
موسكو وبكين تحذّران من تجاوز الخطوط الحمراء... والمنطقة على شفير التحوّل الكبير! الحكومة تتمسّك بالحياد...وتتخذ اجراءات حاسمة التشكيلات الديبلوماسية تبصر النور اليوم...ولا تسليم للسلاح الفلسطيني
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
في تطوّر لافت وخطير، طرحت القناة 14
مسألة تزويد ايران من دول ثلاث – هي الصين، روسيا، وباكستان – بشحنات جوية متطوّرة، تشمل صواريخ دقيقة وتقنيات عسكرية متقدّمة، مما يعيد خلط أوراق الصراع الإقليمي، ويضع المنطقة أمام احتمالات مواجهة كبرى قد لا تبقى «تحت السقف>.
تزامن ذلك مع تقارير عن هبوط طائرتي شحن عسكريتين صينيتين في أحد المطارات الإيرانية، وسط تكتّم حول طبيعة الشحنات، ما يُعزز المعلومات المسرّبة في الاعلام «الاسرائيلي»، ويفتح الباب أمام فرضية قيام جسر جوّي عسكري ينقل الردع من الشرق إلى طهران.
بين التهديد الوجودي
يرى مراقبون أن ما يُحاك في الكواليس، يتجاوز حدود الدعم التقني أو الرمزي، ويتعلق بإعادة رسم معادلة الردع الاستراتيجي. فـ «إسرائيل»، وفق تقارير غربية متقاطعة، لا تكتفي بضربات موضعية، بل تسعى فعليا إلى تغيير النظام الإيراني، وهو ما تعتبره دول المحور – من بكين إلى موسكو، مرورا بإسلام آباد – خطًا أحمر وجوديا لن يُسمح بتجاوزه.
هذه القراءة تفسّر الشحنات العسكرية التي يُقال إنها نُقلت جواً، وبعضها قد يشمل:
- صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
- أنظمة توجيه بالغة الدقة.
- تكنولوجيا تحصين للمنشآت النووية والدفاعات الجوية.
لماذا التحرك الآن؟
التوقيت ليس صدفة. تأتي هذه التطورات وسط انسداد كامل في مسار التفاوض النووي بين طهران وواشنطن، وبعد تهديدات مباشرة من «إسرائيل» بتنفيذ عمليات داخل العمق الإيراني. وذلك في ظل تراجع فعلي للدور الأميركي أقله ظاهراً، ما شجّع المحور الشرقي على التقدّم في خطوات عملية نحو دعم طهران.
هل نحن أمام
«محور ردع مضاد»؟
إن صحّت هذه المعطيات، فإننا أمام ولادة غير معلنة لمحور عسكري شرقي يتجاوز الحسابات الكلاسيكية، ويهدف إلى تطويق أي مشروع «إسرائيلي» لتغيير النظام في إيران، بل وربما ردع «تل أبيب» عن التفكير في ضربة استراتيجية كبرى.
وهذا المحور لا يقتصر على روسيا والصين وباكستان، بل ربما ينفتح على دول أخرى تدور في الفلك ذاته، ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لأي مغامرة عسكرية «إسرائيلية» مستقبلية.
هل تنخرط اميركا في الحرب؟
تواصل منطقة الشرق الأوسط حبس أنفاسها منذ يوم الجمعة الماضي، مع استعار الحرب «الإسرائيلية»- الايرانية وتفاقم الخشية من توسعها، في حال قررت الادارة الاميركية الانخراط بها.
وقد خرج الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليؤكد ان لا علاقة لواشنطن بالهجوم المتواصل على إيران، متوعدا انه «إذا تعرضنا لهجوم بأي شكل من الأشكال، فستنزل عليكم بكل قوة وقدرة القوات المسلحة الأميركية بمستويات غير مسبوقة»، معتبرا في الوقت عينه انه «لا يزال يمكننا بسهولة التوصل إلى اتفاق بين إيران و»إسرائيل»، وإنهاء هذا الصراع الدموي!»
وتبادلت ايران و»اسرائيل» في الساعات الماضية الضربات الجوية والصاروخية، التي أوقعت المئات من القتلى والجرحى في البلدين. فشنّ جيش العدو «الإسرائيلي» هجمات طالت منظومات البرنامج النّووي، وإنتاج الأسلحة والدّفاعات الجوّيّة والمطارات، فيما أطلقت طهران مئات الصواريخ الباليستية مستهدفة مدنا «اسرائيلية»، ومؤكدة «ان لا حدود في الرد، بعدما تجاوزت «اسرائيل» كل الخطوط الحمر».
