logo
مالطا تلتحق بركب الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر أممي مرتقب

مالطا تلتحق بركب الاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر أممي مرتقب

صحيفة سبقمنذ 3 ساعات

قال رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، أمس الأحد إن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية الشهر المقبل.
وفي كلمة له خلال فعالية سياسية في مدينة موستا أشار أبيلا إلى أن هذه الخطوة ستتم خلال مؤتمر دولي برئاسة فرنسية – سعودية، يُعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل، ويروج لحل الدولتين، بحسب ما نقلته "العربية نت" عن صحيفة "تايمز أوف مالطا".
وأكد أبيلا أن حكومته ستعترف بعد 45 عامًا من الجدل رسميًّا بالدولة الفلسطينية. مضيفًا بأن مالطا لا يمكنها أن "تغض الطرف عن المآسي الإنسانية التي تُجرى في غزة".
وتُعد مالطا من الدول الأوروبية التي تستضيف سفيرًا لفلسطين، وقد صوتت في مجلس الأمن في إبريل من العام الماضي لصالح منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، لكنها لم تعترف رسميًّا بعد بدولة فلسطينية.
وفي سياق متصل أعلن وفد المملكة العربية السعودية المشارك في الاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي بشأن فلسطين، برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة الماضية أن "السلام يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين"، مشددًا على أن "السلام ضروري، وقد تأخر كثيرًا".
وأكد الوفد السعودي خلال الاجتماع أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم الحكومة الفلسطينية، مع الإشادة بجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الإصلاح، في ظل تحركات دبلوماسية يقودها العرب بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد استضاف بعد ظُهر الجمعة أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة؛ بهدف التحضير للمؤتمر الدولي الذي تستضيفه نيويورك في يونيو، برئاسة مشتركة بين باريس والرياض.
وتشدد السعودية في بياناتها على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأن دعم حل الدولتين يُعد موقفًا ثابتًا وراسخًا للمملكة منذ عقود.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو الثلاثاء الماضي أن التحرك الدولي للاعتراف بدولة فلسطين "لن يتوقف"، مشيرًا إلى أن فرنسا وبريطانيا وكندا قررت الاعتراف معًا بالدولة الفلسطينية في موقف موحد، اعتبره مراقبون انعطافة استراتيجية في موقف الغرب من القضية الفلسطينية.
وقال بايرو، خلال كلمة له أمام مجلس النواب الفرنسي، إن هذه الدول الثلاث "ستعترض معًا على ما يحدث في قطاع غزة، وستعترف بدولة فلسطين. هذا التحرك الذي انطلق لن يتوقف".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العراق والأفخاخ والأدوار
العراق والأفخاخ والأدوار

