logo
نساء وجدن في الذكاء الاصطناعي من يفهمهن أخيرا

نساء وجدن في الذكاء الاصطناعي من يفهمهن أخيرا

Independent عربيةمنذ 2 أيام
تخيل أن يكون لديك صديق لا تتشاجر معه إطلاقاً ولا يقول لك إنك مخطئ أبداً وجاهز للتحدث معك في أي وقت، وحتى أنه يسمح بأن تستحوذ على الحوار بأسئلتك حول نفسك، وقد يبدو هذا لبعضهم وكأنه الصديق المثالي لشخص نرجسي محب للظهور، يتمحور تفكيره حول ذاته ولا يحتمل النقد، لكن هذه الصداقة الأحادية الجانب أصبحت شائعة الآن، فالصديق النبيل هو "تشات جي بي تي" ChatGPT الذي بدأ يتحول إلى أفضل صديق في العالم.
وبأبسط العبارات فإن "تشات جي بي تي" هو عبارة عن روبوت دردشة تفاعلي مدعوم بالذكاء الاصطناعي ومصمم للإجابة عن الأسئلة والرد على الاستفسارات بنصوص تبدو طبيعية وبشرية، ومنذ إطلاق الروبوت الشهير للعموم من قبل شركة "أوبن أيه آي" OpenAI في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، جرى استخدمه في كل شيء، مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني والتخطيط للعطلات وكتابة النكت، أو حتى مشاركة رأيه حول مشكلاتنا الشخصية مع ازدياد إنسانيته في كل تحديث.
في الجوهر يستخدم "تشات جي بي تي" معلومات من الإنترنت لتنفيذ الطلبات وقد جرى تدريبه على إجراء المحادثات مما يجعله قادراً على فهم الاستفسارات المتتابعة والاعتراف بأخطائه ورفض التفاعلات غير اللائقة، وقد وجدت دراسة حديثة صادرة عن جامعة تورنتو أن استجابات الذكاء الاصطناعي تبدو أكثر تعاطفاً معنا من استجابات البشر، في الأقل وفقاً لـ 54 شخصاً شاركوا في الدراسة، ومع هذه المؤهلات يبدو من الواضح سبب انجذابنا للبوح بأسرارنا لأجهزة الكمبيوتر، فنحن نعتقد أنها لطيفة.
بدأت شارلوت (28 سنة) من مقاطعة سومرست في إنجلترا الدردشة مع "تشات جي بي تي" للمرة الأولى عام 2023، وتقول "عندما أُطلقت التقنية للمرة الأولى أتذكر أنني استخدمتها للعمل كأداة للبحث والتدقيق اللغوي، ثم بدأت استخدامها لأسباب شخصية، إنه منحدر خطر بعض الشيء"، وكانت شارلوت تُدخل تجارب حياتها الواقعية في "تشات جي بي تي" كما لو أنها هي والأشخاص الذين تفاعلت معهم في الحياة عبارة عن شخصيات في كتاب، ثم تطلب من الذكاء الاصطناعي أن يقدم تقييماً موضوعياً للأحداث من منظور معالج نفسي تحليلي، وتوضح شارلوت "كنت أسأله أيضاً ماذا يريد كل طرف من الآخر؟ أين يكمن التوتر؟ ما المشكلة الأساس؟ ومن قد يكون المخطئ؟"، وبمعنى آخر كانت تستخدم روبوتاً لفهم البشر، فتتأمل قائلة "في أفضل الأحوال ساعدني في رؤية الأمور بمزيد من التعاطف ومعالجة مشاعر الفقدان، أما في أسوأ الأحوال فقد عزز ميلي إلى التفكير المفرط والتمسك بعلاقات انتهت دون جدوى، وربما فعل الأمرين معاً".
أما ليديا (25 سنة) فقد بدأت استخدام تطبيق "تشات جي بي تي" في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي عندما بدأت حياتها العاطفية تسلك طرقاً يصعب عليها فهمها، وتقول "كان الهدف توضيح بعض الأمور المتعلقة بغموض الرجال وسطحيتهم"، وبالطبع لم يكن "تشات جي بي تي" قادراً على إخبارها بصورة قاطعة عن سبب تصرف الرجال الذين واعدتهم بصورة غريبة أو عدم إجابتهم على رسائلها ولكنه منحها منصة لتحليل الأمور، وتوضح أنه "في معظم الأحيان يخبرك بما تعرفه بالفعل، لكنك تكون بحاجة إلى أن تسمع ذلك".
