
أستاذ إدارة الأزمات والمخاطر اللواء دكتور أحمد توفيق لـ"فيتو": حريق سنترال رمسيس كشف عجز الحكومة..أجهزة الحماية المدنية شهدت طفرة كبيرة ونحن "محلك سر".. ماسبيرو في مرمى الخطر.. وخذوا حذركم قبل الأسوأ
ونظرًا إلى خبرته الواسعة محليًّا وعربيًّا.. تستضيف 'فيتو' في هذا الحوار أستاذ إدارة الأزمات والمخاطر اللواء دكتور أحمد توفيق الذي شخَّص بموضوعية وحياد لا يشوبهما الهوى والغرض الحالة الحكومية الحالية المرتبكة في التعاطي مع حادث سير أو حريق مؤسسة، مستنكرًا غياب العلم عن إدارة الأزمات، والإصرار على التعامل بأساليب نمطية قديمة تجاوزها الدهر.. فإلى نص ما دار من حوار:
- كيف ترى التعامل الأمني مع حريق سنترال رمسيس، وهل لم تكن أجهزة الحماية المدنية على مستوى المسؤولية؟
تعامل أجهزة الحماية المدنية مع حريق سنترال رمسيس كان مميزًا بقدر كبير، وتم بذل أقصى جهد لمكافحة الحريق على مدى ١٦ ساعة باستخدام خراطيم المياه والسلالم الهيدروليكية، ولكن للأسف عادة ما يأتي دور الحماية المدنية بعد وقوع الحريق أو الأزمة، أما إدارة الأزمات فهى منظومة، فهناك أدوار لفريق إدارة الأزمة قبل الأزمة وأثناءها وبعدها.
-
تحدث البعض عن ضرورة الاستعانة بطائرات لإطفاء حريق سنترال رمسيس.. فهل هذا الكلام صائب من الناحية الفنية والعملية؟
هذا خطأ شائع عند العامة من الناس، لأن الطائرات الهليكوبتر في الإطفاء لا تصلح في الحرائق داخل المباني، والتي يجب أن يكون موجودًا بها أجهزة إنذار وإطفاء تعمل أوتوماتيكيًّا بخاصيتي الحرارة أو الدخان، وتكون مادة الإطفاء مناسبة لمكونات المكان من الداخل.. والاستعانة بالطائرات الهليكوبتر تتم لإطفاء الأماكن المفتوحة أو الأسطح العليا المشتعلة، ولكن الصين اخترعت طائرات "درون" تقوم بعمليات الإطفاء في أدوار المباني بدلًا من رجال الإطفاء كنوع من الحماية لهم، وهي غير موجودة في مصر.
-
هل هناك مبانٍ تاريخية ومؤسسات حكومية في وسط العاصمة وغيرها يمكن أن تواجه نفس المصير، ومن ثم نعتبر حريق سنترال رمسيس مؤشرًا أو إنذارًا لما هو أخطر؟
بالفعل، حريق سنترال رمسيس إشارة إنذار واضحة لا يمكن تجاهلها أو التهوين منها، وبالفعل هناك مؤسسات ومبانٍ يجب تجهيزها جيدًا بأنظمة أمنية حديثة وأنظمة إنذار وإطفاء ذاتي على أعلى مستوى، تتولاها شركات متخصصة، ولعل أهمها الآن: مبنى الإذاعة والتلفزيون ودار الأوبرا والمتاحف بوسط البلد ومحطات مترو الأنفاق ومعهد الموسيقى العربية وبعض المسارح القديمة. يجب إعادة النظر بجدية وشفافية في المنظومة الأمنية لهذه الأماكن، وهذه المنظومة تشمل الحراسة بأحدث التقنيات والكاميرات المؤمنة، وكذلك أنظمة الإنذار والإطفاء الذاتي المناسبة لطبيعة ما يحتويه المكان، لأن الماء لا يصلح لكل أنواع الحرائق.
