
محكمة الجنايات الدولية ترفض إلغاء أو تعليق أوامر الاعتقال ضد نتنياهو وغانت
رفضت غرفة الاستئناف في محكمة الجنايات الدولية، يوم الخميس 24 أبريل 2025، طلب إسرائيل إلغاء أو تعليق أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وأوضحت المحكمة في بيان لها أن مسألة اختصاصها على الجرائم المرتكبة على أراضي السلطة الفلسطينية مقبولة، مشيرة إلى أن الأراضي ليست دولة وأن السيادة فيها معلقة، مما يتيح للمحكمة متابعة المتهمين الإسرائيليين على الجرائم المرتكبة في غزة والضفة الغربية.
مصدر الصورة: HRW
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

منذ 8 ساعات
صحيفة "نيويورك تايمز" أمريكا تخشى هجوما إسرائيليا محتملا على منشآت نووية إيرانية
في تحذير مسبق في ظل المفاوضات الجارية مع طهران، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين مطلعين على الوضع. وبحسب التقرير، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل المحادثات الأمريكية الإيرانية، من خلال استهداف مواقع رئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران.ونفى متحدث باسم نتنياهو، اليوم الأربعاء، التقرير ووصفه بأنه "أخبار زائفة". وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، لقد أدى الخلاف المستمر بشأن كيفية منع إيران من تطوير أسلحة نووية إلى مكالمة هاتفية متوترة واحدة على الأقل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتنياهو، بالإضافة إلى عقد عدة اجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين رفيعي المستوى.


١٣-٠٥-٢٠٢٥
تبدأ اليوم عشية اتفاق غير مسبوق بين حماس وواشنطن جولة ترامب الخليجية ورهان المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية
حاملا معه أجندة صفقات واستثمارات كبرى تتجاوز التريليون دولار، في محاولة لتعزيز النفوذ الأمريكي من بوابة الاقتصاد. لكن تزامن هذه الجولة المقررة اليوم الثلاثاء مع الإفراج المفاجئ عن الأسير الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، عبر وساطة قطرية ومحادثات مباشرة بين حماس والإدارة الأمريكية، يسلّط الضوء على تطور سياسي لافت فيما تصرّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو على تجاهل المسارات السياسية، ومواصلة حرب الإبادة على غزة . وبينما تحاول إدارة ترامب تسويق زيارة المنطقة على أنها ذات بعد اقتصادي وسياسي، تكشف الوقائع أن الملف الفلسطيني – الإسرائيلي يعيد رسم خطوط التوتر حتى داخل التحالف الأمريكي-الإسرائيلي ذاته، مع تصاعد الانتقادات الداخلية في تل أبيب، واتهامات متزايدة لحكومة نتنياهو بإفشال كل المبادرات، والتخلّي عن المحتجزين في سبيل حرب تبدو بلا نهاية. بهذا المشهد المعقّد، تتقاطع مصالح المال والنفوذ مع حقائق الميدان، وتطرح السيناريوهات المتعددة من جديد فهل تسير المنطقة نحو تسويات حقيقية، أم نحو مزيد من الانفجار السياسي والإنساني؟. ترامب يعود من بوابة الخليج على صعيد متصل وبخلفية طموحات استثمارية تتجاوز التريليون دولار، يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء أولى جولاته الخارجية منذ عودته إلى البيت الأبيض، واضعا منطقة الخليج العربي في قلب إستراتيجيته السياسية والاقتصادية. فبين الرياض وأبوظبي والدوحة، سيتنقّل ترامب برفقة نخبة من رجال الأعمال الأمريكيين، في ما يبدو أنه أكبر استعراض للقوة الاقتصادية منذ زيارته الأولى عام 2017. لكن هذه المرة، الأجندة التي يحملها ترامب موجهة بدقة كما نقلت تقارير إعلامية. لم يخف البيت الأبيض رهانه على التعاون