وإذا بدا لكم الأمر وكأنه غرفة صدى مغلقة يصنعها المستخدم لنفسه فهذا صحيح، إذ تعترف شارلوت بأنها غالباً ما تلجأ إلى "تشات جي بي تي" عندما تكون "في حال إنكار للحقيقة"، وفي المقابل تقول ليديا إن التقنية مكّنتها من الشعور بالراحة حول قرارات متهورة نوعاً ما اتخذتها في حال الثمالة، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي كانت في الحانة مع أصدقائها (البشر الحقيقيين)، وبعد احتسائها كثيراً من النبيذ دعت رجلاً لم تلتق به إلا مرة واحدة، تقول "لم نخرج في موعد من قبل أو أي شيء من هذا القبيل، ولم أتوقع أن يحضر أصلاً"، ومع ذلك بقيا معاً طوال الليل يشربان "مشروبات كحولية قوية"، وتقول "استيقظت من دون أن أتذكر شيئاً وكنت في حال انهيار"، ثم لجأت إلى "تشات جي بي تي" وشرحت له ما حدث فجاء رده "كنتِ فقط تنشرين الطاقة، كنتِ تقضين وقتاً رائعاً".
ليديا شاركت أصدقاءها البشر هذا الرد المفاجئ من الروبوت مما أثار بعض القلق لديهم، وتعترف قائلة " إذا لم تكن مدركاً تماماً لذاتك فربما يمنعك هذا من أن تنظر بصدق إلى أخطائك وتتعلم منها"، وعلى رغم أن شارلوت وليديا تستخدمان "تشات جي بي تي" للحصول على النصيحة والتطمين ومحاولة فهم العالم من حولهما بصورة أفضل، فإن لديهما أيضاً دوائر صداقة قوية يمكن الاعتماد عليها، وتقول شارلوت "ألجأ إليه من حين لآخر عندما تكون هناك أزمة كبيرة أو مشكلة في إحدى العلاقات، وعلى الأرجح أكون قد أثقلت بالفعل على إحدى صديقاتي بالحديث عنها ولا أريد إزعاجها أكثر"، وتوافقها ليديا الرأي بأنه "إذا كنت أمر بحلقة من الهوس والتفكير المتكرر فإن 'تشات جي بي تي' لا يمانع إذا تحدثت عن الأمر للمرة الـ 800".
في أماكن أخرى من الإنترنت لا يبدو الاعتماد على الصحبة التي توافرها تقنيات الذكاء الاصطناعي قائماً على منطق متماسك، فـ "تيك توك" يعج بمقاطع فيديو لمستخدمين داخل غرف نومهم يدافعون عن فكرة الاعتماد على "تشات جي بي تي" بدلاً من التحدث مع البشر، وفي أحد المقاطع يسأل أحدهم "لماذا يعد 'تشات جي بي تي' صديقاً أفضل لك من أصدقائك الحقيقيين؟" بينما يزعم مستخدم آخر أن هذه التقنية "تهتم وتقدم نصائح أفضل" من محيطه الاجتماعي، وقد انتشر استخدام "تشات جي بي تي" كصديق بسرعة كبيرة على الإنترنت حتى إن المؤثرة البارزة كيم كاردشيان شاركت الأسبوع الماضي صورة شاشة لمحادثة حميمة أجرتها مع نموذج الذكاء الاصطناعي، وكتبت تقول له "شكراً على تحملك المسؤولية، فهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليّ"، من دون أن توضح ما الخطأ الذي يفترض أن الذكاء الاصطناعي قد ارتكبه، فرد "تشات جي بي تي": "أنا ممتن لسماع ذلك، وإذا ساورك أي شك أو رغبتِ في التعمق أكثر في أي شيء فأنا هنا من أجلك".
هذا المشهد المرعب كان متوقعاً منذ زمن، ففي عام 2013 دار فيلم "هي" Her من إخراج سبايك جونز حول رجل يدعى ثيودور (أدى دوره خواكين فينيكس) يقع في غرام المساعدة الصوتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سامانثا، (أدت صوتها سكارليت جوهانسون)، بل إن باحثين من جامعتي هارفارد وشيكاغو وجدوا منذ عام 2008 أن الأشخاص أكثر ميلاً إلى إضفاء صفات إنسانية على الحيوانات أو الأدوات الإلكترونية عندما يشعرون بالوحدة، وشرح مؤلفو الدراسة ذلك بالقول إن الناس "يدخلون في مجموعة من السلوكيات لتخفيف وطأة الانفصال الاجتماعي ومن بينها اختراع كائنات تشبه البشر في محيطهم لتكون مصدراً محتملاً للارتباط العاطفي".
وها نحن الآن في عام 2025 ومحاطون بكل أشكال التواصل أينما نظرنا، فمئات أو ربما آلاف من المتابعين على "إنستغرام" أو "تيك توك"، ومساحات للتعليق على المقالات للتنفيس عن مشاعرنا، إضافة إلى صفحات "فيسبوك" للحي المحلي ومنتديات "ريديت" المجهولة، ومع ذلك تنتشر الوحدة المزمنة على نطاق واسع، وتقول المعالجة النفسية إستر بيريل في حلقة بودكاست مع برينيه براون في برنامجها "الكشف عن أنفسنا" "Unlocking Us"، إن "الوحدة الحديثة تتخفى تحت قناع فرط التواصل، ويمكن أن يكون لدي 1000 صديق افتراضي [على مواقع التواصل الاجتماعي] لكن لا أحد ليطعم قطتي ولا ليحضر الدواء من الصيدلية، فهذه وحدة من نوع مختلف وليست مسألة عزلة جسدية، بل شعور بأنك غير مفهوم وغير مرئي ومرفوض أو منبوذ".
