logo
«رحيل» و«إلى أين؟»: حين تتحوّل المونودراما إلى مرآة لجراح الجسد والهوية

«رحيل» و«إلى أين؟»: حين تتحوّل المونودراما إلى مرآة لجراح الجسد والهوية

الدستورمنذ 2 أيام
رنا حداد المسرح ليس مجرد عرض، بل طقس شعائري لتفكيك الذاكرة، وإعادة تشكيل الهوية. في الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، التي تُقام ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، كان للمُشاهد العربي موعد مع عرضين يشرّحان ببراعة فائقة تجربة الرحيل، لا كحركة جسدية فحسب، بل كاضطراب داخلي، وتحوّل وجودي.ففي مسرح الشمس – عمّان، صرخت نرفانا الخطيب وحدها على الخشبة في عرض «رحيل»، تحت إدارة د. إياد الريموني، لتجسّد لحظة انفجار داخلي لأنثى تتأرجح بين ذاكرتها، وجسدها، ومجتمع لا يرى إلا المظهر. فيما وفي مسرح الحسين الثقافي – رأس العين، وقف حسين العبيدي وحيدًا في «إلى أين؟» حاملاً حقائب لا تُرى إلا بالقلب، باحثًا عن معنى الرحيل في زمن التهجير القسري.عرضان منفردان، من الأردن وليبيا، لكنّهما يلتقيان في جوهر واحد: تفكيك تجربة إنسانية مكثّفة تُطرح من خلال «أنا» فردية، لتصير صوتًا جمعيًا لجراحنا العميقة في هذا العالم العربي الذي ما عاد يسعنا، جسديًا ولا نفسيًا. «رحيل»... عندما تصير المونودراما مرآةً لصراعات الجسد والهوية والذاكرةعلى خشبة مسرح الشمس في العبدلي، حيث تلتقي العتمة بالبوح، وقفت امرأة واحدة تحكي، تصرخ، وتصمت. مونودراما «رحيل»، التي كتبها وأخرجها وساهم في رؤيتها البصرية د. إياد الريموني، وقدّمتها بإحساس داخلي عالٍ الفنانة نرفانا الخطيب، ليست عرضًا تمثيليًا بقدر ما هي تجربة تحليل ذاتي مفتوحة، ترصد فيها امرأة واحدة آثار المجتمع على جسدها، وروحها، ووعيها بذاتها. فيما تألق الفريق الإداري؛ الفنان معتصم كلوب ، والفنانة يارا الحجَّاوي ، والفنان محمد عيسى ؛ في فهم جواهر الباطن في نشوء العرض منذ اللحظة الأولى.تبدأ المسرحية من محطة قطار. مكان رمزي لا يحمل فقط انتظار الرحيل، بل يُجسّد «اللازمن» الذي تعيشه البطلة. محطة تصل بين ماضٍ موشوّش ومستقبل لا تعرف وجهته. وبينما تنتظر، تتشظّى أمامنا إلى شخصيات نسائية عدّة، كلٌّ منها تمثيل لجانب من جوانبها، أو بالأحرى، جانب من وجوه المرأة في مجتمع يحاكمها بكل التفاصيل.الذروة في هذا العمل لا تتجلى في «الحدث»، بل في بناء الرموز، وتكثيف المعنى خلف كل عنصر بصري أو حركي.الرداء الأحمر ليس مجرد لون، بل هو سياق اجتماعي تراكمي يحمل ثقافة العذرية، الطهر، الدم، والخيانة. إنه تذكير دائم بأن الجسد الأنثوي في مجتمعاتنا ليس ملكًا لصاحبته، بل لأعين الآخرين وتقييمهم.في المقابل، يأتي الرداء الأزرق ليفتح قوسًا عميقًا لصراع آخر: صراع بين الرغبة في الحرية، وبين الخوف من الخروج عن السرب.هذان الرداءان يختزلان خطّ التوتر الأساسي في العرض: الأنثى كحقل نزاع رمزي بين الانضباط والانعتاق.يتكثف المشهد في فقاعات الصابون، التي تبدو في ظاهرها خفيفة، شفّافة، إلا أنها محمّلة بالخذلان. هي وعود المجتمع للمرأة: بالحب، بالاستقرار، بالحماية... لكنها وعود سرعان ما تنفجر في الهواء، دون أثر.أما الكتاب، كعنصر بصري، فهو تقويض ساخر لفكرة الثقافة السطحية، تلك التي تُجمّل الواقع أو تُدينه نظريًا، لكنها لا تغيّره فعليًا، ولا تمنح أدوات للمواجهة.من جهة إخراجية، لجأ الريموني إلى اقتصاد بصري مدروس: الحركة مدروسة بدقّة، الضوء يعمل كبوصلة داخلية لنفس البطلة، والمؤثرات الصوتية – وخصوصًا القطار – تُشكّل بناءً زمنيًا داخليًا للمسرحية، حيث كل مقطورة تشير إلى مرحلة أو أزمة في حياة الشخصية. أما المطر، فقد ربط المشهد بالأرض، بالخصوبة، وبفكرة الحياة الممكنة رغم الجدب، وكأن العرض، بكل ألمه، يترك نافذة صغيرة للأمل.