
تقرير: "شبكة العنكبوت" الأوكرانية كشفت كلفة الحرب على روسيا
وأشار التقرير إلى أن صور الأقمار الاصطناعية وتحليلات الخبراء أوضحت ضخامة العملية، مضيفا أن الجرأة الأوكرانية، التي تمثلت في التخطيط السري على مدى 18 شهرا لإخفاء طائرات مسيرة داخل شاحنات بهدف ضرب قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات من كييف، قابلها حجم كبير من الخسائر في صفوف سلاح الجو الروسي.
لكن الأهم بالنسبة لكييف، حسب التقرير، هو إثباتها قبيل مفاوضات وقف إطلاق النار في إسطنبول، أنها قادرة على تغيير قواعد اللعبة، وإيصال رسالة واضحة للكرملين مفادها أن الأهداف الواقعة في عمق روسيا أصبحت معرضة للخطر، حتى من دون استخدام أسلحة غربية.
ضربة "موجعة"
يقول مايكل كوفمان المحلل العسكري في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الضربات الأوكرانية قلّصت قدرة روسيا على تنفيذ ضربات من مسافة بعيدة، عبر تدمير طائرات يصعب على موسكو تعويضها.
وأضاف:"قد لا يكون ذلك كافيا لوقف الغارات الروسية على أوكرانيا، نظرا لحجم أسطول القاذفات، لكنه يثبت أن مواصلة الحرب سيكلف روسيا الكثير، ليس فقط عسكريا، بل من حيث مكانتها كقوة كبرى".
واعتمدت عملية " شبكة العنكبوت" على تهريب طائرات مسيّرة إلى داخل روسيا، حيث تم نقلها داخل صناديق مموّهة على متن شاحنات إلى مواقع الإطلاق، قبل أن تُستخدم في استهداف طائرات قاذفة قادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية.
وأوردت الصحيفة البريطانية أن التقديرات تتفاوت حول عدد الطائرات التي أُصيبت. فقد أعلنت أوكرانيا أن أكثر من 40 طائرة تعرّضت للتدمير أو لأضرار جسيمة، فيما اعترفت روسيا فقط بتضرر "عدد من الطائرات نتيجة اندلاع حريق". أما المحللون المستقلون المعتمدون على مصادر مفتوحة، فيقدّرون العدد بما بين 10 إلى 12 طائرة.
وقال محللون لصحيفة "فايننشال تايمز" إن الطائرات التي تم استهدافها تمثل نحو 20% من ا لقاذفات الروسية البعيدة المدى الجاهزة للاستخدام. وهي طائرات مصممة لتنفيذ هجمات عميقة داخل أراضي الخصم، وتحمل حمولات ثقيلة.
وأشار فابيان هوفمان، الباحث في جامعة أوسلو، إلى أن هذه الطائرات كانت من بين الأكثر جهوزية، بينما كانت غيرها تخضع للصيانة، ما يجعل خسارتها أكثر إيلاما.
أما ويليام ألبيرك، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي ويعمل حاليا في مركز "ستيمسون"، فيقول إن الطائرات المستهدفة استخدمت لقصف أهداف مدنية داخل أوكرانيا، بما في ذلك خلال الموجات الأخيرة من الهجمات.
واستنادا للتقرير، فإن روسيا تواجه الآن تحديا مزدوجا: ليس فقط تقلّص عدد قاذفاتها، بل أيضا الحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية توزيعها.
وفي السابق، كانت روسيا تعتمد على تجميع الطائرات لتنفيذ ضربات جماعية، لكن هذا قد لا يكون ممكنا بعد الآن.
ويقول ألبيرك: "إذا اضطرت روسيا إلى توزيع الطائرات لتقليل المخاطر، فستضعف قدرتها على تنفيذ هجمات كثيفة وتجاوز الدفاعات الأوكرانية، مشيرا إلى، أن موسكو قد تتخلى تماما عن محاولة تعويض هذه الخسائر، وهو أمر قد يستغرق سنوات، وربما عقودا.
ويقول أوليكسي ميلنيك، المحلل العسكري في مركز رازومكوف وضابط سابق في القوات الجوية الأوكرانية ، في تصريحات نقلتها "فايننشال تايمز": "الضربة أصابت قاذفات استراتيجية لا تستطيع روسيا تصنيعها مجددا في الوقت الحالي. لقد فُقدت نهائيا".
ويضيف: "من منظور عسكري، ما حدث يُعد فشلا ذريعا، وسيتعيّن على القيادة الروسية تقديم إجابات صعبة وربما البحث عن كبش فداء".
غضب داخلي
وأثارت العملية أثار موجة غضب داخل أوساط المدونين الموالين للحرب في روسيا على تطبيق تيلغرام.
وكتب حساب "ريبار"، الذي يتابعه أكثر من 1.3 مليون شخص ويُديره مسؤول سابق في وزارة الدفاع الروسية: "تم بناء ملاجئ بدائية للطائرات التكتيكية، لكن لم يُتخذ أي إجراء لحماية الطائرات الاستراتيجية، رغم أنها لم تعد تُنتج، وأي خسارة فيها لا يمكن تعويضها".
