logo
حيوان مفترس قديم بثلاثة عيون يحيّر العلماء

حيوان مفترس قديم بثلاثة عيون يحيّر العلماء

CNN عربيةمنذ 13 ساعات

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الحفريات من بين أكثر من ستين أحفورة حيوانُا مفترسًا صغيرًا بثلاثة عيون أُطلق عليه لقب "عُثة البحر"، كان يسبح في محيطات الأرض قبل حوالي 506 ملايين سنة.
هذا النوع المكتشف، المعروف علميًا باسم Mosura fentoni، ينتمي إلى مجموعة تُعرف باسم الراديودونتات (Radiodonta)، وهي فرع مبكر من شجرة تطور مفصليات الأرجل، وفق ما جاء في دراسة جديدة نُشرت بمجلة Royal Society Open Science، الثلاثاء .
رغم أنّ الراديودونتات انقرضت، فإن دراسة بقاياها المتحجّرة تساعد العلماء في فهم كيفية تطور المفصليات الحديثة مثل الحشرات، والعناكب، وسرطانات البحر.
تُعد المفصليات بين أكثر مجموعات الحيوانات تنوعًا، إذ يُعتقد أنها تُشكل أكثر من 80٪ من أنواع الحيوانات الحية، بحسب ما ذكره الدكتور جو مويسيوك، المؤلف الرئيسي للدراسة وأمين علم الحفريات والجيولوجيا في متحف مانيتوبا بمدينة وينيبيغ في كندا.
تبيض وليس لها أسنان.. أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة للغاية
كشفت العينات المحفوظة جيدًا من موسورا فينتوني، التي لم تكن معروفة من قبل، عن شيء لم يُشاهد من قبل في أي نوع آخر من ذوات الأسنان الراديوية، أي منطقة في الجسم تشبه البطن، تتكون من 16 جزءًا، بما في ذلك خياشيم في مؤخرتها.
قال مويسيوك إن هذا الجزء من تشريح هذا الكائن يُشبه مجموعة من الأجزاء التي تحمل أعضاء تنفسية في مؤخرة الجسم، والتي وُجدت في أقارب بعيدة من ذوات الأسنان الراديوية الحديثة، مثل سرطان حدوة الحصان، وقمل الخشب، والحشرات.
يُعتقد أن هذه الميزة كانت تُستخدم لمساعدة Mosura على امتصاص المزيد من الأكسجين من بيئتها، وقد تشكّل مثالًا على التقارب التطوّري، ذلك أن الهياكل المتشابهة تتطوّر على نحو مستقل في مجموعات مختلفة من الكائنات.
وقال الدكتور جان-برنار كارون، المؤلف المشارك للدراسة، وأمين الأحفوريات اللافقارية بمتحف أونتاريو الملكي في مدينة تورنتو الكندية: "يُبرز هذا النوع الجديد أن هذه المفصليات المبكرة كانت متنوعة بشكل مذهل، وكانت تتكيّف بطريقة مماثلة لأقاربها المعاصرة البعيدة زمنيًا عن حقبتها".
أوضح مويسيوك إلى عدم وجود أي حيوان حي اليوم يُشبه Mosura fentoni تمامًا، رغم أنه كان يحتوي على مخالب مفصلية مشابهة لتلك التي نجدها لدى الحشرات الحديثة والقشريات.
لكن بخلاف تلك الكائنات التي يمكن أن تحتوي على عينين أو أربعة عيون إضافية تُستخدم للمساعدة في الحفاظ على الاتجاه، كان لدى Mosura عين ثالثة أكبر وأكثر وضوحًا في وسط رأسها.
أضاف مويسيوك في حديثه مع CNN: "رغم عدم ارتباطها الوثيق، يحتمل أن Mosura كانت تسبح بطريقة مشابهة لأسماك الراي، فتحرّك مجموعات أغطية السباحة الخاصة بها صعودًا وهبوطًا، مثل الطيران تحت الماء".
وتابع: "كان لها أيضًا فم بشكل مبراة الأقلام ومبطن بألواح مسننة، وهو شكل لم نقع عليه عند أي حيوان حي".
يبلغ حجم موسورا وأجنحة السباحة الخاصة بها حجم إصبع السبابة لدى الإنسان البالغ، وتشبه إلى حد ما العثة، مما دفع الباحثين إلى تسميتها "عثة البحر".
وقد كشفت بعض عينات Mosura عن آثار مثيرة للمخالب الأمامية، التي ساعدت أسماك الراديودونت على التغذية.
قال مويسيوك إن كارون استخدم مطرقة يدوية صغيرة لإزالة الصخور التي تغطي رأس إحدى العيّنات، ووجد مخلبًا شائكًا مثاليًا ممتدًا تحتها.
أضاف مويسيوك: "بخلاف العديد من أقارب (عثة البحر) التي لديها مخالب مغطاة بشبكة من الأشواك لالتقاط الفريسة، تمتلك Mosura أشواكًا طويلة ناعمة الجوانب تشبه الأصابع، تنقسم إلى شوكتين عند أطرافها".
