
وسط منافسة مع "ديب سيك".. "جوجل" تصدر إعلاناً مثيراً بشأن نماذجها للذكاء الاصطناعي
أصدرت شركة "جوجل" الأمريكية إعلاناً وصفته تقارير صحفية عالمية بـ"المثير" بشأن نماذجها للذكاء الاصطناعي وسط منافسة شرسة مع تطبيق "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي التوليدي الصيني منخفض التكلفة.
وأوضحت "جوجل" في إعلانها أنها ستطرح فئة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة، علاوة على أنها ستجعل إصدار مساعدها الذكي "جيمني 2.0 فلاش" متاحاً للجمهور كافة بعد معاينته من قِبل المطوّرين منذ ديسمبر الماضي.
وذكرت "جوجل"، أنها ستطرح تحديثات جديدة لعائلة "جيمني" من نماذج اللغة الكبيرة بما في ذلك خط إنتاج جديد بأسعار تنافسية لنماذج الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة مثل تلك الخاصة بمنافستها الصينية "ديب سيك".
كما أشارت إلى أن إصدار "جيمني 2.0 فلاش لايت" سيكون متاحاً أيضاً وبأسعار أرخص، فيما لفتت إلى أن الإصدار الأغلى "جيمني 2.0 برو" لا يزال في مراحل الاختبار حالياً.
وقال كوراي كافوكجوجلو؛ كبير مسؤولي التكنولوجيا في مختبر "ديب مايند" للذكاء الاصطناعي التابع لـ "جوجل"، إن الشركة أنشأت إصدار "فلاش لايت" بعد تلقي ردود فعل إيجابية حول الإصدار الأول "جيمني 1.5 فلاش".
لكن تقارير صحفية أشارت إلى أنه رغم إعلان "جوجل" إلا أن تكلفة هذه النماذج لا تزال أغلى بخمسة أضعاف تقريباً من إصدارات "ديب سيك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة رواد الأعمال
منذ 8 ساعات
- مجلة رواد الأعمال
مخاطر الاستثمار في مجال البرمجيات
شهد قطاع البرمجيات تطورًا ملحوظًا أتاح لها جذب نصيب الأسد من التمويل الاستثماري العالمي. ما يعكس تأثيرها القوي في الأسواق. وهذا الانتشار الواسع الذي حققه القطاع يعود إلى سببين رئيسين. أولًا من السهل توسيع نطاقه. حيث تكتب الكود مرة واحدة وتبيعه مليون مرة. ثانيًا من السهل الاجتهاد فيه. خذ معدل النمو وهامش الربح وتكلفة اكتساب العملاء. ثم ضع مضاعفًا على ذلك. وانتقل إلى المضاعف التالي. وبالتالي تتحول البرمجيات إلى محط أنظار كبار المستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار في الأجهزة والتكنولوجيا المبتدئة. حيث إن تلك القطاعات الأخرى تأتي مع كثافة رأس المال المتأصل. وعلى المؤسسين أن يبتكروا منتجات مادية حقيقية، وهو أمر صعب ومكلف لتوسيع نطاقه. ومع ذلك هناك خطر يواجه الذين يجرؤون على دخول عالم الاستثمار في البرمجيات بسوق اليوم. إذ ولى العصر الذهبي للبرمجيات كخدمة. وهناك مخاطر تتربص بنا في كل زاوية. تتطلع إلى انتزاع دولارات الاستثمار الثمينة. بالأرقام.. مخاطر الاستثمار في البرمجيات العرض والطلب هو المعيار الرئيسي الذي يقود صفقات الاستثمار. فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتتبعون صفقة ما زادت تكلفة الصفقة. وبالتالي ترتفع تكلفة البرنامج من أجل تحقيق الربح. في حين تكتظ الأسواق بالمستثمرين المغامرين الذين يركزون على البرمجيات. فوفقًا لتحليل أجرته شركتا Overlap Holdings فإن نسبة أصحاب رأس المال المغامر في البرمجيات الخالصة إلى صفقات البرمجيات الخالصة هي 4:1. ما يجعل البحث عن القيمة