وبين أن "الثالوث النووي" الروسي، الذي يشمل وسائل إطلاق برية وبحرية وجوية، لطالما اعتُبرت الوسائل الجوية الأضعف والأقل موثوقية، نظرا لسهولة استهدافها. وقد يؤدي هذا الهجوم إلى تسريع التوجه الروسي نحو الاعتماد الأكبر على الغواصات والمنصات البرية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 26 دقائق
- صحيفة الخليج
الكرملين: بوتين أبلغ ترامب بضرورة الرد على الهجمات الأوكرانية
أكد الكرملين الخميس، أن روسيا سترد على الهجمات التي شنتها أوكرانيا في الآونة الأخيرة في الوقت الذي تراه مناسباً، مشيراً إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن موسكو تتمسك بالرد على هذه الهجمات. وخلال إفادته الصحفية اليومية، سلط دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الضوء على تصريحات بوتين، أمس، عن الهجمات على الجسرين. وقال بيسكوف: «وصف الرئيس نظام كييف بالإرهابي، لأن قيادته هي التي أصدرت الأوامر بتفجير القطار. هذا ليس سوى إرهاب على مستوى الدولة. هذا تصريح مهم من الرئيس». واتهمت موسكو أوكرانيا بممارسة «إرهاب الدولة».واستخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة لاستهداف قاذفات روسية ثقيلة في قواعد جوية في سيبيريا، وأقصى الشمال الروسي مطلع الأسبوع. ووجهت روسيا اتهامات لأوكرانيا بتفجير جسرين للسكك الحديدية جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص. ولم تقدم روسيا بعد أدلة على أن قادة أوكرانيين أمروا بشن هجمات السكك الحديدية، ولم تعلن كييف أيضاً مسؤوليتها عن ذلك. وأدت الهجمات التي تشنها أوكرانيا في عمق الأراضي الروسية، وكذلك الضربات الجوية والتقدم الروسي المحرز في ساحة المعركة، إلى اتساع رقعة الحرب التي بدأت في فبراير/ شباط 2022، ما أثر على آفاق محادثات السلام التي استأنفها الجانبان في تركيا الشهر الماضي. ورغم ذلك أشار بيسكوف إلى أن بوتين دعم وجهة نظر وزير الخارجية سيرجي لافروف في اجتماع عقد الأربعاء، بضرورة استمرار الاتصالات مع المسؤولين مع أوكرانيا. وأضاف بيسكوف أن بوتين وترامب، لم يناقشا عقد لقاء مباشر خلال حديثهما الأربعاء، مشيراً إلى وجود تفاهم عام على ضرورة عقد مثل هذا اللقاء، ولكن ينبغي التحضير له جيداً. وقال بيسكوف إن الجانبين لم يناقشا كذلك إمكانية رفع العقوبات المفروضة على روسيا.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
روسيا: الجيش سيقرر «كيف ومتى» يرد على أوكرانيا
موسكو-أ ف ب أعلن الكرملين، الخميس، أن الجيش الروسي سيقرر «كيف ومتى» يرد على الهجمات التي شنتها أوكرانيا بمسيرات في نهاية الأسبوع الماضي على قواعد جوية روسية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحفي اليومي، إن الرد سيأتي «كيف ومتى يرى جيشنا ذلك مناسباً». وحذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عقب محادثة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا سترد على الهجوم الأوكراني الأخير الذي أدى إلى تدمير أو الإضرار بالعديد من الطائرات العسكرية. واستهدفت أوكرانيا طائرات عسكرية روسية في العديد من المطارات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها نهاية الأسبوع الماضي بعد إدخال خلسة مسيرات متفجرة إلى روسيا. واتهمت موسكو كييف أيضاً، الثلاثاء، بالوقوف وراء التفجيرات التي تسببت في انهيار جسرين في نهاية الأسبوع الماضي وحوادث القطارات التي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، وإصابة أكثر من 100 آخرين بينهم أطفال، في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين المتاخمتين لأوكرانيا.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
الجيش الأوكراني يعلن استهداف أنظمة صاروخية روسية
أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، أنها شنت ضربات على أنظمة صاروخية روسية في منطقة بريانسك لدى استعدادها لمهاجمة البلاد الخميس. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في منشور على تطبيق «تيلغرام» للتراسل: «جرى تفجير منصة إطلاق صواريخ روسية، ولحقت أضرار على الأرجح باثنتين». وأضافت أن العاصمة الأوكرانية كييف كانت على الأرجح هي هدف الهجوم الذي كانت تعد له وحدة أنظمة الصواريخ في بريانسك. إلى ذلك، قال وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمنكو، الخميس، إن هجوماً روسياً بطائرات مسيرة أسفر عن مقتل عائلة رئيس خدمة الإطفاء في بلدة بريلوكي بشمال أوكرانيا. وأوضح الوزير أن زوجة رئيس الإطفاء وابنته وحفيده البالغ من العمر عاماً واحداً قُتلوا في الهجوم. وقال حاكم المنطقة فياتشيسلاف تشاوس: إن العائلة كانت من بين خمسة أشخاص قُتلوا عندما أطلقت روسيا ست طائرات مسيرة لمهاجمة البلدة بمنطقة تشيرنيهيف الليلة الماضية. وأضاف أن ستة أشخاص آخرين نُقلوا إلى المستشفى. وتستهدف روسيا باستمرار شمال وشرق أوكرانيا بطائرات مسيرة وصواريخ في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأضاف وزير الداخلية أن 18 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، أصيبوا في هجوم روسي آخر بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف عبر تطبيق «تيلغرام»: إن سبعة مبان سكنية تضررت إثر الضربات التي وقعت في الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، كما تعرض مبنيان لضربات مباشرة.