logo
من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوّق تراثها في الخليج

من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوّق تراثها في الخليج

الجزيرةمنذ 5 أيام
الدوحة – في خطوة تعكس إدراكا متزايدا لأهمية السوق الخليجي في خارطة السياحة العالمية، نظمت جمهورية أوزبكستان منتدى السياحة الدولي "أوزبكستان-قطر"، مساء أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بإشراف من لجنة السياحة في أوزبكستان، ودعم سفارة أوزبكستان في قطر.
وجاء تنظيم المنتدى في وقت تسعى فيه أوزبكستان بشكل متسارع لترسيخ مكانتها كوجهة سياحية مميزة لدى جمهور منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتهم دولة قطر، بوصفها مركزا إقليميا للنقل الجوي والتواصل الحضاري، ومن ثم يمثل المنتدى تجسيدا لهذا التوجه الإستراتيجي، ويؤكد رغبة طشقند في الانفتاح على أسواق جديدة، وتنويع مصادر الزوار، واستقطاب السياح الخليجيين.
كما يأتي المنتدى في إطار سياسة طشقند النشطة في مجال السياحة الخارجية، وتعزيز التعاون الدولي في هذا القطاع، من خلال سلسلة من الفعاليات الكبرى في الدول العربية خلال الفترة من 6 إلى 10 يوليو/تموز الجاري، إذ تم تنظيم منتدى السياحة "أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير" في كل من سلطنة عمان والكويت والبحرين وصولا إلى قطر.
ويشكل المنتدى منصة لتعميق التعاون الثنائي، والترويج للمقومات السياحية في أوزبكستان بمنطقة الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات بين ممثلي قطاع السياحة في أوزبكستان وقطر، حيث شهد مشاركة ممثلين عن وزارات وهيئات حكومية، وشركات السياحة الرائدة، وخطوط الطيران، ومؤسسات الاستثمار والتجارة من كلا البلدين.
وتضمن المنتدى عرضا تقديميا بعنوان "أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير"، كما سلّط الضوء على الإمكانات السياحية في هذا البلد الآسيوي، ومواقعه المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فضلا عن المسارات السياحية المتميزة، والمشاريع والبُنى التحتية، بالإضافة إلى فرص السياحة الدينية والعلاجية والبيئية.
وضم الوفد الأوزبكي أكثر من 40 ممثلا من مختلف القطاعات السياحية والاستثمارية، على رأسهم رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان أوميد شادييف، ما يعكس الاهتمام بجذب الجمهور القطري للسياحة في أوزبكستان، وفتح آفاق جديدة لشراكة مستدامة في هذا المجال.
لؤلؤة طريق الحرير
وخلال كلمته بالمنتدى، أكد سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدوحة أشرف خوجاييف عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين أوزبكستان وقطر، مشيدا بالقيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين، وفي مقدمتها احترام الأسرة والإيمان والتقاليد والروابط الإنسانية.
وقال السفير خوجاييف "نقف اليوم في قلب الدوحة، مدينة الثقافة والدفء، لنؤكد أن أوزبكستان وقطر ليستا مرتبطتين فقط بعلاقات دبلوماسية، بل تجمعهما قيم راسخة تنبع من الأصالة والهوية والموروث الحضاري".
وأضاف أن المنتدى هو أكثر من مجرد مناسبة، فهو دعوة مفتوحة لاكتشاف أوزبكستان من خلال قصصها وروحها وشعبها، مؤكدا أنه يريد للزوار من قطر أن يعيشوا التجربة الأوزبكية كاملة، حيث التراث الإسلامي العريق، والضيافة الأصيلة، والمأكولات المتنوعة، والمدن التاريخية مثل سمرقند، وبخارى، وشار زار، التي لا تزال تنبض بالحياة والتاريخ.
وأضاف السفير خوجاييف، في تصريح للجزيرة نت، أن هناك الكثير من التسهيلات الكبيرة التي تقدمها بلاده في مجال السفر والسياحة، ومنها أن أكثر من 100 جنسية يمكنها دخول أوزبكستان دون تأشيرة، في ظل سياسة مرنة ومرحبة.
ولفت السفير الأوزبكي إلى أن المسافة بين الدوحة وأوزبكستان لا تتعدى 3 ساعات ونصف فقط بالطائرة عبر رحلات منتظمة للخطوط الجوية القطرية.
ودعا خوجاييف وكالات السفر القطرية وكافة الشركاء في قطاع السياحة إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع نظرائهم في أوزبكستان، والتي يشدد مسؤولوها على أنها ليست فقط مرحّبة بالسياحة والسياح، بل مرحّبة بالصداقة، وقال "نحن ندعوكم بكل ترحاب لتكونوا جزءا من مستقبل مشترك على طريق الحرير الجديد".
لقاءات ثنائية تجارية
وشهدت أعمال المنتدى لقاءات تجارية ثنائية بصيغتي "بي تو بي" (B2B)، و"جي تو بي" (G2B)، وتعني الأولى لقاءات مباشرة بين ممثلي الشركات والمؤسسات السياحية في كلا البلدين لتبادل الفرص والعروض التجارية، وبحث سبل التعاون وتوقيع شراكات مهنية.
وأما لقاءات "جي تو بي" فهي الاجتماعات المباشرة بين الجهات الحكومية وممثلي القطاع الخاص لمناقشة السياسات والتسهيلات، وتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي.
وحظيت اللقاءات باهتمام واسع، إذ أتاحت المجال لإقامة علاقات مباشرة بين العاملين في قطاع السياحة ومناقشة آليات الترويج للمنتج السياحي، كما تم الاتفاق على تنظيم رحلات تعريفية إلى أوزبكستان لمشغلي الرحلات السياحية والإعلاميين من قطر.
وتضمن الحدث تنظيم معرض مصور ترويجي يضم مناظر طبيعية ومعالم معمارية من أوزبكستان، إلى جانب الحرف اليدوية التقليدية، مع إتاحة تذوق المأكولات الأوزبكية الأصيلة.
10 ملايين زائر
وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان أوميد شادييف إن المنتدى يأتي تأكيدا على عمق العلاقات الأخوية المتنامية بين طشقند والدوحة، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون السياحي بما يخدم المصالح المتبادلة، ويزيد أعداد السائحين القطريين إلى أوزبكستان.
وطالما كانت أوزبكستان، بحضارتها العريقة وإرثها التاريخي الغني عبر القرون محطة أساسية على طريق الحرير، واليوم تعيد طشقند اكتشاف هذا العمق التاريخي من خلال رؤية سياحية حديثة وشاملة، إذ تضم معالم متميزة وبنية تحتية متطورة ومنتجعات جبلية وطبيعية خلابة، ومقومات للسياحة الدينية والثقافية والعلاجية.
واستعرض شادييف التطور السياحي الذي شهدته بلاده، موضحا أنه منذ إعلان الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزاييف عام 2017 قطاع السياحة محركا إستراتيجيا لاقتصاد بلاده، شهد هذا القطاع قفزات نوعية، واستقبلت البلاد في عام 2024 أكثر من 10 ملايين زائر، وحققت عائدات تجاوزت 3.5 مليارات دولار، لافتا إلى وجود خطة حكومية لرفع العدد إلى 50 مليون سائح سنويا بحلول عام 2030.
نمو الرحلات الجوية
وأشار رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان إلى أن السياحة تشكّل محورا رئيسيا في الزخم الذي شهدته العلاقات بين بلاده وقطر، مستدلا على ذلك بوجود نظام إعفاء متبادل من التأشيرات، وإطلاق الرحلات المباشرة بين الدوحة وطشقند عبر الخطوط القطرية، مما سهّل حركة السياحة والاستثمار بين الطرفين.
وقال شادييف إن بلاده تتطلع لإطلاق مسارات جوية جديدة من قطر إلى وجهات مثل سمرقند وبخارى، وتنظيم برامج سياحية وثقافية مشتركة، وتفعيل التبادل في مجالات السياحة الرياضية والعلاجية والتعليمية وسياحة المؤتمرات والمعارض.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فلورا الساحلية.. لؤلؤة ألبانيا السياحية
فلورا الساحلية.. لؤلؤة ألبانيا السياحية

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

فلورا الساحلية.. لؤلؤة ألبانيا السياحية

فلورا، تلك المدينة الساحلية الساحرة التي تقع على بعد 135 كم جنوب غرب العاصمة تيرانا، حيث يلتقي البحران الأدرياتيكي والأيوني من الغرب، وتحيط بها الجبال الشاهقة من الشرق، تعد واحدة من أجمل اللآلئ السياحية التي تزين ألبانيا. فهي تضم مزيجًا فريدًا من المعالم الطبيعية الخلابة، إلى جانب تاريخها العريق وثقافتها الغنية، مما يجعلها وجهة استثنائية تقدم لزوارها تجربة سياحية متكاملة، شاملة ومتفردة. فلورا تتنوع مناظرها الطبيعية بشكل فريد، حيث تجمع بين الشواطئ الرملية الذهبية، والمنحدرات الصخرية التي تعانق البحر، والسهول الخضراء التي تزدهر في كل فصل. ويعد خليج فلورا، بمياهه الصافية الضحلة وألوانه الفيروزية، أيقونة طبيعية بامتياز، يستقطب عشاق السباحة والغوص، ويوفر فرصًا استثنائية لمحبي المغامرات البحرية. يمتد هذا التنوع المذهل شمالًا وغربًا وجنوبًا؛ ففي الشمال تبرز بحيرة نارتا، أكبر بحيرة ساحلية محمية في ألبانيا، بينما في الجنوب تقع محمية لوجارا الجبلية، إحدى أروع المحميات الطبيعية، حيث تتاح للزائرين تجربة المشي بين الغابات الكثيفة، ومراقبة الطيور، والاستمتاع بمغامرات بيئية لا تنسى. أما في البحر غربًا، فتمتد شبه جزيرة كرابون، وهي الأكبر في البلاد، حاملة كهوفًا جبلية وبحيرات مخفية، بينما تقع إلى الشمال منها جزيرة سازان، كبرى جزر ألبانيا، ذات الموقع الاستراتيجي عند مضيق أترانتو. وتشكل الجزيرتان معًا المحمية البحرية الوحيدة في البلاد، لتجعل فلورا وجهة طبيعية مذهلة وكنزًا بيئيًا نادرًا. لا يقتصر سحر فلورا على طبيعتها الخلابة فحسب، بل يشمل أيضًا تاريخها العريق، إذ تعود جذور المدينة إلى الحقبة الإليرية، حين كانت مركزًا استراتيجيًا يتحكم في طرق التجارة والملاحة على البحر الأدرياتيكي. وقد تنافست العديد من الإمبراطوريات الكبرى على السيطرة عليها نظرًا لموقعها الحيوي في قلب المنطقة، فترك كل منها بصماته المعمارية والثقافية واضحة المعالم في أرجائها. وكما تزهو فلورا بتاريخها العريق، فإنها تنبض أيضًا بروح إقليم لابريا، المعروف بتراثه الشعبي العميق وثقافته الغنية. وتعد الأغاني التقليدية، ولا سيما أغاني البولي فونيك اللابية متعددة الأصوات، من أبرز عناصر هذا التراث، وقد أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية لما تعكسه من تعبير جماعي فريد عن روح المجتمع وتاريخه الشفهي. وتبقى هذه التقاليد حية في الحياة اليومية، مانحة الزائر لمحة أصيلة عن عمق الشخصية الألبانية ودفء روحها. تستمر فلورا في صعودها كوجهة سياحية متألقة، تمزج بين الجمال الطبيعي الأخاذ، والتاريخ العريق، والثقافة الأصيلة. إنها حقًا لؤلؤة الجنوب الألباني، التي تضمن لكل زائر تجربة لا تنسى؛ حيث يتناغم البحر مع الجبل، ويتعانق التراث مع الحاضر. وكلما وطئت قدماك أرضها، تدرك أن لبعض الأماكن سحرًا لا يروى، بل يعاش بكل حواسك. بلدية فلورا.. معلومات أساسية تُعد بلدية فلورا ثاني أكبر مدينة ساحلية في ألبانيا بعد دورس، والميناء الأبرز في الجنوب، وتتميّز