
أوبك+ تدرس زيادة إنتاج النفط في يوليو وسط ضغوط وتوترات
في خطوة من شأنها أن تعيد رسم خريطة التوازن بين العرض والطلب في أسواق الطاقة العالمية، يناقش تحالف 'أوبك+' إمكانية تنفيذ زيادة كبيرة في إنتاج النفط خلال شهر يوليو المقبل، بحسب ما نقلته وكالة 'بلومبيرغ' عن مصادر مطلعة.
ويأتي هذا التحرك المحتمل في وقت تشهد فيه أسعار النفط تراجعًا لليوم الثالث على التوالي، مسجلة أدنى مستوياتها في أسبوع.
وبحسب التسريبات، فإن المقترح المطروح على طاولة النقاش داخل 'أوبك+' يتضمن رفع الإنتاج بنحو 411,000 برميل يوميًا في يوليو، وهي كمية تُعد أكبر بثلاث مرات من الخطة الأولية التي كانت تستهدف إضافة حوالي 137,000 برميل فقط.
ورغم عدم التوصل إلى اتفاق نهائي داخل التحالف، الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاء من خارجها، وعلى رأسهم روسيا، إلا أن مجرد تداول فكرة هذه الزيادة في الكواليس كان كفيلاً بإحداث هزة في الأسواق.
فقد تراجعت أسعار خام برنت إلى ما دون 82 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى أقل من 78 دولارًا، وهو أدنى مستوى لهما خلال أسبوع، مع استمرار قلق المستثمرين من تخمة محتملة في المعروض خلال النصف الثاني من العام.
ما وراء الزيادة: أسباب معلنة وأجندات خفية
الخطاب الرسمي لتحالف 'أوبك+' يُصرّ على أن أي زيادات في الإنتاج تهدف إلى 'الاستجابة للطلب المتزايد في الأسواق العالمية'، لا سيما مع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد عادة ارتفاعًا في استهلاك الوقود.
لكن مصادر من داخل التحالف كشفت، في جلسات خاصة، أن من بين الدوافع الحقيقية لطرح هذه الزيادة، معاقبة بعض الدول الأعضاء التي تتجاوز حصصها المقررة بشكل متكرر، ما يقوّض آليات ضبط السوق التي يعتمد عليها التحالف منذ سنوات.
ووفقًا لنفس المصادر، فإن هذه الخطوة تهدف أيضًا إلى فرض مزيد من الانضباط الجماعي داخل المنظمة، في ظل تباين المصالح وتغير أولويات بعض الأعضاء.
التوترات في الشرق الأوسط تلقي بظلالها
في المقابل، لا تملك الأسواق رفاهية النظر إلى الأرقام فقط، إذ تشكل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عنصرًا معقدًا في المعادلة النفطية.
فقد أرسلت إيران تحذيرًا صارمًا إلى الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تؤكد فيه أنها 'سترد على أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية'، محمّلة الولايات المتحدة 'مسؤولية قانونية' في حال حصول أي تصعيد عسكري.
هذا التصعيد الإيراني، الذي يأتي في وقت تتزايد فيه التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، أثار مخاوف في الأسواق من احتمال تعطّل الإمدادات النفطية من الخليج في حال اندلاع مواجهة عسكرية أو استهداف منشآت حيوية.
تحديات 'أوبك+' بين العرض العالمي والضغط السياسي
وبينما يحاول تحالف 'أوبك+' الحفاظ على تماسكه الداخلي وتوازن السوق، يجد نفسه في مواجهة تحديات مزدوجة: فمن جهة، هناك ضغوط اقتصادية من كبار المستوردين، خصوصًا الصين والهند، اللذين يطالبان باستقرار الأسعار أو خفضها في ظل تباطؤ النمو العالمي.
من جهة أخرى، تواجه بعض الدول المنتجة ضغوطًا داخلية لزيادة الإنتاج بغرض تعزيز إيراداتها وسط التوترات المالية.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تُبقي 'أوبك+' أوراقها قريبة من صدرها، وسط تسريبات متضاربة عن طبيعة القرار المرتقب في الاجتماع القادم للتحالف.