-
حذر كثيرون من مصير مشابه لماسبيرو تحديدًا.. بحكم ترددكم على المبنى الشهير.. هل يعاني بالفعل إهمالًا جسيمًا يجعله في مرمى الخطر؟
بالفعل، مبنى ماسبيرو يعاني من إهمال تراه أي عين تدخل المبنى من خلال الديكورات الخشبية الكثيرة المتروكة في الطرقات من أجل التغيير أو التجديد أو الصيانة، بالإضافة للاستوديوهات من الداخل، وأرى أنه يجب إجراء مراجعة شاملة دقيقة لكل متر في المبنى بتصوير يحمل صفة الشفافية؛ حتى يمكن الوقوف على أي سلبية وتصحيحها من خلال تفريغ المبنى من أي مخلفات، وتصميم نظام إنذار وإطفاء ذاتي على أعلى مستوى يناسب المواد الموجودة بالاستوديوهات قبل أن تقع الكارثة - لا قدّر الله.
- تحدثت بعد حريق سنترال رمسيس عن أنظمة الإطفاء الذاتي.. ما هي، وهل لا يصلح الماء لإطفاء كل الحرائق؟
أنظمة الإطفاء الذاتي هي أنظمة تعمل بحساسات على خاصيتي الحرارة أو الدخان، بمعنى أنه عندما تصل درجة الحرارة إلى درجة معينة في المكان تعمل الرشاشات آليًّا وتكون مجهزة بمادة إطفاء مناسبة لطبيعة محتويات المكان، وكذلك لو كانت الحساسات تعمل على الدخان فيحدث نفس الشيء عند تجمع أي دخان بالمكان.. وهذه الأنظمة تشمل أجهزة إنذار أيضًا على نفس الحساسات.. لأن المياه لا تصلح مثلًا لإطفاء حرائق الكهرباء أو الكمبيوتر والأجهزة التقنية، التي يصلح معها غاز ثاني أكسيد الكربون لأنه يخنق الحريق ولا يسبب أضرارًا.. وهكذا، وهي أمور فنية يعلمها متخصصو الإطفاء.
-
ما الذي يجب أن تفعله الحكومة سريعًا لتجنب سيناريوهات سنترال رمسيس؟
يجب على الحكومة العمل بنظام متكامل عملي لإدارة الأزمات، يعتمد على متخصصين في إدارة الأزمات، فهو علم مثل الطب.. فليس من المعقول أن يقوم شخص لم يدرس الطب بعلاج المرضى لمجرد أن لديه خبرة طبية غير قائمة على دراسة علمية أو أنه من أهل الثقة! إن إدارة الأزمات تحتاج إلى العمل بسيناريوهات تفصيلية مكتوبة لأزمات متوقعة يتم التدريب عليها فعليًا وليس ورقيًّا من خلال فرق أزمات مؤهلة ومدربة على التعامل، ولها دور مهم قبل الأزمة، يتمثل في التدريب والتفتيش والمراقبة على جاهزية المكان واستعداده فعليًّا بشفافية للأزمات.. وأثناء الأزمات بعمل ما تم التدريب عليه بأدوار محددة، ويجب أن يكون هناك متحدث إعلامي مع فريق الأزمات في كل جهة يتم التواصل من خلاله مع الجماهير واطلاعها على المستجدات أولًا بأول، منعًا للشائعات المصاحبة للأزمات.. وبعد الأزمة باحتواء آثارها المتعددة.. وإذا كان هناك بالفعل إدارة للأزمات في كل مؤسسة، فماذا فعلت؟ وما هي النتيجة على الأرض؟ النتيجة ظهرت في سنترال رمسيس وأزمات غرق الشوارع مع الأمطار وحوادث القطارات وغيرها من الأزمات السابقة.