بموقع استراتيجي في الجنوب الغربي للبلاد، حيث تلتقي الطرق البرية بالبحرية، ويتعزز ذلك بمشروع المطار الدولي الجاري بناؤه في ضواحيها الشمالية. تبعد نحو 135 كيلومترًا عن العاصمة تيرانا، وتفصلها مسافة تُقدَّر بـ75 كيلومترًا عن الساحل الإيطالي، وما بين 50 إلى 60 ميلًا بحريًا عن أقرب نقطة بحرية يونانية، ما يجعلها وجهة يسهل الوصول إليها للسياح من الداخل والخارج. تغطي بلدية فلورا ـ تعد وحدة إدارية مقاربة للمحافظة ـ مساحة تبلغ نحو 617 كيلومترًا مربعًا، يحدها شمالًا نهر فيوسا، آخر الأنهار البرية في أوروبا، وجنوبًا ممر لوغارا الجبلي الذي يفتح الطريق نحو الريفييرا الألبانية. وقد صنّفتها الحكومة منطقة ذات أولوية في تطوير السياحة، ما يعزز من مكانتها كوجهة رئيسية على البحر الأدرياتيكي، وتاريخها الغني الذي يضيف بعدًا ثقافيًا إلى جاذبيتها السياحية. تمتد سواحل فلورا على طول 90 كيلومترًا، مما يجعلها واحدة من أهم المدن البحرية في البلاد. تنقسم المنطقة الساحلية إلى ثلاث محطات بارزة: فلورا المدينة في الشمال، التي تُعد المركز الحضري والحيوي؛ ومنطقة راذيما المتوسطة ذات الإطلالات الطبيعية الساحرة؛ وأوريكوم في الجنوب، حيث يلتقي التاريخ بجمال البحر. وتتميّز المدينة أيضًا باحتضانها منتزه سازان-كارابورون البحري، وهو الوحيد من نوعه في ألبانيا، الذي يمنح الزوار فرصة نادرة لاكتشاف جزيرة سازان وشبه جزيرة كارابورون، عند مدخل مضيق أوترانتو الاستراتيجي الذي يفصل بين البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني. تتميّز مياه خليج فلورا بعمقها الضحل، حيث لا يتجاوز عمقها خمسة أمتار على بعد كيلومتر من الشاطئ، وعشرة أمتار بعد كيلومترين، مما يجعلها مثالية للملاحة والأنشطة البحرية. وتُعد فلورا ميناءً مهمًا لحركة النقل البحري جنوب البلاد، على الرغم من أن أنشطته التجارية أقل مقارنة بميناء دورس. تتألف بلدية فلورا من خمس وحدات إدارية و37 قرية، بما في ذلك جزيرة سازان، أكبر جزر ألبانيا، وتتميز بتنوع جغرافي بين البحر والجبال والأراضي الزراعية. وتنقسم المدينة إلى قسمين رئيسيين: فلورا الإدارية، التي تعد مركز البلدية والمقر الرسمي للأنشطة الاقتصادية والثقافية، وتحتوي على معالم مثل قلعة كانينا ومسجد موراديا؛ وفلورا الساحلية، التي تتميز بشواطئها الرملية وممشى النخيل، مما يجعلها وجهة رئيسية للسياحة الصيفية. جنوبًا، تبرز مدينة أوريكوم بمينائها القديم وشواطئها الهادئة، وقد كشفت الأبحاث الأثرية مؤخرًا عن جدار يعود إلى أكثر من 2400 عام، ما يعكس عمقها التاريخي. أما منطقة نوفتسيله، فتقع في الداخل وتتميّز بأراضٍ خصبة تُستخدم في الزراعة وتربية المواشي، وتُعد من أهم المراكز الزراعية في ألبانيا. كما تُشكل منطقة شوشيتسا الجبلية شمال شرق المدينة مقصدًا مثاليًا لعشاق الطبيعة والمغامرات، إذ تحتفظ بقرى تقليدية ذات طابع ثقافي مميز. ويُعزز هذا التنوع الجغرافي والثقافي من جاذبية فلورا كوجهة سياحية متكاملة، إذ تجمع بين الشواطئ الذهبية والجبال الخضراء والريف المثمر، ما يمنح الزائر تجربة غنية ومتنوعة تعكس روح ألبانيا الأصيلة. وبحسب تعداد عام 2011، يبلغ عدد سكان بلدية فلورا نحو 105 آلاف نسمة. وتتميّز بتنوعها العرقي، حيث تسكن الأقلية اليونانية في منطقة نارتا، والأقلية الرومية في نوفوسيلا. وقد شهدت السنوات الأخيرة موجات هجرة خارجية نحو اليونان، وهجرة داخلية من القرى النائية نحو المدينة، خاصة من الشباب الباحثين عن فرص عمل أفضل. يستند اقتصاد مدينة فلورا بشكل رئيسي إلى ثلاثة قطاعات حيوية: السياحة، والزراعة، والصيد البحري. تشكل السياحة جزءًا أساسيًا من اقتصاد المدينة بفضل شواطئها الخلابة والمناظر الطبيعية المدهشة مثل خليج فلورا ومنطقة راذيما. كما تعد المدينة نقطة جذب هامة للسياح بفضل موقعها الاستراتيجي، ما يجعلها وجهة رئيسية على البحر الأدرياتيكي. فيما يتعلق بالزراعة، تُعد فلورا منطقة غنية بالأراضي الزراعية الخصبة التي تساهم في إنتاج محاصيل متنوعة مثل الزيتون والحمضيات والخضروات، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويسهم في توفير الغذاء للمنطقة. يلعب قطاع الصيد البحري أيضًا دورًا كبيرًا في اقتصاد المدينة، حيث يعتمد الكثير من السكان المحليين على البحر كمصدر رئيسي للدخل من خلال صيد الأسماك والمأكولات البحرية، التي تعد من أبرز صادرات ألبانيا. رغم أن ميناء فلورا ليس من أكبر الموانئ التجارية في ألبانيا مثل ميناء دورس، إلا أنه يظل نقطة محورية في النقل البحري المحلي ويساهم في تسهيل التجارة والنقل بين فلورا والمدن الأخرى على ساحل البحر الأدرياتيكي. تواصل فلورا لعب دورها الحيوي كحلقة وصل بين الماضي والحاضر، فهي مدينة تحتفظ بتراثها العريق في معالمها التاريخية مثل قلعة كانينا، وفي الوقت نفسه تشهد تطورًا معاصرًا في مجالات السياحة والنقل البحري، ما يجعلها جسرًا بين الطبيعة والتاريخ، وبين العراقة والتطور. فلورا.. محطات تاريخية في أقصى جنوب غرب ألبانيا، تقف مدينة فلورا كواحدة من أعرق الحواضر الألبانية وأكثرها ثراءً تاريخيًا وثقافيًا. فهي ليست مجرد مدينة ساحلية تطل على البحر الأدرياتيكي، بل سجل حي لتحولات كبرى شهدها غرب البلقان، منذ العصور الإليرية القديمة، مرورًا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وصولًا إلى إعلان استقلال ألبانيا الحديث. تعود بدايات فلورا إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث تأسست آنذاك باسم "أولونا" كمدينة إليرية مزدهرة، سرعان ما تحولت إلى ميناء رئيسي لإيليريا، تلك المنطقة التي ضمت أجزاء واسعة من غرب البلقان، وشكّلت نواة الوجود الإليري، وهم الأسلاف المباشرون للألبان اليوم. واستمر هذا الاستقرار السكاني على مدى أكثر من ستة وعشرين قرنًا، ما يجعلها من أقدم المدن المأهولة في المنطقة دون انقطاع. موقع فلورا المميز عند نقطة التقاء الطرق البرية والبحرية، جعل منها بوابة استراتيجية لكل من رغب في بسط النفوذ على المنطقة، ومركزًا للتجارة بين العالمين الإغريقي والروماني لاحقًا. وعلى مقربة منها، كانت مدن مثل أبولونيا – التي أسسها الإغريق في القرن الخامس قبل الميلاد – تُعد منارات للعلم والفلسفة، فيما كانت مدينة أوريك تلعب دور الميناء الحيوي، قبل أن تدمرها الزلازل في القرن الرابع الميلادي. في العصور الوسطى، استمرت فلورا في لعب دور محوري، حيث تنازعت عليها قوى مختلفة تركت كل منها أثرًا مميزًا في ملامح المدينة: في عام 1081، وقعت فلورا تحت سيطرة النورمانديين القادمين من جنوب إيطاليا، والذين عملوا على تعزيز التحصينات العسكرية، مستغلين الموقع الساحلي للمدينة في حملاتهم عبر البحر الأدرياتيكي. وفي عام 1205، بسط الفينيسيون سلطتهم على المدينة، ضمن استراتيجية للهيمنة على تجارة البحر الأدرياتيكي، وجعلوا من فلورا نقطة عبور مهمة للسلع بين الشرق والغرب. أما البيزنطيون، فقد سعوا إلى استعادة نفوذهم في القرن الثاني عشر، وأضفوا على المدينة طابعًا عمرانيًا وثقافيًا مميزًا، من خلال العمارة والفنون. وفي عام 1272، ضُمت المدينة إلى مملكة أربيريا، التي نشأت ككيان سياسي ألباني مستقل هدفه توحيد الأراضي الألبانية تحت حكم محلي، وجعلت من فلورا مركزًا للتجارة والإدارة. شهد القرن الخامس عشر تحوّلًا جديدًا بدخول المدينة تحت الحكم العثماني في عام 1417. وقد أدرك العثمانيون القيمة الاستراتيجية لفلورا، فعملوا على تعزيز وجودهم فيها. وفي عهد السلطان سليمان القانوني، وتحديدًا عام 1531، أُمر ببناء قلعة سكالا المثمنة، مستخدمًا حجارة المدينة الإليرية القديمة، لتكون معقلًا دفاعيًا مزودًا بالمدفعية الثقيلة. كما قُسمت المدينة آنذاك إلى قسمين: داخل القلعة، حيث كانت تتمركز الإدارة العثمانية والحامية العسكرية إلى جانب السكان، وخارجها، حيث عاش الحرفيون ونشطت الأسواق التجارية. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، كانت فلورا واحدة من أهم الموانئ الألبانية، وتحولت إلى محطة تجارية كبرى تتصل بعواصم مثل إسطنبول، فيينا، والبندقية، مستفيدة من خليجها الطبيعي الآمن وارتباطها المباشر بالطرق البرية نحو الداخل. بينما في مطلع القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1812، صعد علي باشا تيبيلينا، الحاكم القوي في الجنوب الألباني، فجعل من فلورا مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا. غير أن أبرز محطات فلورا التاريخية على الإطلاق جاءت في يوم 28 نوفمبر 1912، حين أعلن الزعيم الوطني إسماعيل كمال بك من أرضها استقلال ألبانيا عن الدولة العثمانية، معلنًا ميلاد الدولة الحديثة، وجاعلًا من فلورا رمزًا للحرية والسيادة الوطنية، ومقرًا لأول حكومة مؤقتة قادت البلاد نحو مرحلة جديدة من تاريخها. تمثل فلورا اليوم تجسيدًا حيًا للعراقة والاستمرارية. فقد استطاعت أن تحافظ على هويتها رغم التغييرات الكبرى التي عصفت بالمنطقة، وأن تتحول من مدينة إليرية قديمة إلى واحدة من أبرز المدن الثقافية والاقتصادية في ألبانيا المعاصرة. وهي بهذا المعنى، ليست فقط محطة للمؤرخين والباحثين، بل أيضًا وجهة ساحرة لعشاق التراث والسياحة الثقافية على شواطئ البحر الأدرياتيكي. مسارك السياحي لاكتشاف كنوز فلورا الطبيعية والثقافية في رحلة استثنائية استغرقت ثلاثة أيام، قامت "الجزيرة نت" بزيارة فلورا، حيث استكشفت معالمها المميزة داخل المدينة وحولها عبر ثلاثة مسارات رئيسية. في هذا التقرير، نقدم لكم مسارًا سياحيًا مثاليًا لاكتشاف كنوز فلورا التاريخية والأثرية، ومعالمها السياحية والطبيعية، لتجربة لا تُنسى في أحضان لؤلؤة السياحة في جنوب غرب ألبانيا. نبدأ مسارنا السياحي من قلب البلدة القديمة لمدينة فلورا؛ حيث يتربع حي مورادية ككنز معماري حي، يروي على وقع خطوات المارة حكاية قرنين من التحولات الكبرى. بين أزقته المرصوفة بالحجر ومبانيه العتيقة، تتصاعد رائحة الماضي الألباني الأصيل، تمتزج بنبض الحاضر الذي أعاد للحي دفءَ مجده القديم. هنا، بين المقاهي الصغيرة التي تعج بالحياة، والأنشطة الثقافية التي تزهر على الأرصفة، عادت العائلات المحلية تملأ بيوته بأحاديث الأمسيات الدافئة. مورادية ليست مجرد حي؛ بل قلب فلورا النابض، حيث يلتقي عبق التاريخ بحيوية الحاضر في مشهد ساحر لا تخطئه العين ولا ينساه القلب. بينما على الأطراف الغربية لحي مورادية العريق، تفتح ساحة العلم أبواب الذاكرة الوطنية، حيث