
كتاب ونقاد: "طيف أروى" رواية مكتوبة بعين الناجية والجريحات
استضافت بيت الحكمة للثقافة والفنون، مساء أمس الخميس، عبر صالونها الثقافي، ندوة مناقشة "طيف أروى" للكاتبة الروائية منى العساسي، وناقشها الناقد الدكتور رضا عطية، والكاتب الروائي مجدي نصار، وأدار الندوة الشاعر والكاتب الصحفي مصطفى عبادة.
رواية تهيمن عليها سردية المرأة الجريحة
في مستهل الندوة، وصف مصطفى عبادة الرواية بأنها تنتمي إلى ما يُعرف بـ"سردية العصر"، حيث تهيمن عليها قضايا المرأة، مسلطًا الضوء على ما أسماه بـ"سردية المرأة الجريحة".
وأشار إلى أن الرواية تبرز الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة على مختلف الأصعدة، بدءًا من خصوصيتها وصولًا إلى الحريات العامة، معتبرًا أن منى العساسي كتبت رواية عن المرأة ومن أجل المرأة، برؤية من زاوية الناجية التي تسرد معاناة الجريحات.
وأضاف "عبادة" أن الرواية تقدم صورة للمرأة في مواجهة القهر الاجتماعي، إلا أن كل شخصية من شخصياتها تتعامل مع هذا القهر بطريقتها الخاصة، بناءً على خلفيتها الثقافية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن اختلاف ردود أفعال النساء في الرواية يعكس تنوع تجاربهن الحياتية ومستويات وعيهن.
البنية السردية المركبة وحضور طيف أروى صالح
من جانبه، أشار الروائي مجدي نصار إلى أن رواية طيف أروى تقوم على مسارات سردية متعددة، تتجلى فيها شخصية الكاتبة الراحلة أروى صالح بأكثر من صورة، مما يمنح الرواية بعدًا فكريًا عميقًا.
وأشاد "نصار" بفكرة استحضار هذا الطيف، ليس فقط عبر شخصية "طيبة" بطلة الرواية، بل من خلال تجليات أخرى، مثل فريدة أحمد المرسي، التي تمثل امتدادًا لشخصية أروى صالح، ولكن من منظور ريفي بسيط، ما يعكس تأثير القهر الاجتماعي بمختلف أبعاده.
وأكد أن الرواية تعتمد على سردية الرحلة، حيث تأخذ القارئ عبر أمكنة متعددة تمتد من العاصمة إلى الأقاليم، ومن مصر إلى مدن أخرى مثل دبي وباريس، مما يثري البنية السردية ويعزز التشابك بين الشخصيات والمواقف.
التوظيف الفني والغرائبية في السرد
أما الناقد د. رضا عطية، فقد سلط الضوء على البنية السردية المركبة للرواية، مشيرًا إلى وجود حبكة رئيسية تدور حول شخصية "طيبة"، الفنانة التشكيلية، إلى جانب عدة حبكات فرعية مترابطة، من بينها قصة مراد الذي يمارس القهر على زوجته طيبة وزوجته الثانية جيهان، مؤكدًا أن الرواية تنجح في رسم شخصياتها بشكل متوازن، حيث تقدم التباينات النفسية والاجتماعية لكل منها.
كما أشار "عطية" إلى أن الرواية تتسم بطابع غرائبي، من خلال توظيف "الشبحية" كعنصر سردي، مما يضفي بعدًا فنيًا على النص. وأشاد بتقنية التداعي السردي التي اعتمدتها الكاتبة، معتبرًا أن هذا الأسلوب عزز من تداخل الأزمنة والأحداث، مما أضفى على العمل طابعًا ديناميكيًا مشوقًا.
ختام الندوة
اختُتمت الندوة بنقاشات بين الحضور والمتحدثين، حيث أبدى المشاركون إعجابهم بالطرح الأدبي والفني الذي قدمته منى العساسي في طيف أروى، معتبرين أنها رواية تعكس بعمق قضايا المرأة وتجاربها في مجتمعاتنا.
