
هاتف "إكس 200 برو" من "فيفو".. تجربة تصوير ثورية قد تغير موازين المنافسة في 2025
"فيفو" (Vivo)، الشركة الصينية الرائدة في مجال الهواتف الذكية، لا تكتفي دائما بتقديم الأجهزة العادية، بل تسعى بشكل مستمر إلى دفع حدود الابتكار. منذ تأسيسها في عام 2009، تمكنت "فيفو" من إثبات نفسها كأحد اللاعبين الأساسيين في سوق الهواتف الذكية، مع التركيز على تقديم تقنيات مبتكرة في مجال التصوير والصوت والأداء.
ومع دخولها إلى سوق الهواتف الرائدة، أطلقت الشركة العديد من الهواتف التي لفتت الانتباه، مثل هواتفها التي تدعم تقنيات الجيل الخامس و الشاشات المنحنية.
لكن في 2025، ومع إطلاق هاتف "إكس 200 برو" (X200 Pro)، يبدو أن "فيفو" بصدد دخول حقبة جديدة في عالم الهواتف الذكية، حيث يتوقع الكثيرون أن يقدم الهاتف تجربة تصوير قد تنافس حتى الأجهزة الرائدة في السوق.
تصميم مميز وبناء متقن.. جمالية ووظيفة تتناغمان مع روح الابتكار
يبدو أن بعض التفاصيل تغيرت هذه المرة مع "فيفو إكس 200 برو" (Vivo X200 Pro). فقد تخلت الشركة أخيرا عن الملصقات التسويقية الزائدة التي كانت تزين أجهزة سابقة، مثل "تصوير احترافي" و"خيال فائق"، واعتمدت على مظهر أنيق أكثر هدوءا.
باستثناء شعار "زيس" (Zeiss)، وطبقة "تي ستار" (*T) المميزة، وشعار "فيفو"، لا يحتوي الجهاز على أي إضافات بصرية غير ضرورية، في دلالة على ثقة "فيفو" بأن التصميم والقدرات كافية للحديث عن نفسها.
تحمل الشاشة المسطحة تماما لمسة من الحداثة، وتقدم تحسينات مدروسة تسهم في تجربة استخدام أكثر سلاسة وراحة، خصوصا عند الإمساك بالهاتف أو أثناء الاستخدام اليومي.
أما الإطار الجانبي المصنوع من الألومنيوم شبه المطفي، فيمنحُ الجهاز ملمسا فخما وثباتا جيدا في اليد، بينما يضفي الغطاء الخلفي الزجاجي لمسة راقية، رغم أن "فيفو" لم توضح المادة المستخدمة فيه بشكل دقيق.
ومع ذلك فإن الزيادة المستمرة في حجم وحدة الكاميرا تسيطر على مظهر الهاتف. صحيح أنه من الطبيعي أن يزيد حجم وحدة الكاميرا مع كل إصدار رائد، ولكن عندما تقارنها بهواتف مثل "آيفون" أو "غلاكسي" أو "بيكسل"، يبدو حجمها ضخما بشكل ملحوظ.
وتظهر كثافة المستشعرات والعدسات في الوحدة بروزا واضحا عند النظر من الجانب. لكن "فيفو" وفرت غطاء من السيليكون في العلبة يساعد في تقليل وضوح هذه النتوء.
من حيث المتانة، فقد حصل الهاتف على تصنيفي "آي بي 68″ (IP68) و"آي بي 69" (IP69) لمقاومة الغبار والماء، وهي ميزة نادرة تمنحه قدرة تحمّل عالية في ظروف صعبة مثل الماء العالي الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة. ورغم أن مواجهة هذه الظروف أمر نادر، فإن وجود هذه الميزة يمنح المستخدم راحة البال.
من الجهة الأمامية، يأتي الهاتف بشاشة "أموليد" (AMOLED) مقاس 6.7 بوصات بدقة 1260×2800، وهي الشاشة نفسها المستخدمة في "إكس 90 برو" (X90 Pro) السابق، لكن هذه المرة مع زجاج "أرمور غلاس" (Armor Glass) المقاوم للخدوش والصدمات.
وتدعم الشاشة "دولبي فيجن" (Dolby Vision)، مما يجعل مشاهدة المحتوى المرئي تجربة مميزة بسطوع أعلى.
داخل الجهاز، يأتي الهاتف بمعالج "ميديا تك ديمنسيتي 9400" (MediaTek Dimensity 9400)، وهي شريحة 3 نانومتر من المفترض، نظريا، أن تنافس شريحة "كوالكوم سناب دراغون 8 إليت" (Qualcomm Snapdragon 8 Elite).
بالنسبة للذاكرة والتخزين، يبدأ الهاتف بـ 12 غيغابايت من الذاكرة العشوائية و 256 غيغابايت من التخزين، مع وجود إصدارات أعلى تصل إلى 16 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، و512 غيغابايت أو واحد تيرابايت من التخزين.
كاميرا بجرأة التصميم نفسه.. تجربة تصوير تليق بهاتف طموح
لم يكن تصميم "فيفو إكس 200 برو" وحده نجم العرض، فالكاميرا هنا قصة أخرى تستحق الوقوف عندها:
1- الكاميرا الرئيسية.. تخلٍّ مفاجئ عن المستشعر الكبير
في خطوة غير متوقعة، فاجأت "فيفو" الجميع بتخليها عن مستشعر "سوني آي إم إكس 989" (Sony IMX989) من النوع الأول، الذي استخدمته في هاتف "إكس 100 برو" (X100 Pro) السابق، واختارت بدلاً منه المستشعر "سوني ليت-818″ (Sony LYT-818) الأصغر حجماً، الذي يأتي بقياس 1/1.28 بوصة.
ورغم أن المستشعر الجديد لا يزال يقدم طولا بؤرياً مكافئاً يبلغ 23 مم، فإنه يتميز بفتحة عدسة أوسع (f/1.57)، مما يعني إمكانية إدخال ضوء أكثر، مع دعم للتثبيت البصري، و"التركيز التلقائي باكتشاف الطور" (Phase Detection Auto Focus – PDAF)، بالإضافة إلى بكسلات بحجم 1.22 ميكرومتر. كما أضيف تقريب رقمي بمقدار ضعف (2x) لتوفير خيار يعادل تقريباً 46 مم.
وتُعرف تقنية "بي دي إيه إف" (PDAF) بأنها طريقة متقدمة للتركيز التلقائي، تعتمد على استخدام بعض البكسلات في المستشعر لاكتشاف الاختلافات في الطور بين الشعاعين الضوئيين الداخلين، مما يسمح بتحقيق تركيز سريع ودقيق مقارنة بأساليب التركيز التقليدية، وفقاً لما يوضحه موقع "سوني سيمي كوندكتر" (Sony Semiconductor) من شركة "سوني" (Sony).
ويُعدّ هذا التحول في الكاميرا الرئيسية خطوة غريبة للبعض، خاصة أن المستشعر الجديد أصغر من سابقه. لكن "فيفو" و"سوني" تؤكدان أن أداء المستشعر الجديد لا يقل عن "IMX989″، بل يتفوق عليه في بعض الجوانب مثل التصوير في الإضاءة المنخفضة، ودعم ميزة المعاينة الحية لـ"النطاق الديناميكي العالي" (HDR).
وتجدر الإشارة إلى أن الكاميرا لا تزال بدقة 50 ميغابكسلاً، حيث تُدمج البكسلات لإنتاج صور بدقة 12.5 ميغابكسل افتراضيا، إلا عند تفعيل وضع التصوير بالدقة الكاملة.