الاقتصادي مع دول الخليج لإعادة ضخ الحيوية في الاقتصاد الأمريكي، لاسيما في قطاعات البنية التحتية، الطاقة، والدفاع. فوقف مراقبين إن طموح ترامب هذه المرة ليس مجرد مضاعفة صفقة الـ400 مليار دولار التي وُقّعت في الرياض خلال رئاسته الأولى، بل بناء شراكات تمويلية عملاقة بقيمة قد تتجاوز تريليون دولار وفق تقرير نشره موقع ''اكسيوس'' الأمريكي. السعودية من جهتها أبدت استعدادا لزيادة استثماراتها إلى 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، فيما تعهدت الإمارات باستثمار نحو 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى عقد كامل، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي، والطاقة، وأشباه الموصلات. أما قطر، فتتهيأ لإعلان حزمة استثمارية تتراوح بين 200 و300 مليار دولار، تتضمن صفقات دفاعية وتجارية نوعية وفق نفس التقرير الذي نشرته ''اكسيوس''. فواشنطن، التي تواجه تصاعد النفوذ الصيني والتوغل الروسي في مناطق متعددة، تبحث عن تثبيت موطئ قدم ثابت في الخليج، عبر مد جسور المصالح الاقتصادية العميقة، والتي لا يمكن فصمها عن الأمن والتكنولوجيا والطاقة. فالمنافسة الجيوسياسية في العالم باتت أشدّ، والبدائل أمام دول الخليج تتزايد – من بكين إلى نيودلهي إلى روسيا. وفي الوقت نفسه، فإن العواصم الخليجية نفسها باتت تبحث عن شراكات قائمة على المصالح التقنية والتجارية، أكثر من تلك العسكرية أو الأمنية. لا شك أن جولة ترامب الخليجية تعيد التموضع الأمريكي في لحظة إقليمية دقيقة. لكنها أيضا اختبار مزدوج أولا اختبار لجدية ترامب في قيادة سياسة خارجية جديدة عبر الاقتصاد، وثانيا اختبار لدول الخليج في تحديد نوع العلاقة التي تريدها مع واشنطن . اتفاق مفاجئ في خطوة بدت مفاجئة في توقيتها ودلالاتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نيتها الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، بصفته "بادرة حسن نية" جاءت إثر محادثات مباشرة مع الإدارة الأمريكية. هذه المبادرة، التي قوبلت بترحيب دولي حذر، فضحت هشاشة الموقف الإسرائيلي الداخلي وأحرجت حكومة بنيامين نتنياهو، في وقت كانت تسعى فيه لتثبيت سردية استمرار الحرب كضرورة إستراتيجية. يبدو لافتا في هذا المشهد أن المفاوضات لم تمر عبر القنوات الإسرائيلية التقليدية، بل تمت عبر خط مباشر بين حماس والإدارة الأمريكية، ما يشير إلى تحوّل تدريجي في موازين القوى التفاوضية. فبينما كانت ''إسرائيل'' تعوّل على الضغط العسكري والعزلة السياسية لحماس، جاء الإعلان ليُظهر أن الحركة ما زالت فاعلا سياسيا يُمكن التعامل معه، بل ويمتلك القدرة على المبادرة. اتصال نتنياهو وترامب وفي تطور جديد يعكس ضغطا أمريكيا على الكيان الصهيوني لابرام اتفاق لوقف اطلاق النار ، ذكرت تقارير ان وفدا مفاوضا إسرائيليا يتجه اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة، لبحث اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء القرار بعد اجتماع مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تخلله اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.