لكن المؤكد حتى الآن أن الأسواق تراقب كل إشارة عن كثب، وأن مجرد طرح فكرة زيادة الإنتاج، حتى دون تطبيق فعلي، بات يترك أثرًا مباشرًا على الأسعار.
ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تقلبات متزايدة في أسعار النفط، مع بروز عوامل متداخلة من السياسة والاقتصاد والأمن الإقليمي.
فبين طموح المنتجين لضبط السوق، وقلق المستوردين من كلفتها، تبقى معادلة الطاقة رهينة حسابات دقيقة، لا تتحكم فيها الأرقام وحدها، بل أيضًا ما يجري في كواليس 'أوبك+' وفي ساحات الصراع الجيوسياسي على حد سواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن الخليجية
منذ 8 ساعات
- الوطن الخليجية
أوبك+ تدرس زيادة إنتاج النفط في يوليو وسط ضغوط وتوترات
في خطوة من شأنها أن تعيد رسم خريطة التوازن بين العرض والطلب في أسواق الطاقة العالمية، يناقش تحالف 'أوبك+' إمكانية تنفيذ زيادة كبيرة في إنتاج النفط خلال شهر يوليو المقبل، بحسب ما نقلته وكالة 'بلومبيرغ' عن مصادر مطلعة. ويأتي هذا التحرك المحتمل في وقت تشهد فيه أسعار النفط تراجعًا لليوم الثالث على التوالي، مسجلة أدنى مستوياتها في أسبوع. وبحسب التسريبات، فإن المقترح المطروح على طاولة النقاش داخل 'أوبك+' يتضمن رفع الإنتاج بنحو 411,000 برميل يوميًا في يوليو، وهي كمية تُعد أكبر بثلاث مرات من الخطة الأولية التي كانت تستهدف إضافة حوالي 137,000 برميل فقط. ورغم عدم التوصل إلى اتفاق نهائي داخل التحالف، الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاء من خارجها، وعلى رأسهم روسيا، إلا أن مجرد تداول فكرة هذه الزيادة في الكواليس كان كفيلاً بإحداث هزة في الأسواق. فقد تراجعت أسعار خام برنت إلى ما دون 82 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى أقل من 78 دولارًا، وهو أدنى مستوى لهما خلال أسبوع، مع استمرار قلق المستثمرين من تخمة محتملة في المعروض خلال النصف الثاني من العام. ما وراء الزيادة: أسباب معلنة وأجندات خفية الخطاب الرسمي لتحالف 'أوبك+' يُصرّ على أن أي زيادات في الإنتاج تهدف إلى 'الاستجابة للطلب المتزايد في الأسواق العالمية'، لا سيما مع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد عادة ارتفاعًا في استهلاك الوقود. لكن مصادر من داخل التحالف كشفت، في جلسات خاصة، أن من بين الدوافع الحقيقية لطرح هذه الزيادة، معاقبة بعض الدول الأعضاء التي تتجاوز حصصها المقررة بشكل متكرر، ما يقوّض آليات ضبط السوق التي يعتمد عليها التحالف منذ سنوات. ووفقًا لنفس المصادر، فإن هذه الخطوة تهدف أيضًا إلى فرض مزيد من الانضباط الجماعي داخل المنظمة، في ظل تباين المصالح وتغير أولويات بعض الأعضاء. التوترات في الشرق الأوسط تلقي بظلالها في المقابل، لا تملك الأسواق رفاهية النظر إلى الأرقام فقط، إذ تشكل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط عنصرًا معقدًا في المعادلة النفطية. فقد أرسلت إيران تحذيرًا صارمًا إلى الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تؤكد فيه أنها 'سترد على أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية'، محمّلة الولايات المتحدة 'مسؤولية قانونية' في حال حصول أي تصعيد عسكري. هذا التصعيد الإيراني، الذي يأتي في وقت تتزايد فيه التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، أثار مخاوف في الأسواق من احتمال تعطّل الإمدادات النفطية من الخليج في حال اندلاع مواجهة عسكرية أو استهداف منشآت حيوية. تحديات 'أوبك+' بين العرض العالمي والضغط السياسي وبينما يحاول تحالف 'أوبك+' الحفاظ على تماسكه الداخلي وتوازن السوق، يجد نفسه في مواجهة تحديات مزدوجة: فمن جهة، هناك ضغوط اقتصادية من كبار المستوردين، خصوصًا الصين والهند، اللذين