
زيارة سلام الحدودية تُنبّه ولا تعالج... 6 معابر رسمية وعشرات الطرق للتهريب
في ظل التطورات الأمنية، تطرح زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للحدود الشرقية أسئلة محورية عن واقع المعابر بين لبنان وسوريا. كم عدد المعابر الرسمية التي تربط البلدين شمالًا وفي البقاع؟ وهل جميعها لا تزال تعمل شرعيا؟ ماذا عن تلك التي خرجت عن الخدمة بسبب الحرب؟ والأهم، كم يبلغ عدد الممرات غير الشرعية التي تُستخدم للتهريب والتسلل؟
أسئلة ملحّة تعيد فتح ملف الحدود وتضعه مجددًا في صلب الأولويات الأمنية والسيادية للدولة اللبنانية.
يشير العميد الركن المتقاعد خليل الجميّل، الخبير في ترسيم الحدود البحريّة والبريّة، إلى أن لبنان يضم ستة معابر برية رسمية مع سوريا، موزعة على الشكل الآتي: في قضاء عكار، ثلاثة معابر هي العريضة والعبودية، ويصنّفان من الفئة الأولى (مشاة، سيارات، شاحنات صغيرة، شاحنات كبيرة)، يليهما معبر جسر أقمار من الفئة الثالثة (مشاة وسيارات فقط). في قضاء الهرمل معبر رسمي واحد افتُتح عام 2022 هو مطربا، من الفئة الثالثة. أما في البقاع الشمالي وفي قضاء بعلبك فمعبر واحد هو القاع – جوسيه، ويصنّف من الفئة الأولى، ويُستخدم حاليًا في حالات الترحيل ولعبور السيارات والأشخاص من القاع في اتجاه سوريا.
في قضاء زحلة يواصل معبر المصنع من الفئة الأولى عمله كالمعتاد. أما المعابر الأربعة الأخرى فقد توقفت عن العمل بسبب تعرّضها لتدمير جزئي أو كلّي جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على الممرات غير الشرعية.
ويُحذّر الجميّل من أن الواقع الحدودي لا يقتصر على المعابر الرسمية، بل يشمل عشرات الممرات غير الشرعية المنتشرة خصوصًا في المناطق الجبلية والوعرة أو في أماكن التداخل السكاني بين البلدين.
ويؤكد أن الجيش اللبناني يبذل جهودًا متواصلة لإقفال هذه المعابر، لكن المهربين يعاودون فتحها بسرعة، ما يجعل من الصعب ضبطها بالكامل، خصوصا في ظل الطبيعة الجغرافية المعقّدة للحدود اللبنانية - السورية التي تمتد حوالى 350 كيلومترًا، والحاجة إلى أعداد كبيرة من القوى الأمنية لتغطيتها بفاعلية.
ويعتبر الجميّل أن تهريب الأشخاص عبر هذه المعابر يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني، إذ لا يمكن التحقق من هويات الداخلين أو الخارجين، ما يفتح المجال أمام دخول عناصر قد تكون ضالعة في أنشطة غير قانونية. كذلك، يُحذر من استخدام هذه الممرات لتهريب الأسلحة من جهات متعددة، ما يُفاقم التحديات الأمنية في غياب الرقابة الكاملة.
ويلفت إلى خطورة تهريب الأموال والمخدرات، مشيرًا إلى احتمال ارتباط بعض هذه العمليات بتمويل جماعات متطرفة.
أما من الناحية الاقتصادية، فيوضح أن التهريب يُضعف القطاعات الإنتاجية المحلية، ويُفاقم العجز المالي للدولة بسبب دخول بضائع سورية من دون رسوم جمركية، ما يُلحق ضررًا بالغًا بالزراعة والصناعة اللبنانية.
من جانبها، تفيد قيادة الجيش "النهار"عبر مديرية التوجيه، أن وحداتها تنتشر على كامل الحدود الشرقية والشمالية، وتدير شبكة من أبراج المراقبة المجهزة بكاميرات حرارية ومتطورة، يديرها عناصر من الجيش وتؤمّن إنذارًا مبكرًا لأي تحرك مشبوه. وقد أقيمت مراكز عسكرية ثابتة بعد معركة "فجر الجرود" عام 2017، ساهمت في إغلاق معظم المعابر غير الشرعية، رغم استمرار بعض الثُغَر التي تتطلب مراقبة دقيقة في ظل صعوبة التضاريس.
