
تحركات أمريكية لحلحلة الأزمة الليبية.. هل تنجح؟
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله لرؤساء خمس دول أفريقية في البيت الأبيض أن بلاده تسعى إلى تسوية سلمية شاملة في كل من ليبيا، دون أن يكشف عن تفاصيل محددة بشأن تلك الخطة. لكن التصريحات أعادت الملف الليبي إلى دائرة الاهتمام الدولي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط لإجراء انتخابات تنهي المرحلة الانتقالية الممتدة منذ سنوات.
وفي هذا السياق، يقود مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، مسعد بولس، جهودًا دبلوماسية نشطة، شملت لقاءات مع مسؤولين ليبيين ودوليين، في إطار مساعٍ أمريكية لإعادة ترتيب المشهد السياسي في البلاد.
بولس، الذي يصل إلى ليبيا يوم الأربعاء المقبل، سيعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في طرابلس وبنغازي، في زيارة رسمية وُصفت بأنها الأهم منذ تولي ترامب منصبه مطلع العام الجاري.
مصادر دبلوماسية أوضحت أن بولس سيلتقي في العاصمة طرابلس كلاً من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، لبحث المستجدات السياسية والاقتصادية.
وفي بنغازي، من المرتقب أن يلتقي القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، لمناقشة المسار الأمني والتوازنات الإقليمية.
وفي تصريحات سابقة، اعتبر بولس أن المرحلة الانتقالية في ليبيا أصبحت 'عبئًا على الاستقرار'، وأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو تنظيم انتخابات شفافة تُنهي حالة الانقسام، وتعيد بناء الدولة على أسس ديمقراطية.
كما كشف عن لقاءات متعددة عقدتها واشنطن مع مسؤولين ليبيين ودول فاعلة في الملف، في إطار بلورة تصور أمريكي جديد يشمل مشروع حكم موحد يضم جميع الأطراف.
وأكد بولس خلال مشاوراته الأخيرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، على التزام بلاده بدعم المسار السياسي الليبي، والتنسيق المشترك لضمان استقرار دائم، قائم على احترام السيادة الليبية ووحدة أراضيها.
وكان من المقرر أن تتم زيارة بولس إلى ليبيا في 14 يونيو الماضي، لكنها تأجلت تفاديًا لأي تداخل مع التحضيرات لمؤتمر برلين الذي عُقد في 20 من الشهر ذاته.
ومع استئناف الجولة الدبلوماسية، يعول مراقبون على أن تسهم التحركات الأمريكية في إعادة الزخم إلى العملية السياسية التي تشهد جمودًا منذ فشل إجراء الانتخابات في ديسمبر 2022.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه تفاصيل الخطة الأمريكية طي الكتمان، يبقى نجاح هذه الجهود رهينًا بمدى قبول الأطراف الليبية، وتوافقها على خارطة طريق تنهي الانقسام المؤسساتي، وتؤسس لمرحلة جديدة تضع حدًا لعقد من الفوضى والتدخلات الخارجية.
لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن: هل تمتلك الإدارة الأمريكية ما يكفي من النفوذ والضمانات لإنجاح مبادرتها، أم أن تعقيدات الداخل الليبي ستُبقي هذه الجهود رهينة التوازنات؟
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 ساعات
- الوسط
ماذا تعني زيارة مستشار ترامب بالنسبة إلى الأزمة السياسية في ليبيا؟
اعتبر مقال نشرته جريدة «أراب ويكلي»، ومقرها بريطانيا، أن زيارة مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية، مسعود بولس، إلى ليبيا كانت لتأكيد الاهتمام الأميركي بالملف الليبي، وليس تحقيق ما وصفه بـ«صفقة كبرى»، مشيرًا إلى أنها تعكس تغيُّرًا في الدبلوماسية الأميركية، وإعادة معايرة للعلاقات مع ليبيا التي تحمل فرصًا استراتيجية متعددة بالنسبة إلى إدارة ترامب. وقال الكاتب والباحث في شؤون الأمن والإرهاب، ياسين فواز، إن «زيارة بولس إلى ليبيا كانت الإشارة الأكثر وضوحًا حتى الآن على الاهتمام الأميركي المتجدد بليبيا خلال الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب». تحرك محسوب كما أضاف أن «رحلة المستشار الأميركي إلى ليبيا تعكس تحركًا محسوبًا بدقة: محاولة واشنطن إعادة تأكيد نفوذها في بلد ظل عالقًا لفترة طويلة بين الحكومات المتنافسة والتشكيلات المسلحة والقوى الأجنبية». ورأى أن «استراتيجية ترامب في أفريقيا تتجسد ليس فقط في السياسة لكن في شخص مسعود بولس»، لافتًا إلى صلة القرابة الوثيقة التي تجمع الرجلين، مضيفًا أن ظهور بولس الآخذ في النمو، لا سيما في البلدان حيث تعطلت القنوات الدبلوماسية الرسمية، قد جذب الأنظار في واشنطن وخارجها. ويُنسَب إلى بولس الفضل في التوسط لتوقيع اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أسابيع، ودوره في تسهيل محادثات رفيعة المستوى التي أفضت إلى توقيع اتفاق تاريخي بين البلدين في البيت الأبيض. تكرار نموذج اتفاق رواندا – الكونغو وتساءل الكاتب ما إذا يمكن لبولس تكرار ولو جزء بسيط من النجاح الذي حققه في الأزمة بين رواندا والكونغو في ليبيا، وقال: «إذا تمكن من ذلك، سيكون هناك أمل في إقناع رئيس (حكومة الوحدة الوطنية الموقتة) عبدالحميد الدبيبة، وقائد (القيادة العامة) المشير خليفة حفتر، بالجلوس على طاولة واحدة، ربما في واشنطن، للتفاوض من أجل المضي قدمًا». لكنه عاد وأكد أن الأمر سيكون رهانًا محفوفًا بالمخاطر، بالنظر إلى المصالح المتضاربة والتدخلات الخارجية التي ستقف غالبا في مسار إحراز أي تقدم. وقال: «زيارة بولس إلى ليبيا كانت بجميع المقاييس غير مسبوقة بالنسبة إلى شخص في منصبه: فقد شملت عاصمتين وحكومتين، فيما تقف عملية سياسية بالغة الحساسية على المحك». نهج غير تقليدي ووصف الباحث نهج بولس في السياسة الخارجية بـ«غير التقليدي لكن فعال»، وقال: «في الوقت الذي تتعثر فيه الدبلوماسية التقليدية، يمنح نهجه العملي الأولوية للنتائج الفعلية وليس الخطابات الجوفاء». وأضاف: «يعتنق بولس الهوية المزدوجة التي تشكل ليبيا، العربية والأفريقية، لبلورة رؤيته طويلة الأجل للقارة الأفريقية بما في ذلك ليبيا. لقد كنت شاهدًا عن قرب على قيم عائلة بولس العميقة وحبه لأفريقيا». وقد التقى بولس في طرابلس بالدبيبة، حيث استقبل كمستثمر محتمل. وعرض الدبيبة شراكة اقتصادية بقيمة 70 مليار دولار تشمل مشاريع