
لأول مرة بالعربية.. رسائل جوستاف فلوبير إلي عشيقته الشاعرة "لويز كوليه"
رسائل إلي شاعرة، عنوان أحدث ترجمات، المترجمة الكاتبة سلمي الغزاوي، للروائي الفرنسي، جوستاف فلوبير، والصادرة حديثا في نسختها العربية، عن دار الرافدين للنشر.
رسائل جوستاف فلوبير إلي شاعرة
وبحسب الكاتبة سلمي الغزاوي، فإن "رسائل إلى شاعرة" للعملاق الفرنسي جوستاف فلوبير، هو كتاب كنت أتوق بشدة إلى ترجمته منذ سنوات، كونه يضم رسائل صادقة ورائعة من فلوبير الشاب إلى حبيبته الشاعرة 'لويز كوليه'، رسائل تعرفت فيها على وجه آخر لهذا الروائي، على جانبه الإنساني، هشاشته، مخاوفه، شاعريته، أحلامه، ورؤاه..
وفي مقدمتها للكتاب، تذكر 'الغزاوي': في يوليو 1846، التقي جوستاف فلوبير الذي لا يتجاوز ربيعه الخامس والعشرين، بالشاعرة الشهيرة "لويز كوليه"، داخل ورشة صديق مشترك ومذ ذاك، رمي كيوبيد، سهام الحب في قلب فلوبير الذي اختار لويز، التي تكبره بأحد عشر عاما، حبيبة وملهمة، حتي قال فيها: "لم يحب ولن يحب أبدا امرأة مثلما أحبها"...
وتضيف سلمي الغزاوي: "كان العام 1846 قاس علي فلوبير، إذ فقد فيه والده وشقيقته، وأحس بالضياع وانعدام شغفه بالحياة والكتابة، غير أن وقوعه في حب لويز، الفاتنة والمتوجة بجوائز الأكاديمية الفرنسية، جعله يسترجع حيويته ويفكر في أحلامه المؤجلة.
في هذه الرسائل ــ رسائل إلي شاعرة ــ أحادية الصوت، نتعرف علي وجه آخر للروائي الخالد، نقترب أكثر من جانبه الإنساني، من عفويته، مخاوفه، آرائه الأدبية والحياتية، ذوقه القرائي، وكذا حساسيته الروحية، تأثره السريع، معاناته مع المرض، وشعوره الدائم بالاغتراب والملل، كما نكتشفه عاشقا، وكاتبا مبتدئا لا يحلم بالمجد والشهرة، أو باعتراف النقاد والكتاب الكبار، بقدر ما يحلم بإنجاز تحف أدبية علي درجة كبيرة من الكمال، لذا نجده يقرأ كثيرا ويكتب قليلا، ويمضي وقته في إعادة كتابة وتنقيح مسوداته، كونه يقدس للغاية مهنته ومهمته ككاتب، ويؤمن بضرورة التناغم المثالي بين الأفكار والأسلوب.
وتضيف 'الغزاوي': ثمة اعتقاد بأن جوستاف فلوبير هو أعظم مبدع كتب الرسائل، بل أن عذوبة رسائله تضاهي جمالية رواياته، وفي هذه الرسائل، نكتشف بدايات الحب الأكثر تأثيرا في حياته، والتي يشاع أنها ألهمته بناء شخصيته الروائية الشهيرة "إيما بوفاري".
تجدر الإشارة إلي أن، جوستاف فلوبير، يعد واحدًا من رواد المذهب الواقعي في الأدب الفرنسي. يتمتع بمكانة خاصة، فهو بما يشبه إجماع الآراء مبدع الرواية الأوروبية الحديثة، وذلك بأعماله «مدام بوفاري» (1857) «وسلامبو» (1862) و«التربية العاطفية» (1869)، فضلًا عن قصصه القصيرة التي تحمل عنوان «ثلاث حكايات» (1877)، وأشهرها «قلب بسيط».