- فنيًّا.. كشف حريق سنترال رمسيس ما وصفه تقرير البنك الدولي من خطورة الاعتماد على بنية أحادية للاتصالات، أو ما وصفه آخرون بأن "السيستم واقع" رغم الإنفاق الباذخ على البنية التحتية التكنولوجية.. ما رأيك؟
حريق سنترال رمسيس، فيتو
أؤيد هذا الرأي تمامًا، فهو يتفق مع علم إدارة الأزمات الذي يُلزم أن تكون هناك بدائل جاهزة وبنفس القوة والتأثير للسيستم الأصلي في أي مجال، وليس الاتصالات فقط.
- ما الدروس الفنية المستفادة من حريق سنترال رمسيس مع أهميته الشديدة؟
لعل أهم الدروس المستفادة من حريق سنترال رمسيس هي ضرورة البدء في العمل بمنظومة إدارة الأزمات بصورة علمية عملية من خلال متخصصين من أهل علم إدارة الأزمات، يعملون بنظم السيناريوهات المكتوبة المتدرب عليها.. والاعتماد على فريق إدارة الأزمات من المتخصصين المؤهلين لإدارة الأزمات، وليسوا مجرد موظفين عاملين بإدارة الأزمات كأي إدارة.
- مع كل حادث.. يسارع البعض سواء مسئولين أو غيرهم من تبني نظرية المؤامرة.. ما رأيك في هذا الطرح؟ وهل بالضرورة هناك طرف آخر وراء كل حادث؟ وما الذي ينبغي على الحكومة فعله في هذا الشأن؟
لست من أنصار نظرية المؤامرة، وأنا أعتبرها شماعة لكل فشل، وإذا افترضنا أن هناك مؤامرة، فبالتأكيد لن تنجح المؤامرة إلا بوجود خلل عند المتآمر عليه؛ لذا أقول لأصحاب نظرية المؤامرة: سدوا الخلل أولًا.
- هل المؤسسات الحيوية في مصر مؤمنة بأنظمة حماية مناسبة؟
ما حدث في سنترال رمسيس يجعلني قلقًا بشأن أنظمة الحماية في المؤسسات الحيوية، ويجب أن نتعلم الدرس ونتدارك أخطاءنا سريعًا، ولا ننتظر وقوع كارثة أخرى. سلاح العلم هو الأقوى في تجنب الأزمات وتدارك آثارها الممتدة. لا يصح أن تستعين المصانع الخاصة بأحدث أنظمة الإنذار التي تكتشف الدخان والحراة العالية وتحذر من الحرائق قبل اندلاعها والحكومة تتحرك بعد وقوع الأزمة!
- هل تجهل الحكومة الحالية فقه الأولويات في إدارة الأزمات؟
نعم.. وأعتقد أن على الحكومة مراجعة الأولويات في إدارة الأزمات جيدًا؛ لأن إدارة الأزمات تقوم أساسًا على فقه الأولويات، ولن تنجح بدونها، ولا عيب في أن تأتي متأخرًا خيرًا من ألا تأتي.
-
عقل الحكومة.. هل الحكومة تفكر وتطبق العلم وتهتم به وتضعه في بؤرة اهتمامها أم أن الأمور تمضي بطريقة عشوائية؟
بالنسبة إلى إدارة الأزمات بصورة علمية، أعتقد أن على الحكومة أن تراجع نظرتها وأسلوبها في إدارة الأزمات؛ فهي ليست شكلًا أو اسمًا فقط ولافتة توضع على واجهات بعض المؤسسات أو الأماكن أو الجهات؛ بل هي عصب وأساس لكل الهيئات والمؤسسات؛ لذا تتكرر الأزمات بنفس الشكل، والنتيجة واحدة على الأرض، وهي عكس المطلوب من إدارات الأزمات.