بالبنية التحتية والطاقة والاتصالات وغيرها. وفي بنغازي، تبنى بولس نغمة مغايرة، حيث أشاد بجدية القيادة العسكرية في مسعاها لتحقيق الوحدة الوطنية. كما التقى بشكل منفصل رئيس أركان القوات البرية التابع لـ«القيادة العامة»، الفريق صدام خليفة حفتر. علانية، أكد بولس خلال الزيارة الدعم الأميركي لوحدة واستقرار ليبيا وتوحيد المؤسسات الحكومية. في حين قالت مصادر إن الاجتماعات في طرابلس وبنغازي ناقشت أمورًا مثل النفط والتنسيق الأمني والدعم الأميركي المحتمل لخارطة طريق طال تأجيلها لإجراء الانتخابات الوطنية. يعكس ذلك، بحسب المقال، إعادة معايرة أميركية للعلاقات مع ليبيا، حيث ترى الإدارة في ليبيا فرصًا استراتيجية متعددة، فهي بوابة إلى قطاع الطاقة في أفريقيا، وفرصة للتحقق من النفوذ الروسي، ورمز لدبلوماسية «الرجل القوي» التي ينتهجها ترامب. صفقة الـ70 مليار دولار في معرض حديثه عن تفاصيل الزيارة، تطرق الباحث إلى اللحظة الأكثر إثارة للاهتمام وهي مقترح الشراكة الذي قدمه الدبيبة بقيمة 70 مليار دولار مع الولايات المتحدة. ويرى نقاد ومراقبون أن قيمة تلك الشراكة مبالغ فيها، مجرد مغامرة سياسية لجذب الانتباه الأميركي، ومحاولة لعكس نفوذ حفتر المتنامي. غير أن المقال أشار إلى أن عرض الشراكة شمل بعض التخصصات بعينها، مثل البنية التحتية للغاز الطبيعي وتحديث قطاع الاتصالات وبناء المستشفيات ووسائل النقل السريع، وهي قطاعات لطالما ترددت الشركات الأميركية في العمل بها بالنظر إلى انعدام الاستقرار المستمر في ليبيا. ويرى الباحث الأمني أن «عرض الشراكة لا يتعلق بالأموال فحسب، بل هو رسالة استراتيجية، مفادها أن ليبيا ترغب في أن تعمل الولايات المتحدة كثقل مواز لتركيا وإيطاليا وقطر، وهي القوة التقليدية الداعمة لطرابلس». وقال: «يأمل فريق الدبيبة أن الشراكة الاقتصادية ستجعل واشنطن أكثر التزاما بالحفاظ على الشرعية الهشة لـ(حكومة الوحدة الوطنية الموقتة)، وبالتبعية تعزيز قبضة الدبيبة على السلطة». وأضاف: «تمثل الصفقة بين شركة مليتة للنفط والغاز وشركة (هيل إنترناشيونال) الأميركية بالنسبة إلى الدبيبة فرصة لإضفاء الشرعية على دعايته بالانفتاح أمام الأعمال. أما بالنسبة إلى واشنطن، فهي تمثل موطئ قدم استراتيجي في قطاع التصدير الأكثر قيمة في ليبيا، ويوازن بين الفرص التجارية والأهمية الجيوسياسية». نغمة مختلفة في بنغازي أما في بنغازي، فيقول الباحث إن «النغمة كانت أقل من حيث الاهتمام التجاري لكنها لم تكن أقل تأثيرًا. المشير حفتر لا زال أحد أقوى الرجال في ليبيا ليس فقط عسكريًا لكن أيضًا لكونه الحاكم الفعلي لمنطقة شاسعة تضم حقول نفطية وموانئ ومسارات للتهريب». وأشار إلى «توجه من قبل المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم بولس، للاعتراف بهذه الحقيقة. وخلال اجتماعه مع حفتر، ركز بولس على توحيد المؤسسات، ودمج المؤسسات العسكرية والقطاعات الاقتصادية». وأضاف: «يقال إن حفتر مهتم بتجاوز الانقسامات إذا كانت الدولة الموحدة بالنهاية تحت سيطرته. قامت قواته بمحاولات سابقة للاندماج، كما أن السيطرة المتنامية لابنه صدام على أموال الأمن وإعادة الإعمار تشير إلى نموذج حكم سلالي». وتابع: «إلا أن تعامل حفتر مع واشنطن يشير إلى أمر واضح، وهو رغبته في الفوز بالاعتراف، وربما حتى تأمين دور، لنفسه أو أحد أبنائه، في تشكيل مستقبل ليبيا بعيدا عن صوت السلاح». أهمية زيارة بولس إلى ذلك، تساءل المقال ماذا حققت زيارة بولس إلى ليبيا نجاحًا؟ وأجاب أنها لم تحقق أي اتفاقات جديدة من الناحية العلمية باستثناء الصفقة مع شركة «هيل إنترناشيونال»، كما لم تعلن عن إطار زمني للانتخابات أو سحب القوات الأجنبية. لكن من الناحية الرمزية يؤكد الكاتب الأهمية التي تمثلها الزيارة من نواحٍ عدة. أولًا، فقد أعادت تأكيد الحضور الأميركي في صراع غالبًا ما تُرك للقوى الإقليمية والتناقض الأوروبي. وثانيًا، فقد وازنت زيارة بولس الصورة، ومنحت كلا الفصيلين وزنًا متساويًا، على الرغم من تنافسهما على الشرعية. أما ثالثًا، فقد فتحت الزيارة قنوات جديدة للدبلوماسية الاقتصادية، حيث اقترح بولس إرسال وفود متابعة من المستثمرين والمستشارين الأمنيين الأميركيين في الأشهر المقبلة. والأمر الأكثر أهمية، بحسب المقال، هو أنها عكست رغبة إدارة ترامب في تجاوز الدبلوماسية التقليدية صوب صوب تفاعل قائم على المعاملات، تنطوي على «مكافأة أي شريك ليبي بإمكانه توفير المزيج الأفضل من الاستقرار والوصول إلى النفط والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب». استبدال النظام القديم وفي معرض مقارنته بين المشهد السياسي في ليبيا اليوم والمشهد إبان حكم معمر القذافي السلطوي، يؤكد الباحث أن التحدي الأكبر اليوم هو استبدال قبضة القذافي الاستبدادية بحكم شامل يحترم هويتي ليبيا العربية والأفريقية، ويوازن بين المصالح الإقليمية، ويعيد بناء المؤسسات الوطنية القادرة على تحقيق الأمن والازدهار. ويؤكد أن الأمر يتطلب نهجًا دبلوماسيًا عمليًا وحساسًا تجاه المشهد الاجتماعي الفريد في الداخل، وهو نهج يبدو أن شخصيات مثل مسعد بولس تختبره من خلال تواصلها مع القادة في شرق وغرب البلاد. وأضاف أيضًا أن «المسار صوب الوحدة سيتطلب على الأرجح تنازلات تحترم التنوع، مع ترسيخ رؤية وطنية مشتركة، وهي عملية أكثر تعقيدًا وحساسية مما كان عليه نظام القذافي المركزي». وأشار في الوقت نفسه إلى «أن المخاطر لا تزال مرتفعة. فالتعامل مع كلا الطرفين من شأنه ترسيخ الوضع القائم، ويعزز الانقسام بدلا من علاجه. كما أن هناك خطر إضفاء الشرعية الجهات الاستبدادية، إن لم تكن الفاسدة، مع تهميش المجتمع المدني والإصلاحات الديمقراطية والعملية الانتخابية التي طال تأجيلها». الحرب لم تنته كما يرى الباحث أن «الحرب الأهلية في ليبيا ربما تكون متجمدة لكن لم تنته. واليوم، تدور المعركة للسيطرة على المؤسسات والعوائد النفطية والاعتراف الدولي. وتبرز زيارة بولس كيف تدار تلك الحرب في المجالس الدبلوماسية وليس فقط عند الجبهة». واعتبر أنه لا زال من المبكر تحديد ما إذا يمكن للتعامل الأميركي قلب الموازين صوب الوحدة، أم مجرد محاولة لتعزيز النفوذ في دولة تعاني انقسام دائم، وقال: «هناك أمر واحد واضح هو أن ليبيا تشتعل من جديد. وهذه المرة، تراقب أميركا الوضع عن كثب». وأضاف: «زيارة بولس ربما أعادت فتح القنوات الدبلوماسية، لكنها لم تحل المعضلة الأساسية التي تطارد ليبيا: وهي كيفية توحيد بلد به حكومتان متنافستان وعشرات من التشكيلات المسلحة، بدون خارطة طريق مشتركة». انقسام مستمر إلى ذلك، يرى الباحث أن «السيناريو الأكثر ترجيحًا هو استمرار الانقسام، مع تعاون تكتيكي بحسب