زيارة نواف سلام تمثل تذكيرًا بضرورة ضبط الحدود كجزء أساسي من حماية السيادة واستقرار الداخل، لكنها تبقى خطوة ضمن مسار طويل يتطلب تنسيقًا أوسع بين المؤسسات اللبنانية، وتعزيز الرقابة، وتعاونًا واضحًا مع الدولة السورية. فالمعركة على الحدود ليست أمنية فقط، بل تمسّ الاقتصاد والمجتمع، ولا يمكن كسبها إلا بمقاربة شاملة ومتجانسة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 2 ساعات
- صوت لبنان
"تعلّمنا من شوائب الانتخابات البلدية وسنبدأ التحضير للنيابية"... سلام: لبنان لم يتوقف يومًا عن المطالبة بتسليم جميع الأسرى لدى إسرائيل
أكد رئيس الحكومة نواف سلام، في تصريح له من وزارة الداخلية، أن العملية الانتخابية البلدية لم تخلُ من بعض الشوائب، ولا سيما في الشمال، مشددًا على أن الحكومة "تعلّمت منها" وستباشر التحضير للانتخابات النيابية المقبلة، مستفيدة من الدروس المستخلصة من هذا الاستحقاق. وأوضح سلام أن الحكومة تنظر بإيجابية إلى إجراء الانتخابات من دون أي تصعيد أمني، لا سيما من الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه "مهما أُعطينا من ضمانات إسرائيلية، لا يمكن الوثوق بها"، وشكر الله على مرور الانتخابات بسلام. وفي الملف السيادي، شدد رئيس الحكومة على أن لبنان لم يتوقف يومًا عن المطالبة بتسليم جميع الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، والانتهاء من احتلال الأراضي اللبنانية، لافتًا إلى أن الحكومة تواصل مساعيها في هذا الاتجاه بالتعاون مع الأمم المتحدة وفرنسا وأميركا، إلى جانب حشد الدعم من الأصدقاء للضغط على إسرائيل.


النهار
منذ 2 ساعات
- النهار
سلام: لا ثقة بالضمانات الإسرائيلية ونواصل الضغط عبر الشركاء الدوليين
أكد رئيس الحكومة نواف سلام، في كلمة ألقاها من وزارة الداخلية، أن الحكومة ستبدأ العمل فوراً على التحضير للانتخابات النيابية المرتقبة العام المقبل، مستندة إلى الدروس المستخلصة من التجربة الانتخابية البلدية الأخيرة. وقال سلام: "لا يمكن إنكار وجود بعض الشوائب، لا سيما في منطقة الشمال، وقد تعلّمنا منها وتمت معالجتها. كان من المهم إجراء الاستحقاق البلدي في موعده وضمان حيادية الدولة في كل مراحله". وفي ما يتعلق بالوضع الأمني، شدد رئيس الحكومة على أن "مهما أُعطيت من ضمانات إسرائيلية، لا يمكن الوثوق بها"، معرباً عن شكره لله "لأن الانتخابات جرت من دون أي تصعيد إسرائيلي". وفي سياق متصل، جدد سلام التأكيد على الموقف اللبناني الثابت بالمطالبة بتسليم جميع الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وانسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية. وأشار إلى أن الحكومة تواصل تحركها بالتنسيق مع الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة، فضلاً عن حشد الدعم الدولي لممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل. وختم رئيس الحكومة بالتأكيد على استمرار الجهود لتأمين مساعدات إضافية لعملية إعادة الإعمار، مشدداً على التزام الحكومة بمسؤولياتها الوطنية والإنسانية في هذه المرحلة الدقيقة.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
عن تحرير أسرى "حزب الله".. تعليق لنواف سلام!
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... نقلت شبكة "سكاي نيوز عربية" عن معلومات صحافية قولها أن اتفاق تبادل سجناء مرتقب بين العراق وإيران وإسرائيل، في ظل تقدّم بالمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران. وتشمل الصفقة إطلاق إسرائيل سراح 6 من عناصر حزب الله وقبطان بحري لبناني، مقابل الإفراج عن الأكاديمية الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف ومواطن إيراني. ورداً على هذه المعلومات المتداولة، قال رئيس الحكومة نواف سلام من وزارة الداخلية، " لم نتوقف يوما عن المطالبة بتسليم كل الاسرى اللبنانيين". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News