
لقطات من استهداف إسرائيل مفاعل آراك النووي
بث جيش الاحتلال الإسرائيلي مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك النووي في وقت سابق اليوم الخميس.
ويأتي بث المشاهد بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه هاجم مفاعل آراك النووي، 'الذي يضم هيكل احتواء المفاعل، وهو عنصر أساسي في إنتاج البلوتونيوم'، مبينًا أن '40 طائرة مقاتلة هاجمت عشرات الأهداف العسكرية بأكثر من 100 ذخيرة خلال الليل'.
وتقع منشأة الماء الثقيل هذه المعروفة دوليًا باسم 'مفاعل الماء الثقيل في آرا (IR-40)، على بعد حوالي 75 كيلومتراً جنوب غرب مدينة آراك، بالقرب من مدينة خنداب.
وتتضمن هذه المنشأة مفاعلاً يعمل بالماء الثقيل من طراز IR-40، والذي، في حال تشغيله الكامل، يمكنه إنتاج البلوتونيوم من اليورانيوم الطبيعي.
فيما يعد البلوتونيوم، إلى جانب اليورانيوم المخصب، من المسارات المعروفة لإنتاج المواد الانشطارية القابلة للاستخدام في الأسلحة النووية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 30 دقائق
- Independent عربية
إسرائيل تهدف إلى ما هو أبعد من التهديد النووي: إسقاط خامنئي
قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون وإقليميون إن الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة تهدف إلى ما هو أبعد من تدمير أجهزة الطرد المركزي النووية والقدرات الصاروخية الإيرانية، بل تسعى إلى تحطيم أسس الحكم الذي يقوده المرشد الأعلى علي خامنئي وتركه على شفا الانهيار. وقالت المصادر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إضعاف إيران بما يكفي لإجبارها على تقديم تنازلات جوهرية في شأن التخلي بشكل دائم عن تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية ودعمها للجماعات المسلحة في أنحاء المنطقة. ويريد أيضاً إنهاك حكومة خامنئي. وقال أحد كبار المسؤولين الإقليميين إن الحملة تركز على "استنزاف قدرة النظام على استعراض القوة والحفاظ على التماسك الداخلي". وتواجه الحكومة الإسلامية في إيران أزمة وجودية غير مسبوقة منذ ثورة 1979. وحتى الحرب الضروس بين إيران والعراق في الفترة من 1980 إلى 1988 لم تكن تشكل مثل هذا التهديد المباشر لحكم رجال الدين. وباتت إسرائيل، صاحبة الجيش الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، قادرة على ضرب أي مكان في إيران بطائرات مسيرة وطائرات مقاتلة متطورة من طراز (أف-35) وعمليات اغتيال على يد عملاء الموساد وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية. ووسعت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية أهدافها لتشمل مؤسسات حكومية مثل الشرطة ومقر التلفزيون الحكومي في طهران. وتخطط حكومة نتنياهو لأسبوعين في الأقل من الضربات الجوية المكثفة، وفقاً لأربعة مصادر حكومية ودبلوماسية، على رغم أن الوتيرة تعتمد على المدة التي يستغرقها القضاء على مخزون الصواريخ الإيرانية والقدرة على إطلاقها. ويرى دينيس روس، وهو مبعوث سابق للشرق الأوسط ومستشار لعدة إدارات أميركية، أن إيران تشعر بالضغط وربما تتجه إلى طاولة المفاوضات بعد أن قضت الغارات على جزء كبير من الدائرة المقربة من خامنئي وألحقت أضراراً بالبنية التحتية النووية ومواقع الصواريخ وقتلت شخصيات أمنية كبيرة. وقال روس، الذي يعمل حالياً زميلاً في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "أرى أن النظام يشعر بالضعف". وفي حين أصر على أن هدف إسرائيل الأساسي هو شل برامج إيران النووية والصاروخية، أقر روس بأنه إذا سقط النظام نتيجة لذلك "فلن تشعر إسرائيل بالأسف". وأضاف أنه على رغم اللهجة العدائية للرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأيام القليلة الماضية، إلا أنه من المرجح أن يقبل بالأمر إذا تمكنت طهران من تقديم مسار موثوق للتوصل إلى اتفاق. ولكن بعدما لم تقدم طهران أي تنازلات خلال ست جولات سابقة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، ستحتاج واشنطن إلى تأكيدات حازمة من إيران بأن أهدافها، بما في ذلك التخلي الدائم عن التخصيب، ستتحقق قبل أن تدعم وقف إطلاق النار. وقال "أرى أن الكلفة بالنسبة لهم ستكون باهظة". وقال مصدران إيرانيان إنه بالنسبة لطهران، هناك مسألة رئيسة واحدة، وهي السماح لخامنئي البالغ من العمر 86 سنة بالتراجع عن موقفه من دون إذلال. وأضافا أن تجريده من كرامته أو تهديد حياته قد يجعله يختار إشعال فتيل صراع شامل. وبعد أن طالب ترمب إيران "باستسلام غير مشروط" على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، توعد خامنئي في خطاب بثه التلفزيون بأن أي تدخل عسكري أميركي في إيران سيقابل "بضرر لا يمكن إصلاحه". وأثار نتنياهو في الأيام القليلة الماضية بشكل علني احتمال تغيير النظام ووعد الإيرانيين بأن "يوم التحرير قادم". وتخشى حكومات المنطقة من أن يخرج الوضع عن السيطرة، مما قد يدفع إيران، وهي دولة متنوعة عرقياً يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة وتمتد بين الشرق الأوسط وآسيا، إلى الفوضى أو إشعال فتيل صراع قد يمتد عبر حدودها. وقال أنور قرقاش، مستشار رئيس دولة الإمارات "لا يمكن إعادة تشكيل المنطقة من خلال القوة العسكرية، قد تحل بعض المشكلات، لكنها ستخلق مشكلات أخرى". إيران معزولة انهارت قواعد اللعبة التي اتبعتها إيران منذ عقود، وهي شن الحرب من الظل عبر جماعات تحظى بدعم منها، تحت وطأة الهجوم الإسرائيلي في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فقد انهار محور المقاومة التابع لها في المنطقة مع تراجع سطوة "حماس" في غزة وسيطرة جماعة "حزب الله" في لبنان والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على يد جماعات المعارضة المسلحة ووضع جماعة الحوثي في اليمن في موقف دفاعي. وبقيت روسيا والصين، الحليفتان لطهران، في موقف المتفرج تاركتين إيران معزولة في مواجهة القوى الغربية المصممة على إنهاء نفوذها الإقليمي وطموحاتها النووية. ويقول أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن "إيران لا تواجه إسرائيل فقط، إنها تواجه الولايات المتحدة والقوى الأوروبية". وفي حين دانت دول الخليج العربي السنية علناً الغارات الإسرائيلية، إلا أن محللين يقولون إن القادة في الرياض وأبو ظبي، حلفاء الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، قد يرحبون بإضعاف خصمهم الشيعي الذي استهدف وكلاؤه البنية التحتية الحيوية في الخليج، بما في ذلك المنشآت النفطية. ويبدو أن طهران لا تملك خيارات كثيرة من الناحية العسكرية، فإسرائيل تسيطر على سماء إيران بعد أن دمرت دفاعاتها الجوية إلى حد كبير. ويعتقد أن الكثير من مخزون إيران من الأسلحة الباليستية تأثر بسبب الضربات الإسرائيلية، ويعتقد كذلك أن معظم الصواريخ التي أطلقتها إيران دمرها نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي متعدد الطبقات. وقال فاتانكا "عندما تنفد الصواريخ، ماذا سيتبقى؟". لكن مع تشتت المعارضة الإيرانية وعدم وجود أي بوادر انقسامات داخل الحرس الثوري الإيراني القوي، الذي يضم ما يقرب من 250 ألف مقاتل، بمن فيهم متطوعو ميليشيات الباسيج، فإن احتمال انهيار النخبة الحاكمة في إيران بسهولة هو احتمال ضئيل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم تشهد شوارع طهران