2- عدسة التقريب.. مفاجأة حقيقية من "فيفو"
تثبت عدسة التقريب المقربة (periscope telephoto lens) من "فيفو" أنها الأكثر إثارة للاهتمام لعدّة أسباب.
إذ تعتمد هذه العدسة على مستشعر "سامسونغ إيزو سل إتش بي 9" (Samsung Isocell HP9) بدقة 200 ميغابكسلا، وهو المستشعر ذاته الذي قررت سامسونغ عدم استخدامه في أحدث هواتفها الرائدة، وتوفر تقريبا بصريا بمعدل 3.7 أضعاف (x3.7) أي ما يعادل 85 مم مع فتحة عدسة إف/2.7 (f/2.7).
ويجري تجميع وحدات البكسل في المستشعر من النوع 1/1.4 بوصة لإنتاج صور بدقة 12.5 ميغابكسل، وهو ما يفسر جزئيا سبب ادعاء "فيفو" بتفوق الأداء في ظروف الإضاءة المنخفضة. ومع ذلك يتعيّن على المستخدم تفعيل وضع الدقة العالية (High Resolution mode) للحصول على الصور بكامل دقتها.
وما يزيد من جاذبية هذه العدسة هو إتاحتها في مجموعة واسعة من الأوضاع، إذ يمكن استخدامها في أوضاع الحركة (action)، والصور الشخصية (portraits)، والتصوير القريب (macro)، والمناظر الطبيعية (landscape)، بالإضافة إلى الوضع الاحترافي (pro)، والمسرح (stage)، وغيرها من الأوضاع، ناهيك عن دعمها لخيارات تصوير الفيديو.
ويمثل ذلك تحولا ملحوظا مقارنة بكاميرات التقريب السابقة من "فيفو" وهو تطور مستوحى من هاتف "إكس 100 ألترا" (X100 Ultra) المخصص للسوق الصينية فقط.
حيث كان هذا الهاتف أول من قدم مستشعر "إيزو سل إتش بي 9" (Isocell HP9)، وأثار اهتماما واسعا بفضل قدرته على تقديم نتائج ممتازة في ظروف تصوير متعددة.
قامت "فيفو" بتحسين تجربة التصوير بصيغة "راو" (RAW)، من خلال السماح بالتقاط صور "سوبر راو" (SuperRAW) بدقة 14 بت في وضع "برو"، مع إمكانية تقليلها إلى 12.5 ميغابكسلا للحصول على المزيد من الضوء.
إعلان
إضافة إلى ذلك، أضيفت لوحة لضبط التأثيرات تشمل السطوع والتباين والتشبع والحدة، وهي أدوات تحدث فرقا حقيقيا في المخرجات النهائية.
أما وضع الدقة العالية فيتيحُ التقاط صور "جي بي إي جي" (JPEG) بدقة كاملة، لكنه يفتقر لأدوات التحكم المتقدمة الموجودة في "برو"، ويحدد التكبير إلى 50 ميغابكسلا فقط. وللحصول على صور بدقة 200 ميغابكسلا، يجب تفعيل خيار خاص بذلك.
ورغم العدد الهائل للبكسلات، فإن جودة الصور تعتمد بشدة على ظروف الإضاءة.
4- الكاميرا فائقة الاتساع والكاميرا الأمامية.. لا جديد يُذكر
على عكس ما رأيناه في عدسة التقريب، من غير المرجح أن تثير الكاميرا ذات الزاوية فائقة الاتساع الكثير من الاهتمام، إذ إنها لا تزال تستخدم مستشعر "سامسونغ جي إن 1" (Samsung JN1) بدقة 50 ميغابكسلا أي ما يعادل 15 مم، وهو نفسه المستخدم في هاتف "إكس 100 برو" (X100 Pro).
كما أنها تحتفظ بفتحة العدسة إف/2.0 (f/2.0)، ونظام التركيز التلقائي، إضافة إلى مجال رؤية يبلغ 110 درجة، دون أي تغييرات ملحوظة.
وبالمثل، لم تشهد الكاميرا الأمامية أي تحديث يذكر، إذ لا تزال تعتمد على مستشعر "إيزو سل كي دي 1" (Isocell KD1) بدقة 32 ميغابكسلا، مع ما يعادل 25 مم وعدسة ذات تركيز ثابت.
كما هو معتاد، يضيف تعاون "فيفو" مع "زيس" (Zeiss) لمسة احترافية من خلال طلاء "زيس تي ستار" (*Zeiss T) الذي يطبق على المجموعة الخلفية الكاملة للكاميرات. ومع ذلك، تعترف "فيفو" بوجود بعض التحديات، حيث قد تظهر مشاكل توهج العدسة، لا سيما مع الكاميرا الرئيسية.
علاوة على ذلك، تعزز الشركة جهودها من خلال مجموعة التحرير المدمجة في تطبيق "ألبوم" (Album). فعند الانتقال إلى تحرير أي صورة داخل التطبيق، ستجد أن أدوات الذكاء الاصطناعي تتضمن ميزة تقليل التوهج.
غير أن هذه المجموعة تعتمد بالكامل على السحابة، مما يعني أنك لن تتمكن من الوصول إلى تلك الميزات إلا عند توفر اتصال خلوي أو "واي-فاي" (Wi-Fi).
إعلان
وإلى جانب ذلك، تضيف "فيفو" مجموعة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل إزالة الانعكاسات، وحذف العناصر غير المرغوب فيها من الصور، بالإضافة إلى إعادة تكوين الصورة لتغيير أبعادها أو تحويل النمط الفني.
وتتشابه هذه الميزات إلى حد كبير مع ما تقدمه "غوغل" في سلسلة "بيكسل" (Pixel)، أو سامسونغ في هاتف "غلاكسي إس 24 ألترا" (Galaxy S24 Ultra). ورغم أنها لا تظهر دائما فور التقاط الصورة، فإنه يمكن الوصول إليها عند عرض الصورة لاحقا.
6- ميزات البرنامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأوضاع التصوير المختلفة
إلى جانب الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل إزالة الانعكاسات وحذف العناصر غير المرغوب فيها من الصور، تتيح "فيفو" أيضا العديد من الأوضاع المميزة التي تدعم التصوير المتقدم.
فبرنامج الكاميرا يتعمق في التفاصيل بشكل كبير، مع وجود العديد من الأوضاع المختلفة للاختيار من بينها، بما في ذلك الأنماط المتنوعة.
من أبرز هذه الأنماط "زيس ناتشورال كلر" (Zeiss Natural Color) الذي يعدّ الأكثر أصالة، و"فيفيد" (Vivid) الذي يعزز الألوان والتباين، و"تكستشورد" (Textured) الذي يحافظ على النغمات الدافئة والتفاصيل الدقيقة.
ورغم أن بعض الأوضاع قد اختفت أو اندمجت، مثل وضع "التعريض الطويل" (Long Exposure) الذي تمّ دمجه في وضع "المنظر الطبيعي" (Landscape)، وأوضاع "الليل" (Night)، و"القمر العملاق" (Supermoon) التي أصبحت جزءا من الوضع نفسه، فإن ذلك يعتبر خطوة لتبسيط تجربة المستخدم.
أما وضع "التصوير الفلكي" (Astro) فقد اندمج مع وضع "المنظر الطبيعي"، بينما أصبح "الصور الحية" (Live Photo) خيارا ضمن بعض الأوضاع. ومن ناحية الفيديو، أصبح وضع "البورتريه السينمائي" (Cinematic Portrait) السابق "فيديو البورتريه" (Portrait Video).