رُفعت في هذا المكان لأول مرة راية الاستقلال عام 1912، معلنة ولادة الدولة الألبانية الحديثة. في وسط الساحة، ينتصب نصب الاستقلال شامخًا، ليظل شاهدًا على تلك اللحظة التاريخية. بجانبه، تحكي بقايا سور أولون القديمة ومبنى البنك بطرازه الإيطالي قصة مدينة عبرت من عصورها القديمة إلى قلب الحداثة. وعلى مقربة من هذه المعالم، يرقد ضريح القائد، بينما يقف منزل أكرم بيه غير بعيد عنه، شاهدًا حيًا على جمال العمارة التقليدية ودفء الحياة الألبانية القديمة. وبعد عبورك ساحة العلم، يبرز أمامك مشهد مهيب يعكس روعة الجمال والإبداع المعماري، إنه جامع مورادية في مدينة فلورا. يُعد هذا الجامع من أبرز المعالم الإسلامية العثمانية في جنوب ألبانيا، ويعود تاريخه إلى عام 1542م. يتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي يُنسب إلى المعماري الشهير معمار سنان، إذ تزينه جدران متقنة وقبة ضخمة ترفع من هيبته، بينما تظل مئذنته الشامخة أحد أبرز معالمه. يجذب هذا المعلم الزوار من مختلف أنحاء العالم، الذين يقصدونه لاكتشاف جماله المعماري وتاريخه العريق، مما يضفي عليه قيمة ثقافية هامة في قلب المدينة. بعد انتهاء زيارتك لجامع مورادية، تنجذب الأنظار إلى تلة مرتفعة على الجهة اليسرى، تُطل على مدينة فلورا من جهتها الغربية الجنوبية. من بعيد، يظهر معلم روحي عريق يقف شامخًا ليحكي فصولًا من التصوف الألباني، إنه كوزوم بابا، المعبد البكتاشي الذي لا يقتصر على سرد تاريخ طريقة روحية، بل يفتح أمام الزائر بوابة للتأمل في عمق الروح وسحر الطبيعة. شُيّد هذا المعبد حوالي عام 1600م، ويمتاز بإطلالة أخاذة تمنح الزائر مشهدًا بانوراميًا نادرًا لمدينة فلورا ومينائها المفتوح على البحر الأدرياتيكي، حيث يلتقي عبق التاريخ بزرقة الأفق في مشهد لا يُنسى. بينما على أطراف المدينة من جهتها الجنوبية الشرقية؛ على تل ثلاثي القمم جنوب مدينة فلورا، ترتفع قلعة كانينا بعلو 380 مترًا عن سطح البحر في قرية كانينا، لتجسد نقطة التقاء بين عراقة التاريخ وسحر الطبيعة. تمنح القلعة للزوار مشاهد بانورامية ساحرة؛ من الغرب تطل على المدينة وخليج فلورا بألوان البحر الزرقاء الأخّاذة، ومن الشرق تحتضنها التلال الخضراء وكأنها أمواج طبيعية تتمايل بانسياب. وقبيل توجهنا لزيارة شواطئ فلورا والمعالم الطبيعية في شمال وجنوب المدينة؛ نتوقف عند ثلاث محطات ثقافية للتعرف على تاريخ وتراث المدينة العريقة. حيث تُعد متاحف فلورا من أبرز المعالم الثقافية في ألبانيا، ليس فقط كمراكز لعرض المقتنيات التاريخية، بل كأماكن حية تعكس ذاكرة وطنية مشتركة، تعبّر عن وحدة الألبان في غرب البلقان. تتجاوز هذه المتاحف حدود الزمان والمكان، لتجسّد حلم أمة خالدة لم تُطفئها تحديات السياسة. تبقى هذه الذكريات متجذرة في وجدان شعب يتوق دومًا إلى لمّ الشمل وتحقيق تطلعاته التاريخية. في مدينة فلورا، تتواجد ثلاثة متاحف بارزة تحكي فصولًا من تاريخها العريق وتراثها الغني، فلنبدأ معًا زيارتها. ففي قلب البلدة القديمة في فلورا، يتألق متحف فلورا التاريخي، أحد أبرز معالم الثقافة في جنوب غرب ألبانيا. منذ افتتاحه عام 1962، بقي هذا المتحف نافذة حيوية تروي قصة الجنوب الألباني عبر العصور. بين جدرانه، تلتقي الحكايات والذكريات من الماضي البعيد إلى الحاضر، ممثلة في مئات القطع الأصلية التي تعرض تاريخ المدينة وتاريخ المنطقة. من بين هذه المعروضات، تجد قطعًا أثرية نادرة تعود إلى مدن قديمة في محيط فلورا، مثل: كانينا، أورِيكوم، أمانتيا، بلوتشا، وأوليمبيا، التي تأخذك في رحلة إلى عصور ماضية، لتعيش تلك الحقبات وتفاصيلها. بينما في الجهة المقابلة لمتحف فلورا التاريخي، يلفت نظرك مبنى عتيق يعود للقرن التاسع عشر، يحتضن بين جدرانه متحف فلورا الإثنوغرافي، الذي تأسس في عام 1982. ما إن تتخطى عتبة هذا المبنى، حتى تُفتح أمامك أبواب الزمن، وتبدأ رحلة إلى أعماق التراث الألباني. في الداخل، ستشعر وكأنك عدت إلى حقبة تاريخية أخرى، حيث القطع المعروضة تروي قصص الحرفيين الذين كانوا منهمكين في نحت الخشب، أو تطريز الأقمشة، أو نسج الأزياء التقليدية. صدى النول القديم، وأهازيج الصيادين، تملأ الأجواء كما لو أن الزمن يعود من جديد. وأخيرًا؛ نتجه غربًا، لزيارة أهم وأبرز متاحفها الوطنية؛ فعلى مقربة من شواطئها المتلألئة، يقع متحف الاستقلال الوطني، الذي يعد من أبرز المعالم التاريخية في ألبانيا. هنا، في هذا المبنى، شهدت البلاد لحظة فارقة في تاريخها، عندما أعلن إسماعيل كمال استقلال ألبانيا في 28 نوفمبر 1912، ورفع العلم الألباني لأول مرة، ليبدأ فصلاً جديدًا من تاريخ الأمة. مع كل خطوة تخطوها في أروقة هذا المعلم التاريخي، ستشعر وكأنك تخوض رحلة عبر الزمن، تستعرض كيف تحول "الحلم الألباني" إلى واقع قوي ومستقل. الآن، نواصل رحلتنا الاستكشافية بالتوجه غربًا نحو خليج فلورا، أكبر خلجان ألبانيا، حيث يلتقي البحر الأدرياتيكي بالبحر الأيوني، وتحيط به الجبال الشامخة من الشرق، بينما تنعكس زرقة المياه الهادئة على أفق الغرب. هنا، في هذا الخليج الفريد، تتناغم الطبيعة مع التاريخ، لنعيش تجارب لا تُنسى، بدءًا من جزيرة سازان، الواحة البحرية ذات التنوع البيئي الفريد، وصولًا إلى سهل دوكات، الملاذ الطبيعي المحاط بالجبال والبحر والمطل على بحيرة باشاليما. وعلى امتداد الساحل، يأخذنا كورنيش فلورا، أو ممشى المدينة، في جولة ممتعة عبر ممراته المرصوفة ومساحاته الخضراء الرحبة، حيث يمكن الاستمتاع بالمشي وركوب الدراجات والأنشطة الرياضية في أجواء مريحة ومناظر خلابة. جولتنا في خليج فلورا وممشى المدينة ليست مجرد نزهة، بل تجربة شاملة تمزج بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ وغنى الثقافة، لتجعل من هذه الوجهة الساحلية إحدى أجمل محطات السياحة في ألبانيا، ومكانًا يظل راسخًا في الذاكرة. نستمر في مسارنا السياحي لاستكشاف المنطقة الشمالية من خليج فلورا، حيث تقابلنا إحدى أروع المحطات الطبيعية والثقافية في جنوب ألبانيا: بحيرة نارتا وجزيرة زفيرنيت، حيث يلتقي سحر الطبيعة بعبق التاريخ في مشهد يأسر الألباب. تُعد بحيرة نارتا واحدة من أكبر البحيرات الساحلية وأكثرها تنوعًا بيئيًا في البلاد. على امتداد 41.8 كيلومترًا مربعًا، تتناثر الكثبان الرملية وتتحلق الطيور المهاجرة فوق المياه الهادئة، بينما تسبح الأسماك النادرة بين الأعشاب المائية. تحيط بالبحيرة أشجار تحمي الأراضي الزراعية المجاورة، وفي الجهة الشمالية تبرز أحواض الملح الملونة التي تشكل لوحة طبيعية فريدة تمتد حتى تلامس حدود البحر الأدرياتيكي. وفي الطرف الجنوبي الغربي للبحيرة، تبرز جزيرة زفيرنيت كجوهرة هادئة بين أشجار الصنوبر، حيث تحتضن ديرًا بيزنطيًا عتيقًا يعود إلى القرن العاشر. الجسر الخشبي الذي يربط الجزيرة باليابسة لا يقتصر على ربط ضفتين، بل يُجسد الوصل بين زمانين: تاريخ رهباني ساكن وفصول صيفية صاخبة، خاصة خلال احتفالات القديسة مريم. إلى جوار الجزيرة تقع قرية زفيرنيت، حيث تلتقي ألوان الطبيعة مع بساطة الحياة الريفية الألبانية، ليكتمل المشهد في تناغم بين الروح والطبيعة. نحو الغرب من خليج فلورا، حيث يلتقي البحر الأدرياتيكي بالبحر الأيوني، نتوجه لاكتشاف إحدى أندر وأروع العجائب البيئية في ألبانيا: المتنزه البحري الوطني "كارابورون – سازان"، الجوهرة الخفية التي حافظت على نقاء جمالها بعيدًا عن عبث الإنسان، فبقيت شاهدًا حيًا على روعة الطبيعة في أنقى صورها. في هذا الموقع الفريد، يلتقي البحر بالبر في مشهد يأسر الألباب، بين منحدرات صخرية شاهقة، وخلجان هادئة، وكهوف بحرية ساحرة. إنه عالم مثالي لعشاق الطبيعة والمغامرة، حيث يزخر المتنزه بتنوع بيئي مدهش، يحتضن كائنات نادرة ومهددة بالانقراض، إلى جانب إرث ثقافي يروي علاقة الإنسان بالبحر منذ آلاف السنين. وعلى الجانب الغربي الجنوبي من شبه جزيرة كارابورون، يقع خليج غراما الذي يعد واحدًا من أبرز الوجهات السياحية في مدينة فلورا، حيث يجمع بين جمال المناظر الطبيعية الخلابة وأهمية تاريخية وثقافية عظيمة. يقع الخليج في موقع مميز قرب مدينة أوريكوم القديمة، ويتميز بشواطئه الهادئة والمياه الصافية المحاطة بالجبال الصخرية. إلى جانب جماله الطبيعي، يحتوي الخليج على آثار نقوش صخرية تعود لآلاف السنين، مما يجعله مقصدًا للباحثين عن التاريخ والثقافة. كما أن خليج غراما يعد محمية بيئية هامة للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، مما يعزز من مكانته السياحية والبيئية في ألبانيا. نعود لننطلق إلى أقصى جنوب خليج فلورا، حيث تكشف مدينة أوريكوم عن واحد من أروع المشاهد الطبيعية في ألبانيا، حيث تتناغم جماليات البحر الأدرياتيكي مع جبالها الساحرة. تقع هذه المدينة الساحلية في موقع جغرافي فريد، بين مياه الخليج المفتوحة شمالًا، وشبه جزيرة كارابون التي تحيط بها من الجنوب. تعتبر المدينة وجهة سياحية استثنائية تجمع بين جمال البحر والجبال، وفي ذات الوقت، تعد مركزًا ثقافيًا غنيًا يحتفظ بين طياته بآثار حضارات عريقة. وتعتبر المواقع الطبيعية الفريدة، مثل بحيرة باشا ليمان، من أبرز معالمها، حيث تتمتع بتنوع بيولوجي غني يعكس تناغم الحياة البرية مع المشهد الساحلي الخلاب. وبينما تسير في شوارع فلورا وتستمتع بجمال البحر الأيوني والجبال المحيطة، تنتقل روحك تدريجيًا من المشهد الطبيعي الساحر إلى أعماق ثقافة المنطقة التي تجسدها هذه المدينة بكل تفاصيلها. تعتبر فلورا قلب منطقة لابيريا النابض، حيث تمثل تقاطعًا بين الجمال الطبيعي والثراء الثقافي. هذه المدينة ليست فقط بوابة إلى جنوب ألبانيا، بل هي أيضًا مركز ينبض بروح الإيسو-بولييفوني، الفن الغنائي العريق الذي يُعد جزءًا أساسيًا من هوية المنطقة. هذا الفن الفريد، الذي يُؤدى حتى اليوم في مهرجانات واحتفالات شعبية، يمثل رابطًا قويًا بين الماضي والحاضر، وقد أدرجته منظمة اليونسكو عام 2005 ضمن قائمة التراث الثقافي الإنساني غير المادي، ليظل شاهدًا حيًا على أصالة وثقافة لابيريا وألبانيا بشكل عام. المسار الأول: معالم البلدة القديمة (المركز التاريخي): حي مورادية… قلب فلورا النابض وكنزها المعماري في قلب مدينة فلورا، ينبض حي مورادية كأحد أعرق معالمها التاريخية والثقافية. يُعرف أيضًا باسم "المركز التاريخي للمدينة"، ويأسر الزائر بأزقته المرصوفة بالحجر، ومبانيه التي تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، محتفظًا