logo
الكورد الفيليون والحاجة لمكتبة الكترونية خاصة

الكورد الفيليون والحاجة لمكتبة الكترونية خاصة

شفق نيوز٣٠-٠٣-٢٠٢٥

ياسر عماد/ الكورد الفيليون شريحة من شرائح المجتمع العراقي عامة، والكوردستاني خاصة، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمعين اضافة الى القومية، فهناك المذهب فهم مسلمون شيعة وهذا ما يميزهم عن غيرهم، وهو ما جلب لهم المعاناة والمآسي على امتداد السلطات المتعاقبة على حكم العراق في العقود الغابرة من مصادرة المستمسكات الثبوتية والأموال المنقولة وغير المنقولة والترحيل والتهجير والقتل والتغييب في قائمة طويلة من الظلم والجور الذي لحق بهم، والتي عدتها المحكمة الجنائية العراقية العليا جريمة ابادة جماعية.
في هذا المقال لست بصدد تكرار ما جرى على هذه الشريحة رغم أنه ليس بالقليل، فالمصاب جلل والخطبُ كبير، والأمر ليس بالسهل اليسير، بل إنما تبادر الى ذهني شيء يبدو أنه ملفت للنظر، ألا وهو حظ الكورد الفيليين من الكتب الخاصة والبحوث والدراسات والاصدارات المقروءة من جرائد ومجلات التي تُعنى بموروثهم الثقافي والاجتماعي وعاداتهم وتقاليدهم، وحياتهم السياسية والاجتماعية، فإن من تعرضوا له من إهمال طيلة العقود المنصرمة أدى إلى اغفال، وعدم وجود عناوين خاصة بهم داخل رفوف المكتبات العامة والخاصة داخل العراق سوى ذكرهم في فصول أبواب من كتب تهتم بالعشائر والقوميات والأديان والمذاهب.
وبعد العام 2003 وسقوط النظام السابق بدأ الكُتّاب والمهتمون بهذا الشأن يدلون بدلوهم في تأليف الكتب أو نشر اخرى جرى تأليفها في المهجر بمحاولة فتية بالعراق، وهي جهود سواء كانت كبيرة ام صغيرة فهي جبارة بحد ذاتها غير أنه منذ ذلك الوقت والى الان على حد علمي لم يتم تنظيم مكتبة خاصة - وهنا أعني مكتبة الكترونية خاصة - لا تقتصر على الكتب والبحوث والدراسات بل تشمل صور شخصياتهم المعروفة بمختلف المجالات ومدنهم ومناطقهم تكون عبر مساهمات فردية أو من قبل ومؤسسات حكومية وحزبية.
الحاجة والفائدة من تحقيق هذا المقترح على أرض الواقع هو إغناء الطلبة الجامعيين والدراسات العليا من الأكاديميين الذين يقدمون على كتابة البحوث عن الكورد الفيليين، فقد ورد على مسامعي أنهم يواجهون بعض الصعوبات في الحصول على المصادر ، وكذلك تكون هذه المكتبة الرقمية أرشيفا كبيرا يحفظ للشريحة الإصدارات والكتب القديمة والحديثة في المستقبل، وايضا تحفظ للأجيال القادمة من الفيليين جزءا من هويتهم في ظل هذا التطور التكنولوجي الهائل والسريع، واختلاط الثقافات، وانفتاح المجتمعات على بعضها.
وقد يقول قائل: لماذا هذا المقترح وأن تكون المكتبة الكترونية، هنا ترد عدة أسباب من بينها أن تكون بمتناول اليد سواء داخل أو خارج البلاد، وترك الناس اقتناء الكتب والإصدارات الورقية لصعوبة ذلك في الوقت الحالي مع انحسار مساحات البيوت وضيق الوقت لتخصيص ساعات من اليوم عبر الجلوس على طاولات من أجل القراءة كما في السابق، فالأجهزة الحديثة تسمح بالقراءة والتصفح أثناء التوجه للعمل أو بالمقاهي والأماكن العامة فهي تتيح مجالا أكثر وغير مكلفة ماليا على العكس من الطباعة الورقية.
وهنا لا يفوتني أيضا ذكر ما قدمته مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين، فقد كان لها قصب السبق بإصدار مجلة "فيلي"، وجريدة "آفاق الكورد"، وجريدة "البيت الكوردي"، و"الفيلي الصغير" باللغة العربية، و"كول سوو" باللغة الكوردية/ اللهجة الفيلية، فمنذ أكثر من عقدين من الزمن قامت المؤسسة بطباعة تلك الإصدارات ورقيا، ومع حدوث التغيرات والتطور الحاصل واصلت المؤسسة نشر مجلة "فيلي" ولكن هذه المرة الكترونياً، و التي ضمت في طياتها وصفحاتها منذ تأسيسها والى الآن آلاف المقالات والتقارير والتحقيقات والأبحاث الخاصة بالفيليين، ويمكن أن نتخذ من هذا الصرح الشامخ نموذجا لإنضاج مقترح المكتبة الالكترونية وأن ترى النور فعلا، ويقوم من يجد نفسه أهلاً بإنجاز هذه المهمة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العـدد "مـئتـــان وستة وخمسون" من مجلة فيلي
العـدد "مـئتـــان وستة وخمسون" من مجلة فيلي

