أحدث الأخبار مع #فجرالجرود


النهار
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
زيارة سلام الحدودية تُنبّه ولا تعالج... 6 معابر رسمية وعشرات الطرق للتهريب
في ظل التطورات الأمنية، تطرح زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للحدود الشرقية أسئلة محورية عن واقع المعابر بين لبنان وسوريا. كم عدد المعابر الرسمية التي تربط البلدين شمالًا وفي البقاع؟ وهل جميعها لا تزال تعمل شرعيا؟ ماذا عن تلك التي خرجت عن الخدمة بسبب الحرب؟ والأهم، كم يبلغ عدد الممرات غير الشرعية التي تُستخدم للتهريب والتسلل؟ أسئلة ملحّة تعيد فتح ملف الحدود وتضعه مجددًا في صلب الأولويات الأمنية والسيادية للدولة اللبنانية. يشير العميد الركن المتقاعد خليل الجميّل، الخبير في ترسيم الحدود البحريّة والبريّة، إلى أن لبنان يضم ستة معابر برية رسمية مع سوريا، موزعة على الشكل الآتي: في قضاء عكار، ثلاثة معابر هي العريضة والعبودية، ويصنّفان من الفئة الأولى (مشاة، سيارات، شاحنات صغيرة، شاحنات كبيرة)، يليهما معبر جسر أقمار من الفئة الثالثة (مشاة وسيارات فقط). في قضاء الهرمل معبر رسمي واحد افتُتح عام 2022 هو مطربا، من الفئة الثالثة. أما في البقاع الشمالي وفي قضاء بعلبك فمعبر واحد هو القاع – جوسيه، ويصنّف من الفئة الأولى، ويُستخدم حاليًا في حالات الترحيل ولعبور السيارات والأشخاص من القاع في اتجاه سوريا. في قضاء زحلة يواصل معبر المصنع من الفئة الأولى عمله كالمعتاد. أما المعابر الأربعة الأخرى فقد توقفت عن العمل بسبب تعرّضها لتدمير جزئي أو كلّي جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، ما أدى إلى زيادة الاعتماد على الممرات غير الشرعية. ويُحذّر الجميّل من أن الواقع الحدودي لا يقتصر على المعابر الرسمية، بل يشمل عشرات الممرات غير الشرعية المنتشرة خصوصًا في المناطق الجبلية والوعرة أو في أماكن التداخل السكاني بين البلدين. ويؤكد أن الجيش اللبناني يبذل جهودًا متواصلة لإقفال هذه المعابر، لكن المهربين يعاودون فتحها بسرعة، ما يجعل من الصعب ضبطها بالكامل، خصوصا في ظل الطبيعة الجغرافية المعقّدة للحدود اللبنانية - السورية التي تمتد حوالى 350 كيلومترًا، والحاجة إلى أعداد كبيرة من القوى الأمنية لتغطيتها بفاعلية. ويعتبر الجميّل أن تهريب الأشخاص عبر هذه المعابر يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني، إذ لا يمكن التحقق من هويات الداخلين أو الخارجين، ما يفتح المجال أمام دخول عناصر قد تكون ضالعة في أنشطة غير قانونية. كذلك، يُحذر من استخدام هذه الممرات لتهريب الأسلحة من جهات متعددة، ما يُفاقم التحديات الأمنية في غياب الرقابة الكاملة. ويلفت إلى خطورة تهريب الأموال والمخدرات، مشيرًا إلى احتمال ارتباط بعض هذه العمليات بتمويل جماعات متطرفة. أما من الناحية الاقتصادية، فيوضح أن التهريب يُضعف القطاعات الإنتاجية المحلية، ويُفاقم العجز المالي للدولة بسبب دخول بضائع سورية من دون رسوم جمركية، ما يُلحق ضررًا بالغًا بالزراعة والصناعة اللبنانية. من جانبها، تفيد قيادة الجيش "النهار"عبر مديرية التوجيه، أن وحداتها تنتشر على كامل الحدود الشرقية والشمالية، وتدير شبكة من أبراج المراقبة المجهزة بكاميرات حرارية ومتطورة، يديرها عناصر من الجيش وتؤمّن إنذارًا مبكرًا لأي تحرك مشبوه. وقد أقيمت مراكز عسكرية ثابتة بعد معركة "فجر الجرود" عام 2017، ساهمت في إغلاق معظم المعابر غير الشرعية، رغم استمرار بعض الثُغَر التي تتطلب مراقبة دقيقة في ظل صعوبة التضاريس. زيارة نواف سلام تمثل تذكيرًا بضرورة ضبط الحدود كجزء أساسي من حماية السيادة واستقرار الداخل، لكنها تبقى خطوة ضمن مسار طويل يتطلب تنسيقًا أوسع بين المؤسسات اللبنانية، وتعزيز الرقابة، وتعاونًا واضحًا مع الدولة السورية. فالمعركة على الحدود ليست أمنية فقط، بل تمسّ الاقتصاد والمجتمع، ولا يمكن كسبها إلا بمقاربة شاملة ومتجانسة.


