
تحركات أمريكية لحلحلة الأزمة الليبية.. هل تنجح؟
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال استقباله لرؤساء خمس دول أفريقية في البيت الأبيض أن بلاده تسعى إلى تسوية سلمية شاملة في كل من ليبيا، دون أن يكشف عن تفاصيل محددة بشأن تلك الخطة. لكن التصريحات أعادت الملف الليبي إلى دائرة الاهتمام الدولي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط لإجراء انتخابات تنهي المرحلة الانتقالية الممتدة منذ سنوات.
وفي هذا السياق، يقود مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية والشرق الأوسط، مسعد بولس، جهودًا دبلوماسية نشطة، شملت لقاءات مع مسؤولين ليبيين ودوليين، في إطار مساعٍ أمريكية لإعادة ترتيب المشهد السياسي في البلاد.
بولس، الذي يصل إلى ليبيا يوم الأربعاء المقبل، سيعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في طرابلس وبنغازي، في زيارة رسمية وُصفت بأنها الأهم منذ تولي ترامب منصبه مطلع العام الجاري.
مصادر دبلوماسية أوضحت أن بولس سيلتقي في العاصمة طرابلس كلاً من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، لبحث المستجدات السياسية والاقتصادية.
وفي بنغازي، من المرتقب أن يلتقي القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، لمناقشة المسار الأمني والتوازنات الإقليمية.
وفي تصريحات سابقة، اعتبر بولس أن المرحلة الانتقالية في ليبيا أصبحت 'عبئًا على الاستقرار'، وأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو تنظيم انتخابات شفافة تُنهي حالة الانقسام، وتعيد بناء الدولة على أسس ديمقراطية.
كما كشف عن لقاءات متعددة عقدتها واشنطن مع مسؤولين ليبيين ودول فاعلة في الملف، في إطار بلورة تصور أمريكي جديد يشمل مشروع حكم موحد يضم جميع الأطراف.
وأكد بولس خلال مشاوراته الأخيرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، على التزام بلاده بدعم المسار السياسي الليبي، والتنسيق المشترك لضمان استقرار دائم، قائم على احترام السيادة الليبية ووحدة أراضيها.
وكان من المقرر أن تتم زيارة بولس إلى ليبيا في 14 يونيو الماضي، لكنها تأجلت تفاديًا لأي تداخل مع التحضيرات لمؤتمر برلين الذي عُقد في 20 من الشهر ذاته.
ومع استئناف الجولة الدبلوماسية، يعول مراقبون على أن تسهم التحركات الأمريكية في إعادة الزخم إلى العملية السياسية التي تشهد جمودًا منذ فشل إجراء الانتخابات في ديسمبر 2022.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه تفاصيل الخطة الأمريكية طي الكتمان، يبقى نجاح هذه الجهود رهينًا بمدى قبول الأطراف الليبية، وتوافقها على خارطة طريق تنهي الانقسام المؤسساتي، وتؤسس لمرحلة جديدة تضع حدًا لعقد من الفوضى والتدخلات الخارجية.
لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن: هل تمتلك الإدارة الأمريكية ما يكفي من النفوذ والضمانات لإنجاح مبادرتها، أم أن تعقيدات الداخل الليبي ستُبقي هذه الجهود رهينة التوازنات؟
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
مستشار ترامب: ناقشت مع حفتر الدعم الأميركي لجهود توحيد المؤسسات الليبية
قال مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ناقش مع القائد العام لقوات القيادة العامة «دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية الرامية إلى توحيد المؤسسات وتعزيز السيادة وتمهيد الطريق نحو الاستقرار والازدهار من خلال الحوار السياسي». جاء ذلك في منشور للمسؤول الأميركي عبر حسابه الرسمي بمنصة «إكس». وسبق أن قالت قوات «القيادة العامة»، الخميس، إن مستشار الرئيس الأميركي أشاد «بجهودها في تحقيق الأمن والاستقرار داخل ليبيا»، خلال لقاء مع قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر بمقرها في الرجمة، ضمن زيارة إلى ليبيا تستمر يومين. ونقل بيان «القيادة العامة» عن بولس القول إن «هذا الاستقرار يشكل ركيزة أساسية تسهم في حفظ أمن واستقرار دول المنطقة بأكملها»، معبّرا خلال لقائه حفتر عن «رغبة الجانب الأميركي في توسيع آفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويدعم مستقبل التنمية والسلام». وبحسب بيان القيادة العامة، فقد جرى بحث حفتر ومستشار الرئيس الأميركي «آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية»، وناقشا «آفاق التعاون الثنائي بين ليبيا والولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والصناعية، بما يعزز الاستقرار ويدعم مسارات التنمية المستدامة». ويوم الأربعاء، التقى مستشار الرئيس الأميركي كلا من رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، كما شهد مسعد بولس توقيع شركة «مليتة» للنفط والغاز وشركة «هيل إنترناشيونال» الأميركية اتفاقية تعاون لإدارة مشاريع التركيبين «أ» و«هـ» البحريين.