المصالح، مثل توزيع العوائد النفطية أو التعاون الأمني أو تطوير البنية التحتية. أظهرت زيارة بولس رغبة طرابلس وبنغازي في التعامل مع واشنطن، لكن لا يبدو أن أيًا منهما مستعد للتنازل عن السلطة». غير أنه عاد وأشار إلى أن «نهج بولس العملي المعتمد على الحوافز الاقتصادية ربما يغير منطق التعامل. وإذا حافظت واشنطن على علاقات متوازية مع الفريقين في الشرق والغرب، يمكنها ممارسة ضغوط صوب تعايش مصلحي. قد لا يبدو هذا كعملية تسوية سلمية تقليدية، لكنه قد يسهم في تهدئة الأوضاع وتمهيد الطريق لإعادة بناء المؤسسات لاحقًا». ورأى الباحث أن «مستقبل ليبيًا ليس مهيئًا بعد لاختراق دراماتيكي، بل مفاوضات طويلة غير متكافئة. وإذا كانت الإدارة الأميركية جدية، فعليها الاستعداد لعمل بطيء، سيكون غير مثمر غالبًا، لإعادة بناء الدولة الممزقة. وهذا يتطلب درجة عالية من الصبر والمرونة، وهو ما تفتقر إليه الدبلوماسية الأميركية في أغلب الأحيان».


عين ليبيا
منذ 2 ساعات
- عين ليبيا
هدنة جديدة تلوح في الأفق.. واشنطن وبكين تقتربان من صفقة تجارية كبرى
بدأ كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين، الاثنين، محادثات في ستوكهولم تهدف إلى تمديد هدنة تجارية لمدة 90 يومًا، تهدف إلى تجنب تصعيد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه قريب جداً من إبرام صفقة تجارية مع الصين، مشيراً إلى وجود اتفاق مبدئي تم التوصل إليه بين الطرفين. وخلال لقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قال ترامب: 'كما تعلمون، فقد أبرمنا للتو اتفاقاً مع اليابان، ونحن قريبون جداً من إتمام صفقة مع الصين. في الواقع، لقد توصلنا بالفعل إلى اتفاق معين مع الصين، لكننا سنرى كيف ستسير الأمور'. ويأتي هذا الاجتماع قبل موعد نهائي في 12 أغسطس لإبرام اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية، بعد سلسلة من الاتفاقات الأولية التي أوقفت فرض رسوم مرتفعة بين البلدين. ويأمل الطرفان في تفادي تجدد الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية. يأتي ذلك في ظل استعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض رسوم جديدة على قطاعات عدة، منها أشباه الموصلات والأدوية، لكن الإدارة أوقفت مؤقتًا القيود على صادرات التكنولوجيا لدعم المحادثات. وأعرب مسؤولون عن تفاؤلهم بإمكانية فتح هذه المحادثات الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات، وسط متابعة وثيقة من الجانبين. فاينانشال تايمز: ترامب يجمد قيود التصدير لضمان اتفاق تجاري مع الصين ذكرت صحيفة 'فاينانشال تايمز' أن الولايات المتحدة قررت تجميد القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين كإجراء حسن نية لدعم إبرام اتفاق تجاري بين البلدين. ويأتي هذا القرار قبل انطلاق محادثات تجارية في ستوكهولم بين الوفدين الصيني والأمريكي، بقيادة نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، حيث تهدف الجولة الحالية إلى تمديد هدنة الرسوم الجمركية بين البلدين. وأكد مكتب الصناعة والأمن في وزارة التجارة الأمريكية على ضرورة تجنب اتخاذ إجراءات صارمة ضد الصين خلال فترة المحادثات، بهدف حماية فرص عقد لقاء محتمل بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق هذا العام. الرسوم الجمركية على