ندوة مناقشة "طيف أروى"
ندوة مناقشة "طيف أروى"
ندوة مناقشة "طيف أروى"
ندوة مناقشة "طيف أروى"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
الخميس.. صالون بيت الحكمة يناقش "ولاؤهم للروح" لـسارة حواس
يستضيف صالون بيت الحكمة الثقافي، حفل توقيع ومناقشة كتاب "ولاؤهم للروح: عشرون شاعرا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر.. مختارات شعرية وسير" ترجمة سارة حواس، ويناقشه كل من الكتاب أحمد الشهاوي، والكاتب مصطفى عبادة، وتدير اللقاء هبة حافظ، وذلك في السابعة مساء الخميس الموافق 29 مايو الجاري، بمكتبة بيت الحكمة 174 شارع التحرير بمنطقة عابدين. ولاؤهم للروح بحسب الكاتب أحمد الشهاوي؛ فإن الترجمة دائمًا مسألة تأويلٍ مهما يكُن جنسُ الكتابة فكل مُترجمٍ مُؤوِّلٌ، وعملية التأويل هذه تتطلبُ تحليلًا دقيقًا للنصِّ وفهمًا مُنظَّمًا لما فيه من تناصٍّ، لأنَّ لكلِّ لغةٍ سماتها النغمية والصوتية المميزة، ومنطقها النحوي والتركيبي. وقد حاولتْ الدكتورة سارة حوَّاس واجتهدت في معرفة أسرار اللغتين خُصوصًا موضع المُفردة الشِّعرية في البناءِ النصِّي للقصيدة؛ لذا جاءت ترجماتُها بعيدةً عن الجُمُود وقصيَّةً عن الخُلو من الرُّوح، بمعنى آخر كثُر ماؤُها وتدفَّق، كما أنها حافظت على القيم الجمالية التي تعتمدُ على التركيب الشِّعري، والقيم التعبيرية في النصِّ الذي ترجمته، مثلما كانت حريصةً على بيئة الشَّاعر، حيثُ تقرأ مسيرةَ كل شاعرٍ وتاريخ حياته والدراسات التي تناولت شعرَهُ وتجربتَهُ؛ وتقفُ على أسرارِ نصِّه، والعوامل التي جعلته فريدًا أو مختلفًا بين مُجايليه من الشُّعراء. سارة حامد حواس وسارة حامد حواس، مترجمة ومدرس الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة المنصورة، صدر لها العديد من الأعمال، منها "ثقب المفتاح لا يرى"، وتبعته بـ" ولاؤهم للروح.. عشرون شاعرًا أمريكيا حازوا جائزة بوليتزر". كما صدر لها كتابٌ باللغة الإنجليزية في كلكتا بالهند بعنوان قبلة روحي، مئة قصيدة قصيرة، للشاعر أحمد الشهاوي اختارتها وترجمتها وقدمت لها الشاعرة والمترجمة والأكاديمية د.سارة حوَّاس مدرس الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة المنصورة، وقد ترجمه عن الإنجليزية البروفيسور الشاعر شوديبتو شاترجي الأستاذ بكلية الطب جامعة كلكتا إلى اللغة البنغالية وهي لغة الشاعر الهندي طاغور الذي حاز جائزة نوبل في الآداب عام 1913.


الدستور
٢٨-٠٢-٢٠٢٥
- الدستور
كتاب ونقاد: "طيف أروى" رواية مكتوبة بعين الناجية والجريحات
استضافت بيت الحكمة للثقافة والفنون، مساء أمس الخميس، عبر صالونها الثقافي، ندوة مناقشة "طيف أروى" للكاتبة الروائية منى العساسي، وناقشها الناقد الدكتور رضا عطية، والكاتب الروائي مجدي نصار، وأدار الندوة الشاعر والكاتب الصحفي مصطفى عبادة. رواية تهيمن عليها سردية المرأة الجريحة في مستهل الندوة، وصف مصطفى عبادة الرواية بأنها تنتمي إلى ما يُعرف بـ"سردية العصر"، حيث تهيمن عليها قضايا المرأة، مسلطًا الضوء على ما أسماه بـ"سردية المرأة الجريحة". وأشار إلى أن الرواية تبرز الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة على مختلف الأصعدة، بدءًا من خصوصيتها وصولًا إلى الحريات العامة، معتبرًا أن منى العساسي كتبت رواية عن المرأة ومن أجل المرأة، برؤية من زاوية الناجية التي تسرد معاناة الجريحات. وأضاف "عبادة" أن الرواية تقدم صورة للمرأة في مواجهة القهر الاجتماعي، إلا أن كل شخصية من شخصياتها تتعامل مع هذا القهر بطريقتها الخاصة، بناءً على خلفيتها الثقافية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن اختلاف ردود أفعال النساء في الرواية يعكس تنوع تجاربهن الحياتية ومستويات وعيهن. البنية السردية المركبة وحضور طيف أروى صالح من جانبه، أشار الروائي مجدي نصار إلى أن رواية طيف أروى تقوم على مسارات سردية