يطالبان باستقرار الأسعار أو خفضها في ظل تباطؤ النمو العالمي. من جهة أخرى، تواجه بعض الدول المنتجة ضغوطًا داخلية لزيادة الإنتاج بغرض تعزيز إيراداتها وسط التوترات المالية. وفي ظل هذا المشهد المعقد، تُبقي 'أوبك+' أوراقها قريبة من صدرها، وسط تسريبات متضاربة عن طبيعة القرار المرتقب في الاجتماع القادم للتحالف. لكن المؤكد حتى الآن أن الأسواق تراقب كل إشارة عن كثب، وأن مجرد طرح فكرة زيادة الإنتاج، حتى دون تطبيق فعلي، بات يترك أثرًا مباشرًا على الأسعار. ويبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تقلبات متزايدة في أسعار النفط، مع بروز عوامل متداخلة من السياسة والاقتصاد والأمن الإقليمي. فبين طموح المنتجين لضبط السوق، وقلق المستوردين من كلفتها، تبقى معادلة الطاقة رهينة حسابات دقيقة، لا تتحكم فيها الأرقام وحدها، بل أيضًا ما يجري في كواليس 'أوبك+' وفي ساحات الصراع الجيوسياسي على حد سواء.


المدى
منذ يوم واحد
- المدى
النفط يتجه لتكبد خسائر أسبوعية بأكثر من 2%
سجلت أسعار النفط تراجعا، خلال التعاملات المبكرة الجمعة، على خلفية صعود الدولار واحتمالية قيام تحالف أوبك+ بزيادة إنتاجه من النفط الخام بصورة أكبر. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتا إلى 64.07 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتا إلى 60.81 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز. وانخفض خام برنت اثنين بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، فيما هبط خام غرب تكساس 2.7 بالمئة. وصعد الدولار أمام سلة من العملات أمس الخميس بدعم من موافقة مجلس النواب على مشروع قانون طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض الضرائب والإنفاق.


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
النفط يهبط وسط صعود الدولار واحتمالية زيادة إنتاج «أوبك+»
انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة على خلفية صعود الدولار واحتمالية قيام تحالف «أوبك+» بزيادة إنتاجه من النفط الخام بصورة أكبر. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتا إلى 64.07 دولار للبرميل بحلول الساعة 00.15 بتوقيت غرينتش. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتا إلى 60.81 دولار. وانخفض خام برنت اثنين في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، فيما هبط خام غرب تكساس 2.7 في المئة. وصعد الدولار أمام سلة من العملات أمس الخميس بدعم من موافقة مجلس النواب على مشروع قانون طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخفض الضرائب والإنفاق. وعادة ما يتم تداول النفط بشكل عكسي مع الدولار لأن ارتفاع الدولار يزيد التكلفة على المشترين من خارج الولايات المتحدة. ودفع تقرير من بلومبرغ نيوز، أفاد بأن تحالف «أوبك+» سيدرس زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج خلال اجتماع في الأول من يونيو، أسعار النفط للانخفاض أيضا. ونقل التقرير عن مندوبين أن زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا في يوليو من بين الخيارات المطروحة، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. وذكرت رويترز سابقا أن تحالف «أوبك+» سيسرع وتيرة إنتاج النفط. وضغط ارتفاع كبير في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع كذلك على أسعار النفط. ووفقا لبيانات من شركة «ذا تانك تايغر»، ارتفع الطلب على تخزين النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسابيع الماضية لمستويات مماثلة لما كان عليه الوضع خلال كوفيد-19، في وقت يستعد فيه المتعاملون لزيادة الإنتاج في الأشهر المقبلة من منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائها.