
تقدير دولي لموقف الأردن ومساعيه في دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
ويعكس دعم الأردن لهذا التوجه التزامه التاريخي بالشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، ويسهم في تهيئة بيئة سياسية دولية أكثر عدلا تجاه القضية الفلسطينية، معتبرا أن الاعتراف المتزايد بفلسطين خطوة محورية للضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني.
ويؤكد الأردن، الذي يشارك بفعالية في مؤتمر تنفيذ "حل الدولتين" المقرر عقده في نيويورك، أن اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين يعد خطوة أساسية لترسيخ المبادئ القانونية الدولية، ودعم الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وهو ما يتماشى مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن تحقيق الاستقرار الإقليمي لن يكون ممكنا من دون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال السفير الفرنسي في عمان، أليكسي لوكور غرانميزون، إن الأردن أسهم بشكل فاعل في التحضير لمؤتمر نيويورك، مؤكدا أن هذا المؤتمر سيفتح الطريق أمام خطوات عملية لتنفيذ "حل الدولتين"، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين وتوفير ضمانات أمنية جماعية للمنطقة.
وأشاد بالموقف الأردني الثابت والداعم للسلام و"حل الدولتين"، مؤكدا اعتزاز فرنسا بشراكتها التاريخية مع الأردن في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة والعمل المشترك لتحقيق سلام عادل، موضحا أن بلاده، وانسجاما مع التزامها التاريخي بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، قررت الاعتراف بدولة فلسطين.
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بذلك رسميا في رسالة خطية، على أن يتم الإعلان عن الاعتراف الفرنسي رسميا خلال أعمال الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
وأضاف أن هذا القرار يعكس التزام فرنسا الثابت بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، مؤكدا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ 1967 بات ضرورة، كما أشارت إليه محكمة العدل الدولية.
وبين أن الاعتراف الفرنسي بفلسطين، بوصفه التزاما أخلاقيا وضرورة سياسية، يأتي في إطار تحرك دولي واسع سيطلق من خلال المؤتمر الوزاري الدولي حول تنفيذ "حل الدولتين"، المقرر عقده في نيويورك بمشاركة الأردن.
وشدد على أن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تستغل أبدا كأداة عسكرية، لافتا إلى تزايد الحاجة الملحة لإنهاء الحرب في غزة ووقف معاناة المدنيين غير المبررة.
من جهته، أكد السفير الإسباني ميغيل دي لوكاس، أن إسبانيا تعتبر الأردن شريكا أساسيا في تحقيق الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط والعالم العربي، وحليفا مهما في إطار التعاون الأورومتوسطي، تقديرا لدور الأردن التاريخي في تعزيز السلام والاعتدال والحوار بين الأديان، وكذلك لدوره البناء في الدبلوماسية الإقليمية.
وقال إن الأردن وإسبانيا يتفقان على أن السبيل الوحيد لتحقيق حل عادل ودائم وشامل للصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي" يكمن في "حل الدولتين"، وفقا للمعايير المتفق عليها دوليا، والقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين ليس مجرد مسألة عدالة تاريخية تجاه التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، بل هو أيضا ضرورة عاجلة لتحقيق السلام، إن الاعتراف بفلسطين كدولة هو قرار اتخذناه، أو بالأحرى لم نتخذه ضد أي طرف.
واعتبر أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو السبيل الوحيد للمضي نحو الحل الذي نقر جميعا بأنه الطريق الممكن الوحيد لتحقيق مستقبل سلمي "حل الدولتين"، حيث يجب أن تكون دولة فلسطين، أولا وقبل كل شيء، دولة قابلة للحياة، مع ربط الضفة الغربية وقطاع غزة بممر، وأن تكون القدس الشرقية عاصمتها، وأن تكون موحدة تحت الحكم الشرعي للسلطة الوطنية الفلسطينية.
بدوره، قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبدالله كنعان، إن السياسة والدبلوماسية الأردنية تمثل أحد أقطاب السلام في المنطقة، وهذا مرده إلى أن القيادة الهاشمية، التي تتولى بنفسها إدارة العلاقات الدولية والقضايا المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتميز بحنكتها وحكمتها واستشرافها للتداعيات المستقبلية لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، خاصة ما يتطلبه الوضع الراهن من مهارة دبلوماسية متميزة، وسط ما يدور من تقلبات متسارعة على الصعيد الدولي، وبما ينعكس مباشرة على ملف القضية الفلسطينية.
وبين أن "حل الدولتين" وإقامة الدولة الفلسطينية، الذي يتبناه الأردن، ويدعو إليه باستمرار جلالة الملك، في كافة المحافل والمناسبات الدولية، هو قوة السلام الحقيقية، بخلاف ما يتمسك به البعض من "قوة السلام" القائمة على الحرب والدمار وتوسيع دائرة الصراع، كما تفعل إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة.