عين ليبيا
منذ 4 ساعات
- عين ليبيا
ترامب: أوروبا ستتحمّل تكلفة الأسلحة الأمريكية الموجهة لأوكرانيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن معظم الأسلحة الأمريكية المنقولة إلى أوروبا ستُخصص لأوكرانيا، على أن يتحمّل الاتحاد الأوروبي كامل تكلفتها، في خطوة وصفها بأنها 'كان يجب أن تُعتمد منذ ثلاث سنوات'. وقال ترامب خلال مؤتمر حول الذكاء الاصطناعي في العاصمة واشنطن: 'لقد أبرمنا اتفاقًا مع الاتحاد الأوروبي، يُلزمهم بتغطية تكاليف جميع المعدات العسكرية، سيتم إرسال الأسلحة إلى أوروبا، ومنها إلى أوكرانيا، وسيتم شراء هذه الأسلحة من شركاتنا الدفاعية داخل الولايات المتحدة'. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الشحنات الجديدة ستشمل بطاريات 'باتريوت' الدفاعية، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي سيعوّض واشنطن عن تكلفتها كاملة، دون تحديد عدد الأنظمة المزمع إرسالها. وفي ظل هذا التصعيد، حثّ وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الدول الأوروبية على 'فتح جيوبها' للإسراع في شراء الأسلحة، بينما أبدت دول مثل فرنسا وإيطاليا والمجر تحفظًا على المشاركة في التمويل، ما يثير انقسامات داخل التكتل الأوروبي. تركيا تدفع نحو السلام وفي سياق موازٍ، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده ستواصل دعم الجهود الرامية لتحقيق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا، واصفًا الجولة الثالثة من المفاوضات التي عُقدت في إسطنبول أمس بأنها 'بنّاءة وموجهة نحو النتائج'. وقال فيدان عبر منصة 'إكس': 'المناقشات عكست توجهاً يركز على النتائج، وهو أمر يستحق الترحيب. التقدم المحرز اليوم يمثل خطوة أخرى نحو التوصل إلى حل'. وشهدت الجولة الثالثة من المفاوضات، التي عقدت في قصر 'سيراغان' بإسطنبول، تقدمًا في ملفات إنسانية، حيث أعلن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي عن تنفيذ عمليات تبادل أسرى واسعة، وتسليم جثامين آلاف الجنود الأوكرانيين، إضافة إلى اقتراح تشكيل ثلاث مجموعات عمل لمواصلة الحوار عن بعد. ومع ذلك، أقرّ ميدينسكي بأن 'الفجوة لا تزال كبيرة' في القضايا الجوهرية، وأن 'اللقاء المباشر بين زعيمي روسيا وأوكرانيا هو السبيل الحقيقي لإنهاء النزاع'. وصول جنود روس محررين من الأسر الأوكراني إلى موسكو فجر الخميس، هبطت طائرة 'إيل-76 إم دي' تابعة للدفاع الروسية في مطار بمقاطعة موسكو، وعلى متنها مجموعة من الجنود الروس الذين تم تحريرهم من الأسر الأوكراني، وفق ما وثقته لقطات نشرتها وزارة الدفاع الروسية. وجاء إعلان الإفراج عن هؤلاء العسكريين مساء الأربعاء، ضمن بيان للدفاع الروسية أفاد بأنهم استعادوا جنودًا من الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بموجب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال مفاوضات اسطنبول في 2 يونيو الماضي. كما شمل الاتفاق إطلاق سراح عدد من أسرى الحرب الأوكرانيين في خطوة متبادلة، وسط تأكيد أن الجنود الروس المحررين سيخضعون للعلاج وإعادة التأهيل في مرافق طبية تابعة للدفاع الروسية. وخلال ختام الجولة الثالثة من مفاوضات اسطنبول، أعلن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي أن الجانبين اتفقا على تبادل جديد للأسرى قريبًا يشمل ما لا يقل عن 1200 أسير من كل طرف.