نماذج مختلفة للمرأة ،ومشكلاتها مما يثير تساؤلات حول كيفية آلية التعامل الصحيحة لكل منهن من وجهة نظر المجتمع، فى البداية تظهر امرأة في محطة قطار تعرف نفسها و بماضيها الذي تتذكره بينما تنتظر قطارها لتذهب برحلة تتعرف فيها على نساء عدة، ترتبط كل منهن علاقة بالأخرى ليصل في نهاية العرض إلى السر في حياة تلك المرأة وما قادها المجتمع له لينتهي بها الأمر في محطة القطار.في المستوى العميق، «رحيل» ليس عرضًا عن امرأة فحسب، بل عن تجربة أنثوية مركّبة، تختبر فيها البطلة ما يعنيه أن تكوني جسدًا له تاريخ، وعاطفة لها ذاكرة، وكيانًا يتشكّل في مواجهة مجتمع لا يغفر الأخطاء، ولا ينصت للألم. لقد تمكّن العمل من مساءلة المسكوت عنه، وطرق باب المحرّمات بصوت داخلي، لا بالصراخ، بل بالتماهي مع ما يثقل الوجدان الأنثوي.«رحيل» ليست مونودراما تسرد قصة، بل مرآة كاشفة لتجربة الإنكسار والتكوين، داخل امرأة تقف على رصيف الإنتظار، لكنها في العمق تنتظر ولادة جديدة.العرض المونودرامي الليبي «إلى أين» عزف منفرد على وتر الهجرة والتهجير القسري,بحضور ممثل عن السفارة الليبية في عمان، وجمع غفير من عشاق المسرح، وضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما المسرحي، قدّمت الفرقة الليبية على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي – رأس العين، عرضها المسرحي المونودرامي «إلى أين؟»، في تجربة مسرحية مزجت بين القلق الوجودي والتساؤلات العميقة التي يعيشها الإنسان العربي المعاصر.المسرحية، التي كتبها الكاتب العراقي علي العبادي، مقتبسة عن نصه «حقائب سوداء»، وأخرجها الليبي عوض الفيتوري الذي تولى أيضًا تصميم السينوغرافيا، بينما قام بتجسيدها على الخشبة الفنان حسين العبيدي، يرافقه موسيقيًا الفنان أنس العريبي، الذي أضفى بعدًا شعوريًا ساهم في تعزيز التوتر الدرامي والانفعالي للنص.وفي إطار مونودرامي متماسك، يقف «الممثل – المسافر» ليحمل حقائبه المادية والرمزية، باحثًا عن إجابة لسؤال وجودي يتردد طيلة العرض: «إلى أين؟». فالمسرحية لا تكتفي بعرض مشهد فردي عن الرحيل، بل تحوّله إلى سؤال جماعي يمسّ كل من اضطر أن يغادر، أن يهاجر، أن يُهجّر، أو أن يرحل مجبرًا من وطن بات غير قابل للسكن، بفعل الحروب والدمار والنكبات المتتالية، وحتى الإحتلال في العالم العربي.الحقائب في العرض ليست مجرد أدوات، بل رموزٌ لما نحمله في دواخلنا: ذكريات، أحلام، خصوصيات، جراح، وآمال. المسرحية تفتح مساحة للتأمل في دوافع السفر؛ أهو بحث عن الأمان؟ أم عن الذات؟ أم محاولة مستميتة للهرب من واقع خانق؟العرض الليبي جاء متقنًا في استخدامه للضوء والظل، للصوت والصمت، للحركة وللسكون، حيث مزج المخرج بين عناصر النص والفرجة والموسيقى والإضاءة، ليصوغ منها كولاجًا بصريًا وصوتيًا نابضًا يعكس نبض الشارع العربي، ويطرح الأسئلة التي قد لا تجد أجوبة، لكنها تُحكى، تُصرخ، وتُهمس على خشبة المسرح.يُشار إلى أنّ الدورة الثالثة من مهرجان المونودراما العربي، التي تُقام ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لعام 2025، تستضيف عروضًا من مختلف الدول العربية، تشكّل فسحة للتعبير الفردي الحرّ، وتحاكي هواجس المجتمعات بعيون فنانيها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان المونودراما بجرش
مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان المونودراما بجرش