متعددة، تتجلى فيها شخصية الكاتبة الراحلة أروى صالح بأكثر من صورة، مما يمنح الرواية بعدًا فكريًا عميقًا. وأشاد "نصار" بفكرة استحضار هذا الطيف، ليس فقط عبر شخصية "طيبة" بطلة الرواية، بل من خلال تجليات أخرى، مثل فريدة أحمد المرسي، التي تمثل امتدادًا لشخصية أروى صالح، ولكن من منظور ريفي بسيط، ما يعكس تأثير القهر الاجتماعي بمختلف أبعاده. وأكد أن الرواية تعتمد على سردية الرحلة، حيث تأخذ القارئ عبر أمكنة متعددة تمتد من العاصمة إلى الأقاليم، ومن مصر إلى مدن أخرى مثل دبي وباريس، مما يثري البنية السردية ويعزز التشابك بين الشخصيات والمواقف. التوظيف الفني والغرائبية في السرد أما الناقد د. رضا عطية، فقد سلط الضوء على البنية السردية المركبة للرواية، مشيرًا إلى وجود حبكة رئيسية تدور حول شخصية "طيبة"، الفنانة التشكيلية، إلى جانب عدة حبكات فرعية مترابطة، من بينها قصة مراد الذي يمارس القهر على زوجته طيبة وزوجته الثانية جيهان، مؤكدًا أن الرواية تنجح في رسم شخصياتها بشكل متوازن، حيث تقدم التباينات النفسية والاجتماعية لكل منها. كما أشار "عطية" إلى أن الرواية تتسم بطابع غرائبي، من خلال توظيف "الشبحية" كعنصر سردي، مما يضفي بعدًا فنيًا على النص. وأشاد بتقنية التداعي السردي التي اعتمدتها الكاتبة، معتبرًا أن هذا الأسلوب عزز من تداخل الأزمنة والأحداث، مما أضفى على العمل طابعًا ديناميكيًا مشوقًا. ختام الندوة اختُتمت الندوة بنقاشات بين الحضور والمتحدثين، حيث أبدى المشاركون إعجابهم بالطرح الأدبي والفني الذي قدمته منى العساسي في طيف أروى، معتبرين أنها رواية تعكس بعمق قضايا المرأة وتجاربها في مجتمعاتنا. ندوة مناقشة "طيف أروى" ندوة مناقشة "طيف أروى" ندوة مناقشة "طيف أروى" ندوة مناقشة "طيف أروى"

مصرس
٢٦-٠١-٢٠٢٥
- مصرس
منى العساسي توقع "طيف أروى" في معرض الكتاب
خلال تواجدها بجناح "بيت الحكمة"، وقّعت الكاتبة منى العساسي أحدث أعمالها، رواية "طيف أروى"، والتي جمعت من خلالها مجموعة من التساؤلات " هل يمكن للتاريخ إعادة إنتاج تفاصيله بهذه الدقة؟ هذا ما نكتشفه هنا بصحبة سردٍ حميمي صادق، كُتب بوعي نفسي عميق، يروي حكاية أبطالٍ هم ظلالٌ لشخوصٍ مروا في حياةٍ سابقة. ما يجعلنا نسأل أنفسنا، مَن الحقيقي؟ ومَن الطيف؟" وفي الرواية، تعيد العساسي إنتاج قصة "أروى صالح"، من خلال بطلة الحكاية "طيبة" المخدوعة في صوت الحلم والأفكار التي كان يتحدث بها مراد؛ زميلها في الجامعة والمشرف على رسالتها للماجستير، والذي خدعها بأفكاره المتحررة حتى توهمت فيه امتدادا لشخصية رءوف زوجها الراحل؛ فسقطت في بئر سحيقة من الظلم والاضطهاد.أيضا، تقدم العساسي عدة وجوه أخرى للمرأة بخلاف "طيبة" التي جسّدت ما تتعرض له النساء من عنف، منهن "سارة" صاحبة التفكير الرأسمالي، و"راما" المستغلة القائمة بذاتها، و"جيهان" المستسلمة، و"هايدي" المتمردة، ومع كل هؤلاء "فريدة" الباحثة عن الحرية والخلاص وتكسير كل العادات البالية؛ والتي سعت لتدمير الصورة الذهنية والمتجذرة عن قلة حيلة المرأة في الريف، والإصرار على الخروج مهما كان الثمن.من أجواء الرواية: "أطلَّ وجه أروى من المرآة، لا أعرف لماذا بدت في هذه اللحظة ك "عرَّافة دلفي"، آخر ما رأيته مع رءوف في سقف كنيسة سيستينا، وقف رءوف أمامها يرسمها طيلة اليوم، كان مأخوذًا بجمالها الآسر، بينما أكملت جولتي من دونه، ابتسمت وأنا أسأله عما يجذبه إلى هذه اللوحة، ما يجعله يتركني أدور وحيدة في ردهات الكنيسة، أجابني وعيناه تشعان بالبريق ولسانه يفيض بالشغف: ألا يدهشك كل هذا الجلال والهيبة؟ هي من دون جميع شخوص القرن الخامس عشر يغمرها هذا الصدق، كأنها لم تترك لمصورها اختيارًا".يذكر أن منى العساسي كاتبة مصرية صدر لها من قبل"جبل التيه، ليالي الهدنة، وز عراقي"، كما نشرت بعض قصصها في عدد من الصحف والمجلات المصرية منها جريدة الأهرام، وجريدة القاهرة.