
أستاذ إدارة الأزمات والمخاطر اللواء دكتور أحمد توفيق لـ"فيتو": حريق سنترال رمسيس كشف عجز الحكومة..أجهزة الحماية المدنية شهدت طفرة كبيرة ونحن "محلك سر".. ماسبيرو في مرمى الخطر.. وخذوا حذركم قبل الأسوأ
ونظرًا إلى خبرته الواسعة محليًّا وعربيًّا.. تستضيف 'فيتو' في هذا الحوار أستاذ إدارة الأزمات والمخاطر اللواء دكتور أحمد توفيق الذي شخَّص بموضوعية وحياد لا يشوبهما الهوى والغرض الحالة الحكومية الحالية المرتبكة في التعاطي مع حادث سير أو حريق مؤسسة، مستنكرًا غياب العلم عن إدارة الأزمات، والإصرار على التعامل بأساليب نمطية قديمة تجاوزها الدهر.. فإلى نص ما دار من حوار:
- كيف ترى التعامل الأمني مع حريق سنترال رمسيس، وهل لم تكن أجهزة الحماية المدنية على مستوى المسؤولية؟
تعامل أجهزة الحماية المدنية مع حريق سنترال رمسيس كان مميزًا بقدر كبير، وتم بذل أقصى جهد لمكافحة الحريق على مدى ١٦ ساعة باستخدام خراطيم المياه والسلالم الهيدروليكية، ولكن للأسف عادة ما يأتي دور الحماية المدنية بعد وقوع الحريق أو الأزمة، أما إدارة الأزمات فهى منظومة، فهناك أدوار لفريق إدارة الأزمة قبل الأزمة وأثناءها وبعدها.
-
تحدث البعض عن ضرورة الاستعانة بطائرات لإطفاء حريق سنترال رمسيس.. فهل هذا الكلام صائب من الناحية الفنية والعملية؟
هذا خطأ شائع عند العامة من الناس، لأن الطائرات الهليكوبتر في الإطفاء لا تصلح في الحرائق داخل المباني، والتي يجب أن يكون موجودًا بها أجهزة إنذار وإطفاء تعمل أوتوماتيكيًّا بخاصيتي الحرارة أو الدخان، وتكون مادة الإطفاء مناسبة لمكونات المكان من الداخل.. والاستعانة بالطائرات الهليكوبتر تتم لإطفاء الأماكن المفتوحة أو الأسطح العليا المشتعلة، ولكن الصين اخترعت طائرات "درون" تقوم بعمليات الإطفاء في أدوار المباني بدلًا من رجال الإطفاء كنوع من الحماية لهم، وهي غير موجودة في مصر.
-
هل هناك مبانٍ تاريخية ومؤسسات حكومية في وسط العاصمة وغيرها يمكن أن تواجه نفس المصير، ومن ثم نعتبر حريق سنترال رمسيس مؤشرًا أو إنذارًا لما هو أخطر؟
بالفعل، حريق سنترال رمسيس إشارة إنذار واضحة لا يمكن تجاهلها أو التهوين منها، وبالفعل هناك مؤسسات ومبانٍ يجب تجهيزها جيدًا بأنظمة أمنية حديثة وأنظمة إنذار وإطفاء ذاتي على أعلى مستوى، تتولاها شركات متخصصة، ولعل أهمها الآن: مبنى الإذاعة والتلفزيون ودار الأوبرا والمتاحف بوسط البلد ومحطات مترو الأنفاق ومعهد الموسيقى العربية وبعض المسارح القديمة. يجب إعادة النظر بجدية وشفافية في المنظومة الأمنية لهذه الأماكن، وهذه المنظومة تشمل الحراسة بأحدث التقنيات والكاميرات المؤمنة، وكذلك أنظمة الإنذار والإطفاء الذاتي المناسبة لطبيعة ما يحتويه المكان، لأن الماء لا يصلح لكل أنواع الحرائق.
-
حذر كثيرون من مصير مشابه لماسبيرو تحديدًا.. بحكم ترددكم على المبنى الشهير.. هل يعاني بالفعل إهمالًا جسيمًا يجعله في مرمى الخطر؟
بالفعل، مبنى ماسبيرو يعاني من إهمال تراه أي عين تدخل المبنى من خلال الديكورات الخشبية الكثيرة المتروكة في الطرقات من أجل التغيير أو التجديد أو الصيانة، بالإضافة للاستوديوهات من الداخل، وأرى أنه يجب إجراء مراجعة شاملة دقيقة لكل متر في المبنى بتصوير يحمل صفة الشفافية؛ حتى يمكن الوقوف على أي سلبية وتصحيحها من خلال تفريغ المبنى من أي مخلفات، وتصميم نظام إنذار وإطفاء ذاتي على أعلى مستوى يناسب المواد الموجودة بالاستوديوهات قبل أن تقع الكارثة - لا قدّر الله.