استوحي "جوستاف فلوبير" أحداث روايته مدام بوفاري- روايته الأشهر علي الإطلاق- من وقائع وشخصيات حقيقية. وصفه مواطنه الفرنسي مارسيل بروست بأن جوستاف فلوبير بروايته "مدام بوفاري" يعد أبو الرواية الحديثة. كما وصفها "لامارتين" بأنها أروع رواية قرأها خلال حياته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
جوستاف فلوبير:. صانع "مدام بوفاري" وعراب الواقعية الفرنسية
في قلب القرن التاسع عشر، حيث كانت فرنسا تمور بالتحولات السياسية والاجتماعية، ظهر كاتب شاب يدعى جوستاف فلوبير ليهز أركان الأدب بأسلوبه المختلف، ويعيد تعريف الرواية كفن يقارب الحقيقة دون رتوش. لم يكن فلوبير مجرد روائي، بل كان معماريًا دؤوبًا للكلمة، ومهووسًا بالدقة في نقل تفاصيل الحياة كما هي، لا كما يجب أن تكون. ومع صدور روايته الأولى "مدام بوفاري" عام 1857، لم يكن الأدب الفرنسي كما كان من قبل. عرف عنه أنه يقضي أيامًا في كتابة فقرة واحدة ولد فلوبير عام 1821 في مدينة روان، لعائلة من الطبقة الوسطى، درس القانون في باريس، لكنه لم يحتمله طويلًا، إذ جذبه الأدب إلى حيث يجب أن يكون، كان انطوائيًا بطبعه، متأملًا، يفضل العزلة والعمل المنهجي على ضوضاء الصالونات الأدبية، عرف عنه أنه يقضي أيامًا في كتابة فقرة واحدة، مؤمنًا أن الإيقاع السليم للجملة أهم من عدد الصفحات المنجزة. مدام بوفاري".. لم تكن القصة جديدة بقدر ما كانت طريقة السرد صادمة وغير مسبوقة لكن ما جعله يدخل التاريخ فعليًا هو روايته "مدام بوفاري"، التي تتبع فيها مأساة "إيما بوفاري"، الزوجة الريفية التي حلمت بحياة رومانسية مترفة كالتي قرأت عنها في الروايات، لكنها اصطدمت بجدار الواقع الصلد. انغمست في الخيانة والديون حتى قادها الانهيار النفسي إلى الانتحار، لم تكن القصة جديدة بقدر ما كانت طريقة السرد صادمة وغير مسبوقة: أسلوب بارد، موضوعي، خال من التهويل أو إصدار الأحكام، يصف الخيانة كما يصف الطقس. وهذا بالضبط ما جر على فلوبير أولى معاركه مع السلطة. جوستاف فلوبير المحاكمة بتهمة الإساءة إلى الأخلاق العامة والدين في عام 1857، حوكم فلوبير بتهمة "الإساءة إلى الأخلاق العامة والدين" بسبب "مدام بوفاري". رأى المدعي أن الرواية تدعو إلى الفجور، بينما دافع فلوبير ومحبوه عنها بوصفها مرآة للواقع لا دعوة لتقليده. انتهت المحاكمة بتبرئته، لكن الجدل رفع من شهرة الرواية، وكرسه كأب واقعي لا يجامل القارئ ولا يخضع للرقابة الأخلاقية. جوستاف فلوبير لم يتوقف عند "بوفاري". كتب "التربية العاطفية"، و"مدام بوفاري"، و"الإغواء المقدس"، لكنه بقي مخلصًا لمبدئه: "لا مؤلف في النص، لا رأي، لا عاطفة. فقط الحياة كما تجري." هذه الفلسفة، وإن بدت قاسية، جعلته معلمًا لأجيال من الكتّاب، أبرزهم مارسيل بروست وألبير كامو، وحتى الحداثيين الذين خالفوه كانوا يدينون له بالإلهام. توفي فلوبير عام 1880، بعد أن أنهكه المرض والعزلة، لكنه ترك وراءه إرثًا لا يقاس بعدد كتبه، بل بعمق تأثيره. لقد جعل من الرواية مرآة للحياة اليومية، وكشف عن بطولات الهزائم الصغيرة في قلوب البشر. جوستاف فلوبير، لم يكن مجرد كاتب، بل كان صوت العقل البارد في زمان كان يلهث وراء الانفعالات، وبهذا أصبح عراب الواقعية، وصانع واحدة من أعظم بطلات الأدب: مدام بوفاري.


