logo
هجوم استراتيجي يمني يعمّق مأزق العدوّ ويزلزل الدفاعات المتطورة

هجوم استراتيجي يمني يعمّق مأزق العدوّ ويزلزل الدفاعات المتطورة

المنار٠٤-٠٥-٢٠٢٥

تواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية في عمق كيان العدوّ الإسرائيلي وعلى القطع الحربية الأميركية في البحرين الأحمر والعربي، في إطار استراتيجية هجومية ودفاعية متوازنة تهدف إلى إيلام الخصوم وفرض معادلات ردع جديدة.
وتعكس هذه العمليات قدرة متنامية على تجاوز الدفاعات الجوية المتقدمة، حيث أثبتت الصواريخ اليمنية – خصوصًا الفرط صوتية – فعاليتها في الوصول إلى أهداف استراتيجية مثل مطار 'بن غوريون' وسط فلسطين المحتلة، رغم تشغيل منظومات 'حيتس 3″ و'THAAD' الأميركية والصهيونية. وتسببت الضربات في تعطيل الملاحة الجوية، وإثارة الهلع في أوساط المستوطنين، الذين هرعوا إلى الملاجئ.
تكتيكياً، تعتمد القوات اليمنية على مزيج من جمع المعلومات الدقيقة والاستهداف المنهجي للبنية التحتية العسكرية والاقتصادية داخل الأراضي المحتلة، بما يشمل منشآت حساسة ومخزونات استراتيجية، ما يشير إلى تطور لافت في القدرات الاستخباراتية والتقنية.
الهـدية اليمنية الأكثر تأثيراً منذ شهر ونصف تجـاوزت الطبقات الدفاعية وأصابت هـدفها بنجـاح.
هكذا وصفت صحف العدوِّ ما أصاب مطار بن غوريون هذا الصباح، وأسفر عن إيقاف حركة الملاحة في المطار.
العدو يصف الحادث بالمفزع الخطير 'هيستيريا'، والإعلام يعيش حالة ذهول، وإلغاء اجتماع الكابينت…
— د. نائل بن غازي (@dr_naelgazy) May 4, 2025
ويُنظر إلى هذا التصعيد كجزء من تحوّل نوعي في موازين القوى، حيث لم تعد القوات المسلحة اليمنية تنحصر في موقع الدفاع، بل باتت تمتلك زمام المبادرة من خلال الضربات المركّزة التي تفرض كلفة عالية على العدو وتزعزع ثقته بمنظوماته الدفاعية.
الاستراتيجية اليمنية تتسع كذلك إلى البُعد البحري، إذ يشكل الحصار المفروض على موانئ العدوّ – لا سيما 'أم الرشراش' – تطوراً نوعياً في سياق الحرب المفتوحة، عبر قطع خطوط الإمداد والتأثير المباشر في حركة الملاحة والتجارة.
من الناحية السياسية والاستراتيجية، تعكس هذه التطورات حالة إخفاق واضح في قدرة الولايات المتحدة على طمأنة حلفائها، وسط تراجع ملموس في الهيبة الأميركية على مستوى المنطقة. وتطرح هذه التحولات أسئلة جدّية حول مستقبل الدور الأميركي، ومدى قدرة واشنطن على مواصلة قيادة تحالفاتها التقليدية في ظل صعود قوى جديدة تفرض حضورها بفاعلية ميدانية.
الضربات اليمنية لم تترك أثرها فقط في الكيان المحتل، بل فرضت أيضاً ضغطاً شعبياً متزايداً على صانعي القرار في الغرب، في وقت يشهد فيه الداخل الأميركي أزمات أخلاقية واجتماعية، انعكست في الجامعات والمؤسسات التي تمثّل عمق صناعة القرار.
وتؤكد الوقائع أن ما يجري لم يعد مجرد مواجهات هامشية، بل هو تحوّل استراتيجي في طبيعة الصراع، حيث تنتقل المبادرة من 'الهامش الجغرافي' إلى مركز التأثير. ويبدو أن اليمن، رغم الحصار والعدوان، نجح في تثبيت معادلة جديدة عنوانها: لا أمن للمحتل في العمق، ولا حماية من واشنطن لحلفائها.
في ظل صمت عربي رسمي، تتجه الأنظار إلى هذا الفاعل الجديد في مشهد المقاومة، والذي استطاع من على بُعد آلاف الكيلومترات أن يشكل إسناداً مباشراً للشعب الفلسطيني، بينما عجزت الدول المجاورة عن اتخاذ مواقف حاسمة أو تقديم دعم فعلي لغزة.
ويبدو أن استمرار هذه العمليات، مع تزايد زخمها وتطور أدواتها، سيبقى عاملاً حاسماً في فرض شروط جديدة على طاولة المواجهة الإقليمية، وربما الدولية.
5 عمليات نوعية خلال 48 ساعة ضد كيان الاحتلال نصرة لغزة
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، اليوم الأحد، تنفيذ عمليتين عسكريتين، استهدفت الأولى مطار اللد 'بن غوريون' في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي، فيما استهدفت الثانية هدفًا عسكريًّا للعدو الصهيوني في عسقلان المحتلة.
وأكدت القوات المسلحة، في بيان متلفز تلاه المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، فشل منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الذي استهدف مطار 'بن غوريون'.