النهار
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
هذه الصورة ليست لأسر عنصر من هيئة تحرير الشام بعد دخوله لبنان FactCheck#
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "أسر عنصر من هيئة تحرير الشام لدى محاولته دخول لبنان" أخيرا. الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 22 آب 2017 على الأقل. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر الصورة شخصاً بزي عسكري وضع حذاءه على فم رجل. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات، بالعربية والانكليزية، ارفقتها بمزاعم انها "لأسر عنصر من هيئة تحرير الشام حاول دخول لبنان". القوات السورية تتقدم 5 كلم داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حوش السيد علي جاء تداول الصورة في وقت أكّد مختار بلدة حوش السيد علي محمد ناصر الدين لـ"النهار" أنّ قوات الإدارة السورية الجديدة توغلت داخل الأراضي اللبنانية لمسافة 5 كيلومترات عند الثانية فجر الثلثاء، وواصلت تقدمها صباحاً، ممّا أدّى إلى توسيع نطاق سيطرتها في البلدة. وأشار إلى أنّ القوات السورية تمكنت من الاستيلاء على المدرسة الرسمية اللبنانية، الأمر الذي أسفر عن تهجير أكثر من 500 عائلة تقطن في المنطقة المعروفة بـ"تحت الساقية"، حيث تعرضت منازلهم للاحتراق والنهب خلال العمليات العسكرية. ووصل فوج المجوقل في الجيش اللبناني إلى مدخل حوش السيد علي، حيث يُحكى عن عملية دقيقة لتحديد الحدود بين البلدين داخل البلدة. وكشفت مصادر لموقع "الجمهورية" أنّ "هيئة تحرير الشام" ظلت طوال يوم الثلثاء تماطل في الانسحاب من الجزء اللبناني من بلدة حوش السيد علي، مشيرة إلى أنّه في الساعة الخامسة بعد الظهر أبلغت "الهيئة" الجيش بأنّها ستؤجّل الانسحاب حتى الاربعاء. وكان سبعة أشخاص قُتلوا في لبنان وأصيب 52 آخرون من جراء أعمال العنف على الحدود الشرقية مع سوريا، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، بعد مواجهات اندلعت الأحد 16 آذار 2025 في المنطقة إثر مقتل ثلاثة عسكريين سوريين، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". وبعد يومين من المواجهات، اتفق الجانبان اللبناني والسوري على "وقف النار"، على ما أعلنت وزارة الدفاع اللبنانية الاثنين. وبدأ التوتر ليل الأحد على الحدود إثر دخول "ثلاثة عناصر من الأمن العام السوري الى الأراضي اللبنانية في بلدة القصر، حيث تعرضوا لإطلاق نار من أفراد عشيرة تنشط في مجال التهريب"، الامر الذي أسفر عن مقتلهم. واتهمت وزارة الدفاع السورية الأحد حزب الله "بخطف ثلاثة من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود اللبنانية (...) قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم"، الأمر الذي نفاه حزب الله "بشكل قاطع". الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. فالبحث العكسي يوصلنا الى صفحة الشهيد المغوار البحري في الجيش اللبناني كلّاس كلاّس في الفايسبوك، والتي نشرت الصورة في 22 آب 2017، مع تعليق: "الجيش اللبناني داعس على داعش وكل واحد رح يتطاول على تراب الوطن". ولم نستطع معرفة اي تفاصيل عن الصورة وسياقها ومتى التقطت ومكان تصويرها. وقد جاء نشرها يومذاك مع صور أخرى نشرتها الصفحة في آب 2017، و ربطتها بعملية "فجر الجرود" ، التي أطلقها قائد الجيش يومذاك العماد جوزاف عون صباح 19 آب 2017 بهدف مهاجمة إرهابيي تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في جرود رأس بعلبك- القاع شرق لبنان وتدميرهم لاستعادة الأرض والانتشار على الحدود. و"قد أسفرت عمليات الجيش عن دحر المجموعات الإرهابية، وقتل نحو 20 إرهابيًا، وتدمير 11 مركزًا تابعًا لهم تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة"، وفقا للجيش اللبناني. و"فيما استشهد عدد من العسكريين، أُصيب آخرون بجروحٍ مختلفة نتيجة التفخيخات والألغام والأشراك التي وضعها الإرهابيون، لكن الوحدات واصلت تقدّمها السريع تحت غطاء ناري كثيف أمّنته المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات، فسُجّلت حالات انهيار وفرار كبيرة في صفوف الإرهابيين". و"في 30 آب 2017 كان النصر، اذ تمكن الجيش من تطهير جرود السلسلة الشرقية من الارهابيين واستعاد جثث العسكريين الذين كانت المجموعات الإرهابية اختطفتهم في جرود عرسال عام 2014". تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً أن الصورة المتناقلة تظهر "أسر عنصر من هيئة تحرير الشام لدى محاولته دخول لبنان" أخيرا. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 22 آب 2017 على الاقل.