شفق نيوز

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

العـدد "مـئتـــان وستة وخمسون" من مجلة فيلي

Faili 256 شفق نيوز/ صدر عن مؤسسة شفق للثقافة والاعلام العدد (256) الجديد من مجلة "فيلي" لشهر نيسان / أبريل 2025. العدد الجديد تضمن مجموعة من الموضوعات الرئيسية التي تغطي قضايا مهمة على الصعيدين المحلي والإقليمي. من أبرز المواضيع: المقال الافتتاحي لرئيس التحرير .. يتناول أهمية دعم قضية الكورد الفيليين وما يتطلبه من حضوراً فاعلاً من الأطراف السياسية والحكومية، التي وإن لم تولِ الموضوع الاهتمام الكافي في الماضي، لا تزال تملك القدرة على المشاركة الفاعلة في وضع حلول عملية. *الكورد الفيليون .. والحاجة لمكتبة الكترونية خاصة مقال مهم للصحفي ياسر عماد يشرح فيه أهمية تأسس مكتبة الكترونية تخص شريحة الكورد الفيليين تضم الكتب الخاصة والبحوث والدراسات والاصدارات المقروءة من جرائد ومجلات التي تُعنى بموروثهم الثقافي والاجتماعي وعاداتهم وتقاليدهم، وحياتهم السياسية والاجتماعية. تقرير يتناول التحدي الأكبر لنجاح إجراء الانتخابات وهو "توقع حصول عزوف كبير خصوصاً إذا ما استمر التيار الصدري بالمقاطعة وإعلان بعض التربويين المقاطعة أيضاً في حال عدم تعديل سلم الرواتب، وربما تتوسع هذه المقاطعة لتشمل فئات الموظفين الآخرين أصحاب الرواتب الضعيفة". هذا التقرير لمجلة فيلي يتحدث عن الألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة التي تمتد على مساحةٍ تقدر بـ 2,100 كيلو متر مربع في العراق، أي ما يعادل نحو 300,000 ملعب كرة قدم، وتشكل هذه المخاطر المميتة تهديدًا مستمرًا على حياة المدنيين وتحول دون عودة العوائل النازحة وتقيد إمكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية وتبطئ من جهود إعادة الإعمار". ينقل لنا هذا التقرير قيام المحتجون بقطع الشارع الرئيس وإضرام النيران في الإطارات، ويقول سكان المنطقة إن مستثمرا جاء ويريد الاستيلاء على الأرض بالقوة، في حين ان الأرض في الأساس مخصصة لإنشاء متنزه ومدرسة ومركز صحي، على حد وصفهم. يؤكد مختصون حسب التقرير ، أن الحرارة الشديدة والرطوبة والرياح تؤثر على الآثار ومواقعها، ما يتطلب إيجاد حلول بغية الحفاظ على هذه الكنوز باعتبارها تمثل منجزاً إنسانياً إلى جانب كونها أرشيفاً لتاريخ وحضارة العراق عبر مراحل زمنية مختلفة. هذه الموضوعات وملفات اخرى تسلط الضوء على التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية في العراق وإقليم كوردستان، بالإضافة إلى تقارير خاصة حول التراث والتاريخ العراقي.