أمرا صعبا للغاية. كما يعتمد معظم الشركات الناجحة على الحواجز التي تحول دون دخول الأسواق المستهدفة، سواء كانت براءات اختراع تقنية، أو آلات باهظة الثمن؛ أو سلاسل توريد معقدة راسخة. غياب المعايير لا تقدم الشركات الناشئة في مجال البرمجيات أي نوع من أنواع المعايير. حيث لا يوجد ما يمنع شابين جامعيين من بناء تطبيق أفضل منك. فمع وجود تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأدوات الخالية من التعليمات البرمجية في متناول أيديهم، يمكن حتى لمن لا خبرة لديهم إنشاء برامج ذات مظهر احترافي بسعر رخيص. والخطر يكمن حرفيًا خلف كل باب غرفة نوم. الشفافية هناك احتمالات جيدة أنك إذا كنت تستثمر في شركة برمجيات ناشئة اليوم، فإنها تستخدم ChatGPT أو نموذج لغوي كبير آخر باعتباره العمود الفقري لعملياتها. لسوء الحظ، هذه النماذج هي صناديق سوداء ليست مضمونة على الإطلاق. ونظراً لأنها تستخدم الإحصائيات لتوليد إجابات بناء على الكلمات التي تراها على الإنترنت فإن احتمالية أن تبصق هذه النماذج إجابات غير منطقية موجودة دائمًا. افتقار الإبداع جميع الأفكار الجديدة الخاصة بالشركات الناشئة في مجال البرمجيات مأخوذة بالفعل. حيث تم إطلاق Amazon Web Services منذ 19 عامًا. ومنذ ذلك الحين تم استنزاف كل الأفكار التي كانت في متناول الجميع. وتم الصراع عليها وتوحيدها في احتكار ثنائي مزور. هل لديك 'فكرة رائعة' لتطبيق تعتقد أن العملاء سيحبونه؟ عليك إجراء بحث عبر جوجل وستجد خمس شركات تفعل ذلك بالفعل. وبالتالي تجد الشركات الناشئة نفسها تحاول السيطرة على مجال أصغر فأصغر من السوق، على سبيل المثال: الدليل النهائي لصالات المطارات. هذه التطبيقات جيدة بالنسبة للمستهلكين. ولكن هل تعتقد حقًاأنها تحقق لمستثمريها عائدًا على نطاق المغامرة؟ تسعير البرمجيات تشهد قوائم تسعير البرمجيات نوعًا من عدم الاستقرار، يجعل التعامل معها أمرًا صعبًا في هذه الآونة. خاصة أنه عند وقوع خطأ فلن تستطيع النجاة ولوم جميع الأطراف نتيجة إحباط العملاء. وعلى سبيل المثال: واجهت شركتا Canva وUnity هجومًا حادًا من العملاء، بسبب ارتفاع قائمة التسعير. فيما لم تقع هاتان الشركتان في هذا الفخ وحدهما. كما يعد تغيير قائمة التسعير من أخطر الإجراءات التي يمكن أن تتخذها أي شركة برمجيات. فإذا تم إجراؤها بشكل صحيح فإنها تطلق العنان للنمو. أما إذا تم إجراؤها بشكل خاطئ فربما تسبب إبعاد المستخدمين المخلصين، وإجبارهم على التراجع عن الأسعار. بينما تبنت ثلثا شركات البرمجيات سياسة التسعير القائم على الاستخدام. فيما تخطط 21% من الشركات لاعتماد الإستراتيجية ذاتها. علاوة على ذلك، وبحسب شركة OpenView Partners، فإن نماذج التسعير الهجينة، التي تمزج بين الاشتراكات القائمة على الاستخدام، والأخرى التقليدية، آخذة في الارتفاع. الأمر الذي يضيف المزيد من التعقيدات إلى هذه اللعبة الصعبة بالفعل. يتعلق الاستثمار بالموازنة بين المخاطرة والمكافأة. وبينما حققت الاستثمارات في البرمجيات الكثير من المال للناس، فإن الأمر يستحق فهم الطرق التي تغيرت بها صورة المخاطر في السنوات الأخيرة. لجميع الأسباب المذكورة أعلاه، وعندما يتعلق الأمر بالبرمجيات فإن هناك مبررًا واضحًا للخوف.