ومن الإضافات الجديدة اللافتة، نجد وضع المسرح (Stage)، الذي صمّم خصيصا لالتقاط صور الحفلات والمهرجانات، ويساعد في ضبط "آي إس أو" (ISO) لتعويض سرعة الغالق السريعة اللازمة لتجميد الحركة، إضافة إلى وضع "اللقطة السريعة" (Snapshot) الجديد الذي يمكن استخدامه مع جميع العدسات الخلفية، بما في ذلك التقريب الهجين.
وعلى صعيد تعديل الصور، يتمتع تطبيق "الألبومات" بمجموعة من أدوات التعديل التي تدعم أدوات الذكاء الاصطناعي، رغم أنها لا تضاهي عمق التطبيقات الاحترافية، لكنها تقدم بديلا جيدا.
من أبرز الميزات المتوفرة قدرة تعديل تأثير البوكيه (bokeh) لأي صورة تمّ التقاطها في وضع الصورة الشخصية (Portrait) بعد التقاطها، مما يضيف مرونة في التعديل والتحسين لاحقا.
وضع "تصوير الشارع" هو واحد من الأوضاع المثيرة التي تميز هاتف "فيفو"، ويمكن الوصول إليه عبر السحب لأعلى في واجهة تطبيق الكاميرا. هذا الوضع يحمل بصمة "زيس" (Zeiss) بوضوح، مما يعزز من جودة التصوير ويضيف بعدا فنيا خاصا.
ولا يقتصر الأمر على إضافة خيار التصوير بالأبيض والأسود ضمن الأنماط الثلاثة المعروفة، بل يتيح لك أيضا اختيار تأثيرات توهج مختلفة للخلفية، مما يضفي طابعا مميزا على كل صورة. علاوة على ذلك، يمكنك إضافة علامة مائية وخلفية بإطار لزيادة الطابع الشخصي لصورك.
الجانب الأكثر تميزا في هذا الوضع هو تكامله الفريد مع أوضاع "برو" (Pro) و"بورتريه" (Portrait) و"فوتو" (Photo) مما يتيح لك خيارات تحكم مرنة.
كما أنه يحتوي على أدوات تحكم يدوية متقدمة، مثل القدرة على حفظ إعدادات مخصصة، بالإضافة إلى 6 أطوال بؤرية مختلفة.
يتيح لك وضع "تصوير الشارع" أيضا اختيار القياس الوزني المركزي أو القياس الموضعي، مما يزيد من دقة التحكم في التركيز والتعرض.
8- أداء الفيديو.. سلاسة حقيقية مع إمكانيات قوية
على صعيد الفيديو، توفر الكاميرا الرئيسية إمكانيات قوية، حيث تدعم التصوير بدقة "8كيه" (8k) بمعدل 30 إطارا في الثانية، أو بدقة "4كيه" (4K) حتى 120 إطارا في الثانية.
كما يمكن لعدسة التقريب (Dolby Vision) تسجيل فيديو بدقة "4كي" باستخدام صيغة "إتش.256" (h.256) بشكل افتراضي ولكن في حال تفعيل "التثبيت الفائق" (ultra stabilization)، سيتم إيقاف "دولبي فيجن" (Dolby Vision).
من جهة مماثلة، يسمح لك وضع "الفيديو البورتريه" (Portrait video) بتسجيل الفيديو بدقة "4كيه" (4K) بمعدل 24 إطار في الثانية، بينما يوفر لك وضع "برو" أدوات التحكم اليدوية نفسها التي تستخدمها في التصوير الثابت.
ويشمل ذلك فيديو "لوغ" (LOG) لمزيد التحكم في مرحلة ما بعد الإنتاج، وهي ميزة يمكنك الوصول إليها أيضا في وضع الفيديو العادي.
أيضا، تظهر اللقطات العامة بشكل جيد، ومن الواضح أن شركة "فيفو" قد حققت تقدما كبيرا في جودة الفيديو عبر الأجيال الأخيرة، رغم أنه لا يزال بعيدا عن مستوى "آيفون برو رس" (Iphone ProRes)، ولكن الفجوة تتقلص بشكل ملحوظ.
التحديات التي تواجه "فيفو إكس 200 برو"
عادة ما يشير استخدام مستشعر صور أصغر في الكاميرا الرئيسية إلى تراجع في أداء الكاميرا، ولكن هذا لا يبدو أنه ينطبق على "فيفو إكس 200 برو". فرغم هذا التغيير، لا يزال الهاتف يقدم أداء كاميرا مميزا، مع دعم عدسة التكبير التي تعزز بقية المجموعة، مما يجعل كاميرا الهاتف واحدة من أقوى التطبيقات المتوفرة في السوق.
حيث إن التنوع الكبير في الخيارات يجعل من الصعب عدم التعمق في تجربة استخدام الكاميرا، وخاصة مع شراكةِ "فيفو" مع "زيس" (Zeiss) التي تساهم في تحسين تجربة التصوير.
ومع ذلك، يبقى العائق الأكبر هو واجهة ""فان تاتش أو إس" (Funtouch OS) التي تعتمد عليها "فيفو" على نظام أندرويد.
فرغم التحسينات التي شهدتها هذه الواجهة في السنوات الأخيرة، فإنها لا تزال بعيدة عن منافسة الواجهات الأخرى مثل "أندرويد الخام" (Stock Android)، أو "أوكسيجن أو إس" (OxygenOS) من "وان بلس" (OnePlus). حتى واجهة "وان يو آي" (One UI) من سامسونغ و"ماجيك أو إس" (MagicOS) من "هونر" (Honor) تقدم تجارب أكثر تماسكا وسلاسة.
وتجدر الإشارة إلى أن "فيفو" توفر تحديثات أندرويد لمدة 4 سنوات، وتحديثات أمنية لمدة 5 سنوات، بينما تقدم سامسونغ وغوغل 7 سنوات من التحديثات، مما يجعل دعم البرمجيات في "إكس 200 برو" أقل تقدما.
من جهة أخرى، تظل مشكلة توافر الهاتف أحد أكبر التحديات. فرغم الإعلان عن "إطلاق عالمي" لهذا الجهاز، فإن أميركا الشمالية ليست ضمن الأسواق المستهدفة، مما يجبر المستخدمين على استيراده أو الحصول عليه خلال سفرهم إلى الخارج.
ورغم أن الحصول على الهاتف ليس أمرا صعبا بشكل كبير، فإن الإمدادات تبقى محدودة في الوقت الراهن. وإذا تم تحسين التوافر مستقبلا، فإن "فيفو إكس 200 برو" سيكون خيارا قويا كجهاز يومي. صحيح أن سعره ليس رخيصا حيث يبدأ من حوالي 1100 دولار، إلا أنه يقدم أداء تصوير أفضل من معظم الهواتف في الفئة السعرية نفسها.
بينما يقدم "فيفو إكس 200 برو" ابتكارات تقنية واعدة، خاصة في مجال التصوير وعدسة التقريب، فإنه لا يخلو من بعض التنازلات، مثل التخلي عن مستشعر "آي إم إكس 989" (IMX989) لصالح مستشعر أصغر حجماً، رغم التحسينات التي تؤكدها الشركة في ظروف الإضاءة المنخفضة.
ومع أن "فيفو" قد لا تكون في وضعية تهديد مباشر لعمالقة السوق مثل آبل وسامسونغ الذين يقدمان تجربة متكاملة ودعمًا طويل الأمد، فإن "إكس 200 برو" يبرهن على أن الابتكار لا يأتي دائما من الكبار.