الصلب تهيمن على لقاء ستارمر وترامب في منتجع تيرنبيري رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر سيطرح قضية الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب البريطاني خلال لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منتجع تيرنبيري للغولف في آيرشاير، اسكتلندا. تأتي هذه المحادثات في إطار مناقشات واسعة النطاق حول التجارة وقضايا الشرق الأوسط، حيث يسعى الزعيمان لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. على الرغم من اختلاف خلفياتهما السياسية، أكد ترامب تقديره لعمل ستارمر وقال إنه 'يقوم بعمل جيد للغاية'، قبيل محادثاتهما المقررة يوم الاثنين. وفي بيان للحكومة البريطانية، أوضح أن الهدف من اللقاء هو الدفع نحو تنفيذ اتفاق الازدهار الاقتصادي التاريخي الموقع خلال قمة مجموعة السبع الشهر الماضي، والذي يهدف إلى تقليل الحواجز التجارية بين البلدين. إلا أن الرسوم الجمركية على الصلب، والتي تُعد من الصناعات الاقتصادية الحيوية للمملكة المتحدة، ما زالت قائمة بنسبة 25%، خلافاً لما كان مقرراً في الاتفاق الذي نص على تخفيضها إلى الصفر.


عين ليبيا
منذ 3 ساعات
- عين ليبيا
تقرير: الحروب التجارية الأمريكية تُكبد الاقتصاد العالمي خسائر تقدر بـ2 تريليون دولار
أظهرت أحدث التقارير الاقتصادية أن الحروب التجارية التي أشعلتها الإدارة الأمريكية، والتي شملت فرض رسوم جمركية غير مسبوقة، ستكلف الاقتصاد العالمي خسائر ضخمة تقدر بـ2 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2027. وتعكس هذه الخسائر حجم الصدمة التي أحدثتها السياسات التجارية الأمريكية على الأسواق العالمية، إذ وصلت الرسوم الجمركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وفقًا لتقديرات وكالة 'بلومبرغ إيكونوميكس'. وتُظهر البيانات أن معدل الرسوم الجمركية الأمريكية الحالي يفوق بمقدار ستة أضعاف ما كان عليه في بداية ولاية الرئيس دونالد ترامب، مما أدى إلى إضعاف نمو الاقتصاد العالمي بشكل ملموس مقارنة بالمسار المتوقع قبل اندلاع الحرب التجارية. هذا وتزامن صدور التقرير مع إعلان توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يقضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 15% على غالبية الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة. ورغم هذا الاتفاق، حذرت 'بلومبرغ إيكونوميكس' من أن هذا الإجراء لن يحدث طفرة أو تحسناً ملموساً في اقتصاد منطقة اليورو، متوقعة استمرار تراجع الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بنسبة تصل إلى 0.4% سنويًا. هذا التراجع يعكس الضغوط المستمرة التي تمارسها الحروب التجارية على سلاسل التوريد العالمية، مما يقلص من قدرة الاقتصادات الأوروبية على التعافي والنمو في ظل الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية المتشابكة. وتعد الرسوم الجمركية المرتفعة أحد أبرز عوامل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حيث تزيد من تكاليف الإنتاج والتبادل التجاري، وتضعف ثقة المستثمرين في الأسواق الدولية. ويتوقع الاقتصاديون أن يستمر تأثير هذه السياسات المتشددة في زعزعة الاستقرار الاقتصادي لسنوات مقبلة، مع مخاطر متزايدة من تفاقم النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.