وتابع أنه "أمر محيّر قليلاً كيف كانت تستخدم هذه الأشواك لالتقاط الفريسة، لكننا نعتقد أنها ربما كانت تمسك بالحيوانات الصغيرة بأطراف الأشواك وتوجهها نحو فمها".
بينما لا توجد أدلة مباشرة على ما كانت تأكله عثة البحر هذه (Mosura)، لكنها كانت تعيش بالتوازي مع حيوانات مثل دود البلوط، والدود الشعري، والمفصليات الصغيرة الشبيهة بالقشريات التي كان بإمكان كائنات الراديودونت اصطيادها.
في المقابل، قد تكون Mosura ذاتها فريسة لأنواع أخرى من الراديودونتات الأكبر حجمًا، مثل أنومالوكاريس الكندية الشبيهة بالجمبري، أو قنديل البحر الضخم Burgessomedusa phasmiformis.
وقال الدكتور راسل دي. سي. بيكنيل، الباحث ما بعد الدكتوراه بقسم الأحفوريات في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي، غير المشارك في الدراسة إن "هذا يُظهر أنه لا يزال هناك المزيد من الأمثلة على هذه الحيوانات، تحديدًا تلك الأنواع التي كانت مفترسات بحرية نشطة، ما يُكمل الصورة حول كيفية عمل هذا النظام البيئي البحري القديم".
الأوردة ظاهرة في أجنحته.. اكتشاف أحفورة لزيز قديم محفوظة بشكل مذهل
وأوضح رودي ليروسي-أوبريل، عالم الأحفوريات اللافقارية في متحف هارفارد لعلم الحيوان المقارن، غير المشارك في البحث الجديد لـCNN: "قد يوفر هذا لمحة نادرة عن العمليات التطورية، خصوصًا لدى أوائل أعضاء المجموعة، قبل أن تؤدي التحولات التطورية إلى التنظيم الجسدي الأكثر استقرارًا الذي نراه عند غالبية الأنواع المعروفة".
اكتشف عالم الحفريات تشارلز والكوت أول عينة من Mosura fentoni في مطلع القرن العشرين، وكان أول شخص معروف جمع الأحافير من صخور بيرجس في كولومبيا البريطانية، وهي طبقة أحفورية يبلغ عمرها 508 مليون سنة.
كان والكوت مديرًا للمسح الجيولوجي الأمريكي ومديرًا لمعهد سميثسونيان. لكن لم يتم نشر أي بحث حول العينة التي اكتشفها والكوت، وكانت المعلومات حول الراديودونتات قليلة حينها.
تم جمع 60 حفرية أخرى بواسطة الباحثين في متحف أونتاريو الملكي، بين عامي 1975 و2022.
قال موسيوك: "لم تتضح أهمية هذه الأحافير إلا مع مرور الوقت ودراسة الأنواع ذات الصلة"، مضيفًا أنه "أخيرًا بدأ فريقنا بالعثور على عينات إضافية في مواقع جديدة لصخور بيرجس بمنتزه كوتيناي الوطني، ما ساعد على تسريع نشر هذه الدراسة".
تمثل الأحافير الموجودة في صخور بيرجس، الواقعة في جبال الروكي الكندية، مجموعة واسعة من الحيوانات من نهاية العصر الكمبري، عندما تنوعت الحياة بشكل كبير. تُعرف أحافير صخور بيرجس أيضًا بأنها محفوظة بشكل مذهل.
وقال مويسيوك: "في هذه الدراسة، تمكنّا من اكتشاف آثار لأنظمة الأعصاب، والهضم، والدورة الدموية، وهي التي نادرًا ما تُحفظ كأحافير"، مشيرًا إلى أنّ "هذا يوفر نظرة فريدة ومهمة عن الحياة بهذه الفترة الحاسمة في تاريخ كوكب الأرض".
تمكن الفريق من اكتشاف آثار تمثل حزم الأعصاب في العيون، التي كانت تُستخدم في معالجة الصور مثل الراديودونتات الحديثة.
وعوض الشرايين والأوردة، كانت Mosura تمتلك نظامًا دوريًا مفتوحًا، ما يعني أن قلبها كان يضخ الدم إلى اللاغونا، أو تجاويف كبيرة داخلية في الجسم. وقد تم الحفاظ على هذه التجاويف كآثار عاكسة داخل الجسم.
أصبحت أحافير الراديودونتات معروضة بشكل دائم في معرض "بداية الحياة" بمتحف أونتاريو الملكي، وسيتم عرض عينة من Mosura في متحف مانيتوبا في وقت لاحق من هذا العام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حيوان مفترس قديم بثلاثة عيون يحيّر العلماء
حيوان مفترس قديم بثلاثة عيون يحيّر العلماء