موقف حكومي صارم
لبنانيا، ظلّ الترقب سيد الموقف، في ظل اجماع حالي على وجوب تحييد لبنان عن هذه الحرب. وعلمت «الديار» انه سيتم خلال جلسة مجلس الوزراء، التي تُعقد صباح اليوم في قصر بعبدا، لبحث الوضع الراهن في المنطقة وجدول اعمالها من 49 بندا، اصدار موقف حكومي موحد لجهة التمسك بحياد وتحييد لبنان عن الصراع الدائر، ومنع استخدام اراضيه من قبل اي مجموعة لدعم اي طرف ضد الآخر، وان كانت الحكومة ستدين قيام «اسرائيل» بالاعتداء على ايران.
وبحسب المعلومات، تتكثف الاجراءات والتدابير المتخذة من قبل الاجهزة الامنية، لمنع طابور خامس من اقحام لبنان بهذه الحرب.
والى جانب البنود ال49 التي يفترض ان يتم بحثها، علمت «الديار» ان التشكيلات الديبلوماسية نضجت ، وسيتم اقرارها في جلسة اليوم، بخلاف التعيينات القضائية والمالية التي لا تزال تراوح مكانها.
كذلك، اكدت مصادر معنية بالملف لـ «الديار» انه لن يتم اليوم تسليم اي سلاح فلسطيني متواجد داخل المخيمات، كما كان متفق عليها، لافتة الى ان «الامور لم تنضج بعد، كما ان ما يحصل في المنطقة يجعل البت راهنا بهذا الملف واتخاذ خطوات عملية بشأنه، امرا صعبا ومعقدا».
حرب لاسابيع
وبالعودة الى التطورات الكبرى على خط ايران- «اسرائيل»، لفت ما نقلته شبكة CNN عن مسؤولين في البيت الأبيض ومسؤولين «إسرائيليين» عن ان «الحرب ضد إيران قد تستمر أسابيع لا أياما»، مؤكدين انها «تمضي قدما بموافقة أميركية ضمنية»، اذ قال مسؤول في البيت الأبيض، إن الإدارة على دراية بخطط «إسرائيل» وتدعمها ضمنيا. وعندما سُئل عن المدة التي يمكن أن يستمر فيها الصراع، قال المسؤول إن ذلك يعتمد على رد إيران.
كذلك لفت ما ادّعاه سياسيون وناشطون «اسرائيليون» عن ان «باكستان أرسلت 750 صاروخاً بالستياً لإيران، ما قد يؤدي إلى قصف مستودعات صواريخ في باكستان».
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «الهدف «الاسرائيلي» تطور من انهاء برنامج ايران النووي بالقوة، لمحاولة اسقاط النظام الايراني»، لافتة في حديث لـ«الديار» الى ان «تل ابيب تتوقع الا يكون الطريق لتحقيق هذا الهدف نزهة، لكنها مستعدة لتكبد التكاليف الباهظة اذا كان ذلك سيؤدي لضمان امنها واستقرارها لعشرات السنوات الى الامام، والقضاء على اي مصدر تهديد لها».
خروقات بالعملاء
ولم يعد خافيا ان شبكات العملاء، سواء داخل إيران كما في الداخل «الاسرائيلي» تفعل فعلها، اذ اعلن الطرفان امس عن اعتقال لجواسيس وعملاء سريين. اذ ذكرت «وكالة الجمهوريّة الإسلاميّة للأنباء- إرنا»، انه «بفضل جهود جهاز استخبارات شرطة محافظة البرز، تمّ اعتقال عضوَين من فريق « الموساد « الإرهابي، كانا يصنّعان قنابل ومتفجّرات وأفخاخًا متفجّرةً ومعدّات إلكترونيّة، في منزل في سفج بولاغ»، وذلك بعد أنباء مماثلة في الساعات القليلة الماضية عن اعتقالات في «إسرائيل» لشخصين يشتبه في تجسسهما لصالح إيران.