الشرق السعودية
منذ يوم واحد
- الشرق السعودية
Google Beam.. جهاز من جوجل لإجراء مكالمات الفيديو بـ"طريقة مبتكرة"
رفعت شركة جوجل الستار عن جهاز جديد سيغير مفهوم التواصل عن بُعد بين البشر، وهو Google Beam، الذي يعتمد على مجموعة كبيرة من المستشعرات والكاميرات ومكبرات الصوت، والذكاء الاصطناعي، لتقديم تجربة تواصل حية. وطورت الشركة الأميركية هذا المفهوم ضمن مشروع تجريبي يُعرف باسم Project Starline، وظل لسنوات عديدة في طور الاختبارات، وكانت عقدت العام الماضي شراكة مع شركة HP لتبدأ في توسيع إتاحة الفكرة والوصول بها كمنتج تجاري لأرض الواقع. ويقدم Google Beam تجربة فريدة للتواصل الغامر، إذ تقوم الخدمة بالتقاط دقيق لكافة أبعاد وملامح الشخص، ومن ثم تضغطها بشكل يحافظ على دقتها، مع تقليل حجمها ليسهل نقلها بشكل فوري عبر الاتصال الحالي بالإنترنت، ومن ثم يتم إعادة بناء البث المصور ثلاثي الأبعاد عند استقباله لدى الطرف الآخر، ليتم عرضه بكامل جودته عبر شاشة مخصصة لعرض المحتوى ثلاثي الأبعاد. المنصة التي يجلس أمامها كل طرف من طرفي الاتصال تكون مزودة بمجموعة معقدة من المستشعرات المتنوعة بين كاميرات عالية الدقة وأخرى للحركة وغيرها لالتقاط بيانات حول الأبعاد الثلاثية لجسم أطراف الاتصال، وذلك لبناء مجسم رقمي ينقل أدق تفاصيل الحركات وملامح الوجه بشكل فائق. وأشارت جوجل إلى أنها استخدمت قوة المعالجة لهذا الكم الضخم من البيانات عبر حوسبتها السحابية مع خدمة "جوجل كلاود"، إلى جانب استخدام نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة في معالجة البيانات الخاصة بالمحتوى المصور الغامر ثلاثي الأبعاد Volumetric 3D Content. واتخذت الشركة خطوة أخرى لتسهيل عملية التواصل عن بُعد، حيث استخدمت جوجل تقنية للترجمة الصوتية Speech Translation، ليتمكن أي شخصين من التواصل معاً، حتى وإن كانا لا يتحدثان اللغة نفسها، فمع التقنية الجديدة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، سيصل صوت كلا الطرفين للطرف الآخر مترجم صوتياً، مع الحفاظ على الصوت والنبرة والمشاعر نفسها. وأعلنت جوجل تعاونها مع "إتش بي" (HP) لتبدأ في الوصول بجهازها الجديد Google Beam إلى المزيد من العملاء في قطاع الأعمال، إلى جانب تعاونها مع شركات كبرى مثل Zoom وسيلز فورس وDeloutte وديولينجو ليقدموا جهاز الاتصالات الغامرة الجديد إلى موظفيهم.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم عقولنا وحياتنا... فما الذي يستحق تعلمه؟
أكبر كذبة سمعتها من مدرس طوال سنوات دراستي هي ضرورة أن أتقن خطوات القسمة المطولة، في الواقع نشأ جيل كامل من التلاميذ على هذا الاعتقاد الخاطئ، انطلاقاً من فكرة مغلوطة مفادها بأننا حينما نكبر لن نجد في متناولنا آلات حاسبة. آنذاك، كان ضرباً من خيال أن نتصور أننا جميعاً سنحمل في جيوبنا يوماً ما جهازاً ليس آلة حاسبة إلكترونية فحسب، بل يكتنز في قلبه كل المعرفة التي بلغها الإنسان. هكذا، عند ظهور الهواتف الذكية المحمولة وضعت معظم الرياضيات التي تعلمتها أيام الدراسة في تسعينيات القرن الـ20 وأوائل الألفية الثانية في زاوية منسية من ذاكرتي، التي لم أعد أفتش فيها أيضاً عن تواريخ الأحداث الكبرى ولا الظواهر الجغرافية والمعادلات العلمية، من دون أن يطرح ذلك أدنى ثأثير في مجريات حياتي اليومية. ولكننا اليوم أمام تكنولوجيا جديدة لا تكتفي بتحديد ما ينبغي لنا اكتسابه من معارف ومهارات، بل تتجاوز هذه الحدود إلى إعادة تشكيل الطريقة التي نتعلم بها في حد ذاتها. الجيل الأحدث من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من قبيل "تشات جي بي تي" ChatGPT و"جيميناي"Gemini وروبوت الدردشة الصيني "ديب