وأوضحت أن القصف أدى إلى فرار أكثر من 3 ملايين مستوطن صهيوني إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار بشكل كامل لأكثر من ساعة. وجددت القوات المسلحة تحذيرها لشركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار 'بن غوريون'، باعتباره غير آمن.
كما نفذ سلاح الجو المسيّر، الليلة الماضية، عملية عسكرية بطائرة 'يافا' استهدفت هدفًا حيويًّا للعدو الإسرائيلي في عسقلان. وأكد البيان أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في دعمها وإسنادها للشعب الفلسطيني المظلوم، حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، مهما كانت التداعيات.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، أمس السبت، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفًا عسكريًّا للعدو الإسرائيلي جنوب منطقة يافا المحتلة، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع 'فلسطين 2'.
وفي بيان متلفز، أكد ناطق القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، وصول الصاروخ إلى هدفه بنجاح، وفشل المنظومات الاعتراضية في التصدي له.
وأشار إلى أن العملية تأتي 'انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضًا لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي على إخواننا في غزة'.
وشدد على أن 'كل الأمة ستتحمل تبعات الصمت والخذلان والخضوع، فما يجري في غزة ستتمدّد تداعياته عاجلًا أم آجلًا إلى بلدان أخرى، وسيتمادى العدو أكثر فأكثر بالتوسع والعدوان عليها'، مؤكدًا أن 'التحرك اليوم لدعم غزة، التي تدافع عن الجميع، خير من انتظار الخطر حتى يصل إلى كل العواصم'.
وهذه هي العملية الخامسة التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني خلال 48 ساعة، إذ كانت القوات المسلحة قد نفذت، يوم الجمعة، عمليتين عسكريتين نوعيتين على أهداف صهيونية شمال فلسطين المحتلة، بحسب بيانين منفصلين.
الاحتلال يعترف بسقوط صاروخ في مطار بن غوريون
وفي السياق، اعترفت وسائل إعلام العدو بأن صاروخًا أُطلق من اليمن سقط في مطار بن غوريون، صباح اليوم الأحد، بعد فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراضه.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن التقديرات الأولية تشير إلى فشل منظومتي الدفاع الجوي 'حيتس 3″ و'THAAD' الأمريكية في اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى محيط مطار بن غوريون وسط الكيان.
ودوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة، شملت تل أبيب والقدس الكبرى وعددًا من مستوطنات الضفة الغربية، ما أدى إلى تعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون.
وأعلنت إدارة المطار استئناف حركة الطيران بعد توقفها مؤقتًا، فيما أفادت الشرطة بأن مداخل المطار لا تزال مغلقة مؤقتًا، إلى حين الانتهاء من 'معالجة' موقع سقوط الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون داخل المطار.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن التقديرات الأولية تشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي أخفقت في اعتراض الصاروخ، ما يعني أن الانفجار في محيط مطار بن غوريون ناتج عن إصابة مباشرة، وليس عن شظايا ناجمة عن عملية اعتراض.
كما أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية بوقوع عدد من الإصابات الطفيفة جرّاء تساقط شظايا في محيط المطار.
وأضافت أن فرق الإسعاف هرعت إلى الموقع وقدّمت العلاج للمصابين في المكان، فيما تواصل السلطات الأمنية التحقيق وتقييم الأضرار الناتجة عن الحادث.
يُشار إلى أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن أُطلقت عدة صواريخ باليستية من اليمن باتجاه كيان الاحتلال، خاصة منذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث أعلنت القوات اليمنية مرارًا استهدافها مواقع إسرائيلية 'ردًّا على العدوان على الشعب الفلسطيني'.
ومنذ استئناف الحرب على غزة قبل نحو شهرين، أطلقت القوات المسلحة اليمنية نحو 30 صاروخًا باليستيًّا وعدة مسيّرات تجاه كيان الاحتلال.
العمليات اليمنية تكشف هشاشة دفاعات العدوّ ويعيد تشكيل موازين الردع في المنطقة
و
المصدر: مواقع

