت للخروج للشارع للمطالبة بالحقوق". مطالبة بـ "حل مشكلة الكهرباء بشكل جذري وجاد من خلال تفويض لجنة من أبناء حضرموت أصحاب الكفاءة والخبرة والنزاهة، لبيع النفط الخام المخزون بخزانات النفط وإيداع ايراداته بحساب في البنك المركزي بالمكلا، والتعاقد مع شركات عالمية ذات جودة وخبرة وممارسة لإنشاء محطة كهربائية جديدة لا تقل عن 500 ميجاوات". وشملت مطالب اللجنة: "وضع الضوابط والمعالجات لمشكله بيع الديزل المدعوم من شركة بترومسيلة سواء كان للكهرباء أو للتنمية، .. وأن تكون الموارد والصرفيات لهذا الديزل المدعوم في حساب خاص وشفاف بالبنك المركزي وليس في حسابات خاصه لدى الصرافين، لكي يتسنى للجهاز المركزي مراقبه الحساب إيرادا وصرفا". مضيفة: على أن تُصرف هذه الموارد في أوليات متطلبات ابناء حضرموت من الخدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعليم والصحة، وفق خطط ومشاريع يقرها المكتب التنفيذي للمحافظة". وأردفت اللجنة قائلة: "وأن تنفذ المشاريع في حضرموت بموجب مناقصات وفق لقانون المناقصات والمزايدات وليس بالأمر المباشر". وطالبت اللجنة المكلفة من كتلة حضرموت النيابية، برئاسة الشيخ صالح سالم العامري مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بـ "تشكيل لجنة مستقلة تضم ممثلين لكل من السلطة المحلية، الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، كتله نواب حضرموت، هيئة مكافحه الفساد، المجتمع المدني، وزارة المالية، شركة النفط، ووزارة الكهرباء". كما طالبت بـ "تجنيد 40 ألف من ابناء حضرموت في الجيش والأمن، بالإضافة إلى جعل كل القوات الجديدة وألوية 'النخبة الحضرمية' وألوية "درع الوطن" بالمنطقة العسكرية الاولى والثانية والامن العام، بعيدة عن ولاءات المكونات والأحزاب السياسية وهيمنتها لتعمل على رعاية وتأمين مصالح المواطنين العامة والخاصة". ونوهت اللجنة في ختام بيانها إلى حق المواطنين في التظاهر والاحتجاج بحرية، ولفتت إلى "تواصلها مع رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك ومطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق من وزارة الداخلية لمعرفه ملابسات مقتل الشاب محمد سعيد بايدين، برصاص قوات الأمن في احتجاجات شهدتها مدينة تريم يوم الخميس (31 اغسطس)". من جانبها، اعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت، في بيان لها، "إيقاف المتهم بقتل الشاب محمد يادين وإحالته للجهات المختصة". وأكدت أنها "تتابع عن كثب مجريات الأحداث بالمحافظة، في ظل التوترات الاخيرة الناتجة عن ظروف استثنائية تمر بها البلاد، ولن تسمح لأي جهة كانت بجر المحافظة إلى مربع الفوضى". ودعت اللجنة الأمنية "المواطنين للتحلي بأقصى درجات الوعي وضبط النفس والابتعاد عن أي سلوك من شأنه أن يخل بالأمن العام أو يعكر صفو السلم المجتمعي". وطالبت "جميع الأطياف المجتمعية من مشايخ وأعيان ووجهاء ومنظمات مجتمع مدني ووسائل إعلام إلى القيام بأدوارهم الوطنية في تعزيز لغة الحوار والتفاهم". يترافق هذا مع تصاعد السخط الشعبي في حضرموت وتجاوزه الاحتجاجات على تدهور الاوضاع الاقتصادية والخدمية والمعيشية للمواطنين جراء انهيار قيمة العملة وارتفاع اسعار السلع والوقود والخدمات، الى مظاهر غضب شعبي واسعة شملت قطع الطرقات وبدء تنفيذ اعتصامات واطلاق دعوات لعصيان مدني عام. تفاصيل: تطورات مفاجأة في حضرموت (فيديوهات) والخميس (31 يوليو) عزت اللجنة الامنية بمحافظة حضرموت، مقتل الشاب محمد سعيد يادين بموقع اعتصام المحتجين في مدينة تريم برصاص قوات الأمن الى ما سمته "وجود عناصر مندسة تابعة لتنظيمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة، توزع الاموال لإثارة الفوضى في ساحل حضرموت، واطلاق النار على الاطقم العسكرية". يشار إلى أن شرطة مدينة تريم كانت اعلنت أن المواطن محمد سعيد يادين، قُتل فجر الخميس (31 اغسطس) أثناء محاولة قوات الأمن فض احتجاجات شعبية تندد بتدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية في وادي حضرموت، وقالت: إن "قوات الأمن كانت تحاول فتح الطرقات المغلقة، وتعرضت للاعتداء من قبل المتظاهرين، مما ادى لاطلاق النار".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store