النشرة
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- النشرة
تحريك الحدود الشرقية مع سوريا: انتقام من اللبنانيين الشيعة لاستهداف "حزب الله" أم ضبط عمليات تهريب؟
لا تزال قضية العشائر تتفاعل على الحدود الشرقية، خصوصاً بعد سقوط النظام السوري وإمساك هيئة "تحرير الشام" بزمام الحكم، وهي أعادت إلى الاذهان ما حصل في السنوات السابقة خلال وجود تنظيمي "داعش" وجبهة "النصرة" في جرود لبنان. الحقيقة أن القصّة مختلفة، فقد اندلعت اشتباكات بين مسلحي الامن العام السوري، الذين هم من هيئة "تحرير الشام"، وبين عشائر لبنانيّة من آل جعفر وزعيتر ومديلج، يمتلكون أراضٍ زراعية في سوريا، وتحديدا في بلدة القصر ويسكنون فيها، والمشكلة التي حصلت تعود إلى التهريب، ولكن يبدو أن لتلك القضية رواية مختلفة. يشرح قائد معركة "فجر الجرود" العميد المتقاعد فادي داوود أنه "لناحية التهريب فالمنطقة كلّها معابر غير شرعية ويصل عددها إلى 146 معبراً. وإذا اعتبرنا أن المقصود تهريب أسلحة إلى "حزب الله"، فالسؤال الذي يُسأل هنا من أين سيأتي الحزب بتلك الأسلحة ولا يوجد طريق للمجيء بها أو حتى لايصالها"؟. القضية التي تحصل على الحدود الشرقية، هي ببساطة موضوع مشكلة مع أهالي المنطقة الذين هم من العشائر. ويشير العميد داوود إلى أن "للعشائر على الحدود الشرقية أراضٍ من أيام العثمانيين، وفي العام 1943 بعد تحديد الحدود تملّكوها واستثمروها، وهنا قد يكون الطرف الثاني قد قال إن العشائر مدّت نفوذها وأخذت أو "استولت" على اراضٍ، واليوم وبعد أن تراجع نفوذ "حزب الله" عادت جبهة تحرير الشام وأخذت جزءًا من تلك الاراضي". صحيح أن العشائر هي التي تتحرك على الحدود الشرقية، ولكن المعروف أن عددها لا يقل عن 35 ألف شخصاً، وبالتالي حكماً فإنّ الاغلبية توالي "حزب الله"، وهنا يظنّ البعض أن الحزب قد يكون خلف الموضوع لأسباب عديدة، منها التأكيد على ضرورة بقاء السلاح. ولكن العميد داوود يرى أن الحزب بهذه المرحلة، يريد إقفال أبواب المشاكل، وإهتماماته هي في مكان آخر، وليس بوارد الدخول في مشاكل من هذا النوع أياً تكن"، لافتاً إلى أن "الجيش اللبناني تدخّل في العملية وقام بالفصل بين العشائر وهيئة تحرير الشام"، مؤكداً في نفس الوقت أن "العودة بالذاكرة إلى الوراء وتشبيه ما يحصل اليوم على الحدود بما حصل في الماضي في عرسال هو خطأ فادح"، مشيراً الى "أنّ المعركة كانت بين خمسة آلاف جندي لبناني وتنظيم داعش في الاراضي اللبنانية". بدوره، العميد المتقاعد منير شحادة يسأل عمّا اذا كانت العشائر هي من تمنع السلطات السورية أن تضبط المعابر غير الشرعية، فكيف تسمح هذه السلطات بعبور صهاريج المحروقات مثلا؟ مطالبًا "سوريا بضبط حدودها من المصنع وحتى العريضة"، مشيراً إلى أن "من يستفيد من كافة أنواع التهريب هم دروز وسنّة البقاع الغربي وعرسال، وشيعة النبي شيت وبريتال، ومسيحيو القاع، وشيعة الهرمل، وسنة عكار، وعلويو العريضة". "بدأت الاحداث في الشمال الشرقي بعد سقوط النظام السوري السابق وفي قرى يسكنها لبنانيون شيعة، وبدأ انتقام من قبل السلطات السورية بحق الاقليّات من المسيحيين والعلويين والشيعة التي ساندت النظام السوري، ومنهم هذه القرى الشيعية الموجودة داخل الاراضي السورية". هذا ما يؤكده العميد شحادة، مشيراً