بعبق الماضي الذي يتجلى في كل زاوية من زواياه. تعود نشأة حي مورادية إلى منتصف القرن التاسع عشر، حين بدأت فلورا بالتوسع لتتحول إلى مدينة ساحلية مزدهرة اقتصاديًا. وفي أزقة هذا الحي، يمكن للزائر أن يتلمس نبض التاريخ ويستحضر ملامح الحياة الحضرية الألبانية التقليدية، حيث تصطف المباني ذات الطراز العثماني إلى جانب معالم شهدت تحولات كبرى في تاريخ البلاد السياسي والاجتماعي. في قلب الحي، يمتد شارع جاستين جودار، وهو معلم سياحي ذو طابع تاريخي وثقافي، ويتميز بالجمال المعماري. ويُعتبر مركزًا تاريخيًا، حيث شهد العديد من الأحداث البارزة في تاريخ ألبانيا الحديث. كان هذا الشارع معروفًا في بداياته باسم "شارع المقاهي"، لما كان يضمه من مقاهٍ ومحال تجارية شكّلت نبض الحياة اليومية في فلورا القديمة. كان هذا الشارع أكثر من مجرد ممر ضيق؛ لقد كان مركزًا اجتماعيًا واقتصاديًا حيويًا، تتقاطع فيه الأحاديث، وتُعقد فيه الصفقات، وتنبض فيه المدينة بروحها التجارية المتقدة. ومع مرور الزمن، تحوّل هذا الشارع إلى نواة حي مورادية التاريخي، محتفظًا بذاكرته الحيّة التي لا تزال تنبض بين جدرانه القديمة. مع إشراقة فجر الاستقلال الألباني عام 1912، تبدّلت ملامح هذا الحي التاريخي، واكتسب اسمه الجديد "شارع الحرية" تخليدًا لدوره البارز في الأحداث المصيرية؛ فمنه مرّ المندوبون الذين شاركوا في إعلان استقلال ألبانيا، يتقدمهم القائد الوطني عيسى بوليتيني. لكن ذاكرة الشارع لم تكتفِ بهذا الاسم، ففي عام 1921 أُطلق عليه أيضًا اسم "شارع جوستين جودار"، تكريمًا للدبلوماسي الفرنسي الذي ساند القضية الألبانية في مؤتمر باريس للسلام. تعدد الأسماء هنا ليس مجرد تبديل في اللافتات، بل شهادة حية على التحولات العميقة التي شهدها الحي، بين نبض الهوية الوطنية وصدى التفاعلات الدولية. اليوم، يعد شارع جاستين جودار في فلورا واحدًا من الشوارع الغنية بالمعالم التاريخية التي تعكس التطورات الثقافية والسياسية والاجتماعية في المدينة. على طول هذا الشارع، يمكن للزوار مشاهدة مجموعة من المباني التاريخية التي كانت شاهدة على لحظات حاسمة في تاريخ المدينة وألبانيا بشكل عام. وإن تابع الزائر خطاه في اكتشاف معالم حي مورادية، متتبعًا دروب شارع جاستين جودار وما يحمله من عبق الاستقلال، سرعان ما يقوده الطريق شرقًا، حيث يقف مسجد نشأت باشا، المعروف باسم "المسجد الأحمر"، الذي يعد واحدًا من أقدم المساجد في فلورا، ويعود تاريخه إلى العهد العثماني، حيث يمثل جزءًا من التراث الديني والتاريخي للمدينة. تعود أصول المسجد إلى عام 1523 حين شُيّد على يد الشيخ يعقوب في العهد العثماني، قبل أن يُعاد بناؤه عام 1925 على يد نيشات باشا، أحد أبناء العائلات النبيلة في فلورا. غير أن نكبة عام 1967، إبّان الحملة الشيوعية على دور العبادة، لم ترحم المسجد، إذ دُمّرت مئذنته وتربته وسُلبت مقتنياته الثمينة القادمة من مصر، وتحول لسنوات طويلة إلى مبنى تابع للقطاع الخدمي في المدينة. لكن نور المسجد لم ينطفئ. فبعد أكثر من أربعة عقود، وبفضل مبادرة رجل الأعمال داشامير طاهري، استعاد المسجد الأحمر روحه وبهاءه، بمئذنة جديدة وواجهة تراثية تُبرز جمال المعمار الإسلامي الألباني. واليوم، لا يُعد هذا المسجد مجرد معلم ديني، بل رمزًا لنهضة الهوية الثقافية والدينية في فلورا، وواحدًا من أبرز شواهد التاريخ المعماري الإسلامي في غرب البلقان. وعلى مسافة قصيرة من المسجد الأحمر، يبرز مبنى يحمل بين جدرانه عبق الكلمة وروح النهضة: أول مكتبة عامة في فلورا. تأسست عام 1936 بمبادرة من نخبة من المثقفين، أمثال إبراهيم كوشتا والمصور الشهير إبراهيم شتي، إلى جانب شخصيات مقربة من إسماعيل كمال، الأب المؤسس لاستقلال ألبانيا. لم تكن المكتبة مجرد رفوف للكتب، بل كانت منارة فكرية في زمن مبكر، تحتضن حوارات الحرية وتطلعات جيل كان يؤمن بأن نهضة الشعوب تبدأ من سطور الكتب. واليوم، ما تزال هذه المكتبة قائمةً كرمز ثقافي حي، تروي قصة مدينة رأت في الثقافة طريقًا إلى المستقبل، وتحفظ بين جنباتها ذكرى بدايات الحراك الأدبي والفكري في فلورا. ولأن الحياة في حي مورادية كانت دومًا تنبض بالثراء والرقي، فقد انعكست هذه الروح في فنادقه القديمة التي كانت أشبه بمرآة تعكس أناقة الماضي. من بين هذه المعالم، يتلألأ اسم فندق أوروبا، الذي كان في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي قبلة للأرستقراطيين وكبار ملاك الأراضي. هنا، لم يكن الترف مجرد زينة، بل نمط حياة يومي؛ إذ يُروى أن نزلاء الفندق كانوا يُقدَّم لهم الشاي في فناجين مذهبة حقيقية، في مشهد يحكي عن فخامة عصر ذهبي، لا تزال أصداؤه تتردد بين جدران الحي العتيق. وعلى بعد خطوات قليلة من عبق الأرستقراطية، يبرز مبنى آخر حمل ذاكرة التحولات الكبرى: مبنى بومباي، الذي تحوّل لاحقًا إلى فندق "نيويورك". شُيّد هذا المبنى الفاخر في عشرينيات القرن الماضي، وكأنّه بوابة مفتوحة على العالم الواسع الذي كانت فلورا تتوق إلى معانقته. بفخامته وحداثته، جسّد انتقال المدينة من ملامح الحياة التقليدية إلى نبض التحديث القادم من الغرب، محتضنًا قصص الزائرين والتجار والمغامرين الذين رسموا ملامح حقبة جديدة في تاريخ فلورا. وفي وسط هذا الحي الذي كان ولا يزال قلب فلورا النابض، يتربع مبنى نادي "لابريا"، الذي يُعد من أقدم المباني في المركز التاريخي للمدينة. لا يُمثل هذا المبنى مجرّد جدران قديمة، بل هو شاهد حي على نشأة أول جمعية وطنية في ألبانيا. بموقعه وسط الساحة، وبعمارته المتناغمة مع المباني المحيطة، يُعد اليوم معلمًا ثقافيًا ومتحفًا إثنوغرافيًا يروي عبر معروضاته تاريخ منطقة لابيريا، وينبض بأصوات الأجيال التي مرّت من هنا، حاملةً معها أحلامها وهويتها إلى المستقبل. اليوم، لا تزال أزقة حي مورادية تحفظ تفاصيل ذلك المجد القديم، لكن بنبض جديد ينبعث من مقاهيه الصغيرة المنتشرة على الأرصفة، حيث يتلاقى السكان المحليون والزوار تحت ظلال الأشجار لاحتساء القهوة الألبانية الأصيلة. على أنغام الموسيقى الشعبية والعروض الثقافية التي تُقام من حين لآخر، استعاد الحي شيئًا من وهجه، بعدما عاد العديد من العائلات القديمة للسكن فيه، بحثًا عن دفء الجذور وهدوء الحكايات الأولى. هنا، بين أروقة الحي القديم، تلتقي أرواح الماضي وحيوية الحاضر في مشهد لا يشبهه شيء. ساحة العلم في فلورا.. تجسّد لحظة استقلال ألبانيا على الأطراف الغربية لحيّ مورادية العريق، تستقبلك ساحة العلم كأنّها بوابة مفتوحة على لحظةٍ مفصلية من تاريخ ألبانيا. هنا، في هذا المكان الرمزي، ارتفعت راية الاستقلال عام 1912، لتُعلن ميلاد الدولة الحديثة. في قلب الساحة، ينتصب نصب الاستقلال شامخًا، وعلى مقدمته يقف تمثال إسماعيل كمال، القائد الذي قاد سفينة التحرر نحو برّ الأمان. يُجسّد التمثال حضور الرجل بملامح وقورة، أبدعها النحاتان ممتاز ذرامي وكريستاك راما، ليمنحا هذا الرمز الوطني روحًا نابضة بالحياة. وأنت تتجول حول النصب، لا يمكنك أن تغفل قاعدة العلم، حيث يرفرف العلم الأحمر ذو النسر الأسود في السماء، رمزًا للصمود والكرامة. وعلى الطرف المقابل من الساحة، يلفت نظرك مبنى البنك القديم، بطرازه الإيطالي المميز، شاهدًا على مرحلة من الانفتاح الأوروبي الذي عرفته فلورا في بدايات القرن العشرين. المكان بأكمله أشبه بمتحف مفتوح، حيث تتقاطع العمارة مع الرموز، ويتداخل الحاضر مع ملامح الماضي. ومع كل التفاتة داخل الساحة، تبرز تفاصيل تنبض بالتاريخ؛ فورا النصب مباشرةً، تظهر أمامك بقايا سور مدينة أولون القديمة، لتذكّرك بأن فلورا لم تولد مع الاستقلال، بل تمتد جذورها إلى عصور ما قبل الميلاد. أولون، تلك المدينة التي كانت ميناءً استراتيجيًا على البحر الأدرياتيكي، تُعيد رسم ملامحها في هذه الأطلال، حيث تتحدث الحجارة عن حضاراتٍ مرّت، وجدرانٍ دافعت عن الهوية. غير بعيدٍ عن الساحة، وعلى مسافة خطوات، يقع ضريح إسماعيل كمال. في هذا المكان الهادئ، دُفن الرجل الذي وهب حياته لقضية شعبه. أُنشئ الضريح عام 1932، وصُنّف لاحقًا معلمًا ثقافيًا وطنيًا عام 1963، ليظلّ رمزًا خالدًا لتقدير الألبان لتاريخهم وقادتهم. أما إذا واصلت السير قليلًا، فستصل إلى منزل أكرم بيه، أحد أجمل الأمثلة على العمارة التقليدية في فلورا. المنزل، المصنّف معلمًا ثقافيًا منذ عام 2006، يروي بأسلوبه البسيط والأنيق قصة الحياة اليومية في فلورا القديمة، حين كانت البيوت تُبنى بروح محلية تعكس دفء الناس وذوقهم الرفيع. بهذا التداخل بين النصب والمباني والآثار، لا تعود ساحة العلم مجرد نقطة على خريطة المدينة، بل تصبح مسرحًا مفتوحًا لسردية وطن، وذاكرة محفورة في كل حجرٍ وزاوية. يعد جامع مرادية في فلورا، الواقعة في المنطقة الأثرية (A)، واحدًا من أبرز المعالم الإسلامية في جنوب ألبانيا. يقع هذا الصرح العظيم في قلب المدينة، حيث تحيط به الطرق من جميع الجهات، مما يجعله نقطة جذب سياحي بارزة للمسافرين والزوار. تاريخ هذا الجامع يعود إلى عام 1542، وهو يعد من إبداعات المعماري الشهير معمار سنان، الذي وصفه الأوروبيون بـ "ميخائيل أنجلو الشرق". ويُقال إن سنان هو من أشرف على بناء هذا المعلم الرائع الذي يمتاز بتصميمه المعماري الفريد، الذي يعكس براعة الفن العثماني في تلك الحقبة. يتميز جامع مرادية بجدرانه المتينة التي تزينها أعمال فنية دقيقة في النوافذ والإطارات، وبوابة المدخل التي تم تصميمها بعناية فائقة. كما يحتوي المسجد على قبة ضخمة تزينه، فيما يميز تصميمه الانتقال السلس إلى القبة عبر أسطح مثلثية صغيرة في الزوايا، مما يضفي لمسة من الجمال المعماري على هيكل المسجد. من الداخل، يشع الجامع بنور ينساب عبر ثلاث صفوف من النوافذ على كل جانب من قاعته المكعبة، مما يضفي أجواءً روحانية ومريحة للمصلين. في الجهة الجنوبية من القاعة، يقع المحراب، الذي يمثل نقطة الانطلاق للصلاة. أما المئذنة، فهي تعد أحد أبرز معالم المسجد، فهي ترتفع شامخة بجانب المسجد. تم بناؤها على قاعدة متعددة الأوجه من الحجارة المشغولة، وتحوي عمودًا هرمي الشكل من عشرة أوجه، مما يضفي عليها طابعًا فنيًا فريدًا. كما أن الجزء السفلي من المئذنة يحتوي على زخارف صواعد تضيف مزيدًا من الجمال والإبداع لهذه التحفة المعمارية. يعد جامع مرادية معلمًا ثقافيًا هامًا في المدينة، حيث يزور المسجد بانتظام المسلمون لأداء صلواتهم الخمس، إلى جانب العديد من السياح الذين يقصدونه لاستكشاف