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

العراق والأفخاخ والأدوار

تشعر بغدادُ بالارتياح لأنَّها «تحاشت الوقوع في أكثر من فخ». غداة انطلاق «طوفان الأقصى» في غزةَ و«جبهة الإسناد» في لبنان، راودت فصائلَ عراقيةً أحلامُ توسيع دائرة النار. لكن مزيجاً من النَّصائح الداخلية والتحذيرات الخارجية أبعدَ عن شفتي العراق كأسَ الانزلاق إلى الدوامة. كانت التهديدات الإسرائيلية صريحةً وكان لا بدَّ من التدخل الأميركي لمنع تنفيذها في مقابل «كبح حماسة بعض الفصائل». نجت بغداد من فخ آخر. لم يخطر ببال بعضِ الفصائل العراقية أنَّ نظام بشار الأسد يمكن أن يتبخَّرَ فجأة وأن تصبحَ طريقُ طهران - بغداد - دمشق - بيروت محظورةً ومجردَ ذكرى من الماضي. وفوجئت هذه الفصائل بإطلالة أحمدَ الشرع من القصر الذي كان يجلس فيه الأسد. راودت فصائلَ محدودة أفكارُ الاستعداد لقلب الأمور ثم تبين أنَّ القصة أكبر وأخطر وأنَّ إيران تحتاج على الأقل لوقت لالتقاط الأنفاس. هكذا رأى العراق الأمور تتغير من حوله. تدير بغداد علاقاتها الحالية مع طهران وواشنطن «بأكبر قدر ممكن من التوازن. أميركا هي أميركا ونحن نحتاج إليها في أمور كثيرة. وإيران جار تربطنا به علاقات ومصالح وروابط. والحقيقة أنَّ واشنطن أكثر واقعية من السابق. وأنَّ طهران قاآني أقل تطلباً من طهران سليماني. هامش الحركة العراقية أكبر من الماضي. المهم أن لا تحدث مواجهة عسكرية لأنَّها ستكون بمثابة الفخ الكبير للعراق والمنطقة». في الحوارات التي تجري في بغدادَ هذه الأيام جنوحٌ نحو الواقعية فرضته دروسُ الفترة العاصفة الماضية. يمكن الحديث عن نقاط مشتركة تتكرر في الحوارات: - اللاعب الأول في هذا الجزء من العالم كان ولا يزال اللاعب الأميركي. نحن نحب امتداح الأدوار الروسية والصينية والأوروبية لكنَّها في جزء منها وليدة تمنيات أكثر مما هي ترجمة لحقائق. القوات الروسية التي تدخلت في العقد الماضي لإنقاذ نظام بشار الأسد لم تتدخل للدفاع عنه ولم تتعهد حتى بدعمه. روسيا التي تربطها علاقات استراتيجية بإيران لم تستطع منعَ الطائرات الإسرائيلية من تدمير مواقع «الحرس الثوري» في سوريا وإرغام النفوذ الإيراني على المغادرة. تضاعف حضور اللاعب الأميركي مع وصول دونالد ترمب بفعل أسلوبه وبسبب تحول كبير في المنطقة تمثل في سقوط نظام الأسد. - الحقيقة الثانية هي إصابة اللاعب الإيراني في الإقليم بانتكاسة كبرى. قبل سنوات قليلة ساد الاعتقاد أنَّ اللاعب الإيراني هو الأول على الأرض ولا يمكن وقفه. وأنَّه سجل اختراقات ومكاسب ثابتة ويتطلع إلى ترسيخ جذوره في خرائط إضافية. وكان من الصعب تصور سوريا خارج الفلك الإيراني وتصور طهران مضطرة إلى التعامل مع مطار بيروت وفق القواعد الدولية لا بصفة بيروت واحدة من العواصم الأربع التي