إلى أنه "حتى الان الحدود اللبنانية السورية غير مرسّمة مع وجود 27 نقطة خلاف على الاراضي من مزارع شبعا وحتى العريضة وجب حلها، وهذه الخلافات على الاراضي ان كانت مملوكة أو مشاعات ومراعي هي التي تؤدّي إلى هذه المشاكل منذ زمن طويل". واضاف: "هناك قرى لبنانية لا يمكن الدخول اليها الا من الاراضي السوريّة، مثل معربون والطفيل، وقد فتح مؤخراً الجيش اللبناني طريقًا إلى هذه القرى ليتم الدخول لها من منطقة البقاع"، لافتاً إلى أن "ما يحصل اليوم هو عملية انتقام وتهجير قسم كبير من القرى التي يسكنها شيعة لبنانيون في المقلب الاخر، أي أننا نشعر أن هناك استهداف لهذه المنطقة وليس اغلاق معابر، لأنه لو كان كذلك فيجب أن تغلق على كامل الحدود وليس في منطقة محدّدة"، مشدداً في النهاية على أن "ما يحصل هو استكمال لحصار المقاومة من هذه المنطقة التي تعتبر بيئة حاضنة لها، من دون أن تشارك في هذه الاحداث بل هي منطقة عشائرية لا تردّ على أحد". في المحصلة، غريب أمر تحريك الحدود مع سوريا في تلك النقطة فقط، ويبقى السؤال كيف ستكون خواتيم هذه المشكلة؟!.

المدن
٠٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- المدن
بقرادوني مستبشراً بالعهد: عون مزيج بين شهاب وشمعون
لا تختصر عبارة رئيس الجمهورية جوزاف عون في خطاب القسم، "اليوم تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ لبنان"، النهج الإصلاحي الذي يسعى لتكريسه في العهد الجديد، بما يتلاقى مع تغيرات في الداخل والمنطقة. فمجرد انتخاب رئيس يتحدر من الجنوب، للمرة الأولى منذ انشاء لبنان الكبير، يعكس تبدلاً في شكل الحكم في لبنان المعروف بأنه حكم مركزي، وصل الى رئاسة الجمهورية رؤساء من المركز (بيروت وجبل لبنان) وامتداداته في زحلة وزغرتا، ولم يصل من الأطراف أي مرشح لرئاسة الجمهورية. يمثل عون، أول وجه مسيحي ماروني جنوبي في تاريخ لبنان يصل إلى رئاسة الجمهورية. وهذا يحمل رمزية كبيرة بالنسبة للبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً. قد يكون الوضع المشتعل في الجنوب، دافعاً مهماً لايصال الرئيس عون، الى جانب ميزات أخرى، كشخصية قيادية ووسطية وخبيرة في التعامل مع التعقيدات الداخلية والدولية، ساهمت في إيصاله. التحرير في مستهل الإصلاح ويقرأ الوزير الأسبق كريم بقرادوني، وهو مؤرخ ووزير سابق، وشغل منصب مستشار لأكثر من رئيس سابقاً، في هذه المتغيرات في انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ويقول لـ"المدن" إنه "خلال أشهر، سيكون الجنوب تحت سيطرة الجيش اللبناني، وهذا يعود بفضل عون، فالرجل من الجنوب ويعرف حساسيات المنطقة ويسعى لمعالجتها بهدوء". هذا الواقع، واكبه عون ومهد له منذ كان في قيادة الجيش. يقول: "للمرة الأولى نرى تقدماً وانتشاراً للجيش اللبناني في الجنوب من دون أن يتلقى ردود أفعال تدفعه إلى التراجع. والأهم أن الجيش يدخل بدعم واضح من اللبنانيين". ويعتقد بقرادوني أن المشروع الإصلاحي يبدأ من المشروع التحريري. العوامل الداخلية لوصوله لم تكن هذه المرة الأولى التي يكون فيها عون شاهداً على تحرير أرضٍ من الاحتلال، فقد برز دوره بشكل كبير في جرود رأس بعلبك والقاع عندما أطلق الجيش اللبناني معركة "فجر الجرود" في العام 2017 ضد التنظيمات الإرهابية مثل "داعش"، وحقق انتصاراً