الدستور
٠٤-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
لأول مرة بالعربية.. رسائل جوستاف فلوبير إلي عشيقته الشاعرة "لويز كوليه"
رسائل إلي شاعرة، عنوان أحدث ترجمات، المترجمة الكاتبة سلمي الغزاوي، للروائي الفرنسي، جوستاف فلوبير، والصادرة حديثا في نسختها العربية، عن دار الرافدين للنشر. رسائل جوستاف فلوبير إلي شاعرة وبحسب الكاتبة سلمي الغزاوي، فإن "رسائل إلى شاعرة" للعملاق الفرنسي جوستاف فلوبير، هو كتاب كنت أتوق بشدة إلى ترجمته منذ سنوات، كونه يضم رسائل صادقة ورائعة من فلوبير الشاب إلى حبيبته الشاعرة 'لويز كوليه'، رسائل تعرفت فيها على وجه آخر لهذا الروائي، على جانبه الإنساني، هشاشته، مخاوفه، شاعريته، أحلامه، ورؤاه.. وفي مقدمتها للكتاب، تذكر 'الغزاوي': في يوليو 1846، التقي جوستاف فلوبير الذي لا يتجاوز ربيعه الخامس والعشرين، بالشاعرة الشهيرة "لويز كوليه"، داخل ورشة صديق مشترك ومذ ذاك، رمي كيوبيد، سهام الحب في قلب فلوبير الذي اختار لويز، التي تكبره بأحد عشر عاما، حبيبة وملهمة، حتي قال فيها: "لم يحب ولن يحب أبدا امرأة مثلما أحبها"... وتضيف سلمي الغزاوي: "كان العام 1846 قاس علي فلوبير، إذ فقد فيه والده وشقيقته، وأحس بالضياع وانعدام شغفه بالحياة والكتابة، غير أن وقوعه في حب لويز، الفاتنة والمتوجة بجوائز الأكاديمية الفرنسية، جعله يسترجع حيويته ويفكر في أحلامه المؤجلة. في هذه الرسائل ــ رسائل إلي شاعرة ــ أحادية الصوت، نتعرف علي وجه آخر للروائي الخالد، نقترب أكثر من جانبه الإنساني، من عفويته، مخاوفه، آرائه الأدبية والحياتية، ذوقه القرائي، وكذا حساسيته الروحية، تأثره السريع، معاناته مع المرض، وشعوره الدائم بالاغتراب والملل، كما نكتشفه عاشقا، وكاتبا مبتدئا لا يحلم بالمجد والشهرة، أو باعتراف النقاد والكتاب الكبار، بقدر ما يحلم بإنجاز تحف أدبية علي درجة كبيرة من الكمال، لذا نجده يقرأ كثيرا ويكتب قليلا، ويمضي وقته في إعادة كتابة وتنقيح مسوداته، كونه يقدس للغاية مهنته ومهمته ككاتب، ويؤمن بضرورة التناغم المثالي بين الأفكار والأسلوب. وتضيف 'الغزاوي': ثمة اعتقاد بأن جوستاف فلوبير هو أعظم مبدع كتب الرسائل، بل أن عذوبة رسائله تضاهي جمالية رواياته، وفي هذه الرسائل، نكتشف بدايات الحب الأكثر تأثيرا في حياته، والتي يشاع أنها ألهمته بناء شخصيته الروائية الشهيرة "إيما بوفاري". تجدر الإشارة إلي أن، جوستاف فلوبير، يعد واحدًا من رواد المذهب الواقعي في الأدب الفرنسي. يتمتع بمكانة خاصة، فهو بما يشبه إجماع الآراء مبدع الرواية الأوروبية الحديثة، وذلك بأعماله «مدام بوفاري» (1857) «وسلامبو» (1862) و«التربية العاطفية» (1869)، فضلًا عن قصصه القصيرة التي تحمل عنوان «ثلاث حكايات» (1877)، وأشهرها «قلب بسيط». استوحي "جوستاف فلوبير" أحداث روايته مدام بوفاري- روايته الأشهر علي الإطلاق- من وقائع وشخصيات حقيقية. وصفه مواطنه الفرنسي مارسيل بروست بأن جوستاف فلوبير بروايته "مدام بوفاري" يعد أبو الرواية الحديثة. كما وصفها "لامارتين" بأنها أروع رواية قرأها خلال حياته.