جماله المعماري وتاريخه العريق. إن زيارة هذا المسجد تعد تجربة فريدة للمسافرين الراغبين في اكتشاف عبقرية معمارية تجمع بين التاريخ والفن العثماني. كوزوم بابا.. معبد عريق يحكي قصة الطائفة البكتاشية في جنوب ألبانيا على قمة تلة عالية تطلّ على مدينة فلورا وساحل البحر الأدرياتيكي، ينتصب معلمٌ روحي يحمل عبق التاريخ ودفء الإيمان. إنه كوزوم بابا، المعبد البكتاشي العريق الذي يحكي قصة الطائفة البكتاشية وإرثها العميق في قلب ألبانيا. يُعد كوزوم بابا معبدًا تاريخيًا شُيّد حوالي عام 1600م، وقد سُمّي تيمّنًا بالأب كوزوم، أحد القادة الروحيين البارزين للطائفة البكتاشية. يتمتع هذا المكان بمكانة روحية خاصة، إذ يمثل أحد أهم معاقل الطريقة البكتاشية التي كانت تشكل جزءًا مهمًا من النسيج الديني والثقافي الألباني. رغم ما تعرّض له البكتاشيون من اضطهاد خلال بعض فترات الحقبة العثمانية، مما أدى إلى تراجع وجودهم في المنطقة، بقي معلم كوزوم بابا شاهدًا صامدًا على عراقة هذه الطريقة. يقصده الزوار من أنحاء مختلفة لاستكشاف إرثه التاريخي الغني والتأمل في أجوائه الروحانية الفريدة التي ما تزال تنبض بالحياة. تتميز تلة كوزوم بابا بموقع استثنائي يمنح الزائرين واحدة من أجمل الإطلالات على مدينة فلورا ومينائها المفتوح على البحر الأدرياتيكي. هذا الموقع الفريد يجعل من زيارة كوزوم بابا تجربة لا تُنسى، حيث يمتزج الجمال الطبيعي مع عراقة التاريخ في لوحة بانورامية ساحرة. قلعة كانينا.. نقطة تلاقي بين تاريخ عريق وطبيعة خلابة وعلى تلّ ثلاثي القمم جنوب مدينة فلورا، بارتفاع 380 مترًا عن سطح البحر، تقع قلعة كانينا في قرية كانينا، لتكون نقطة التقاء بين عراقة التاريخ وسحر الطبيعة. تمنح القلعة للزوار إطلالات بانورامية مذهلة من جميع الزوايا؛ فمن الغرب تطل على المدينة وخليج فلورا، حيث تبرز زرقة مياه البحر بشكل ساحر، بينما من الشرق تتناغم مع التلال الخضراء الساحرة التي تبدو وكأنها بساط أخضر أو أمواج خضراء تتمايل في تناغم رائع. تعود أصول هذه القلعة العريقة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كانت مركزًا استراتيجيًا لقبيلة الأمانتيين، إحدى قبائل الشعب الإيليري الذين يُعدّون أسلاف الألبان الحاليين، وكانوا يسكنون غرب البلقان. في القرن الرابع الميلادي، قام البيزنطيون بتحصينها وتحويلها إلى مدينة حصينة، ثم شهدت في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول بين عامي 527 و565 ميلادي عملية إعادة بناء جذرية، مما منحها طابعًا معماريًا مميزًا. ومع مرور الزمن، أصبحت القلعة جزءًا من مملكة أنجو في القرن الثالث عشر، ثم صارت في القرن الرابع عشر مقرًا لإمارة فلورا. من المعالم المعمارية البارزة لقلعة كانينا ثلاث بوابات تاريخية، لكل منها دور مميز؛ فالبوابة الأولى تربط القلعة بمنطقة فاروشين، بينما تقع البوابة الثانية في الجهة الغربية وتتصل بطريق فلورا، أما البوابة الثالثة فتقع في الجنوب، وتصل إلى فاروشين الصغير وتفتح الطريق نحو أعماق القلعة. تضم قلعة كانينا طرقًا متعرجة تنسجم مع طبيعة الموقع الوعرة، وتتناثر حولها بقايا الأسوار المحيطية التي تحكي قصص الزمن الغابر، بالإضافة إلى آثار مسجد بناه السلطان محمد، كان يتميز بسقف من البلاط ومنارة شامخة، مما يضفي على المكان روحًا تاريخية مميزة. رغم حالتها المدمرة، تظل قلعة كانينا وجهة سياحية غنية بتاريخها العريق وأجوائها الفريدة. فهي لا تمنح الزوار فقط لمحة عن الماضي التاريخي لألبانيا، بل توفر أيضًا مناظر طبيعية خلابة تجعلها واحدة من أبرز المعالم السياحية الثقافية في المنطقة. المسار الثاني: متاحف فلورا الثلاثة: تحتضن مدينة فلورا ثلاثة متاحف بارزة تروي صفحات من تاريخها العريق وتراثها الغني: متحف الاستقلال الوطني، المتحف التاريخي، والمتحف الإثنوغرافي. لا تقتصر أهمية هذه المتاحف على مقتنياتها التاريخية الثمينة فحسب، بل تمتد إلى مبانيها التاريخية ذات الطابع المعماري الفريد، الذي يضفي عليها بُعدًا إضافيًا من الأصالة والجمال. على مدار الأعوام الأخيرة، اجتذبت هذه المتاحف العديد من الزوار من داخل ألبانيا وخارجها، حيث شكل الزوار القادمون من كوسوفو النسبة الأكبر. وكان متحف الاستقلال الوطني الأكثر جذبًا لهم، إذ وجدوا فيه صدىً لتاريخهم الوطني المشترك. جعل هذا الأمر من زيارتهم تجربة مؤثرة تعكس عمق الروابط الثقافية والتاريخية بين الشعوب الناطقة بالألبانية في غرب البلقان. ورغم أن الحدود السياسية التي فرضتها الحروب والمعاهدات قد فرّقتهم، إلا أن هذا الإرث المشترك لا يزال حاضرًا في وجدانهم، خاصة مع ذكرى إعلان استقلال ألبانيا في 1912، الحدث الذي لم يكن كافيًا لجمع شتات الألبان في دولة واحدة. ومن هنا تبرز أهمية متحف الاستقلال الوطني في فلورا، ليس فقط بالنسبة للألبان الذين يعيشون اليوم في نحو خمس دول في غرب البلقان، ولكن أيضًا للسياح والزوار الذين يسعون لفهم الإشكاليات التاريخية للشعب الألباني في هذه المنطقة، ورؤية كيف تتقاطع هويتهم الوطنية مع تاريخ طويل من النضال والآمال في لمّ الشمل. وهكذا، لا تقتصر متاحف فلورا على عرض المقتنيات فحسب، بل تُشكّل منصات حية تُحيي الذاكرة الجماعية، وتربط الماضي بالحاضر، لتعيد رسم ملامح التاريخ بعيدًا عن قيود الجغرافيا وحدود السياسة. في غرب مدينة فلورا، وعلى مقربة من ساحلها المتلألئ، يطل المبنى الذي شهد إعلان استقلال ألبانيا في 28 نوفمبر 1912، حيث رفع إسماعيل كمال، رائد الاستقلال، العلم الألباني على شرفته التاريخية لأول مرة، معلنًا ميلاد الدولة الحديثة بعد قرون من الحكم العثماني. كانت لحظة فارقة صنعت حاضر ألبانيا ورسمت ملامح مستقبلها. لحظة تزامن فيها تراجع الدولة العثمانية في البلقان مع تصاعد أطماع الدول المجاورة في الأراضي الألبانية، لتُفتح بذلك صفحة جديدة في تاريخ البلاد المعاصر، عنوانها: الحرية والسيادة الوطنية. هذا المبنى ذو الطابقين، الذي يطل أحد جانبيه على البحر بينما يخفي مدخله الآخر أسرار الماضي، تحول منذ لحظة إعلان الاستقلال إلى مقر أول حكومة مؤقتة لدولة ألبانيا بقيادة إسماعيل كمال، حيث احتضن أعمالها على مدار 14 شهرًا. وفي عام 1936، خُصص كمتحف يُجسّد مراحل التحرر الوطني، واستمر في أداء دوره كمتحف تاريخي محلي لمدينة فلورا، حتى نال اعترافًا رسميًا كمتحف وطني عام في الذكرى الخمسين للاستقلال عام 1962، ليصبح بذلك أحد أبرز المعالم الثقافية في ألبانيا وأحد رموز هويتها الوطنية. داخل أروقة متحف الاستقلال الوطني في فلورا، يجد الزائر نفسه أمام كنوز تاريخية تحكي قصة ولادة الأمة، حيث تُعرض مجموعات ثمينة من المقتنيات والوثائق النادرة، من بينها صور أصلية لأعضاء الجمعية الوطنية التي أعلنت استقلال البلاد، ومخطوطات رسمية، وأعلام، وأثاث استخدم خلال تلك اللحظة المفصلية من التاريخ، لتتحول الزيارة إلى لقاء حيّ مع بدايات الدولة الألبانية الحديثة. كذلك، تبرز بين المعروضات مقتنيات شخصية لإسماعيل كمال ورفاقه، مثل عصا الصولجان البرونزية وكرسي العمل الذي استخدمه أثناء تأسيس الدولة، إلى جانب الأعلام الأصلية للمجموعات الثورية وكتب نادرة ساهمت في بلورة الوعي القومي الألباني. إنها ليست مجرد تحف معروضة، بل شواهد حية على رحلة شعب ناضل من أجل تقرير مصيره. بعد أكثر من 113 عامًا على إعلان الاستقلال، لا يزال متحف الاستقلال الوطني في فلورا محطة لا غنى عنها لكل من يسعى إلى فهم أصول الدولة الألبانية. فكل زاوية من زواياه، وكل وثيقة محفوظة بين جدرانه، تروي فصولًا من مسيرة أمة عقدت العزم على أن تتبوأ مكانها تحت الشمس. في قلب البلدة القديمة لمدينة فلورا، وتحديدًا في حي مرادية العريق، يفتح المتحف التاريخي نوافذه على ذاكرة وطن، حافلًا بآثار تروي قصة الجنوب الألباني عبر العصور. افتُتح المتحف عام 1962، في مبنى ذي طراز معماري مميز مصنّف رسميًا كـ"أثر ثقافي من الفئة الأولى" منذ عام 2006، وكان قد خدم في فترات سابقة كمقر لمؤسسات الحكم المحلي وبعض الهيئات المدنية. يحتضن المتحف مئات القطع الأصلية التي تسرد مراحل تاريخية متعددة، من العصور القديمة إلى الزمن المعاصر. ومن بين المعروضات قطع أثرية نادرة تعود إلى مدن قديمة في محيط فلورا، مثل: كانينا، أورِيكوم، أمانتيا، بلوتشا، وأوليمبيا. ويخصص المتحف مساحة مهمة لعرض مقتنيات العصور الوسطى، بما فيها وثائق تاريخية وسجلات مدنية، إلى جانب أسلحة وأدوات شخصية تعود لمقاتلين بارزين كان لهم دور محوري في الدفاع عن الوطن. كما يضم ركنًا يوثّق مساهمة سكان منطقة فلورا في إعلان استقلال ألبانيا عام 1912، إلى جانب جناحين يستحضران وقائع حرب فلورا سنة 1920 والحركة الديمقراطية في يونيو 1924. ومن بين أبرز المعروضات، التابوت الأصلي الذي كان يرقد فيه جثمان المناضل الوطني أفني روستي، والذي اكتُشف مصادفة في ثمانينيات القرن الماضي أثناء أعمال توسعة الطريق الساحلي الرابط بين وسط المدينة ومنطقة سكيلا. وقد أُعيد دفنه في الموقع ذاته تقريبًا، بينما نُقل التابوت إلى المتحف، حيث يُعرض اليوم كقطعة نادرة؛ مصنوع من الرصاص والزجاج، مُحكم الإغلاق ومغطى بالعلم الوطني. يبقى متحف فلورا التاريخي شاهدًا حيًا على الإرث العميق والذاكرة الجماعية لألبانيا، محاطًا بقطع أثرية وذكريات تروي قصة أمة تمسكت بتاريخها رغم التحديات. تُعد زيارته محطة لا غنى عنها لفهم الدور المحوري لفلورا في تشكيل الهوية الوطنية للألبانيين. متحف فلورا الإثنوغرافي.. رحلة إلى قلب التراث الألباني في مبنى يحمل عبق التاريخ في قلب البلدة القديمة لمدينة فلورا، وعلى ناصية أحد شوارع حي مرادية التاريخي، يقف متحف فلورا الإثنوغرافي شامخًا داخل مبنى أثري من القرن التاسع عشر، يتميّز بطرازه المعماري التقليدي وسقفه القرميدي الأحمر. وقد أُعلن هذا المبنى معلمًا ثقافيًا في عام 1982، وهو العام الذي افتُتح فيه المتحف بمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال ألبانيا. يأخذ المتحف زوّاره في جولة بين أروقة الحياة اليومية لسكان منطقة فلورا، عارضًا أبرز ملامح الثقافة المحلية، من الحرف اليدوية التقليدية إلى فنون الخشب والمعدن، والتطريز وصيد الأسماك، في تجربة تعكس عمق الارتباط بين الإنسان والطبيعة في هذه المنطقة الساحلية. يتضمن المتحف مجموعة غنية من المقتنيات الإثنوغرافية التي تُسلّط الضوء على أسلوب الحياة التقليدي في فلورا، موزعة على قاعات متخصصة، منها: قاعة