التطورات الميدانية
ووفقا للحكومة «الاسرائيلية»، فان 380 شخصاً على الأقل أصيبوا في الضربات الإيرانية، تسعة منهم في حالة خطيرة، فيما افادت وسائل إعلام «إسرائيلية» بارتفاع عدد القتلى، نتيجة القصف الصاروخي الإيراني في «بات يام» و»تل أبيب» إلى 6، والجرحى إلى 240 جريحا. وقال رئيس بلدية «بات يام» إن هناك أكثر من 20 مفقودا تحت أنقاض المبنى الذي تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مضيفا أن 61 مبنى تعرضت إلى أضرار.
وكانت ايران شنّت فجر الاحد هجوما واسعا ومزدوجا على «إسرائيل»، مستخدمةً أكثر من 50 صاروخا باليستيّا وعددا من المسيّرات، وقد تضرّرت عشرات المنازل والمباني، جرّاء سقوط صواريخ إيرانيّة في مدينة «بات يام» قرب «تل أبيب». كما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيليّة»، بأنّ «أضرارا كبيرةً وقعت في معهد وايزمن للأبحاث في رحوفوت، جرّاء سقوط صاروخ>.
وأكّد وزير الدّفاع «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس ، خلال تفقدّه ووزير الأمن القومي «الإسرائيلي» مواقع سقطت فيها صواريخ إيرانيّة في بلدة «بات يام» ، أنّ «الخطّة بشأن إيران تسير كما هو مخطّط لها بل وأكثر من ذلك».
بالمقابل، أعلن قائد قوّات حرس الحدود الإيرانيّة العميد أحمد علي كودرزي، أنّ «في أعقاب الغارات الجوّيّة للکیان الصّهیوني خلال الـ48 ساعة الماضية، تمّ رصد 44 طائرة مسيّرة وطائرة صغيرة تابعة لهذا الکیان الشّرير، كانت تحاول دخول المجال الجوّي للبلاد، وتم تدميرها بفضل يقظة حرس الحدود». وأشار في بيان إلى أنّ «قوّات حرس الحدود الإيراني الشّجاعة بجاهزيّتها الكاملة للسّيطرة على الحدود وحراستها، حذّرت جميع الجماعات المعادية والإرهابيّة والمسلّحة والمهرّبين، من أنّها ستردّ بقوّة على أي هجوم على أمن حدود البلاد»، مؤكّدًا «الرّقابة الاستخباراتيّة للحفاظ على أمن إيران، ومواجهة أي تهديدات في الشّريط الحدودي».
مؤتمر عراقجي
وخلال مؤتمر صحافي ، وضع وزير الخارجيّة الإيرانيّة عباس عراقجي ما تقوم به ايران باطار «الرد والدّفاع عن النّفس، وهذا حق مشروع بحسب القوانين الدّوليّة»، مشيرًا إلى أنّ «قوّاتنا المسلّحة بدأت منذ ليليتين بممارسة هذا الحق، وأمس شاهدتم أبعادا جديدةً لهذه الرّدود وهي ستستمر». واضاف:»خلال اللّيلة الأولى استهدفنا المواقع العسكريّة فقط، لأنّ الكيان الصّهيوني كان قد استهدف أهدافنا الاقتصاديّة وبعض المناطق السكنيّة، ثم استهدفنا مصفاة النّفط في حيفا».
وشدد عراقجي على أنّ «جرّ الاشتباك إلى منطقة الخليج الفارسي هو خطأ استراتيجي كبير، والهدف منه جرّ الحرب إلى أبعد من الحدود الإيرانيّة». وقال:»نحن لا نريد توسيع رقعة الحرب، وجرّها إلى دول المنطقة إلّا إذا أُجبرنا على ذلك».
وقالت إيران إنها استخدمت نوعا جديدا من الصواريخ الباليستية في الضربات الأخيرة على «إسرائيل»، وفقًا لوكالة أنباء فارس، وهي صواريخ باليستية من طراز «الحاج قاسم». ويعمل هذا الصاروخ بالوقود الصلب، ويبلغ مداه 1200 كيلومتر، ومجهز برأس حربي قابل للمناورة يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي، وفقًا لوكالة أنباء تسنيم الإيرانية، وهو مزود أيضا بنظام ملاحة متطور يُمكّنه من إصابة الأهداف بدقة، والتصدي للحرب الإلكترونية».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
احتجاجات لوس أنجلوس تهز أميركا.. والانقسام يقترب!