أخبارنا

timeمنذ 9 ساعات

  • أخبارنا

مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان المونودراما بجرش

أخبارنا : أعلنت لجنة تحكيم مهرجان المونودراما العربي، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، نتائج تقييم العروض المسرحية المشاركة، حيث فازت مسرحية "إلى أين" من ليبيا بجائزة أفضل عرض متكامل. ‏ ‏كما فاز عن المسرحية ذاتها "إلى أين"، عواض الفيتوري بجائزة أفضل إخراج مسرحي، في حين حصد جائزة أفضل ممثل، حسين العبيدي عن دوره في العمل نفسه، وبهذا تكون دولة ليبيا الشقيقة، حصدت ثلاث جوائز في اختتام فعاليات مهرجان المونودراما بدورته الثالثة. ‏ ‏وفي ذات السياق، فازت الفنانة كاترين هاشم بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية "قمر أحمر" من العراق، فيما ذهبت جائزة أفضل نص مسرحي لتغريد الداوود عن مسرحية "كن تمثالاً" من البحرين، وفازت مسرحية "هبوط مؤقت" من فلسطين بجائزة أفضل موسيقى، بينما نالت مسرحية "رحيل" من الأردن جائزة أفضل سينوغرافيا. ‏ ‏جاء ذلك خلال الحفل الختامي للمهرجان الذي أقيم، اليوم الجمعة، في مركز الحسين الثقافي، بحضور نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي، ومدير المركز أيمن خليفات، والفنانة عبير عيسى مديرة مهرجان مسرح المونودراما، وجلال العالم مندوباً عن الملحق الثقافي الليبي، إلى جانب جمهور فني وثقافي. ‏ ‏وثمن رئيس لجنة التحكيم المخرج زيد خليل، خلال الحفل، جهود وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومهرجان جرش، مؤكداً أن "إصرار هذه الجهات على استمرار العمل الثقافي يجعل من الأردن مركز إشعاع فني في المنطقة"، مشيداً بالدور الريادي للفنانة عبير عيسى التي وصفها بـ"الفنانة التي تؤمن بالحلم وتسعى لتحقيقه". ‏ ‏وأضاف، أن اللجنة التي ضمّت كلاً من الفنانة عايدة فهمي (مصر)، والدكتورة ديما سويدان (الأردن)، والدكتور علي السوداني (العراق)، وإبراهيم الحارثي (السعودية) كمقرر، عملت منذ اللحظة الأولى على تهيئة بيئة حوارية خصبة تمكّنها من تقييم العروض المسرحية وفق منهجية علمية وفنية دقيقة. ‏ ‏واستعرض الحارثي مقرر لجنة التحكيم، العروض المسرحية الخمسة المشاركة، وهي: "هبوط مؤقت" من فلسطين، "كن تمثالاً" من البحرين، "قمر أحمر" من العراق، "إلى أين" من ليبيا، و"رحيل" من الأردن، مشيراً إلى أن اللجنة اعتمدت في تقييمها معايير دقيقة شملت: أصالة النص، البناء الدرامي، الأداء التمثيلي، اللغة والحوار، الموسيقى، إدارة الفضاء المسرحي، الدراماتورجيا، والرؤية الإخراجية. ‏ ‏وأشار إلى أن العروض عكست التزاماً مهنياً عالياً، رغم تواضع الإمكانيات الإنتاجية، وأن معظم الأعمال انحازت إلى البساطة وصدقية الأداء، لافتاً إلى تفاوت في توظيف الموسيقى وضبط الإيقاع الزمني ومعالجة اللغة الفصحى في بعض العروض. ‏‏وأوصت اللجنة في بيانها الختامي، بضرورة مواصلة دعم مسرح المونودراما، وتطوير برامج تأهيلية للمواهب الشابة، واعتماد محور فكري في كل دورة يعزز البعد المعرفي والفكري للعروض، إلى جانب إصدار أدبيات نقدية وتحليلية متخصصة وتحديث معايير التحكيم بما يواكب التطورات الفنية. ‏ ‏وكان الحفل، شهد عرض فيلم قصير استعرض أبرز مشاهد المهرجان منذ انطلاقه، وتضمن كلمة للفنانة عبير عيسى عبّرت فيها عن شكرها لكافة الجهات الداعمة، مؤكدة أهمية هذه التظاهرة المسرحية في تحفيز الطاقات الإبداعية الفردية، ومعلنة بدء إعلان النتائج وترك الكلمة الختامية لرئيس لجنة التحكيم. --(بترا)

مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان...
مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان...