الصيد: تُعرض فيها أدوات الصيد التقليدية المرتبطة بحياة البحر. قاعة المعادن والخشب: وتضم مشغولات يدوية دقيقة تعبّر عن براعة الحرفيين المحليين. قاعة الرعي والنول: تكشف عن تفاصيل الحياة الريفية وفنون النسيج التقليدي في المنطقة. ولا يقتصر سحر هذا المبنى على قيمته المعمارية أو ما يحتضنه من كنوز تراثية، بل يتجاوز ذلك ليحكي فصولًا من التاريخ الوطني الألباني؛ ففي عام 1908 تأسس بين جدرانه نادي "لابيريا" الوطني، الذي ترأسه فخريًا إسماعيل كمال، أحد روّاد استقلال ألبانيا. وبعد عام واحد، افتُتحت فيه أول مدرسة لتعليم الفتيات باللغة الألبانية بإشراف المناضلة ماريغو بوسيو. وفي عام 1912، أصبح المبنى مركزًا للنشاط الوطني الذي مهد الطريق لإعلان الاستقلال. لذلك، خصّص المتحف ركنًا لعرض صور ووثائق تروي تاريخ نادي "لابيريا" ونضال أهالي فلورا من أجل الحرية والتعليم، مما يضفي بُعدًا تاريخيًا على هذه التجربة الثقافية الفريدة. المسار الثالث: المعالم الطبيعية (المحميات، الشواطىء، الجزر، البحيرات): خليج فلورا.. أكبر خلجان ألبانيا يعد خليج فلورا أكبر خليج في ألبانيا، وهو نقطة التقاء مدهشة بين البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، مُشكّلًا لوحة طبيعية رائعة تجمع بين الجبال الشامخة، والمياه الزرقاء الهادئة، والجزر الخلابة. يتميز هذا الخليج بتنوعه البيولوجي الفريد ومناظره الساحرة، ويحتضن منتزه "كارابورون-سازان" البحري، المنتزه الوحيد من نوعه في البلاد، مما يجعله واحدًا من أبرز الوجهات السياحية البيئية في ألبانيا. يمتد الخليج كقوس أزرق هادئ بطول 19 كيلومترًا وعرض 16 كيلومترًا، من رأس تريبورتي شمالًا حتى رأس جوهزا جنوبًا، محتضنًا جزيرة سزان التي تأسر زوارها بجمالها الطبيعي الخلاب، وتدهشهم بتنوعها البيئي الفريد، وتلبي شغفهم المعرفي بما تحمله من أهمية تاريخية عريقة. في الجهة الجنوبية من الخليج، يمتد سهل دوكات المحيط بمدينة أوريكوم، وهو سهل تتعانق فيه الجبال بالبحر وبحيرة باشاليما، لتشكل محمية طبيعية نادرة وفريدة. أما إلى الغرب، فينفتح المشهد على البحر في امتداد لا ينتهي نحو الأفق الأزرق. تتمتع منطقة خليج فلورا بتضاريس متنوعة، بين السهول الخصبة مثل سهل موزيكيا ووادي نهر شوشيتسا، التي تزدهر فيها الزراعة، والتلال المغطاة بطبقات طينية صالحة لتربية المواشي وزراعة الفاكهة. هذه التضاريس، رغم تحديات الملوحة المرتفعة في بعض الأراضي، تُعد مثالًا حيًا للتكيف البيئي. منذ العصور الوسطى، خضعت المنطقة لتحولات طبيعية أدّت إلى ظهور المستنقعات، لكن الخليج احتفظ بأهميته كميناء طبيعي، تحميه الجبال من الرياح القوية، ما جعله ملاذًا آمنًا للسفن، خاصة باستثناء الزاوية الشمالية الغربية المكشوفة. الموقع الاستراتيجي للخليج جعله نقطة جذب للحضارات منذ القدم؛ فقد استوطنه الإليريون، ثم أسس الإغريق مدينة أوريكوم الساحلية جنوب الخليج، بينما تطورت مدينة أولون لتصبح فلورا الحديثة. ويُروى أن يوليوس قيصر استخدم موانئ هذه المنطقة، وكانت جزيرة سزان قاعدة عسكرية مهمة له خلال صراعه ضد خصمه بومبي الكبير في الحرب الأهلية الرومانية. على مر العصور، لم يكن خليج فلورا مجرد موقع طبيعي، بل كان ممرًا تجاريًا وملاحيًا يربط قلب ألبانيا بعمق البلقان، ونافذة بحرية تطل على الحضارات. واليوم، يُعد واحدًا من أجمل وجهات ألبانيا، حيث يلتقي التاريخ بالطبيعة في لوحة لا تتكرر. ممشى فلورا.. أبرز المعالم السياحية في المدينة الساحلية يُعد كورنيش فلورا (الممشى) من أبرز معالم المدينة الساحلية وأكثرها جذبًا للزوار، إذ يمتد بانسيابية على طول الخليج، بممراته المرصوفة ومساحاته الخضراء الواسعة، مما يجعله وجهة مثالية لمحبي المشي وركوب الدراجات وممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق. ويمنح الممشى زائريه أجواءً مريحة ومناظر طبيعية خلابة، حيث يمكنهم الاسترخاء على الشاطئ، والاستمتاع بأشعة الشمس ونسائم البحر العليلة، في تجربة لا تُنسى وسط قلب الطبيعة. إلى جانب جماله الطبيعي، يزخر الكورنيش بالمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية، مما يضفي على المكان طابعًا حيويًا يجمع بين الراحة والتسلية. وتزداد جاذبية الممشى بوجود معالم تاريخية قريبة، مثل قلعة كانينا التي تتربع على تلٍ مرتفع وتوفر إطلالات بانورامية على الخليج، ومتحف الاستقلال الذي يُضيء صفحات مهمة من تاريخ ألبانيا. هكذا يشكّل كورنيش فلورا وجهة سياحية متكاملة، تجمع بين سحر الطبيعة ومتعة الترفيه وثراء الموروث الثقافي. بحيرة نارتا.. أكبر البحيرات الساحلية في ألبانيا في شمال خليج فلورا، تمتد بحيرة نارتا على مساحة شاسعة تُقارب 41.8 كيلومترًا مربعًا، لتُعد من أكبر البحيرات الساحلية المالحة في ألبانيا وأكثرها تنوعًا بيئيًا. يفصلها عن البحر الأدرياتيكي شريط رملي ضيق بطول 8 كيلومترات، تشكّل بفعل تراكم الرواسب الطينية التي يحملها نهر فيوسا، مما أضفى عليها طابعًا بيئيًا فريدًا وأغنى تنوعها البيولوجي. تتصل البحيرة بالبحر عبر قناتين تدخلان إليها مياهًا مالحة تتغير ملوحتها حسب الفصول، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا لأنواع عديدة من الكائنات البحرية، مثل الأسماك القشرية والكوكا. أما الطيور، فلا تخطئ طريقها إلى هذه البقعة، حيث يستوطنها الفلامينغو والإوز البري، في مشهد طبيعي يسرّ عشاق الطيور والمصورين. ويُستخدم ثلث مساحتها تقريبًا في الشمال لاستخراج الملح، ضمن منطقة تُعرف باسم اسكويفوتينا (Skoefotina)، ما يمنحها أهمية اقتصادية إضافية. وإلى الغرب، ترسم الكثبان الرملية مشهدًا طبيعيًا نادرًا، شكلتها الرياح وبلغ ارتفاعها بين 5 و6 أمتار، وعرضها ما بين 20 و30 مترًا. وقد زُرعت قبل ثلاثة عقود بأشجار الصنوبر والأكاسيا لتثبيت الرمال وحماية الأراضي الزراعية شرق البحيرة من التآكل، وهي اليوم عنصر بيئي مهم، بقيمة جمالية وسياحية كبيرة. وفي الزاوية الجنوبية الغربية من بحيرة نارتا، وعلى بُعد نحو 14 كيلومترًا من مدينة فلورا، تقع جزيرة زفيرنيت، واحدة من أجمل الجزر الصغيرة في الجنوب الألباني. تمتد الجزيرة على مساحة تُقدَّر بـ9 هكتارات، ويبلغ طولها 430 مترًا، بينما يصل عرضها إلى 300 متر. يغمرها الصنوبر من كل جانب، وتُربط باليابسة عبر جسر خشبي ضيق بطول 270 مترًا، يُعد بحد ذاته تجربة رومانسية فريدة. في قلب الجزيرة، يقف دير القديسة مريم، أحد أبرز المعالم الدينية في ألبانيا، والذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي. ورغم ما تعرض له من دمار خلال الحقبة الشيوعية، فقد استعاد مكانته بعد عام 1990، ويستقطب آلاف الزوار سنويًا، خاصة في الخامس عشر من أغسطس خلال احتفالات عيد القديسة مريم، التي تضفي على الجزيرة طابعًا روحانيًا مميزًا. ولا تكتمل زيارة المكان دون المرور بقرية زفيرنيت الصغيرة، التي تحمل الاسم ذاته، لتكمل المشهد الريفي الأصيل لهذه البقعة الهادئة من الجنوب الألباني. تُجسّد بحيرة نارتا، بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، جوهرة بيئية وسياحية نادرة في ألبانيا. بين مياهها المتلألئة وكثبانها الذهبية وأيقونتها الدينية، تقدم البحيرة تجربة استثنائية تدمج بين الهدوء الساحر والتنوع البيئي الغني، في مشهد لا يُنسى على الساحل الأدرياتيكي. "كارابورون – سازان".. المتنزه البحري الوطني الوحيد في ألبانيا يقع هذا المتنزه الفريد إلى الغرب من خليج فلورا، على امتداد شبه جزيرة كارابورون وجزيرة سازان، عند نقطة التقاء البحرين الأدرياتيكي والأيوني. وقد أُعلن عنه رسميًا كمتنزه بحري وطني في عام 2022، ليصبح الأول والوحيد من نوعه في البلاد، ممتدًا على مساحة 125.70 كيلومترًا مربعًا، تشمل بيئات جبلية وساحلية وبحرية نادرة. تحتضن المنطقة أكثر من 70 نوعًا من الثدييات، و144 نوعًا من الطيور، و36 نوعًا من الزواحف، و11 نوعًا من البرمائيات، إلى جانب 167 نوعًا من اللافقاريات. ويزدهر هذا التنوع الحيوي ضمن مناخ متوسطي شبه استوائي، وتضاريس جيولوجية فريدة، تجعل من المتنزه نظامًا بيئيًا متكاملًا. من أبرز المعالم الطبيعية في المتنزه كهوف "حاجي علي" و"دوق جوني"، التي يمكن الوصول إليها عبر جولات بحرية شيقة، تكشف للزوار جمال التشكيلات الصخرية البحرية، حيث يتداخل الضوء والظل مع الأمواج في لوحات طبيعية آسرة. أما الأعماق، فهي عالم آخر من السحر، تنتشر فيها الشعاب المرجانية ومروج البوسيدونيا النادرة، وتعيش فيها كائنات بحرية مدهشة، مثل الإسفنج، والطحالب المرجانية، وأسماك زاهية الألوان. وقد يحالف الزائر الحظ برؤية دلافين أو حتى فقمة البحر الأبيض المتوسط المهددة بالانقراض، التي تجد في كهوف المنطقة مأوى آمنًا، إلى جانب السلاحف البحرية المهاجرة. جزيرة سازان.. جوهرة البحر الأدرياتيكي تمتد جزيرة "سازان"، أكبر جزر ألبانيا، على مساحة 5.7 كيلومتر مربع، في موقع استراتيجي مقابل ساحل فلورا، حيث تشكّل الحد الفاصل بين البحرين الأدرياتيكي والأيوني. وعلى مدى قرون، كانت الجزيرة ذات أهمية تاريخية وعسكرية، إذ ظلت منطقة مغلقة حتى عام 2015 حين فُتحت للزوار. تُعدّ سازان وجهة مثالية لعشاق الاستكشاف والمغامرة، بسواحلها الصخرية الفريدة وكهوفها المغمورة، إلى جانب ممرّاتها الجبلية، مثل وادي "غريكا إي دجاليت" المعروف بـ"وادي الشيطان"، الذي يضفي طابعًا غامضًا على الجزيرة. عرفت الجزيرة منذ العصور القديمة باسم "ساسون" عند الإغريق و"ساسو" عند الرومان، ولعبت دورًا بارزًا في صراعات التاريخ، من معارك مقدونيا والرومان، مرورًا بالسيطرة الفينيسية والعثمانية، وصولًا إلى الاحتلال الإيطالي عام 1914، والذي استمر حتى الحرب العالمية الثانية، قبل أن تُضم رسميًا إلى ألبانيا عام 1947. وخلال الحرب الباردة، استخدمت الجزيرة كقاعدة عسكرية سوفيتية، أُقيمت فيها منشآت دفاعية ومستودعات للأسلحة الكيميائية. تتميز سازان بمناخ شبه استوائي نادر في ألبانيا، يشبه مناخ جنوب كريت وتونس، بشتاء معتدل وصيف حار. وتُظهر دراساتها الجيولوجية أن تكوينها يعود إلى العصر الطباشيري، وتتألف من صخور كلسية وتضاريس متنوعة، تشمل شواطئ رملية ومنحدرات صخرية شديدة الانحدار. يضم نظامها البيئي أكثر من 435 نوعًا من النباتات، ما يمثل 8.2% من إجمالي الغطاء النباتي في ألبانيا. كما تأوي أنواعًا نادرة من الطيور والزواحف، منها طائر العقاب وثعلب سزان، إضافة إلى عدد كبير من الخفافيش والثدييات