شهدت الولايات المتحدة احتجاجات آلاف المهاجرين غير الشرعيين منذ يوم الجمعة 6 حزيران (يونيو) 2025، اعتراضاً على المداهمات التي شنتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في مناطق متعددة من مقاطعة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا بهدف اعتقال مهاجرين لا يحملون أوراقاً رسمية، فلماذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين الآن، وكم يتكبد الاقتصاد الأميركي من خسائر جراء تواجدهم، وما هي خسائر ملاحقتهم واحتجاجاتهم؟ تُعد مقاطعة لوس أنجلوس موطنٌاً لنحو مليون مهاجر غير شرعي، وهو العدد الأكبر في الولايات المتحدة، ويصل إجمالي سكان المقاطعة 10 ملايين نسمة من أصول لاتينية، و16% من أصول آسيوية، وثلثهم وُلدوا خارج الولايات المتحدة. يحتل اقتصاد كاليفورنيا المرتبة الرابعة عالمياً، متقدماً على دول كبرى مثل اليابان، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي للولاية عام 2024 نحو 4.1 تريليون دولار ، وهو ما يمثل 14% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، وفق بلومبيرغ. حجم خسائر أميركا جراء الهجرة غير الشرعية وأظهرت وثيقة ناقشها مجلس النواب الأميركي في أيار (مايو) 2024، أن التكلفة الإجمالية للهجرة غير الشرعية على دافعي الضرائب الأميركيين تبلغ نحو 150.7 مليار دولار سنويًا، بعد خصم الضرائب المدفوعة من قبل المهاجرين غير الشرعيين. وقدّر مجلس الهجرة الأميركي عدد المهاجرين غير المسجلين في الولايات المتحدة بنحو 11 مليونًا اعتبارًا من عام 2022، أي ما يعادل 3.3% من إجمالي سكان البلاد، وأن عملية واحدة لترحيل هؤلاء المهاجرين ستكلف الولايات المتحدة ما لا يقل عن 315 مليار دولار، مقسمة إلى 89.3 مليار دولار لإجراء اعتقالات كافية، 167.8 مليار دولار لاحتجاز المهاجرين بشكل جماعي، 34.1 مليار دولار على المعالجة القانونية، 24.1 مليار دولار على عمليات الإزالة. ورغم عدم توفر إحصاءات رسمية لحجم الخسائر الناجمة عن احتجاجات لوس أنجلوس، تشير التقديرات الأولية إلى إنفاق نحو 134 مليون دولار فقط على المراقبة العسكرية ونشر الحرس الوطني والمارينز لمدة 60 يوماً، وفق تقديرات وزارة الدفاع الأميركية ، وتقدر خسائر المطاعم بعشرات الآلاف للمطعم الواحد، أما الخسائر الشاملة في المبيعات بسبب الإغلاق والنهب تقدر بالملايين، وثمة خسائر غير مباشرة في اقتصاد أكبر تشمل انخفاض الإنتاج، الإنفاق، وأزمات في سلسلة التوريد. قال عمرو وهيب، خبير أسواق المال، لـ "النهار" إن الخسائر الاقتصادية الناتجة احتجاجات المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس تنقسم إلى مباشرة وغير مباشرة، مشيرًا إلى أن مقاطعة لوس أنجلوس تضم نسبة كبيرة من العمالة غير المسجلة، لا سيما في قطاعات حيوية مثل المطاعم والبناء والزراعة والخدمات اللوجستية، وبالتالي فإن غياب هذه القوة العاملة بشكل جماعي ولو ليوم واحد يؤدي إلى تراجع كبير في الإنتاج قد يُقدّر يوميًا بعشرات ملايين الدولارات. وأضاف أن تعطل سلاسل الإمداد المحلية في هذه القطاعات يُعد من أبرز الآثار السلبية، فضلًا عن التكلفة الأمنية الإضافية التي تتحملها السلطات المحلية نتيجة نشر قوات الشرطة وتنظيم المرور في حال وقوع اشتباكات أو أعمال تخريب. أما عن الخسائر غير المباشرة، فقد أشار وهيب إلى أن تصاعد التوترات يرسل إشارات سلبية للمستثمرين، خاصةً إذا بدت الحكومة الفيدرالية عاجزة عن احتواء الاحتجاجات، ما ينعكس سلبًا على صورة لوس أنجلوس كمدينة جاذبة للاستثمار والسياحة، لاسيما في ظل التغطية الإعلامية