CNN عربية

timeمنذ 13 ساعات

  • CNN عربية

حيوان مفترس قديم بثلاثة عيون يحيّر العلماء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الحفريات من بين أكثر من ستين أحفورة حيوانُا مفترسًا صغيرًا بثلاثة عيون أُطلق عليه لقب "عُثة البحر"، كان يسبح في محيطات الأرض قبل حوالي 506 ملايين سنة. هذا النوع المكتشف، المعروف علميًا باسم Mosura fentoni، ينتمي إلى مجموعة تُعرف باسم الراديودونتات (Radiodonta)، وهي فرع مبكر من شجرة تطور مفصليات الأرجل، وفق ما جاء في دراسة جديدة نُشرت بمجلة Royal Society Open Science، الثلاثاء . رغم أنّ الراديودونتات انقرضت، فإن دراسة بقاياها المتحجّرة تساعد العلماء في فهم كيفية تطور المفصليات الحديثة مثل الحشرات، والعناكب، وسرطانات البحر. تُعد المفصليات بين أكثر مجموعات الحيوانات تنوعًا، إذ يُعتقد أنها تُشكل أكثر من 80٪ من أنواع الحيوانات الحية، بحسب ما ذكره الدكتور جو مويسيوك، المؤلف الرئيسي للدراسة وأمين علم الحفريات والجيولوجيا في متحف مانيتوبا بمدينة وينيبيغ في كندا. تبيض وليس لها أسنان.. أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة للغاية كشفت العينات المحفوظة جيدًا من موسورا فينتوني، التي لم تكن معروفة من قبل، عن شيء لم يُشاهد من قبل في أي نوع آخر من ذوات الأسنان الراديوية، أي منطقة في الجسم تشبه البطن، تتكون من 16 جزءًا، بما في ذلك خياشيم في مؤخرتها. قال مويسيوك إن هذا الجزء من تشريح هذا الكائن يُشبه مجموعة من الأجزاء التي تحمل أعضاء تنفسية في مؤخرة الجسم، والتي وُجدت في أقارب بعيدة من ذوات الأسنان الراديوية الحديثة، مثل سرطان حدوة الحصان، وقمل الخشب، والحشرات. يُعتقد أن هذه الميزة كانت تُستخدم لمساعدة Mosura على امتصاص المزيد من الأكسجين من بيئتها، وقد تشكّل مثالًا على التقارب التطوّري، ذلك أن الهياكل المتشابهة تتطوّر على نحو مستقل في مجموعات مختلفة من الكائنات. وقال الدكتور جان-برنار كارون، المؤلف المشارك للدراسة، وأمين الأحفوريات اللافقارية بمتحف أونتاريو الملكي في مدينة تورنتو الكندية: "يُبرز هذا النوع الجديد أن هذه المفصليات المبكرة كانت متنوعة بشكل مذهل، وكانت تتكيّف بطريقة مماثلة لأقاربها المعاصرة البعيدة زمنيًا عن حقبتها". أوضح مويسيوك إلى عدم وجود أي حيوان حي اليوم يُشبه Mosura fentoni تمامًا، رغم أنه كان يحتوي على مخالب مفصلية مشابهة لتلك التي نجدها لدى الحشرات الحديثة والقشريات. لكن بخلاف تلك الكائنات التي يمكن أن تحتوي على عينين أو أربعة عيون إضافية تُستخدم للمساعدة في الحفاظ على الاتجاه، كان لدى Mosura عين ثالثة أكبر وأكثر وضوحًا في وسط رأسها. أضاف مويسيوك في حديثه مع CNN: "رغم عدم ارتباطها الوثيق، يحتمل أن Mosura كانت تسبح بطريقة مشابهة لأسماك الراي، فتحرّك مجموعات أغطية السباحة الخاصة بها صعودًا وهبوطًا، مثل الطيران تحت الماء". وتابع: "كان لها أيضًا فم بشكل مبراة الأقلام ومبطن بألواح مسننة، وهو شكل لم نقع عليه عند أي حيوان حي". يبلغ حجم موسورا وأجنحة السباحة الخاصة بها حجم إصبع السبابة لدى الإنسان البالغ، وتشبه إلى حد ما العثة، مما دفع الباحثين إلى تسميتها "عثة البحر". وقد كشفت بعض عينات Mosura عن آثار مثيرة للمخالب الأمامية، التي ساعدت أسماك الراديودونت على التغذية. قال مويسيوك إن كارون استخدم مطرقة يدوية صغيرة لإزالة الصخور التي تغطي رأس إحدى العيّنات، ووجد مخلبًا شائكًا مثاليًا ممتدًا تحتها. أضاف مويسيوك: "بخلاف العديد من أقارب (عثة البحر) التي لديها مخالب