أي احتجاجات كبيرة ويعبر العديد من الإيرانيين عن غضبهم تجاه إسرائيل بسبب الهجمات. وقال المسؤولون إنه من دون غزو بري أو انتفاضة داخلية، فإن تغيير النظام في إيران يبقى احتمالاً بعيداً. ووجه ترمب يوم الثلاثاء تهديداً لخامنئي معلناً أن الاستخبارات الأميركية تعرف مكانه وليس لديها نية لقتله "في الوقت الحالي". ودفع اغتيال إسرائيل لزعيم "حزب الله" حسن نصرالله في سبتمبر (أيلول) الجماعة اللبنانية إلى حالة من الفوضى، لكن مسؤولين ومراقبين إقليميين حذروا من أن قتل خامنئي لن يكون له نفس التأثير. وقال مصدر إقليمي "السلطة الحقيقية حالياً بيد ابنه مجتبى والحرس الثوري الإيراني الذي لا يزال قوياً على رغم فقدانه قادة رئيسيين". وأضاف "لا يزالون العمود الفقري للنظام". وقد يؤدي مقتل خامنئي، الزعيم الديني لملايين الشيعة، إلى رد فعل عنيف. وقال جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول الاستخبارات الوطنية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأوسط خلال ولاية ترمب الأولى، إنه إذا نجحت الحملة الإسرائيلية في إحداث تغيير في النظام بإيران، فقد يسفر ذلك، في الأقل في البداية، عن إدارة أكثر تشدداً. وأضاف بانيكوف، الذي يعمل حالياً في مركز أبحاث المجلس الأطلسي "ليست الديمقراطية هي الشيء المرجح أن يأتي في أعقاب حكومة إيرانية ثيوقراطية (دينية)، بل دولة الحرس الثوري الإسلامي، قد تجد إسرائيل نفسها في حرب مباشرة دائمة ومستمرة وأكثر حدة بكثير". إسرائيل تحتاج أميركا قال روس إن الخطوة التالية تقع على عاتق ترمب الذي عليه أن يقرر ما إذا كان سيتدخل عسكرياً لإرغام إيران. ويقر المسؤولون الإسرائيليون بأنه لتدمير القدرات النووية الإيرانية، المخبأة في مواقع آمنة على عمق تحت الأرض مثل موقع فوردو المحصن خارج طهران، سيحتاج الأمر إلى أن ترسل الولايات المتحدة أكبر قنابلها الخارقة للتحصينات. ومن ناحية أخرى، إذا أعلن ترمب وقف إطلاق النار المرتبط بالاتفاق النووي مع إيران، فلن يعترض نتنياهو شريطة أن يتأكد من أن تهديد طهران لإسرائيل قد تراجع بصورة جذرية. وفي الأيام القليلة الماضية، صعد ترمب لهجته تجاه إيران موجهاً تهديدات عسكرية لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية التفاوض. وقال للصحافيين أمس الأربعاء "لا أحد يعلم ما سأفعله"، مضيفاً أن المسؤولين الإيرانيين تواصلوا معه في شأن إجراء محادثات. وأضاف أن "الوقت تأخر للحديث". وقال روس إن الرسالة الموجهة إلى إيران واضحة، وهي أن يبدأوا محادثات جادة قريباً، وإلا واجهوا وضعاً عسكرياً أسوأ بكثير من الوضع الحالي. وأحال البيت الأبيض "رويترز" إلى تعليقات ترمب وأحجم عن الإدلاء بمزيد من التعليقات. وفي محاولة لاستئناف المفاوضات، يعتزم وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إجراء محادثات نووية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي غداً الجمعة في جنيف. وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، إنه يعتقد أن ترمب يريد في نهاية المطاف حلاً دبلوماسياً، لكنه من المرجح أن يمنح إسرائيل مزيداً من الوقت لمواصلة حملتها العسكرية لمنح الولايات المتحدة نفوذاً أكبر على طاولة المفاوضات. وقال دوبويتز، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن الهدف الرئيس لإسرائيل يبدو أنه يتمثل في تأخير البرنامج النووي الإيراني لأطول فترة ممكنة، وذلك عبر القضاء على القدرات البشرية من خلال قتل علماء الأسلحة النووية. وقال دوبويتز إن فريقه حدد ما بين 10 و12 آخرين يرجح أن إسرائيل تلاحقهم. وفي هذه الأثناء، احتشد الإسرائيليون وأحزاب المعارضة في إسرائيل خلف نتنياهو، مما أتاح له فرصة لمواصلة العملية الصعبة على رغم سقوط الصواريخ الإيرانية على الأراضي الإسرائيلية. وتعمل القوات الإسرائيلية على بعد مسافة بين 1500 و2000 كيلومتر مع حاجات لوجيستية معقدة ومكلفة. وقال مصدر إسرائيلي "هذه مسألة حسابية. كم صاروخاً يطلقونه؟ وكم ندمر؟ وإلى متى يمكننا الاستمرار؟". وأدت الضربات الإسرائيلية بالفعل إلى مقتل أعضاء رئيسيين في ما يسمى "مجموعة التسليح"، الذين تزعم إسرائيل أنهم مكلفون بتحويل اليورانيوم المخصب إلى قنبلة. وتراجعت قدرة إيران على إنتاج صواريخ بعيدة المدى. ويقول قادة إسرائيليون إن ذلك يهيئ الظروف لاتفاق أميركي- إيراني يأخذ في اعتباره الخطوط الحمراء الإسرائيلية. وقال يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي والعضو البارز في حزب ليكود الحاكم، إنه إذا انخرطت واشنطن والقوى الأوروبية الرئيسة دبلوماسياً وضغطت ووضعت خطة خروج واضحة "فسيتمكنون من منع تطورات غير ضرورية في هذه الحرب". فراغ خطر يخشى مسؤولون إقليميون من أن تصاعد الصراع وانهيار سلطة خامنئي لن يؤدي إلى الديمقراطية، بل إلى التفتت أو ما هو أسوأ، مثل اندلاع حرب أهلية وسط فراغ في السلطة تغذيها الأقليات المهمشة في إيران، ومن بينهم العرب والأكراد والأذريون والبهائيون والبلوش والمسيحيون. وحذر مصدر خليجي قائلاً "لا أحد مستعد لأمر كهذا". وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الأمر نفسه في قمة قادة مجموعة السبع هذا الأسبوع قائلاً إن تغيير النظام في إيران بالقوة سيؤدي إلى الفوضى. وأشار إلى فشل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 والتدخل المدعوم من حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011. وحذر فاتانكا من معهد الشرق الأوسط من أن موجات الصدمة الناجمة عن انهيار الحكومة في طهران لن تتوقف عند حدود إيران. وأضاف "إيران غير المستقرة قد تشعل الاضطرابات من أذربيجان إلى باكستان. سيتردد صدى انهيارها في جميع أنحاء المنطقة ويزعزع استقرار الدول الهشة ويعيد إشعال الصراعات الكامنة".


Independent عربية
منذ 31 دقائق
- Independent عربية
الحرب الإسرائيلية- الإيرانية: لماذا وإلى أين؟
ربما من المبكر استنتاج إلى ماذا ستنتهي الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل الآن، ولا سيما أن الحرب ما زالت مستعرة وفي كل دقيقة هناك جديد يطرأ. لكن يمكننا أن نفهم لماذا بدأت الحرب وكيف تفكر إسرائيل وإيران، وما هي الأهداف لكل طرف. باغتت إسرائيل إيران بهجوم غير مسبوق منذ الحرب العراقية- الإيرانية، استهدفت من خلاله كبار القادة العسكريين والأمنيين وعدداً من العلماء النوويين، كما شنت هجماتها على منشآت نووية وعسكرية، وجاءت الضربة الإسرائيلية مفاجئة قبل الجولة السادسة من المفاوضات الإيرانية- الأميركية التي لاقت الجولات السابقة منها ردود فعل إيجابية من الطرفين، إلى أن ظهرت للعلن القضية الخلافية في شأن المطلب الأميركي التخصيب الصفري والمطلب الإيراني ضمان التخصيب المحلي. وخلال الشهرين عارض الرئيس الأميركي علناً هجوماً إسرائيلياً على المواقع النووية الإيرانية، لكن في اليوم الـ61 بعد انتهاء مهلة الشهرين التي أعطاها ترمب لطهران، نفذت إسرائيل عملية واسعة النطاق والكثافة. وأظهر هذا الهجوم قائمة من الإخفاقات الإيرانية، وكان من أكبرها الاختراق الاستخباراتي الأمني، إذ تمكن "الموساد" من إنشاء خلايا نائمة في إيران، ولا بد من أن ذلك استغرق منهم أعواماً، كما كان لدى إسرائيل ما يكفي من المتعاونين لتهريب معدات متطورة مثل صواريخ "سبايك" المضادة للصواريخ إلى إيران، وفي اللحظة الأخيرة جرى إنزال أو تهريب عملاء "الموساد" من فرقة "تسوميت"، إلى جانب عملاء آخرين من القوات الخاصة، إلى إيران لتنسيق ضربات على راداراتها وصواريخ "سام"، فلم يكُن الإسرائيليون بحاجة إلى وقت طويل لإغراق أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية متوسطة وطويلة المدى. في ظل هذا كان على إيران أن تتحرك سريعاً لتثبت أنها ما زالت تملك القدرة العسكرية على الرد وأنها قادرة على اتخاذ القرار وترميم هيكل قياداتها بعد استهداف كبار قادة النظام، ولأنها تريد العودة للمحادثات فوراً مع واشنطن لتجنب مواجهة شاملة مع إسرائيل ولن تتمكن من العودة لطاولة المفاوضات قبل أن ترد عسكرياً على إسرائيل وإلا ستكون في موضع المهزوم. وسط الأحداث تلك لم تغلق إيران باب المفاوضات وأعلنت على لسان الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية والمتحدث باسم وزارة الخارجية أنه إذا توقف الهجوم ستعود للمحادثات، ومع ذلك أظهر ترمب مباركته للضربات الإسرائيلية، فربما يعتبر ترمب أن إسرائيل ستمنحه فرصة التفاوض مع طهران مستسلمة ومهزومة، لا تتفاوض من أجل ضمان تخصيب اليورانيوم إنما من أجل بقاء النظام، مما حدث بالفعل حينما غرد ترمب أنه يعرف مكان المرشد الإيراني لكنه لن يستهدفه. ويمكن استنتاج ملامح الصفقة الأميركية أن تستسلم إيران لمطالب الولايات المتحدة والخاصة بتفكيك برنامجها النووي والتخلص من ترسانة الصواريخ الباليستية والمسيّرات التي لديها للحفاظ على بقاء النظام الحالي. لذا كانت الضربات الإسرائيلية تستهدف منشآت نووية وعسكرية خاصة بالقدرات الصاروخية وأخرى مدنية، من أجل مضاعفة الخسائر في صفوف المدنيين وتوليد ضغط شعبي في مواجهة النظام للخروج عليه، لذا كانت أيضاً الضربات الإسرائيلية على قوات "الباسيج" المنوط بها اعتقال المواطنين وقت التظاهرات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي مواجهة محاولات نتنياهو دفع ترمب إلى دخول الحرب، تصعد إيران وتحذر الرئيس الأميركي من أن دخول المعركة إلى جانب إسرائيل سيجعلها تصعد عسكرياً. وتعي إيران أن دخول واشنطن الحرب إلى جانب إسرائيل سيحسم المعركة لغير مصلحتها ويقضي على قدراتها العسكرية والنووية، وربما ينهار النظام، لذا فإنها مقيدة في خياراتها تجاه الرد الإسرائيلي، تتدرج في استخدام قدراتها الصاروخية لكن بصورة تضمن لها عدم استنزاف مخزونها الذي قد تحتاج إليه إذا تدخلت واشنطن في الحرب، كما هناك بعض القيود التشغيلية المرتبطة بسيادة إسرائيل الجوية داخل إيران وضرب إسرائيل لكثير من منصات إطلاق الصواريخ، فليست هناك جدوى لمخزون الصواريخ إذا لم يكُن هناك العدد الكافي من منصات الإطلاق. من جهة أخرى أحدثت الصواريخ الباليستية الإيرانية خسائر داخل إسرائيل، لكنها ليست بالقدر الذي أحدثته الهجمات الإسرائيلية على إيران، لكن كان على إيران أن ترد بحذر من جهة أنها لا تريد استفزاز الولايات المتحدة للتدخل وتحقيق ما يريده نتنياهو، ومن جهة أخرى هناك الدفاعات الجوية الإسرائيلية. وتتحرك إيران في أكثر من مسار من بينها المسار العسكري لتصل إلى مرحلة استنزاف لقدراتها ولقدرات إسرائيل، وهناك المسار الدبلوماسي والتواصل مع جيرانها من دول الخليج ومصر وتركيا من أجل دفع المسار الدبلوماسي، ودانت تلك الدول الهجوم الإسرائيلي انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار وتحريم انتهاك سيادة الدول الأخرى وأن من الأجدر تناول الملف النووي الإيراني والباليستي عبر المسار الدبلوماسي وليس المسار العسكري الذي سيجلب الاضطرابات وعدم الاستقرار لدول المنطقة. فيمكن لتلك الدول أن تكثف المحادثات والمسارات الدبلوماسية