
حمامات مولاي يعقوب.. واحة استجمام تنبض بالحياة رغم لهيب الصيف
بينما تجتاح المغرب هذه الأيام موجة حر خانقة تدفع الكثيرين نحو الشواطئ بحثا عن نسمة هواء باردة، يختار آخرون وجهة مختلفة لا تقل سحرا وراحة، حيث يقصدون حمامات مولاي يعقوب،د.
هذا الفضاء العريق الذي يزداد تألقا عاما بعد عام، فهناك، حيث تتدفق المياه المعدنية الدافئة من أعماق الجبال، يعيش الزائر لحظات استثنائية تجمع بين الاستشفاء والمتعة، في أجواء يغمرها الاحترام والنظافة والتنظيم الذي يليق بأرقى الوجهات السياحية.
التحول الذي شهدته هذه المنطقة في السنوات الأخيرة جعل من زيارة الحمامات تجربة فريدة تتجاوز الاستجمام الجسدي لتلامس راحة النفس، فالمعاملات الراقية من طرف العاملين، والحرص الكبير على راحة النزلاء، يضفيان طابعا حضاريا يفتخر به كل من يزور المكان.
وحتى في ظل حرارة غشت الثقيلة، يظل الإقبال على الحمامات كبيرا، لأن دفء المياه المعدنية لا يثقل الجو بل يمنحه طاقة علاجية تبعث على الارتياح.
ولا تكتمل التجربة دون التوقف عند المذاقات المغربية الأصيلة التي تقدمها المطاعم المنتشرة هناك، وتناغم بين المطبخ التقليدي بأطباقه الموروثة، ولمسة عصرية تلبي جميع الأذواق، في فضاءات نظيفة يديرها طاقم مهني مؤهل يترك لدى الزائر انطباعا لا ينسى، أما لمن يخطط للمبيت، فالمحيط يعج بشقق مفروشة أنيقة ومجهزة تضمن الراحة والأمان، إلى جانب محلات تجارية تعرض منتجاتها بأسعار معقولة بعيدا عن أي استغلال، مما يعكس وعيا تجاريا نادرا قلما يجده المرء في مناطق سياحية أخرى.
الأمن بدوره حاضر بشكل يجعل الزائر يشعر بالاطمئنان الكامل، فدوريات الدرك الملكي تبعث جوا من الثقة والاحترام، وتؤكد أن السياحة هنا ليست عشوائية بل ثمرة احترافية وتدبير حكيم يواكب التطور الذي يشهده المغرب، وحتى تفاصيل صغيرة مثل حراس السيارات الذين يفرضون رسوما رمزية، باتت جزءا من الصورة الإيجابية، إذ لا يكتفون بالمراقبة بل يرشدون السياح الأجانب والزوار نحو الحمامات والمطاعم وأماكن التسوق، في مبادرة إنسانية تكمل التجربة.
إن زيارة حمامات مولاي يعقوب في عز الصيف لا تبدو مجرد رحلة هروب من الحر، بل هي انغماس في عالم متكامل يجمع بين العناية بالجسد والروح، وبين الانبهار بجمالية المكان والاعتزاز بما وصل إليه المغرب من تنظيم واحترافية، إنها واحة نابضة بالحياة، تجعل كل من تطأ قدماه هذا الفضاء يعود محملا بذكرى لا تمحى وإحساس بالفخر بوجهة سياحية تستحق أن تروى قصتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 11 ساعات
- هبة بريس
حمامات مولاي يعقوب.. واحة استجمام تنبض بالحياة رغم لهيب الصيف
هبة بريس – طارق عبلا بينما تجتاح المغرب هذه الأيام موجة حر خانقة تدفع الكثيرين نحو الشواطئ بحثا عن نسمة هواء باردة، يختار آخرون وجهة مختلفة لا تقل سحرا وراحة، حيث يقصدون حمامات مولاي يعقوب،د. هذا الفضاء العريق الذي يزداد تألقا عاما بعد عام، فهناك، حيث تتدفق المياه المعدنية الدافئة من أعماق الجبال، يعيش الزائر لحظات استثنائية تجمع بين الاستشفاء والمتعة، في أجواء يغمرها الاحترام والنظافة والتنظيم الذي يليق بأرقى الوجهات السياحية. التحول الذي شهدته هذه المنطقة في السنوات الأخيرة جعل من زيارة الحمامات تجربة فريدة تتجاوز الاستجمام الجسدي لتلامس راحة النفس، فالمعاملات الراقية من