مغطاة بشبكة من الأشواك لالتقاط الفريسة، تمتلك Mosura أشواكًا طويلة ناعمة الجوانب تشبه الأصابع، تنقسم إلى شوكتين عند أطرافها". وتابع أنه "أمر محيّر قليلاً كيف كانت تستخدم هذه الأشواك لالتقاط الفريسة، لكننا نعتقد أنها ربما كانت تمسك بالحيوانات الصغيرة بأطراف الأشواك وتوجهها نحو فمها". بينما لا توجد أدلة مباشرة على ما كانت تأكله عثة البحر هذه (Mosura)، لكنها كانت تعيش بالتوازي مع حيوانات مثل دود البلوط، والدود الشعري، والمفصليات الصغيرة الشبيهة بالقشريات التي كان بإمكان كائنات الراديودونت اصطيادها. في المقابل، قد تكون Mosura ذاتها فريسة لأنواع أخرى من الراديودونتات الأكبر حجمًا، مثل أنومالوكاريس الكندية الشبيهة بالجمبري، أو قنديل البحر الضخم Burgessomedusa phasmiformis. وقال الدكتور راسل دي. سي. بيكنيل، الباحث ما بعد الدكتوراه بقسم الأحفوريات في متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي، غير المشارك في الدراسة إن "هذا يُظهر أنه لا يزال هناك المزيد من الأمثلة على هذه الحيوانات، تحديدًا تلك الأنواع التي كانت مفترسات بحرية نشطة، ما يُكمل الصورة حول كيفية عمل هذا النظام البيئي البحري القديم". الأوردة ظاهرة في أجنحته.. اكتشاف أحفورة لزيز قديم محفوظة بشكل مذهل وأوضح رودي ليروسي-أوبريل، عالم الأحفوريات اللافقارية في متحف هارفارد لعلم الحيوان المقارن، غير المشارك في البحث الجديد لـCNN: "قد يوفر هذا لمحة نادرة عن العمليات التطورية، خصوصًا لدى أوائل أعضاء المجموعة، قبل أن تؤدي التحولات التطورية إلى التنظيم الجسدي الأكثر استقرارًا الذي نراه عند غالبية الأنواع المعروفة". اكتشف عالم الحفريات تشارلز والكوت أول عينة من Mosura fentoni في مطلع القرن العشرين، وكان أول شخص معروف جمع الأحافير من صخور بيرجس في كولومبيا البريطانية، وهي طبقة أحفورية يبلغ عمرها 508 مليون سنة. كان والكوت مديرًا للمسح الجيولوجي الأمريكي ومديرًا لمعهد سميثسونيان. لكن لم يتم نشر أي بحث حول العينة التي اكتشفها والكوت، وكانت المعلومات حول الراديودونتات قليلة حينها. تم جمع 60 حفرية أخرى بواسطة الباحثين في متحف أونتاريو الملكي، بين عامي 1975 و2022. قال موسيوك: "لم تتضح أهمية هذه الأحافير إلا مع مرور الوقت ودراسة الأنواع ذات الصلة"، مضيفًا أنه "أخيرًا بدأ فريقنا بالعثور على عينات إضافية في مواقع جديدة لصخور بيرجس بمنتزه كوتيناي الوطني، ما ساعد على تسريع نشر هذه الدراسة". تمثل الأحافير الموجودة في صخور بيرجس، الواقعة في جبال الروكي الكندية، مجموعة واسعة من الحيوانات من نهاية العصر الكمبري، عندما تنوعت الحياة بشكل كبير. تُعرف أحافير صخور بيرجس أيضًا بأنها محفوظة بشكل مذهل. وقال مويسيوك: "في هذه الدراسة، تمكنّا من اكتشاف آثار لأنظمة الأعصاب، والهضم، والدورة الدموية، وهي التي نادرًا ما تُحفظ كأحافير"، مشيرًا إلى أنّ "هذا يوفر نظرة فريدة ومهمة عن الحياة بهذه الفترة الحاسمة في تاريخ كوكب الأرض". تمكن الفريق من اكتشاف آثار تمثل حزم الأعصاب في العيون، التي كانت تُستخدم في معالجة الصور مثل الراديودونتات الحديثة. وعوض الشرايين والأوردة، كانت Mosura تمتلك نظامًا دوريًا مفتوحًا، ما يعني أن قلبها كان يضخ الدم إلى اللاغونا، أو تجاويف كبيرة داخلية في الجسم. وقد تم الحفاظ على هذه التجاويف كآثار عاكسة داخل الجسم. أصبحت أحافير الراديودونتات معروضة بشكل دائم في معرض "بداية الحياة" بمتحف أونتاريو الملكي، وسيتم عرض عينة من Mosura في متحف مانيتوبا في وقت لاحق من هذا العام.