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صفقة بين نتنياهو وسموتريتش: مستوطنات جديدة في الضفة مقابل مساعدات غزة
صفقة بين نتنياهو وسموتريتش: مستوطنات جديدة في الضفة مقابل مساعدات غزة

الميادين

timeمنذ 4 أيام

  • الميادين

صفقة بين نتنياهو وسموتريتش: مستوطنات جديدة في الضفة مقابل مساعدات غزة

تحدّثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير، عن "صفقة سياسية" بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، تتعلّق بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، مقابل بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية. يأتي هذا بعد أقلّ من شهر على تصريحات علنية أدلى بها سموتريتش، عبّر فيها عن معارضته الشديدة لاستئناف تزويد غزة بالمساعدات الإنسانية. وصرّح، في نهاية نيسان/أبريل الماضي، لصحيفة "مكور ريشون" قائلاً: "إذا دخلت حبّة واحدة من المساعدات الإنسانية تصل إلى حماس – سأغادر الحكومة والكابينت. قلت لرئيس الحكومة: لن أوافق، على جثتي. لديّ تأنيب ضمير، ويؤلمني أنني لم أقلب الطاولة قبل سنة ونصف السنة". لكن، في تحوّل لافت، عقد سموتريتش مؤتمراً صحافياً بالأمس، قبيل دخول أولى شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، أعلن فيه دعمه لإدخال المساعدات الأساسية. واعتبر الخطوة "ضرورية من أجل حسم المعركة ضد حماس"، بحسب "معاريف". وفي جلسة "الكابينت" السياسي - الأمني التي عُقدت أمس، قدّم منسّق أعمال الحكومة في الضفة، اللواء غسان عليان، إحاطة لأعضاء الكابينت حول خطوات استئناف تقديم المساعدات، وأكّد أنّه، "لا يمكن ضمان عدم وصول أيّ جزء منها إلى عناصر حماس رغم الجهود لمتابعة المساعدات ومنع وصولها إليهم". اليوم 18:24 اليوم 13:46 وبحسب مصدر حضر الجلسة، فإنّ سموتريتش، وخلافاً لتصريحاته السابقة، "لم يعارض استئناف تقديم المساعدات، بل أيّد الخطوة". وقال المصدر: "فاجأ الكثيرين في الغرفة". وفي هذا السياق، أكّدت مصادر سياسية لـ"معاريف" أنّ هذا التغيّر مدفوع باتفاق بين نتنياهو وسموتريتش "جاء على خلفيّة التقارير الدولية المتزايدة حول الوضع الإنساني الخطير في غزة، وتحت ضغط دولي مكثّف على إسرائيل". وبحسب هذه المصادر، "ينصّ الاتفاق على موافقة نتنياهو على إقامة مئات الوحدات السكنية الجديدة في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية، من خلال نوى استيطانية ومزارع زراعية تمتد على طول الحدود الشرقية". في المقابل، سيتمّ تمويل هذه المشاريع الاستيطانية من قبل وزارة أورييت ستروك، التي ستحصل على زيادة كبيرة في ميزانيتها لتنفيذ المشروع. وأفاد مصدر سياسي رفيع للصحيفة، أنّ الاتفاق أُبرم خلال الأيام القليلة الماضية. وبناءً على طلب سموتريتش، "صادق الكابينت الليلة الماضية على المشروع، بالتوازي مع المصادقة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة". وبالتزامن، أفادت "القناة 14" الإسرائيلية بأنّ الحكومة تخطّط، بطلب من سموتريتش، للمصادقة قريباً على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، من بينها مستوطنة "شانور". وعلى الرغم من أنّ المعطيات تشير إلى وجود تنسيق سياسي ضمني، فقد جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة، وأيضاً في بيان لمكتب وزير المالية، أن "لا علاقة بين الأمرين".