تدور في الفلك الإيراني. إصابة اللاعب الإيراني ليست بسيطة على الإطلاق. فمحور الممانعة الذي سقط بسقوط حلقته السورية ولد بفعل جهود طويلة وتكاليف هائلة. - الحقيقة الثالثة هي أنَّ إيران خسرت أيضاً في لبنان الذي كان الساحة الأولى لتوسع نفوذها في الإقليم. انتهت الحرب الأخيرة خلافاً لما كان يتمنى «حزب الله» الذي اختار فتح «جبهة الإسناد» غداة انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. خسر الحزب زعيمَه التاريخي حسن نصر الله وخسر كبار قادته. وثمة من يقول إنَّه خسر القدرة على خوض حرب ضد إسرائيل بعدما خسر العمق السوري. - الحقيقة الرابعة هي أنَّ إسرائيل التي نحاول منذ عقود تفادي ذكر اسمها أو القبول بها فرضت نفسها لاعباً إقليمياً خطراً. إسرائيل المسلحة بالتكنولوجيا الأميركية قوة هائلة قادرة على التدخل في أراضي جيرانها المباشرين وتوجيه ضربات في مناطق أبعد. إنَّها دولة عدوانية ودولة احتلال لكنَّها واقع لم يعد ممكناً تجاهله. - الحقيقة الخامسة هي أنَّ التحول السوري جاء أبعد وأعمق مما تصوره الكثيرون. واضح أنَّ سوريا الشرع اختارت الخروج من الشق العسكري في النزاع مع إسرائيل وهذا تطور هو الأول من نوعه منذ عقود. التفاهمات التركية - الإسرائيلية الأخيرة بشأن سوريا تحكم إقفال الساحة السورية في وجه إيران والحزب. - الحقيقة السادسة هي تقدم الدور السعودي إلى موقع المبادرة الإقليمية والدولية وعلى قاعدة الاستثمار في الاستقرار استناداً إلى مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول والابتعاد عن سيادة تصدير النار إلى الجيران أو العالم. يمكن القول إنَّ معظم اللاعبين الذين انخرطوا في حروب ما بعد «الطوفان» أصيبوا بجروح كثيرة وسيرجعون من هذه الحروب بخيبات كثيرة. لا مجال لإنكار أنَّ إسرائيل نجحت بقوتها التدميرية في تغيير المشهد، خصوصاً عبر الحلقة السورية، لكنَّها لن تستطيع الفرار من استحقاق حل الدولتين الذي يزداد حضوراً على الساحة الدولية. «حماس» التي أطلقت شرارة «الطوفان» سترجع بما هو أقسى من الخيبة. ستخسر وجودَها المسلح في غزة وهي حالياً ليست موضع ترحيب، لا في بيروت ولا دمشق ولا عمان. وهذا يعني أنَّها تواجه خطر «التقاعد» الإلزامي إلا إذا صعدت إلى القطار. تراقب بغداد ما يدور حولها. المفاوضات النووية الأميركية - الإيرانية ملف حيوي بالنسبة لها. رسوخ وضع حكم الشرع في سوريا تطور مهم لا بدَّ من أخذه في الحسبان. إذا تابعت دمشق شهر العسل مع واشنطن فإنَّها مرشحة لدور أكبر ومكاسب أكبر. تقرأ بغداد ملامح منطقة تتغيَّر تحت وطأة الحروب وإصابات اللاعبين وخيبات العائدين من المعارك. لا بدَّ من الانتظار قليلاً لإدراك حجم التغيير الذي طرأ على أدوار دول الجوار، والذي لا يمكن إلا أن يتركَ تأثيره على العراق نفسِه.