وفي حال واصلت "فيفو" تحسين منتجاتها وإستراتيجيات توزيعها، فقد تكون عدسة التقريب اليوم هي أول خطوة تضعها بثبات على طريق المنافسة الحقيقية في عام 2025 وما بعده.
برأيك، هل تمهد هذه القفزات التقنية الطريق لـ"فيفو" لمنافسة الكبار، أم إن الطريق إلى القمة لا يزال طويلا؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
هاتف "إكس 200 برو" من "فيفو".. تجربة تصوير ثورية قد تغير موازين المنافسة في 2025
"فيفو" (Vivo)، الشركة الصينية الرائدة في مجال الهواتف الذكية، لا تكتفي دائما بتقديم الأجهزة العادية، بل تسعى بشكل مستمر إلى دفع حدود الابتكار. منذ تأسيسها في عام 2009، تمكنت "فيفو" من إثبات نفسها كأحد اللاعبين الأساسيين في سوق الهواتف الذكية، مع التركيز على تقديم تقنيات مبتكرة في مجال التصوير والصوت والأداء. ومع دخولها إلى سوق الهواتف الرائدة، أطلقت الشركة العديد من الهواتف التي لفتت الانتباه، مثل هواتفها التي تدعم تقنيات الجيل الخامس و الشاشات المنحنية. لكن في 2025، ومع إطلاق هاتف "إكس 200 برو" (X200 Pro)، يبدو أن "فيفو" بصدد دخول حقبة جديدة في عالم الهواتف الذكية، حيث يتوقع الكثيرون أن يقدم الهاتف تجربة تصوير قد تنافس حتى الأجهزة الرائدة في السوق. تصميم مميز وبناء متقن.. جمالية ووظيفة تتناغمان مع روح الابتكار يبدو أن بعض التفاصيل تغيرت هذه المرة مع "فيفو إكس 200 برو" (Vivo X200 Pro). فقد تخلت الشركة أخيرا عن الملصقات التسويقية الزائدة التي كانت تزين أجهزة سابقة، مثل "تصوير احترافي" و"خيال فائق"، واعتمدت على مظهر أنيق أكثر هدوءا. باستثناء شعار "زيس" (Zeiss)، وطبقة "تي ستار" (*T) المميزة، وشعار "فيفو"، لا يحتوي الجهاز على أي إضافات بصرية غير ضرورية، في دلالة على ثقة "فيفو" بأن التصميم والقدرات كافية للحديث عن نفسها. تحمل الشاشة المسطحة تماما لمسة من الحداثة، وتقدم تحسينات مدروسة تسهم في تجربة استخدام أكثر سلاسة وراحة، خصوصا عند الإمساك بالهاتف أو أثناء الاستخدام اليومي. أما الإطار الجانبي المصنوع من الألومنيوم شبه المطفي، فيمنحُ الجهاز ملمسا فخما وثباتا جيدا في اليد، بينما يضفي الغطاء الخلفي الزجاجي لمسة راقية، رغم أن "فيفو" لم توضح المادة المستخدمة فيه بشكل دقيق. ومع ذلك فإن الزيادة المستمرة في حجم وحدة الكاميرا تسيطر على مظهر الهاتف. صحيح أنه من الطبيعي أن يزيد حجم وحدة الكاميرا مع كل إصدار رائد، ولكن عندما تقارنها بهواتف مثل "آيفون" أو "غلاكسي" أو "بيكسل"، يبدو حجمها ضخما بشكل ملحوظ. وتظهر كثافة المستشعرات والعدسات في الوحدة بروزا واضحا عند النظر من الجانب. لكن "فيفو" وفرت غطاء من السيليكون في العلبة يساعد في تقليل وضوح هذه النتوء. من حيث المتانة، فقد حصل الهاتف على تصنيفي "آي بي 68″ (IP68) و"آي بي 69" (IP69) لمقاومة الغبار والماء، وهي ميزة نادرة تمنحه قدرة تحمّل عالية في ظروف صعبة مثل الماء العالي الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة. ورغم أن مواجهة هذه الظروف أمر نادر، فإن وجود هذه الميزة يمنح المستخدم راحة البال. من الجهة الأمامية، يأتي الهاتف بشاشة "أموليد" (AMOLED) مقاس 6.7 بوصات بدقة 1260×2800، وهي الشاشة نفسها المستخدمة في "إكس 90 برو" (X90 Pro) السابق، لكن هذه المرة مع زجاج "أرمور غلاس" (Armor Glass) المقاوم للخدوش والصدمات. وتدعم الشاشة "دولبي فيجن" (Dolby Vision)، مما يجعل مشاهدة المحتوى المرئي تجربة مميزة بسطوع أعلى. داخل الجهاز، يأتي الهاتف بمعالج "ميديا تك ديمنسيتي 9400" (MediaTek Dimensity 9400)، وهي شريحة 3 نانومتر من المفترض، نظريا، أن تنافس شريحة "كوالكوم سناب دراغون 8 إليت" (Qualcomm Snapdragon 8 Elite). بالنسبة للذاكرة والتخزين، يبدأ الهاتف بـ 12 غيغابايت من الذاكرة العشوائية و 256 غيغابايت من التخزين، مع وجود إصدارات أعلى تصل إلى 16 غيغابايت من الذاكرة العشوائية، و512 غيغابايت أو واحد تيرابايت من التخزين. كاميرا بجرأة التصميم نفسه.. تجربة تصوير تليق بهاتف طموح لم يكن تصميم "فيفو إكس 200 برو" وحده نجم العرض، فالكاميرا هنا قصة أخرى تستحق الوقوف عندها: 1- الكاميرا الرئيسية.. تخلٍّ مفاجئ عن المستشعر الكبير في خطوة غير متوقعة، فاجأت "فيفو" الجميع بتخليها عن مستشعر "سوني آي إم إكس 989" (Sony IMX989) من النوع الأول، الذي استخدمته في هاتف "إكس 100 برو" (X100 Pro) السابق، واختارت بدلاً منه المستشعر "سوني ليت-818″ (Sony LYT-818) الأصغر حجماً، الذي يأتي بقياس 1/1.28 بوصة. ورغم أن المستشعر الجديد لا يزال يقدم طولا بؤرياً مكافئاً يبلغ 23 مم، فإنه يتميز بفتحة عدسة أوسع (f/1.57)، مما يعني إمكانية إدخال ضوء أكثر، مع دعم للتثبيت البصري، و"التركيز التلقائي باكتشاف الطور" (Phase Detection Auto Focus – PDAF)، بالإضافة إلى بكسلات بحجم 1.22 ميكرومتر. كما أضيف تقريب رقمي بمقدار ضعف (2x) لتوفير خيار يعادل تقريباً 46 مم. وتُعرف تقنية "بي دي إيه إف" (PDAF) بأنها طريقة متقدمة للتركيز التلقائي، تعتمد على استخدام بعض البكسلات في المستشعر لاكتشاف الاختلافات في الطور بين الشعاعين الضوئيين الداخلين، مما يسمح بتحقيق تركيز سريع ودقيق مقارنة بأساليب التركيز التقليدية، وفقاً لما يوضحه موقع "سوني سيمي كوندكتر" (Sony Semiconductor) من شركة "سوني" (Sony). ويُعدّ هذا التحول في الكاميرا الرئيسية خطوة غريبة للبعض، خاصة أن المستشعر الجديد أصغر من سابقه. لكن "فيفو" و"سوني" تؤكدان أن أداء المستشعر الجديد لا يقل عن "IMX989″، بل يتفوق عليه في بعض الجوانب مثل التصوير في الإضاءة المنخفضة، ودعم ميزة المعاينة الحية لـ"النطاق الديناميكي العالي" (HDR). وتجدر الإشارة إلى أن الكاميرا لا تزال بدقة 50 ميغابكسلاً، حيث تُدمج البكسلات لإنتاج صور بدقة 12.5 ميغابكسل افتراضيا، إلا عند تفعيل وضع التصوير بالدقة الكاملة. 2- عدسة التقريب.. مفاجأة حقيقية من "فيفو" تثبت عدسة التقريب المقربة (periscope telephoto lens) من "فيفو" أنها الأكثر إثارة للاهتمام لعدّة أسباب. إذ تعتمد هذه العدسة على مستشعر "سامسونغ إيزو سل إتش بي 9" (Samsung Isocell HP9) بدقة 200 ميغابكسلا، وهو المستشعر ذاته الذي قررت سامسونغ عدم استخدامه في أحدث هواتفها الرائدة، وتوفر تقريبا بصريا بمعدل 3.7 أضعاف (x3.7) أي ما يعادل 85 مم مع فتحة عدسة إف/2.7 (f/2.7). ويجري تجميع وحدات البكسل في المستشعر من النوع 1/1.4 بوصة لإنتاج صور بدقة 12.5 ميغابكسل، وهو ما يفسر جزئيا سبب ادعاء "فيفو" بتفوق الأداء في ظروف الإضاءة المنخفضة. ومع ذلك يتعيّن على المستخدم تفعيل وضع الدقة العالية (High Resolution mode) للحصول على الصور بكامل دقتها. وما يزيد من جاذبية هذه العدسة هو إتاحتها في مجموعة واسعة من الأوضاع، إذ يمكن استخدامها في أوضاع الحركة (action)، والصور الشخصية (portraits)، والتصوير القريب (macro)، والمناظر الطبيعية (landscape)، بالإضافة إلى الوضع الاحترافي (pro)، والمسرح (stage)، وغيرها من الأوضاع، ناهيك عن دعمها لخيارات تصوير الفيديو. ويمثل ذلك تحولا ملحوظا مقارنة بكاميرات التقريب السابقة من "فيفو" وهو تطور مستوحى من هاتف "إكس 100 ألترا" (X100 Ultra) المخصص للسوق الصينية فقط. حيث كان هذا الهاتف أول من قدم مستشعر "إيزو سل إتش بي 9" (Isocell HP9)، وأثار اهتماما واسعا بفضل قدرته على تقديم نتائج ممتازة في ظروف تصوير متعددة. قامت "فيفو" بتحسين تجربة التصوير بصيغة "راو" (RAW)، من خلال السماح بالتقاط صور "سوبر راو" (SuperRAW) بدقة 14 بت في وضع "برو"، مع إمكانية تقليلها إلى 12.5 ميغابكسلا للحصول على المزيد من الضوء. إعلان إضافة إلى ذلك، أضيفت لوحة لضبط التأثيرات تشمل السطوع والتباين والتشبع والحدة، وهي أدوات تحدث فرقا حقيقيا في المخرجات النهائية. أما وضع الدقة العالية فيتيحُ التقاط صور "جي بي إي جي" (JPEG) بدقة كاملة، لكنه يفتقر لأدوات التحكم المتقدمة الموجودة في "برو"، ويحدد التكبير إلى 50 ميغابكسلا فقط. وللحصول على صور بدقة 200 ميغابكسلا، يجب تفعيل خيار خاص بذلك. ورغم العدد الهائل للبكسلات، فإن جودة الصور تعتمد بشدة على ظروف الإضاءة. 4- الكاميرا فائقة الاتساع والكاميرا الأمامية.. لا جديد يُذكر على عكس ما رأيناه في عدسة التقريب، من غير المرجح أن تثير الكاميرا ذات الزاوية فائقة الاتساع الكثير من الاهتمام، إذ إنها لا تزال تستخدم مستشعر "سامسونغ جي إن 1" (Samsung JN1) بدقة 50 ميغابكسلا أي ما يعادل 15 مم، وهو نفسه المستخدم في هاتف "إكس 100 برو" (X100 Pro). كما أنها تحتفظ بفتحة العدسة إف/2.0 (f/2.0)، ونظام التركيز التلقائي، إضافة إلى مجال رؤية يبلغ 110 درجة، دون أي تغييرات ملحوظة. وبالمثل، لم تشهد الكاميرا الأمامية أي تحديث يذكر، إذ لا تزال تعتمد على مستشعر "إيزو سل كي دي 1" (Isocell KD1) بدقة 32 ميغابكسلا، مع ما يعادل 25 مم وعدسة ذات تركيز ثابت. كما هو معتاد، يضيف تعاون "فيفو" مع "زيس" (Zeiss) لمسة احترافية من خلال طلاء "زيس تي ستار" (*Zeiss T) الذي يطبق على المجموعة الخلفية الكاملة للكاميرات. ومع ذلك، تعترف "فيفو" بوجود بعض التحديات، حيث قد تظهر مشاكل توهج العدسة، لا سيما مع الكاميرا الرئيسية. علاوة على ذلك، تعزز الشركة جهودها من خلال مجموعة التحرير المدمجة في تطبيق "ألبوم" (Album). فعند الانتقال إلى تحرير أي صورة داخل التطبيق، ستجد أن أدوات الذكاء الاصطناعي تتضمن ميزة تقليل التوهج. غير أن هذه المجموعة تعتمد بالكامل على السحابة، مما يعني أنك لن تتمكن من الوصول إلى تلك الميزات إلا عند توفر اتصال خلوي أو "واي-فاي" (Wi-Fi). إعلان وإلى جانب ذلك، تضيف "فيفو" مجموعة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل إزالة الانعكاسات، وحذف العناصر غير المرغوب فيها من الصور، بالإضافة إلى إعادة تكوين الصورة لتغيير أبعادها أو تحويل النمط الفني. وتتشابه هذه الميزات إلى حد كبير مع ما تقدمه "غوغل" في سلسلة "بيكسل" (Pixel)، أو سامسونغ في هاتف "غلاكسي إس 24 ألترا" (Galaxy S24 Ultra). ورغم أنها لا تظهر دائما فور التقاط الصورة، فإنه يمكن الوصول إليها عند عرض الصورة لاحقا. 6- ميزات البرنامج المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأوضاع التصوير المختلفة إلى جانب الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل إزالة الانعكاسات وحذف العناصر غير المرغوب فيها من الصور، تتيح "فيفو" أيضا العديد من الأوضاع المميزة التي تدعم التصوير المتقدم. فبرنامج الكاميرا يتعمق في التفاصيل بشكل كبير، مع وجود العديد من الأوضاع المختلفة للاختيار من بينها، بما في ذلك الأنماط المتنوعة. من أبرز هذه الأنماط "زيس ناتشورال كلر" (Zeiss Natural Color) الذي يعدّ الأكثر أصالة، و"فيفيد" (Vivid) الذي يعزز الألوان والتباين، و"تكستشورد" (Textured) الذي يحافظ على النغمات الدافئة والتفاصيل الدقيقة. ورغم أن بعض الأوضاع قد اختفت أو اندمجت، مثل وضع "التعريض الطويل" (Long Exposure) الذي تمّ دمجه في وضع "المنظر الطبيعي" (Landscape)، وأوضاع "الليل" (Night)، و"القمر العملاق" (Supermoon) التي أصبحت