ويقول مؤلف كتاب "الألفة الاصطناعية: الأصدقاء الافتراضيون، العشاق الرقميون، وخوارزميات التوفيق بين الشركاء"، روب بروكس، إن الإنسان مصمم في الأساس لقضاء نحو 20 في المئة فقط من وقته في نشاط اجتماعي، ويضيف أن ما يُعرف بـ "البطارية الاجتماعية" لدينا تنفد بالفعل إذا حمّلنا أنفسنا أكثر مما تحتمل، وبمعنى آخر فإذا قضينا وقتنا في التحدث إلى "تشات جي بي تي" أو التفاعل بالنيابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من الحديث المباشر مع الآخرين فإن لذلك عواقب غير محمودة، ويحذر بروكس قائلاً "لن تجد وقتاً للاهتمام بالعلاقات التي تمنحك الدعم ولن تجد وقتاً كافياً للنوم"، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تدهور حاد في الصحة النفسية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإضافة إلى ذلك فإن النصائح التي نتلقاها من "تشات جي بي تي" وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى قد لا تكون جيدة، كما اشتبهت ليديا حينما هلّل لمغامرتها في الحانة، ويقول بروكس "لن تقوم هذه التقنية بتغيير نظرتك للعالم أو مناقضتك أو إخبارك عندما تكون تافهاً وبحاجة إلى استجماع نفسك، وهو ما يفعله أصدقاؤك أحياناً"، ويتابع أن "من الصعب أن تنال ما تحتاجه فعلاً لكن قد تحصل على ما ترغب فيه"، وهذا على ما يبدو طريق محتمل نحو الهاوية.
ويشير بروكس إلى أن كثيرين يفضلون التحدث إلى نماذج الذكاء الاصطناعي على التحدث مع محيطهم الاجتماعي لأنهم يعلمون أنهم لن يواجهوا "أي حكم أو ذكرى مخزية أو نميمة"، لكن ما نخسره في هذه الحال هو الحميمية الصارخة، وهو نوع من الصداقة عرف عنه المعالج النفسي تيري ريال، إذ لا يجرى تلميع التفاعل بأية طريقة بل إن هناك شكاً وخلافاً ومواجهة في المحادثات، أي ببساطة، أصالة حقيقية.
نحن نبوح بأسرارنا لأصدقائنا مع إدراكنا احتمال أن تفلتها ألسنتهم البشرية، سواء بتوبيخنا على أفعالنا أو بنقل الكلام إلى آخرين، لأننا نثق بهم ونرغب في أن يعرفونا كما نرغب في أن نعرفهم، ويقول بروكس "كلما أخبرت الناس عن نفسك، عن الأشياء العميقة والمظلمة، زاد قربك منهم"، مضيفاً "لكنك بحاجة أيضاً إلى معلومات منهم ولا بد من أن تكون عملية البوح متبادلة لبناء الحميمية بصورة فعالة، وهذه واحدة من اللبنات الأساس للحياة الاجتماعية والتعاون والعلاقات الأسرية والحب".
ويحذر بروكس من أنه لا ينبغي بالضرورة أن نمنح هذا المستوى من الثقة للتكنولوجيا حتى لو بدا لنا أن "تشات جي بي تي" لن ينشر أخبارنا للعالم، فأنظمة الذكاء الاصطناعي الشبيهة بالبشر والمعروفة باسم النماذج اللغوية الكبرى في الوقت الحالي لا تمتلك رؤية كاملة عن الشخص الذي يتحدث إليها، فهي لا تقوم ببناء ملفات شخصية لمستخدميها بالطريقة نفسها التي تجمع بها منصات التواصل الاجتماعي البيانات بغرض استخدامها للإعلانات الموجهة، ووفقاً لبروكس فلن يتذكر الذكاء الاصطناعي "ما تحدثت عنه الأسبوع الماضي، ناهيك عن التفاصيل"، ومع ذلك فهذا الحال قد لا يدوم، ويقول إن "هذا هو الوضع الآن، والوضع يتغير بسرعة كبيرة، وأعتقد أنه هناك بالتأكيد خطراً محتملاً أنه كلما زادت المعلومات عنك زاد احتمال تعرضك للخطر".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كل ما تحتاج إلى معرفته عن خصائص «GPT-5» الجديد
كل ما تحتاج إلى معرفته عن خصائص «GPT-5» الجديد