مع فرنسا وبريطانيا لوقف الهجوم وربما بدء مفاوضات إقليمية تتناول ملف الانتشار النووي في المنطقة ككل، وهناك أيضاً دور الصين وروسيا حليفتا إيران. وفي ظل هذه المسارات تدرك إيران أن معركتها الآن هدفها الأساس الحفاظ على بقاء النظام، لذا ستستمر المواجهات مع إسرائيل إلى أن تستنزف قدرات الطرفين، ثم تتدخل واشنطن لوقف الهجوم. وفي حال تدخلت واشنطن لضرب إيران، بخاصة مفاعل "فوردو"، ستصعد طهران من أوراق الضغط لديها والتي ستكون تهديد الملاحة في الممرات المائية كمضيق هرمز أو دفع الحوثيين إلى إحداث توترات في باب المندب والقرن الأفريقي، بهدف خلق اضطرابات في سوق الطاقة العالمية والأسعار والتأثير في الأسواق المالية. كما من الممكن أن تستهدف بعض الأصول والمصالح والقواعد الأميركية في المنطقة، وربما تدفع وكلاءها إلى التدخل مثل "حزب الله"، على رغم أنه في مرحلة تعافٍ من حرب إسرائيل عليه، كما أنه مقيد بالقيادة اللبنانية التي تريد النأي بالنفس عما يحدث، ولكن قد يتدخل حال أصبح بقاء النظام الإيراني مهدداً وكذلك الحال بالنسبة إلى الميليشيات العراقية. كما تهدد إيران بالانسحاب من معاهدة الانتشار النووي ولكن من غير المحتمل أن تقدم على هذه الخطوة التي ستمنح إسرائيل حجة لضرب كل المنشآت بذريعة أن لدى طهران سلاحاً نووياً، ومن ثم تريد إظهار أنها ما زالت ضمن إطار الشرعية الدولية ولديها ضمانات قانونية وسياسية تجاه استهداف منشآتها وأنه يمكن للمفتشين الدوليين الوصول إلى تلك المنشآت، لذا تراجع مجلس الشورى الإيراني عن تلك الخطوة واقترح سلسلة من الشروط والإجراءات، وإذا لم تتحقق، فستنسحب إيران من المعاهدة، ومن بين الشروط المقترحة مسألة عدد المفتشين في إيران، أي إن عدد المفتشين يفوق العدد المسموح به، أو أن بعض المهمات التي سمحت لهم بها وكالة الطاقة الذرية تتجاوز المهمة التي كلفهم بها القانون الدولي. في المجمل وعلى رغم أن مألات التصعيد بين إيران وإسرائيل غير واضحة إلى الآن، لكن في حال بقي النظام فمن المؤكد أن إسرائيل لن تتوقف عن هدف أساس هو التخلص من قدراته الصاروخية التي وصلت إلى تل أبيب وحيفا وأوقعت بعض الخسائر، كما أن إيران ستعمل على إعادة بناء تسليحها وستركز بصورة أكبر على شراء صواريخ "سام" من روسيا والصين بدلاً من شراء طائرات مقاتلة، كما ستعمل على إعادة بناء أجهزتها الأمنية على نحو يعالج الخلل الاستخباراتي والأمني ووجود شبكة عملاء في الداخل، مما يعنى مزيداً من الانغلاق والتضييق على المواطنين وزيادة الفجوة بينهم والنظام.


صحيفة المواطن
منذ 2 ساعات
- صحيفة المواطن
ترامب سيتخذ قراره بشأن إيران خلال أسبوعين
قال البيت الأبيض، الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب سيتخذ قرارًا خلال الأسبوعين المقبلين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية. وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين، نقلًا عن رسالة من ترامب 'استنادًا إلى حقيقة أن هناك فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تجري أو لا تجري مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن التدخل من عدمه خلال الأسبوعين المقبلين'. وأضافت ليفيت في إفادة صحافية أن ترامب مهتم بالسعي إلى حل دبلوماسي مع إيران، لكن أولويته القصوى هي ضمان عدم تمكن إيران من امتلاك سلاح نووي. وأوضحت أن أي اتفاق يجب أن يحظر على طهران تخصيب اليورانيوم ويقضي على قدرتها على امتلاك سلاح نووي، وفق ما نقلته 'رويترز'. وأوضحت 'الرئيس مهتم دائما بالحل الدبلوماسي… لذا، إذا أتيحت فرصة للدبلوماسية، فسيغتنمها الرئيس دائما… لكنه… لا يخشى استخدام القوة أيضًا'.