وأكد أن الأردن أثبت للعالم قدرته على حفظ التوازنات في القضية الفلسطينية، والمرتكزة على الشرعية التاريخية والقانونية، حيث استمر في دعوة العالم ومنظماته للتقيد بقرارات الأمم المتحدة ومشاريع السلام والتفاهمات الدولية القائمة عليها، وبقي على مسافة الصفر مع كل دعاة السلام الحقيقي العادل، ومع كل قوة دولية تحتكم لضميرها الإنساني وفطرتها السليمة وتملك في الوقت نفسه إمكانية وإرادة الضغط على إسرائيل لإلزامها بالشرعية الدولية.
وأوضح أن الأردن، في الوقت نفسه، بقي الشريان الداعم لأهلنا في فلسطين، عبر تاريخ طويل من التضحيات والجهود الدؤوبة، وما يشاهده العالم من موقف أردني سياسي وإغاثي تجاه أهلنا في غزة بعد السابع من أكتوبر، يدلل على أن الأردن هو الأقرب والأكثر نضالا لأجل فلسطين والقدس وغزة.
وبين أن لجنة "شؤون القدس"، أكدت أن الأردن كان وما زال ورقة دبلوماسية وسياسية دولية مهمة، استطاع، لما يحظى به من حكمة وثقة دولية، إصدار وصياغة الكثير من القرارات الدولية لصالح القضية الفلسطينية بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة أو اليونسكو وغيرها.
وأضاف أن الحراك السياسي الأردني الفاعل كان مهما في توضيح حقيقة ما يجري تجاه الشعب الفلسطيني من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية، وبالتالي في تشكيل ضغط دولي لصالح فلسطين، تمثل في عزم فرنسا وقبلها العديد من الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وشرعية وضرورة وجودها لإحلال السلام العادل.
وبين أن مساعي تحقيق الاستقرار في المنطقة، بقيادة جلالة الملك، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ومبادراته وتوجيهاته لصالح الشعب الفلسطيني، جميعها تشكل روافع ودعائم إسناد لأي جهد دولي يتجه نحو السلام العادل، بما في ذلك حل الدولتين.
وأكد أن الأردن، شعبا وقيادة هاشمية، سيبقى متمسكا بالسلام والحرية وإنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.
من جانبه، قال العين السابق، رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع، الدكتور رضا الخوالدة، إن الأردن، بقيادة جلالة الملك، نجح في حشد التأييد العربي والدولي لدعم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، حيث توالت الاعترافات بالدولة الفلسطينية، وآخرها إعلان فرنسا نيتها بهذا الخصوص.
وأضاف أن الجهود الأردنية تجسد التزام المملكة الراسخ بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتأسيس دولة ذات سيادة كاملة ضمن إطار حل الدولتين، مؤكدا أن القيادة الأردنية وفرت منصة فعالة تحافظ على التوازن بين التزامها الأخلاقي تجاه فلسطين والموقع الجيوسياسي المعقد للمملكة.
وعن مؤتمر نيويورك، لفت إلى أن مشاركة الأردن الفاعلة بالمؤتمر تنسجم مع سياسته الدبلوماسية المنهجية لدعم الاعتراف الدولي بفلسطين، وتحويل القرار السياسي إلى تنفيذ على أرض الواقع.
وأوضح أن المؤتمر يعد مناسبة جدية لصياغة إطار سياسي دولي ملموس يدعم الاعتراف الرسمي بفلسطين كدولة، ويعزز مسار السلام من خلال ضغوط مؤسسية باتجاه إنهاء الاحتلال، في وقت تفرض فيه الظروف الراهنة تحركا سريعا وحازما لتحقيق نتائج ملموسة.
وشدد على أن ما يميز الدور الأردني في هذا المجال هو الدمج بين الرؤية السياسية الواضحة والسمعة الدولية الموثوقة، وهو ما أكسب الأردن قدرة حقيقية على التأثير في القرارات الكبرى وممارسة الضغط من موقع حيادي ومؤثر، حيث تعد هذه المكانة الدولية عاملا رئيسا في جعل الأردن شريكا أساسيا في أي مبادرة تهدف إلى دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وضمان تنفيذ حل الدولتين كخيار استراتيجي وعملي لتحقيق سلام حقيقي وثابت في المنطقة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 8 دقائق
- الرأي
السياق المتصل لحملة تشويه صورة وطن
هؤلاء الذين تضج مواقع التواصل الاجتماعي بهم ينشرون كل ماهو سلبي ينفثونه عن بلدنا، و(لا يعجبهم العجب ولا الصيام برجب)، فكل مسؤول اردني من وجهة نظر هؤلاء فاسد ومرتش وصل الى موقعه بالواسطة والمحسوبية، هؤلاء في احسن أحوالهم لا ينظرون الا الى الجزء الفارغ من الكأس، ولا يحاولون تعبئته، ويؤشرون الى الخلل، ولا يقترحون آلية لعلاجه، بل لا يسعون لإيجاد الية ضغط على المسؤولين لعلاج الاخطاء وإلاختلالات، وهؤلاء يتحدثون كثيرا عن الفساد، لكنهم لا يؤشرون الى حالات فساد محددة لمعالجتها، فيخلقون بذلك حالة انطباعية بأن بلدنا مستنقع فساد، و هؤلاء يتحدثون عن فلان وعلان الفاسدين، ثم يقيمون لهم حفلات وموائد التكريم، والكثيرون ممن يتحدثون عن الفساد يقولون في لقاءاتهم مع المسؤولين كلاما مغايرا. جريمة هؤلاء الذين يتحدثون عن الفساد وعن المحسوبية انهم يتحدثون عنهما بصيغة التعميم، فيشكلون بذلك غطاء للفاسدين الحقيقيين،صحيح ان لدينا قصور في بعض القطاعات لذلك جاءت منظومات التحديث الملكية، لمعالجة بعض الاختلالات، والتراجعات التي سببتها عوامل كثيرة لكنها كلها ليس هي القاعدة، والحالة الغالبة، ومعالجة ذلك كله تكون بالمصارحة و بحديث الوقائع والحالات المحددة، وبتقديم المعلومات الموثقة للجهات المعنية مثل: القضاء وديوان المحاسبة وهيئة النزاهة و مكافحة الفساد، وقبل ذلك كله ان يبدأ كل منا بنفسه ويسألها هل قامت بمهام عملها كما يجب.هذا اذا كان الهدف من الحديث عن السلبيات في بلدنا هو الإصلاح، لكن المراقب المنصف سيكتشف ان الكثيرين ممن يتحدثون عن السلبيات في بلدنا، ولا يؤشرون بصورة محددة الى كل سلبية، او ممارسة غير صحيحة، هؤلاء اما انهم طلاب شعبويات رخيصة من خلال دغدغتهم لعواطف الجمهور والمتاجرة بمعناة شرائح معينة، او انهم من حيث يعلمون او لا يعلمون جزء من جيوش الذباب الالكتروني الذي يستهدف اضعاف بلدنا وهز الثقة بمؤسساته، وليس خافيا ان جزءا كبيرا من أسلحة هذا الذباب هي من قاذورات الوحدة8200 في الاستخبارات الإسرائيلية، وفي هذا السياق يجب ان ننظر الى الحملة الظالمة، التي يتعرض لها الموقف الاردني مما يجري في غزة، ومن بينها المساعدات الاغاثية، وخاصة الانزلات الجوية التي تقوم بها قواتنا المسلحة لاغاثة أهلنا في القطاع، فهل يستوعب هذه الحقيقة، اسرى عقلية القطيع الذين ينساقون في حملة الهجوم على الاردن، ومحاولة تشويه صورته؟.


رؤيا نيوز
منذ 38 دقائق
- رؤيا نيوز
أبو طير: الأردن استطاع التأثير على مواقف العديد من الدول الأوروبية ودفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية
أكد كتّاب وصحفيون على أهمية لقاء جلالة الملك عبدﷲ الثاني بشخصيات إعلامية، الأربعاء، والذي يأتي في توقيت بالغ الأهمية، لا سيما في ظل الجهود الأردنية المكثفة على الساحة الدولية لدعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان على غزة. وقال الكاتب الصحفي ماهر أبو طير، في لقاء له، مساء الأربعاء، إن اللقاء جاء عقب تحركات دبلوماسية ملكية متواصلة تهدف إلى الدفاع عن فلسطين وقطاع غزة، مؤكداً أن الأردن اليوم هو الصوت العربي الأكثر قبولاً لدى الغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وأشار أبو طير إلى أن الأردن استطاع التأثير على مواقف العديد من الدول الأوروبية لدفعها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أن عمان تتابع عن كثب المتغيرات في الضفة الغربية والقدس، وهي تقف بقوة ضد أي محاولات تهجير للفلسطينيين من غزة أو الضفة، لما يشكله ذلك من خطر على الأمن القومي الأردني. كما حذّر أبو طير من محاولات التقليل من الجهد الأردني، قائلاً إن الأردن 'يُرجَم بالحجارة من أطراف معروفة وأخرى خفية'، داعياً إلى الحفاظ على التماسك الداخلي وعدم الانجرار وراء حملات التشكيك على وسائل التواصل الاجتماعي. من جانبه، شدد نقيب الصحفيين طارق المومني على أن الجهد الأردني تجاه فلسطين ليس طارئاً، بل هو نهج ثابت يقوده جلالة الملك محلياً وإقليمياً ودولياً. وتساءل المومني: 'من غير الأردن اليوم يدافع دولياً عن فلسطين ويسعى لإقناع العالم بالاعتراف بدولتها؟'، مؤكداً أن معظم دول العالم باتت تنسق مع الأردن لإيصال المساعدات إلى غزة جواً وبراً. وأشار إلى أن العالم يقف متفرجاً أمام معاناة غزة، بينما يكثف الأردن جهوده الإنسانية والدبلوماسية منذ بداية العدوان، مجدداً التأكيد أن لا استقرار في المنطقة دون نيل الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة.