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

كل ما تحتاج إلى معرفته عن خصائص «GPT-5» الجديد

في خطوة من شأنها إعادة صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي التفاعلي، أعلنت شركة «أوبن إيه آي» عن إطلاق «GPT-5»، أحدث جيل من النماذج التي تقف خلف «تشات جي بي تي». ويُوصف النموذج الجديد بأنه «خبير بدرجة دكتوراه في أي مجال، عند الطلب»، وهو مصمم لتحقيق أداء استثنائي في مجالات التفكير المنطقي والبرمجة والتخصيص والسلامة. ويجمع «GPT-5» جوهر قدرات النماذج السابقة في نظام واحد متكامل يجمع بين القوة والعملية. لا يمثل «GPT-5» مجرد تحديث تدريجي، بل هو تحول هيكلي موحّد. إذ يجمع بين قدرات الاستدلال العميق ومعالجة المدخلات متعددة الأشكال، فيمكنه التعامل بسلاسة مع النصوص والأكواد البرمجية والصور، والصوت وحتى الفيديو. كما وسّع «نافذة السياق» إلى مئات الآلاف، بل وحتى مليون، من الرموز (Tokens)، ما يتيح للنظام الحفاظ على الترابط في المحادثات الطويلة والمهام المعقدة. من أبرز الابتكارات آلية «التوجيه التلقائي»، حيث يختار «GPT-5» تلقائياً ما إذا كان سيقدم إجابة سريعة ومختصرة أو رداً معمقاً يعتمد على التفكير، دون تدخل من المستخدم. وإلى جانب انخفاض معدل «الهلوسة» وتحسن القدرة على مقاومة الإطراء غير المبرر، يعزز النموذج مستوى الثقة في مخرجاته، مقدماً إجابات دقيقة وموثوقة على مستوى الخبراء. أطلقت «أوبن إيه آي» نموذج «GPT-5» بقدرات موحّدة لمعالجة النصوص والأكواد والصور والصوت والفيديو (غيتي) قدمت «أوبن إيه آي» GPT-5 بعدة إصدارات لتلبية احتياجات مختلفة: - «GPT-5» القياسي للاستخدام العام - «GPT-5 Mini» المصمم لتقليل التكلفة - «GPT-5 Nano» للاستجابات فائقة السرعة منخفضة التأخير - «GPT-5 Pro» للمهام المتقدمة كثيفة الحوسبة يمكن للمستخدمين المجانيين الوصول إلى وظائف «GPT-5» الأساسية مع حدود للاستخدام، بينما يحصل مشتركو «بلس (Plus)» و«برو (Pro)» على حصص استخدام أكبر وأداء أعلى. أما اشتراكات الشركات والفرق فتمنحهم تكاملاً مخصصاً مع بيئات العمل، وأماناً متقدماً، وربطاً مع منصات مثل «جيمي» و«غوغل كلاندر» (Google Calendar) و«شير بوينت» (SharePoint) و«غيتهاب» (GitHub) وغيرها. تم دمج «GPT-5» في «تشات جي بي تي» و«مايكروسوفت كوبايلوت» محرك ذكاء أساسي (شاترستوك) تم دمج «GPT-5» في «تشات جي بي تي» و«مايكروسوفت كوبايلوت» محرك ذكاء أساسي. وبفضل أوضاع «ذكية» مدمجة، يتكيف النموذج مع عمق التفكير المطلوب بناءً على المهمة، دون الحاجة إلى اختيار المستخدم لنموذج معين. كما يبرع النموذج في البرمجة، حيث يمكنه إنتاج برمجيات ومواقع ويب عالية الجودة انطلاقاً من تعليمات مختصرة. وقد أظهر أداءً متميزاً في اختبارات معيارية مثل «SWE-Bench» و«HealthBench» ما يعكس قدرته على التعامل مع الاستفسارات التقنية والعلمية المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، يدمج «GPT-5» مع أدوات وخدمات خارجية لتنفيذ مهام مثل جدولة المواعيد أو إرسال الرسائل الإلكترونية، مع التزام بإطار عمل «الإكمالات الآمنة» لتقليل المخاطر والأضرار العاطفية. يقدم «GPT-5» مستوى جديداً من التخصيص، بما في ذلك أنماط حوارية مخصصة (مثل الناقد، أو المستمع، أو الخبير)، وخيارات ألوان متنوعة، وأصوات قابلة للتعديل لزيادة الطابع الإنساني للتجربة. أما من حيث التسعير، فقد اعتمدت «أوبن إيه آي» استراتيجية تنافسية وشاملة، حيث انخفضت تكلفة الرموز مقارنة بـ«GPT-4» لتبدأ من 1.25 يورو (نحو 7 ريالات سعودية) لكل مليون رمز مدخل، و10 يوروات (نحو 44 ريالاً سعودياً) لكل مليون رمز مخرج في بعض الفئات. وهذا يتيح للأفراد والمطورين والمؤسسات الوصول إلى قدرات «GPT-5» المتقدمة دون عوائق مالية كبيرة. يمثل «GPT-5» تحولاً جوهرياً في الذكاء الاصطناعي. فهو نموذج واحد قوي يتميز بالذكاء والسرعة والأمان وقابلية التكيف بدرجة غير مسبوقة. كما أنه يجمع بين قدرات الاستدلال والبرمجة ومعالجة الوسائط المتعددة، والسياق العميق، والتخصيص، والتكامل مع الأدوات في بنية موحدة.

"أوبن إيه آي" تطلق أقوى نماذجها للذكاء الاصطناعي "GPT-5" مجانا
"أوبن إيه آي" تطلق أقوى نماذجها للذكاء الاصطناعي "GPT-5" مجانا