مصرس
١٥-١١-٢٠٢٤
- مصرس
معرض الشارقة للكتاب 2024.. روايات ألهمتْ مصممي أشهر دور الأزياء العالمية
منذ أول رواية ظهرتْ للنور، والروايات تعتبر مصدر إلهام لا ينضب لمختلف المجالات الفنية والعملية، من بين هذه المجالات عالم الموضة والأزياء، بما فيه من دهشة وغرابة وتجدد، الذي استلهم تصميماته من الشخصيات والأحداث التي أبدعها الأدباء في رواياتهم على مدار القرنين السابقين. وبالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يرفع في دورته ال 43 لهذا العام شعار "هكذا نبدأ" في تأكيد على أن كل شيء؛ مهمة كان، أو فكرة، أو مشروع يبدأ من كتاب، فإننا نستعرض عناوين أشهر خمس روايات عالمية ألهمت مصممي الأزياء، لإبداع أجمل الملابس، يمكن الحصول عليها في المعرض.فرانكشتاين والإلهام الغريبتُعتبر رواية "فرانكشتاين" لماري شيلي، واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي تركت بصمة عميقة في الأدب الإنجليزي، وامتدت بطبيعة الحال إلى عالم الموضة، حيث استوحت العديد من دور الأزياء تصاميمها من الأجواء القاتمة والرؤى المميزة لهذه الرواية الشهيرة، فظهرت شخصية الوحش في تصاميم العلامة الشهيرة برادا، التي وضعت صورته على قمصانها، كما استوحى المصمم العالمي أليساندرو ميشيل لمجموعة غوتشي لخريف وشتاء 2018 عناصر جمالية وموضوعية من "فرانكشتاين"، مما أسفر عن تشكيلة أزياء مثيرة مستلهمة بشكل واضح من الرواية.عالم الطفولة والألوان الزاهيةالرواية الثانية التي تركتْ بصماتها بوضوحٍ في عالم الموضة والأزياء هي "آليس في بلاد العجائب"، والتي يجدها الزوار متاحة في أكثر من دار نشر بالمعرض، وقد ألهمت الرواية بأجوائها السحرية وشخصياتها الغريبة العديد من المصممين، فقد قدّمت دار ديور مجموعة مستوحاة من أسلوب "أليس" الخيالي، حيث احتوت التصاميم على لمسات من عالم الطفولة والألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأقمشة التي تعكس روح المغامرة، كذلك تأثرتْ دار فالننتينو في إحدى مجموعاتها بالرواية، وظهر ذلك في اعتمادها على العناصر الرمزية مثل الساعة والأرنب، لتجسيد تلك الرحلة الغريبة في عالم العجائب.غاتسبي العظيم وآنا كارنينا.. الأناقة الساحرةوحين نريد الحديث عن الأزياء الفاخرة الأنيقة التي تعود لنهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، سنجد أن الكثير من دور الأزياء ومصمميها تأثروا بعملين أدبيين عظيمين، الأول رواية غاتسبي العظيم ل فرنسيس سكوت فيتزجيرالد الذي ألهم رالف لورين وشانيل لتقديم مجموعاتٍ مستلهمة من أجواء الرواية التي دارت في عشرينيات القرن الماضي، حيث ظهرت الأزياء سواء البدلات الرسمية أو الفساتين أنيقة ومزينة بالخرز والريش، وعاكسة لمفاهيم الآرت ديكو الذي انتشر في تلك الحقبة، أما الرواية الأخرى فهي "آنا كارنينا" لليو تولستوي التي ألهمت العديد من دور الأزياء في أمريكا وروسيا لتقديم مجموعات من الأزياء الكلاسيكية المستوحاة من شخصيات الرواية التي تعكس أجواء المجتمع الأرستقراطي الروسي في القرن التاسع عشر.مادام بوفاري لفلوبيرخامس رواية كان لها أثرٌ كبير جدا على مصممي الأزياء الفرنسيين الذين كانوا يبحثون عن تصاميم نسائية راقية، وفيها جرأة وأناقة، هي رواية "مدام بوفاري" لغوستاف فلوبير، فبفضل أحداث الرواية عرف مصممو دار ديور وفالنتينو كيف كانت النسوة من الطبقات الأرستقراطية ترتدي في القرن التاسع عشر بالريفالفرنسي، وصمموا مجموعة أزياء تعتمد على الأقمشة الفاخرة والكورسيهات والأكمام المنتفخة التي كانت ترمز للرقي والبذخ.