كامير فخ توثق ظاهرة "اختطاف القردة" بجزيرة نائية في بنما
كامير فخ توثق ظاهرة "اختطاف القردة" بجزيرة نائية في بنما

CNN عربية

timeمنذ 14 ساعات

  • CNN عربية

كامير فخ توثق ظاهرة "اختطاف القردة" بجزيرة نائية في بنما

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بداية، ظنّت عالمة سلوك الحيوان زوي غولدسبورو أنّ الكائن الصغير الذي ظهرت صورته على ظهر قرد كابوشين في لقطات كاميرا الفخ الخاصة بها، كان صغير قرد كابوشين. لكن شيئًا ما، بدا غريبًا. عندما تمعّنت غولدسبورو بمراقبة الفيديو ومراجعة اللقطات مع زملائها، تبيّن لها أن الكائن الصغير في الواقع هو قرد من نوع آخر، أي قرد عواء صغير. قالت غولدسبورو: "لقد شعرت بالصدمة". وبينما كانت تتفحص اللقطات الأخرى لاحظت القرد البالغ عينه، من نوع كابوشين ذات الوجه الأبيض المعروف بـ"جوكر" نتيجة الندبة على فمه، وهو يحمل قرد عواء صغير في لقطات أخرى أيضًا. ثم لاحظت أن ذكورًا آخرين من قردة الكابوشين، المعروفة علميًا باسم Cebus capucinus imitator، كانوا يفعلون الأمر ذاته. لكن، لماذا؟ راجع زملاء غولدسبورو من معهد ماكس بلانك وجامعة كونستانز ومعهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية، بيانات تعود لـ15 شهرًا من لقطات كاميرا الفخ بموقعهم البحثي في جزيرة جيكارون الصغيرة التي تبعد 55 كيلومترًا عن ساحل بنما، وتُعد جزءًا من منتزه كويبا الوطني، ودرسوا سلوك الحيوان الغريب بحثًا عن إجابة. كيف تدرك القردة العليا بما يجهله شريكها البشري وتتواصل معه لتغيير سلوكه؟ اكتشف الباحثون أن "جوكر" اختطف أربعة قردة كابوشين من الذكور المراهقين والصغار، وما لا يقل عن 11 من قردة العواء الصغيرة بين يناير/ كانون الثاني 2022 ومارس/ آذار 2023. ومن دون أي دليل على أن قرود كابوشين قد تناولت، أو اعتنت، أو لعبت مع هذه الصغار، يشتبه مؤلفو الدراسة بأنّ سلوك الخطف هذا قد يكون نوعًا من "الظاهرة الثقافية"، وربما عرضًا لظروف القردة الفريدة في نظام بيئي مثل جزيرة جيكارون. وقد أُعلنت نتائجهم الأولية في مجلة Current Biology، الإثنين. لكن لم يعثر العلماء على إجابات للعديد من الأسئلة. وقد يُعتبر فكّ لغز هذه الظاهرة أمرًا بالغ الأهمية، بحسب الباحثين، إذ تُعتبر مجموعة قردة العواء الصغيرة في جيكارون من الأنواع المهددة بالانقراض وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وهي تقييم عالمي لتهديدات الانقراض التي تواجه الأنواع. بالإضافة إلى ذلك، فإن أمهات قردة العواء الصغيرة تلد مرة واحدة فقط كل عامين كمعدل وسطي. قالت غولدسبورو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وطالبة الدكتوراه في معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان وجامعة كونستانز: "كان فحص حالة اختطاف قردة كابوشين يشبه ركوب الأفعوانية، حيث كنا نواجه تفسيرات مختلفة