- تحدثت بعد حريق سنترال رمسيس عن أنظمة الإطفاء الذاتي.. ما هي، وهل لا يصلح الماء لإطفاء كل الحرائق؟
أنظمة الإطفاء الذاتي هي أنظمة تعمل بحساسات على خاصيتي الحرارة أو الدخان، بمعنى أنه عندما تصل درجة الحرارة إلى درجة معينة في المكان تعمل الرشاشات آليًّا وتكون مجهزة بمادة إطفاء مناسبة لطبيعة محتويات المكان، وكذلك لو كانت الحساسات تعمل على الدخان فيحدث نفس الشيء عند تجمع أي دخان بالمكان.. وهذه الأنظمة تشمل أجهزة إنذار أيضًا على نفس الحساسات.. لأن المياه لا تصلح مثلًا لإطفاء حرائق الكهرباء أو الكمبيوتر والأجهزة التقنية، التي يصلح معها غاز ثاني أكسيد الكربون لأنه يخنق الحريق ولا يسبب أضرارًا.. وهكذا، وهي أمور فنية يعلمها متخصصو الإطفاء.
-
ما الذي يجب أن تفعله الحكومة سريعًا لتجنب سيناريوهات سنترال رمسيس؟
يجب على الحكومة العمل بنظام متكامل عملي لإدارة الأزمات، يعتمد على متخصصين في إدارة الأزمات، فهو علم مثل الطب.. فليس من المعقول أن يقوم شخص لم يدرس الطب بعلاج المرضى لمجرد أن لديه خبرة طبية غير قائمة على دراسة علمية أو أنه من أهل الثقة! إن إدارة الأزمات تحتاج إلى العمل بسيناريوهات تفصيلية مكتوبة لأزمات متوقعة يتم التدريب عليها فعليًا وليس ورقيًّا من خلال فرق أزمات مؤهلة ومدربة على التعامل، ولها دور مهم قبل الأزمة، يتمثل في التدريب والتفتيش والمراقبة على جاهزية المكان واستعداده فعليًّا بشفافية للأزمات.. وأثناء الأزمات بعمل ما تم التدريب عليه بأدوار محددة، ويجب أن يكون هناك متحدث إعلامي مع فريق الأزمات في كل جهة يتم التواصل من خلاله مع الجماهير واطلاعها على المستجدات أولًا بأول، منعًا للشائعات المصاحبة للأزمات.. وبعد الأزمة باحتواء آثارها المتعددة.. وإذا كان هناك بالفعل إدارة للأزمات في كل مؤسسة، فماذا فعلت؟ وما هي النتيجة على الأرض؟ النتيجة ظهرت في سنترال رمسيس وأزمات غرق الشوارع مع الأمطار وحوادث القطارات وغيرها من الأزمات السابقة.
- فنيًّا.. كشف حريق سنترال رمسيس ما وصفه تقرير البنك الدولي من خطورة الاعتماد على بنية أحادية للاتصالات، أو ما وصفه آخرون بأن "السيستم واقع" رغم الإنفاق الباذخ على البنية التحتية التكنولوجية.. ما رأيك؟
حريق سنترال رمسيس، فيتو
أؤيد هذا الرأي تمامًا، فهو يتفق مع علم إدارة الأزمات الذي يُلزم أن تكون هناك بدائل جاهزة وبنفس القوة والتأثير للسيستم الأصلي في أي مجال، وليس الاتصالات فقط.
- ما الدروس الفنية المستفادة من حريق سنترال رمسيس مع أهميته الشديدة؟
لعل أهم الدروس المستفادة من حريق سنترال رمسيس هي ضرورة البدء في العمل بمنظومة إدارة الأزمات بصورة علمية عملية من خلال متخصصين من أهل علم إدارة الأزمات، يعملون بنظم السيناريوهات المكتوبة المتدرب عليها.. والاعتماد على فريق إدارة الأزمات من المتخصصين المؤهلين لإدارة الأزمات، وليسوا مجرد موظفين عاملين بإدارة الأزمات كأي إدارة.