ويأتي إطلاق ألكسندر ، في إطار مفاوضات جرت بين حماس والولايات المتحدة بمشاركة مصر وقطر، بعيدا عن أي مشاركة إسرائيلية. من جهته أوضح محمود مرداوي، القيادي في الحركة في تصريح إعلامي أن "الإفراج عن ألكسندر لم يكن جزءًا من صفقة تبادل، بل خطوة استباقية لتهيئة الأرضية لمفاوضات أوسع تشمل إدخال مساعدات وفتح المعابر''. ووفق مراقبين فإن الرسالة واضحة وهي أن حماس تتحرك بمرونة دبلوماسية مدروسة، في مقابل تصلب عسكري إسرائيلي يزداد عزلة. تبدو إدارة الرئيس دونالد ترامب في ظل تراجع الدور الأوروبي وتشتّت المحور العربي ، وكأنها تجد في هذا الملف فرصة لإعادة تشكيل نفوذها الإقليمي، خاصة بعد الانتقادات المتزايدة لدورها المحدود في الأشهر الأولى من الحرب. ترامب لم يُخفي ارتياحه من خطوة حماس، معتبرا إياها "بادرة حسن نية"، في لغة دبلوماسية تُبقي الباب مفتوحا لتفاهمات لاحقة من دون إغضاب "إسرائيل" بالكامل.لكن محللين يرون أن تصريحات ترامب تخفي ما هو أبعد من ذلك ، وتحديدا رغبة أمريكية بكسر حالة الجمود دون المرور بالإسرائيليين.إذ باتت واشنطن تدرك أن التعويل على حكومة نتنياهو لم يعد يُنتج إلا مزيدا من العزلة الدولية. وجاء ردّ فعل نتنياهو على خطوة حماس متشنّجا، إذ سارع إلى التأكيد أن إسرائيل "غير ملتزمة بوقف إطلاق النار"، وأن تحرير ألكسندر تمّ بفعل "الضغط العسكري". هذا الرد، في جوهره، لا يعكس ثقة بقدر ما يُجسّد إرباكا سياسيا وتهرّبا من الاعتراف بأن إسرائيل قد باتت خارج طاولة التفاوض الحقيقية. ووفق تقارير لم تتأخر الانتقادات الداخلية ، وعبّرت عنها عائلات المختطفين الإسرائيليين بمرارة غير مسبوقة، بعدما تبين لهم أنّ الإفراج تمّ دون تنسيق أو حتى علم من الحكومة.كما صبّت تصريحات يائير لابيد ويائير غولان وبيني غانتس جميعها في خانة واحدة وهي أنّ نتنياهو فشل في إدارة الملف، ولم يعد مؤهلا لاستعادة الرهائن أو إنهاء الحرب بما يحفظ ماء وجهه. رسائل حماس في المقابل يرى مراقبون أن حماس تعرف أن الإفراج عن أسير من دون مقابل لا يتم إلا حين يكون للمكاسب السياسية والدبلوماسية وزن أكبر من الحسابات الميدانية. ورغم رفض إسرائيل الرسمي لأي وقف للنار، فإن المعطيات السياسية الداخلية والخارجية باتت تضغط نحو تسوية ما. إذ أحدثت خطوة حماس اختراقا في جدار الصمت السياسي، وأعادت طرح سؤال جوهري: هل يمكن إنهاء الحرب بعيدا عن الحسم العسكري. فالأيام القادمة قد تكشف عن تحولات أعمق، لا في مسار الحرب فقط، بل في شكل الصراع الأوسع. وما بدأ كـ"بادرة حسن نية"، قد يتحوّل إلى لحظة فارقة تعيد تعريف الطرف القادر على صناعة السلام، أو على الأقل فرض أولى خطواته . بين "الاختراق" والتعقيدات'' ووفقا لما كشفه موقع "أكسيوس"، فإن إدارة ترمب، عبر مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، تبذل جهودا مكثفة لإحياء مسار المفاوضات، وإعادة طرح مقترحات سابقة قد تُفضي إلى صفقة جزئية للإفراج عن بعض المحتجزين الإسرائيليين في القطاع. لكن في المقابل، تواجه هذه الجهود جدارا صلبا من التصلب السياسي الإسرائيلي، تقوده حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواصل إرسال إشارات متناقضة من جهة إبداء استعداد مشروط للقبول بمقترحات أمريكية، ومن جهة أخرى التأكيد على المضي في الحرب حتى "تحقيق السيطرة الأمنية الكاملة" على كامل الأرض الواقعة بين البحر والنهر بما يشمل قطاع غزة.تصريحات ويتكوف، التي نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، لم تكن دبلوماسية محضة، بل انطوت على نبرة نقدية غير مألوفة تجاه تل أبيب، إذ قال صراحة إن "إسرائيل لا ترغب في إنهاء الحرب"، مشيرا إلى غياب رؤية واضحة لما يمكن أن تؤول إليه العمليات العسكرية. جاءت هذه التصريحات بعد لقائه بعائلات محتجزين إسرائيليين، وهي رسالة موجهة ليس فقط للرأي العام، بل أيضا لحكومة نتنياهو التي تواجه ضغطًا داخليًا متزايدًا مع انكشاف عجزها عن استعادة المختطفين رغم استمرار العمليات. وفي حين يحاول نتنياهو التقليل من حدة الخلاف مع واشنطن، مؤكدا في اجتماع