عين ليبيا
منذ 7 ساعات
- عين ليبيا
محكمة أمريكية تُلغي قرار ترامب بإلغاء «حق الجنسية بالولادة»
قضت محكمة الاستئناف الفيدرالية في سان فرانسيسكو بأن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب لإلغاء حق الجنسية بالولادة في الولايات المتحدة هو أمر غير دستوري. ويأتي هذا القرار تأكيدًا لأحكام مماثلة صدرت عن محاكم أدنى درجة في ولايات مثل ماريلاند وماساتشوستس ونيوهامبشاير، والتي منعت تنفيذ الأمر التنفيذي، معتبرةً أنه ينتهك التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي. وواجه الأمر التنفيذي سلسلة دعاوى قضائية من قبل مدعين عامين ديمقراطيين ومنظمات حقوق مدنية، استندوا إلى أن إلغاء حق الجنسية بالولادة يتعارض مع المبادئ الدستورية الثابتة. ورغم هذه الأحكام، من المتوقع أن تصل القضية إلى المحكمة العليا للبت النهائي فيها، حيث من المقرر أن تناقش المحكمة في أكتوبر القادم دستورية هذا الأمر، في ظل تأجيلها للبت الفوري حتى الآن. ولفتت القاضية دانييل فورست، المعينة من قبل ترامب، إلى أن وزارة العدل لم تقدم مبررًا قويًا يثبت وجود خطر جسيم لا يمكن إصلاحه في حال عدم تنفيذ الأمر التنفيذي. تظل هذه القضية محور جدل قانوني وسياسي واسع حول حقوق المواطنين المولودين في الولايات المتحدة وسياسات الهجرة. وزيرة العدل الأمريكية تبلغ ترامب بورود اسمه عدة مرات في ملفات تحقيق إبستين أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي أبلغت الرئيس دونالد ترامب، خلال اجتماع عُقد في البيت الأبيض في مايو 2025، بأن اسمه ورد عدة مرات في ملفات تتعلق بتحقيقات مستمرة في قضية جيفري إبستين، الملياردير المدان سابقًا في قضايا استغلال جنسي للقاصرات. وبحسب مصادر الصحيفة، فقد حضرت الاجتماع أيضًا شخصيات قانونية بارزة، من بينها نائب وزيرة العدل، حيث تم إبلاغ ترامب كذلك بأن أسماء شخصيات عامة بارزة أخرى ظهرت ضمن وثائق التحقيق. ووفقًا للتقرير، قررت وزارة العدل عدم الإفراج عن مزيد من وثائق القضية في الوقت الحالي، نظراً لاحتوائها على مواد 'شديدة الحساسية'، تشمل صورًا كيدية ووثائق تمس خصوصية الضحايا، فيما بررت القرار بالحفاظ على سلامة التحقيق وحماية الضحايا. وفي حين نفى ترامب مرارًا وجود أي صلة له بقضية إبستين، إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال نشرت في وقت سابق تقريرًا حول رسالة مزعومة يُقال إن ترامب أرسلها لإبستين. وقد نفى البيت الأبيض ذلك ووصفه بأنه 'أخبار كاذبة'، دون نفي رسمي لتورّد اسم ترامب في الملفات. وردًا على التقرير، رفع ترامب دعوى قضائية بتهمة التشهير ضد الصحيفة، في تصعيد جديد ضمن معركة قانونية وسياسية تحيط بالقضية. وتأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه الكونغرس الأمريكي عن استدعاء غيسلين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين، لتقديم شهادتها من داخل سجنها الفيدرالي في تالاهاسي يوم 11 أغسطس 2025، بناءً على مذكرة صادرة عن لجنة الرقابة بمجلس النواب، برئاسة النائب الجمهوري جيمس كومر. جيفري إبستين، الذي توفي في زنزانته عام 2019 فيما وصف رسميًا بـ'الانتحار'، كان يواجه اتهامات خطيرة تتعلق بـالاتجار بالقاصرات لأغراض جنسية في الفترة من 2002 إلى 2005، داخل منازله الفاخرة في نيويورك وفلوريدا. وتضمنت القضية شهادات تفصيلية عن دفع أموال نقدية لفتيات قاصرات واستغلالهن، إلى جانب تجنيد بعض الضحايا لاستقطاب فتيات أخريات، بعضهن لم تتجاوز أعمارهن 14 عامًا.