- مع كل حادث.. يسارع البعض سواء مسئولين أو غيرهم من تبني نظرية المؤامرة.. ما رأيك في هذا الطرح؟ وهل بالضرورة هناك طرف آخر وراء كل حادث؟ وما الذي ينبغي على الحكومة فعله في هذا الشأن؟
لست من أنصار نظرية المؤامرة، وأنا أعتبرها شماعة لكل فشل، وإذا افترضنا أن هناك مؤامرة، فبالتأكيد لن تنجح المؤامرة إلا بوجود خلل عند المتآمر عليه؛ لذا أقول لأصحاب نظرية المؤامرة: سدوا الخلل أولًا.
- هل المؤسسات الحيوية في مصر مؤمنة بأنظمة حماية مناسبة؟
ما حدث في سنترال رمسيس يجعلني قلقًا بشأن أنظمة الحماية في المؤسسات الحيوية، ويجب أن نتعلم الدرس ونتدارك أخطاءنا سريعًا، ولا ننتظر وقوع كارثة أخرى. سلاح العلم هو الأقوى في تجنب الأزمات وتدارك آثارها الممتدة. لا يصح أن تستعين المصانع الخاصة بأحدث أنظمة الإنذار التي تكتشف الدخان والحراة العالية وتحذر من الحرائق قبل اندلاعها والحكومة تتحرك بعد وقوع الأزمة!
- هل تجهل الحكومة الحالية فقه الأولويات في إدارة الأزمات؟
نعم.. وأعتقد أن على الحكومة مراجعة الأولويات في إدارة الأزمات جيدًا؛ لأن إدارة الأزمات تقوم أساسًا على فقه الأولويات، ولن تنجح بدونها، ولا عيب في أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي.
-
عقل الحكومة.. هل الحكومة تفكر وتطبق العلم وتهتم به وتضعه في بؤرة اهتمامها أم أن الأمور تمضي بطريقة عشوائية؟
بالنسبة إلى إدارة الأزمات بصورة علمية، أعتقد أن على الحكومة أن تراجع نظرتها وأسلوبها في إدارة الأزمات؛ فهي ليست شكلًا أو اسمًا فقط ولافتة توضع على واجهات بعض المؤسسات أو الأماكن أو الجهات؛ بل هي عصب وأساس لكل الهيئات والمؤسسات؛ لذا تتكرر الأزمات بنفس الشكل، والنتيجة واحدة على الأرض، وهي عكس المطلوب من إدارات الأزمات.
-
روشتة من 10 نصائح توجهها للحكومة لتجنب ما يمكن تجنبه من الأزمات من الأساس أو التعامل معها فور وقوعها؟
أود أن أوضح أن الأزمات لم ولن تنتهي من أي مكان في العالم، ولا يمكن تجنبها، ولكن الدول التي تعمل بنظم علمية لإدارة الأزمات تعمل على التقليل من التعرض للأزمات أو تحجيمها إذا بدأت.. وأما بالنسبة للنصائح الخاصة بالتعامل مع الأزمات فهي تتلخص في الآتي:
1- يجب البدء في إنشاء نظام إدارة أزمات بطريقة علمية متخصصة تعتمد على أهل علم إدارة الأزمات وليس أهل الخبرة أو الثقة، من خلال إدارة مركزية رئيسية يتبعها إدارات في كل محافظة أو كيان أو مؤسسة أو جهة.
2- يجب تأهيل العاملين واستمرار تأهيلهم بكل جديد في مجال إدارة الأزمات تأهيلًا علميًا وعمليًا، لأنهم ليسوا مجرد موظفين روتينيين.
3- يجب أن تكون مراكز إدارة الأزمات بأي جهة أو محافظة أو مؤسسة تتضمن سيناريوهات مكتوبة عن الأزمات المحتملة بالمكان أو الجهة بشفافية كاملة ومصداقية، وكيفية التعامل معها.
4- أن يتم التدريب عمليًا أكثر من مرة على هذه السيناريوهات التي تحمل كل تفصيلة دقيقة وتحدد دور كل فرد بدقة في فريق إدارة الأزمات وقت الأزمة.
5- يجب على فرق إدارة الأزمات التفتيش بصفة أسبوعية وشهرية على منظومات الإنذار والإطفاء التلقائي بالجهة التي يعملون بها، ويتم ذلك بشفافية دون أي مجاملات أو حرج أو خوف، ويتم العمل بنظام الباركود.
6- يجب تجهيز كل الجهات بأنظمة الإنذار والإطفاء التلقائي، وتقوم بتنفيذه وصيانته شركات متخصصة.. ولنبدأ بالجهات المهمة والحيوية طبقًا لفقه الأولويات.
7- يجب أن تكون مراكز إدارة الأزمات تابعة فنيًا وإداريًا للمركز الرئيسي لإدارة الأزمات، حتى لا يكون هناك أي حرج على العاملين بها في إبداء أي ملاحظات على الجهة، وتكون هناك شفافية ومصداقية في التعامل مع الجهات.