الكورد الفيليون والحاجة لمكتبة الكترونية خاصة
الكورد الفيليون والحاجة لمكتبة الكترونية خاصة

شفق نيوز

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

الكورد الفيليون والحاجة لمكتبة الكترونية خاصة

ياسر عماد/ الكورد الفيليون شريحة من شرائح المجتمع العراقي عامة، والكوردستاني خاصة، فهم جزء لا يتجزأ من المجتمعين اضافة الى القومية، فهناك المذهب فهم مسلمون شيعة وهذا ما يميزهم عن غيرهم، وهو ما جلب لهم المعاناة والمآسي على امتداد السلطات المتعاقبة على حكم العراق في العقود الغابرة من مصادرة المستمسكات الثبوتية والأموال المنقولة وغير المنقولة والترحيل والتهجير والقتل والتغييب في قائمة طويلة من الظلم والجور الذي لحق بهم، والتي عدتها المحكمة الجنائية العراقية العليا جريمة ابادة جماعية. في هذا المقال لست بصدد تكرار ما جرى على هذه الشريحة رغم أنه ليس بالقليل، فالمصاب جلل والخطبُ كبير، والأمر ليس بالسهل اليسير، بل إنما تبادر الى ذهني شيء يبدو أنه ملفت للنظر، ألا وهو حظ الكورد الفيليين من الكتب الخاصة والبحوث والدراسات والاصدارات المقروءة من جرائد ومجلات التي تُعنى بموروثهم الثقافي والاجتماعي وعاداتهم وتقاليدهم، وحياتهم السياسية والاجتماعية، فإن من تعرضوا له من إهمال طيلة العقود المنصرمة أدى إلى اغفال، وعدم وجود عناوين خاصة بهم داخل رفوف المكتبات العامة والخاصة داخل العراق سوى ذكرهم في فصول أبواب من كتب تهتم بالعشائر والقوميات والأديان والمذاهب. وبعد العام 2003 وسقوط النظام السابق بدأ الكُتّاب والمهتمون بهذا الشأن يدلون بدلوهم في تأليف الكتب أو نشر اخرى جرى تأليفها في المهجر بمحاولة فتية بالعراق، وهي جهود سواء كانت كبيرة ام صغيرة فهي جبارة بحد ذاتها غير أنه منذ ذلك الوقت والى الان على حد علمي لم يتم تنظيم مكتبة خاصة - وهنا أعني مكتبة الكترونية خاصة - لا تقتصر على الكتب والبحوث والدراسات بل تشمل صور شخصياتهم المعروفة بمختلف المجالات ومدنهم ومناطقهم تكون عبر مساهمات فردية أو من قبل ومؤسسات حكومية وحزبية. الحاجة والفائدة من تحقيق هذا المقترح على أرض الواقع هو إغناء الطلبة الجامعيين والدراسات العليا من الأكاديميين الذين يقدمون على كتابة البحوث عن الكورد الفيليين، فقد ورد على مسامعي أنهم يواجهون بعض الصعوبات في الحصول على المصادر ، وكذلك تكون هذه المكتبة الرقمية أرشيفا كبيرا يحفظ للشريحة الإصدارات والكتب القديمة والحديثة في المستقبل، وايضا تحفظ للأجيال القادمة من الفيليين جزءا من هويتهم في ظل هذا التطور التكنولوجي الهائل والسريع، واختلاط الثقافات، وانفتاح المجتمعات على بعضها. وقد يقول قائل: لماذا هذا المقترح وأن تكون المكتبة الكترونية، هنا ترد عدة أسباب من بينها أن تكون بمتناول اليد سواء داخل أو خارج البلاد، وترك الناس اقتناء الكتب والإصدارات الورقية لصعوبة ذلك في الوقت الحالي مع انحسار مساحات البيوت وضيق الوقت لتخصيص ساعات من اليوم عبر الجلوس على طاولات من أجل القراءة كما في السابق، فالأجهزة الحديثة تسمح بالقراءة والتصفح أثناء التوجه للعمل أو بالمقاهي والأماكن العامة فهي تتيح مجالا أكثر وغير مكلفة ماليا على العكس من الطباعة الورقية. وهنا لا يفوتني أيضا ذكر ما قدمته مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين، فقد كان لها قصب السبق بإصدار مجلة "فيلي"، وجريدة "آفاق الكورد"، وجريدة "البيت الكوردي"، و"الفيلي الصغير" باللغة العربية، و"كول سوو" باللغة الكوردية/ اللهجة الفيلية، فمنذ أكثر من عقدين من الزمن قامت المؤسسة بطباعة تلك الإصدارات ورقيا، ومع حدوث التغيرات والتطور الحاصل واصلت المؤسسة نشر مجلة "فيلي" ولكن هذه المرة الكترونياً، و التي ضمت في طياتها وصفحاتها منذ تأسيسها والى الآن آلاف المقالات والتقارير والتحقيقات والأبحاث الخاصة بالفيليين، ويمكن أن نتخذ من هذا الصرح الشامخ نموذجا لإنضاج مقترح المكتبة الالكترونية وأن ترى النور فعلا، ويقوم من يجد نفسه أهلاً بإنجاز هذه المهمة.

رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين
رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين

موقع كتابات

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين

ما زال مصير الآلاف من شباب الكُرد الفيليين مجهولاً بعد أن طالتهم يد الغدر من قبل النظام البعثي المباد في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تشير التقديرات إلى اختفاء أكثر من 20 ألف شاب فيلي حسب ما ورد في العديد من المصادر، لم يُعثر ليومنا هذا على رفاتهم. ان هذا الأمر ترك جرحاً نازفاً في ذاكرة ذويهم، وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين على سقوط النظام الدموي المباد فإن خطوات الحكومة لا تزال غير مقنعة فيما يتعلق بهذا الملف المهم، إذ لم تُبدِ الجدية اللازمة في البحث عن رفات الضحايا الذين أُعدموا دون وجه للحق ولا بمسوغ قانوني، وأُخفيت جثثهم في مقابر مجهولة. ان المعلومات المتوفرة تشير الى ان قسماً منهم أجريت عليهم التجارب الكيمياوية والجرثومية في المختبرات، وقسم آخر منهم تم اجبارهم كدروع بشرية تتقدم امام القطعات العراقية خلال الحرب التي كانت دائرة بين كل من العراق وايران والتي أستمرت منذ عام 1980 ولغاية 1988. هذا وضمن السياق نفسه ان الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 الى يومنا الحالي لم تمارس ضغطاً كافياً على ازلام النظام البائد من المحتجزين في السجون للإدلاء بالمعلومات عن مواقع المقابر الجماعية التي تضم رفات الشهداء الفيلية. ففي ظل غياب الدعم الحكومي فإن كافة الجهود المبذولة لكشف مواقع تلك المقابر بقيت دون أية جدوى، كما ان مؤسسة الشهداء وهي الجهة المعنية بهذا الملف تفتقر إلى الأجهزة المتطورة اللازمة لفحص عينات (DNA) التي تعد أداة حاسمة في التعرف على هوية الضحايا، ومع أن هناك تقنيات حديثة تُمكنها تحليل اعداد كبيرة من العينات خلال وقت قياسي، إلا أن العراق للأسف الشديد لم يتسن له الى يومنا هذا توفير هذه الإمكانيات لمؤسساته التخصصية. ان إزاء هذا الإهمال أطلق أبناء الكُرد الفيليين مبادرات وتحركات مكثفة للضغط باتجاه كشف مصير الشهداء، فقد شكلوا فرق عمل قانونية قامت برفع مذكرات إلى محكمة العدل الدولية والمنظمات الدولية وغيرها بهدف تدويل قضية الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الكُرد الفيليين، والمطالبة بإجراءات حازمة تُلزم الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف. ان التحركات تشمل المطالبة بتوفير الإمكانيات التقنية للجهات المعنية وتشكيل فرق ميدانية مختصة للبحث عن رفات الضحايا في المناطق التي يُعتقد أنها تضم مقابر جماعية، إضافة إلى محاسبة المتورطين في هذه الجرائم سواء من الذين شاركوا فيها، أو من أولئك الذين تستروا عليها وساهموا في طمس معالمها. ورغم الجهود المستمرة تبقى كثير من العوائل الفيلية والأقارب ينتظرون العثور على رفات أحبائهم ليتمكنوا من إقامة مراسيم دفنهم في أماكن تليق بكرامتهم وتعيد لهم الاعتبار، كما جرى القيام به مع شهداء آخرين تم العثور على رفاتهم في المقابر الجماعية، لكن المفارقة الموجعة أن العديد من الاباء والأمهات الذين ظلوا ينتظرون لحظة العثور على فلذات أكبادهم قد رحلوا عن الدنيا دون أن يتحقق حلمهم تاركين وراءهم إرثاً من الألم والحسرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store