باستمرار، ثم نكتشف شيئًا يثبت أنّ هذه التفسيرات غير صحيحة". تُعد جزيرة جيكارون غير مأهولة بالبشر. ومع غياب الكهرباء والتضاريس الصخرية، يضطر العلماء إلى نقل معداتهم والمواد الأخرى إلى الجزيرة بواسطة القوارب عند انحسار حركة المد والجزر، مما يجعل مراقبة قردة كابوشين التي تتسم بالحذر أمرًا صعبًا. لهذا السبب، يستخدم العلماء كاميرات الفخ، وهي كاميرات مخفية تعمل بالحركة لالتقاط الصور والفيديوهات للقردة التي تعيش على الأرض. لكن هناك قيدًا كبيرًا في عملهم، إذ لا يمكن معرفة ما لا يمكن رؤيته، وهذه الكاميرات لا تلتقط ما يحدث على قمم الأشجار، حيث تعيش قردة العواء الصغيرة. في البداية، ظن الباحثون أن حالة الاختطاف نادرة سببها التبني، إذ سبق أن تم تسجيل حالات "تبني" قردة لرضع من النوع ذاته أو أنواع أخرى. لكن "جوكر" لم يكن يعتني بقردة العواء الصغيرة، كان فقط يحملها على ظهره، من دون أن يكون هناك أي فائدة واضحة له. هل باستطاعة القرود طبع أعمال شكسبير الأدبية؟ رأى عالِم الرئيسيات في جامعة فيراكروزانا بالمكسيك، بيدرو دياس، أنه سلوك غريب بالنسبة لذكور الرئيسيات. وأوضح أنه في علم الرئيسيات، من الشائع العثور على إناث يتبنّين أو يخطفن القردة الرضع ثم يعتنين بها كغريزة أمومية، لكن في جزيرة جيكارون، لا يقدم الذكور رعاية ترتبط بالأمومة. عندما قرأت عالمة سلوك الحيوان والأستاذة المساعدة في جامعة ولاية أيوا الأمريكية التي تدرّس قردة البابو، كورينا موست، عن حالات اختطاف القردة في جيكارون لأول مرة، اشتبهت بأن ثمة أمر آخر حدث: "ربما كانت تأكل هذه الصغار". وأضافت موست، غير المشاركة في البحث، أن الاختطاف من أجل الافتراس ليس أمرًا نادرًا في عالم الحيوانات. لكن عندما تعرفت أكثر على ملاحظات الفريق البحثي، فوجئت بأن ذلك لم يحدث في هذه الحالة. عوض ذلك، كانت قردة كابوشين تحمل صغار قردة العواء لأيام عدة مع قليل من التفاعلات، من دون لعب، أو عدوانية ملحوظة، أو اهتمام يذكر. وقال بريندان باريت، عالم سلوك الحيوان والمشرف على غولدسبورو، إن السبب وراء بذلها للطاقة في سرقة الصغار لا يزال غير واضح إلى حد كبير. اتضح أن الشعور بالملل قد يكون محركًا رئيسيًا للابتكار، خصوصًا في الجزر، ولا سيّما بين الأنواع الأصغر سناً. هذه الفكرة هي محور بحث غولدسبورو في أطروحتها حول قردة كابوشين بجيكارون وكويبا، وهما المجموعتان الوحيدتان من القردة في هذه المناطق التي لوحظت وهي تستخدم الحجارة كأدوات لكسر المكسرات. وقال دياس: "نحن نعلم أن الابتكار الثقافي، في حالات عدة، مرتبط بالأصغر سنًا وليس الأكبر". وأشارت موست إلى أنها كانت دومًا تعتقد أن الحاجة، وليس وقت الفراغ، أم الاختراع في الطبيعة. لكن "هذه الورقة العلمية تقدم حجة جيدة للأفكار القائلة إنه ربما في بعض الأحيان، فإن الحيوانات الذكية حقًا، مثل قردة كابوشين، تشعر بالملل فقط".