السلبية المكثفة. وأكد وهيب أن الاقتصاد الأميركي لا يزال ضخمًا ومتماسكًا، ولا يمكن أن تؤدي مثل هذه الاحتجاجات المحلية إلى خسائر هيكلية في المدى القريب، لكنه تساءل عن مدى إمكانية انتقال عدوى الاحتجاجات إلى ولايات أخرى، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال مرجّح على المدى الطويل، في غضون عشر سنوات كحد أقصى. وذكر أن هناك 3 عوامل تُسهم في انتشار الاحتجاجات: تصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم الحشود. الزخم الإعلامي المساند، على غرار ما حدث في موجة "الربيع العربي". تشدد بعض القوانين المحلية ضد المهاجرين في ولايات مثل تكساس أو أريزونا. في المقابل، أشار وهيب إلى أن من العوامل الكابحة لانتشار الاحتجاجات، قوة إنفاذ القانون في بعض الولايات، وأيضاً تجنّب كثير من المهاجرين غير النظاميين الظهور خوفًا من الترحيل. هل تتفكك الولايات المتحدة الأميركية؟ يرى خبير أسواق المال أن التفكك غير مرجح على المدى القريب، لكنه محتمل على المدى الطويل خلال عشر سنوات، مفسرًا ذلك بوجود عدة سيناريوهات تصعيدية قد تؤدي إلى خلخلة البنية الفيدرالية، أبرزها: انفصال بعض الولايات مثل تكساس أو كاليفورنيا، رغم أن ذلك صعب دستوريًا ما لم تحدث حرب أهلية. تصاعد العصيان المدني القانوني، برفض ولايات تطبيق بعض القوانين الفيدرالية (كما حدث في ملفات الهجرة والإجهاض). اضطرابات اجتماعية واسعة نتيجة تأزم ملف الهجرة أو حدوث صدامات عرقية وطبقية، قد تعيد إلى الأذهان مشاهد احتجاجات جورج فلويد (مواطن أسمر البشرة قتل على يد شرطي أميركي) عام 2020. وشدد وهيب على ضرورة التمييز بين الاحتجاجات العابرة والتفكك المؤسسي، موضحًا أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك مؤسسات قوية نسبيًا مثل القضاء المستقل والإعلام الحر والاقتصاد المتماسك. إلا أنه رجّح أن تشهد الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة قلاقل متكررة تمهّد على المدى البعيد لتفكك تدريجي، قد يؤدي إلى تحول 4 إلى 6 ولايات إلى كيانات مستقلة، لكل منها علم ودستور وحدود منفصلة، على أن ينحصر نفوذ "الولايات المتحدة" في نطاق جغرافي ضيق، مع تراجع القوة العالمية للدولار واقتصارها على الداخل الأميركي فقط.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
سوء فهم تاريخي لا ينتهي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بعد انكشاف تضليل الرئيس الاميركي دونالد ترامب لايران، من خلال اجراء مفاوضات حول برنامجها النووي، والتي اتضحت انها مسرحية اميركية مخادعة هزيلة, اعطت واشنطن الضوء الاخضر لـ "اسرائيل" بشن حرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية نيابة عن الولايات المتحدة، بحيث ادخلت ادارة ترامب المنطقة برمتها في حرب مدمرة لا تحمد عقباها. ذلك ان ترامب- نيرون اراد اشعال الشرق الاوسط، بمواجهة عسكرية عنيفة بين ايران و"اسرائيل"، ليتفرج على هذه النيران التي تحرق هذا الشرق، والتي ستمتد الى ابعد من الاراضي الايرانية و"الاسرائيلية". ورغم النفوذ الهائل الذي تمتلكه الولايات المتحدة الأميركية على مستوى العالم، إلا أنها أثبتت عبر العقود أنها لا تفهم طبيعة الشرق الأوسط، ولن تفهمه حتى لو حكمته لألف سنة. فالشرق الأوسط ليس مجرد مساحة جغرافية تُدار بخطط جاهزة أو استراتيجيات جامدة، بل هو نسيج معقد من الهويات والتواريخ والديناميات الاجتماعية والسياسية المتشابكة. لقد كانت معظم الحلول التي فرضتها واشنطن على هذه المنطقة ـ سواء عبر التدخلات المباشرة أو من خلال دعم أنظمة أو