-
روشتة من 10 نصائح توجهها للحكومة لتجنب ما يمكن تجنبه من الأزمات من الأساس أو التعامل معها فور وقوعها؟
أود أن أوضح أن الأزمات لم ولن تنتهي من أي مكان في العالم، ولا يمكن تجنبها، ولكن الدول التي تعمل بنظم علمية لإدارة الأزمات تعمل على التقليل من التعرض للأزمات أو تحجيمها إذا بدأت.. وأما بالنسبة للنصائح الخاصة بالتعامل مع الأزمات فهي تتلخص في الآتي:
1- يجب البدء في إنشاء نظام إدارة أزمات بطريقة علمية متخصصة تعتمد على أهل علم إدارة الأزمات وليس أهل الخبرة أو الثقة، من خلال إدارة مركزية رئيسية يتبعها إدارات في كل محافظة أو كيان أو مؤسسة أو جهة.
2- يجب تأهيل العاملين واستمرار تأهيلهم بكل جديد في مجال إدارة الأزمات تأهيلًا علميًا وعمليًا، لأنهم ليسوا مجرد موظفين روتينيين.
3- يجب أن تكون مراكز إدارة الأزمات بأي جهة أو محافظة أو مؤسسة تتضمن سيناريوهات مكتوبة عن الأزمات المحتملة بالمكان أو الجهة بشفافية كاملة ومصداقية، وكيفية التعامل معها.
4- أن يتم التدريب عمليًا أكثر من مرة على هذه السيناريوهات التي تحمل كل تفصيلة دقيقة وتحدد دور كل فرد بدقة في فريق إدارة الأزمات وقت الأزمة.
5- يجب على فرق إدارة الأزمات التفتيش بصفة أسبوعية وشهرية على منظومات الإنذار والإطفاء التلقائي بالجهة التي يعملون بها، ويتم ذلك بشفافية دون أي مجاملات أو حرج أو خوف، ويتم العمل بنظام الباركود.
6- يجب تجهيز كل الجهات بأنظمة الإنذار والإطفاء التلقائي، وتقوم بتنفيذه وصيانته شركات متخصصة.. ولنبدأ بالجهات المهمة والحيوية طبقًا لفقه الأولويات.
7- يجب أن تكون مراكز إدارة الأزمات تابعة فنيًا وإداريًا للمركز الرئيسي لإدارة الأزمات، حتى لا يكون هناك أي حرج على العاملين بها في إبداء أي ملاحظات على الجهة، وتكون هناك شفافية ومصداقية في التعامل مع الجهات.
8- يجب أن يتضمن فريق إدارة الأزمات متحدثًا إعلاميًا مدربًا على التواصل مع الجماهير، للتقليل من الشائعات التي تصاحب الأزمات.
9- يجب أن يعمل فريق إدارة الأزمات في الجهات بصلاحيات محددة، ولا ينتظر التوجيهات أو القرارات من أي سلطة أخرى سوى الإدارة المركزية للأزمات، فالأزمات تُدار بفرق علمية عملية مدرَّبة، ولا تُدار بتوجيهات.
10- لا يجب أبدًا التعامل في إدارة الأزمات بنظرية المؤامرة، فهي شماعة للفشل... ولا تنجح أي مؤامرة إلا بوجود خلل عند المتآمر عليه، فسدّوا الخلل أولًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 10 دقائق
- بوابة الأهرام
حي وسط القاهرة يبدأ حملة لنظافة أسطح شارع المعز لدين الله
القاهرة - أميرة الشرقاوي بدأت الأجهزة التنفيذية بحي وسط القاهرة، اليوم الأحد، حملة لنظافة الأسطح بالحى من شارع المعز لدين الله بالتعاون مع القاطنين بالمكان. موضوعات مقترحة حملة لنظافة أسطح شارع المعز لدين الله حملة لنظافة أسطح شارع المعز لدين الله وأشار الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، إلى أن الحملة التى سيتم تعميمها على بقية أحياء القاهرة، تهدف إلى تحسين المظهر العام للأحياء من خلال إزالة المخلفات من الأسطح والمناطق المحيطة، كما تساهم في الحفاظ على الصحة العامة من خلال إزالة مصادر التلوث المحتملة. حملة لنظافة أسطح شارع المعز لدين الله حملة لنظافة أسطح شارع المعز لدين الله وأضاف محافظ القاهرة، أن تلك الحملات تهدف إلى توعية السكان بأهمية النظافة وضرورة الحفاظ على نظافة أسطح المنازل والأحياء.