الوكيل

timeمنذ 20 ساعات

  • الوكيل

مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان...

الوكيل الإخباري- أعلنت لجنة تحكيم مهرجان المونودراما العربي، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، نتائج تقييم العروض المسرحية المشاركة، حيث فازت مسرحية "إلى أين" من ليبيا بجائزة أفضل عرض متكامل. اضافة اعلان ‏ ‏كما فاز عن المسرحية ذاتها "إلى أين"، عواض الفيتوري بجائزة أفضل إخراج مسرحي، في حين حصد جائزة أفضل ممثل، حسين العبيدي عن دوره في العمل نفسه، وبهذا تكون دولة ليبيا الشقيقة، حصدت ثلاث جوائز في اختتام فعاليات مهرجان المونودراما بدورته الثالثة. ‏ ‏وفي ذات السياق، فازت الفنانة كاترين هاشم بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية "قمر أحمر" من العراق، فيما ذهبت جائزة أفضل نص مسرحي لتغريد الداوود عن مسرحية "كن تمثالاً" من البحرين، وفازت مسرحية "هبوط مؤقت" من فلسطين بجائزة أفضل موسيقى، بينما نالت مسرحية "رحيل" من الأردن جائزة أفضل سينوغرافيا. ‏ ‏جاء ذلك خلال الحفل الختامي للمهرجان الذي أقيم، اليوم الجمعة، في مركز الحسين الثقافي، بحضور نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي، ومدير المركز أيمن خليفات، والفنانة عبير عيسى مديرة مهرجان مسرح المونودراما، وجلال العالم مندوباً عن الملحق الثقافي الليبي، إلى جانب جمهور فني وثقافي. ‏ ‏وثمن رئيس لجنة التحكيم المخرج زيد خليل، خلال الحفل، جهود وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومهرجان جرش، مؤكداً أن "إصرار هذه الجهات على استمرار العمل الثقافي يجعل من الأردن مركز إشعاع فني في المنطقة"، مشيداً بالدور الريادي للفنانة عبير عيسى التي وصفها بـ"الفنانة التي تؤمن بالحلم وتسعى لتحقيقه". ‏ ‏وأضاف، أن اللجنة التي ضمّت كلاً من الفنانة عايدة فهمي (مصر)، والدكتورة ديما سويدان (الأردن)، والدكتور علي السوداني (العراق)، وإبراهيم الحارثي (السعودية) كمقرر، عملت منذ اللحظة الأولى على تهيئة بيئة حوارية خصبة تمكّنها من تقييم العروض المسرحية وفق منهجية علمية وفنية دقيقة. ‏ ‏واستعرض الحارثي مقرر لجنة التحكيم، العروض المسرحية الخمسة المشاركة، وهي: "هبوط مؤقت" من فلسطين، "كن تمثالاً" من البحرين، "قمر أحمر" من العراق، "إلى أين" من ليبيا، و"رحيل" من الأردن، مشيراً إلى أن اللجنة اعتمدت في تقييمها معايير دقيقة شملت: أصالة النص، البناء الدرامي، الأداء التمثيلي، اللغة والحوار، الموسيقى، إدارة الفضاء المسرحي، الدراماتورجيا، والرؤية الإخراجية. ‏ وأشار إلى أن العروض عكست التزاماً مهنياً عالياً، رغم تواضع الإمكانيات الإنتاجية، وأن معظم الأعمال انحازت إلى البساطة وصدقية الأداء، لافتاً إلى تفاوت في توظيف الموسيقى وضبط الإيقاع الزمني ومعالجة اللغة الفصحى في بعض العروض. ‏‏وأوصت اللجنة في بيانها الختامي، بضرورة مواصلة دعم مسرح المونودراما، وتطوير برامج تأهيلية للمواهب الشابة، واعتماد محور فكري في كل دورة يعزز البعد المعرفي والفكري للعروض، إلى جانب إصدار أدبيات نقدية وتحليلية متخصصة وتحديث معايير التحكيم بما يواكب التطورات الفنية.

مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان المونودراما بجرش
مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان المونودراما بجرش

عمون

timeمنذ 21 ساعات

  • عمون

مسرحية "إلى أين" الليبية تحصد ثلاث جوائز في ختام مهرجان المونودراما بجرش

عمون - أعلنت لجنة تحكيم مهرجان المونودراما العربي، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ39، نتائج تقييم العروض المسرحية المشاركة، حيث فازت مسرحية "إلى أين" من ليبيا بجائزة أفضل عرض متكامل. ‏ ‏كما فاز عن المسرحية ذاتها "إلى أين"، عواض الفيتوري بجائزة أفضل إخراج مسرحي، في حين حصد جائزة أفضل ممثل، حسين العبيدي عن دوره في العمل نفسه، وبهذا تكون دولة ليبيا الشقيقة، حصدت ثلاث جوائز في اختتام فعاليات مهرجان المونودراما بدورته الثالثة. ‏ ‏وفي ذات السياق، فازت الفنانة كاترين هاشم بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية "قمر أحمر" من العراق، فيما ذهبت جائزة أفضل نص مسرحي لتغريد الداوود عن مسرحية "كن تمثالاً" من البحرين، وفازت مسرحية "هبوط مؤقت" من فلسطين بجائزة أفضل موسيقى، بينما نالت مسرحية "رحيل" من الأردن جائزة أفضل سينوغرافيا. ‏ ‏جاء ذلك خلال الحفل الختامي للمهرجان الذي أقيم، اليوم الجمعة، في مركز الحسين الثقافي، بحضور نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي، ومدير المركز أيمن خليفات، والفنانة عبير عيسى مديرة مهرجان مسرح المونودراما، وجلال العالم مندوباً عن الملحق الثقافي الليبي، إلى جانب جمهور فني وثقافي. ‏ ‏وثمن رئيس لجنة التحكيم المخرج زيد خليل، خلال الحفل، جهود وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ومهرجان جرش، مؤكداً أن "إصرار هذه الجهات على استمرار العمل الثقافي يجعل من الأردن مركز إشعاع فني في المنطقة"، مشيداً بالدور الريادي للفنانة عبير عيسى التي وصفها بـ"الفنانة التي تؤمن بالحلم وتسعى لتحقيقه". ‏ ‏وأضاف، أن اللجنة التي ضمّت كلاً من الفنانة عايدة فهمي (مصر)، والدكتورة ديما سويدان (الأردن)، والدكتور علي السوداني (العراق)، وإبراهيم الحارثي (السعودية) كمقرر، عملت منذ اللحظة الأولى على تهيئة بيئة حوارية خصبة تمكّنها من تقييم العروض المسرحية وفق منهجية علمية وفنية دقيقة. ‏ ‏واستعرض الحارثي مقرر لجنة التحكيم، العروض المسرحية الخمسة المشاركة، وهي: "هبوط مؤقت" من فلسطين، "كن تمثالاً" من البحرين، "قمر أحمر" من العراق، "إلى أين" من ليبيا، و"رحيل" من الأردن، مشيراً إلى أن اللجنة اعتمدت في تقييمها معايير دقيقة شملت: أصالة النص، البناء الدرامي، الأداء التمثيلي، اللغة والحوار، الموسيقى، إدارة الفضاء المسرحي، الدراماتورجيا، والرؤية الإخراجية ‏ ‏وأشار إلى أن العروض عكست التزاماً مهنياً عالياً، رغم تواضع الإمكانيات الإنتاجية، وأن معظم الأعمال انحازت إلى البساطة وصدقية الأداء، لافتاً إلى تفاوت في توظيف الموسيقى وضبط الإيقاع الزمني ومعالجة اللغة الفصحى في بعض العروض. ‏‏وأوصت اللجنة في بيانها الختامي، بضرورة مواصلة دعم مسرح المونودراما، وتطوير برامج تأهيلية للمواهب الشابة، واعتماد محور فكري في كل دورة يعزز البعد المعرفي والفكري للعروض، إلى جانب إصدار أدبيات نقدية وتحليلية متخصصة وتحديث معايير التحكيم بما يواكب التطورات الفنية. ‏ ‏وكان الحفل، شهد عرض فيلم قصير استعرض أبرز مشاهد المهرجان منذ انطلاقه، وتضمن كلمة للفنانة عبير عيسى عبّرت فيها عن شكرها لكافة الجهات الداعمة، مؤكدة أهمية هذه التظاهرة المسرحية في تحفيز الطاقات الإبداعية الفردية، ومعلنة بدء إعلان النتائج وترك الكلمة الختامية لرئيس لجنة التحكيم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store