8- يجب أن يتضمن فريق إدارة الأزمات متحدثًا إعلاميًا مدربًا على التواصل مع الجماهير، للتقليل من الشائعات التي تصاحب الأزمات.
9- يجب أن يعمل فريق إدارة الأزمات في الجهات بصلاحيات محددة، ولا ينتظر التوجيهات أو القرارات من أي سلطة أخرى سوى الإدارة المركزية للأزمات، فالأزمات تُدار بفرق علمية عملية مدرَّبة، ولا تُدار بتوجيهات.
10- لا يجب أبدًا التعامل في إدارة الأزمات بنظرية المؤامرة، فهي شماعة للفشل... ولا تنجح أي مؤامرة إلا بوجود خلل عند المتآمر عليه، فسدّوا الخلل أولًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 27 دقائق
- مصرس
المرصد السوري ينشر بنود الاتفاق بين دمشق وتل أبيب برعاية أمريكية
كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الجمعة، أنه حصل على ما قال إنها بنود الاتفاق بين إسرائيل والحكومة السورية، التي تم التوصل إليها برعاية أمريكية. وقال المرصد، في بيان له، إن الاتفاق ينص على "تحويل ملف السويداء إلى الأمريكيين الذين سيلتزمون بمتابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق، وانسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية".وأضاف أن الاتفاق ينص أيضًا على "قيام الفصائل الدرزية بتمشيط جميع القرى للتأكد من إخلائها من قوات العشائر وحكومة دمشق"، إضافة إلى "تشكيل مجالس محلية من أبناء السويداء تتولّى مهمة تقديم الخدمات". وينص الاتفاق أيضًا على "تشكيل لجنة لتوثيق الانتهاكات، حيث سترفع تقاريرها إلى الطرف الأمريكي"، بالإضافة إلى "نزع السلاح من القنيطرة ودرعا، وتشكيل لجان أمنية محلية من أبناء تلك المناطق بشرط أن لا تمتلك الأسلحة الثقيلة".وبموجب الاتفاق، "يمنع دخول أي منظمة أو مؤسسة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، مع السماح بدخول منظمات الأمم المتحدة"، وفق المرصد السوري.يشار إلى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى في العاصمة الفرنسية باريس وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، في لقاء غير مسبوق أجرى ترتيباته وتوسط فيه المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك.وكان باراك قد كشف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" عن لقائه مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس، مساء الخميس، لبحث تثبيت التهدئة، وترسيخ الحوار. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

مصرس
منذ 29 دقائق
- مصرس
رغم هرولة الشرع للتطبيع، مروحيات إسرائيلية تستبيح مقر "الفرقة 15" بالسويداء
أفادت مصادر سورية، فجر اليوم السبت، بأن الطيران المروحي الإسرائيلي حلق خلال الساعات الأخيرة في أجواء مدينة درعا والقنيطرة. تزامن ذلك مع أنباء عن تحليق الطيران المروحي الإسرائيلي، بشكل كثيف، في سماء العديد من مناطق ومدن الجنوب السوري. وقال ناشطون وشهود عيان إن مروحيات إسرائيلية هبطت داخل موقع "الفرقة 15" سابقًا في مدينة السويداء. ورجحت مصادر سورية أن يكون هبوط المروحية الإسرائيلية بهدف توصيل مساعدات طبية وإغاثية للسكان الدروز.وأمس الجمعة كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أنه حصل على ما قال إنها بنود الاتفاق بين إسرائيل والحكومة السورية، التي تم التوصل إليها برعاية أمريكية.قال المرصد، في بيان له، إن الاتفاق ينص على "تحويل ملف السويداء إلى الأمريكيين الذين سيلتزمون بمتابعة تنفيذ بنود هذا الاتفاق، وانسحاب جميع قوات العشائر وقوات الأمن العام إلى ما بعد القرى الدرزية".وأضاف أن الاتفاق ينص أيضًا على "قيام الفصائل الدرزية بتمشيط جميع القرى للتأكد من إخلائها من قوات العشائر وحكومة دمشق"، إضافة إلى "تشكيل مجالس محلية من أبناء السويداء تتولّى مهمة تقديم الخدمات".وينص الاتفاق أيضًا على "تشكيل لجنة لتوثيق الانتهاكات، حيث سترفع تقاريرها إلى الطرف الأمريكي"، بالإضافة إلى "نزع السلاح من القنيطرة ودرعا، وتشكيل لجان أمنية محلية من أبناء تلك المناطق بشرط أن لا تمتلك الأسلحة الثقيلة".