الدولة الاخبارية
منذ 10 دقائق
- الدولة الاخبارية
تهامي كرم يكتب:'التعليم… المعركة التي تربح بها الأوطان'
الأحد، 27 يوليو 2025 09:52 مـ بتوقيت القاهرة الاوطان لا تنهض بالشعارات ولا بالصراعات، بل بالعقول التي تُصنع في هدوء الفصول، وبالضمائر التي تُغرس في صدور الطلاب على أيدي معلمين مخلصين يدركون أن رسالتهم أمانة، وأن التعليم هو السلاح الأقدر على مواجهة الجهل والتخلف. أبناء مصر يستحقون تعليمًا أفضل، لذا كرست جهدي مع كل المخلصين لخدمة الوطن في مجال التعليم، مؤمنًا بأن بناء الإنسان هو البداية الحقيقية لأي نهضة، وأن المدرسة هي المصنع الأول الذي يخرج للمجتمع مواطنًا صالحًا وواعيًا. دروس من تجارب الأمم الناهضة: التاريخ مليء بالشواهد لمن أراد العبرة: اليابان، التي نهضت من تحت أنقاض الحرب العالمية الثانية، حين قال إمبراطورها: "أعيدوا بناء الإنسان قبل أن تعيدوا بناء المصانع". فجعلوا المعلم في منزلة القائد، فنهضوا بأسرع مما يتخيل العالم. فنلندا، التي كانت تعاني تدني مستوى التعليم، فقررت أن تجعل المعلم هو حجر الأساس، وأن تمنحه الثقة الكاملة، فتحولت إلى الدولة الأولى عالميًا في جودة التعليم. كوريا الجنوبية، التي وضعت شعارًا بسيطًا لكنه عظيم: "من لا يتعلم لا ينهض". فأنفقت على التعليم بسخاء، واليوم صارت قوة اقتصادية وتقنية يحترمها الجميع. هذه التجارب تقول لنا بوضوح: من أراد المجد فعليه أن يبدأ من المدرسة، ومن أراد القوة فليزرعها في عقول أبنائه. المعلم… بطل المعركة الحقيقي: المعلم ليس مجرد موظف يؤدي واجبًا، بل هو بطل حقيقي في معركة بناء الوطن. هو الذي يغرس في طلابه القيم والانتماء، ويصنع مواطنًا يعرف حق وطنه وواجباته نحوه. تكريم المعلم والاهتمام به ليس ترفًا، بل هو استثمار وطني من الدرجة الأولى، لأن الأمم لا تتقدم بأموالها بقدر ما تتقدم بعقول أبنائها. --- مدير المدرسة… قائد لا إداري: ومدير المدرسة ليس مجرد موظف ينظم الجداول ويوقع الأوراق، بل هو قائد تربوي يصنع بيئة تعليمية سليمة، ويفتح الباب للأفكار المبدعة، ويقود المعلمين بروح الفريق الواحد، ويزرع في نفوسهم حب المهنة ورغبة الإصلاح. المدرسة الناجحة تبدأ من مدير قائد ومعلم مخلص وطالب طموح. --- رسالة وطنية صادقة: أنا أكتب هذه السطور من قلب مخلص لبلده، لا أبحث عن مجد شخصي ولا منصب، بل أضع خبرتي كمدير مدرسة في خدمة مصر وأبنائها. لم تكن كتاباتي يومًا إلا دعمًا صادقًا للوطن، ونصيحة مخلصة من رجل تعليم يعرف قيمة الكلمة وأثرها. وأجدد هنا تأييدي الكامل للدولة المصرية وقيادتها الوطنية الرشيدة وعلى رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولجيشها العظيم وشرطتها الباسلة ولكل يد تبني وتعمر. وهذا التأييد ليس تكبيلًا للرأي ولا مجاملة صامتة، بل هو دعم واعٍ ومساندة مخلصة، وحث دائم على تقديم الأفضل، لأن مصر تستحق أن تكون في مقدمة الأمم. تحية لمصر العظيمة التي نحبها ونعمل من أجلها كلٌّ في موقعه، ودعاء صادق أن يحفظها الله آمنة مستقرة، وأن يجعل مستقبلها مشرقًا بأبنا ئها المتعلمين المخلصين.