جولة ترمب الخليجية والبؤر المشتعلة
جولة ترمب الخليجية والبؤر المشتعلة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

جولة ترمب الخليجية والبؤر المشتعلة

بعد النجاح الكبير الذي حققته جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية والإمارات وقطر، سيكون من الخطأ تجاهل الفرص الاستثنائية التي تتيحها الخريطة الاستراتيجية الجديدة، التي كانت تبدو حتى وقت قريب خيالية. إن الإفادة من الفرص المتاحة راهناً ليست مسؤولية أميركية فحسب، بل عربية أيضاً، ينبغي لكل فريق استثمارها بما أوتي من تأثير ونفوذ لتشكيل رافعة تقضي على جميع البؤر التي ما زالت إما متفجرة أو كامنة أو مهيأَة للاشتعال، والتي قد تعترض اكتمال النجاح الذي تحقق. لا ينبغي الاستهانة بالتحديات والمخاطر المستمرة في الشرق الأوسط، من الحكومات الضعيفة وغير الفعالة، والانقسامات الدينية والعرقية والسياسية العميقة، إلى جانب تداعيات الحرب المدمرة في غزة والأوضاع في لبنان وهشاشة سوريا. كلها عوامل تواصل التآمر ضد أي تقدم نحو السلام والاستقرار. الرافعة الأميركية - العربية أمامها هذه البؤر الثلاث المطلوب إغلاقها، ولعل بؤرة غزة هي الأصعب على الرغم من تهاوي «حماس» وفقدانها الدعم وحتى التعاطف الدولي والعربي. فالعقدة أضحت في إسرائيل بدءاً من شخصية بنيامين نتنياهو ومشاكله الخاصة، إلى حكومته المتشددة التي تعكس اتساع نفوذ وشعبية اليمين الديني المتطرف معززاً بالبارانويا التي خلفتها عملية طوفان الأقصى. وقف حرب غزة يحتاج لجهد أميركي استثنائي يترافق مع ضغوط عربية على واشنطن ومحفزات أميركية - عربية لنتنياهو للقبول ببدء مسار مفاوضات التسوية النهائية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والالتزام بإطلاق مسار الدولة الفلسطينية. وضع كهذا يفتح الطريق لاستقرار جزئي في القطاع والضفة وإصلاح السلطة الفلسطينية ولدور عربي وخليجي في إعادة الإعمار. كما أن تسوية معقولة لملف إيران النووي قد تهدئ من عصبية نتنياهو لجهة المخاطر الإيرانية التي تخشاها إسرائيل. اليوم، طهران أضعف من أي وقت مضى بسبب تراجع قدرات وكلائها كـ«حزب الله» و«حماس»، وضعف دفاعاتها، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بها. لذلك، قد تكون مستعدة لعقد صفقة نووية جديدة بشروط أفضل للولايات المتحدة، تشمل قيوداً دائمة على التخصيب والصواريخ الباليستية والأنشطة الإقليمية. ترمب في موقع يسمح له بإبرام اتفاق مع إيران مستفيداً من نفوذه في الكونغرس وتهديده الجدي باستخدام القوة. البؤرة السورية جرت محاولة احتوائها نتيجة الرغبة السعودية والاستجابة الأميركية برفع