جزءا من الوضع نفسه، فإن ذلك يعتبر خطوة لتبسيط تجربة المستخدم. أما وضع "التصوير الفلكي" (Astro) فقد اندمج مع وضع "المنظر الطبيعي"، بينما أصبح "الصور الحية" (Live Photo) خيارا ضمن بعض الأوضاع. ومن ناحية الفيديو، أصبح وضع "البورتريه السينمائي" (Cinematic Portrait) السابق "فيديو البورتريه" (Portrait Video). ومن الإضافات الجديدة اللافتة، نجد وضع المسرح (Stage)، الذي صمّم خصيصا لالتقاط صور الحفلات والمهرجانات، ويساعد في ضبط "آي إس أو" (ISO) لتعويض سرعة الغالق السريعة اللازمة لتجميد الحركة، إضافة إلى وضع "اللقطة السريعة" (Snapshot) الجديد الذي يمكن استخدامه مع جميع العدسات الخلفية، بما في ذلك التقريب الهجين. وعلى صعيد تعديل الصور، يتمتع تطبيق "الألبومات" بمجموعة من أدوات التعديل التي تدعم أدوات الذكاء الاصطناعي، رغم أنها لا تضاهي عمق التطبيقات الاحترافية، لكنها تقدم بديلا جيدا. من أبرز الميزات المتوفرة قدرة تعديل تأثير البوكيه (bokeh) لأي صورة تمّ التقاطها في وضع الصورة الشخصية (Portrait) بعد التقاطها، مما يضيف مرونة في التعديل والتحسين لاحقا. وضع "تصوير الشارع" هو واحد من الأوضاع المثيرة التي تميز هاتف "فيفو"، ويمكن الوصول إليه عبر السحب لأعلى في واجهة تطبيق الكاميرا. هذا الوضع يحمل بصمة "زيس" (Zeiss) بوضوح، مما يعزز من جودة التصوير ويضيف بعدا فنيا خاصا. ولا يقتصر الأمر على إضافة خيار التصوير بالأبيض والأسود ضمن الأنماط الثلاثة المعروفة، بل يتيح لك أيضا اختيار تأثيرات توهج مختلفة للخلفية، مما يضفي طابعا مميزا على كل صورة. علاوة على ذلك، يمكنك إضافة علامة مائية وخلفية بإطار لزيادة الطابع الشخصي لصورك. الجانب الأكثر تميزا في هذا الوضع هو تكامله الفريد مع أوضاع "برو" (Pro) و"بورتريه" (Portrait) و"فوتو" (Photo) مما يتيح لك خيارات تحكم مرنة. كما أنه يحتوي على أدوات تحكم يدوية متقدمة، مثل القدرة على حفظ إعدادات مخصصة، بالإضافة إلى 6 أطوال بؤرية مختلفة. يتيح لك وضع "تصوير الشارع" أيضا اختيار القياس الوزني المركزي أو القياس الموضعي، مما يزيد من دقة التحكم في التركيز والتعرض. 8- أداء الفيديو.. سلاسة حقيقية مع إمكانيات قوية على صعيد الفيديو، توفر الكاميرا الرئيسية إمكانيات قوية، حيث تدعم التصوير بدقة "8كيه" (8k) بمعدل 30 إطارا في الثانية، أو بدقة "4كيه" (4K) حتى 120 إطارا في الثانية. كما يمكن لعدسة التقريب (Dolby Vision) تسجيل فيديو بدقة "4كي" باستخدام صيغة "إتش.256" (h.256) بشكل افتراضي ولكن في حال تفعيل "التثبيت الفائق" (ultra stabilization)، سيتم إيقاف "دولبي فيجن" (Dolby Vision). من جهة مماثلة، يسمح لك وضع "الفيديو البورتريه" (Portrait video) بتسجيل الفيديو بدقة "4كيه" (4K) بمعدل 24 إطار في الثانية، بينما يوفر لك وضع "برو" أدوات التحكم اليدوية نفسها التي تستخدمها في التصوير الثابت. ويشمل ذلك فيديو "لوغ" (LOG) لمزيد التحكم في مرحلة ما بعد الإنتاج، وهي ميزة يمكنك الوصول إليها أيضا في وضع الفيديو العادي. أيضا، تظهر اللقطات العامة بشكل جيد، ومن الواضح أن شركة "فيفو" قد حققت تقدما كبيرا في جودة الفيديو عبر الأجيال الأخيرة، رغم أنه لا يزال بعيدا عن مستوى "آيفون برو رس" (Iphone ProRes)، ولكن الفجوة تتقلص بشكل ملحوظ. التحديات التي تواجه "فيفو إكس 200 برو" عادة ما يشير استخدام مستشعر صور أصغر في الكاميرا الرئيسية إلى تراجع في أداء الكاميرا، ولكن هذا لا يبدو أنه ينطبق على "فيفو إكس 200 برو". فرغم هذا التغيير، لا يزال الهاتف يقدم أداء كاميرا مميزا، مع دعم عدسة التكبير التي تعزز بقية المجموعة، مما يجعل كاميرا الهاتف واحدة من أقوى التطبيقات المتوفرة في السوق. حيث إن التنوع الكبير في الخيارات يجعل من الصعب عدم التعمق في تجربة استخدام الكاميرا، وخاصة مع شراكةِ "فيفو" مع "زيس" (Zeiss) التي تساهم في تحسين تجربة التصوير. ومع ذلك، يبقى العائق الأكبر هو واجهة ""فان تاتش أو إس" (Funtouch OS) التي تعتمد عليها "فيفو" على نظام أندرويد. فرغم التحسينات التي شهدتها هذه الواجهة في السنوات الأخيرة، فإنها لا تزال بعيدة عن منافسة الواجهات الأخرى مثل "أندرويد الخام" (Stock Android)، أو "أوكسيجن أو إس" (OxygenOS) من "وان بلس" (OnePlus). حتى واجهة "وان يو آي" (One UI) من سامسونغ و"ماجيك أو إس" (MagicOS) من "هونر" (Honor) تقدم تجارب أكثر تماسكا وسلاسة. وتجدر الإشارة إلى أن "فيفو" توفر تحديثات أندرويد لمدة 4 سنوات، وتحديثات أمنية لمدة 5 سنوات، بينما تقدم سامسونغ وغوغل 7 سنوات من التحديثات، مما يجعل دعم البرمجيات في "إكس 200 برو" أقل تقدما. من جهة أخرى، تظل مشكلة توافر الهاتف أحد أكبر التحديات. فرغم الإعلان عن "إطلاق عالمي" لهذا الجهاز، فإن أميركا الشمالية ليست ضمن الأسواق المستهدفة، مما يجبر المستخدمين على استيراده أو الحصول عليه خلال سفرهم إلى الخارج. ورغم أن الحصول على الهاتف ليس أمرا صعبا بشكل كبير، فإن الإمدادات تبقى محدودة في الوقت الراهن. وإذا تم تحسين التوافر مستقبلا، فإن "فيفو إكس 200 برو" سيكون خيارا قويا كجهاز يومي. صحيح أن سعره ليس رخيصا حيث يبدأ من حوالي 1100 دولار، إلا أنه يقدم أداء تصوير أفضل من معظم الهواتف في الفئة السعرية نفسها. بينما يقدم "فيفو إكس 200 برو" ابتكارات تقنية واعدة، خاصة في مجال التصوير وعدسة التقريب، فإنه لا يخلو من بعض التنازلات، مثل التخلي عن مستشعر "آي إم إكس 989" (IMX989) لصالح مستشعر أصغر حجماً، رغم التحسينات التي تؤكدها الشركة في ظروف الإضاءة المنخفضة. ومع أن "فيفو" قد لا تكون في وضعية تهديد مباشر لعمالقة السوق مثل آبل وسامسونغ الذين يقدمان تجربة متكاملة ودعمًا طويل الأمد، فإن "إكس 200 برو" يبرهن على أن الابتكار لا يأتي دائما من الكبار. وفي حال واصلت "فيفو" تحسين منتجاتها وإستراتيجيات توزيعها، فقد تكون عدسة التقريب اليوم هي أول خطوة تضعها بثبات على طريق المنافسة الحقيقية في عام 2025 وما بعده. برأيك، هل تمهد هذه القفزات التقنية الطريق لـ"فيفو" لمنافسة الكبار، أم إن الطريق إلى القمة لا يزال طويلا؟