مغلق أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست "عدم وجود تباينات كبيرة"، فإن ما يُنقل في الإعلام الإسرائيلي يروي قصة مختلفة: توتر متصاعد، واتهامات ضمنية من الطرفين، ومخاوف أمريكية من أن يتحول التصعيد إلى عبء استراتيجي طويل الأمد. وتشير التسريبات إلى أن هناك تفكيرا أمريكيا بإعادة طرح مقترح ويتكوف السابق، الذي يتضمن الإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة وممر إنساني. ووفق موقع "أكسيوس"، فإن ترامب يرى في نجاح هذه الصفقة فرصة لتحسين صورته قبل زيارته المرتقبة، وربما رصيدا انتخابيا إضافيا على الصعيد الداخلي . لكن طموحات ترامب تصطدم بعقيدة نتنياهو التي تتعامل مع الحرب على غزة كمعركة وجود، وليست مجرد أزمة رهائن. إذ يواصل رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي تبنّي خطاب "السيطرة الأمنية الدائمة"، ملوّحا بأن لا دولة فلسطينية ستقوم، لا في غزة ولا في الضفة، ما دامت حكومته في السلطة . أما في الداخل الإسرائيلي تتزايد الأصوات الناقدة من قبل عائلات المحتجزين التي فقدت الثقة بالحكومة، والسياسيون المعارضون يرون أن استمرار الحرب أصبح بلا أفق، وأن التلكؤ في التعامل مع العروض الدولية يعكس "انفصالا خطيرا" عن الواقع السياسي والدبلوماسي. ويرى محللون أن الملف بات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، فالولايات المتحدة تحاول الحفاظ على هيبة الوسيط، بينما تتعثر خطواتها أمام تعنّت حليفها. إسرائيل تقاتل في الميدان لكنها تخسر في ميدان السياسة، في وقت تصمد حماس في مواجهة جبروت المحتل الغاصب.


العرائش أنفو
١١-٠٥-٢٠٢٥
- العرائش أنفو
غ.زة تعيش الأمل والفلسطينيون يحبسون أنفاسهم
غ.زة تعيش الأمل والفلسطينيون يحبسون أنفاسهم العرائش أنفو هي ساعاتٌ قليلةٌ تسبق زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كلٍ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، التي سيكون لها فيما يبدو تداعيات كبيرة على منطقة الشرق الأوسط خاصةً، والعالم بصورةٍ عامةٍ، إذ سبقتها مجموعة من الأخبار والتصريحات والتوقعات، تشير كلها بدرجاتٍ متفاوتة من الدقة، وإن كانت لا ترقى إلى درجة الحسم واليقين، إلا أنها تكشف شيئاً من الحقيقة، وتظهر جانباً من جوانب التغيير، أن الزيارة تحمل معها إشاراتٍ جادةً لمنعطفاتٍ قد تصل إلى درجة التحولات الكبرى في السياسة الأمريكية تجاه قضايا التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، وتوسيع إطار الاتفاقيات الإبراهيمية، وتعزيز التحالفات والشراكات الاستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول الثلاث محل الزيارة، ودول الخليج العربي بصورةٍ عامةٍ. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يزور منطقة الشرق الأوسط في أول زيارةٍ خارجية له، في ولايته الجديدة بعد مشاركته في مراسم تشييع بابا الفاتيكان الراحل، يستثني منها الكيان الصهيوني، الذي يعتبر محطة ثابتة لدى كل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يتخذون منه منطلقاً لأي جولة، وعرفاً رئيساً لا يمكن لأي رئيس أمريكي أن يخرقه أو أن يتخلى عنه، لكن مستشاريه أكدوا أنه لن يلتقي رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبالتالي فإنه لن يزور كيانه، ولهذا الاستثناء دلالاتٌ كثيرة، وأشاروا إلى وجود خلافاتٍ جوهرية أدت إلى حدوث قطيعة حقيقية بينهما، إذ لا اتصالات ولا مشاورات، ولا تطمينات ولا تقدير للأولويات الإسرائيلية، أو تبني لخياراتهم الاستراتيجية. بدا من خلال تصريحات ترامب المتفرقة، والمبعثرة هنا