باستعادة الأرض والانتشار على الحدود. ويعبّر بقرادوني عن تفاؤله بالرئيس عون والإصلاحات التي سيقوم بها لتحسين الأوضاع الراهنة في البلاد. ويضيف: "عندما ينجح عون في الجنوب بشكل كامل، سيكون الطريق مفتوحاً أمامه للنجاح على صعيد لبنان". أمرة الجيش.. والجمهورية ووفقاً لبقرادوني، فإن "أمرة الجيش تختلف عن أمرة الجمهورية". فقد أثبت عون أن الجيش هي مؤسسة رسمية ونظيفة، وكما نجح في قيادة الجيش، فإن الناس يأملون أن ينجح في إدارة البلاد. ووجوده كرئيس جمهورية يطرح شرطين: الأول هو تشكيل حكومة، والثاني هو وضع إصلاحات، لكي تتمكن البلاد من الحصول على المساعدات. ويضيف بقرادوني أن وجود عون يعني أن البلد قادر على التحرك في إطار الديمقراطية وليس عن طريق الانقلاب". متغيرات في وضعية "حزب الله" أسفرت الحرب الأخيرة على لبنان عن تغيرات في وضعية "حزب الله" العسكرية، بعد اغتيال قادته. يقول بقرادوني إن "اغتيال قادة الحزب قد أضعف قوته، فالحزب يحتاج الآن إلى الدولة اللبنانية، وليس العكس. وتعتبر هذه المعادلة جديدة، خصوصاً أن الثنائي الشيعي يسعى في الوقت الحالي لتحقيق حقائب وزارية بعد أن كان يشكل دولته المستقلة إلى جانب الدولة اللبنانية". الشهابية في العهد الجديد ويشبه بقرادوني عهد عون بعهد الرئيس وقائد الجيش الأسبق فؤاد شهاب، الذي تولى الحكم في العام 1958 باتفاق أميركي – مصري، وباعتباره رجل إصلاحي، وإن كان قد شغل منصباً أمنياً سابقاً. يقول بقرادوني: "عون وشهاب يتشابهان في المعرفة الدقيقة بتأثيرات الوضع العربي المحيط وتداعياته على لبنان". ويؤكد ذلك من خلال تسليطه الضوء على التنوع في الزيارات والاستقبالات التي يقوم بها الرئيس الحالي مع معظم القوى المحلية والاقليمية والدول الكبرى، لا سيما "المجموعة الخماسية"، وبصورة خاصة الأميركيين والفرنسيين. التاريخ يعيد نفسه "وإن التاريخ يعيد نفسه".. يقول بقرادوني، إذ بعد الزلزال الذي وقع في العام 1956 ودمّر بلدات في جبل لبنان، عملت الدولة اللبنانية على إعادة الإعمار في عهد الرئيس كميل شمعون. وبالتالي، "اليوم يجب على الدولة أن تعيد إعمار ما دمره العدو الإسرائيلي في الجنوب، ليصبح المواطن أهلاً لها وليس تابعاً لجهات أخرى"، وفقاً لبقرادوني. ومن ناحية الإنفاق، يضيف بقرادوني أن عون يسعى إلى تحصيل تمويل خارجي للجنوب تحديداً، إذ أن "الجنوب هو مفتاح المستقبل واستقرار لبنان من استقرار الجنوب، وفي لبنان، يوجد مشروع تحرير، ومشروع توحيد، ومشروع تجديد، هذه هي الثلاثة، المشاريع التي تصنع التغيير الكبير، لنرى إن نجح عهد جوزاف عون أم لم ينجح". وفي حديثٍ سابق لـ "المدن" مع الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، ذكر أن خسائر الحرب تحتاج كحد أدنى إلى 11 مليار و200 مليون دولار لإعادة الإعمار، إن توفر التمويل. وبالتالي، فإن عون يقود تأمين هذا التمويل من خلال علاقاته الخارجية. هنا، يشير بقرادوني إلى أنه " سابقاً كنا نقول إن أمن لبنان من أمن الجنوب، واليوم نقول العكس، أمن الجنوب من أمن لبنان". والمعنى أن لبنان اليوم سوف يعمر الجنوب من خلال الأموال الخارجية لكن الإدارة ستكون لبنانية، و"بذلك أنا مع التمويل الداخلي"، مستكملاً أنه بقدر ما ينجح عون في هذا الموضوع الداخلي، بقدر ما يكون كميل شمعون الثاني.