الجزيرة
٠٧-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
بعد طرح "آيباد آير" الأخير كيف تختار جهاز "آيباد" المثالي؟
كان الاختيار في السابق بين أجهزة "آيباد" من " آبل" سهلًا بفضل وضوح الخيارات التي كانت تختلف بشكل كبير في المواصفات وحجم الشاشة، ولكن مع تتابع الأجيال من أجهزة "آيباد" أصبح الأمر أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى نظرة معمقة على مواصفات كل واحد منها والاختلاف بينها. وحتى تزيد "آبل" من تعقيد عملية الاختيار، قامت الأيام الماضية بطرح جيل جديد من "آيباد آير" و"آيباد" الاقتصادي مع اختلاف ضئيل في المواصفات بين الجيل الجديد والسابق، وربما كان هذا السبب الذي جعل الشركة تطرح الجهازين عبر بيان صحفي دون إقامة مؤتمر منفصل لهم أو الانتظار حتى مؤتمر يونيو/حزيران القادم. ومن خلال مقالنا اليوم نتعرف على الحواسيب اللوحية المتاحة حاليًا من "آبل" وكيف يمكن الاختيار من بينها لضمان الوصول إلى الجهاز المثالي لما تحتاجه. مواصفات "آيباد" الأخير الذي طرحته "آبل" مطلع مارس/آذار الجاري، قامت "آبل" بالكشف عن الجيل الجديد من أجهزة "آيباد آير" والجيل الجديد من "آيباد" الاقتصادي أيضًا، وبينما تأتي الأجهزة مع مواصفات محسنة فإن الفارق بينها وبين الأجيال السابقة ضئيل للغاية. وعند الحديث عن "آيباد آير" الجديد، فإن الاختلاف يتركز في أكثر من نقطة، الأولى والأكثر بروزًا هي المعالج المستخدم في الجهاز، إذ طرحت "آبل" الجهاز مع معالج "إم 3" (M3) من تطوير الشركة، وهو ما يجعله مجهزًا أكثر للتعامل مع مزايا الذكاء الاصطناعي من الشركة، فضلًا عن كونه أسرع بمرتين من الجيل الذي يعتمد على معالجات "إم 1" (M1) من الحاسوب نفسه بحسب بيانات "آبل" ويأتي الجهاز بالطبع في حجمين إما 11 بوصة أو 13 بوصة. أما النقطة الثانية التي يختلف فيها فهي لوحة المفاتيح الجديدة من "آبل" للجهاز، إذ تأتي هذه اللوحة مع مزايا تحاكي لوحة مفاتيح "آيباد برو" ورغم أن هذه اللوحة الجديدة تعمل مع أجهزة "آيباد" ذات معالجات "إم 1" أيضًا فإنها مجهزة بشكل أفضل للاستخدام مع "إم 3". والجهاز الثاني الذي أعلنت عنه "آبل" فهو الجيل الـ11 من "آيباد" المعتاد، ويتمثل الفارق الرئيسي بينه و"آيباد آير" في أن الجيل الـ11 يعتمد على معالج "إيه 16" (A16) وهو المعالج المستخدم في "آيفون 14 برو" أي أن هذا الجهاز لا يدعم مزايا الذكاء الاصطناعي من "آبل" رغم صدوره عام 2025. والاختلاف الثاني في الجيل الـ11 من "آيباد" هو مساحة التخزين، فقد أصبح الآن يبدأ من مساحة تخزين 128 غيغابايت للسعر ذاته بدلًا من 64 غيغابايت، كما أنه يأتي بمساحة 256 غيغابايت و512 غيغابايت أيضًا، ويبدأ بيع الجهاز منتصف مارس/آذار الجاري. ما الاختلاف بين "آيباد آير" الجديد و"آيباد" من الجيل الـ11؟ عند مقارنة جهاز "آيباد" من الجيل الـ11 بجهاز "آيباد آير" نجد أن الأخير يتمتع بمواصفات أقوى تشمل شريحة "إم 3" المتقدمة (بدلاً من شريحة "إيه 16") وزيادة في ذاكرة الوصول العشوائي لتصل إلى 8 غيغابايت. وكلا الجهازين يوفران مساحة تخزين افتراضية قدرها 128 غيغابايت، كما يتميز "آيباد آير" بتوافره بحجمين مختلفين: 11 بوصة و13 بوصة، بينما لا يقدم "آيباد" الجيل الـ11 خيار الشاشة الكبيرة. وبفضل شريحة "إم 3" يوفر "آيباد آير" مدى تشغيل أكبر ويدعم ميزات حصرية في نظام "آيباد" مثل ذكاء "آبل" الاصطناعي. ويتمتع أيضاً بشاشة أكثر تطوراً تدعم نطاق ألوان أوسع، وتحتوي على طلاء مقاوم للانعكاس، فضلاً عن كونها مغلفة بالكامل مما يمنح إحساساً مباشراً بالتفاعل مع الشاشة دون وجود فجوة هوائية. وعلاوة على ذلك، يدعم "آيباد آير" القلم الضوئي من "آبل" ولوحة مفاتيح الأكثر راحة، كما أن منفذ التوصيل الخاص به يتيح سرعات نقل بيانات أعلى. أفضل "آيباد" عام 2025 من أجل تحديد أفضل "آيباد" عام 2025، في البداية يجب أن نحدد معايير الاختيار، أي نوعية الاستخدام التي تنتظر الجهاز، فبحسب كل نوع من أنواع الاستخدام يمكن تحديد الجهاز المناسب، إذ رغم تقاطع مواصفات الأجهزة واقترابها من بعض البعض، فإن "آبل" تجعل لكل جهاز مزايا تختلف عن غيره. إعلان أفضل "آيباد" لكافة الاستخدامات رغم أن "آيباد برو" يتفوق على "آيباد آير" في بعض الجوانب مثل مساحة التخزين ومعدل تحديث الشاشة والمعالج المستخدم فيه، فإن العديد من المستخدمين لا ينظرون إلى هذه المزايا، وكل ما يبحثون عنه في جهاز "آيباد" الخاص بهم أن يكون ذا شاشة قوية وسرعة ملائمة بالاستخدام، إذ إن غالبية الاستخدام تكون في مشاهدة مقاطع الفيديو أو تصفح الإنترنت. ومن أجل هذا الاستخدام، فإن الجيل الحالي من "آيباد آير" الذي يأتي مع معالج "إم 3" هو خيار مثالي للاستخدام بكل كفاءة، فهو يقدم كل هذه المزايا بشكل ملائم مع مساحات تخزين ملائمة وعمر بطارية مناسب ووزن نحيف للغاية، وبينما لا يوجد فارق حقيقي يذكر بين جيل "إم 3" أو "إم 2″، فإن آبل" تبيع الآن جيل "إم 3" فقط بشكل رسمي عبر متجرها، رغم توفر الأجيال القديمة في متجر