الاقتصادية

timeمنذ 5 ساعات

  • الاقتصادية

"أوبن إيه آي" تطلق أقوى نماذجها للذكاء الاصطناعي "GPT-5" مجانا

أطلقت شركة "أوبن إيه آي" نموذجها الجديد والأقوى للذكاء الاصطناعي، "جي بي تي-5" (GPT-5)، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على ريادتها وسط تزايد المنافسة من شركات أمريكية وصينية. تم الكشف عن "GPT-5" خلال فعالية بثت مباشرة أمس الخميس، حيث يتميز النموذج الجديد بقدرات متقدمة في البرمجة والكتابة الإبداعية، إلى جانب تحسن ملحوظ في معالجة الاستفسارات المعقدة. الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، وصف النموذج في لقاء إعلامي هذا الأسبوع بأنه "تحديث كبير" مقارنة بالإصدارات السابقة، مضيفا "لأول مرة، سيبدو الأمر وكأنك تتحدث إلى خبير حقيقي في أي موضوع". "GPT-5" مجانا للجميع أصبح GPT-5 متاحا مجانا لجميع المستخدمين، إضافة إلى معظم المشتركين في الحسابات المدفوعة لـ ChatGPT اعتبارا من الخميس، في حين سيحصل عملاء قطاعي التعليم والشركات على الوصول إليه بدءا من الأسبوع التالي، مع منح المشتركين في الحسابات المدفوعة حدود استخدام أعلى. كانت الشركة التي تقع في سان فرانسيسكو، قد أطلقت موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل 3 سنوات مع إصدار تطبيق "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، الذي كان يعتمد في بدايته على النموذج "جي بي تي 3.5" (GPT-3.5). منذ ذلك الحين، طرحت "أوبن إيه آي" سلسلة من الأنظمة المتطورة، بينها أدوات تحاكي التفكير البشري، وعملاء ذكاء اصطناعي يمكنهم تنفيذ المهام نيابة عن المستخدم دون تدخل يُذكر. قدرات نموذج "GPT-5" شهد العام الحالي الكثير من الترقب لنموذج "GPT-5"، خاصة بعد تصريحات ألتمان في أبريل الماضي التي قال فيها إن الأداء "أفضل بكثير" مما كان متوقعا، وفي تصريحات حديثة، أبدى اندهاشه من قدرات النموذج الجديد، قائلا في بودكاست "وصلني سؤال لم أفهمه جيدا، فأدخلته في (GPT-5)، وأجاب عليه بدقة تامة .. شعرت حينها أنني عديم الجدوى أمام الذكاء الاصطناعي". مدير "تشات جي بي تي" في "أوبن إيه آي" نِك تيرلي، أوضح أن النموذج الجديد يتميز بسرعة استجابته، ودقته في الإجابة، وتراجع معدل اختلاقه للمعلومات، مضيفا "عند التفاعل معه، يبدو أكثر طبيعية". 4 شخصيات في "GPT-5" بمناسبة الإطلاق، كشفت "أوبن إيه آي" عن 4 شخصيات معدة مسبقا يمكن لمستخدمي "ChatGPT" الاختيار من بينها لتخصيص تجربتهم مع النموذج، وتشمل "المتشكك"، و"الروبوت"، و"المستمع"، والمهووس "Nerd"، وهي متاحة حالياً ضمن "عرض بحثي تجريبي". مع "GPT-5"، يمكن لـ"تشات جي بي تي" أيضا تحديد متى يحتاج إلى قضاء وقت أطول في التفكير قبل الرد، وكم من الوقت يتطلبه ذلك، وهو ما يتم تلقائيا دون حاجة المستخدم لاختيار ما بين نموذج لغوي تقليدي أو نظام استدلال، ما يعزز كفاءة استخدام موارد الحوسبة