الصغيرة. وتُحيط بها مياه محمية كارابورون-سازان البحرية، التي أُنشئت عام 2010 لحماية الحياة البحرية الفريدة في المنطقة. رغم أنها كانت منطقة عسكرية مغلقة لسنوات، أصبحت سازان اليوم وجهة مثيرة لعشاق الطبيعة والمغامرات. توفر الجزيرة فرصة فريدة لاستكشاف أنفاقها العسكرية القديمة، والاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة، إلى جانب شواطئها الهادئة التي تُعد ملاذًا مثاليًا للراحة والاستجمام. التاريخ والثقافة في "كارابورون – سازان" إلى جانب طبيعته الخلابة، يتمتع المتنزه البحري الوطني "كارابورون – سازان" بقيمة تاريخية وثقافية كبيرة. فالمنطقة تحتضن مواقع أثرية غارقة، من بينها حطام سفن تعود إلى عصور الإيليريين، والإغريق، والرومان، وكذلك إلى العصور الوسطى والحديثة. كما تنتشر على اليابسة آثار ونقوش قديمة للبحّارة، خاصة في منطقة بحيرة أوريكوم وخليج فلورا، مما يعكس عمق ارتباط الإنسان بهذه المنطقة عبر العصور. إذا كنت من عشّاق المغامرات البحرية وترغب في استكشاف جمال الطبيعة البكر، فإن "كارابورون – سازان" يعد وجهتك المثالية في ألبانيا، حيث يمكنك التمتع بتجربة استثنائية بين المناظر الطبيعية الخلابة والعالم البحري الغني. خليج غراما.. جوهرة طبيعية وتاريخية في قلب شبه جزيرة كارابورون يُعتبر خليج غراما واحدًا من أروع الوجهات السياحية في فلورا، وهو يقع في موقع جغرافي مميز في غرب شبه جزيرة كارابورون على سفح منحدر قرب مدينة أوريكوم القديمة، التي كانت نقطة استراتيجية هامة في العصور القديمة. يبعد هذا الخليج حوالي 25 كم جنوب غرب مدينة فلورا، ويتميز بشاطئه الهادئ الذي تحيط به مرتفعات صخرية خلابة من الجوانب الثلاثة، مما يمنح المكان منظرًا طبيعيًا ساحرًا يجمع بين زرقة المياه الصافية والجمال الجبلي المدهش. يتميز ساحل خليج غراما بصخور عمودية شديدة الانحدار تسقط مباشرة في البحر، مما يضفي على المكان سحرًا خاصًا. بالإضافة إلى الشواطئ الصخرية والحصوية، يمتاز الخليج بجماله الطبيعي الذي يأسر الأنظار ويخلق مناظر خلابة تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من التضاريس الصخرية للمنطقة، تتمتع الشواطئ بنظافة استثنائية، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للراحة والاستجمام في قلب الطبيعة البكر. في العصور الماضية، كان خليج غراما يُستخدم كموقع لاستخراج الحجارة من المحاجر الكبيرة المنتشرة في المنطقة، ولا تزال آثار هذه المحاجر ظاهرة على جانبي الخليج. كما كان يشكل ملاذًا آمنًا للسفن التي كانت تواجه صعوبات بحرية بسبب الطقس القاسي، حيث يجد البحارة في هذا الخليج ملجأً بعيدًا عن أمواج البحر العاتية. اليوم، يُعد هذا المكان أحد المعالم السياحية الأكثر تميزًا في المنطقة، ليس فقط بسبب جماله الطبيعي، ولكن أيضًا لما يحتويه من تاريخ عميق وآثار قديمة تعود لآلاف السنين. فقد زينت جدران الخليج بنقوش صخرية تركها البحارة القدماء، وهي نقوش تتجاوز 1500 نقش، مما يجعل هذا المكان مصدرًا ثمينًا للباحثين عن تاريخ البحر الأبيض المتوسط وثقافات الشعوب التي عاشت في هذه المنطقة. إلى جانب جماله السياحي، يُعتبر خليج غراما من المناطق الهامة بيئيًا، حيث يساهم في الحفاظ على التوازن البيئي. توفر هذه المنطقة موائل للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، مما يضيف إلى أهميتها العالمية ويحافظ على تنوع الحياة البرية في المنطقة. اليوم، يزور السياح خليج غراما للاستمتاع بشواطئه الهادئة والمياه الزرقاء الصافية التي تحيط بها المناظر الطبيعية الخلابة. ومع استمرار تدفق الزوار من مختلف أنحاء العالم، يظل خليج غراما شاهدًا حيًا على تلاقي الطبيعة والتاريخ في هذا الجزء الساحلي المدهش من ألبانيا. مدينة أوريكوم.. جمال استثنائي في لوحة طبيعية آسرة في أقصى جنوب خليج فلورا، تحتضن مدينة أوريكوم الساحلية مشهدًا طبيعيًا فريدًا يجذب الأنظار. يقع هذا الموقع الجغرافي الفاتن بين مياه الخليج المفتوحة من الشمال، بينما يحيط بها من الجنوب امتداد شبه جزيرة كارابورون الساحرة، التي تجمع البحر والجبال في لوحة طبيعية مدهشة تسر الناظرين. كانت أوريكوم في الماضي بلدية مستقلة ضمن مقاطعة فلورا، قبل أن تتحول في عام 2015 إلى وحدة إدارية تابعة لبلدية فلورا ضمن إصلاحات الحكومة المحلية. وقد استمدت البلدة اسمها من المدينة القديمة "أوريكوم"، التي كانت تمتد على بُعد أربعة كيلومترات غرب البلدة الحديثة. وفقًا لتعداد 2011، يبلغ عدد سكان أوريكوم حوالي 5,503 نسمة. تضم الوحدة الإدارية لمدينة أوريكوم عددًا من القرى التي تتنوع بين السهلية الريفية والجبلية الرعوية، مثل دوكات فوشه، دوكات، تراجاس، وراذيمه. تتناغم الحياة الريفية مع الطبيعة المدهشة، حيث يجتمع البحر والجبال ليخلقا مشهدًا طبيعيًا ينعكس في الحياة اليومية للمنطقة. بحيرة باشا ليمان الساحلية.. وجهة مميزة لهواة مراقبة الطيور جنوب مدينة أوريكوم، تمتد بحيرة باشا ليمان كواحدة من أجمل البحيرات الشاطئية في منطقة فلورا. مياهها التي تلتقي مع البحر الأدرياتيكي تخلق مشهدًا طبيعيًا ساحرًا، حيث تتماهى البحيرة مع البحر في تناغم يعكس الهدوء والجمال. تعتبر بحيرة باشا ليمان من الأراضي الرطبة الساحلية المهمة، وهي معروفة بتنوعها البيولوجي الغني. توفر البحيرة ملاذًا آمنًا لمجموعة كبيرة من الطيور المهاجرة والمقيمة، مما يجعلها وجهة مثالية لهواة مراقبة الطيور. يمكن للزوار التمتع بجولات استكشافية قصيرة تستغرق حوالي 30 دقيقة وسط المناظر الطبيعية الخلابة، حيث الأجواء الهادئة والحياة البرية المدهشة. وتقع بالقرب من البحيرة قاعدة باشا ليمان البحرية، التي تعد شاهدًا على فصول هامة من تاريخ ألبانيا المعاصر. كانت القاعدة نقطة التقاء هامة خلال الحرب الباردة، ولا تزال تحتفظ بمكانتها العسكرية الاستراتيجية حتى اليوم. وتحمل البحيرة العديد من الأسماء في الروايات المحلية والدولية، مما يضيف لها عمقًا تاريخيًا وثقافيًا. المدينة الأثرية أوريك.. تراث تاريخي يروي قصص الأزمان قليلًا إلى الجنوب من القاعدة العسكرية باشا ليمان، تستقر المدينة الأثرية أوريك لتكون واحدة من أهم المواقع الأثرية في ألبانيا. كشفت الحفريات الحديثة عن أطلال المدينة التي تحتفظ بمزيج من التأثيرات الإليرية واليونانية والرومانية، مما يجعلها واحدة من أبرز معالم التراث الثقافي في المنطقة. تأسست المدينة في القرن السادس قبل الميلاد، وظهرت في المصادر التاريخية في القرن الخامس قبل الميلاد كميناء تابع لإقليم إبيروس. اشتهرت بموقعها الاستراتيجي، وكانت محطًا للعديد من الصراعات العسكرية، خاصة خلال الحروب بين مقدونيا وروما، وكذلك الحرب الأهلية بين يوليوس قيصر وبومبي عام 48 قبل الميلاد. ورغم أن آخر ذكر تاريخي لها يعود إلى القرن الثاني الميلادي، تشير المعطيات الأثرية إلى أن الحياة استمرت في المدينة حتى فترات لاحقة. وختامًا: الفنون والموسيقى والغناء الشعبي: الإيسو-بولييفونية: ترنيمة لابيريا التي لا تنطفئ في جنوب غرب ألبانيا، حيث تلتقي الجبال مع نسمات البحر الأيوني، يبرز صوت قديم يتجاوز حدود الزمن، حاملًا في طياته تراثًا فنيًا فريدًا لا مثيل له. إنها "الإيسو-بولييفونية"، الغناء المتعدد الأصوات الذي يميز ألبانيا عن باقي دول البلقان. يعد هذا النوع من الموسيقى من أقدم أشكال الفلكلور الشعبي في المنطقة، ولا يزال ينبض بالحياة في القرى والتلال الجنوبية لألبانيا منذ قرون، وكأنها رسائل صوتية تنبع من أعماق الذاكرة الجماعية للأمة. يُعد هذا الفن الغنائي الاستثنائي، الذي يمزج بين الحزن والفرح في تناغم مذهل، أحد الكنوز الثقافية الفريدة في ألبانيا. وقد أدرجته منظمة اليونسكو في عام 2005 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، معترفة بفرادته وأصالته. كما اعتُبر من بين أكثر 50 عرضًا تقليديًا جذبًا في العالم. وما زال هذا الفن يُؤدى حتى اليوم في المهرجانات والاحتفالات الشعبية، حيث ينتقل من جيل إلى آخر، محافظًا على بريقه وأصالته. لا تكفي كلمة "غناء جماعي" لوصف هذا الفن. فالإيسو-بولييفونية هي مشهد سمعي بصري متكامل، يجمع بين صوت القائد، وصدى المرافقين، ونغمة ثابتة تمتد في الخلفية تُعرف بـ"الإيسو" – صوت ثابت يشبه الجذر العميق لشجرة تمتد أغصانها في سماء النغم. في هذا النسيج الصوتي الفريد، تُنسج مشاعر الجماعة، من أفراح وأحزان، وتُروى قصص الحب، والغربة، والبطولة. يعيش هذا الفن في لابيريا، وهي منطقة ثقافية وتاريخية في جنوب غرب ألبانيا، تُعرف بتراثها الغني، وموسيقاها الفريدة، وتقاليدها العريقة. رغم أنها ليست تقسيمًا إداريًا رسميًا، إلا أنها تُشكّل جزءًا مهمًا من الهوية الألبانية، وتضم عددًا من المدن والقرى التي تتميز بثقافتها الخاصة، تبدأ من فلورا، وتمتد جنوبًا لتشمل جيروكاسترا، ساراندا، دلفينا، تيبيلينا، وبرميت، إضافة إلى القرى والمناطق المحيطة. ورغم الدراسات العديدة التي تناولت الإيسو-بولييفونية، تظل أصولها غامضة، كما لو أنها وُلدت من الطبيعة ذاتها. ويُقال إن الطريقة تختلف بين الساحل والجبل، كأن البحر له نغمة والجبال لها صدى؛ فبينما تميل الأنغام الجبلية إلى القوة والتكثيف، تنفتح الأنغام الساحلية على اللين والعذوبة، في حوار أبدي بين الجغرافيا والصوت. ورغم هذه الفروقات، تجمعها جميعًا روح واحدة: روح شعب نسج صوته من بيئته وثقافته وتراثه وطبيعته ومبادئه. هذا الكنز الثقافي الفريد ليس مجرد موسيقى، بل هو تجربة حية تدعوك لاكتشاف الجنوب الغربي الألباني بروحه الأصيلة. وللسياح الباحثين عن تجارب فريدة، يُعد حضور عرض إيسو-بولييفوني مباشر في قلب لابيريا بمثابة رحلة روحية تستكشف وجدان سكان المنطقة وارتباطهم العميق بتراثهم العريق والفريد. ختامًا، فلورا ليست مجرد مدينة، بل هي رحلة في الزمان والمكان، حيث تتناغم الطبيعة مع التاريخ، وتلتقي العراقة مع الحداثة. من شواطئها الساحرة إلى جبالها الوعرة، ومن معالمها الثقافية العريقة إلى تنوعها البيئي الفريد، تظل فلورا إحدى أبرز الوجهات التي تتيح لكل زائر فرصة لاكتشاف سحر ألبانيا بكل تفاصيله. إن هذه المدينة، التي تعد لؤلؤة جنوب غرب ألبانيا، تبقى شاهدًا حيًا على تلاقي حضارات متعددة، وتظل وجهة سياحية لا يعوضها أي مكان آخر، حيث يمكن للزوار أن يعيشوا تجربة فريدة تجمع بين الاسترخاء والمغامرة، والثقافة والطبيعة. فلورا، بحق، هي وجهة يجب أن تُكتشف وتُحفظ في ذاكرة كل من يزور ألبانيا.

