
بين سقوط الأسد وغروب شمس الفرس: أين المسيحيون؟
شكّلت نتائج الحرب العالمية الأولى تحوّلًا كبيرًا في الشرق الأوسط، سقطت السلطنة العثمانية وجاء عصر الانتداب الفرنسي والبريطاني. استفاد الموارنة من علاقتهم التاريخية مع فرنسا ووضعوا أنفسهم في مطبخ رسم خريطة المنطقة، فكان لهم لبنان الكبير.
منذ عام 1919 إلى يومنا هذا، مرّت تحوّلات كبيرة على المنطقة، وكان أقصى طموح المسيحيين الحفاظ على الكيان اللبناني، وفي مئويته الأولى، كاد هذا الحلم يتبدّد، ففي عام 2020، عصفت ببلاد الأرز الرياح القوية، فعانى الانهيار الاقتصادي، ومرّ بأسوأ أزمة مالية لم يشهدها حتى في ظلّ الحرب الأهلية. وتطوّرت الأمور، وباتت "الدويلة" تسيطر على الدولة بعد الانسحاب السوري وأصبح "حزب اللّه" هو الحاكم، والدور المسيحي وبقية المكوّنات على الهامش.
كان "طوفان الأقصى" الحدث الذي غيّر وجه المنطقة. سقط نظام الأسد وقطّعت أذرع إيران وضعف "حزب اللّه"، وانتُخب رئيس جديد للجمهورية، بعدما سادت مقولة منذ أشهر تؤكد أن العماد ميشال عون سيكون آخر رئيس ماروني في لبنان والشرق.
ويترافق السؤال عن الدور المسيحي في هذه المرحلة مع الاستفسار عن دور جميع المكوّنات. الطوائف كلّها مأزومة، السنّي يعاني غياب القيادة، الدرزي يسيطر عليه الخوف الأقلّويّ، والشيعي مهجّر ومستهدف ولا يعرف الأمان وتعرّضت الدولة الراعية له لضربات موجعة، وبالتالي لا يمكن عزل الواقع المسيحي عن بقية المكوّنات.
تضرب الأزمة الجميع، لكنّ وضع المكوّن المسيحي قد يكون أفضل من سواه، الأنوار عادت إلى قصر بعبدا، الأغلبية المسيحية تشارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الحكم، ويقترب خطّ اليمين المسيحي الذي ناضل من أجل سيادة لبنان واستقلاله وبناء الدولة التي تمتلك وحدها حصرية السلاح، من تحقيق انتصار تاريخي بعد طول معاناة.
لا يمكن الحديث عن تغييب المسيحيين عن رسم خريطة المنطقة، فالمكوّن المسيحي اختار الحضور من خلال الدولة اللبنانية، بينما من ينتابه الخوف هو الجزء الأكبر من المكوّن الشيعي الذي لا يزال يربط مصيره بمصير طهران، ويُصرّ على الاحتفاظ بسلاحه غير الشرعي ويسعى لإعادة ترميم "الدويلة" على حساب الدولة.
يحضر المسيحي في قلب اللعبة بقوّة من خلال رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان بعد تعيين كريم سعيد حاكمًا للمصرف المركزي، خصوصًا أنّ البعض كان قدّ روّج لتمسّك الشيعة بهذا المنصب مثلما فعلوا في الأمن العام. وكذلك تشكّل التعيينات فرصة لعودة المسيحيين إلى الدولة. وعلى الصعيد السياسي، يشارك المسيحي في القرار من خلال أحزابه السيادية وقواه التي دخلت إلى الحكومة الجديدة بحجم وازن، وبدأت مسار التغيير في سياسة لبنان، ويترجم هذا الأمر بشكل واضح في وزارة الخارجية التي عادت إلى الحضن السيادي للمرّة الأولى منذ 35 عامًا.
لا يستطيع المكوّن المسيحي "النق" كثيرًا على الوضع العام، فهو أصبح داخل اللعبة، ووضعه محصّن إلى حدّ ما، وخياراته السياسية السياديّة تنتصر، وإذا حصل أي خلل فقد يكون من خلال تقصير بعض الأشخاص الذين يتولّون مسؤوليات عامة، وهذا الأمر يحتمّ على أي مسؤول مسيحي في الدولة أن يكون على حجم المرحلة والتحدّيات التي تواجهها.
تتجه المنطقة إلى خريطة سياسية قرأها معظم القادة، ويتوجّب على المكوّن المسيحي الأخذ بها ولا يمكنه النوم "ع حرير"، وإذا كانت بعض القوى المسيحية تتمسّك بانتماءاتها السابقة وتوالي أنظمة ومحاور تنهار، فتقع المسؤولية على عاتق الشعب المسيحي الذي عليه رفض تلك السياسات والتي قد تعزل المسيحيين واللبنانيين عن أوروبا والعالم وتجعله أسير نظام ومحور انتهى، لذلك سيكون التعبير الأكبر عن الواقع الجديد في الانتخابات النيابية المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
قضيّة 23 ألف لبناني هجروا من قراهم في سوريا تتفاعل لا مُبالاة رسميّة... و"توجّه عشائري" لزيارة الشرع... والأوضاع مأساويّة!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب 7 اشهر مرت على محنة اكثر من 23 الف لبناني من سكان 30 قرية لبنانية داخل سوريا، منها: زيتا، مطربا، حاويك، السماقيات، المصرية، الجنطلية، الحمام، الديابية، بلوزة، النزارية، وربلة، وجزء من العقربية، يعانون الامرين مع إستمرار تهجيرهم من قراهم، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الاسد في 7 كانون من العام 2024، وتوزعهم على قرى ومناطق لبنانية عدة، لا سيما الهرمل. ويكشف احد فاعليات هذه القرى لـ"الديار" ان عددهم يتراوح بين 20 و23 الفاً يتوزعون من القصر الى بيروت، وهناك قسم في بعلبك وشتورا ورياق وزحلة وجنوب لبنان. ويشير الى ان كل اشكال الدعم والمساعدات توقفت الآن: من الطبابة، الى المساعدات الغذائية والمالية، ويعيش هؤلاء اوضاعاً صعبة للغاية. ويلفت الى ان الاوضاع كارثية، ولا قدرة على دفع ايجارات المنازل المستأجرة، بالاضافة الى ان كل مستلزمات الحياة غير موجودة، ولا ندري كيف تدبر الناس امورها! في المقابل، تكشف اوسط عاملة في مجال الاغاثة لـ"الديار" عن ان الدولة الايرانية هي اكثر من قدم مساعدات ومبالغ مالية لهؤلاء النازحين، وآخرها من فترة بسيطة مبلغ وقدره 1200$. كما تكشف الاوساط ان حزب الله قدّم مساعدات، ومكتب السيدين الحكيم والسيستاني وجمعيات عراقية اخرى، ولكن الدعم العراقي توقف منذ مدة. كما تشير الاوساط الى انه ومنذ فترة قدّم الصليب الاحمر اللبناني ايضاً حصصاً غذائية. ويكشف شيخ العشائر الحمادية الخالدية سعد حمادة، وهو احد فاعليات الهرمل والمتابع لملف النزوح مع الجانيبن اللبناني والسوري لـ"الديار"، انه وفي ظل إستمرار سياسة اللامبالاة الرسمية اللبنانية، بقضية 25 الف لبناني مهجر من قراهم في الجانب السوري، تستعد العشائر في لبنان وسوريا لمبادرة فردية، بالتعاون مع وجهاء العشائر السورية، للتواصل مع الجانب السوري والقصرالرئاسي للقاء الرئيس احمد الشرع لحل هذه القضية. ويؤكد ان الاوضاع لم تعد تطاق، ونحن امام مشكل كبير انساني واخلاقي واجتماعي ومعيشي، وهؤلاء الناس متروكون لقدرهم ولا احد يسأل. ويؤكد انه سيكون على رأس الوفد العشائري اذا تطلب الامر ذلك، وسيقوم بكل ما يلزم، وكما كان خلال مساهمته في ملف النزوح السوري خلال تولي الرئيس بشار الاسد لزمام السلطة. من جهة ثانية، يكشف حمادة عن لقاء مرتقب مع رئيس الحكومة نواف سلام، وقد يطرح موضوع النازحين خلاله، علماً ان اللقاء هو لبحث قضايا اخرى. ميدانياً، تكشف اوساط ميدانية لـ"الديار" ان القرى الثلاثين لا تزال محتلة من قبل عناصر تابعين للنظام الجديد، وهم من جنسيات غير سورية وغير عرب. ويومياً تحصل اشكالات بينهم وبين سكان القرى السنية المجاورة للقرى الشيعية المهجرة، ما يؤكد حصول تجاوزات واستفزازت غير مقبولة. وفي ما خص ما اثير في الاعلام ان هناك توجهاً لتوطين هؤلاء، تكشف المعلومات ان الامر ليس صحيحاً، والامر كناية عن زوبعة في فنجان، اثارها ناشط سياسي من الهرمل وعبر وسيلة اعلامية محلية ، والامر تشويش ونكايات لإتهام حزب الله انه يدعم هؤلاء الشيعة ويقف وراءهم. وتلفت المعلومات ايضا الى ان هؤلاء هم لبنانيون اصلاً، والاراضي التي يسكنون فيها بسوريا هي ملك لهم، وهناك اثباتات قانونية وسندات وحجج بالاراضي. وايضاً القرى هي لبنانية وسُلخت عن لبنان وضمت الى سوريا إبان الاستعمار الفرنسي بموجب اتفاقية "سايكس بيكو"، والمطالبة اليوم هي بإعادة هذه القرى الى كنف الدولة اللبنانية!

القناة الثالثة والعشرون
منذ 6 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
تقسيم جديد يُنهي "سايكس - بيكو" ويسهّل الفرز التأسيسي لإعلان "الخلافة"؟...
لا شيء جامداً أو أبدياً في السياسة، ولا في الحروب، والصراعات، ورسم الخرائط. وها هي اتفاقية "سايكس - بيكو" المرفوضة أصلاً من أكثر من مكوّن إقليمي، منذ أكثر من 100 عام، تتوغّل يومياً ضمن مستقبل مجهول، بين أطراف شرق أوسطية تريد إسقاطها منذ زمن بعيد، انتقاماً من غرب قسّم السلطنة العثمانية، وأنهى الخلافة الإسلامية بواسطتها (اتفاقية سايكس - بيكو)، وبين أخرى شرق أوسطية - غربية - عالمية، تريد إسقاطها أيضاً اليوم، في معرض رسم جغرافيا جديدة لواقع جديد، أفرزته المتغيّرات العالمية الجديدة. وهنا، نصبح أمام تلاقي مصالح بين كل الأطراف، حتى المتقاتِلَة بين بعضها البعض. مصالح مختلفة المنابع والأهداف، وذات نتيجة واحدة، هي تغيير الجغرافيا، أي إنهاء زمن "سايكس - بيكو". مرحلة هدوء؟ وأمام هذا الواقع، ماذا عن بلدان مثل إيران، وعن جماعات وفصائل مسلّحة خسرت الكثير من قدراتها العسكرية، و(خسرت) صبغة المقاومة؟ وماذا عن تنظيمات جهادية باتت مُجبَرَة على التسليم بالضّعف العسكري الذي أصاب فكرة المقاومة؟ وماذا عن جماعات "الأخوان المسلمين"، وعن مشروع استعادة الخلافة الإسلامية، وإعلانها من جديد، في زمن سَحْب البساط من تحت أقدام كل العناصر المُقاتِلَة والجهادية في الشرق الأوسط؟ قد يكون هناك أكثر من مجال لاتفاقات متعددة في هذا المجال، بين مختلف أشكال وأنواع المكونات الطائفية والمذهبية والإيديولوجية والسياسية، شرقاً وغرباً، كأن تُستبدَل فكرة المقاومة التي ضَعُفَت عسكرياً أصلاً، بمرحلة من هدوء شرق أوسطي الآن، سيُفسح المجال ليس فقط لتعافٍ عسكري يجدّد الحروب بمدى زمني أبْعَد، بل لإرساء تقسيمات جغرافية إقليمية جديدة أيضاً، تنهي زمن "سايكس - بيكو" تدريجياً، وتفرز المكونات الديموغرافية الشرق أوسطية طائفياً ومذهبياً بشكل أوضح، يقدم الصورة التأسيسية الأكثر دقّة لمرحلة إعلان الخلافة من جديد مستقبلاً. لبنان... أوضح الكاتب والمحلّل السياسي والخبير في شؤون الحركات الإسلامية أحمد الأيوبي أن "لا شيء اسمه خلافة لدى الإيرانيين وجماعاتهم، بل لديهم نظام ولاية الفقيه. وهم عندما أسّسوا دولة ونظام سلطة قبل النظام الإيراني الحالي، عملوا نظام الشاه، وليس لديهم مصطلح الخلافة الذي لا يستعمله الشيعة إجمالاً. فالخلافة كنظام سياسي هي لدى السُنَّة فقط". ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "من حيث المبدأ، لدى إيران وجماعاتها مصلحة بالفوضى في سوريا والعراق ولبنان، لأنها تمكّنهم من أن يُعيدوا مدّ الجسر الخاص بهم من الأراضي الإيرانية وصولاً الى لبنان. وأما بالنسبة الى فكرة التقسيم، فليس معلوماً ما إذا كانوا قادرين على أن يكونوا جزءاً حقيقياً ومؤثّراً فيه. فهنا يبرز دور الولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي، يصبح السؤال، هل يريد الأميركي سوريا دولة موحّدة أم لا؟ وفي أي حال، لبنان آخر من يتأثر بالتقسيم، لأن الدول الكبرى هي التي تكون قابلة لذلك أكثر من الصغرى". إيران و"الحزب" وأشار الأيوبي الى أن "إيران لا تُحسن اللّعب سوى بلعبة الأقليات في جميع الأحوال. وما تفعله هو التخويف من الأغلبية السُنيّة في سوريا. فالجماعات التابِعَة لها تركّز على الأحداث التي نتجت عن الموالين للحكومة السورية، ولكنها لا تذكر ما ارتكبه أتباع الشيخ الهجري مثلاً، من جرائم ومجازر في السويداء، ولا ما ارتكبته فلول بشار الأسد من أعمال أدّت الى مقتل آلاف المدنيين والعسكريين". وأضاف:"الواقع الحالي يُظهر أن إيران و"حزب الله" يحاولان شراء الوقت بانتظار متغيرات معينة، مثل سقوط حكم أحمد الشرع في سوريا، أو اكتساب مدة زمنية ريثما تنتهي ولاية ترامب في الولايات المتحدة الأميركية، ويراهنان على احتمالات مختلفة الآن. ولكن بالموضوع الاستراتيجي، يبدو أنهما غير قادرَيْن على اللّعب بالحدود. فبالنسبة الى "الحزب"، رأينا كيف اضطر الى أن يستعين بالجيش اللبناني عندما وقعت الاشتباكات في منطقة حوش السيد علي. وبالتالي، لا قدرة لدى إيران و"الحزب" سوى على إحداث تخريب أمني كذاك الذي حصل في السويداء مثلاً، أو في الساحل السوري قبل أشهر أيضاً، حيث تبرز بصماتهما في ما حصل هناك". الأخوان" وعن "الأخوان المسلمين"، شرح الأيوبي أنه "لا يمكنهم أن يلعبوا دوراً على صعيد الملفات الكبرى، كتغيير الحدود مثلاً، لأن قدراتهم هي أقلّ من ذلك. هذا فضلاً عن أنهم ليسوا كلّهم أصدقاء أو حلفاء لإيران". وختم:"أخوان" سوريا والعراق والكويت والخليج، هم ضد إيران بشكل عام. والقسم الأكبر من "أخوان" مصر ضد إيران أيضاً. وعندما قامت مجموعة من "الأخوان المسلمين" في مصر بإصدار بيان تضامن مع إيران خلال الحرب الإسرائيلية عليها، ردّ "أخوان" سوريا ببيان عنيف جداً على هذا الموقف. وبالتالي، لا توجد كتلة موحَّدَة لدى "الأخوان المسلمين" قادرة على أن تقوم بخطوات كبرى". أنطون الفتى -أخبار اليوم انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صوت بيروت
منذ يوم واحد
- صوت بيروت
ترامب: سأقلص مهلة الـ 50 يوماً التي منحتها لروسيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين إنه قرر تقليص مهلة الخمسين يوما التي منحها لروسيا والمتعلقة بحربها في أوكرانيا، مبديا خيبة أمله في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف ترامب متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قبل اجتماعهما في اسكتلندا 'أشعر بخيبة أمل في الرئيس بوتين. سأقلص الخمسين يوما التي منحته إياها إلى رقم أقل'. ولم يحدد ترامب مهلة جديدة. هذا وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن شروط روسيا لحل الصراع مع أوكرانيا تتضمن شرطين رئيسيين، مشدداً على أنها لن تتم دونهما. وكشف كبير الدبلوماسيين الروسيين أن الشرطيين، هما: عدم انجرار أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسع حلف شمال الأطلسي، والاعتراف بالواقع على الأرض، في إشارة منه إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا. وقال لافروف خلال مشاركته في منتدى 'وسط المعاني'، الاثنين: 'نصرّ على مطالبنا المشروعة، أي ضمان أمننا، وهذا يعني عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وعدم توسعه نهائياً، لقد امتدّ عملياً، رغم جميع الوعود والوثائق التي اعتُمدت، حتى حدودنا، وبالطبع، الاعتراف بالحقائق المنصوص عليها في دستورنا مطلب لا جدال فيه على الإطلاق'. كما أكد لافروف أن أمام روسيا الكثير من العمل، موضحاً أن أهم مهامها هي هزيمة أعدائها. كذلك لفت إلى أنه ولأول مرة في تاريخها، تخوض روسيا معركةً بمفردها ضد الغرب بأكمله، وفق تعبيره. وتابع أنها في الحرب العالمية الأولى، وفي الحرب العالمية الثانية، كان لديها حلفاء، أما الآن فليس لديها حلفاء في ساحة المعركة، لذلك يجب أن تعتمد على نفسها. أتى ذلك بينما أكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن أوكرانيا لم تقدم حتى الآن رداً على اقتراح روسيا حول إنشاء ثلاث مجموعات عمل لتنظيم عملية تبادل الأسرى. وقال بيسكوف في إطار إجابته على سؤال حول ما إذا كانت كييف أيدت هذا الاقتراح أو رفضته بعد الجولة الثالثة من المفاوضات في إسطنبول: 'لا، لا يوجد شيء بشأن هذا الأمر حتى الآن، نحن ننتظر'. وكان بيسكوف شدد الأحد، على أن بلاده تفضل السبل السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، متهماً كييف والغرب برفض هذا المسار. وقال: 'مسارنا المفضل هو الوسائل السياسية والدبلوماسية'. وأضاف دون تقديم دليل، أن موسكو تواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا لأن 'كل مقترحات الحوار قوبلت بالرفض، سواء من أوكرانيا أو من الدول الغربية'. أتى ذلك بعد أيام من تأكيد أعلنت البعثة الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي أن التسوية في أوكرانيا مستحيلة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع. وجاء في بيان البعثة الأسبوع الماضي: 'من مصلحة الاتحاد الأوروبي التخلي عن نهج المواجهة الذي يعتمده'. كما تابع أن على الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالواقع القائم والأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، التي تقع مسؤولية إشعال فتيلها على عاتق بروكسل نفسها، وفق البيان. وختم: 'بدون ذلك لا يمكن التوصل إلى تسوية ناجعة للصراع في أوكرانيا'. وسبق أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن سياسة احتواء روسيا وإضعافها هي استراتيجية طويلة الأمد للغرب، لكنها غير ناجعة، لافتا إلى أن العقوبات وجهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأسره، وأن الغرب يتطلع إلى تدمير حياة الملايين من الناس. إلى ذلك، يرى خبراء أن العقوبات على موسكو تؤثر على فارضيها بالدرجة الأولى، إذ تتمتع روسيا بمكانة رفيعة في أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي. أما الجولة الثالثة من المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف بشأن التسوية الأوكرانية، فكانت عقدت في مدينة إسطنبول في 23 يوليو، واتفق الجانيان على تبادل أسرى الحرب، إضافةً للمدنيين أيضاً. كذلك اقترحت روسيا على أوكرانيا إنشاء ثلاث مجموعات عمل عبر الإنترنت لمعالجة القضايا السياسية والعسكرية والإنسانية.