ويقدم إجابات أفضل. أداة قوية للمبرمجين يروج للنموذج الجديد باعتباره أداة قوية للمبرمجين، حيث تسعى شركات التكنولوجيا الكبرى والشكات الناشئة إلى تطوير مساعدين ذكيين لتسريع عمليات كتابة وتصحيح الشيفرات البرمجية. وقال ألتمان "فكرة البرمجيات عند الطلب ستكون سمة أساسية لعصر GPT-5". خلال عرض مباشر يوم الأربعاء، استعرض أحد الباحثين كيف أن "GPT-5" يمكنه إنشاء تطبيق ويب تفاعلي لتعليم اللغة الفرنسية للناطقين بالإنجليزية، يتضمن بطاقات تعليمية واختبارات ولعبة تفاعلية تشبه لعبة الثعبان، وقد أنجز النموذج كل ذلك خلال دقائق. واستعانت "أوبن إيه آي" بعدد من الشركات لاختبار النموذج مسبقا، بينها "أني سفير" (Anysphere) المطورة للمساعد البرمجي "كورسور" (Cursor)، و"لافابل" (Lovable) وهي شركة سويدية ناشئة متخصصة في "البرمجة الحسية". قال أنطون أوسيكا، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"لافابل "، إن شركته وجدت أن "GPT-5" يتفوق على النماذج الأخرى في بناء تطبيقات معقدة بسرعة، مثل تطبيق للتخطيط المالي يتضمن روبوت محادثة مدمجاً. وأضاف أن النموذج الجديد ينتج شيفرات برمجية يسهل تعديلها لاحقاً، كما يُجيد تصحيح الأخطاء البرمجية. منافسة متزايدة في الذكاء الاصطناعي رغم ريادة "أوبن إيه آي" في سوق الذكاء الاصطناعي، فإنها تواجه منافسة متزايدة، حتى من موظفين سابقين فيها. فقد أطلقت شركات مثل "جوجل" و"أنثروبيك" (Anthropic) و"إكس إيه آي" (xAI) التي أسسها إيلون ماسك الشريك السابق في "أوبن إيه آي" نماذج استدلال ومنتجات منافسة، مع تركيز كبير على سوق البرمجة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما بدأت شركات صينية مثل "ديب سيك" (DeepSeek) في تحقيق تقدم، بينما تستثمر "ميتا" بقوة في استقطاب المواهب لتأسيس مختبر ذكاء اصطناعي جديد، ونجحت بالفعل في استقطاب أكثر من 12 موظفاً من "أوبن إيه آي". للحفاظ على تفوقها، جمعت "أوبن إيه آي" تمويلاً بعشرات المليارات من الدولارات، لتغطية تكاليف المواهب والرقائق ومراكز البيانات اللازمة لتطوير ودعم النماذج المتقدمة مثل "جي بي تي 5" كما بدأت الشركة محادثات أولية لطرح أسهم للبيع لصالح موظفين حاليين وسابقين، بقيمة تقديرية تبلغ نحو 500 مليار دولار، وفقاً لتقارير بلومبرغ. يظل "تشات جي بي تي" السلاح السري للشركة، إذ أصبح منتجها الأبرز والأوسع انتشارا، ويُعد بوابة لخدماتها المدفوعة. وقالت "أوبن إيه آي" إن لديها الآن 700 مليون مستخدم أسبوعيا، و 5 ملايين عميل من قطاع الأعمال يدفعون مقابل خدماتها. في خطوة جديدة لتعزيز انتشارها، أعلنت الشركة يوم الأربعاء عن توفير "تشات جي بي تي" للوكالات الفيدرالية الأميركية مقابل دولار واحد فقط سنوياً، في إطار استراتيجية لتوسيع استخدام روبوت الدردشة. كما أصدرت هذا الأسبوع نموذجين مجانيين ومفتوحي المصدر لمنافسة عروض "ديب سيك" و"ميتا".