عملية غزة وزيارة ترامب... خلاف حاد داخل الكابينت الإسرائيلي
عملية غزة وزيارة ترامب... خلاف حاد داخل الكابينت الإسرائيلي

النهار

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • النهار

عملية غزة وزيارة ترامب... خلاف حاد داخل الكابينت الإسرائيلي

كشفت القناة "12" الإسرائيلية الإثنين عن أن جلسة الكابينت ليلة الأحد شهدت خلافاً حاداً بشأن توقيت العملية العسكرية في غزة، تركّزت بشأن انطلاقها قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة أم بعدها. ولفتت القناة إلى أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دفعا باتجاه توسيع العملية العسكرية في غزة بشكل فوري، مشيرة إلى أن "معظم الوزراء اقتنعوا بضرورة الانتظار إلى ما بعد زيارة ترمب لتوسيع العملية". وذكرت القناة أن "كبار المسؤولين رأوا احتمالاً معقولاً أن تؤدي زيارة ترامب إلى دفع حركة حماس للموافقة على صفقة". إلى ذلك، نقلت القناة 12 عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "الجيش لن يرفع الراية البيضاء وليس لدينا ترف التوقّف"، متابعاً: "نعمل على آلية تتيح توزيع المساعدات بغزة مع عدم المساس بأهداف القتال".

بعد قرار احتلال توسيع حرب غزة: ما خيارات المقاومة؟
بعد قرار احتلال توسيع حرب غزة: ما خيارات المقاومة؟