وهناك، والمبهمة حيناً والصريحة في أحيان أخرى، والمباشرة والمنقولة عنه، أنه سيقدم على الإعلان عن قراراتٍ كبيرة وخطيرة، تتعلق بالمنطقة ودولها، وبمستقبلها واستقرارها، وهو لا يستعجل الإعلان عنها قبل وصوله إلى الرياض، لكن بات من شبه المؤكد أن إعلانه سيواكب زيارته إلى المنطقة أو سيسبقها، ولن يكون إعلانه إلا عن غزة والحرب الإسرائيلية ضدها، وسيكون، ليس ثقةً فيه ولا أملاً منه نرجوه، بل هي قناعات توصل إليها وحقائق بات يتعامل معها، بعد قرابة سنة ونصف من الحرب المدمرة التي يشنها العدو الإسرائيلي بمختلف الأسلحة الأمريكية المتطورة، والفتاكة المدمرة، إعلاناً عن الاتفاق على هدنةٍ طويلة الأمد بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، وقد يكون الإعلان عنها بصورته وصوته، بما يذكرنا بالمبادرة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/آيار من العام الماضي، إلا أن نتنياهو استخف به حينها، ولم يحترم كلمته، ولم يلتزم بمبادرته، وضرب بها وبه عرض الحائط. الأمر هنا اليوم مختلف تماماً، ولا يشبه ما حدث مع بايدن في نهاية ولايته، التي بدا فيها عجوزاً خرفاً، متردداً جزعاً، يخشى نتنياهو ويخاف ردة فعله، ويتجنب غضبه وينأى بنفسه عن رفض خياراته، ولا يتمعر وجهه إذ يحرجه ويستخف به، ويهزأ بما عرض ولا يقيم وزناً لما أعلن، ويهز صورة الإدارة الأمريكية ويظهر ضعفها، ويكشف عن عجزها وتبعيتها، وخضوعها للكيان واستسلامها لسياساته. فترامب الغريب الأطوار، المهووس المغرور، الطاووس المختال، الراقص المتبختر، المسكون بالقوة، والمعجب بنفسه، والمتطلع لوقف مشاركة بلاده في الحروب الخارجية وتمويلها، والحالم في أمريكا قوية، عسكرياً واقتصادياً، والطموح لنيل جائزة نوبل للسلام، لا يقبل بأن يكون أجيراً عند نتنياهو، وإن كان يدعم كيانه ويحرص عليه قوياً آمناً مستقراً، ولا يتردد في إحراجه وإهماله، وإهانته والإساءة إليه، ولا يخاف من إشاعة مقاطعته وعدم الاهتمام بمقابلته، ولست أمدح ترامب وأشيد بخصاله، بقدر ما أستعرض صفاته وأبين سلوكه وتصرفاته. يبدو أن ترامب الذي لوح بالعصا في وجه نتنياهو وقطب جبينه غضباً منه وأعرض عنه، سيجبر دولاً أخرى في المنطقة على فتح المعابر وتسهيل إدخال المؤن والمساعدات، والسماح بعبور آلاف الشاحنات المصطفة طوابير طويلة تمتد لمئات الكيلومترات على الطريق الدولية، والمحملة منذ شهورٍ بالمواد التموينية والطبية، وعدم تأخيرها وتعطيل حركتها، إذ لا يكفي رضوخ حكومة الكيان الإسرائيلي لأوامر ترامب بإدخال الشاحنات، وإنما يلزم الضغط على غيره ليسهل عبور القوافل، ويزيل العقبات من طريقها، ويخفف الأعباء عنها، ويبسط إجراءات حركتها. لا يستبعد الفلسطينيون عموماً، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، ولو أملاً ورجاءً، وإيماناً بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 'إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر'، وليس أكثر فجوراً وأشد بؤساً وعداوةً من ترامب، لكن ليس أقدر منه على الفعل اليوم والضغط على الكيان، وهو ما يجعل الفلسطينيين يعيشون بارقة أملٍ، ويحبسون أنفاسهم انتظاراً لفرجٍ، ويشعرون بأنه قد يحمل معه لهم حلاً، يوقف الحرب ضدهم، ويخفف من معاناتهم، ويرفع الحصار المفروض عليهم، ويجبر نتنياهو على احترام الهدنة والقبول بالصفقة، وعدم الانقلاب عليها أو وضع العراقيل أمامها، وليس ذلك على الله عز وجل بعزيز، أن يسخر من يجري قدره، ويستخدم من يفرض قضاءه ويمضي حكمه، ولو كان فاجراً كفاراً عدواً غداراً. بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي