logo
الحياة بين الاختيار والقرار

الحياة بين الاختيار والقرار

جريدة الرؤية١١-٠٢-٢٠٢٥

سلطان بن ناصر القاسمي
حين تتأمل حياتك، ستجد أنها مليئة بالخيارات، ولكن السؤال الأهم: هل كان الاختيار وحده كافيًا لتحقيق السعادة؟ هنا تكمن الحقيقة التي يغفل عنها الكثيرون، وهي أن السعادة ليست مجرد نتيجة للاختيارات، بل هي قرار يُتخذ بإرادة قوية ووعي عميق. نعم، قد تبدأ حياتك وأنت تبحث عن الاختيار الصحيح، سواء في مسارك الأكاديمي، أو قراراتك العملية، أو حتى في بناء علاقاتك، لكنك لن تصل إلى السعادة ما لم تتخذ القرار الواعي الذي يضمن لك تحقيق ما تطمح إليه. فالاختيارات وحدها ليست كافية، بل يجب أن يرافقها قرار حاسم يمكّن الإنسان من المضي قدمًا نحو تحقيق أهدافه بسعادة وثقة.
وهنا، يتجلى مفهوم الاختيار والقرار منذ مرحلة الطفولة، فالطالب في المدرسة قد يختار النجاح، لكنه لن يحققه إلا إذا قرر التفوق والاجتهاد. وهنا نلحظ أن الدعم الأسري عامل مساعد، لكنه ليس الحاسم، إذ نجد في بعض العائلات المفككة أبناءً استطاعوا اتخاذ قرار النجاح والتفوق رغم الظروف، بينما في عائلات أخرى، رغم توافر الدعم، يتخذ الأبناء قرارات غير موفقة تودي بهم إلى الفشل. لذا، لا يمكننا اختزال النجاح في مجرد اختيار، بل هو نتاج قرارات حاسمة يتخذها الإنسان في حياته. وفي كثير من الأحيان، نجد أن البيئة ليست العامل الأساسي، بل ما يقرره الإنسان بنفسه ليحقق النجاح. فمنهم من يتحدى ظروفه، ومنهم من يستسلم لها، والفرق بين الاثنين يكمن في القرار الذي يتخذه كل منهما حيال حياته ومستقبله.
وعند التأمل في أقدارنا، نجد أن بعض الاختيارات لا يد لنا فيها، مثل العائلة التي ننتمي إليها، المدينة التي ولدنا فيها، أو لون بشرتنا وصفاتنا الشخصية، فكلها أمور خاضعة للقدر، ولكن حتى في هذه الجوانب، يظل القرار هو الفارق الحقيقي. فمن يرضى بقدره ويسعى لاستثماره بشكل إيجابي، يكون قد اتخذ القرار الصحيح، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل حين قال: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى" (متفق عليه). بل حتى النجاح أو الفشل، النشاط أو الكسل، كلها أمور تجري بقدر، لكننا مسؤولون عن قراراتنا في التعامل معها. فالتعامل مع الواقع بقبول وحكمة يجعل الإنسان أكثر قدرة على الاستفادة من الفرص، بدلًا من تضييعها في الحسرة والتذمر.
ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يعيش حياته راضيًا سعيدًا ما لم يتخذ القرار بأن يكون كذلك. فالنجاح في العمل اختيار، لكن السعي لتحقيقه قرار. والتفوق في الدراسة اختيار، لكن الاجتهاد لتحقيقه قرار. بل حتى الالتزام بالصلاة والطاعات هو اختيار متاح للجميع، لكن القرار بممارستها والتقرب بها إلى الله هو ما يحدد طبيعة حياة الإنسان. وفي المقابل، فإن اختيار التهاون والتكاسل ناتج عن قرار سيء، يحمل الإنسان تبعاته لاحقًا. فالفرق بين شخص وآخر ليس في توفر الفرص، بل في القرار الذي يتخذه كل منهما إزاء الفرص المتاحة. فمنهم من يستثمرها ويستفيد منها، ومنهم من يهدرها ويتذمر من حياته.
وعندما يتعلق الأمر بالسعادة، نجد أنها لا تأتي من فراغ، بل تحتاج إلى قرار واعٍ يجعل الإنسان يعمل لتحقيقها في جميع جوانب حياته. فقرار التفوق والسعي للمراكز الأولى، وقرار تحديد الأهداف والسير نحوها بخطوات ثابتة، وقرار عدم الاستسلام للعقبات، كلها عوامل تؤدي إلى تحقيق السعادة الحقيقية. فالإنسان الذي يتخذ القرار بالعمل الجاد والتطور المستمر، هو الذي يجني ثمار السعادة ويحقق أهدافه. والسعادة ليست في تحقيق الأهداف فحسب، بل في الشعور بالرضا خلال الرحلة نحو تحقيقها. فالإنسان الذي يعيش وفق قرارات صحيحة لا ينتظر السعادة تأتي إليه، بل يصنعها بنفسه من خلال خطواته اليومية وإصراره على تحقيق الأفضل.
وحين يصل الإنسان إلى مرحلة اختيار شريك الحياة، فإنه يكون قد انتقل إلى مستوى آخر من القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على حياته المستقبلية. وهنا، يتجلى الفارق بين الاختيار والقرار بوضوح، فاختيار شريك الحياة قد يكون سهلاً، لكن استمرار العلاقة الزوجية بسعادة يحتاج إلى قرارات صائبة. ولضمان حياة زوجية سعيدة ومستقرة، هناك ثلاثة مبادئ رئيسية يجب الالتزام بها:
أولًا: تعلم كيف تصمت عند الغضب، فالردود السريعة والعفوية أثناء الانفعال قد تكون خاطئة وتؤدي إلى خسائر لا تُعوض، بينما يمنحك الصمت لحظة للتفكير قبل اتخاذ أي موقف. فكم من خلاف صغير تحول إلى مشكلة كبيرة بسبب كلمة قيلت في لحظة غضب، وكم من مشكلة عولجت بالحكمة والتروي.
ثانيًا: عند وقوع الخلاف، ابحث أولًا عن دورك في المشكلة بدلًا من إلقاء اللوم على الطرف الآخر. فالنظر إلى الذات وتحليل الأخطاء الشخصية يجعل الحلول أكثر منطقية وواقعية. فالتغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، والبحث عن الحل بدلاً من تبادل الاتهامات هو مفتاح العلاقات الناجحة.
ثالثًا: ابحث عن دورك في الحل، وليس عن أخطاء الطرف الآخر. فالكثير من الخلافات تظل قائمة بسبب إصرار كل طرف على تحميل المسؤولية للطرف الآخر، في حين أن الحل يبدأ عندما يسأل الإنسان نفسه: "ما الذي يمكنني فعله لحل المشكلة؟" بدلاً من البحث عن أخطاء الشريك.
رابعًا: احتفظ دائمًا بذكريات المواقف الإيجابية لشريكك، ولا تجعل الذكريات السلبية تسيطر على تفكيرك. فتراكم المواقف الجيدة هو ما يحافظ على استقرار العلاقة ويمنحها القدرة على الاستمرار. فالتركيز على العيوب فقط يجعل العلاقة مهددة بالتوتر المستمر، بينما التقدير والتسامح يعززان من استمراريتها.
وإذا التزم الإنسان بهذه الأسس، فإنه سيتخذ قراره الصحيح بالسعادة في حياته الزوجية، بدلاً من تركها للظروف والمتغيرات. فالزواج لا يُبنى على الحب فقط، بل على القرارات الحكيمة التي يتخذها الطرفان لإنجاحه، وجعل كل يوم فيه فرصة جديدة للسعادة والتفاهم.
وعلى نطاق أوسع، يتحمل كل فرد مسؤولية قراراته، فلا ينبغي لأحد أن يُلقي بؤسه على الآخرين أو يحمّل القدر تبعات أخطائه. فالإنسان، بعقله وإرادته، هو الذي يحدد مسار حياته، وقد يكون اختياره صحيحًا لكنه يواجه ظروفًا صعبة، وهنا يكون القرار هو العنصر الحاسم: إما الاستمرار في المعاناة، أو إعادة النظر في الاختيار السابق واتخاذ قرار جديد أكثر صوابًا. فالاستمرار في الألم والمعاناة ليس مفروضًا على أحد، بل هو خيار شخصي ناتج عن قرار يُمكن تغييره في أي لحظة.
وفي نهاية الأمر، لا بد أن يدرك الإنسان أن السعادة ليست حدثًا عابرًا، بل هي موقف ذهني وقرار داخلي. فكل فرد يستطيع أن يخلق السعادة لنفسه، ليس بانتظار الظروف المثالية، بل بصنعها من خلال قرارات واعية وإيجابية. وحين يدرك الإنسان هذه الحقيقة، فإنه لن يكون مجرد متلقٍّ للأحداث، بل صانعًا لحياته كما يريد، وساعيًا خلف أهدافه دون تردد أو خوف. فالحياة مليئة بالاختيارات، ولكن ما يصنع الفارق هو قراراتنا تجاهها، وقرارك اليوم هو الذي يحدد سعادتك غدًا. فاجعل قراراتك واعية ومدروسة، واستثمر كل لحظة في بناء حياة سعيدة ومليئة بالإنجازات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حين يعلو صوت الحنين
حين يعلو صوت الحنين

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

حين يعلو صوت الحنين

سهام بنت أحمد الحارثية harthisa@ الفقد ليس لحظة، بل عمرٌ جديد يبدأ دون من نحب... هو الامتحان الأعظم الذي تواجهه الأرواح، حين تُنتزع قطعة منها لا تُعوّض، ويرحل من كان ظلًا وسندًا ودعاءً لا ينقطع، وفي هذا المقام المهيب، وقفت السيدة الجليلة عهد بنت عبدالله البوسعيدية حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها-، تكتب بالكلمات ما تعجز عنه الحواس، وتُسطّر من الحزن ما لا تبلغه الدموع، مودّعة والدتها المرحومة السيدة خالصة بنت نصر البوسعيدي، التي ارتقت روحها إلى بارئها، وخلّفت في القلب فراغًا لا يملؤه سوى الرجاء. إنه فقد الأم… ذلك النوع من الرحيل الذي لا يُعلّم، ولا يُدرّب عليه الإنسان؛ بل يسكنه بغتة، كزلزال لا ينذر، ويقلب تفاصيل الحياة رأسًا على عقب، حين تغيب الأم، يغيب الأمان، ويغيب ذاك الحضن الذي وإن طال البعد عنه، يكفي أن نعلم بوجوده.. ويغيب الدعاء الصادق الذي يسبقك في كل صباح ومساء، دون أن تدري. لكن السيدة الجليلة لم تكتب من حطام الحزن؛ بل من نور الإيمان.. كتبت من مقام الرضا، لا الانكسار، ومن قمة الصبر، لا هوة الألم، واجهت الفقد بالكلمة، وسلّحت قلبها بالدعاء، وفتحت دفاتر البرّ، وقرأتها على الله، تسأله أن يُجزل الجزاء، ويعلي المقام، ويرزقها اللقاء. لقد كتبت عن والدتها لا لتُرثيها؛ بل لتشهد لها، لتُخبر الدنيا أن هذه الروح التي مضت، لم تكن كأي روح.. كانت يدًا خفية في الخير، وصوتًا لا يُسمع لكنه يصل، ووجهًا باسمًا في زمنٍ شحيح بالطيبة… كانت من أولئك الذين يمشون على الأرض في هدوء، لكن أثرهم لا يغيب، وسيرتهم لا تُنسى. واجهت السيدة الجليلة فداحة الفقد كما لا يفعل كثيرون؛ لم تتكئ على الحزن؛ بل على الذكرى الطيبة، ولم تنهَر أمام الموت، بل رفعت بصرها نحو السماء، وقالت: " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ". في كلماتها عزاء لكل من فقد، ولكل قلبٍ انفطر على رحيل أم، ولكل نفسٍ تبحث عن عزاء لا يأتي من الناس، بل من الله وفي كلماتها درس أن الفقد لا يُواجه بالبكاء فقط، بل بالتسليم، وأن الوفاء لا يكون بالنداء، بل بالدعاء، وأن الكلمة إذا خُطّت بصدق، صارت دعاءً، وإذا سُكبت من الحنين، صارت صلاةً. وأقول يا سيدة القلوب الراضية.. نسأل الله أن يربط على قلبك، ويجبر كسرك، ويجعل حزن قلبك رفعةً، وصبرك نورًا، وأن يُريك في كل ذكرى من والدتك ما يُبهج، وفي كل دعاء لها ما يُطمئن، اللهم اجعل هذا الفقد شاهدًا على محبتها، وهذا الصبر دليلًا على بِرِّها، واملأ قلبها سكينةً لا تنفد، ورضًا لا ينطفئ، وأجرًا لا ينقطع.

السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف
السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف

جريدة الرؤية

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الرؤية

السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف

الرؤية- غرفة الأخبار نعت السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- والدتها السيدة خالصة بنت نصر بن يعرب البوسعيدي، التي وافتها المنية يوم الإثنين الماضي، وارتقت إلى "جوار بارئها في لحظةٍ امتزج فيها الفقد بالتسليم، والحزن بالرجاء، مستبشرة برحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء"، بحسب بيان رسمي صادر عن السيدة الجليلة- أبقاها الله. وجاء في بيان النعي: "كانت النية البيضاء التي يعلمها رب العباد، ومد يد العون، والخبايا الصالحة، ساعيةً للجود والإحسان، سعي من يرجو فضل الله تعالى، تفيض بعطاءٍ لا يُرى، وبدعوات لا تُسمع، وتتصل حيث يُرجى آثارها، ويُجزى عند الله سعيها". وتابع البيان مُعدِّدًا مآثر الفقيدة: "لقد عاشت في بساطة متجردة من زخرف الترف، كأن أيامها نُسجت من خيوط الفطرة الأولى. لم تعرف روحها التكلف؛ بل مضت بخطى وئيدة يسندها الرضا، عالمها صفاء يعانق الروح واستقرار ينبع من صميم الإنسانية الخالصة. نفسها تأنس إلى البساطة أنس الطيور إلى فضائها. ومضى البيان قائلًا: "كانت جبلًا من الصبر، وركنًا للثبات. لقد اختبرتها الحياة، فكانت الجواب الجميل في كل امتحان، والمثال الرفيع للصبر والجَلد. وفي مرضها الأخير، ظلت روحها كما عاهدناها: معطاءًة، مُطمئنة، متوشحةً بالصبر، قريرةً بالرضا، مؤمنة بما كتب الله، لا تئن ولا تشتكي؛ بل تُسلِّم وتحمد وتشكر". واختتم البيان بالقول: "أقفُ على أعتاب الدعاء، أطرق باب الكريم الذي لا يرد سائلًا، أتضرع إليه بعين الرجاء أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يفتح لها بابًا من نور لا يُغلق أبدًا، وأن يجعل كل يدٍ أعانتها، وكل معروف أسدته، وكل ابتلاءٍ مرت به، شاهدًا لها لا عليها، وسببًا لرفعة درجتها، وبلاغًا لمقامها عند رب رحيم، وأن ينزلها منزلًا مباركًا؛ حيث لا ألم ولا فقد، ولا فناء، دار القرار، ودار الأبرار، والمقام الآمن، الذي لا يعقبه فزع، ولا يليه وداع". اللهم اجعلها من صفوة أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، من السابقات إلى الخيرات، ومن الفائزات، المستبشرات بالرضوان. ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمدلله حمد الصابرين، الشاكرين المحتسبين.

سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"
سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"

جريدة الرؤية

timeمنذ 3 أيام

  • جريدة الرؤية

سفارتنا في كوريا تحتفي بـ"شجرة اللبان العُمانية"

سول- العُمانية نظمت سفارة سلطنة عُمان في جمهورية كوريا، أمس فعالية مميزة لزراعة شجرة اللبان العُمانية، إضافة إلى زهرة السُّلطان قابوس بن سعيد- طيّبَ اللّٰهُ ثراه- وزهرة جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه اللّٰهُ ورعاه- وزهرة السيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم- حفظها الله ورعاها- في حديقة سول للنباتات؛ وذلك في إطار جهود السفارة المستمرة لتعزيز التبادل الثقافي والبيئي بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، وتسليط الضوء على الروابط التاريخية العميقة التي تجمع سلطنة عُمان وجمهورية كوريا. وشهدت المناسبة حضور العديد من الشخصيات العامة والمسؤولين الذين شاركوا في زراعة الأشجار وفي مقدمتهم سعادة كيم هيونغ دونغ عضو الجمعية الوطنية ونائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الكورية- العُمانية، وسعادة تشونغ كوانغ يونغ المدير العام لمكتب شؤون أفريقيا والشرق الأوسط بوزارة الشؤون الخارجية الكورية، وسعادة كيم تشانغ مو رئيس الجمعية الكورية- العربية، ومديرة حديقة سيئول للنباتات، وعدد من السفراء المعتمدين في جمهورية كوريا. وأعرب سعادة الشيخ زكريا بن حمد هلال السعدي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية كوريا عن شكره للضيوف لحضورهم هذه المناسبة، وأشار إلى أن هذه الفعالية كانت مقررة العام الماضي احتفالاً بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا، ولكن إجراءات الحجر الصحي المتعلقة بالنباتات حالت دون تنفيذ الحدث في وقته. وأعرب عن تقديره لوكالة الحجر الصحي والنباتي في جمهورية كوريا، وحديقة سيئول النباتية وشؤون البلاط السُّلطاني (الحدائق والمزارع السُّلطانية) في سلطنة عُمان على تعاونهم وتفانيهم في تحقيق هذا الحدث. وأكد سعادة السفير على أهمية هذه المناسبة، واصفاً إياها بأنها تجسد قيم التعاون والحوار الحضاري، وقال "إن زراعة هذه الأشجار والزهور ليس مجرد فعل رمزي، بل تعكس التزامنا بالحفاظ على التراث الطبيعي والتاريخي لسلطنة عُمان". وأشاد سعادته بالروابط التاريخية بين البلدين، مؤكداً على امتدادها منذ عهد مملكة شيلا الكورية، مشيراً إلى وجود لبقايا من اللبان العُماني في معبد في مدينة كيونغجو في كوريا والتي تعود إلى أكثر من ألف عام وهذا خير دليل على عمق التبادل التاريخي والتجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا. بدورها، أعربت مديرة حديقة سيئول النباتية، عن امتنانها لجهود سفارة سلطنة عُمان في سيئول، مشيدة بالمبادرة التي تقدم رموزاً متجذرة في التراث العُماني، مؤكدة على أهمية الاستمرار في العناية بهذه النباتات لضمان نموّها الصحي في الحدائق الكورية. ويؤكد هذا الحدث التزام سلطنة عُمان بتعزيز الحوار الحضاري والتعاون البيئي من خلال مبادرات خلاقة تسلط الضوء على كنوزها الطبيعية القيّمة. وتشير إلى عمق التواصل الحضاري والتاريخي بين سلطنة عُمان وجمهورية كوريا منذ ألف عام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store