"أوبن أي آي" تطلق "جي بي تي- 5"... عفريت الشركات
"أوبن أي آي" تطلق "جي بي تي- 5"... عفريت الشركات

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

"أوبن أي آي" تطلق "جي بي تي- 5"... عفريت الشركات

أطلقت شركة "أوبن أي آي" أمس الخميس، نموذج الذكاء الاصطناعي "جي بي تي-5"، الذي يمثل الحلقة الأحدث في تكنولوجيا أسهمت في تحول في طريقة عمل الشركات، وفي الثقافة العالمية. وقالت الشركة إن نماذج "جي بي تي" التي تطورها "أوبن أي آي" هي تقنية الذكاء الاصطناعي التي تعطي القوة الدافعة لروبوت الدردشة "تشاتبوت" الشهير "تشات جي بي تي"، وإن "جي بي تي-5" سيكون متاحاً لجميع مستخدمي "تشات جي بي تي"، والبالغ عددهم 700 مليون مستخدم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويبقى السؤال الأهم هو ما إذا كانت الشركة التي بدأت حمى الذكاء الاصطناعي التوليدي ستظل قادرة على الاستمرار في دفع تطورات تكنولوجية كبيرة تجذب المستخدمين على مستوى المؤسسات لتبرير الاستثمارات المالية الهائلة التي تضخها للوصول لهذه التحديثات. وحرصت "أوبن أي آي" على تأكيد إمكانات "جي بي تي-5" بالنسبة إلى المؤسسات. فإضافة إلى تطوير البرمجيات، قالت الشركة إن نموذج "جي بي تي-5" متميز في الكتابة والاستفسارات المتعلقة بالصحة والتمويل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store