العقوبات. احتواء سوريا أكبر من قضية العقوبات، لأن الخطوة تهدف إلى ضمها لمجموعة الاعتدال العربي بعد أن كانت رأس الحربة في حلف الممانعة وواجهة لنفوذ إيران، وممراً للأسلحة والمخدرات وداعمة للإرهاب. ويُنظر إلى تولّي الرئيس الجديد، أحمد الشرع، على أنه فرصة لبناء «سوريا جديدة»، رغم أن نجاح هذه المرحلة يعتمد على الالتزام بالإصلاح، وعلى دعم عربي - أميركي مشترك، لأنَّ السياسة الأميركية لن تكون العامل الحاسم الوحيد في نجاح أو فشل هذه المرحلة، يبرز الدور العربي بوصفه عاملاً رئيساً، إضافة إلى واشنطن، في القدرة على التأثير عبر إجراءات تشمل بقاء القوات الأميركية، رفع العقوبات، ومساعدات خليجية منسقة. كما قد تلعب واشنطن دوراً في التوسط بين النظام الجديد والأكراد وتركيا. المطلوب من الحكم الجديد واضح: مكافحة الإرهاب، ضبط العلاقة مع إسرائيل، معالجة الوجود الروسي، قطع نهائي مع الممانعة. أما لبنان، فهو يشكل الحلقة الأكثر تعقيداً بسبب الانقسامات الطائفية وتجذّر «حزب الله» في مؤسسات الدولة واحتكاره تمثيل الشيعة وسلاحه المنظم. تبدأ معالجة معضلة «حزب الله» بترسيخ قناعة لدى الحكم الجديد بعدم وجود خطر حرب أهلية، وبكسر ارتباط الطائفة بالحزب. هذه مهمة أميركية وعربية بقدر أهمية المواقف الداعية إلى نزع السلاح، بل إنها السبيل الممهد له. المطلوب أيضاً دور أميركي - عربي يتمثل في الضغط على السلطة الجديدة لتحديد موقع لبنان بوضوح ضمن محور الاعتدال العربي، خصوصاً بشأن السلام والتسوية، له ما لهم وعليه ما عليهم. نزع سلاح الحزب يجب أن ينطلق من إعلان سياسي رسمي واضح لدور لبنان الإقليمي، تتبعه خطة زمنية تشمل سلاح الحزب والفصائل الفلسطينية وتحديد جدول زمني لضمان جدية الدولة قبل الانتخابات، التي قد تعيد هيمنة الحزب إن فشلت الحكومة في بسط سلطتها. إنَّ الأطراف الإقليمية والدولية المتضررة مما تحقق إبان جولة ترمب كثيرة، والعيون المتربصة لم تنس إخفاقات السياسة الأميركية في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية. كل محاولات الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار أو السلام في الشرق الأوسط انتهت غالباً بالفشل، من فشل بيل كلينتون بتحقيق التسوية، إلى فشل مشروع جورج بوش الابن في العراق، ثم خيبة الأمل بباراك أوباما بعد الربيع العربي، لا سيما موقفه من إيران، وصولاً إلى تصعيد التوترات معها في عهد ترمب، وأخيراً انفجار طوفان الأقصى وحرب غزة ولبنان خلال ولاية جو بايدن. اليوم نحن أمام تغييرات جيوسياسية وجيواقتصادية تتيح فرصاً نادرة لتحقيق اختراقات في غزة وسوريا ولبنان، إذا أحسن استغلالها.