اكتشاف أحفورة زيز قديم محفوظة جيدًا حتى أوردة أجنحته ظاهرة
اكتشاف أحفورة زيز قديم محفوظة جيدًا حتى أوردة أجنحته ظاهرة

CNN عربية

timeمنذ 6 أيام

  • CNN عربية

اكتشاف أحفورة زيز قديم محفوظة جيدًا حتى أوردة أجنحته ظاهرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مضغوطًا في قطعة من الصخور.. هكذا عثر الباحثون على جسم زيز مسطّح يعود تاريخه إلى 47 مليون سنة. يبلغ طوله حوالي 26.5 ملم مع جناحين يبلغ طولهما 68.2 ملم، وتعتبر هيئته المتحجرة شبه كاملة، مع بروز الأوردة في جناحيه المفتوحين. وصّف العلماء أخيرًا الحشرة بأنها جنس ونوع جديد، استنادًا إلى هذه الأحفورة وواحدة أخرى محفوظة بشكل مماثل، عثر عليها أيضًا في ذات الموقع. ورغم أنّ العيّنتان لإناث، فإنّ موقعهما على شجرة عائلة الزيز يشير إلى أن الذكور من هذا النوع قد تتمتّع بالقدرة على الغناء إسوة بالزيزان الحديثة. إذ عُثر عليها في ألمانيا منذ عقود، ويكشف وجودها هناك أنّ الزيزان المغنية انتشرت في أوروبا منذ ملايين السنين، أكثر ممّا اعتُقد في السابق. كما أنّ الحفريات تعتبر أقدم أمثلة على "الزيزان المغنية الحقيقية" في عائلة Cicadidae، بحسب ما أفاد الباحثون بمجلة Scientific Reports في 29 أبريل/ نيسان. فمعظم الزيزان الحديثة تنتمي إلى هذه العائلة، ضمنًا الزيزان السنوية التي تظهر كل صيف في جميع أنحاء العالم، وكذلك تجمعات الزيزان ذات الأجسام السوداء والعينين الحمراوين، التي تظهر بين مايو/ أيار ويونيو/ حزيران في شمال أمريكا الشرقية، بدورات تتراوح مدّتها بين 13 و17 عامًا. تجد الزيزان في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وهناك أكثر من 3 آلاف نوع منها. دراسة: أحفورة 'استثنائية' تكشف عن أقدم نوع نمل معروف للعلم الحديث سجل الحفريات للعديد من الحشرات عمومًا، متوافر في عدد قليل من المواقع، ورغم أنّ الأنواع الحديثة من الزيزان كثيرة اليوم، فقد وثق علماء الحفريات 44 أحفورة فقط لعائلة Cicadidae. واكتُشفت أقدم أحفورة مؤكّدة لزيز مغني اكتُشفت في مونتانا، وتعود إلى فترة تتراوح بين 59 مليون و56 مليون سنة، بحسب الدكتور هوي جيانغ، مؤلف الدراسة الرئيسي، وعالم الأحافير، والباحث بمعهد بيولوجيا الكائنات الحية في جامعة بون بألمانيا. وأوضح جيانغ لـCNN أنّ أقارب هذه الأحفورة المكتشفة حديثًا هي أقدم الزيزان المغنية في أوروبا. نظرًا لأن هياكل الجسم في الأحفورتين الأوروبيتين كانتا محفوظتين بشكل جيد، تمكن العلماء من تصنيف الحشرة القديمة في قبيلة حديثة من الزيزان تسمى Platypleurini، "تتوزع حاليًا بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا، لكنها غائبة عن أوروبا"، وفق جيانغ. مليارات من حشرات الزيز تستعد لظهور نادر خلال فصل الربيع وأشارت الأبحاث السابقة إلى أنّ هذا الخط التطوري نشأ في أفريقيا قبل حوالي 30 إلى 25 مليون سنة، ثم انتشر من هناك، بحسب جيانغ. وأضاف الباحث: "تؤجل هذه الأحفورة السجل الأحفوري المعروف للزيزان المنتجة للصوت في قبيلة Platypleurini بنحو 20 مليون سنة تقريبًا، ما يشير إلى أن تنوع هذه المجموعة حدث في وقت أبكر بكثير ممّا كان يُعتقد سابقًا". وقال الدكتور كونراد لاباندايرا، الجيولوجي البارز والأمين المسؤول عن الأحفوريات اللافقارية في متحف سميثسونيان للتاريخ الطبيعي بواشنطن، إن الاكتشاف يشير إلى أن هذه المجموعة من الزيزان تطورت بشكل أبطأ من التقديرات السابقة المستندة إلى البيانات الجزيئية. وقال لاباندايرا، غير المشارك في البحث: "يشير هذا إلى أن الأحفوريات الأقدم من Platypleurini لم تُكتشف بعد"، مضيفًا أنه "من شأن مثل هذه الاكتشافات أن تساعد على توفير معايرات