معارضات بعينها ـ حلولا تفتقر إلى فهم العمق التاريخي والثقافي لشعوب المنطقة. لم تكن هذه "الحلول" سوى وصفات أميركية لمشاكل لم تفهمها أصلاً، ولهذا جاءت النتائج كارثية: انهيارات دول، تصاعد الطائفية، تمدد التطرف، وحرائق سياسية لا تزال تتسع رقعتها حتى اليوم. أما الحروب التي شُنت على هذه المنطقة، أو تلك التي أشعلت فيها بحجج وذرائع مختلفة، فهي في الغالب صناعة أميركية بامتياز، إما بشكل مباشر أو غير مباشر. من غزو العراق، إلى العبث في بنية الدولة السورية، إلى دعم بعض الصراعات تحت غطاء "الحرية" أو "الديمقراطية"، كلها تدخلات زادت من التأزيم، وأعادت تشكيل الشرق الأوسط على صورة الفوضى لا النظام. إن الخطأ الأميركي الأكبر هو اعتقاده أن الشرق الأوسط يمكن تطويعه بمنطق المصالح فقط، متناس أن هذه المنطقة تملك ذاكرة حية، وشعوبا تعرف جيدا من الذي يغذي النار، ومن الذي يمنع إطفاءها. وها نحن اليوم، نشهد على حرب عنيفة مباشرة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الكيان العبري, ورأينا ان "اسرائيل" وسلاحها الجوي المتفوق على الجميع في المنطقة وقنابلها وجواسيسها، لم تتمكن من ردع الرد الايراني الذي ضرب "تل ابيب"، والحق دمارا كبيرا وواسعا، والايام المقبلة ستظهر تصعيدا عسكريا اكبر بين ايران و"اسرائيل". وصحيح ان العدو قام بالضربة الاستبقاية على ايران، واغتال قادة كبار من الحرس الثوري الايراني، وقادة امنيين آخرين من الصف الاول، اعلن انه سيضرب المنشآت النووية في كل انحاء ايران. هذا التصعيد ورغم توقيته الحرج, لا يخرج عن السياق المعروف في العقيدة الأمنية "الإسرائيلية"، التي تعتمد على مبدأ "الوقاية الهجومية " لمنع أي تهديد محتمل، حتى لو لم يتحقّق بعد. انما في الوقت ذاته، ما النتيجة؟ وهل فعلاً تقترب إيران من إنتاج قنبلة نووية؟ المفارقة الكبرى أن معظم التقارير الدولية، بما فيها بعض تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تؤكد حتى اللحظة أن إيران قد صنعت قنبلة نووية، أو حتى اتخذت قرارا نهائيا بالذهاب نحو هذا الخيار. ومع ذلك، تستخدم "إسرائيل" هذا الملف كذريعة لتبرير ضربات عسكرية تعتبرها "استباقية". هل تعتقد "اسرائيل" ان ضرباتها للمنشآت النووية الايرانية في عمق البلاد، لن تزيد من شراسة الرد الايراني عليها؟ فايران اظهرت انها دولة قوية وترد الصاع صاعين، ولا تستهيب لا "اسرائيل" ولا اميركا المخادعة، وهي لن تتوقف عن الدفاع عن نفسها طالما الاعتداءات "الاسرائيلية" مستمرة. وكلما زادت "إسرائيل" منسوب العنف، زادت إيران من ردّها، وبات الرد مباشرا أكثر من أي وقت مضى. فما هي الصورة الكبرى التي ترسم في الشرق الاوسط؟ هذه الحرب الضروس بين طهران و"تل ابيب" ستغرق المنطقة برمتها بمواجهة عسكرية، وستؤدي الى انضمام دول جديدة قد تعد "مفاجاة" في الصراع الدائر، سواء من ناحية ايران او من ناحية "اسرائيل". فهل هذا الامر يبشر بالخير؟ الجواب حتما لا. ف "اسرائيل" تخوض معركة معقدة وخطرة، وباهداف غير مضمونة وبنتائج قد تأتي معكوسة. واذا لم تفتح قنوات احتواء حقيقية لهذا الصراع الجهنمي، فان انزلاق المنطقة الى حرب شاملة لم يعد سيناريو مطروحا فقط، بل يقترب ليكون واقع على الارض. وما هو الثمن؟ للاسف, ستدفع شعوب المنطقة الثمن المشؤوم لهذه الحرب المشؤومة "الاسرائيلية" المدعومة اميركيا, في وقت لن يكون هناك منتصرا او مهزوما من حروب الشرق الاوسط التي برهنت التجارب هذا المسار. فمتى تتعاطى الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط، ليس كخريطة ترسمها مراكز الأبحاث في واشنطن، بل تتعامل معه على انه كيان حيّ، لا يُفهم من بعيد، ولا يُحكم من فوق.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