فتح مسار جديد للعلاقات الأميركية ــ الإيرانية
فتح مسار جديد للعلاقات الأميركية ــ الإيرانية

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

فتح مسار جديد للعلاقات الأميركية ــ الإيرانية

اعتبر المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن «بعض التصريحات التي صدرت خلال زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة لا تستحق الرد عليها إطلاقاً»، وذلك في كلمة له يوم السبت 17 مايو (أيار) الجاري، مضيفاً: «يمكن استخدام القوة من أجل السلام والأمن. ولهذا السبب ورغم عمى أعدائنا، فإننا سنزيد من قوتنا وقدرة بلدنا كل يوم». رد المرشد خامنئي لم يكن الوحيد إيرانياً، فقد أثارت تصريحات الرئيس دونالد ترمب حول إيران في جولته الخليجية، ردود فعل عدة، حيث اعتبر رئيس الجمهورية، مسعود بزشكيان، أن «ترمب يتحدث عن السلام في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى يهدد باستخدام أحدث معدات قتل الناس»، متسائلاً: «أي رسالة ينبغي علينا قبولها؟». إلا أن بزشكيان أوضح في الوقت ذاته أن بلاده «تجري الآن مفاوضات»، وأن إيران «لا تسعى إلى الحرب». وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اعتبر أن «المواقف الأميركية والتصريحات المتناقضة تؤدي إلى تعقيد مسار المحادثات»، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن بلاده مستعدة «لبناء الثقة بشأن طبيعة برنامجنا النووي السلمي»، وأنها «قررت بكل جدية وحسن نية الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع أمیرکا». هذه الردود الإيرانية رغم ما فيها من لهجة صارمة ظاهرة، وتأكيدها على أن «التهديدات لن تكون قادرة على إجبارنا على التراجع عن حقوقنا المشروعة»، وفق بزشكيان، فإن هذه التصريحات يمكن قراءتها ضمن سياق أدوات التفاوض، والجدل الكلامي العلني، وهي موجهة للرأي العام، أكثر من كونها مواقف نهائية، لا من إيران ولا حتى من الولايات المتحدة، فكلتاهما غير راغبة في خوض مواجهة عسكرية لا يعرف مداها، والدولتان تريدان تحسين شروط التفاوض، وإظهار القوة، والسعي إلى تسجيل نقاط سياسية - إعلامية، يمكن أن يستخدمها المفاوضون أثناء اجتماعاتهم المقبلة. المراقبُ لتصريحات ترمب حول إيران، أثناء زيارته للسعودية وقطر والإمارات، لن يجد في طياتها تهديداً خطراً جداً تجاه إيران، رغم قوتها الظاهرة، إلا أن لغتها الصارمة هي إحدى أدوات ترمب من أجل الدفع باتجاه حلٍّ سلمي، وتحقيق نتائج سريعة للمفاوضات التي تجري برعاية عُمانية. صحيح أن ترمب قال صراحة إن هنالك «مساراً غير ودي، هو مسار عنيف»، إلا أنه أكد: «أنا لا أريد ذلك، سأقولها صراحةً، لا أريد ذلك»، مضيفاً: «أنتم تعملون معنا من كثب أيضاً فيما يتعلق بالتفاوض على اتفاق مع إيران، وهو المسار الأكثر ودية الذي ترونه». ترمب في كلمته أمام «منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي» في الرياض، استخدم عبارة «غصن الزيتون»، كناية عن رغبته في السلام مع إيران، إلا أنه «إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا وواصلت مهاجمة جيرانها»، فحينها «لن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة أقصى ضغطٍ هائل»، وفق تعبير ترمب. الصرامة الترمبية هذه لم تصل إلى حد التلويح بـ«الحرب» ومهاجمة البرنامج النووي الإيراني، كما يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولذا، يمكن النظر لحديث ترمب على أنه عرضٌ جديٌّ للقادة الإيرانيين لانتهاج «مسار جديد»، خصوصاً أنه قدم موقفاً يستبعد «الخيار العسكري»، وهو في ذلك يلتقي مع وجهة نظر قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يعتبرون أي مواجهة عسكرية إيرانية - أميركية - إسرائيلية ستكون عواقبها وخيمة جداً على الاستقرار والأمن والاقتصاد في الإقليم. حتى إن الرئيس ترمب قالها بوضوح في العاصمة القطرية الدوحة، ممتدحاً جهود الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «إيران محظوظة بوجود أمير قطر، لقد دافع بشدة عنهم، وطلب مني عدم قصف إيران بشدة، وأخبرني أنه يمكنك عقد صفقة مع الإيرانيين»، مضيفاً: «على إيران شكر أمير قطر لأنه يدافع عنهم». إن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر إيران دولة جارة لها، وترغب في إقامة علاقات حسنة مبنية على التعاون والاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلا أنها أيضاً ترفض أن يتحول البرنامج النووي الإيراني من برنامج لأغراضٍ سلمية إلى برنامج عسكري، فليس هنالك عاصمة خليجية واحدة ستقبل أن تحوز إيران القنبلة النووية، وهذا موقف يؤيدها الرئيس ترمب فيه. الموقف الأهم سياسياً وأمنياً في الوقت الحالي أن السعودية وبقية دول «المجلس» لا تريد مزيداً من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، وتؤيد دبلوماسية الحوار، وتدعم الجهود العمانية في استضافة المفاوضات الإيرانية - الأميركية، بل هذه الدول حثت الإدارة الأميركية على عدم الانسياق وراء رغبات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مهاجمة إيران عسكرياً. ولذا، فإن هذه الجهود التي تقودها الدول العربية الجارة لإيران، تمثل فرصة حقيقية على طهران الاستفادة منها، واجتراح مسار سياسي جديد، وبناء الثقة، يفضي إلى تفاهم دائم مع الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي الوصول إلى اتفاق نووي عادلٍ وفق المرجعيات الدولية، يكفل لإيران حقها السلمي في استخدام الطاقة النووية، ويجعلها تنخرط في مشاريع التنمية المستقبلية. إن منطقة الخليج العربي أمام مشروع للتقدم الحضاري، وبناء دول حديثة قائمة على المواطنة وسيادة القانون والاقتصاد المتنوع والاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والعلوم والابتكار، وجميعها مجالات حيوية جداً، سيكون من المفيد لطهران أن تكون شريكة لدول مجلس التعاون الخليجي فيها، وأن يكون السباق عبر العلم والتقنية، بعيداً عن الأزمات والمواجهات التي لا طائل منها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store