سيك" DeepSeek، يزيح عن كاهلنا عبء إتمام الواجبات المنزلية التقليدية، إذ يسعه أن يكتب مواضيع جديدة تماماً، أو أن ينجز أوراق العمل في غضون ثوان معدودة. في إعلان حديث لتطبيق الكتابة والتحرير الذكي "غرامرلي" Grammarly، ظهر تلميذ يتخبط في أداء واجباته المدرسية، ولكن ما إن يكتشف الأداة الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حتى يعلق بدهشة: "يا إلهي، إنها تشبهني، ولكنها أفضل". وفيما يسارع المعلمون إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في فصولهم الدراسية، ووضع صياغة جديدة للمناهج الدراسية بما يتلاءم مع هذا التحول الجذري، يرتفع صوت بعض الفلاسفة وعلماء المستقبليات مطالبين بإعادة كتابة المناهج الدراسية من أساسها. وفق عدد متزايد من مؤيدي المقترح القائل بإعادة تعريف التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، من الأجدر أن يتحول التركيز إلى تعزيز التفكير النقدي والمنطق والاستدلال. فمن دون هذه المهارات، يلوح في الأفق خطر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي. إذا كانت أدوات مثل "تشات جي بي تي" تتولى جميع المهمات التي تتطلب الاستدلال والتفكير، وتحتفظ بالحقائق التي كنا نضطر إلى حفظها عن ظهر قلب في الماضي، فإننا نواجه خطر إصابة أدمغتنا بالضمور نتيجة قلة الاستخدام. في وقت سابق من العام الحالي، وجد باحثون في "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيغي ميلون" في الولايات المتحدة أن الاعتماد المكثف على تقنيات "الذكاء الاصطناعي التوليدي" generative AI الذي يتميز بقدرته على إنشاء محتوى بناء على البيانات التي تدرب عليها مثل "تشات جي بي تي" يتسبب في فقدان العمال مهارات أساسية من قبيل الإبداع، والحكم السليم، وحل المشكلات. وذكر الباحثون في دراسة عرضت تفاصيل نتائجهم: "استخدام هذه الأشكال من التكنولوجيا بشكل غير سليم، يقود، بل إنه يقود فعلاً، إلى تدهور القدرات المعرفية والإدراكية [من تفكير وتحليل واستدلال...] التي ينبغي الحفاظ عليها من أي اندثار". وجدت دراسة نهضت بها "مايكروسوفت" و"جامعة كارنيغي ميلون" أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي سيقود إلى "تدهور القدرات المعرفية" (حنا بركات صندوق كامبريدج للتنوع / صور أفضل بالذكاء الاصطناعي ) في الحقيقة، تتلخص إحدى أبرز مفارقات الأتمتة الذكية في أن إيكال المهمات الروتينية إلى الآلات، وترك معالجة الحالات الاستثنائية أو غير المعتادة للمستخدم البشري، يحرم الأخير من فرص يومية تسهم عادة في تنمية مهارات التقدير السليم لديه، وتعزيز اتخاذ القرارات الصائبة، إضافة إلى تطور قدراته الإدراكية. حتى أن أثر الذكاء الاصطناعي بات ينعكس في طريقة استخدام الناس له على وسائل التواصل الاجتماعي. مثلاً، اجتاح هذه المنصات أخيراً "ترند" يظهر المستخدمون فيه وقد وقفوا أمام مرآة وأمسكوا غرضاً ما [جهاز تحكم بالتلفزيون مثلاً] بعدما وضعوا قبالتها ورقة أو قطعة قماش تحول دون انعكاس صورة الغرض في المرآة، ثم يصورون المشهد من زواية محددة مرفقين الفيديو بتعليق ساخر يقول: "كيف للمرآة أن تكشف عن الغرض المخفي؟" [المغزى من هذا هو تسليط الضوء على كيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا والفيزياء في حياتهم اليومية، وكيف يمكن أن تؤدي المفاهيم الخاطئة أو عدم الفهم الكامل إلى تفسيرات خاطئة أو مدهشة للظواهر البسيطة]. وفي عشرات التعليقات على مقطع فيديو نشر أخيراً على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أشار المستخدمون إلى "غروك" Grok، علماً أن الأخير روبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي أنشأته شركة "إكس أي آي" (xAI) التابعة لإيلون