وبموجب الاتفاق، "يمنع دخول أي منظمة أو مؤسسة تابعة للحكومة السورية إلى السويداء، مع السماح بدخول منظمات الأمم المتحدة"، وفق المرصد السوري.يشار إلى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى في العاصمة الفرنسية باريس وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، في لقاء غير مسبوق أجرى ترتيباته وتوسط فيه المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك.وكان باراك قد كشف في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس" عن لقائه مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باريس، مساء الخميس، لبحث تثبيت التهدئة، وترسيخ الحوار. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
مصر الكنانة تدافع عن أشقائها دون استكانة
في خطوة إنسانية وسياسية بارزة، نجحت مصر صباح أول أمس الخميس في إدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مكوّنة من 166 شاحنة، تلتها 180 شاحنة أخرى تسلمها الأهالي، رغم استمرار إغلاق المعابر من الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل. وقد جاء هذا الإنجاز بعد تكثيف الجهود الدبلوماسية المصرية وممارسة ضغوط مباشرة على سلطات الاحتلال، بالتوازي مع حشد دعم المجتمع الدولي لصالح القضية الفلسطينية. ويكفي للدلالة على أثر هذه الجهود، أن تعلن فرنسا – في اليوم ذاته – اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. هذا التحرك المصري ليس جديدًا ولا مفاجئًا، إذ لطالما كانت القاهرة في قلب كل ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، تقدم الدعم بأشكاله كافة، سواء من خلال المساعدات المباشرة أو الوساطات السياسية أو الأدوار الخفية التي تمارسها وفق مقتضيات المرحلة، حفاظًا على التوازنات الدقيقة في الإقليم، وتجنبًا لتدهور الأوضاع نحو مواجهة شاملة لا تخدم أحدًا. لقد اختارت مصر، بوعيٍ استراتيجي، أن تؤخر ما هو محتوم – إن أمكن – وأن تسعى إلى تجنيب المنطقة أهوال الحروب، وهي تدرك تمامًا أن اندلاع صراع إقليمي مفتوح سيحوّل كثيرًا من البلدان إلى نسخ مكررة من غزة. ومع ذلك، فإن مصر لا تتخاذل، ولا تتهرّب من مسؤوليتها التاريخية، بل تواصل دورها كداعم رئيسي للأشقاء، مدفوعة بوعي سياسي، وعمق حضاري، وواجب ديني وإنساني. ليست هذه المواقف مرتبطة بحاكم دون غيره أو بنظام دون آخر، بل هي انعكاس لهوية مصر ورسالتها في محيطها العربي والإسلامي. فالدور المصري ليس تفضّلًا ولا مِنّة، بل هو التزام نابع من مكانة اختصها الله بها، وذكرها في كتابه العزيز. قال تعالى: *{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}* [يوسف: 99] وقال سبحانه: *"وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا"* [يونس: 87] وقد نالت مصر شرفًا لا تضاهيه مكانة أخرى، إذ تجلّى الله سبحانه وتعالى على أرضها، وتحدث إلى نبيّه موسى عليه السلام عند جبل الطور في سيناء. إنها أرض الرسالات والأنبياء، وكنانة الله في أرضه، وحصن العرب والمسلمين في الأزمات. *دور لا يُشترى ولا يُباع* لن تتوقّف مصر عن أداء دورها، سواء كان ظاهرًا للجميع أو خلف الستار. هي لا تبحث عن مقابل، ولا تنتظر شكرًا، فدورها هذا ليس خاضعًا لحسابات المصالح الضيقة، بل هو قدرها، ومهمتها التي كتبها الله لها. ومع استمرار العدوان على غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية، تبقى مصر – رسميًا وشعبيًا – حائط الصد الأول، وجسر العون الأخير. ومثلما كانت عبر التاريخ... ستبقى، صوتًا للعقل، ويدًا للسلام، وسندًا لا يُنكَر في وجه الظلم والغطرسة. مسؤولية تاريخية لا تسقط مصر لا تبحث عن شكر أو مقابل، بل تؤدي دورها كدولة محورية، وقدرها أن تبقى – كما كانت – قلب الأمة النابض، ودرعها المنيع، وملاذها في الشدائد. وفي زمن عزّت فيه المواقف، تظل مصر واقفة على الجبهة، لا تساوم على مبادئها، ولا تخشى في الحق لومة لائم. فمصر... إذا حضرت، اطمأن العرب، وإذا غابت، فُقد الاتزان.