المدن

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • المدن

بعد قرار احتلال توسيع حرب غزة: ما خيارات المقاومة؟

تبدو خيارات المقاومة الفلسطينية في مواجهة خطة توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي نطاق عملياته في غزة، والتي صادق عليها الكابينت الأمني ليل أمس الأحد، ضيقة عموماً، ولن تختلف كثيراً عن وسائل مواجهتها للتوغلات الحالية. 3 خيارات هذا ما أكده مصدر من حركة "حماس" لـ"المدن"، قائلاً إن خيارات غزة تنحصر الآن في ثلاثة أمور، وهي المحافظة على ورقة الضغط المتمثلة بالمحتجزين الإسرائيليين، واستنزاف قوات الاحتلال المتوغلة، والتمسك بالموقف السياسي المطالب بوقف الحرب بشكل نهائي. وأوضح المصدر الحمساوي أنه يمكن للحركة استرجاع المحدد العام الذي تكرره دوماً، وهو استعدادها لإبداء المرونة بملفات التفاوض، باستثناء وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار. وبيّن أن "حماس" تتكئ في موقفها على رفض السكان للهدن المؤقتة في مقابل تمسكهم بإنهاء الحرب. إعادة انتشار وبشأن خيارات القتال المتاحة أمام المقاومة لمواجهة التوغل المُوسّع، فهي متوقفة على دراسة الخطوة الإسرائيلية التالية، وتحركات الجيش المرتقبة؛ لأن الاحتلال لم يكشف تفاصيلها بقدر حديثه العام عن ملامحها القائمة على المراحل في توسيع التوغل ضمن عملية متدحرجة قد تستغرق أشهراً، وتلويحه بإجبار السكان على النزوح جنوباً. وأكد مصدر من حركة "الجهاد الإسلامي" في غزة، لـ"المدن"، أن المقاومة تعمل الآن على إعادة انتشار أفرادها والذخائر في مناطق متعددة، بناء على سيناريوهات محتملة للتوغل الإسرائيلي المرتقب؛ استعدادا للمرحلة الجديدة للحرب، والتي تقدر أوساط إسرائيلية أنها ستبدأ بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة. المحافظة على الكوادر النوعية وبيّن المصدر أن الأولوية القتالية لدى المقاومة الآن، هي حساباتها الأمنية بالمحافظة على ما تبقى من كوادرها وقياداتها النوعية، وهو ما يستدعي منها أساليب تضليل لأجهزة استخبارات إسرائيلية ودولية ناشطة في غزة، والتي تقتفي أثر المحتجزين وقيادة المقاومة ومواقع وجود سلاحها. مع العلم، أن الاحتلال يرى أن أحد "ضرورات" خطته لتوسيع عملية غزة، هو الداعي "الاستخباراتي"، إذ أن التوغل بمناطق جديدة يخلق تحركا مطلوباً لتحديث "المعلومات الأمنية"، إلى جانب غاية عملياتية تكمن في اضطرار الجيش أن لا يبقى طويلاً في نفس النسق الحالي لعمليته، وأن ينتقل إلى مرحلة جديدة، بغض النظر عن ذريعة تعثر المفاوضات. "حرب الكمائن" وحول امتلاك المقاومة أساليب قتال مستجدة، أوضحت مصادر من حركتي "حماس" و"الجهاد"، لـ"المدن"، أن المقاومة لن تنجر إلى المتر الأول بالاشتباكات مع الدبابات الإسرائيلية، حتى لو توغلت إلى مناطق جديدة، وإنما ستُبقي على أسلوب "حرب العصابات والكمائن"، باعتبارها وسيلة تمنح المقاومة نفساً طويلاً وفرصة للمحافظة على مبدأ "استنزاف" قوات الاحتلال طويلاً. وهذا يعني أن "القسام" لن تنشر مئات المقاتلين في أنفاق وأماكن قريبة من الدبابات؛ لمنع التصفية الجماعية، في سياق استخلاص العبر من الأسابيع الأولى للاجتياح الإسرائيلي، حيث خسرت كتائب "القسام" نتيجة "الاشتباك الجماعي" خلال التصدي للتوغل في بيت حانون وبيت لاهيا، أواخر تشرين أول/أكتوبر 2023، عددا كبيراً من "مقاتليها النوعيين". ووفق مصادر "المدن"، فإن "القسام" تعمم على مقاتليها أن لا ينفذوا أي كمين، إلا عند مراعاة أن يكون هامش المخاطرة قليلاً، وأن يكون التصويب دقيقاً، إلى جانب اشتراط توثيق عملية "الكمين" بالتصوير أو تأجيلها إلى حين توفر أداة التوثيق. وتحضر المقاومة نفسها لسيناريوهات التوغل المرتقب، عبر وضع خطوط محتملة لتحرك وانسحاب منفذي الكمائن المقبلة، مع تحديد نقاط انطلاق المقاومين، سواء عبر أنفاق أو منازل مدمرة ومتضررة؛ ذلك أن قطاع غزة عبارة عن أرض مسطحة مكشوفة لطيران الاحتلال ومسيّراته، ما يستدعي اختيار المقاومة التوقيت الأنسب ونقاط التحرك الأفضل لتنفيذ العملية، وفق ما تؤكده مصادر "المدن". التحرك والإعداد.. ليلاً! مثلاً، في حالة رفح البالغة مساحتها 64 كيلومتر مربع، والتي سيطر عليها الاحتلال بموازاة تفريغها من السكان، فإن المقاومة لم تستخدم أنفاق المنطقة لتنفيذ "الكمائن"، وإنما غالباً منازل مدمرة كلياً أو جزئياً، واستغل المقاومون فترة الليل للتحرك دون كشفهم جواً وبراً، مروراً بعمل خط انسحاب مسبق، أي قبل تنفيذ "الكمين". وهذا يعني أن مقاتلي "القسام" يدخلون رفح وينفذون عمليتهم ثم ينسحبون عبر خط معين، ضمن إجراءات دقيقة قد تستغرق أياماً قبل حلول ساعة الصفر، وكل ذلك بعد دراسة تحركات الجيش والثغرات اللازمة للهجوم. والملاحظ أن المقاومة لا تُفعّل كثيراً خيار "الإغارة"، أي العمليات الاستشهادية، للمحافظة على كوادرها، لكنها تستخدمها بشكل ضيق في حالة انعدام الخيارات الأخرى وتوفر مقتضيات ميدانية طارئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store