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
غزيون يواجهون الموت من أجل كيس دقيق.. وشهادات دامية من محور زكيم
أكد يوسف أبو كويك، مراسل القاهرة الإخبارية، أنه بدأ منذ صباح اليوم تدفق شاحنات مساعدات من المحور الشمالي الغربي لقطاع غزة، المعروف بمحور زكيم، في إطار الجهود الدولية التي تقودها مصر لتخفيف الحصار والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وأضاف خلال مداخلة عبر "القاهرة الإخبارية": " ووصلت بالفعل عدة شاحنات إلى المنطقة، وتمكن مئات المواطنين من الحصول على أكياس من الدقيق وكميات قليلة من الأرز. وروى أحد المواطنين أنه منذ الساعة السابعة صباحًا دخل عدد محدود من السيارات، لكن سرعان ما أطلق جيش الاحتلال النار عليهم رغم الإعلان عن "هدنة إنسانية"، وقال: "اليهود طخوا علينا، قالوا فيه هدنة إنسانية وطلع ما فيه، أصيب ناس واستشهد ناس قدامي، دخلت حوالي 8 إلى 10 سيارات وجبتن من الموت". وأوضح الفلسطيني أن بعض الشباب اضطروا لسحب المصابين من تحت السيارات وسط إطلاق النار، مؤكدا أن دوافعهم لمخاطرة الأرواح كانت الحاجة والجوع: "من الجوع خشينا، ما فيش غير السيارة تصفن، وإحنا اضطرينا نخش عليهم، الدبابات كانوا قدامنا، وطلعت 4 كيلو رز بالعافية". أمهات مكلومات: نُقتل من أجل حفنة أرز وسردت إحدى السيدات رحلتها القاسية للحصول على الطعام لبناتها اليتيمات: "من الصبح رايحة أجيب لهن صحن رز، ما قدرتش، بالآخر جيبته من الأرض"، مشيرة إلى أن المساعدات لا تصل إلى مراكز التوزيع الرسمية التابعة للمؤسسات الدولية. وقالت: "ما بنقدرش نوصل، أنا رحت على أمريكية وكلت شظية، وما قدرتش أجيب، رشوا علينا قنابل وفلفل، بنموت عشان نأمن صحن رز للبنات، أبوهم متوفى، ومن وين نجيب؟". وطالبت السيدة بوقوف العالم إلى جانبهم: "إن شاء الله الدول كلها تقف معانا، الشباب بيموتوا جوا، كل يوم ناس بتدعس من المقاطير وبتستشهد". وتابع أبو كويك، في ظل استمرار الأزمة، تكررت المشاهد المؤلمة لآلاف المواطنين العائدين من محور زكيم، بعضهم حصل على القليل من المساعدات، والآخرون ما زالوا يأملون أن تصل تلك الشاحنات إلى المؤسسات الدولية لتوزيعها بطريقة تحفظ كرامتهم وتقيهم خطر الموت والازدحام، في وقتٍ يحاول فيه كثيرون بلوغ أقصى المناطق الشمالية الغربية للقطاع بحثًا عن فرصة للبقاء".