تحرك حاملة الطائرات "نيميتز": رسائل أميركية في ذروة التصعيد الإقليمي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في تطور يحمل دلالات استراتيجية لافتة، غادرت حاملة الطائرات الأميركية "USS Nimitz" بحر الصين الجنوبي متجهة غربًا نحو منطقة الشرق الأوسط، وفق ما أكدته مصادر دفاعية أميركية وتقارير متقاطعة نُشرت صباح الاثنين في 16 حزيران 2025. التحرك السريع، الذي تزامن مع إلغاء زيارة مرتقبة للحاملة إلى فيتنام، يأتي على خلفية التصعيد المتصاعد بين إسرائيل وإيران، وبعد أيام من الهجمات المتبادلة والتقارير عن دعم روسي وصيني – باكستاني لطهران عبر ممرات جوية عسكرية. فما هي خلفيات هذا الانتشار البحري؟ وما هي الرسائل التي تحمله؟ وكيف يمكن أن يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة؟ حاملة طائرات أم قاعدة عسكرية متحركة؟ تُعد USS Nimitz واحدة من أكبر وأقوى حاملات الطائرات في العالم، وتعمل بالطاقة النووية. تحمل على متنها نحو 75 طائرة ومروحية مقاتلة، إضافة إلى أنظمة مراقبة واستطلاع متقدمة. وتضم طاقمًا يناهز 5,000 عنصر، ما يجعلها بمثابة قاعدة عسكرية جوية وبحرية عائمة قادرة على تنفيذ عمليات هجومية ودفاعية في أي نقطة بحرية حول العالم. لكن أهمية هذا التحرك لا تكمن في القدرات التقنية فقط، بل في التوقيت والسياق. فالحاملة تغادر مياه شرق آسيا، في ظل تصاعد التوتر بين الصين وتايوان، لتتجه إلى الشرق الأوسط، ما يؤشر إلى أولوية جديدة على مستوى الاستراتيجية الأميركية. رسائل الردع: لمن تُوجه؟ أول الرسائل موجهة بلا شك إلى إيران. فبعد مساعدة القوات الأميركية إسرائيل، في التصدي لصواريخ إيران في الأسبوع الفائت، أرادت واشنطن التأكيد أنها لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، خصوصًا إذا ارتفعت وتيرة الضربات الإيرانية أو تدخل حلفاؤها الإقليميون بشكل مباشر. الرسالة الثانية موجهة إلى روسيا والصين، وخصوصًا بعد التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية عن "جسر جوي" صيني–روسي–باكستاني ينقل تقنيات عسكرية متطورة إلى طهران. الرد الأميركي جاء عبر القوة البحرية لا عبر البيانات، في إشارة إلى أن واشنطن قادرة على التحرك في أكثر من مسرح صراع عالمي في آنٍ واحد. أما الرسالة الثالثة، فهي دعم لحلفاء الولايات المتحدة وعلى رأسهم إسرائيل. في قلب المعركة: دعم مباشر أم حرب بالوكالة؟ السيناريوهات المتوقعة متعددة. فوجود USS Nimitz في مياه الخليج العربي أو بحر العرب يوفّر لإسرائيل غطاءً إضافيًا. كما يتيح للقوات الأميركية التدخل السريع سواء عبر الطائرات أو عبر عمليات إلكترونية واستخبارية لتشويش منظومات الدفاع الإيرانية. في المقابل، يدرك الإيرانيون أن هذا التحرك لا يُقرأ فقط بوصفه ردعًا، بل تحضيرًا فعليًا لمرحلة تصعيد أكبر. ولهذا السبب رفعت طهران وتيرة تهديداتها، وألمحت إلى قدرتها على استهداف القواعد الأميركية في الخليج والعراق وسوريا، في حال تم استخدام حاملات الطائرات ضدها. ماذا بعد؟ تحرك "نيميتز" لا يهدف فقط إلى حماية المصالح الأميركية أو دعم إسرائيل في صراعها الحالي، بل يسعى لإعادة رسم التوازنات في منطقة لم تعد تحتكرها واشنطن كما في السابق. فالمنطقة تشهد دعم قوى كبرى مثل روسيا والصين على خط إعادة توزيع النفوذ في الشرق الأوسط، ما يُحتم على الولايات المتحدة الرد عبر استعراض القوة البحرية وتوسيع دائرة انتشارها العسكري.