ماسك، وسألوه كيف أمكن للمرآة أن تكشف عن الغرض المخفي. قدم الروبوت الإجابات المطلوبة، من دون أن يضطر المستخدمون إلى شحذ أدمغتهم أو استدعاء أي معارف أساسية. وفي المستقبل الأبعد، ربما تحملنا أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة على أن نتعلم من جديد كيف نعيش في عالم تنتفي فيه معظم المهمات الموكلة إلى البشر بعد أن تتولاها الآلات المؤتمتة. البروفيسور السويدي في "جامعة أكسفورد"، نيك بوستروم، المعروف بتحذيره العالم من الذكاء الاصطناعي المنفلت العقال في كتابه الصادر عام 2014 بعنوان "الذكاء الخارق" Superintelligence، تناول هذه القضية من زاوية جديدة في أحدث مؤلفاته بعنوان "اليوتوبيا العميقة: الحياة والمعنى في عالم اكتملت فيه الحلول" Deep Utopia: Life and Meaning in a Solved World. وفيه، تخيل مستقبلاً قريباً تنجز فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات مختلف المهمات بكفاءة تضاهي أداء البشر. وكتب بوستروم: "بدلاً من تأهيل الأطفال كي يغدوا في المستقبل عمالاً منتجين اقتصادياً، علينا تنشئتهم على أن ينعموا بعيش ملؤه والرضا والتطور الذاتي. أشخاصاً يمتلكون مهارات عالية في فن الاستمتاع بالحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف: "ربما يشمل ذلك إتقان فن الحوار، وتنمية الذائقة تجاه الأدب والفن والموسيقى والدراما والسينما، والتأمل في جمال الطبيعة وعفوية البرية، وتعزيز روح المنافسة الرياضية. ومن المجدي أيضاً أن نتعلم تقنيات التأمل واليقظة الذهنية، وأن نفسح المجال أمام ممارسة الهوايات والإبداع وروح اللعب والمقالب الذكية والألعاب، لا بوصفها مجرد تسلية بل كمجال للإبداع والتجريب والمشاركة. كذلك علينا ألا نغفل عن تنمية متعة التذوق وتهذيبها، وترسيخ الحس الجمالي الرفيع، وأخيراً أن نقدر رابطة الصداقة ونحتفي بها". في حديثه لـ"اندبندنت" العام الماضي، وصف البروفيسور بوستروم هذه الاحتمالات بأنها "احتمالات مستقبلية جذرية"، وذلك عندما نصل إلى مرحلة تكتمل فيها الحلول لكل مشكلات اليوم، وتحال فيها مسؤولية التقدم المستقبلي إلى أجسام وأدمغة اصطناعية. "عندها، ربما يبتعد المجتمع عن التركيز على الكفاءة والفائدة والربح، ويتجه نحو "التقدير والامتنان والنشاط الذاتي واللعب"، يقول البروفيسور بوستروم. هكذا، سينصب تركيزنا على تعلم مهارات بدنية، أو حتى ألعاب استكشفها الذكاء الاصطناعي منذ زمن بعيد. فقد أتقنت هذه الأنظمة الشطرنج منذ 30 عاماً، ومع ذلك ما زلنا نرغب في ممارسة هذه اللعبة. تتفوق أجهزة الكمبيوتر على أبطال البشر في الشطرنج منذ أن ألحق حاسوب "ديب بلو" من تصميم شركة "آي بي أم" الهزيمة بمنافسه البطل الروسي غاري كاسباروف، واقتنص النصر قبل نحو 30 عاماً، ولكن حتى الآن ما زال الناس يستمتعون بلعب الشطرنج ومشاهدته. وعلى نحو مماثل، إذا صار الذكاء الاصطناعي متفوقاً في المعرفة، فسنظل نستمتع باكتسابها. مفاد ذلك بأنه حتى في هذا السيناريو المستقبلي، يظل للتعلم مكانته الخاصة ومقامه الأصيل. كتب البروفيسور بوستروم في كتابه "اليوتوبيا العميقة": "أعتقد أن الشغف بالتعلم يضفي عمقاً ومعنى كبيرين على حياة تغلب عليها ثقافة الترفيه. إنه انفتاح العقل على ميادين العلوم والتاريخ والفلسفة، من أجل الكشف عن السياق الأوسع للأنماط والمعاني التي تتجسد في نسيج حياتنا". يعيد هذا الكلام صدى مشاعر مماثلة عبرت عنها السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة والناشطة إليانور روزفلت قبل نحو قرن من الزمن، التي شددت على القيمة الجوهرية للتعلم، مؤكدة أنه ليس مجرد وسيلة لبلوغ غاية، بل غاية في حد ذاته. وقالت مشيرة إلى أنه لا شيء يفوقه أهمية: "التعلم هو الأساس، التعلم والعيش".