من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوّق تراثها في الخليج
من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوّق تراثها في الخليج

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوّق تراثها في الخليج

الدوحة – في خطوة تعكس إدراكا متزايدا لأهمية السوق الخليجي في خارطة السياحة العالمية، نظمت جمهورية أوزبكستان منتدى السياحة الدولي "أوزبكستان-قطر"، مساء أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بإشراف من لجنة السياحة في أوزبكستان، ودعم سفارة أوزبكستان في قطر. وجاء تنظيم المنتدى في وقت تسعى فيه أوزبكستان بشكل متسارع لترسيخ مكانتها كوجهة سياحية مميزة لدى جمهور منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتهم دولة قطر، بوصفها مركزا إقليميا للنقل الجوي والتواصل الحضاري، ومن ثم يمثل المنتدى تجسيدا لهذا التوجه الإستراتيجي، ويؤكد رغبة طشقند في الانفتاح على أسواق جديدة، وتنويع مصادر الزوار، واستقطاب السياح الخليجيين. كما يأتي المنتدى في إطار سياسة طشقند النشطة في مجال السياحة الخارجية، وتعزيز التعاون الدولي في هذا القطاع، من خلال سلسلة من الفعاليات الكبرى في الدول العربية خلال الفترة من 6 إلى 10 يوليو/تموز الجاري، إذ تم تنظيم منتدى السياحة "أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير" في كل من سلطنة عمان والكويت والبحرين وصولا إلى قطر. ويشكل المنتدى منصة لتعميق التعاون الثنائي، والترويج للمقومات السياحية في أوزبكستان بمنطقة الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات بين ممثلي قطاع السياحة في أوزبكستان وقطر، حيث شهد مشاركة ممثلين عن وزارات وهيئات حكومية، وشركات السياحة الرائدة، وخطوط الطيران، ومؤسسات الاستثمار والتجارة من كلا البلدين. وتضمن المنتدى عرضا تقديميا بعنوان "أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير"، كما سلّط الضوء على الإمكانات السياحية في هذا البلد الآسيوي، ومواقعه المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فضلا عن المسارات السياحية المتميزة، والمشاريع والبُنى التحتية، بالإضافة إلى فرص السياحة الدينية والعلاجية والبيئية. وضم الوفد الأوزبكي أكثر من 40 ممثلا من مختلف القطاعات السياحية والاستثمارية، على رأسهم رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان أوميد شادييف، ما يعكس الاهتمام بجذب الجمهور القطري للسياحة في أوزبكستان، وفتح آفاق جديدة لشراكة مستدامة في هذا المجال. لؤلؤة طريق الحرير وخلال كلمته بالمنتدى، أكد سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدوحة أشرف خوجاييف عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين أوزبكستان وقطر، مشيدا بالقيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين، وفي مقدمتها احترام الأسرة والإيمان والتقاليد والروابط الإنسانية. وقال السفير خوجاييف "نقف اليوم في قلب الدوحة، مدينة الثقافة والدفء، لنؤكد أن أوزبكستان وقطر ليستا مرتبطتين فقط بعلاقات دبلوماسية، بل تجمعهما قيم راسخة تنبع من الأصالة والهوية والموروث الحضاري". وأضاف أن المنتدى هو أكثر من مجرد مناسبة، فهو دعوة مفتوحة لاكتشاف أوزبكستان من خلال قصصها وروحها وشعبها، مؤكدا أنه يريد للزوار من قطر أن يعيشوا التجربة الأوزبكية كاملة، حيث التراث الإسلامي العريق، والضيافة الأصيلة، والمأكولات المتنوعة، والمدن التاريخية مثل سمرقند، وبخارى، وشار زار، التي لا تزال تنبض بالحياة والتاريخ. وأضاف السفير خوجاييف، في تصريح للجزيرة نت، أن هناك الكثير من التسهيلات الكبيرة التي تقدمها بلاده في مجال السفر والسياحة، ومنها أن أكثر من 100 جنسية يمكنها دخول أوزبكستان دون تأشيرة، في ظل سياسة مرنة ومرحبة. ولفت السفير الأوزبكي إلى أن المسافة بين الدوحة وأوزبكستان لا تتعدى 3 ساعات ونصف فقط بالطائرة عبر رحلات منتظمة للخطوط الجوية القطرية. ودعا خوجاييف وكالات السفر القطرية وكافة الشركاء في قطاع السياحة إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع نظرائهم في أوزبكستان، والتي يشدد مسؤولوها على أنها ليست فقط مرحّبة بالسياحة والسياح، بل مرحّبة بالصداقة، وقال "نحن ندعوكم بكل ترحاب لتكونوا جزءا من مستقبل مشترك على طريق الحرير الجديد". لقاءات ثنائية تجارية وشهدت أعمال المنتدى لقاءات تجارية ثنائية بصيغتي "بي تو بي" (B2B)، و"جي تو بي" (G2B)، وتعني الأولى لقاءات مباشرة بين ممثلي الشركات والمؤسسات السياحية في كلا البلدين لتبادل الفرص والعروض التجارية، وبحث سبل التعاون وتوقيع شراكات مهنية. وأما لقاءات "جي تو بي" فهي الاجتماعات المباشرة بين الجهات الحكومية وممثلي القطاع الخاص لمناقشة السياسات والتسهيلات، وتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي. وحظيت اللقاءات باهتمام واسع، إذ أتاحت المجال لإقامة علاقات مباشرة بين العاملين في قطاع السياحة ومناقشة آليات الترويج للمنتج السياحي، كما تم الاتفاق على تنظيم رحلات تعريفية إلى أوزبكستان لمشغلي الرحلات السياحية والإعلاميين من قطر. وتضمن الحدث تنظيم معرض مصور ترويجي يضم مناظر طبيعية ومعالم معمارية من أوزبكستان، إلى جانب الحرف اليدوية التقليدية، مع إتاحة تذوق المأكولات الأوزبكية الأصيلة. 10 ملايين زائر وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان أوميد شادييف إن المنتدى يأتي تأكيدا على عمق العلاقات الأخوية المتنامية بين طشقند والدوحة، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون السياحي بما يخدم المصالح المتبادلة، ويزيد أعداد السائحين القطريين إلى أوزبكستان. وطالما كانت أوزبكستان، بحضارتها العريقة وإرثها التاريخي الغني عبر القرون محطة أساسية على طريق الحرير، واليوم تعيد طشقند اكتشاف هذا العمق التاريخي من خلال رؤية سياحية حديثة وشاملة، إذ تضم معالم متميزة وبنية تحتية متطورة ومنتجعات جبلية وطبيعية خلابة، ومقومات للسياحة الدينية والثقافية والعلاجية. واستعرض شادييف التطور السياحي الذي شهدته بلاده، موضحا أنه منذ إعلان الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزاييف عام 2017 قطاع السياحة محركا إستراتيجيا لاقتصاد بلاده، شهد هذا القطاع قفزات نوعية، واستقبلت البلاد في عام 2024 أكثر من 10 ملايين زائر، وحققت عائدات تجاوزت 3.5 مليارات دولار، لافتا إلى وجود خطة حكومية لرفع العدد إلى 50 مليون سائح سنويا بحلول عام 2030. نمو الرحلات الجوية وأشار رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان إلى أن السياحة تشكّل محورا رئيسيا في الزخم الذي شهدته العلاقات بين بلاده وقطر، مستدلا على ذلك بوجود نظام إعفاء متبادل من التأشيرات، وإطلاق الرحلات المباشرة بين الدوحة وطشقند عبر الخطوط القطرية، مما سهّل حركة السياحة والاستثمار بين الطرفين. وقال شادييف إن بلاده تتطلع لإطلاق مسارات جوية جديدة من قطر إلى وجهات مثل سمرقند وبخارى، وتنظيم برامج سياحية وثقافية مشتركة، وتفعيل التبادل في مجالات السياحة الرياضية والعلاجية والتعليمية وسياحة المؤتمرات والمعارض.

من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوق تراثها في الخليج
من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوق تراثها في الخليج

الجزيرة

timeمنذ 5 أيام

  • الجزيرة

من قلب الدوحة لسمرقند.. أوزبكستان تسوق تراثها في الخليج

الدوحة – في خطوة تعكس إدراكا متزايدا لأهمية السوق الخليجي في خارطة السياحة العالمية، نظمت جمهورية أوزبكستان منتدى السياحة الدولي "أوزبكستان-قطر"، مساء أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بإشراف من لجنة السياحة في أوزبكستان، ودعم سفارة أوزبكستان في قطر. وجاء تنظيم المنتدى في وقت تسعى فيه أوزبكستان بشكل متسارع لترسيخ مكانتها كوجهة سياحية مميزة لدى جمهور منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها دولة قطر، بوصفها مركزا إقليميا للنقل الجوي والتواصل الحضاري، ومن ثم يمثل المنتدى تجسيدا لهذا التوجه الإستراتيجي، ويؤكد رغبة طشقند في الانفتاح على أسواق جديدة، وتنويع مصادر الزوار، واستقطاب السياح الخليجيين. كما يأتي المنتدى في إطار سياسة طشقند النشطة في مجال السياحة الخارجية وتعزيز التعاون الدولي في هذا القطاع، من خلال سلسلة من الفعاليات الكبرى في الدول العربية خلال الفترة من 6 إلى 10 يوليو/تموز الجاري، إذ تم تنظيم منتدى السياحة "أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير" في كل من سلطنة عمان والكويت والبحرين وصولا إلى قطر. ويشكل المنتدى منصة لتعميق التعاون الثنائي، والترويج للمقومات السياحية في أوزبكستان لدى منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات بين ممثلي قطاع السياحة في أوزبكستان وقطر، حيث شهد مشاركة ممثلين عن وزارات وهيئات حكومية، وشركات السياحة الرائدة، وخطوط الطيران، ومؤسسات الاستثمار والتجارة من كلا البلدين. وتضمن المنتدى عرضا تقديميا بعنوان "أوزبكستان لؤلؤة طريق الحرير"، كما سلط الضوء على الإمكانات السياحية في هذا البلد الآسيوي، ومواقعها المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وفضلا عن المسارات السياحية المتميزة، والمشاريع والبُنى التحتية، إضافة إلى فرص السياحة الدينية والعلاجية والبيئية. وضم الوفد الأوزبكي أكثر من 40 ممثلًا من مختلف القطاعات السياحية والاستثمارية، على رأسهم رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان أوميد شادييف، ما يعكس الاهتمام بجذب الجمهور القطري للسياحة في أوزبكستان، وفتح آفاقاً جديدة لشراكة مستدامة في هذا المجال. لؤلؤة طريق الحرير وخلال كلمته بالمنتدى، أكد سفير جمهورية أوزبكستان لدى الدوحة أشرف خوجاييف عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين أوزبكستان وقطر، مشيدا بالقيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين، وفي مقدمتها احترام الأسرة والإيمان والتقاليد والروابط الإنسانية. وقال السفير خوجاييف "نقف اليوم في قلب الدوحة، مدينة الثقافة والدفء، لنؤكد أن أوزبكستان وقطر ليستا مرتبطتين فقط بعلاقات دبلوماسية، بل تجمعهما قيم راسخة تنبع من الأصالة والهوية والموروث الحضاري". وأضاف أن المنتدى هو أكثر من مجرد مناسبة، فهو دعوة مفتوحة لاكتشاف أوزبكستان من خلال قصصها وروحها وشعبها، مؤكدا أنه يريد للزوار من قطر أن يعيشوا التجربة الأوزبكية كاملة، حيث التراث الإسلامي العريق، والضيافة الأصيلة، والمأكولات المتنوعة، والمدن التاريخية مثل سمرقند، بخارى، وشار زار، التي لا تزال تنبض بالحياة والتاريخ. وأضاف السفير خوجاييف في تصريح للجزيرة نت أن هناك الكثير من التسهيلات الكبيرة التي تقدمها بلاده في مجال السفر والسياحة، ومنها أن أكثر من 100 جنسية يمكنها دخول أوزبكستان دون تأشيرة، في ظل سياسة مرنة ومرحبة. ولفت السفير الأوزبكي إلى أن المسافة بين الدوحة وأوزبكستان لا تتعدى ثلاث ساعات ونصف فقط بالطائرة عبر رحلات منتظمة للخطوط الجوية القطرية. ودعا خوجاييف وكالات السفر القطرية وكافة الشركاء في قطاع السياحة إلى بناء شراكات طويلة الأمد مع نظرائهم في أوزبكستان، والتي يشدد مسؤولوها على أنها ليست فقط مرحبة بالسياحة والسياح، بل مرحبة بالصداقة، وقال "نحن ندعوكم بكل ترحاب لتكونوا جزءًا من مستقبل مشترك على طريق الحرير الجديد". لقاءات ثنائية تجارية وشهدت أعمال المنتدى لقاءات تجارية ثنائية بصيغتي "بي تو بي" (B2B)، و"جي تو بي" (G2B)، وتعني الأولى لقاءات مباشرة بين ممثلي الشركات والمؤسسات السياحية في كلا البلدين لتبادل الفرص والعروض التجارية، وبحث سبل التعاون وتوقيع شراكات مهنية. وأما لقاءات "جي تو بي" فهي الاجتماعات المباشرة بين الجهات الحكومية وممثلي القطاع الخاص لمناقشة السياسات والتسهيلات، وتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي. وحظيت اللقاءات باهتمام واسع، إذ أتاحت المجال لإقامة علاقات مباشرة بين العاملين في قطاع السياحة ومناقشة آليات الترويج للمنتج السياحي، كما تم الاتفاق على تنظيم رحلات تعريفية إلى أوزبكستان لمشغلي الرحلات السياحية والإعلاميين من قطر. وتضمن الحدث تنظيم معرضاً مصورا ترويجيا يضم مناظر طبيعية ومعالم معمارية من أوزبكستان، إلى جانب الحرف اليدوية التقليدية، مع إتاحة تذوق المأكولات الأوزبكية الأصيلة. 10 ملايين زائر وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان أوميد شادييف إن المنتدى يأتي تأكيداً على عمق العلاقات الأخوية المتنامية بين طشقند والدوحة، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون السياحي بما يخدم المصالح المتبادلة، ويزيد من أعداد السائحين القطريين إلى أوزبكستان. وطالما كانت أوزبكستان، بحضارتها العريقة وإرثها التاريخي الغني عبر القرون محطة أساسية على طريق الحرير، واليوم تعيد طشقند اكتشاف هذا العمق التاريخي من خلال رؤية سياحية حديثة وشاملة، إذ تضم معالم متميزة وبنية تحتية متطورة ومنتجعات جبلية وطبيعية خلابة، ومقومات للسياحة الدينية والثقافية والعلاجية. واستعرض شادييف التطور السياحي الذي شهدته بلاده، موضحا أنه منذ إعلان الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزاييف عام 2017 قطاع السياحة محركا إستراتيجياً لاقتصاد بلاده، شهد هذا القطاع قفزات نوعية، واستقبلت البلاد في عام 2024 أكثر من 10 ملايين زائر، وحققت عائدات تجاوزت 3.5 مليار دولار، لافتا إلى وجود خطة حكومية لرفع العدد إلى 50 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030. نمو الرحلات الجوية وأشار رئيس لجنة السياحة في أوزبكستان إلى أن السياحة تشكل محورا رئيسيا في الزخم الذي شهدته العلاقات بين بلاده وقطر، مستدلا على ذلك بوجود نظام إعفاء متبادل من التأشيرات، وإطلاق الرحلات المباشرة بين الدوحة وطشقند عبر الخطوط القطرية، مما سهّل حركة السياحة والاستثمار بين الطرفين. وقال شادييف إن بلاده تتطلع لإطلاق مسارات جوية جديدة من قطر إلى وجهات مثل سمرقند وبخارى، وتنظيم برامج سياحية وثقافية مشتركة، وتفعيل التبادل في مجالات السياحة الرياضية والعلاجية والتعليمية وسياحة المؤتمرات والمعارض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store