المنتجات المعاد تدويرها بسعر أقل قليلًا. وتجدر الإشارة إلى أن "آيباد آير" يأتي بدعم لقلم "آبل" الذكي، إلى جانب لوحة المفاتيح الذكية مع مزايا الذكاء الاصطناعي من "آبل" وهو ما يجعله الخيار المثالي والأكثر ملائمة للعديد من الاستخدامات البسيطة للجهاز. أفضل "آيباد" اقتصادي تحاول "آبل" الترويج للجيل الـ11 من "آيباد" كأفضل جهاز اقتصادي، ولكن افتقاره لبعض المواصفات يجعله خيارًا محدودًا لا يميزه إلا السعر الملائم فقط، ولكن إن كان الاختيار بين الجيل الـ11 من "آيباد" أو أجيال قديمة من "آيباد آير" أو حتى "آيباد برو" فإن الكفة ترجح للاختيار الأخير بسبب فارق المواصفات. وتجدر الإشارة إلى الأجيال القديمة من "آيباد آير" التي تأتي بمعالج "إم 1" أو "آيباد برو" بالمعالج ذاته تدعم مزايا "آبل" للذكاء الاصطناعي إلى جانب القلم الذكي ولوحة المفاتيح الذكية أيضًا، ويمكن شراء هذه الأجهزة عبر متجر إعادة التدوير من "آبل" بسعر ملائم للغاية ومقارب لأجهزة "آيباد" من الجيل الـ11. وفي حال تعذر شراء هذه الأجهزة من متجر إعادة التدوير أو الرغبة في الحصول على جهاز جديد تمامًا، فإن "آبل" لا توفر إلا خيارا اقتصاديا واحدا يمكن اقتناؤه الوقت الحالي بشكل رسمي من الشركة، وهو "آيباد" من الجيل الـ11. أفضل "آيباد" للأعمال تمثل أجهزة "آيباد برو" أفضل أجهزة مخصصة للأعمال من "آبل" فضلًا عن كونها أغلى أجهزة "آيباد" توفرها الشركة، لذا يمكنك توقع أن الجهاز يضم أفضل المواصفات التي تبحث عنها، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا لرجال الأعمال ومحبي المونتاج بشكل كبير. ويتوفر الجهاز في مساحات تصل إلى 2 تيرابايت مع حجمين للشاشة، إما 11 بوصة أو 13 بوصة، فضلًا عن كونه يأتي مع ذاكرة وصول عشوائي تصل إلى 16 غيغابايت وشاشة ذات معدل تحديث 120 هرتز، وبعد الجيل الأخير الذي طرحته الشركة أصبح الجهاز أنحف من "آيباد آير" بكثير. كما يأتي الجيل الأخير مع معالج "إم 4" (M4) الذي يعد أحدث معالجات "آبل" حتى بالحواسيب المحمولة، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا لكل من يحتاج قوة عتادية كبيرة سواءً لتشغيل تطبيقات المونتاج أو الرسم الإلكتروني، وهو ما يبرر سعره المرتفع قليلًا. ومع تنوع المواصفات وأسعار أجهزة "آيباد" المختلفة، يصبح العامل الرئيسي في الاختيار حاجة المستخدم وآلية استخدامه للجهاز، فبينما يعد جهاز "آيباد برو" مثاليًا وملائمًا للفنانين الرقميين، فإن "آيباد آير" أو "آيباد الاقتصادي" لن يساعدهم على الاستفادة بالمزايا المتوقعة، كما أن "آيباد آير" يعد أكثر مما يحتاجه المستخدم العادي الذي يتصفح الإنترنت فقط عبر الحاسوب اللوحي.


الجزيرة
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- الجزيرة
ما الذي يدفع مايكروسوفت إلى إغراق خوادمها في قاع المحيط؟
مشروع "ناتيك" (Natick) هو مشروع بحثي أطلقته شركة بهدف فهم فوائد وتحديات نشر مراكز البيانات تحت الماء التي تعمل بالطاقة البحرية المتجددة. وبدأ المشروع عام 2015 حين ألقت مايكروسوفت بحاوية "ناتيك" التي تحوي خوادم قبالة سواحل كاليفورنيا لعدة أشهر، وذلك بهدف معرفة ما إذا كانت الخوادم ستنجو من هذه الرحلة، وقد كانت حاوية دائرية تعمل بالطاقة المتجددة ومقاومة للضغط وعوامل الطبيعة. واستمرت هذه الجولة من التجارب مدة طويلة بهدف إثبات قدرة الشركة على إنجاز هذه المهمة على نطاق عملي يمكن تصنيعه وإنتاجه للاستخدام في العالم الحقيقي. وكان التحدي الأول الذي واجهته مايكروسوفت هو إنشاء مركز بيانات لا يتطلب إشرافا مباشرا، لأنه في حال وجود أفراد فسيتطلب الأمر مراعاة عوامل مثل الأمن والأكسجين والبيئة والإضاءة، لذلك قررت استخدام نظام إضاءة معزول لتشغيل مركز البيانات عن بُعد، أما التحدي ثاني فيتمثل في إمكانية إزالة الخوادم وإعادة تدويرها أو استبدالها بعد انتهاء عمرها الافتراضي. وفي عام 2018 أغرقت مايكروسوفت مركز البيانات بشكل كامل بخطوط كهربائية وألياف ضوئية على عمق 35 مترا في قاع البحر الأسكتلندي، وكان يحوي 864 خادما و27.6 بيتابايتا من البيانات -مع العلم أن 1 بيتابايت يساوي مليون غيغابايت- وبعد عامين أعلنت مايكروسوفت عن نجاح تجربتها واستخرجت حاوية "ناتيك" مغطاة بالطحالب والأعشاب البحرية من قاع البحر الأسكتلندي. وأكدت مايكروسوفت أن حاوية محكمة الإغلاق في عمق البحر يمكن أن تكون أكثر عملية من مراكز البيانات على اليابسة، لأنه على اليابسة قد يحدث تآكل وصدأ نتيجة الرطوبة وتقلبات الحرارة والصدمات والأخطاء الناتجة عن استبدال المكونات المعطلة، وكل هذه عوامل تساهم في تعطل المعدات. وتدعي مايكروسوفت أن معدل فشل مراكز البيانات تحت الماء كان ثُمن نسبة الفشل على اليابسة، مما يُعد إنجازا كبيرا، ويجب الوقوف عند هذه النقطة نظرا لصعوبة وصيانة الخوادم محكمة الإغلاق في قاع البحار. مستقبل مراكز البيانات تحت الماء لا يزال مشروع "ناتيك" في مرحلة الدراسة في الوقت الحالي، وتخطط مايكروسوفت لنشر مراكز البيانات تحت الماء لمدة تصل إلى 5 سنوات نظرا لعمر الخوادم الافتراضي، وبعد كل دورة مدتها 5 سنوات ستستخرج الحاوية وتزودها بخوادم جديدة وتعيدها لقاع البحر، وتعمل مايكروسوفت على تشغيل مراكز بيانات بعمر افتراضي لا يقل عن 20 عاما، بحيث يكون المركز مصمما لاستخراجه وإعادة تدويره. ويتمثل مستقبل مراكز البيانات تحت الماء في تقليل استهلاك الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة وزيادة الاستدامة، وهذه فرصة رائعة للشركات لنشر مراكز بيانات تحت الماء صديقة للبيئة وتعمل بكفاءة أكبر.