أفضل لتحديد معدل تطور أكثر واقعية". أطلق الباحثون اسم Eoplatypleura messelensis على الزيز، ويشير اسمه إلى المكان الذي تم اكتشاف العينات فيه: حفرة ميسيل في ألمانيا، وهي موقع غني بالأحفوريات يعود إلى عصر الإيوسيني (من 57 مليون إلى 36 مليون سنة مضت). تم التنقيب عن الحفريات في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا من مجموعة معهد سينكنبرغ للبحوث، ومتحف التاريخ الطبيعي في فرانكفورت بألمانيا، وفق ما ذكرت الدكتورة سونيا ويدمان، المؤلفة الرئيسية للدراسة، ورئيسة قسم الحشرات القديمة في سينكنبرغ. كانت حفرة ميسيل مملوءة سابقًا ببحيرة بركانية عميقة، حيث لم يصل الأوكسجين إلى قاعها. وخلق هذا الواقع البيئة المثالية للتصخر، حيث تحمل الرواسب الدقيقة من قاع هذه البحيرة السابقة مجموعة متنوعة من الحياة الإيوسينية، وفق ما قالت ويدمان لـCNN. وأضافت ويدمان: "الحفظ الممتاز لا يقتصر فقط على الحشرات، إنما يشمل جميع المجموعات الحية، هو السبب في أن ميسيل أصبحت موقع تراث عالمي لليونسكو"، وهي المكانة التي حصلت عليها في العام 1995. تبيض وليس لها أسنان.. أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة للغاية وقالت ويدمان إن الحفريّة الأكثر اكتمالًا بين الإثنتين "تُعد واحدة من أفضل الحشرات المحفوظة من موقع حفرة ميسيل"، مضيفة أن "سينكنبرغ يملك مجموعة تضم أكثر من 20 ألف حشرة متحجرة من ميسيل، وبين هذه الحشرات تبرز هذه الحفرية بسبب حفظها الجميل والكامل للغاية". في ما يتعلق بشكل الرأس والجسم عموما، فإن E. messelensis تشبه إلى حد كبير الزيزان الحديثة. فأنفها الذي يشبه الفم المدبب، محفوظ بالكامل، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لتحديد ما إذا كانت تستخدم هذا الأنف في التغذي على الأنسجة النباتية المعروفة بـالخشب، كما تفعل معظم الزيزان الحديثة، وفق لاباندايرا. تُظهر E. messelensis أيضًا تلميحات من الألوان والأنماط في أجنحتها. وهذه الميزة تُساعد الزيزان الحديثة على التمويه أثناء تمسكها بسيقان الأشجار، وقد يكون لها الغرض نفسه في E. messelensis، وفقًا لما ذكره جيانغ. ومع ذلك، تختلف E. messelensis عن الزيزان الحديثة بطرق دقيقة. على سبيل المثال، أجنحتها الأمامية أوسع وأقل طولًا من تلك التي لدى الأنواع الحية اليوم، ما قد يكون أثر في كيفية طيرانها. هل كان نداء الزيز القديم مشابهًا لنداءات أقاربه الحديثة؟ قال جيانغ: "لا يمكننا معرفة الأغنية الدقيقة"، لكن استنادًا إلى شكل جسم الزيز وموضعه في مجموعة الزيزات المغنية، "يُحتمل أنه كان يصدر أصواتًا مشابهة من حيث الوظيفة لتلك التي تصدرها الزيزان الحديثة". حفرية عثر عليها حديثا تكشف كيف نفقت بقرة بحر قبل ملايين السنين عندما يظهر التجمع الرابع عشر بأعداد هائلة في أواخر ربيع وأوائل صيف العام 2025، ستتراوح أصواتها بين 90 إلى 100 ديسيبل، وهو مستوى صوت قطار الأنفاق ذاته. أنواع أخرى من الزيزان تُنتج ضوضاء أكبر: حيث تصل أصوات الزيز الأفريقي Brevisana brevis إلى حوالي 107 ديسيبل، وهو مستوى صوت مماثل لإقلاع طائرة. قال جيانغ إن حجم أغاني الأنواع القديمة قد يكون أعلى من ذلك. فبطن E. messelensis أوسع وأكبر من تلك التي لدى أقاربها الحديثة، ما يشير إلى أن الذكور قد يكون لديها تجويف رنين أكبر، ما يضاعف هذا التجويف الصوت الناتج عن الهياكل المهتزة في بطونها، والمعروفة بـ التيمبال، لإنتاج طنين أعلى. وأضاف جيانغ: "بالطبع، هذه مجرد فرضية. الدراسات المستقبلية حول كيفية ارتباط الشكل مع إنتاج الصوت في الزيزان الحديثة ستساعد على اختبار هذه الفرضية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store