طرف العاملين، والحرص الكبير على راحة النزلاء، يضفيان طابعا حضاريا يفتخر به كل من يزور المكان. وحتى في ظل حرارة غشت الثقيلة، يظل الإقبال على الحمامات كبيرا، لأن دفء المياه المعدنية لا يثقل الجو بل يمنحه طاقة علاجية تبعث على الارتياح. ولا تكتمل التجربة دون التوقف عند المذاقات المغربية الأصيلة التي تقدمها المطاعم المنتشرة هناك، وتناغم بين المطبخ التقليدي بأطباقه الموروثة، ولمسة عصرية تلبي جميع الأذواق، في فضاءات نظيفة يديرها طاقم مهني مؤهل يترك لدى الزائر انطباعا لا ينسى، أما لمن يخطط للمبيت، فالمحيط يعج بشقق مفروشة أنيقة ومجهزة تضمن الراحة والأمان، إلى جانب محلات تجارية تعرض منتجاتها بأسعار معقولة بعيدا عن أي استغلال، مما يعكس وعيا تجاريا نادرا قلما يجده المرء في مناطق سياحية أخرى. الأمن بدوره حاضر بشكل يجعل الزائر يشعر بالاطمئنان الكامل، فدوريات الدرك الملكي تبعث جوا من الثقة والاحترام، وتؤكد أن السياحة هنا ليست عشوائية بل ثمرة احترافية وتدبير حكيم يواكب التطور الذي يشهده المغرب، وحتى تفاصيل صغيرة مثل حراس السيارات الذين يفرضون رسوما رمزية، باتت جزءا من الصورة الإيجابية، إذ لا يكتفون بالمراقبة بل يرشدون السياح الأجانب والزوار نحو الحمامات والمطاعم وأماكن التسوق، في مبادرة إنسانية تكمل التجربة. إن زيارة حمامات مولاي يعقوب في عز الصيف لا تبدو مجرد رحلة هروب من الحر، بل هي انغماس في عالم متكامل يجمع بين العناية بالجسد والروح، وبين الانبهار بجمالية المكان والاعتزاز بما وصل إليه المغرب من تنظيم واحترافية، إنها واحة نابضة بالحياة، تجعل كل من تطأ قدماه هذا الفضاء يعود محملا بذكرى لا تمحى وإحساس بالفخر بوجهة سياحية تستحق أن تروى قصتها.


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
وجدة ... سولنا المواطنين واش دوز العطلة مع عائلتك ولا دوزها خاصة؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
السعيدية .. اتصالات المغرب تدعم المواهب المحلية في مهرجان الشواطئ(فيديو)
هبة بريس – أحمد المساعد تحتضن مدينة السعيدية سهرات مميزة ضمن فعاليات مهرجان الشواطئ الذي تنظمه اتصالات المغرب، وسط حضور جماهيري غفير حيث تمزج بين المواهب المحلية و الفنانين النجوم. وفي تصريح خص به موقع 'هبة بريس' عبّر رئيس أوركسترا 'الهدف' والمسؤول عن المنصة الفنية للمواهب المحلية، عن اعتزازه بالمشاركة، مؤكداً أن التظاهرة شكلت فرصة حقيقية لإبراز طاقات محلية صاعدة. وقال 'اتصالات المغرب منحت الفنان المحلي فضاءً احترافياً للصعود على منصة يتقاسمها مع نجوم كبار، وهذا مكسب مهم للتجربة والخبرة.' وأكد المتحدث أن التنظيم كان احترافياً بفضل تظافر جهود جميع المتدخلين من لجان تقنية وأمنية وإدارية وصحافية، مشيراً إلى أن 'كل شيء كان منظماً بشكل دقيق، ما ساهم في إنجاح السهرة وإرضاء الجمهور.' وعرفت المنصة خلال الثلاثة أيام الأولى مشاركة أسماء فنية محلية مثل أركسترا الهادف، كمال السيخة، زوهير البركاني، ونجوم مثل طارق فايف ستار، مجموعة 'الفناير'، وسليم كرافاتا، التي أبدعت وامتعت في تقديم لوحات موسيقية أطربت الحاضرين. وختم رئيس الأوركسترا تصريحه بشكر اتصالات المغرب على مبادرتها التي تعكس التزامها بدعم المواهب المحلية، متمنياً أن تحذو باقي المهرجانات بالجهة الشرقية حذو هذا النموذج الناجح.