رؤيا نيوز
منذ 38 دقائق
- رؤيا نيوز
آخر لقاءات الملك عبد الله الأول ابن الحسين قبل استشهاده
ملف استشهاد الملك عبد الله الأول ابن الحسين الهاشمي وإن إغلقه القضاء إلّا أنه ما زال مفتوحًا لدى الباحثين والمهتمين وما زال حكم التاريخ معلقًا على هذا الحدث التاريخي السياسي الهام، ومهما قيل في الأسباب التي دعت إلى اغتيال المغفور له بإذن الله فمن عام 1951م وكل عام ينتهي تموز ولكن تبقى الأسئلة مفتوحة لدى المهتمين والباحثين. وعلى الرغم من أنّ العالم بأسره استنكر مبدأ الجريمة وشجبها كما استنكرتها جميع الأديان السماوية والمبادىء الإنسانية والسياسية؛ لقد كان الشهيد من الرجال القلائل الذين يدركون عمق الأوضاع العالمية. ومن المؤمنين في وحدة أمته وأبناء جلدته ومشاريعه الوحدوية لصالحهم. وعلى رأس هذه المشاريع الوحدوية وحدة سوريا الكبرى وإعادة (المملكة العربية السورية) وكان يردد سأكون أول المؤيدين لمن يختارونه أهالي سوريا. وكذلك ناصر مشروع 'الهلال الخصيب' الذي يهدف إلى إنشاء مملكة تضم العراق وسوريا والأردن، وما كان يؤلمه تعرضه للنقد بسبب وحدة الضفتين، من قبل بعض البرلمانيين المصريين وبعض من رجال الصحافة آنذاك، لذلك وجه لهم دعوة حتى يشرح لهم بنفسه وجهة نظره، وكان ذلك قبل أيام من استشهاده. وعندما سافرت البعثة إلى عمان التي اختيرت من رجال البرلمان المصري الذين عرفوا بمعارضتهم الشديدة لسياسة الملك عبد الله، أكرم الفقيد وفادتهم ودعاهم قبل كل شيء لزيارة المنطقة الفلسطينية التي اتحدت مع شرق الأردن، وبعد ذلك دعاهم إلى مأدبة عشاء، وكان قد أعد خطابًا ليلقيه عليهم، فأرسل إلى كل منهم صورة منه قبل إقامة تلك المأدبة حتى تتاح لهم فرصة إعداد ما يردّون به عليه. وفي اليوم الذي تقرر فيه عودة البعثة المصرية دعاهم لمقابلته، وظل معهم ساعة يفند النقد الموجه إلى سياسته وقال: إنّ شرق الأردن هي الدولة العربية الوحيدة التي تتعرض أكثر من غيرها لخطر العدوان الإسرائيلي ولقد تعرضت المنطقة العربية في فلسطين لاعتداءات متكررة من اليهود فاستنجد أهلها بي مرارًا حتى اضطررت إلى تدريبهم على حمل السلاح، وكونت من بينهم حرسًا وطنيًا استطاع أن يتولى مهمة الدفاع عن أرضه وحده، ولم يتدخل الجيش الأردني إلّا في الحالات الخطيرة، وإنني لم أهضم هذه البلاد حقها السياسي بعد انضمامها للأردن، بل لقد أصبح لها في البرلمان الأردني ومجلس وزراء المملكة من يمثلها فيها وذلك بنسبة 50%؛ وأعتقد بعد هذا أنه ليس في الأمر اغتصاب أو إكراه. وعندما تحدث الملك عبد الله عن مشكلة اللاجئين والبؤس والحرمان والتشرد الذي يلاقونه، تألم بحرقة وتأثر به جميع الحاضرين وهم لا يعرفون أنهم سيتألمون على اغتياله بعد أيام قلائل..!.